زينـــــــــــــــــــــــــــــــــب

    • زينـــــــــــــــــــــــــــــــــب




      كانت أشعر بسعادة وانا أرى صُور الجميلات وصورةٌ لأمي ، في زهوها وفتنتها ، وملابسها المطرزة ، باسلوبٍ رائع جداً ، يُثير الفتنة ، فضلاً عن جمالها الذي زادها روعة وفتـونا .
      رحتُ في خيالٍ بعيد ، وجدت نفسي أمام صورة كبيرة لأمي يوم كانت صَبيّةٍ رائعة ، أحبّتها كثيراً ، وقلت في نفسي : كم أنا رائعة ، اشبه أُمي بالتأكيد .. فصورتي لا تختلف عنها ، إنْ لمْ أكن أجمل منها ، في هذه اللحظة ، كنت أتلطف مع رقتي ، كما لو انني تهيأتُ لمُغازلة نفسي ، يا تُرى هل هو إمتدادٌ طبيعي لها .. أم أن الجمال أختارني . .
      دُهشتُْ وأنا ارى صُورة أمي ، قبل أن تقع عينيها على الرجال ، يوم كانت صبيّة ، كجسد حيّ أمام ناظري ، فأحسّست بسعادة غامرةٍ وبشيء من فرط الارتياح يَطغى عليّ.. وأنا على حالٍ لا يُرضي نفسي ، تمنّيت أن أكون مثل هذه الممثلة ، يُحبني الناس ، اندفعت إلى المرآة ، فإذا بشعري المدفوع إلى الخلف ، في غير عناية .. يُمنِّـيني أن يكون لي جاذبية نسوية ، كجاذبية أُمي وصديقتها ، ثم ألقيتُ بناظري على صُورةٍ عارية ، فاضحةٍ ، قد كشفت عن بعض سِتْرها ، يبدو أن أُمي أخفتها ، خشية أن يراها أهلها ، دسّتها بين طيّات هذا الألبوم . إنها صورة زينب العسكري .! الممثلة الرائعة .!

      وقفت حائرة ، وخوف غير عادي ينتابني ، ترتجف يداها ، ترتعد فرائصها ، تخشى أن تقع عين أحدٌ من أهلها ، على هذه الصورة .. أين تُخبئها ..!؟ يجب أن تحفظ أسرار أُمها ، ماذا لو كشف أبوها هذه الصُورة . أوعلم بأنها اطلعتْ عليها ..!؟ وبقيتُ حائرة . تسللّت إلى غُرفتي دون أن يُحس بها أحد .. وراحت تتأمل الصُورة المثالية . أو هكذا أحسستُ بمثاليتي .. اتقلّب على السرير ، ضممّتها على صدري .. ماذا لو كانت أمي في زماني هذا ؟! أو كنت أنا مثل زينب العسكري ، هل سوف يسمح أهلي بأن أظهر كُل ما منحتني السماء من فتون ورقة وعذوبة ، وجمال .. .. قلت في نفسها .. أنا امرأة عصرية .. عليّ أن أظهر فُتوني، كيفما شئتْ ورغبتْ .. ليس لأحدٍ وِصايةٍ على أحد .. شغلني تفكير ، قطع حبل اتصالي بفضاءاتٍ تأملاتي الممتدة إلى ما لانهاية .. ماذا لو نشرتْ وسائل الإعلام صُورتي .. وكتبت دُونها اسمي .. وأني نسخة أصلية من زينب العسكري .. هل سيشتري الناس صُورتي .. مثلما اشتريت أنا صُورتها ..! ، وهل سيتهافت الرجال قبل النساء على شـراء صُورتي ..؟! قال صوت ، كأنه خرج من المرآة ، نعم ، سوف يفعلون .. أولستِ تملكينَ جمالاً وفتوناً وصَبوةً ، آسرة .. تتفوّقينَ بها ، ربما تكونينَ أكثر من زينب ..!
      صوت أُمي يخترق مسامعي ، كما لو أنها تقرأ أفكاري .. اطمئني ، يا صغيرتي ، فأنتِ رائعة مثلي .. بل انت أحسن من تلك الصور التي رأيْتينها .. أنتِ زينب ذات الحياة الهادئة ، تتقاسم عُيونك غزل صمت وهدوء في سُلوكك ، وتُظهر شفتاكِ دورٌ بارزٌ في الحياة .. قد تختلفين مع تلك الصورة في كثير من الأمور ، ابتداء من الحرية التقليدية ، وانتهاءً باسمك .. فمستقبلك في نجاحك العلمي .. صحيح ، أنكِ تملكين جسد رشيق ، وملامح تأسر الألباب .. ولك مبسم شفاف ، وخصرين لا مثيل لهما .. ولكني لا أدفعكِ إلى مُنافسة الجميلات ..!

      قفزتُ من فوق سريري ، وعلى جسدي مَلاءة بيضاء رقيقة .. ظناً مني أن أُمي تُشاركني أحلامي .. قلتُ وأنا أنظر في المرآة . ، أُمي ، كم أنتِ تعلمين أني صُورة حيّة من الجمال ، أنيقة .. أو ليس من العدل أن أهزم ممثلتي التي كثيراً ما اعتبرتها قُدوتي ، بل مثلي الأعلى ..! ولكن .. وقفتُ ساكتة .. قلت وكأني أناجيها .. بربّك يا أمي .. ألا ترينَ هذه المفاتن ، أجمل من مفاتن أُخريات .. إني أتحرّق شوقاً أن أكون أجمل جميلات الكون كُله ، فأنا لدي ، عينين جميلتين ، كلؤلؤتين في عُمق بحر هادي .. وصدرٍ فاتنٍ، ٍكزمُرّدة في ماءٍ طاهرٍ .. وصَدرٍ يكشف عن غُموض .. يُجسّد آفاق روعة الجمال الذي يتغنّى به الشعراء .. ويضيع بين جنباته المتمتّعون في عالم الهوى والمجون . ونظرت إلى صدرها العاري من كُل شيء .. وقالت بحق السماء .. أو ليس هذا صدراً جذاباً ، يُشعل النار في القلوب .! وحرّكتُ جذعي ، وألقيتُ بنظرة أخرى إلى قوام مُمثلتي ، فوجدت نفسي الأسطورة القادمة التي سوف تستعلي بقوامها وفتونها ، وستهزم به كل ممثلة تجيء بعدي ، إلى عُمرٍ سيمتد بي إلى حياةٍ يستحيل معها المقارنة ..!
      إمتدتْ يدي ، إلى حقيبتي ، ورحتُ أضع الماكياج والروج ، وأُسوي شعري بأناقةٍ ، واهتمام ، يُلفت الانتباه ، كما لو أنها تستعد لدخول المنافسة ..!
      على أثر هزّةٍ كبيرة مسموعة ، فززتُ من الفراش مذعورة ، وعبر نافذتي المُطلة على الشارع ، ألقيتْ بنظري ، أبحث هُنا وهُناك ، علّي أجد بديلاً عمّا يُقلقني .. فإذا بي ارى جَمهرة من الناس يُشكلون حلقة ، تتكدّس أجسادهم ، ويلقون بناظريهم ، بوجوه عابسة ، تتأثر من هول الحادثة ، شاحنة كبيرة اصطدمت بفتاةٍ ، في عقدها الثالث ، حسناء القوام ، ممشوقة القد ، رشيقة الجسم ، فاتنة الجمال ، ذات عينين خضراوين ، غائرتين ، واسعة الحدقتين .. شعرها الذهبي يكاد يُلامس خصرها .. ..قد صفعتْ الشاحنة بجسدها الفاتن على محل ، لبيع الملابس الجاهزة . جهزته قبل أيامٍ من حادثتها هذه ، بكل ما تحتاجه المرأة العصرية .يا إلهي من تكون هذه الفاتنة ، الجميلة .. صوتٌ ، مشحونٌ بحرقة ، ونحيب ، يُفتت الأكباد ، زينب .. زينب . أُمي ماتتْ .. خرجت ، تصرخ ، وأخوها يلحق بها .. يُمسك بها ، انطلقت ، تركض ، حافية القدمين ، والشمس ، تظهر كأنما هي مولود جديد على الحياة .
      لن تستقيم الحياة إن لمْ يستقم عليها الانسان .!
      لن يُحبّ الله أحداً إلا إذا أحبّ الانسان غيره بصدق ..!!
      الحُبّ الحقيقي تتدفّق عاطفته كما يتدفّق الماء من أعلى قِمّة.!
    • تسلم اخي على هالموضوع الجميل
      وجزاك الله خير
      قالو سكتّ و قد خوصمت قلت لهم إن الجواب لباب الشر مفتاح والصمت عن جاهل أو أحمق شرف و فيه أيضاً لصون العرض إصلاح أما ترى الأسد تخشى و هي صامتة والكلب يخسى لعمري و هو نباح
    • زيزي ..

      تحياتي ..

      شُكراً على المداخلة الطيبة والمرور الأطيب

      وتحياتي .. رائعة بحق
      لن تستقيم الحياة إن لمْ يستقم عليها الانسان .!
      لن يُحبّ الله أحداً إلا إذا أحبّ الانسان غيره بصدق ..!!
      الحُبّ الحقيقي تتدفّق عاطفته كما يتدفّق الماء من أعلى قِمّة.!
    • المرتاح ...........



      دوماً تملك كل ما هو مفيد ...


      قرأت قصتك مرات كثير .... و كل مرة كانت تشدني ...


      بقدر ما هي حزينه ....... بقدر ما هي جميلة ...


      جزيل الشكر لك أخي المرتاح ......

      أخي الكريم
    • الحزينه السعيده كتب:

      المرتاح ...........



      دوماً تملك كل ما هو مفيد ...


      قرأت قصتك مرات كثير .... و كل مرة كانت تشدني ...


      بقدر ما هي حزينه ....... بقدر ما هي جميلة ...


      جزيل الشكر لك أخي المرتاح ......

      أخي الكريم




      /////////////////////////////////////////////////////


      اهلا أختي الكريمة ....

      لكِ تحياتي ، فانت رائعة بحق وتستحقين الحياة ..

      ولا غروَ فنحن لا نزال نتعلّم ، وليس لدينا إلاّ ماهو قليل مِمّا في ايدي الناس ..! ثم الشكر موصول لكِ اختي ، فانتِ قارئة جيدة ، تتذوّقين الكلم الطيب ، وتُحاولين أن تستأثري بما هو موجود لديك .. هكذا هي مرابع الثقافة تعتلي بنا بنفس تؤتي أُكلها كل حين ، عند كل قراءة وأخرى . وبالتالي فنحن متواصلون بإذنه تعالي فيما يهم الحياة والناس ، ونترك ما هو غث وليذهب الجفاء الخالي من المعاني والمغزى الحقيقي بعيداً .

      لكِ شكري وتقديري الأخوي .
      لن تستقيم الحياة إن لمْ يستقم عليها الانسان .!
      لن يُحبّ الله أحداً إلا إذا أحبّ الانسان غيره بصدق ..!!
      الحُبّ الحقيقي تتدفّق عاطفته كما يتدفّق الماء من أعلى قِمّة.!
    • نقدم لأخواننا جزيل شكرنا وعاطر امتناننا على التواصل ..

      انتم رائعين بحق
      لن تستقيم الحياة إن لمْ يستقم عليها الانسان .!
      لن يُحبّ الله أحداً إلا إذا أحبّ الانسان غيره بصدق ..!!
      الحُبّ الحقيقي تتدفّق عاطفته كما يتدفّق الماء من أعلى قِمّة.!