في ذلك اليوم كنت خارجة من المستشفى . . . فوجدت عجوزاً تريد ركوب سيارة أجرة قد قامت بإيقافها . . . فعرضت عليها المساعدة ، ففرحت بها ووافقت . . . فحملتها معي في السيارة . . . فعلمت بعد قليل أنها جارتنا . . . فلم أسمح لها بالرحيل عن بيتي إلا بعد أن أقوم بضيافتها . . . فوافقت بعد إصرارا مني . . . وعندما كنا نتناول شيء من التمر . . .
قالت : يبدوا عليك الصلاح .
قلت في خجل : الحمد لله .
قالت : أريد أن أسألك سؤالا .
قلت : تفضلي يا خالة .
قالت : هل يجوز أن أقاطع أخي .
قلت :هذه قطيعة رحم يا خالة .
قالت :اسمعي قصتي . . . وبعد ذلك أحكمي ...
قلت : قولي يا خالة فأنا كلي آذان صاغية لك . . .
قالت : في ليلة شديدة السواد قام أخي بخطفي من أحضان أسرتي وأركبني قافلة ذاهبة إلى الأراضي المقدسة . . . ولما وصلنا قام ببيعي على رجل من أشراف ذلك البلاد ... وأخذ الدراهم ورحل . . . وتركني بين براثن أولائك الناس . . ولكن رحمت ربي وسعت كل شيء . . . فقد كان صاحبي من النوع الذي يخاف الله ... فلما رآني رق لحالي ... ولم يكلفني إلا بتربية الأولاد . . . لما رأى مني حسن الخلق . . . وطيب المعاملة . . . ورجاحة العقل . . . وعلم أني من أشراف قومي ... ولكن مع طيب المعاملة بدأت أشعر بعدم رغبة في الطعام ... وزاد ذلك نحيبي كل ليلة ... فرق قلبه علي ولم يكن في وسعة عمل شيء ... وذات يوم ذهب للعمرة ... فوجد بعد التقصي والسؤال رجلا من أشراف بلادي ... فطلب منه سيدي أن يسمح له بضيافته معنا (أي في بيت سيدي ) ليوم واحد . وافق الرجل ... وعند وصول سيدي للبيت طلب من أهله أن تحظرن في مجلسه ... فنادتني ، وما كنت أعلم لماذا ... فلما دخلت عليهم عرفت شيخ قبلتي . . . وعرفني فقصصت عليه الحادثة ... فغضب مما فعله أخي . . . فأعادني إلى أمي وأبي الذين لي ليس لهم غيري وأخي ... وقد بحثوا عني طويلا في أنحاء بلادي ... مع العم أن الرحلات البعيدة في ذلك الزمان تحتاج إلى قافلة فلا وجود للسيارات في ذلك الوقت ... فعندما أنهت كلامها . قالت هه ما رأيك ، ونظرت إلي فوجد عيناي وقد غرقتا بالدموع فقمت وبدون شعور أحضنها وأقبل رأسها .
وقلت : لا علم لي بسؤلك . ولكن جزاك الله خيرا على صبرك .
والقصة حقيقية لأني تأكدت من مجموعة من نساء قبيلتها ومن أقاربها .
الأمل
قالت : يبدوا عليك الصلاح .
قلت في خجل : الحمد لله .
قالت : أريد أن أسألك سؤالا .
قلت : تفضلي يا خالة .
قالت : هل يجوز أن أقاطع أخي .
قلت :هذه قطيعة رحم يا خالة .
قالت :اسمعي قصتي . . . وبعد ذلك أحكمي ...
قلت : قولي يا خالة فأنا كلي آذان صاغية لك . . .
قالت : في ليلة شديدة السواد قام أخي بخطفي من أحضان أسرتي وأركبني قافلة ذاهبة إلى الأراضي المقدسة . . . ولما وصلنا قام ببيعي على رجل من أشراف ذلك البلاد ... وأخذ الدراهم ورحل . . . وتركني بين براثن أولائك الناس . . ولكن رحمت ربي وسعت كل شيء . . . فقد كان صاحبي من النوع الذي يخاف الله ... فلما رآني رق لحالي ... ولم يكلفني إلا بتربية الأولاد . . . لما رأى مني حسن الخلق . . . وطيب المعاملة . . . ورجاحة العقل . . . وعلم أني من أشراف قومي ... ولكن مع طيب المعاملة بدأت أشعر بعدم رغبة في الطعام ... وزاد ذلك نحيبي كل ليلة ... فرق قلبه علي ولم يكن في وسعة عمل شيء ... وذات يوم ذهب للعمرة ... فوجد بعد التقصي والسؤال رجلا من أشراف بلادي ... فطلب منه سيدي أن يسمح له بضيافته معنا (أي في بيت سيدي ) ليوم واحد . وافق الرجل ... وعند وصول سيدي للبيت طلب من أهله أن تحظرن في مجلسه ... فنادتني ، وما كنت أعلم لماذا ... فلما دخلت عليهم عرفت شيخ قبلتي . . . وعرفني فقصصت عليه الحادثة ... فغضب مما فعله أخي . . . فأعادني إلى أمي وأبي الذين لي ليس لهم غيري وأخي ... وقد بحثوا عني طويلا في أنحاء بلادي ... مع العم أن الرحلات البعيدة في ذلك الزمان تحتاج إلى قافلة فلا وجود للسيارات في ذلك الوقت ... فعندما أنهت كلامها . قالت هه ما رأيك ، ونظرت إلي فوجد عيناي وقد غرقتا بالدموع فقمت وبدون شعور أحضنها وأقبل رأسها .
وقلت : لا علم لي بسؤلك . ولكن جزاك الله خيرا على صبرك .
والقصة حقيقية لأني تأكدت من مجموعة من نساء قبيلتها ومن أقاربها .
الأمل
