وشاح أحمر صوفي..

    • وشاح أحمر صوفي..

      أحبها..حب نادر الوجود...تنفس من هواء عشقها..عرفها..تعمق بمعرفتها..عاشوا علاقة صادقة,حقيقية,بريئة..
      لن ينسى ذلك اليوم..يوم التقى بها عند الموقف..كانت تحتمي بسقفه من غزارة الأمطار ذات القطرات المتراقصة..
      وجهها جميل,تعابيرها رائعة,ارتعاشاتها من شدة البرودة جذبت انتباهه.نظر إليها..بادلته النظرات..طال انتظارهما للباص..فكان لابد من فتح موضوع للحوار..أو حتى تهافت همسات و كلمات.."الجو بارد جدا اليوم".."نعم" قالتها ترتجف بردا و خجلا..
      لم يعتقد أنه سيحبها ..و لكنه أعجب بها..أصبح يتردد لذات الموقف و يقف بذات المكان..لم تجمعه الصُدَف معها كثيرا..إلا أيام قليلة و مرات معدودات..و كالبذرة نشأت العلاقة بينهما..سقوها بنظراتهم,كلماتهم و همساتهم..حتى كبرت و تفرعت..بل و أصبحت حقيقة لا خيال ولا توهم..
      في اليوم التاسع من الشهر أعلنا حبهما لبعضهما..يوم لم و لن ينسَه و لن ينسَ تاريخه..اعتبره يوم ولادته..يوم نشوء حياته..بل يوم ميلاد الحب..
      في اليوم التاسع من كل شهر كانا يحتفلان...يتبادلان الهدايا..يلقي أجمل قصائد الغزل في حبها..و تلقي أجمل و أطيب المشاعر بين يديه..و يمضي الزمان..و تمضي الأيام..
      يسير في الشارع في سوق كبير ,فيلفت نظره وشاح أبيض صوفي في إحدى المحلات ..أعجبه و رأى أنه سيكون جميلا عليها..فاشتراه ليقدمه لها في عيد ملاد حبهما..
      ينتظر ذلك اليوم بفارغ الصبر..ليمشيان مع بعضهما بجانب البحر..يستمعان لأصوات الموجات التي لم تكن أقوى من صوت دقات قلبيهما.. بشوق يقدم لها الوشاح..تحمله بفرح و تضعه على كتفيها...و تقدم له بالمقابل ساعة بسيطة ما لبث أن وضعها ....و إن كانت هداياهما متواضعة إلا أنها أجمل و أغلى ما يملكان.
      يعيشان بجو هادئ رومانسي..لحظات..ثم تشتت جوهما..حين ظهرت و علت أصوات شابان يتشاجران..
      لا يليق له الوضع فيفضل تغيير اتجاه مسيره ليمضي معها في الاتجاه المعاكس..يلتفت هو..و تدير وجهها هي لتتبعه..حتى تخترق ظهرها رصاصة ضلت طريقها من أحد الشابين..
      علت الصرخات..,ذرفت الدموع لا إراديا..,جحظت العيون...و هو جمع الصرخات و الدموع و جحوظ العينين..
      أمسكها بيديه هاتين..يديه اللتان تلوثتا بدمها...وقع على ركبتيه..و هي..هي كالعصفورة الجريحة تموت على ذراعيه..
      "أحبك"تلفظها و تلفظ معها آخر أنفاسها..لتودعه و تودع الحياة.... و أخيرا..تهوي يدها أرضا..!
      "لاااااااا... لا أرجوك لا...يااااااارب.." صرخها حتى خرجت مع روح الفتاة و علت و علت و وصلت للسماء..
      في ذاك الظلام الكاحل و الليل المعتم...بقعة ضوء سلطت عليهما...لتعلن نهاية حياتها..
      و مياه البحر تنظف و تزيل آثار دمائها..و صرخات قلبه لا تنتهِ ....يحمل الوشاح بكلتا يديه.."لون دماءك هو الاجمل..لون د ـمـ ـاءكـ هو الأ ـجـ ـمـ ل"..يقولها و يذرف الدموع..دموع حزن..دموع يأس..دموع ألم..
      ثم تستدل الستارة و تضج الصالة بأصوات التصفيق..!
    • وأنا اتابع الاحداث والوقائع كنت ادرك ومتخوفه من النهاية


      إذن كنا امام مسرح كبير ؟؟!!


      قصة جميلة عزيزتي وسرد جميل

      تسلمي

      اتمنى ألا يكون هذا هو أخر المطاف بك ها هنا

      ننتظرك بشوق
      "أسألك يا إلهي أن تغفر لأبي وترحمه وتغفر لجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات"