عائشة الحنونة...قصة حقيقية

    • عائشة الحنونة...قصة حقيقية

      لا أعرف تفاصيلها كاملة ولكني سأحاول تخيلها وكتابتها لكم بأسلوب بسيط


      لعلنا نستفيد منها جميعا ...


      ففيها العبرة والحكمة والخير ...



      سأرويها لكم باختصار
      سبحان الله وبحمد
    • عائشة..

      أم حنون... وزوجة صالحة ...

      تصلي فرضها بانتظام وفي الوقت بدون تأخير... لديها ولدان ... هما أجمل شيء في الحياة بالنسبة لها..

      تتمنى أن تربيهما على الأخلاق الحميدة وعلى الدين الصحيح .. وأن تكون لهما الأب والأم معا بعد أن فقدا والدهما وهما صغار...

      كانت تخيط بعض النقوش الجميلة وتطرزها بدقة متناهية على الملابس والأثواب التي تأتي بها نساء الحي إليها .. لقاء أجر بسيط ..

      ربت أبنائها أحسن تربية ولم تقصر عليهما بشيء...
      وكذلك أقاربهم لم يقصروا معهم بشيء ...

      كبر الولدان وأصبحا شابين في مقتبل العمر...

      أحمد كان الأخ الأكبر... وقد أكمل دراسته والتحق بالجيش للعمل والاعتماد على نفسه

      وعبدالله .. الأخ الأصغر سنا .. وهو أيضا أكمل دراسته ولكنه ما زال يبحث عن عمل بجانب دراسته في أحد المعاهد الحكومية...

      تزوج أحمد ورزقه الله بولد جميل أسماه على اسم والده (سعيد) ...

      ومرت الأيام...

      هادئة ..

      مستقرة ..

      على الأسرة الجميلة ... وعاشت الأم الحنونة عائشة مع ولديها وزوجة ولدها في محبة واستقرار...

      ولكن الحياة لم تستمر هكذا طويلا....

      ففي أحد الأيام وبينما عبدالله قادم من العاصمة في إجازة نهاية الأسبوع... اصطدمت سيارة الأجرة التي تقله بسيارة أخرى ... أدى الحادث إلى موته مباشرة حيث أنه كان راكب بجوار السائق... والحادث كان قريبا منه أكثر...

      ترى ماذا حدث للأم الحنونة عائشة...؟؟؟

      هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة...
      سبحان الله وبحمد
    • عندما وصل الخبر للأم الحنونة..


      لم تدري ماذا تفعل ولم تصدق من هول المصيبة … ولكنها صبرت واحتسبت… ولم يتوقع الناس أن تكون بهذا الصبر فقد كانت تحب ابنها عبدالله كثيرا …


      ولكنها قوية الإيمان بالله وبالقضاء والقدر… فكانت تردد بصوت خافت والدموع تملاء عينيها المتعبتين وقلبها يعتصر بالألم الشديد لفراق إبنها الغالي… كانت تردد أو تتمتم بعبارة واحدة حسبي الله ونعم الوكيل… حسبي الله ونعم الوكيل…


      ابنها أحمد وزوجته سميره … حاولا ان يهونان عليها المصيبة ولكنهما لم يستطيعا فقد كانت أقوى منهما بثباتها بينما هما غرقا لبضعة أيام في الحزن والأسى على شباب عبد الله … الذي رحل نتيجة استهزاء أحدهم بأرواح الناس على الطريق…بعدم اتباع تعليمات السير …



      مرت الأيام والشهور… يملؤها الحزن وتلفها الهموم والآهات… على قلب الأم الحنون… وهي ترى ابنها الراحل كل يوم في منامها… كان ابنا بارا بها وكان محافظا على الصلاة ولا يسمع الأغاني كغيره الكثير من بني عمره…


      وبعد بضعة شهور من ذلك الحادث… جاءها نبأ سعيد اثلج صدرها … فقد حملت سميرة بابنها الثاني…


      وقد كان ابنها الأول سعيد أكمل السنتين منذ شهرين تقريبا…


      فرحت عائشة بذلك وشعرت وكأن الله تعالى سيعوضها خيرا بأحفادها وولدها أحمد…


      وفعلا.. بعد شهور حمل متعبة .. أنجبت سميرة ولدا وأسموه عبدالله تخليدا لذكرى عمه الراحل…



      ومرت الأيام ….


      أحمد كان يشقى كثيرا ليصرف على أسرته الصغيرة وعلى أمه الحنونة .. ولكن راتبه كان لا يكفي فكانت أمه تحاول أن تطرز الملابس وقد قامت بتعليم سميرة ايضا هذه الحرفة البسيطة لتتسلى بها في وقت الفراغ ولتساعد زوجها على تكاليف الحياة المتزايدة…


      ومن كثرة تفكيره بعياله وكيف يوفر لهم الحياة الكريمة خصوصا في أيام الأعياد والمناسبات… اتجه نحو التدخين وأصبح مهملا لصحته… دائم الشرود… دائم الحزن…


      استمر في التدخين ولم يستمع لنصائح أمه وزوجته… فكان لا يدخن في البيت وانما يدخن في الخارج أو عندما يكون خلال أيام الأسبوع في عمله بعيدا عنهم…


      وبعد سنوات اصبح يشعر بضيق في التنفس ويسعل كثيرا … ويشعر بألم شديد في صدره يضيق عليه كثيرا مع الوقت..


      فذهب لرؤية الطبيب لعله يجد معه علاجا لهذا الداء.. ولكن الطبيب جاءه بنبأ حزين .. فبعد أن أجرى له الفحوصات الطبية والأشعة السينية لصدره .. تأكد من وجود ورم في الرئة اليسرى… وإلتهاب شديد في المسالك الهوائية … فأخبره بضرورة ترك التدخين والذهاب لمستشفى متخصص لعمل باقي التحليلات فلعل هذا الورم يكون خبيثا لا قدر الله…


      المهم…


      حاول أحمد أن يخفي الموضوع عن زوجته وأمه حتى لا يشغل بالهما عليه… وحتى لا يفصل من عمله.. تجاهل الأمر.. واشتد به المرض… وحاول أن يذهب للطبيب مرة أخرى تحت إلحاح وإصرار من أمه وزوجته..

      سبحان الله وبحمد
    • ولكن لا فائدة…!!!


      إنه سرطان الرئة… انتشر سريعا.. ولم يعد بالإمكان السيطرة عليه …


      وابتدأت رحلة الصراع مع المرض ومع العمليات الجراحية والأدوية الكيميائية… وانتهت بموته على فراش المرض بين أحضان أمه الحنونة وزوجته الطيبة…..


      يا إلهي… كم هي مأساة كبيرة حطت على قلب الأم والزوجة والأبناء الصغار… ولكنها إرادة الله تعالى…


      والأم صابرة .. محتسبة … دائمة الشرود والصمت لفترة طويلة من الزمن… لا تشعر بمن حولها… وكأنها وحدها في هذه الدنيا… تمنت لو أن زوجها المرحوم بجانبها … ليساندها .. ويخفف عنها مصائب الدنيا المتلاحقة عليها …


      لجأت لله تعالى … تتلو كتاب الله بخشوع وسكينة… تصلي كثيرا من النوافل… ذهبت لأداء العمرة مع أخيها …


      ومع مرور الأيام ازداد صبرها ويقينها بقدر الله وبأن الله أرحم بعبادة من رحمة الناس أنفسهم.. فوكلت أمرها له سبحانه… ولم تيأس… وذلك بمساعدة إخوانها وأخواتها…


      وما كان يهون عليها مصيبتها بإبنها البكر أحمد .. أنه ترك ولدين صغيرين بحاجة لرعاية وحنان.. فكانت تتصبر لأجلهما ..



      وبعد مرور سنتين على وفاة أحمد… جاء رجل ليخطب سميرة من أهلها لتكون أما لابنته اليتيمة التي ماتت أمها ايضا بالسرطان قبل سنة… طفلة صغيرة لا يتجاوز عمرها الثلاث سنوات..


      ولكن سميرة رفضت وحاولت أن تقنع اهلها بأنها تريد أن تهب حياتها لولديها اليتيمين…

      حاول أهلها معها ليقنعوها بالقبول بهذا الرجل زوجا لها وابا لإبنيها اليتيمين اللذان هما في أمس الحاجة لأب يحبهما ويعطف عليهما.. فكانت مترددة كثيرا… وكانت تفكر بعمتها أم أحمد .. ماذا ستقول وهل سترضى بهذا الزواج … وكيف لها أن تتخلى عنها وهي في أمس الحاجة إليها…؟؟؟


      ولكن الأم الحنون ( عائشة ) .. بعدما سمعت بالخبر ذهبت لسميرة وقالت لها: ابنتي سميرة.. وافقي على هذا الزواج.. فصالح رجل طيب القلب وقد ذاق نفس الألم الذي ذقتيه وسوف يعامل أبنائك بعطف وحب إذا أنت عاملتي إبنته بحب … كما أنه جار لنا وسوف اراك وأرى حفيدي الصغيرين دائما وسآتي لزيارتك ومساعدتك في تربيتهما …


      وبعد حوار طويل .. اقتنعت سميرة بالزواج من صالح … وتم الزواج .. ولكنها لم تستطع أن تعيش في البيت الملاصق لبيت عمتها .. فطلبت من زوجها أن يشتري بيتا بعيدا قليلا حتى لا تسبب الحزن لعمتها برؤية سميرة مع زوج آخر غير ابنها الراحل…



      وهكذا … عاشت عائشة الأم الحنون .. في حب حفيديها اللذان يذكرانها بإنيها المتوفيان… وكانت دائمة الدعاء لهما بالمغفرة والرحمة …


      فيا لها من أم حنون… ويا له من قدر ذلك الذي عاشته…


      فهل لنا أن نتعلم ونعتبر من قوة صبرها وقوة إيمانها بالله وبالقضاء والقدر؟؟!!


      (بنت قابوس) ……. ( بنت عمـــان)


      سبحان الله وبحمد
    • ما أروع الأم الصابرة المؤمنة بالله والمؤمنة بالقضاء والقدر!

      انها حقاً أماً مثالية تستاهل ان ينحني لها الرؤوس إكراماً وتحية لها .

      اشكر الاستاذة بنت قابوس على سرد هذه القصة الرائعة والتي اتمنى لها كل التوفيق
    • إنا لله وإنا إليه راجعون

      أهلا بنت قابوس

      قال تعالى "والذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إننا لله وإنا إليه راجعون "
      فلا راد لقضاء الخالق بكل بساطة توجد أمور في هذه الدنيا بعضها نكون مسيرين فيها وبعضها نكون مخيرين فيها ، فليس لنا إلا أن نقبل بالقضاء والقدر "إن الله مع الصابرين" إن هذه الحياة الدنيا دنيا المصائب ففي حياتنا نمر على الأتراح أكثر من الأفراح "وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور" والحمدلله فإن الخالق خلق لنا ميزة النسيان هذه النعمة الجميلة
      قال تعالى " المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا"
    • ما اروع الصبر وما اجمل الإرادة

      سرد جميل لقصة واقعية ربما نعيش لمثلها في المستقبل

      لك الشكر والتقدير

      بأنتظار روائعكِ دائما

      مودتي
      أكتب ما اشعر به وأقول ما أنا مؤمن به انقل هموم المجتمع لتصل الي المسئولين وفي النهاية كلنا نخدم الوطن والمواطن

    • ما أروع هذه الأم وما أروع صيرها
      وقوة إحتسابها للأجر
      هكذا يجب أن نكون ولن يضيع لنا عمل بإذن الله تعالى
      ذكرتني بقصه لأمرأه عجوزه كانت جارة لنا في البلد ولها ولد متزوج وليس له اولاد
      وكان مريض بالسرطان وقد توفي في يوم جمعه كما قد مات أخوه الأصغر قبله بمده قبل ان يتزوج
      تشبه كثيرا من قصة المرأه وزوجة ولدها ايضا
      ولكن الفرق ان عائشه لديها أحفاد أما هذه فلا أحد لها إلا الله
      وقد تزوجت أرملة ولدها ايضا ورزقت بـ4 أبناء وبعد ذلك أصيبت بمرض غريب وماتت أيضا
      وهذه المرأه الآن تحن على اولاد أرملة أبنها
      على فكره أرملة ولدها هي ابنة أختها وعندما مرضت أتهمت تلك العجوز بأنها ساحره وأنها
      هي من أكلت زوجها وولديها وتريد الآن ان تأكل أرملة ولدها وحاربتها اختها لأنها اعتقدت انها ساحره والمسكينه فقدت كل شئ في حياتها وهي صابره ايضا
      فأين نحن من هذه المرأه وأجرها العظيم عند الله
      .............
      شكرا لك عزيزتي وبارك الله فيك
      :)
    • شكراً أختي على القصة الرائعة التي تعلمنا الصبر وطاعة الله والتوكل على الله والصبر على الشدائد.
      اتمنى لك التوفيق دائماً:)
      لم أعد أهتم فمن رحل بإرادته يموت في أعماقنا بإرادته :thumbsup: :thumbup: