حياتي و حيائي

    • حياتي و حيائي

      بعد سيل لم ينقطع من النصائح ، ودّعت وداد خانم جارتها وعادت مسرعة إلى بيتها ، وجلست تسند خدها على راحت كفها ، و بدأت تبحر في عالم من محيطات مجهولة .
      من قال أن للمرأة حق التدخل في شؤون زوجها ، أليست طاعة الزوج من طاعة الله . ألم يقول رسول الله ( ص ) لو أن السجود لغير الله كان جائزاً لسجدت المرأة لزوجها ، أسئلة كثيرة بدأت تحفر رأسها ، آه ما هذا الكلام الفارغ ، أكثر من 25 عاماً و لم تدخل مرة واحدة بيت جارتها رجاء خانم فكيف أخطأت و فعلتها بعد كل هذا العمر .
      و بعد خطوات تائهة هنا و هناك شرعت بإعداد الطعام ، و بدأت تحفر الكوسا كما كانت أفكارها تحفر رأسها و بعد تثقيبها للكوسا الثالثة توقفت عن الحفر كلياً و عاودت إبحارها من جديد .
      ماذا يعني أن يختلي زوجها ساعات طويلة بمطربة معروفة ؟ إن حدودها كزوجة تقف عند قرعها باب غرفته لتقديم القهوة ، و أن تنتظر قليلاً ليأخذ منها الصينية و من ثم تعود أدراجها ، و ماذا يعني أن لا تسمع صوتاً من هذه الغرفة فلربما يكون زوجها يفكر أو لربما يكون نائماً فممكن لهذه الأمور أن تحدث ، و ماذا يعني أن تسمع صوتاً لآهات و تأوهات المطربة من داخل غرفته فقد يكون ذلك جزءاً من اللحن !؟؟؟!
      لم يحدث لوداد خانم أن مرّت بمثل هذا الموقف من قبل و بدأت تعرف معنى القول القديم و التحذير من جنس حوّا فما الذي جعل الجارة تتدخل في شؤونها إن لم يكن لرمي البلاء ؟؟!!
      كل ما كانت تشعر به وداد خانم ، وكل ما كانت تقوم به منذ نعومة أظافرها كان مرسوماً بدقة لدرجة أن التقاليد و العادات كانت تسري في خطوط موازية لعروقها لتغذي كل عصب من إحساسها . ولابد أنها حفظت بأن المرأة تخرج من بيت أهلها إلى بيت زوجها ومن بيت زوجها إلى القبر ، ولابد أنها كانت تدور حول سرير زوجها سبع مرات قبل أن تأوي إلى الفراش هذا إن لم يكن قد خنقت نفسها برائحة البخور .
      لم تخرج من بيتها إلا نادراً وفي مناسبات معروفة ، وكانت تجيب على قرع الباب بقرع مضاد حين تكون وحيده ، تكهنت ذلك و أنا أسمع صوتها مضطرباً على الهاتف حين كنت أسأل عن أبنها ، ولا بد أن أبنها العصبي العنيد قد أجبرها بشكل أو بآخر على أن تسفر عن صوتها و ترد على الهاتف لاستحالة الإجابة برنين مضاد ، لذا كان صوتها مهتزاً وموارياً كامرأة محجبة تضطر إلى رفع طرف يسير من حجابها لرؤية شيء ضروري ، وقد كان كلامها يقتصر على إحدى الإجابتين فقط ، إما كلمة (دقيقة ) و يأتي بعدها صوت ابنها العنيد ، أو ( موهون ) و يأتي بعدها صوت إغلاق الهاتف .
      لم يعرف أحد طبيعة الأزمة التي استدعت نقلها إلى المستشفى ، لكنه جرى نوع من الاستنطاق المفصل حين قالت الجارة (( يقطع لساني ليكون أنا السبب )) و بعد إجراء الفحوصات صرّح الطبيب بأن الأمر لا يعدو كونه أزمة عصبية عابرة أثرت على القلب ، و لكن بعد مرور بضع ساعات بدأت العينان تشخصان في السقف و تتحجران شيئاً فشيئاً و في داخلهما دمعة حبيسة .
      كان جارها في العناية المشددة كتلة من الشحم و اللحم مصاباً بالتسمم الكحولي ، و قد صرحت تلك المرأة و التي لم تترك لوناً من ألوان قوس قزح إلا و قد امتزج مع وجهها و شعرها و التي لم تكف عن إصدار أوامرها بالويل و التهديد و أثناء فترة هدوء عابرة ، بأنه لم يتناول سوى أربع زجاجات من الوسكي ، أما الطبيب المناوب فقد كان يعقب على الموضوع هازاً برأسه مع ابتسامة عريضة ليعود بعدها إلى المزاج الملغوم مع الممرضة المناوبة .
      و هكذا تحولت وداد خانم إلى حمامة ترتعد أمام ثعبان يتقرب منها ، ثديان مكشوفان متصلان بمجموعة الأسلاك تقوم بعمل رتيب ، ويدان تجهدان لإيجاد موطأ إصبع على الصدر لتستر ما يمكن ستره ، و صوت زاجر بدون حياء (( رجعي إيديكي )) رجعي إيديكي رجعي إيديكي .
      تسارع نبض الخجل .... جفت الحنجرة .. شخصت العينان ..وفجأة حدث خلل في الشيء الذي يسير موازياً للدم ........... فتوقف القلب بسكتة الحياء .

      بقلم S.T
    • القصة رائعة ..
      ولكني أجدني والقصة تُقحمني إلى أشياء تبدو لي غير واضحة رغم واقعيته .. لأنه في إعتقادي أن الحبكة القصصية او السردية ، لا تخدم الحدث .. فالربكة قد تداخلت بين خروج الفتاة ودخولها المستشفى بسبب وجود جارها ايضاً الموجود في العناية المركزة .. وبالتالي من يكون ( موهون ) هذا .! وأشياء أخرى ، ربما طافت علي بحسن نية .. ذلك أن بعض العبارات كانت شديدة وذات رصانة وقوة لُغوية . أجبرتني للقراءة .. القصة في مجملها حلوة .. وقوة السرد في أحايين كثيرة ساعدها على الظهور .. وإبراز بعض الجُمل والعبارات لأعطاء المشهد الفني أكثر فاعلية ..
      هذا .. وأرجو من الكاتبة أن تعذرني على المداخلة ..
      أنت بالفعل تستحقين الوقوف إلى جانبك .. وتستحقين ايضاً النجاح .
      لن تستقيم الحياة إن لمْ يستقم عليها الانسان .!
      لن يُحبّ الله أحداً إلا إذا أحبّ الانسان غيره بصدق ..!!
      الحُبّ الحقيقي تتدفّق عاطفته كما يتدفّق الماء من أعلى قِمّة.!
    • المرتاح كتب:

      القصة رائعة ..
      ولكني أجدني والقصة تُقحمني إلى أشياء تبدو لي غير واضحة رغم واقعيته .. لأنه في إعتقادي أن الحبكة القصصية او السردية ، لا تخدم الحدث .. فالربكة قد تداخلت بين خروج الفتاة ودخولها المستشفى بسبب وجود جارها ايضاً الموجود في العناية المركزة .. وبالتالي من يكون ( موهون ) هذا .! وأشياء أخرى ، ربما طافت علي بحسن نية .. ذلك أن بعض العبارات كانت شديدة وذات رصانة وقوة لُغوية . أجبرتني للقراءة .. القصة في مجملها حلوة .. وقوة السرد في أحايين كثيرة ساعدها على الظهور .. وإبراز بعض الجُمل والعبارات لأعطاء المشهد الفني أكثر فاعلية ..
      هذا .. وأرجو من الكاتبة أن تعذرني على المداخلة ..
      أنت بالفعل تستحقين الوقوف إلى جانبك .. وتستحقين ايضاً النجاح .



      هلا و غلا بالمرتاح ........

      أنها قصة كتبها لي كاتبها وطلب مني نشرها ، عندما قرأتها أدركت أنه يملك الموهبه لكنه يحتاج إلى الدعم و النقد الصريح ليعرف أماكن الخلل في سرده للقصص ، عندما تقرأها عليك أن تتخيل المشهد .

      عند دخول الفتاه المشفى ، أراد كاتبها أن يصف لنا جو العناية المركزه فأضاف فكرة الجار ( وهوجارها في الغرفة فقط ) أي في العناية المركزه ، أما ( مو هون ) فهي باللغة السورية العامية و تعني ليس هنا ..... و هنا كتبها بالعامية لنشعر بالواقعية قليلاً ..

      عندما قرأتها أدركت أن كاتبها سينجه في كتابة السكتشات ... أو مسلسلات .. لا أدري أنا بانتظار النقد ...


      المرتاح ..

      أتمنى منك أن تعود و تساعدني في فهم مكامن الضعف ....


      كل التقدير لجهودك معنا .......
    • سأقول .. مُقحماً نفسي بصفتي لست ناقداً متخصصاً ( ناقد ) لكني مُطلع أو قارئ .

      أختي العزيزة / إقرأي ما أكتبه لعله يُعينك فقط .. من باب المعرفة ليس إلا مع الأعتذار بحق الكتابة والكاتب .
      بعد سيل لم ينقطع من النصائح ، ودّعت وداد خانم جارتها وعادت مسرعة إلى بيتها ، وجلست تسند خدها على راحت كفها ، و بدأت تبحر في عالم من محيطات مجهولة .
      من قال أن للمرأة حق التدخل في شؤون زوجها ، أليست طاعة الزوج من طاعة الله . ألم يقول رسول الله ( ص ) لو أن السجود لغير الله كان جائزاً لسجدت المرأة لزوجها ، أسئلة كثيرة بدأت تحفر رأسها ، آه ما هذا الكلام الفارغ ، أكثر من 25 عاماً و لم تدخل مرة واحدة بيت جارتها رجاء خانم فكيف أخطأت و فعلتها بعد كل هذا العمر .

      و بعد خطوات تائهة هنا و هناك شرعت بإعداد الطعام ، و بدأت تحفر الكوسا كما كانت أفكارها تحفر رأسها و بعد تثقيبها للكوسا الثالثة توقفت عن الحفر كلياً و عاودت إبحارها من جديد .
      _________________________________________________________

      هنا بدتْ نشوة النجاح وفرحة البداية ، القصة بدتْ بالفعل .. ( بعد سيل ) جميلة جداً العبارة .. وهي بدتْ ، كواجهة مسرحية تصويرية .. وما علينا إلا ان نفتح الستر ثم نبدأ ..!! كان ذلكم الحرف ( الفعل ) هو أول حروف الخروج من الوصفية إلى الدقة والعمق في البعد السردي / القصصي .. وهي النصيحة التي بدأت بها .. لتكتمل بها القصة وتشكل في جنباتها ، كذلك فإن النصائح في اولى بدايات القص كانت بمثابة ريشة كأنما بها ترسم ألوان الحيات أو تداعيات المستقبل .. ومن هذه البداية انطلقت الوانها الزاهية كقوس قزح اللامنتهي ..
      ___________________________________________________لم يعرف أحد طبيعة الأزمة التي استدعت نقلها إلى المستشفى ، لكنه جرى نوع من الاستنطاق المفصل حين قالت الجارة (( يقطع لساني ليكون أنا السبب )) و بعد إجراء الفحوصات صرّح الطبيب بأن الأمر لا يعدو كونه أزمة عصبية عابرة أثرت على القلب ، و لكن بعد مرور بضع ساعات بدأت العينان تشخصان في السقف و تتحجران شيئاً فشيئاً و في داخلهما دمعة حبيسة .
      ______________________________________________________

      إن الوان الفكر والمعرفة التي استدعتها الأزمة / نقلها إلى المشفى .. خلقتْ وضعاً إجتماعياً فريداً يتميّز بطابعه الخاص .. ( وهو الاستنطاق المفصل ) وه وعندي غير مُحبب .. لأن حلاوة التشوق لا تقتصر بدخول المشفى أو استنطاق ، يكون تبعياً ، كلا .. لكن القدر يحملنا إلى ان نفسح المجال أمام إبداعاتنا والحرية هي التي تمنحنا إلى اتخاذ أو صنع قراراتنا .. فبعد الفحوصات ، صرح الطبيب .. ولم يُقرر ,, وهذا التصريح هو نشاط إنساني جاء تصريحاً على ما يبدو ، لا يملكه الطبيب .. ذلك أن الوسيلة في تنفيذها هي في حد ـ فهمي ـ نبش مكنونات عوالم غير مُصاغة فعلياً ؟؟ كيف ..؟ لأن أسرار النجاح تعطينا النظرة الحقيقية لعلم ما نحن بصدده .. وتحميلنا / الوصف . الأختياري فلا ننسب التبعات السلبية لقرارات اتخذناها . مثال ( لم يعرف أحد طبيعة الأزمة التي استدعت نقلها إلى المستشفى ، لكنه جرى نوع من الاستنطاق المفصل حين قالت الجارة (( يقطع لساني ليكون أنا السبب )) و بعد إجراء الفحوصات صرّح الطبيب بأن الأمر لا يعدو كونه أزمة عصبية عابرة أثرت على القلب ، و لكن بعد مرور بضع ساعات بدأت العينان تشخصان في السقف و تتحجران شيئاً فشيئاً و في داخلهما دمعة حبيسة . )
      كان جارها في العناية المشددة كتلة من الشحم و اللحم مصاباً بالتسمم الكحولي ، و قد صرحت تلك المرأة و التي لم تترك لوناً من ألوان قوس قزح إلا و قد امتزج مع وجهها و شعرها و التي لم تكف عن إصدار أوامرها بالويل و التهديد و أثناء فترة هدوء عابرة ، بأنه لم يتناول سوى أربع زجاجات من الوسكي ، أما الطبيب المناوب فقد كان يعقب على الموضوع هازاً برأسه مع ابتسامة عريضة ليعود بعدها إلى المزاج الملغوم مع الممرضة المناوبة .
      و هكذا تحولت وداد خانم إلى حمامة ترتعد أمام ثعبان يتقرب منها ، ثديان مكشوفان متصلان بمجموعة الأسلاك تقوم بعمل رتيب ، ويدان تجهدان لإيجاد موطأ إصبع على الصدر لتستر ما يمكن ستره ، و صوت زاجر بدون حياء (( رجعي إيديكي )) رجعي إيديكي رجعي إيديكي .

      تسارع نبض الخجل .... جفت الحنجرة .. شخصت العينان ..وفجأة حدث خلل في الشيء الذي يسير موازياً للدم ........... فتوقف القلب بسكتة الحياء .
      ... إنها المرحلة الطبيعية التي لم نجد دليلا ً ، يُفجأنا بالنهاية المتوقعة .. لكنها كانت حتمية النتي=جة هي الف ( المتوقع ) فالعوالم المجهولة قرار حتمي ، حينما نجد تسلسل الحدث .. عادة .. حتى ولم يكن متوقعاً أو لم يكن واقعاً .. لكن ما يُدهشنا يبقى مفقوداً هنا ( راي فقط ) فسكتة الحياء .. هنا .. عذبة الروح ../ صعبة الفراق / ياخذنا الشوق أو الحنين الداخلي إلى منولوج ، يقحمنا إلى شوق دائم إلى الرحيل .. فإذا كنا في رحلة ما.. فبعد حين يأخذنا الحنين إلى دهشة المشاهدة .. لا إلى حب الترحال .!!

      وفي النهاية .. الحقيقة أنا قرأت واستمتعت بأجواء القص .. لأنها منحتني القدرة على المتابعة لأعظم القيم وأجمل المبادي .. وهي الايام الخوالي التي قضيناها ، لنظل نرقب ذلكم اليوم البعيد .

      وتحياتي .. الخاصة لك بعمق .. لذا فأنت رائعة بحق .
      لن تستقيم الحياة إن لمْ يستقم عليها الانسان .!
      لن يُحبّ الله أحداً إلا إذا أحبّ الانسان غيره بصدق ..!!
      الحُبّ الحقيقي تتدفّق عاطفته كما يتدفّق الماء من أعلى قِمّة.!