رواية من تأليفي...
نزلتها للإنترنت من قبل كم سنة..
وها أنا أعيدها ..هنا...
في بيتي الإلكتروني الثاني....
القاسـم
****
نزلتها للإنترنت من قبل كم سنة..
وها أنا أعيدها ..هنا...
في بيتي الإلكتروني الثاني....
القاسـم
****
الإنتقام الدموي
سلسة جرائم القتل الغامضة
مصيبة الحارة
الشيخ " حمود " في الحارة هو الشخص الأكثر سلطة وقوة ونفوذ ، ليس في الحارة فقط بل على مستوى الدولة والكل هنا يشير إليه بالبنان ويقصدونه لتسهيل معاملاتهم ، فصار محبوباً من الجميع لبشاشته وسماحة أخلاقه وذلك رغم هيبته وأن كلمته نهائية ولا أحد يراجعه فيها ، وكما أن للشيخ أصحاب وأصدقاء فكذلك له أعداء و خصوم منافسين في الحارة يسعون لاحتلال مكانته المرموقة ليزداد نفوذهم على حسابه.
والشيخ " حمود " لا يعمل في وظيفة رسمية بعدما توقف عن ترشيح نفسه ليكون عضواً في مجلس " الشورى " ، ولكنه ما زال يملك عدة شركات مقاولة وبناء في السلطنة بالإضافة إلى العديد من المزارع في الحارة وفي مختلف أنحاء السلطنة ، ويوم الشيخ " حمود " يكاد يكون تقليدياً فهو في أيام وسط الإسبوع يذهب صباحاً لتفقد مزارعه في البلد حتى وقت الظهر ليعود للصلاة ومن ثم للغداء لينام بعدهما حتى صلاة العصر وبعد ذلك يذهب للجلوس في سبلة منزله حيث يأتيه الزوار ليطلبوا مشورته أو مساعدته حتى المغرب ، وبعد ذلك يكون في منزله حتى صباح اليوم الثاني وهكذا دواليك ، وفي نهاية الإسبوع يذهب لمسقط ليتفقد بقية ممتلكاته وشركاته.
وبينما كان الشيخ يتجول يوم الأثنين في مزرعته المفضلة والتي تلاصق بيته ، وكالعادة لم يكن هناك أحد مع الشيخ فهو يحب أن يكون منفرداً وأن يردد بعض آيات القرآن الكريم الذي يحفظه عن ظهر قلب منذ صغره ، أو يردد بعض أبيات الشعر المشهورة..
وبينما كان يمشي جاءه صوتٌ من خلفه:
- حمود...
التفت الشيخ لخلفه ليعرف من ذا الذي يناديه وحينما رآه قال بدهشة واضحة وهو يتقدم نحوه :
- أنت؟؟ ولكن متى...
ولم يكمل الشيخ كلامه فقد انغرس سكين حاد في قلبه مباشرة ليخرسه وإلى الأبد..
وذهب الشخص المجهول كما أتى ..بدون أن يراه أحد..
والشيخ " حمود " لا يعمل في وظيفة رسمية بعدما توقف عن ترشيح نفسه ليكون عضواً في مجلس " الشورى " ، ولكنه ما زال يملك عدة شركات مقاولة وبناء في السلطنة بالإضافة إلى العديد من المزارع في الحارة وفي مختلف أنحاء السلطنة ، ويوم الشيخ " حمود " يكاد يكون تقليدياً فهو في أيام وسط الإسبوع يذهب صباحاً لتفقد مزارعه في البلد حتى وقت الظهر ليعود للصلاة ومن ثم للغداء لينام بعدهما حتى صلاة العصر وبعد ذلك يذهب للجلوس في سبلة منزله حيث يأتيه الزوار ليطلبوا مشورته أو مساعدته حتى المغرب ، وبعد ذلك يكون في منزله حتى صباح اليوم الثاني وهكذا دواليك ، وفي نهاية الإسبوع يذهب لمسقط ليتفقد بقية ممتلكاته وشركاته.
وبينما كان الشيخ يتجول يوم الأثنين في مزرعته المفضلة والتي تلاصق بيته ، وكالعادة لم يكن هناك أحد مع الشيخ فهو يحب أن يكون منفرداً وأن يردد بعض آيات القرآن الكريم الذي يحفظه عن ظهر قلب منذ صغره ، أو يردد بعض أبيات الشعر المشهورة..
وبينما كان يمشي جاءه صوتٌ من خلفه:
- حمود...
التفت الشيخ لخلفه ليعرف من ذا الذي يناديه وحينما رآه قال بدهشة واضحة وهو يتقدم نحوه :
- أنت؟؟ ولكن متى...
ولم يكمل الشيخ كلامه فقد انغرس سكين حاد في قلبه مباشرة ليخرسه وإلى الأبد..
وذهب الشخص المجهول كما أتى ..بدون أن يراه أحد..
****
كعادة الحارات الصغيرة انتشر خبر مقتل الشيخ حمود بسرعة وتحرك المجتمع بسرعة كمن اعتاد على هذه المواقف رغم أنها أول جريمة قتل تحدث هنا منذ زمن بعيد ، بل أن مشايخ الحارة تحدثوا وهم يذهبون لمكان الحادثة بأنهم لم يسمعوا بحادثة قتل حدثت هنا وهم الذين تتجاوز أعمارهم الثمانين والتسعين عاماً !!
وكما انطلق الرجال والشبان مجموعاتٍ و فرادا نحو مكان الحادثة ، اتجهت نساء القرية نحو منزل الضحية للتخفيف عن أهله ولمواساتهم..
وفي موقع الحادثة كانت الشرطة وصلت وأقامت حاجزاً حول مكان الحادثة لتمنع الناس من الإقتراب وتخريب أدلة المكان حينما وصل كبير محققي المركز " مازن " وهو أيضاً ابن الحارة نفسها .. والمحقق مازن ورغم قلة الحوادث الجدية التي حقق فيها إلا أن الجميع يشهد له بالذكاء الخارق ، وقوة الملاحظة ولم يفشل في أي قضية حقق فيها ، بل وأحياناً يتم استدعاؤه لمراكز أخرى للتحقيق في الجرائم الجدية التي تجري في بعض مناطق الدولة من حين لآخر.
وحينما وصل " مازن " أول ما فعله هو رؤية مكان الجثة التي لم تكن هناك ولكن تم تخطيط مكانها بدقة متناهية ، ومن ثم نظر إلى السكين المستخدمة في القتل ، وكانت سكين حادة طويلة لم ير مثلها من قبل ، و نادى أحد رجال الشرطة ليطلب منه رفع البصمات عن السكين ، قبل أن ينادي أحد المحققين ليسأله:
- أحمد .. هل كانت الطعنة في القلب أم بالظهر؟
- في القلب سيدي.
- وهل كان الضحية يحمل سلاحاً من أي نوع؟
- لا سيدي..
- وماذا كان يرتدي؟
- فانيله داخليه و إزار سيدي..
- ومن الذي عثر على الجثة؟
- ولده محمود ، وهو الآن في المركز للتحقيق معه ، وقد عثر على الجثة قرابة الساعة الواحدة إلا عشر دقائق وقد اتصل بنا مباشرة من تلفونه النقال دون أن يحرك الجثة على حسب كلامه.
- ومتى وقعت الجريمة حسب تقدير الطبيب الجنائي؟
- الساعة الحادية عشر قبل الظهر تقريباً.
شكر " مازن " المحقق ، ثم راح يجول حول المكان ، قتل الشيخ في منتصف المزرعة ، ولم يكن جالساً تحت ظل شجرة بل في مكان خالٍ من الأشجار تقريباً مما يعني أنه لم يتحاور مع قاتله طويلاً لأنه لا يمكن أن يكالمه تحت الشمس الحارقة بل من الطبيعي أن يدعوه للجلوس تحت ظل شجرة ، وكذلك لباس الشيخ يؤكد أنه لم يكن في موعد مع شخص ، فالشيخ معروف بأنه يقابل الصغير والكبير بلباس محترم وكل الناس معه سواسية في المعاملة ، رغم بأنه معروف بكثرة أعداؤه ككثرة أحباؤه ، ومن ناحية أخرى فإن السكين المستخدمة في القتل ليست خنجراً تقليدياً مما يقلل من احتمالية أن يكون أحداً من أعداؤه المشايخ قام بقتله لأن المشايخ معروفين بتقاليدهم العتيقة ورفضهم الإنخراط في الحياة العصرية وإن كان ذلك لا ينفي إحتمالية تورط أحدهم أو محاولتهم لتضليل الشرطة.
دارت هذه الإحتمالات بسرعة في رأس المحقق الذكي وهو يأمر رجاله بين فين وآخر ببعض الأوامر المحددة ، قبل أن يغادر مسرح الجريمة متجهاً نحو مركز الشرطة.
وكما انطلق الرجال والشبان مجموعاتٍ و فرادا نحو مكان الحادثة ، اتجهت نساء القرية نحو منزل الضحية للتخفيف عن أهله ولمواساتهم..
وفي موقع الحادثة كانت الشرطة وصلت وأقامت حاجزاً حول مكان الحادثة لتمنع الناس من الإقتراب وتخريب أدلة المكان حينما وصل كبير محققي المركز " مازن " وهو أيضاً ابن الحارة نفسها .. والمحقق مازن ورغم قلة الحوادث الجدية التي حقق فيها إلا أن الجميع يشهد له بالذكاء الخارق ، وقوة الملاحظة ولم يفشل في أي قضية حقق فيها ، بل وأحياناً يتم استدعاؤه لمراكز أخرى للتحقيق في الجرائم الجدية التي تجري في بعض مناطق الدولة من حين لآخر.
وحينما وصل " مازن " أول ما فعله هو رؤية مكان الجثة التي لم تكن هناك ولكن تم تخطيط مكانها بدقة متناهية ، ومن ثم نظر إلى السكين المستخدمة في القتل ، وكانت سكين حادة طويلة لم ير مثلها من قبل ، و نادى أحد رجال الشرطة ليطلب منه رفع البصمات عن السكين ، قبل أن ينادي أحد المحققين ليسأله:
- أحمد .. هل كانت الطعنة في القلب أم بالظهر؟
- في القلب سيدي.
- وهل كان الضحية يحمل سلاحاً من أي نوع؟
- لا سيدي..
- وماذا كان يرتدي؟
- فانيله داخليه و إزار سيدي..
- ومن الذي عثر على الجثة؟
- ولده محمود ، وهو الآن في المركز للتحقيق معه ، وقد عثر على الجثة قرابة الساعة الواحدة إلا عشر دقائق وقد اتصل بنا مباشرة من تلفونه النقال دون أن يحرك الجثة على حسب كلامه.
- ومتى وقعت الجريمة حسب تقدير الطبيب الجنائي؟
- الساعة الحادية عشر قبل الظهر تقريباً.
شكر " مازن " المحقق ، ثم راح يجول حول المكان ، قتل الشيخ في منتصف المزرعة ، ولم يكن جالساً تحت ظل شجرة بل في مكان خالٍ من الأشجار تقريباً مما يعني أنه لم يتحاور مع قاتله طويلاً لأنه لا يمكن أن يكالمه تحت الشمس الحارقة بل من الطبيعي أن يدعوه للجلوس تحت ظل شجرة ، وكذلك لباس الشيخ يؤكد أنه لم يكن في موعد مع شخص ، فالشيخ معروف بأنه يقابل الصغير والكبير بلباس محترم وكل الناس معه سواسية في المعاملة ، رغم بأنه معروف بكثرة أعداؤه ككثرة أحباؤه ، ومن ناحية أخرى فإن السكين المستخدمة في القتل ليست خنجراً تقليدياً مما يقلل من احتمالية أن يكون أحداً من أعداؤه المشايخ قام بقتله لأن المشايخ معروفين بتقاليدهم العتيقة ورفضهم الإنخراط في الحياة العصرية وإن كان ذلك لا ينفي إحتمالية تورط أحدهم أو محاولتهم لتضليل الشرطة.
دارت هذه الإحتمالات بسرعة في رأس المحقق الذكي وهو يأمر رجاله بين فين وآخر ببعض الأوامر المحددة ، قبل أن يغادر مسرح الجريمة متجهاً نحو مركز الشرطة.
****
عندما دخل " مازن " مركز الشرطة كان أول ما عمله هو الأمر بإطلاق سراح " محمود " ليتابع مراسم دفن والده ومراسم العزاء على أن يعود مرة أخرى بعد ثلاثة أيام ، ثم فتح الملف الذي تم تسجيل فيه اعترافات " محمود" وأقواله ليجد فيها أن المتهم أثبت وجوده في المنزل مع زوجته ساعة وقوع الجريمة ومن ثم اتجه في موعد الغداء نحو منزل والديه لأنه تعود الغداء من هناك مرة كل يومين ، ومن ثم طلبت منه والدته الذهاب لنداء والده للغداء قائلةً بأنه ربما لم ينتبه للوقت ، وحينما شاهد والده قتيلاً اتصل مباشرةً بالطوارئ حيث تم إبلاغه باستدعاء الإسعاف وأنه يجب عليه عدم تحريك الجثة أو التحرك من موقع الحادثة وهو ما فعله بالضبط.
ولكن " مازن " لم يجد إجابات لعدة أسئلة تدور في خاطره فقرر أن يذهب ليسأل الحاجة " حسينة " أرملة المرحوم عنها ، ولكنه سرعان ما عدل عن رأيه نظراً للحالة التي تمر بها حالياً..
ولكنه لم ير البقاء مكتوف الأيدي فنادى أحد رجال الشرطة وطلب منه مخاطبة المسئولين لإصدار مذكرة توقيف بحق عدد من المشايخ والأشخاص المعروفين بعداوتهم للشيخ " حمود "..
يتبع>>>
ولكن " مازن " لم يجد إجابات لعدة أسئلة تدور في خاطره فقرر أن يذهب ليسأل الحاجة " حسينة " أرملة المرحوم عنها ، ولكنه سرعان ما عدل عن رأيه نظراً للحالة التي تمر بها حالياً..
ولكنه لم ير البقاء مكتوف الأيدي فنادى أحد رجال الشرطة وطلب منه مخاطبة المسئولين لإصدار مذكرة توقيف بحق عدد من المشايخ والأشخاص المعروفين بعداوتهم للشيخ " حمود "..
يتبع>>>