السلام عليكم
كتبت لكم هذه القصة التي حدثت لي ... سأترككم مع القصة
ما أقساك يا قدر .... !!!
تعرفت على هذا الفتى في رحلتي الأولى لأداء العمرة .. كنت حينها في السنة الأكاديمية الثالثة .. وكان في سنته الأولى في كلية المعلمين بصلاله .. اسمه يدل على طبعه .. اسمه ( ***** ) فقد كان مبتسما طوال الطريق إلى مكة المكرمة .. قبيلته تدل على شخصيته ... ( ***** ) فقد كان فارسا من فرسان تلك الرحلة الشاقة والممتعة في نفس الوقت !
أذكر في إحدى مواقفه معنا .. أنه اجتمع بنا واقترح علينا اقتراحا لنرفعه إلى أمير الرحلة .. طلب منا أن نساهم ولو بمبلغ بسيط لكي نصلح الأعطال الطارئة التي حلت بالحافلة أثناء مسيرنا إلى المدينة المنورة .. اجتمع بنا وكان الفتى الوحيد الغريب من بيننا ... فقد كنا من بلدة واحدة ... عدا ( **** ) فقد كان من بلدة أخرى !
كانت آخر لحظة جمعتني به عند رجوعنا إلى البلاد ... ودعته وأنا أقول له بابتسامة عريضة : ( خلنا على اتصال يا عزيزي، والله يوفقك في دراستك ) .. كان ذلك في شهر أغسطس 2003 م .
أبعدتنا عن اللقاء ظروفٌ ... وجمعتنا في البعاد حروفُ
وقربتنا في الغياب طيوفٌ ... ففرقتنا عن اللقاء حتوفُ
لم أره من ذلك اليوم ولم أسمع صوته، كانت الرسائل بيننا فقط، لم يتصل بي ولم أتصل به، ليس من بخل ولكن لا أدري لماذا ؟!! ..... مرت أيام ولم أستقبل رسائله ... انه على غير عادته !! ... وفي يوم من الأيام قررت أن أفاجئه بزيارة إلى منزله الذي لا أعرفه أين يقع ! كل ما أعرفه هو اسم قريته فقط. لم أخبره عن زيارتي فقد قررت أن أجعلها مفاجئة .. هل سيعرفني بعد أربع سنوات من الانقطاع؟ هل سيتذكر ملامح وجهي ؟
انطلقت بسيارتي، آملا أن أصل إليه في وقت مناسب للزيارة ... وعند وصولي إلى مدخل القرية، تأخرت في المسير حيث استوقفني عدد كبير من الرجال تقطع الشارع ! توقفت قليلا وإذ بجنازة محمولة على الأكتاف تمشي مسرعة ( لا اله إلا الله محمد رسول الله، إنا لله وإنا إليه راجعون ) قلتها في نفسي .. قررت بعدها أن أمشي خلف الجنازة، لأكسب الأجر أولا، ولأنني لا أظن أنني سوف أجد (****) في داره، فقد كنت متأكدا أنني سوف أجده مع هذا الجمع .. خلف الجنازة !
انتهينا إلى المقبرة، دفن الميت، وعاد الجميع أدراجه .. جعلت أقلب نظري بين الموجودين .. لعلي أجد ( ****) .ولكن دون جدوى.. عندها قررت أن أكمل مسيري بحثا عن منزله .. مشيت قليلا .. ويا للمفاجئة !! فقد رأيت (****) .. ولكنني رأيته على غير عادته .. رأيته عابسا !! أمسكت بيده وقلت هل: هل تذكرني يا (****) ؟ فنظر إلى بوجه حزين وعيون باكية، ودموع حارة !! تعجبت من أمره .. قلت في نفسي ربما كان الميت من أقربائه .. قلت له: كيف حالك يا (****)؟ أنا (----) الذي كان معك في رحلة العمرة قبل أربع سنوات .. أنا الذي كنت تتبادل معي الرسائل .. أنا الذي ..... الخ. أجهش ( **** ) بالبكاء وقال لي: أنت (----) إذاً، أنت الذي كان يحدثي عنه كثيرا ... أوصاني أخي ( **** ) وهو في مرضه أن أبعث لك تحياته .. لقد دفنا ( **** ) قبل قليل، وأنا أخوه الأكبر أحمد !

كتبت لكم هذه القصة التي حدثت لي ... سأترككم مع القصة
ما أقساك يا قدر .... !!!
تعرفت على هذا الفتى في رحلتي الأولى لأداء العمرة .. كنت حينها في السنة الأكاديمية الثالثة .. وكان في سنته الأولى في كلية المعلمين بصلاله .. اسمه يدل على طبعه .. اسمه ( ***** ) فقد كان مبتسما طوال الطريق إلى مكة المكرمة .. قبيلته تدل على شخصيته ... ( ***** ) فقد كان فارسا من فرسان تلك الرحلة الشاقة والممتعة في نفس الوقت !
أذكر في إحدى مواقفه معنا .. أنه اجتمع بنا واقترح علينا اقتراحا لنرفعه إلى أمير الرحلة .. طلب منا أن نساهم ولو بمبلغ بسيط لكي نصلح الأعطال الطارئة التي حلت بالحافلة أثناء مسيرنا إلى المدينة المنورة .. اجتمع بنا وكان الفتى الوحيد الغريب من بيننا ... فقد كنا من بلدة واحدة ... عدا ( **** ) فقد كان من بلدة أخرى !
كانت آخر لحظة جمعتني به عند رجوعنا إلى البلاد ... ودعته وأنا أقول له بابتسامة عريضة : ( خلنا على اتصال يا عزيزي، والله يوفقك في دراستك ) .. كان ذلك في شهر أغسطس 2003 م .
أبعدتنا عن اللقاء ظروفٌ ... وجمعتنا في البعاد حروفُ
وقربتنا في الغياب طيوفٌ ... ففرقتنا عن اللقاء حتوفُ
لم أره من ذلك اليوم ولم أسمع صوته، كانت الرسائل بيننا فقط، لم يتصل بي ولم أتصل به، ليس من بخل ولكن لا أدري لماذا ؟!! ..... مرت أيام ولم أستقبل رسائله ... انه على غير عادته !! ... وفي يوم من الأيام قررت أن أفاجئه بزيارة إلى منزله الذي لا أعرفه أين يقع ! كل ما أعرفه هو اسم قريته فقط. لم أخبره عن زيارتي فقد قررت أن أجعلها مفاجئة .. هل سيعرفني بعد أربع سنوات من الانقطاع؟ هل سيتذكر ملامح وجهي ؟
انطلقت بسيارتي، آملا أن أصل إليه في وقت مناسب للزيارة ... وعند وصولي إلى مدخل القرية، تأخرت في المسير حيث استوقفني عدد كبير من الرجال تقطع الشارع ! توقفت قليلا وإذ بجنازة محمولة على الأكتاف تمشي مسرعة ( لا اله إلا الله محمد رسول الله، إنا لله وإنا إليه راجعون ) قلتها في نفسي .. قررت بعدها أن أمشي خلف الجنازة، لأكسب الأجر أولا، ولأنني لا أظن أنني سوف أجد (****) في داره، فقد كنت متأكدا أنني سوف أجده مع هذا الجمع .. خلف الجنازة !
انتهينا إلى المقبرة، دفن الميت، وعاد الجميع أدراجه .. جعلت أقلب نظري بين الموجودين .. لعلي أجد ( ****) .ولكن دون جدوى.. عندها قررت أن أكمل مسيري بحثا عن منزله .. مشيت قليلا .. ويا للمفاجئة !! فقد رأيت (****) .. ولكنني رأيته على غير عادته .. رأيته عابسا !! أمسكت بيده وقلت هل: هل تذكرني يا (****) ؟ فنظر إلى بوجه حزين وعيون باكية، ودموع حارة !! تعجبت من أمره .. قلت في نفسي ربما كان الميت من أقربائه .. قلت له: كيف حالك يا (****)؟ أنا (----) الذي كان معك في رحلة العمرة قبل أربع سنوات .. أنا الذي كنت تتبادل معي الرسائل .. أنا الذي ..... الخ. أجهش ( **** ) بالبكاء وقال لي: أنت (----) إذاً، أنت الذي كان يحدثي عنه كثيرا ... أوصاني أخي ( **** ) وهو في مرضه أن أبعث لك تحياته .. لقد دفنا ( **** ) قبل قليل، وأنا أخوه الأكبر أحمد !