ليتها لم تعرفني
كنت منهمكة في عملي لدرجة اني نسيت الوقت، انها الخامسة مساء وقت انتهاء الدوام ( القطاع الخاص) خرجت مهرولة وحقيبة يدي مفتوحه نسيت إغلاقها عندما كنت أحاسب صاحب المطعم الذي دائما مايأتي بطلبية الغداء في ساعة متأخرة من وقت الأستراحة ، ومع سرعة اقتحامي للممرات وقعت حقيبتي من يدي وتناثرت كل الأشياء التي بداخلها ومن ضمن تلك الأشياء رسالة مكتوبة كنت قد كتبتها لأحدى صديقاتي المقربات لدي وقد قرأت تلك الرسالة وأعدت قرائتها عدة مرات وكان الأولى بقراءة تلك الرسالة هي ( صديقتي) التي لم أرها قط في حياتي ( ربما تكون معرفتنا ببعض غريبة وتمت بطريقة غريبة ) ولا يسعني المجال لشرح طريقة معرفتي بها ( لأني بعدها قد أدخل في تفاصيل فلم هندي طويل) ،، وكان بالأحرى ان لاأسميها ( صديقتي) بل ( أختي ) لأنها فهمتني أكثر من البقية , وربما لأننا قطبان مختلفين وبطبيعة الأقطاب المختلفة تتجاذب هذا ماجعلنا متواصلين في هذه العلاقة الغريبة ’’’ و بعد ماجمعت أشيائي المتناثرة بسرعة قصوى , ركبت الحافلة ( السلام عليكم وعليكم السلام) ,, جلست في مقعدي المعتاد الأمامي فتحت النافذة فأنبعث منها رائحة النسيم العليل كان وقت العصر ووقت غروب الشمس ،,زاد السائق من سرعته بشكل جنوني وكان يعجبني هذا النوع من التهور ( السرعة) وربما كانت فرصة لزيادة ضوضى الهواء الداخل الذي يحجب بيني وبين سماع حديث البقية من البنات وبطبيعتي الهادئة لا أحبذ الكلام الكثير والثرثرة ,,فتذكرت خليلي الدائم( الموبايل) لا بل تذكرت صديقتي وقد أطلقت عليها ( م.ع.ع) هذا هو لقبها مثل ماقالت لي والذي لم أستطيع تفسير رموزه حتى هذه اللحظة ورفضت أخباري لمعنى تلك الرموز لأدري لماذا؟؟ ,,كنت أتمنى معرفة معنى تلك الرموز وكنت أكرر سؤالها في اليوم عشرات المرات ( أريد ان أعرف معنى م.ع.ع) وكانت إجابتها لي ( مستحيل)،،ماهو نوع الأستحالة في معرفة تلك الرموز؟؟ ، ولكن كنت أحب ان ألقبها ( العنيدة) لأنها كثيرة العناد.. (م) ربما دل على جنونها( مجنونة)، ( ع) وربما دل على عنادها(عنيدة)، (ع) ويدل على عنادها أيضا ، قد يكون فكي للرموز خاطئا وربما تنفجر ضاحكة اذا قرأت تفسيري لتلك الرموز، ولكن هذا ماقدرت أتوصل اليه وهو ( م جنونة وع نيدة ع نيدة) ،عنيدة مكرره مرتين، وربما كانت هذه الصفة هي التي جعلتني متواصلة معها ( صفة العناد) ,,عناد غير طبيعي ،، ومبالغ فيه ,, فتحت هاتفي النقال وكتبت رسالة حلوة وخزنتها في الحافظات الشخصية مجرد مسج ، كان عقلي منشغل بأشياء أخرى تخص العمل ولكن كنت لا أضيع ثانية في حياتي إلا وقمت بأرسال العشرات من المسجات المختلفة الى كل الأقارب و الأصدقاء حتى يظن الواحد فيهم بأنه المقرب لدي أكثر من البقية ( هوس المسجات) ولكن بأستثناء صديقتي العنيدة التي أخصص لها كمية من المسجات الجنونية التي ترفع الضغط وتجلب كل أنواع الجنون ,,كنت أحسدها على صبرها لي وأيضا على طول البال الذي تمتلكه وايضا قوة الشخصية ( الثقة بالنفس)،، دقائق معدودة ,,لقد وصلت البيت أنهيت مهامي المعتادة وذهبت للخلود الى النوم لا بل لقرآة بعض الكتب فتحت الكتاب (أنا عاقد العزم) ربما جذبني اسم الكتاب قرأت الصفحة الأولى والثانية وحتى الصفحة العاشرة ترفض عيني النوم ، سرحت بفكري ياترى أين صديقتي العنيدة أقصد أختي العنيدة؟؟ ماذا تفعل؟؟ خطرت لي فكرة اخرى من عقلي المجنون في كيفية ملاقاتها اوحتى رؤيتها كتبت لها ( في خاطرك شي انا مسافرة زنجبار للعلاج) وكنت أريد كتابة ( في خاطرك شي أنا مسافرة زنجبار عشان أعمل عمل يوصلني لك بسرعة البرق) ولكني تراجعت عن كتابتها ففضلت الرساله الأولى وهي ( للعلاج) حتى لاتستحوذ عقلها فكرة انني مجنونة ،،أنا عاقلة يا (م.ع.ع).. بعدها عرفتني جيدا ماهو اسلوبي الجنوني وكيف ترد علي بالطريقة المماثلة ( انها ذكية جدا) ربما لديها اسلوب الرد المقنع الذي يجعلني -اسكت بعدها ولا أتفوه بأية كلمة ،، ورغم ذلك كثرت أسئلتي لها وحتى لو كنت أملك إجابة تلك الأسئلة إلا انني أسألها عن كل شي وأستشيرها في كل شي حتى أعرف ردة فعلها لكل الأسئلة المطروحة،،أحيانا أتعمد أسأل بعض الاسئلة الخارجة عن المألوف ( كم عدد اصابع يدك) وغيرها من الأسئلة الغريبة ربما كنت استمتع بردودها وإجاباتها ،، ،، أخيرا غلقت كل الأبواب أمامي فكيف بأمكاني محاكاة ومحاورة بنت ذكية وعنيدة مثلها لا لا أستيطع التغلب عليها وربما كنت أمتلك صفة العناد وقد أختفت عندما عرفتها ( عنادي هو نقطة من بحر عنادها)،،،،، عندما وصلت لهذه النقطة المعينة وهي الأعتراف بالهزيمة ، رسلت لها آخر مسج ( ليتني لم أعرفك ) وكان من الأولى أن أرسل لها ( ليتها لم تعرفني).،،،،