أيــــــن الـســعاده...؟!

    • أيــــــن الـســعاده...؟!

      أيــــــن الـســعاده...؟!


      --------------------------------------------------------------------------------

      عاد بعد أن أطل قرص الشمس معلناً يوما ً جديدا أما هو فقد أعلن نهاية يومه .. عاد مسدلاً الستار على أغنية تنبعث من مسجل سيارته العتيقه حتى وصل إلى منزله وولج إليها يسابق خطواته ويسارق النظرات كل ذلك خوفا من نصائح أمه العجوز ودعواتها له بالهدايه ..
      آه ماأبعد غرفته بالنسبة إليه .. فما أن رأى السرير الضائع في فوضوية الغرفه حتى أسقط نفسه نفسه على سريره بعد أن انقضت طاقاته في لعب الورق ونفث دخان سجائره .. لم يستيقظ حتى أذنت الشمس بالمغيب ورحيل الطيور إلى أوكارها .. صحا من نومه ليمارس نشاطاته المعهوده ولكن .. شعوره بالدوار وإختناق نفسه أفسد عليه ماينويه ..لم يطلب الغداء ولم يخرج من غرفته
      اتصل عليه أحد أصدقائه يذكره بموعد الخروج بقوله .. هاه أين نخرج اليوم ..السوق أم الاستراحه أم الملاهي..فرد قائلا:أوه ثلاثية مملة قاتله .. لا لا أريد الذهاب الليله .. فضحك صاحبه ساخرا قائلا لك الحرية ياصحبي ثم أغلق سماعة الهاتف ..
      أعاد ضيقه أشد من الاول حتى كاد أن يقضي عليه..
      قلقت عليه أمه.. طرقت الباب ولكنه لم يرد عليها ولم يستجب فزاد قلقها عليه ..
      فطرقت عليه أكثر ونادته وذكرته بالغداء .. ففاظ منها وخرج .. لا أريد شيئا ياأمي .. لا أريد شيئا .. تركته أمه بعد أن اطمئنت عليه .. هداك الله يابني .. لن يخيبني ظني في ربي سيستجيب لي ولو بعد حين ..
      خرج إلى الشارع وأشعل سيجارته الأولى لهذا اليوم ولكن رماها مردداً: ماذا فعلت لن أحتاجها بعد اليوم .. كان جلوسه على عتبات المنزل موافقاً خروج الناس من المسجد .. فرآه أحد الصالحين وكان من جيرانه ..فسلم عليه وعرض عليه العشاء مع في أحد المطاعمم الفاخره فما رفض وقبل الدعوه وذهب معه ..
      قص ماحدث له طوال السنين الخوالي وكيف كانت حالته لابن جيرانه .. فتأثر واشتعلت فيه الهمه لاصلاح ذلك الشاب
      تناولا العشاء معاً ثم خرجا ودارا في شوارع المدينه وابن الجيران يعرض عليه السعاده الدنيويه والأخروية فلم يتعب معه في اقناعه بالانتقال لحياة جديده سعيده .. سعادة حقيقيه لا وهمية وكانت تلك الصحبة هي مفتاح لباب الحياة الأخرى فما أسعدها من صحبة ليوم واحد امتدت آثارها حتى النهايه..

      منقولة