مسرحية
العالم الثالث
الإهداء
فمن رحم العالم الثالث ولد مانديلا و... و... و... ومن هذا الرحم سيولد التغيير
أسد
هذه مسرحية تحكي قصة حذاء أصبح رئيسا لدولة في العالم الثالث ، والطريقة التي وصل بها إلى موقع الرئاسة
فصل أول
مشهد (1)
مكتب، كراسي، راية سوداء في مركزها دائرة بيضاء، لوحة مكتوب عليها «المقر الجانبي» ولوحة أخرى مكتوب عليها «احذروا الثرثرة واللهو»
لمعان: (يدخل إلى المكتب، يفتش بين الأوراق، فيجد قصاصة ورق، يأخذها ويقرأها)، هذه أيام حمراء، أيام ليست لي، استعد أيها الأحمق لتكرار أغنيتك القديمة دون أن يسمعك أحد، (يحملق في اللوحة) نعم، احذروا الثرثرة، احذروا مجالسة الأصدقاء والزوجة والأبناء.
لا أعرف ماذا يريدون، وحتى هم يجهلون تثبيت عقارب ساعاتهم عند نقطة محددة، بلغت الشائعات أوجها، لكن موكب سيادته تمكن من عبور الخطوط الحمراء. وهاهم يؤكدون بأن المقر قد أُخترق، عادة أبلغ شفهياً عن المهمة القادمة وفي أسوأ الظروف يبلغني رئيس نادي الأحذية بالإشارات السرية المتفق عليها، أما أن تكتب المهمة على ورقة فلم يحدث ذلك طيلة خدمتي منذ عشرين عاماً. أهذه فوضى أم تهديد؟ تذكر واجباتك جيداً يالمعان (يجلس على الكرسي ويلف رأسه بيديه).
درع: (يدخل مسرعاً) يزداد خوفي، العناصر كافة في حالة قلق وترقب، خاصة...
لمعان: كان تغيير المسار ناجحاً، ووصلنا إلى المكان المحدد دون أية مشاكل.
درع: كانت ستحدث أزمة كبيرة، لكن الحظ تدخل لصالحنا.
لمعان: إذا كنا سنعتمد على الحظ والمصادفة في عملنا فقد ندمر ما بنيناه في لحظة.
درع: أنا مع فكرة التدمير، تدمير الهياكل القديمة من أجل بناء جديد وقوي.
لمعان: أنت متطرف وعنيف وحاد.
درع: هذه تهمة تلحق بالمجددين عادة.
لمعان: نرغب بالتجديد ولكن كلُّ على طريقته وبرنامجه السامي.
درع: لقد تحولنا مع الزمن إلى أشبه بمقابر تخبئ أسرار هذه العاصمة على شواهد القبور أو على أوراق الريحان اليابسة.
لمعان: عندما تقع في حيرة بين أزمة ولغز فأفضل دواء للشك هو الصمت.
درع: أحاول أن أدرب لساني على السكوت، وأحاول أن أجعل منتصف النهار ليلي.
لمعان: أنت مرهق ويجب ألا تشغل بالك بالمستقبل.
درع: إذا كنت تقصد بالمستقبل الأجيال فأنا غير متفائل وإذا كنت تقصد غداً أو بعد غد فسنكون هوامشه.
لمعان: أقصد الساعات القادمة، وأشعر بأنها حاسمة.
درع: لم أفهم.
لمعان: أعتقد أن سلامة مولانا في خطر.
درع: انتهت للتو اجتماعات الأركان.
لمعان: أنت عضو نشيط في نادي الشائعات ولديك ما تقوله.
درع: رئيس النادي غير مهتم بالأحداث وممنوع أن أصرخ.
لمعان: أتصرخ؟
درع: نعم، يجب أن أصرخ كي أنقذ القصر من مأساة قادمة.
لمعان: أنت عضو عادي ولن يسمعك أحد.
درع: يحاول نادي الخطط مع نادي الدفاع دراسة الموقف، وقد تمكنا بالاعتماد على نادي الفراسة من فعل شيء ما.
لمعان: ونادي الهجوم؟
درع: هذا النادي رمز للمرض والفساد، لم يتغير رئيسه منذ عشرين عاماً، فقد أصبح كالآلة الصدئة.
لمعان: آ.. خ، آ.. خ من هذه الكلمة - الفساد.
(يدخل مقنعان مسرعين، يضع أحدهما قطعة قماش مبللة بمخدر على فم درع فيسقط على الأرض والثاني يهدد لمعان بالتزام الهدوء، ثم يحملان درع ويخرجان).
لمعان: خُطِفَ صديقي، أهذه تمثيلية أم ارهاب؟ تكلمي يا جدران القصر، ماذا يحدث هنا؟ (يحاول الاتصال دون جدوى).
غازي: (يدخل ويأخذ الهاتف من يد لمعان) مع مَنْ تتصل؟
لمعان: ماذا تريد؟
غازي: دون مقدمات ودون أسئلة.
لمعان: لماذا؟
غازي: قلت دون أية أسئلة، هل قرأت الورقة؟
لمعان: إذن أنت من تركها على المكتب.
غازي: ليس المهم مَنْ تركها، أين الورقة؟ أريدها فوراً.
لمعان: أخبرني ماذا يجري؟
غازي: أي سؤال آخر يصبح مصيرك كمصير درع.
لمعان: أتهدد؟
غازي: لا وإنما أنصح، أنصحك أن تسلمني الورقة بسرعة.
لمعان: أنت عضو عادي ولا يحق لك أن تطلب مني شيئاً.
غازي: كنت عضواً والآن تغيرت الظروف.
لمعان: أنا مع التغيير.
غازي: أمامك خيار واحد وهو أن تكون جاهزاً وحسب التوجيهات والتعليمات.
لمعان: أنا جاهز دائماً.
غازي: أعرف وأقدر مهاراتك وستنفذ هذه المهمة بدقة وحذر.
لمعان: سأنفذ.
غازي: سيقدّر مولانا لك ذلك.
لمعان: هل هذه أوامره؟
غازي: لا تسلْ.
لمعان: وهل درع ضد مولانا؟
غازي: لقد أخطأ خطأً فادحاً وكان سيقر لك، لكن قبضنا عليه قبل كشف السر وشرحه لك.
لمعان: لكنه يقدس مولانا.
غازي: كلنا نقدس سيادته، لكن يجب أن نعرف كيف نقدسه وكيف نؤدي واجب الطاعة، ولهذا السبب أنصحك بأداء مهمتك بقوة وحزم وبألا تنسى التعليمات.
لمعان: لقد أصبحتْ جزءاً من حياتي وربما هي حياتي.
يتبع ....
للتواصل ، ومن يريد النص كاملا
الاتصال على :
assadm20005@gawab.com
العالم الثالث
الإهداء
فمن رحم العالم الثالث ولد مانديلا و... و... و... ومن هذا الرحم سيولد التغيير
أسد
هذه مسرحية تحكي قصة حذاء أصبح رئيسا لدولة في العالم الثالث ، والطريقة التي وصل بها إلى موقع الرئاسة
فصل أول
مشهد (1)
مكتب، كراسي، راية سوداء في مركزها دائرة بيضاء، لوحة مكتوب عليها «المقر الجانبي» ولوحة أخرى مكتوب عليها «احذروا الثرثرة واللهو»
لمعان: (يدخل إلى المكتب، يفتش بين الأوراق، فيجد قصاصة ورق، يأخذها ويقرأها)، هذه أيام حمراء، أيام ليست لي، استعد أيها الأحمق لتكرار أغنيتك القديمة دون أن يسمعك أحد، (يحملق في اللوحة) نعم، احذروا الثرثرة، احذروا مجالسة الأصدقاء والزوجة والأبناء.
لا أعرف ماذا يريدون، وحتى هم يجهلون تثبيت عقارب ساعاتهم عند نقطة محددة، بلغت الشائعات أوجها، لكن موكب سيادته تمكن من عبور الخطوط الحمراء. وهاهم يؤكدون بأن المقر قد أُخترق، عادة أبلغ شفهياً عن المهمة القادمة وفي أسوأ الظروف يبلغني رئيس نادي الأحذية بالإشارات السرية المتفق عليها، أما أن تكتب المهمة على ورقة فلم يحدث ذلك طيلة خدمتي منذ عشرين عاماً. أهذه فوضى أم تهديد؟ تذكر واجباتك جيداً يالمعان (يجلس على الكرسي ويلف رأسه بيديه).
درع: (يدخل مسرعاً) يزداد خوفي، العناصر كافة في حالة قلق وترقب، خاصة...
لمعان: كان تغيير المسار ناجحاً، ووصلنا إلى المكان المحدد دون أية مشاكل.
درع: كانت ستحدث أزمة كبيرة، لكن الحظ تدخل لصالحنا.
لمعان: إذا كنا سنعتمد على الحظ والمصادفة في عملنا فقد ندمر ما بنيناه في لحظة.
درع: أنا مع فكرة التدمير، تدمير الهياكل القديمة من أجل بناء جديد وقوي.
لمعان: أنت متطرف وعنيف وحاد.
درع: هذه تهمة تلحق بالمجددين عادة.
لمعان: نرغب بالتجديد ولكن كلُّ على طريقته وبرنامجه السامي.
درع: لقد تحولنا مع الزمن إلى أشبه بمقابر تخبئ أسرار هذه العاصمة على شواهد القبور أو على أوراق الريحان اليابسة.
لمعان: عندما تقع في حيرة بين أزمة ولغز فأفضل دواء للشك هو الصمت.
درع: أحاول أن أدرب لساني على السكوت، وأحاول أن أجعل منتصف النهار ليلي.
لمعان: أنت مرهق ويجب ألا تشغل بالك بالمستقبل.
درع: إذا كنت تقصد بالمستقبل الأجيال فأنا غير متفائل وإذا كنت تقصد غداً أو بعد غد فسنكون هوامشه.
لمعان: أقصد الساعات القادمة، وأشعر بأنها حاسمة.
درع: لم أفهم.
لمعان: أعتقد أن سلامة مولانا في خطر.
درع: انتهت للتو اجتماعات الأركان.
لمعان: أنت عضو نشيط في نادي الشائعات ولديك ما تقوله.
درع: رئيس النادي غير مهتم بالأحداث وممنوع أن أصرخ.
لمعان: أتصرخ؟
درع: نعم، يجب أن أصرخ كي أنقذ القصر من مأساة قادمة.
لمعان: أنت عضو عادي ولن يسمعك أحد.
درع: يحاول نادي الخطط مع نادي الدفاع دراسة الموقف، وقد تمكنا بالاعتماد على نادي الفراسة من فعل شيء ما.
لمعان: ونادي الهجوم؟
درع: هذا النادي رمز للمرض والفساد، لم يتغير رئيسه منذ عشرين عاماً، فقد أصبح كالآلة الصدئة.
لمعان: آ.. خ، آ.. خ من هذه الكلمة - الفساد.
(يدخل مقنعان مسرعين، يضع أحدهما قطعة قماش مبللة بمخدر على فم درع فيسقط على الأرض والثاني يهدد لمعان بالتزام الهدوء، ثم يحملان درع ويخرجان).
لمعان: خُطِفَ صديقي، أهذه تمثيلية أم ارهاب؟ تكلمي يا جدران القصر، ماذا يحدث هنا؟ (يحاول الاتصال دون جدوى).
غازي: (يدخل ويأخذ الهاتف من يد لمعان) مع مَنْ تتصل؟
لمعان: ماذا تريد؟
غازي: دون مقدمات ودون أسئلة.
لمعان: لماذا؟
غازي: قلت دون أية أسئلة، هل قرأت الورقة؟
لمعان: إذن أنت من تركها على المكتب.
غازي: ليس المهم مَنْ تركها، أين الورقة؟ أريدها فوراً.
لمعان: أخبرني ماذا يجري؟
غازي: أي سؤال آخر يصبح مصيرك كمصير درع.
لمعان: أتهدد؟
غازي: لا وإنما أنصح، أنصحك أن تسلمني الورقة بسرعة.
لمعان: أنت عضو عادي ولا يحق لك أن تطلب مني شيئاً.
غازي: كنت عضواً والآن تغيرت الظروف.
لمعان: أنا مع التغيير.
غازي: أمامك خيار واحد وهو أن تكون جاهزاً وحسب التوجيهات والتعليمات.
لمعان: أنا جاهز دائماً.
غازي: أعرف وأقدر مهاراتك وستنفذ هذه المهمة بدقة وحذر.
لمعان: سأنفذ.
غازي: سيقدّر مولانا لك ذلك.
لمعان: هل هذه أوامره؟
غازي: لا تسلْ.
لمعان: وهل درع ضد مولانا؟
غازي: لقد أخطأ خطأً فادحاً وكان سيقر لك، لكن قبضنا عليه قبل كشف السر وشرحه لك.
لمعان: لكنه يقدس مولانا.
غازي: كلنا نقدس سيادته، لكن يجب أن نعرف كيف نقدسه وكيف نؤدي واجب الطاعة، ولهذا السبب أنصحك بأداء مهمتك بقوة وحزم وبألا تنسى التعليمات.
لمعان: لقد أصبحتْ جزءاً من حياتي وربما هي حياتي.
يتبع ....
للتواصل ، ومن يريد النص كاملا
الاتصال على :
assadm20005@gawab.com
: 
: 
: