أنثـــــي الذئـــــاب >>>>>>>> رؤية جديدة

    • أنثـــــي الذئـــــاب >>>>>>>> رؤية جديدة

      بسم الله الرحمن الرحيم

      يسرني أن أقدم لكم الرؤية الجديدة لقصة " الذئب وليلى " من منظور آخر , جاء هذه المرة تحت عنوان " أنثى الذئاب " راجياً المولى أن تنال على القبول والإستحسان .

      [grade='FF0000 0000FF FF0000 0000FF FF0000']رسام الغرام[/grade]



      * لقراءة قصة الذئب وليلى ,,,, أضغط هنا




      أنثى الذئاب


      ما إن أنهت سوسن قراءتها للقصة على متصفحها الإلكتروني حتى شعرت بحزن بالغ لتلك النهاية الحزينة التي آلت إليها ليلى في قصة " الذئب وليلى " لكاتبها رسام الغرام . انحدرت الدمعات تترا على خديها , تأثرت بالقصة أيما تأثر , وأخذت الكثير من التساؤلات تشق طريقاً إلى خلد سوسن : " لمَ أراد الكاتب هذه النهاية لليلى ؟ هل تستحق ليلى فعلاً هذا المصير ؟ أم إنّ للكاتب رؤية واقعية في مصير ليلى ؟ فأتت النهاية من منطلق هذا المنظور , وأن هناك فعلاً ذئاب بشرية تسرح هنا وهناك لاصطياد طرائدها من الفتيات" .
      أحست سوسن بأن أحداث القصة تنقلها إلى غابة للوحوش , لا أحداث قد تتعايشها ضمن واقع حياتي قد تعاصره أي فتاة , وشعرت أن القصة قد أخرجتها من عزلتها الفكرية , إلى ما هو جديد عليها وغريب في ذات واحدة , وبين متأرجح تلك الأفكار بين واقعية القصة , واحتمالية المبالغة فيها خالج سوسن شعور غريب , امتزج ذلك الشعور بين تعاطفها مع ليلى , وخشيتها من أن تؤول هي إلى ما آلت إليه ليلى تلك الفتاة العفيفة , فقررت ـ بعد أن أوغرت قلبها حقداً وكرهاً على جنس الرجال ـ أن لا تتعامل مع مثل تلك الذئاب البشرية , وأن لا تفتح لها منفذاً أو باب خاصة في نطاق الجامعة .
      قضت سوسن ليلتها في أرق من الأفكار , اتخذت خلاله منحاً جافاً مع الجنس المفترس , وفي الصباح أخذت بيدها بعض لوازم الدراسة , ونسخة من قصة " الذئب وليلى " لتجعلها نصب عينيها كلما مرت بذئب من الذئاب في الحرم الجامعي .
      وبينما هي تسير قاطعة المسافة من سكنها الداخلي إلى قاعة المحاضرات إذ بها تسمع صوتاً يناديها : " صباح الخير يا سوسن , كيف أصبحت يا عزيزتي ؟ " , التفتت سوسن بنصف عين , ولمحت طلال : " يا إلهي هذا طلال هل أرد عليه أم إنه ذئب من الذئاب ؟!! " هذا ما حدثت به نفسها , وبعد لحظة قصيرة من الصمت , رفعت القصة , وأخذت تقرأ رسالة " ذياب " الأخيرة لليلى بحنقٍ واختناق: " إنَّ الذي عجزتُ عن أخذه منك وأنت في بلاد الغربة , استطعت أن آخذه منك وأنت بين أحضان والديك …. أنا الذئب يا ليلى " , فأغمضت عينيها وقالت : " لستُ بليلى أيها الذئب " , فتحت سوسن عينيها , وارتبكت للحماقة التي قامت بها , كيف فعلت ذلك مع طلال وهو أكثر من وقف إلى جنبها لأجل الدراسة , استدارت لتعتذر منه , لكن طلال كان قد سبقها مغادراً المكان , وأخذت تحدث نفسها : " يا إلهي هل سمعني طلال أم إنه قد انصرف قبل ذلك ؟!! " , تمنت سوسن أن يكون طلال قد غادر قبل أن يسمعها , بقت تلك أمنية في قلب سوسن وإن لم تكترث لها طويلاً سكنت نيفاً من الوقت وكأنها وقفت حداداً ثم استأنفت سيرها إلى القاعة حتى استقرت على مقعد الدراسة , وهي تردد تلك الرسالة بصوتٍ خافتٍ غيرُ مسموع , وما إن دخل المحاضر لاقياً السلام والتحية على طلابه حتى صاحت به : " لا سلام مع الذئاب " , تعجب الجميع من سلوك سوسن , لكن المحاضر قابلها بابتسامة متكلفة وقال : " صدقتِ يا سوسن فلا سلام مع الذئاب " .
      بدأت هذه المظاهر تكثر في تصرفات سوسن , وبدأ الجميع ينفر منها , حتى الفتيات , لشدة حرصها وتحفظها في التعامل معهن , خشية أن تنقل إحداهن عنها شئ لأخيها أو أي ذئب آخر , بالغت سوسن في ذلك حتى رأت نفسها وحيدة في الجامعة , نفر منها الجميع , فما أن تقرب من جمع حتى ينفض , وما إن تسير في مسير حتى يفرغ , وما أن تلاقي سرباً حتى يضحي سراباً, لم تحتمل ذلك , " فالوحدة أشد قسوة وشراسة من الذئاب " هذا ما أخذت تحدث به نفسها أينما ذهبت , فهي بحاجة إلى الصديقات , وإلى إعادة الحياة إلى مجراها وما كانت عليه قبل قراءتها لتلك القصة , فقررت أن تتناسى تلك الأيام المنصرمة , وأن تعود لطبيعتها , فألقت بالقصة , وأخذت تتقرب من رفيقاتها من جديد .
      شعرت سوسن بحلاوة الحياة ضمن فريق أخوي من الفتيات خالياً من القيود والشكوك , وسارت بها الحياة بجمالها وبساطتها حتى قامت سلطات الجامعة بمعاقبة إحدى الفتيات لخروجها مع ذئب بشري خارج أسوار الجامعة , تأثرت سوسن بهذه الواقعة , واستعادت بذاكرتها ما قرأته في قصة " الذئب وليلى " وعلمت أن الذئاب حقيقة لا من صنع خيال الكاتب , وفي المقابل تذكرت ما آلت إليه حياتها هي حينما اشتد حرصها في التعامل مع الآخرين , وأخذت دوامة الأفكار تدور بها : " ماذا تصنع , هل تتعامل مع الذئاب وقد تقع فريسة أحدهم , أم تتجنب ذلك , وتبقى وحيدة الكل يعتزلها ويضجر منها " , وبين أوج الأفكار وتزاحمها على عقل سوسن قررت أن تتحول إلى أنثى للذئاب تسعى هي إليها و تعمل على ترويضها , وبهذا لن تُفْترس , ولن تبقى وحيدة , وأخذت على عاتقها الثأر والانتقام لليلى ولكل ليلى وقعت فريسة لذئب بشري , وتمنت لو أنها تستطيع أن تصل إلى كاتب القصة فتغرس أنيابها في كبده ليكون أول من تنتقم منه , فهو حتماً ذئب كغيره من الرجال , ولولا حروفه لما تمكن الذئب من افتراس ليلى , لكن هيهات لها ذلك , فهي لا تعرف للكاتب إلا اسمه المستعار , وهذا ما أنقذه منها على حد ظنها .
      خرجت سوسن من صبيحة يومها متزينة بأفخر الحلل والحلي , لإبراز حسنها وجمالها , ومتزودة بالمكر والخديعة والإصرار لاصطياد الذئاب , فأخذت تقترب من ذا وذاك عبر الوسائل المختلفة للتواصل , فهناك من تحادثهم عبر الأنترنت فأخذت تقضي الساعات الطوال في اللاب الجامعي تبحث عن طرائدها عبر برامج المحادثات المختلفة بين ماسنجر وتشات , وهناك من تحادثهم عبر الهاتف أو عن طريق الرسائل القصيرة , ومنهم من تسعى إلى الاتقاء بهم مباشرة في أروقة الجامعة المختلفة , فأخذت تكذب على ذا وتخادع ذاك , فوجدت في ذلك متعة كبيرة , وتسلية ما بعدها تسلية , فهذا تحبه , والآخر تعشقه , والثالث لم ولن تحب رجل قبله أوبعده , فوقع الكثيرين أسرى في شباكها بين محبٍ وعشيق وصديق , ولكنها كانت حريصة على أن لا يحصل أيً منهم ولو على جزء يسير من مبتغاه منها .
      شعرت سوسن بالنصرة والفخر , وهاهي ترى نفسها الآن معشوقة الجامعيين , وأصبح اسمها لامع بين الشباب الكل يتمناها وهي تتمنع فلا يجد طائل منها , الكل يتمنى ذلك إلا طلال , الذي حرص على الابتعاد عنها بعد هذا الانقلاب في شخصيتها , فأخذت تقترب منه بتودد غير مسبوق , تصطنع شخصية الفتاة المسكينة التي تحتاج إلى رعاية واهتمام , ومع استماتتها الملحة في التقرب من قلبه لان طلال , وأخذ يبادلها الحب , شعرت سوسن بميلها لطلال , لكنها أحست بأنه هو ذاته " ذئب ليلى " فكل الذئاب التي قبله لم تؤثر بها إلا هو , فلا بد من أن يكون " ذئب " من طراز رفيع , فعمدت على جذب طلال إلى مستنقع الرذيلة لتكشفه على حقيقته , وتفضح خباياه ثم تنتصر عليه في النهاية , لكنه في كل مرة يظهر لها بقلب أكثر طهراً و نقاء , وحينما فشلت في مبتغاها من طلال , طلبت منه أن ينساها ويبتعد متعللة أن في حياتها من يستطيع أن يمنحها حباً أكثر منه , ظناً منها إنها بذلك ستكسر قلبه .
      ظلت سوسن على ذلك طيلة فترة دراستها الجامعية التي ما لبثت أن اُبْعِدتْ عنها بسبب تدني مستواها التحصيلي , وتدهور معدلها التراكمي , وبذلك خسرت دراستها الجامعية في سبيل الانتقام من الذئاب التي تتوهمهم .
      عادت سوسن إلى منزلها خائبة كسيرة , فلم تحقق لنفسها إلا انتصارات واهية لم ترضي غرورها ولم توازي طموحها , وبقيت على ذلك فترة عادت بعدها لممارسة إدمانها في التلاعب بمشاعر الشباب حتى ظهر طلال من جديد في حياتها , ولكنه أتى اليوم ليطلبها للزواج , ويلح في طلبه , وبعد أمدٍ من التعنت والرفض وافقت سوسن على إقامة خطبة فقط تتعرف من خلالها على شخصية طلال عن قرب , أرادت سوسن بذلك أن تختبره , وتضعه في نفس موضع ذياب حينما افترس ليلى , فعمدت سوسن على تصنع ذات الظروف التي قرأتها في القصة , فطلبت من خطيبها أن يستأجر لهما شقة يقيمان فيها بعد حفل الزفاف , واشترطت أن تقوم هي برفقته لانتقاء الأثاث وترتيبه , وافق طلال ولبى مطالب خطيبته , وحين أخذها لترتيب الشقة , قامت سوسن وغلّقت الأبواب وقالت : " هيت لك " , فدفعها طلال وقال لها : " معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي " .
      خرج طلال مغادراً الشقة تاركاً سوسن تشهق من كثرة ما ذرِفت من دموع . بكت سوسن ألماً وحسرةً على ما اقترفت في حق نفسها وحق خطيبها , بكت سوسن بدموعٍ من دم وعلمت أن الظنون من شأنها أن تقطع الأواصر , وتشتت الشمل , وأخذت تسترجع نتيجة ما اقترفت " نجح طلال في اختبارها , ولكنها سقطت هي من عينه , فماذا جنيت ؟!! , خيبةٌ في الدراسة , و فشلٌ في تكون حياةٍ زوجية سعيدة " .

      خسرت سوسن حب طلال , وخسرت قلبه ولكنها تعلمت أن التأثر بالقصص وإن كانت واقعية لا يجب المبالغة فيه , وتعلمت أيضاً أن الرجل إن كان " ذئب " في قصة ليلى , فهو أيضاً " نبي " في قصة يوسف .



      [grade='FF0000 0000FF FF0000 0000FF FF0000']
      رسام الغرام
      [/grade]
    • مرحبا بك يا رسام الكلمات ...

      أنت أيها الرائع في حضورك ...

      قصة جميلة جدا ...

      نعم ...

      أصارحك عزيزي

      بإن التعامل مع الحنس الآخر يعد أمرا مهما ...

      كيفية التعامل معهم ...

      هذا ما لاحظته خلال دراستي ..

      هم ليسوا وحوش

      عكس توقعاتي !!!

      هم أصدقاء ..

      زملاء ..

      أخوة رائعون ...

      في النهاية اؤمن ...

      بضرورة كون المرء مرنا في التعامل ...

      هذا هو الأهم ...

      لكسب الاحترام من الجنسين ...


      أشكرك عزيزي


      إحترامي لك
      عدت والعود أحمدُ
    • اخي وعزيزي وصديقي رسام الغرام . بل رسام الكلمات..
      لم اقراء القصة بعد ، بل الذي زاد فرحي هو اني كنت ابحث عن رحمه وافتش عنها لعل وعسى اجدها هنا ، والحمدلله وجدتها ، وبعد ذلك سقطت عيني على اسم رسام ، بدون تفكير فتحت الموضوع ولكن لم اقرأى القصة بعد فقط اردت هنا ان ابلغك السلام والتحية ، ولي عتب صغير عليك .. لماذا الانقطاع حتى في الرسائل على النقال يا رسام..

      المهم سوف اقراء أنثى الذئاب الان ولي رجعة اخرى هنا يا استاذي $$e
    • رسام ..

      لك تحياتي .. وأقول لكَ أنت رائع وقصتك جيدة أيضاً ..

      نتمنى أن يكون في عالم اليوم مثل هذه القصة .. بس سؤالي هل تصلح هذه القصة باسلوبها الحالي دون تعديل في الجمل .. فالاسهاب لايُحرك شيئاً من القيمة الخاصة لمتن النص والتعمق في العاطفة لا يستبطن ألوان المشكلات القائمة .. والصور الانسانية لاتعكس الصراع الحيوي المتصل بماعزاه الكاتب في ذات المتنْ .. رغم ان رسام حاول بكل جُهد أن يفصم بين تيار الحياة المتدفق في الحياة الكبيرة الزاخرة وبين الحقائق التي تجعل الانسانية أكثر عُمقاً وترابطاً بقيمة الارث الحقيقي من القيم . والمُثل العلياء .

      على العموم .. أُبارك لرسام هذا الجهد .. وأتمنى له التوفيق في كتابة القصص فهو يستحق منا هذا الثناء .[/font]
      لن تستقيم الحياة إن لمْ يستقم عليها الانسان .!
      لن يُحبّ الله أحداً إلا إذا أحبّ الانسان غيره بصدق ..!!
      الحُبّ الحقيقي تتدفّق عاطفته كما يتدفّق الماء من أعلى قِمّة.!