بسم الله الرحمن الرحيم ،،،
أدركت الشيخوخة أحد التجار الأثرياء , فعمد إلى توزيع ثروته بين أولاده الثلاثة , ثم باركهم ودعا لهم وأضاف :
بقى فى حوزتي أيها الأولاد الأعزاء حلية ذهبية ثمينة تزينها جوهرة ٌ فائقة ُ الجمال .
إنني أحتفظ بهه الحلية الغالية للولد الذي يحقق أنبل عمل ٍ إنساني خلال عذا العام . هيا أنصرفوا الآن
وعودوا إلى َّ بعد سنة ٍ من هذا التاريخ لينال المستحق ُ منكم هديتي الغالية !!
تفرق الأولاد كل ٌّ إلى جهته , وكل ٌّ يحمل حلمه الزاهي بالقوز بالهدية .. فى الموعد المحدد عاد ثلاثتهم إلى منزل الوالد وأخذوا يسردون قصصهم الواحد تلو الآخر .
قال كبيرهم :
خلال اسفاري المتعددة المتنوعة تعرفت إلى رجل طيب إضطرته ظروفه بعد فترة إلى مغادرة البلد على عجل . فأودع عندي ماله كله دون أن يطلب توقيعي على إيصال يطالبني بموجبه باسترداد المبلغ بعد عودته ..
وعندما أنجز مهمته رجع من سفره وقدم إلي يطلب مني غعادة المبلغ , فأعدته إليه بالكامل دون تردد , على الرغم من أنني كنت أستطيع إنكاره والاحتفاظ به لنفسي .. ألا ترى يا أبي أن عملي هذا يجعلني أهلا ً لحيازة التحفة الذهبية !
إجابه الوالد على الفور : بتصرفك هذا يا بني أديت ما تحض عليه ( العدالة ) لا أكثر .. والعدالة فضيلة كبيرة تدعونا أن نعطي الحق حقه لا أن نأخذه منه ! .
اقترب الولد الثاني وقال لأبيه : كنت أتنزه فى أحد الايام قرب شاطىء البحر عندما شاهدت صبيا طائشا يلهو بجوار الماء ثم يقع فيه .. بسرعة وعفوية هرعت إلى إنقاذه وأعدته إلى ذويه الذين اشتد بهم الجزع وخافوا على الصبي من أن يموت غرقا وهو لا يحسن السباحة ! سل يا والدي اهل القرية ,,
فجميعهم يشهد بذلك .. أفلا تعتقد أيها الاب العزيز أنني استحق الحلية الذهبية على سلوكي الحسن وتصرفي الجميل ؟!
_ سلوكك حسن وتصرفك لا شك فى ذلك .. لكن العمل الذي قمت به يسمى ( المروءة ) أو ( الواجب ) والمروءة خصلة حسنة محمودة .. بارك الله فيك !!
تقدم الولد الثالث من أبيه وقال : عدو ٌّ لدود ٌ يا والدي نغص علي عيشي , وافسد أعمالي وأرق ليلي .. كم تمنيت ان أتخلص منه لتصفو لي الحياة وأنعم بالراحة وتتحسن أوضاعي المعيشية .. ولكن هيهات !
وصادف ان كنت اتجول يوما ً فى الخلاء حين شاهدت عدوي هذا مضطجعا على حافة هاوية سحيقة .. ولم ألمح أحدا ً فى الجوار .. قلت لنفسي : لعل الرجل أغمى عليه وهو سائر .. لا يهم حياته الآن بين يدي .. حانت ساعة الأنتقام , أو بالأحرى أزفت ساعة الخلاص من هذا الخصم البغيض .. يكفي أن أركله بقدمي كي يسقط فى الوادي دون حراك ليس من شاهد على ذلك , وسيعتقد كل من يرى الحادث أو يسمع به أنه كان عفويا ً أو انه قضاء وقدر !!
لكنني لم افعل أيقظته بهدوء وأبعدته عن الخطر !! ما رأيك يا أبي ؟ .
التمعت عينا الرجل العجوز ونطقت أساريره فرحا ً وسرورا ً وقال على الفور :
عملك يا بني رائع جدا ً أدخل السعادة على قلبي .. لقد تعاليت فوق انانيتك وسموت , وانتصرت على نفسك ,, وخذلت شيطانك , وتسامحت وغفرت ! وأرى أنك تستحق الحلية الذهبية بجدارة .. هنيئا ً لك يا ولدي العزيز ،،
وبارك الله فيكم جميعا !!
( من الأدب العالمي المترجم )
هوازم
أدركت الشيخوخة أحد التجار الأثرياء , فعمد إلى توزيع ثروته بين أولاده الثلاثة , ثم باركهم ودعا لهم وأضاف :
بقى فى حوزتي أيها الأولاد الأعزاء حلية ذهبية ثمينة تزينها جوهرة ٌ فائقة ُ الجمال .
إنني أحتفظ بهه الحلية الغالية للولد الذي يحقق أنبل عمل ٍ إنساني خلال عذا العام . هيا أنصرفوا الآن
وعودوا إلى َّ بعد سنة ٍ من هذا التاريخ لينال المستحق ُ منكم هديتي الغالية !!
تفرق الأولاد كل ٌّ إلى جهته , وكل ٌّ يحمل حلمه الزاهي بالقوز بالهدية .. فى الموعد المحدد عاد ثلاثتهم إلى منزل الوالد وأخذوا يسردون قصصهم الواحد تلو الآخر .
قال كبيرهم :
خلال اسفاري المتعددة المتنوعة تعرفت إلى رجل طيب إضطرته ظروفه بعد فترة إلى مغادرة البلد على عجل . فأودع عندي ماله كله دون أن يطلب توقيعي على إيصال يطالبني بموجبه باسترداد المبلغ بعد عودته ..
وعندما أنجز مهمته رجع من سفره وقدم إلي يطلب مني غعادة المبلغ , فأعدته إليه بالكامل دون تردد , على الرغم من أنني كنت أستطيع إنكاره والاحتفاظ به لنفسي .. ألا ترى يا أبي أن عملي هذا يجعلني أهلا ً لحيازة التحفة الذهبية !
إجابه الوالد على الفور : بتصرفك هذا يا بني أديت ما تحض عليه ( العدالة ) لا أكثر .. والعدالة فضيلة كبيرة تدعونا أن نعطي الحق حقه لا أن نأخذه منه ! .
اقترب الولد الثاني وقال لأبيه : كنت أتنزه فى أحد الايام قرب شاطىء البحر عندما شاهدت صبيا طائشا يلهو بجوار الماء ثم يقع فيه .. بسرعة وعفوية هرعت إلى إنقاذه وأعدته إلى ذويه الذين اشتد بهم الجزع وخافوا على الصبي من أن يموت غرقا وهو لا يحسن السباحة ! سل يا والدي اهل القرية ,,
فجميعهم يشهد بذلك .. أفلا تعتقد أيها الاب العزيز أنني استحق الحلية الذهبية على سلوكي الحسن وتصرفي الجميل ؟!
_ سلوكك حسن وتصرفك لا شك فى ذلك .. لكن العمل الذي قمت به يسمى ( المروءة ) أو ( الواجب ) والمروءة خصلة حسنة محمودة .. بارك الله فيك !!
تقدم الولد الثالث من أبيه وقال : عدو ٌّ لدود ٌ يا والدي نغص علي عيشي , وافسد أعمالي وأرق ليلي .. كم تمنيت ان أتخلص منه لتصفو لي الحياة وأنعم بالراحة وتتحسن أوضاعي المعيشية .. ولكن هيهات !
وصادف ان كنت اتجول يوما ً فى الخلاء حين شاهدت عدوي هذا مضطجعا على حافة هاوية سحيقة .. ولم ألمح أحدا ً فى الجوار .. قلت لنفسي : لعل الرجل أغمى عليه وهو سائر .. لا يهم حياته الآن بين يدي .. حانت ساعة الأنتقام , أو بالأحرى أزفت ساعة الخلاص من هذا الخصم البغيض .. يكفي أن أركله بقدمي كي يسقط فى الوادي دون حراك ليس من شاهد على ذلك , وسيعتقد كل من يرى الحادث أو يسمع به أنه كان عفويا ً أو انه قضاء وقدر !!
لكنني لم افعل أيقظته بهدوء وأبعدته عن الخطر !! ما رأيك يا أبي ؟ .
التمعت عينا الرجل العجوز ونطقت أساريره فرحا ً وسرورا ً وقال على الفور :
عملك يا بني رائع جدا ً أدخل السعادة على قلبي .. لقد تعاليت فوق انانيتك وسموت , وانتصرت على نفسك ,, وخذلت شيطانك , وتسامحت وغفرت ! وأرى أنك تستحق الحلية الذهبية بجدارة .. هنيئا ً لك يا ولدي العزيز ،،
وبارك الله فيكم جميعا !!
( من الأدب العالمي المترجم )
هوازم