بعد سيل لم ينقطع من النصائح ، ودّعت وداد خانم جارتها وعادت مسرعة إلى بيتها ، وجلست تسند خدها على راحت كفها ، و بدأت تبحر في عالم من محيطات مجهولة .
من قال أن للمرأة حق التدخل في شؤون زوجها ، أليست طاعة الزوج من طاعة الله . ألم يقول رسول الله ( ص ) لو أن السجود لغير الله كان جائزاً لسجدت المرأة لزوجها ، أسئلة كثيرة بدأت تحفر رأسها ، آه ما هذا الكلام الفارغ ، أكثر من 25 عاماً و لم تدخل مرة واحدة بيت جارتها رجاء خانم فكيف أخطأت و فعلتها بعد كل هذا العمر .
و بعد خطوات تائهة هنا و هناك شرعت بإعداد الطعام ، و بدأت تحفر الكوسا كما كانت أفكارها تحفر رأسها و بعد تثقيبها للكوسا الثالثة توقفت عن الحفر كلياً و عاودت إبحارها من جديد .
ماذا يعني أن يختلي زوجها ساعات طويلة بمطربة معروفة ؟ إن حدودها كزوجة تقف عند قرعها باب غرفته لتقديم القهوة ، و أن تنتظر قليلاً ليأخذ منها الصينية و من ثم تعود أدراجها ، و ماذا يعني أن لا تسمع صوتاً من هذه الغرفة فلربما يكون زوجها يفكر أو لربما يكون نائماً فممكن لهذه الأمور أن تحدث ، و ماذا يعني أن تسمع صوتاً لآهات و تأوهات المطربة من داخل غرفته فقد يكون ذلك جزءاً من اللحن !؟؟؟!
لم يحدث لوداد خانم أن مرّت بمثل هذا الموقف من قبل و بدأت تعرف معنى القول القديم و التحذير من جنس حوّا فما الذي جعل الجارة تتدخل في شؤونها إن لم يكن لرمي البلاء ؟؟!!
كل ما كانت تشعر به وداد خانم ، وكل ما كانت تقوم به منذ نعومة أظافرها كان مرسوماً بدقة لدرجة أن التقاليد و العادات كانت تسري في خطوط موازية لعروقها لتغذي كل عصب من إحساسها . ولابد أنها حفظت بأن المرأة تخرج من بيت أهلها إلى بيت زوجها ومن بيت زوجها إلى القبر ، ولابد أنها كانت تدور حول سرير زوجها سبع مرات قبل أن تأوي إلى الفراش هذا إن لم يكن قد خنقت نفسها برائحة البخور .
لم تخرج من بيتها إلا نادراً وفي مناسبات معروفة ، وكانت تجيب على قرع الباب بقرع مضاد حين تكون وحيده ، تكهنت ذلك و أنا أسمع صوتها مضطرباً على الهاتف حين كنت أسأل عن أبنها ، ولا بد أن أبنها العصبي العنيد قد أجبرها بشكل أو بآخر على أن تسفر عن صوتها و ترد على الهاتف لاستحالة الإجابة برنين مضاد ، لذا كان صوتها مهتزاً وموارياً كامرأة محجبة تضطر إلى رفع طرف يسير من حجابها لرؤية شيء ضروري ، وقد كان كلامها يقتصر على إحدى الإجابتين فقط ، إما كلمة (دقيقة ) و يأتي بعدها صوت ابنها العنيد ، أو ( موهون ) و يأتي بعدها صوت إغلاق الهاتف .
لم يعرف أحد طبيعة الأزمة التي استدعت نقلها إلى المستشفى ، لكنه جرى نوع من الاستنطاق المفصل حين قالت الجارة (( يقطع لساني ليكون أنا السبب )) و بعد إجراء الفحوصات صرّح الطبيب بأن الأمر لا يعدو كونه أزمة عصبية عابرة أثرت على القلب ، و لكن بعد مرور بضع ساعات بدأت العينان تشخصان في السقف و تتحجران شيئاً فشيئاً و في داخلهما دمعة حبيسة .
كان جارها في العناية المشددة كتلة من الشحم و اللحم مصاباً بالتسمم الكحولي ، و قد صرحت تلك المرأة و التي لم تترك لوناً من ألوان قوس قزح إلا و قد امتزج مع وجهها و شعرها و التي لم تكف عن إصدار أوامرها بالويل و التهديد و أثناء فترة هدوء عابرة ، بأنه لم يتناول سوى أربع زجاجات من الوسكي ، أما الطبيب المناوب فقد كان يعقب على الموضوع هازاً برأسه مع ابتسامة عريضة ليعود بعدها إلى المزاج الملغوم مع الممرضة المناوبة .
و هكذا تحولت وداد خانم إلى حمامة ترتعد أمام ثعبان يتقرب منها ، ثديان مكشوفان متصلان بمجموعة الأسلاك تقوم بعمل رتيب ، ويدان تجهدان لإيجاد موطأ إصبع على الصدر لتستر ما يمكن ستره ، و صوت زاجر بدون حياء (( رجعي إيديكي )) رجعي إيديكي رجعي إيديكي .
تسارع نبض الخجل .... جفت الحنجرة .. شخصت العينان ..وفجأة حدث خلل في الشيء الذي يسير موازياً للدم ........... فتوقف القلب بسكتة الحياء .
بقلم S.T
من قال أن للمرأة حق التدخل في شؤون زوجها ، أليست طاعة الزوج من طاعة الله . ألم يقول رسول الله ( ص ) لو أن السجود لغير الله كان جائزاً لسجدت المرأة لزوجها ، أسئلة كثيرة بدأت تحفر رأسها ، آه ما هذا الكلام الفارغ ، أكثر من 25 عاماً و لم تدخل مرة واحدة بيت جارتها رجاء خانم فكيف أخطأت و فعلتها بعد كل هذا العمر .
و بعد خطوات تائهة هنا و هناك شرعت بإعداد الطعام ، و بدأت تحفر الكوسا كما كانت أفكارها تحفر رأسها و بعد تثقيبها للكوسا الثالثة توقفت عن الحفر كلياً و عاودت إبحارها من جديد .
ماذا يعني أن يختلي زوجها ساعات طويلة بمطربة معروفة ؟ إن حدودها كزوجة تقف عند قرعها باب غرفته لتقديم القهوة ، و أن تنتظر قليلاً ليأخذ منها الصينية و من ثم تعود أدراجها ، و ماذا يعني أن لا تسمع صوتاً من هذه الغرفة فلربما يكون زوجها يفكر أو لربما يكون نائماً فممكن لهذه الأمور أن تحدث ، و ماذا يعني أن تسمع صوتاً لآهات و تأوهات المطربة من داخل غرفته فقد يكون ذلك جزءاً من اللحن !؟؟؟!
لم يحدث لوداد خانم أن مرّت بمثل هذا الموقف من قبل و بدأت تعرف معنى القول القديم و التحذير من جنس حوّا فما الذي جعل الجارة تتدخل في شؤونها إن لم يكن لرمي البلاء ؟؟!!
كل ما كانت تشعر به وداد خانم ، وكل ما كانت تقوم به منذ نعومة أظافرها كان مرسوماً بدقة لدرجة أن التقاليد و العادات كانت تسري في خطوط موازية لعروقها لتغذي كل عصب من إحساسها . ولابد أنها حفظت بأن المرأة تخرج من بيت أهلها إلى بيت زوجها ومن بيت زوجها إلى القبر ، ولابد أنها كانت تدور حول سرير زوجها سبع مرات قبل أن تأوي إلى الفراش هذا إن لم يكن قد خنقت نفسها برائحة البخور .
لم تخرج من بيتها إلا نادراً وفي مناسبات معروفة ، وكانت تجيب على قرع الباب بقرع مضاد حين تكون وحيده ، تكهنت ذلك و أنا أسمع صوتها مضطرباً على الهاتف حين كنت أسأل عن أبنها ، ولا بد أن أبنها العصبي العنيد قد أجبرها بشكل أو بآخر على أن تسفر عن صوتها و ترد على الهاتف لاستحالة الإجابة برنين مضاد ، لذا كان صوتها مهتزاً وموارياً كامرأة محجبة تضطر إلى رفع طرف يسير من حجابها لرؤية شيء ضروري ، وقد كان كلامها يقتصر على إحدى الإجابتين فقط ، إما كلمة (دقيقة ) و يأتي بعدها صوت ابنها العنيد ، أو ( موهون ) و يأتي بعدها صوت إغلاق الهاتف .
لم يعرف أحد طبيعة الأزمة التي استدعت نقلها إلى المستشفى ، لكنه جرى نوع من الاستنطاق المفصل حين قالت الجارة (( يقطع لساني ليكون أنا السبب )) و بعد إجراء الفحوصات صرّح الطبيب بأن الأمر لا يعدو كونه أزمة عصبية عابرة أثرت على القلب ، و لكن بعد مرور بضع ساعات بدأت العينان تشخصان في السقف و تتحجران شيئاً فشيئاً و في داخلهما دمعة حبيسة .
كان جارها في العناية المشددة كتلة من الشحم و اللحم مصاباً بالتسمم الكحولي ، و قد صرحت تلك المرأة و التي لم تترك لوناً من ألوان قوس قزح إلا و قد امتزج مع وجهها و شعرها و التي لم تكف عن إصدار أوامرها بالويل و التهديد و أثناء فترة هدوء عابرة ، بأنه لم يتناول سوى أربع زجاجات من الوسكي ، أما الطبيب المناوب فقد كان يعقب على الموضوع هازاً برأسه مع ابتسامة عريضة ليعود بعدها إلى المزاج الملغوم مع الممرضة المناوبة .
و هكذا تحولت وداد خانم إلى حمامة ترتعد أمام ثعبان يتقرب منها ، ثديان مكشوفان متصلان بمجموعة الأسلاك تقوم بعمل رتيب ، ويدان تجهدان لإيجاد موطأ إصبع على الصدر لتستر ما يمكن ستره ، و صوت زاجر بدون حياء (( رجعي إيديكي )) رجعي إيديكي رجعي إيديكي .
تسارع نبض الخجل .... جفت الحنجرة .. شخصت العينان ..وفجأة حدث خلل في الشيء الذي يسير موازياً للدم ........... فتوقف القلب بسكتة الحياء .
بقلم S.T