
لتعلموا أنها دموع طفلة (1)
رأيتها أما منزل صغير تلبس حقيبتها..وتلوح بيدها الصغيرة لمن في البيت..
لقد أخبرني البعض أنها يتيمة....لكن الحقيقة لم تكن يتيمة..بل كانت طفلة كرهها والديها...والسبب أنها أنثى.!!
سألت من حول البيت عن قصتها...لكن أجابوني بأن مربية الطفلة التي تعمل ممرضة..رفضت إخبارهم بقصتها..
سألتهم ألم تشكوا بعفتها؟؟..قالوا:هيهات..لم يأت ولن يأت ذلك على تفكيرنا..لأننا نعرفها جيدا ونحبها كذلك..
غمرتني الحيرة ..فقلت في نفسي: أنا سأعرف قصتها بنفسي..
مع بزوغ الفجر وانقشاع الظلام..انتظرت خروج الطفلة كعادتها إلى المدرسة...وفعلا ما إن أصبحت الساعة السادسة
حتى رأيتها بطفولتها الجميلة تخرج من المنزل وتلوح بيدها لمربيتها الممرضة..حا ولت الإقتراب منها كي أسألها..
لكن خطواتها كانت سريعة...تملكني إعجاب كبير بها..وما زالت نفسي تتوق لمعرفة قصتها..
مضت أيام وأنا في المدينة لعمل كان لدي ..لكن سرعان ما حصلت على إجازة..وبعدها قررت الذهاب إلى القرية لأرى تلك الطفلة الصغيرة..
نزلت في القرية..واتجهت إلى صديق لي في القرية ..لأقضي مدة الإجازة عنده..
- السلام عليكم يا محمد..
- من ..سعيد!!..وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..ههههيي ..منذ مدة لم أرك يا صديقي ..أين كنت؟؟
-هههيي ..آسف يا محمد..هذه هي الدنيا..كثيرة التفريق والمصائب..
- فعلاً ..هل تعرف تلك الممرضة التي يحبها أهل القرية..؟؟
- نعم أعرفها جيدا ..ماذا حصل لها؟؟
-اختفت منذ رحيلك عن القرية...
- كيف؟؟..
- لانعرف..فمنذ غيابك لم يأتينا خبر..
- والطفلة هل إختفت مع الممرضة..؟؟
- كلا..لقد عادت قبل ثلاثة أيام..
- ألم تسألوها عن حالها وماذا حصل؟؟
- بلا..لكن كانت تجيبنا بنظراتها دون أن تنطق بكلمة واحدة..
-هل تركت المدرسة؟؟
- كلا ..مازالت تدرس وكأنه لم يحصل شيء..
سمعت ذلك الخبر فحزنت كثيرا..وكذلك زاد إعجابي بتلك الطفلة..وقررت أن أسألها بنفسي..
في يوم الخميس ..حيث أنه يوم لا دراسة فيه..اقترت من منزل تلك الطفلة..ثم قرعت الجرس وأنا أحظر الأسئلة
التي سأطرحها عليها...
فتحت الطفلة الباب ونظرت إلي...
- أنا آسف يا صغيرتي..هل يمكنني الدخول..
- تفضل..
- شكراً لك..بسم الله..
أدخلتني المجلس.. وقالت: إنتظر قليلا..
- حسناً لابأس..
ذهبت عني مدة يسيرة ثم قدمت إلي القهوة والتمر..وجلست عندي لتخدمني..
- أ .. أم.. هل من الممكن أن أسألك يا صغيرتي.؟؟
- لا بأس..
- أخبريني ..أين الممرضة؟؟
- .......
نظرت إلي ..وكأنها تعاتبني على سؤالي...لكني مازلت مصراً على سؤالي..
- تشجعي يا صغيرتي وأخبريني..أين الممرضة؟؟
- لا أستطيع يا سيدي..فأنا لا أريد أن أتذكرها أبدا..
- كيف لا تريدين أن تتذكريها..وهي من ربتك وأطعمتك منذ صغرك..
- لذلك يا سيدي أنا لا أريد أن أتذكرها..
- آسف يا صغيرتي لكن تعرفين أن أهل القرية يحبونها كثيراً...ويريدون أن يسألوا عن أخبارها..
- حسناً لكن لا أريد أن تذكروني بها مرة أخرى..
- لك ماتريدين..
وما إن أرادت أن تروي القصة حتى أجهشت بالبكاء..فحاولت تهدئتها..وشجعتها..
- هيا ياصغيرتي ..لك أن تروي القصة مرة واحدة في حياتك..
- حسنا يا سيدي...سأروي لك القصة من البداية..
أخبرتني الممرضة أني عندما ولدت ..أصابت أبي وأمي كآبة عظيمة..لأني أنثى..
فقررأبي أن يقتلي في المستشفى ..لكن الممرضة رفضت ذلك...ودافعت عني ..وذكرت أبي بالآخرة..
لكنه لم يستجب..وأشهر خنجره في وجه الممرضة التي كانت تحتضنني...عندها هربت الممرضة بي إلى أمي
كي تتطلب النجدة..لكنها فوجئت.. بأن أمي تريد قتلي كذلك..وكل ذلك لأني أنثى...فهربت الممرضة من أبي الذي لا يزال
يطاردها وهو يلحقها بأبشع الألفاظ القبيحة..حتى وصلت إلى طريق مسدود..فأخذت تبكي وتستغيث..
لكن لأن الساعة كانت متأخرة لم يجيبها أحد..
وصل أبي إلى الممرضة وطلب منها أن تسلمني إليه..لكنها رفضت..وطلبت منه أن لا يقتلني..لكن على الأقل..
يتركني معها..رفض وذكرها بالعار الذي سيلحقه بسببي..
لكن الممرضة أخبرته بأنه تعيش في قرية فليس للعار هنالك مكان...فوافق بشرط..ألا يراني مرة أخرى..
وأن لا تأتي بي إلى الى المدينة أبدا...
.................................................. .................................................. ...
"""""سأكمل القصة بموضوع جديد غدا....حتى لا يصبح الشكل غير ملائم"""""