لم يكن الوحيد الذي عان من طفولته الوســـخة ولكنه كان الأكثر تضررا من بــين عــــــــشرين شخص. لم ترد الحياة أن تمنحه طفولة جمــيلة وخالية من أي عائق يعكرها ، فـقد جرد مــــــــن طفولته وجرد من ملابسه وليس ذلك فحسب بل تعدى ذلك بكثير وأكثر مما يتصوره المرء فـــقد كان جسمه عرضة للأفـــــــاعي والعقارب بحكم أن ملابسه الرثة لم تكن قادرة على تــــــغطية جســمه بالكامل وإنما كانت تغطي نصف جسمه .
لقد عاش طفولة مريرة وصـــعبة جدا، ولم يأتـي يوما أحس فيه بأنه طفل له احترامه وقدره بيـن جميع الأطفال.لقد كان يمـــــتلك طفولة مـــشوشـة يشوب بداخلها نوع من الظلم والقهر ولــم تـكن طــــــفولة مثل ما أرادها هو ومــثل ما رســــــــمها بنفسه . كانت طفولته المريرة والقاسية أنستــه من يكون وما معنى الــطفل حتى بات لا يـــفرق بين نفسه و بين الحيوان .
أشكال الظلم الذي مر بها في طفولته جعلته يتذكر كل ما يدور في مخيلته حتى يومنا هذا ، فمن بين أشكال الظــــلم التي تعرض لها الضــــــــــــرب القاسي وهو ليس الضرب الذي نعرفه نــــــحن والمتواجد في عصرنا الحالي وإنما كان ضــرب شديد جدا . فقد كان يضرب بالحديد الصلب علي ظهره وهو يتألم كثيرا ولكنه لا يستطــــــــيع أن يفعل أي شيء إزاء ذلك. لا لجرم اقترفه سوى أنه لم يكن يستطيع أن يفعل ما يُأمر به كونه طفل لم يتعود على أعباء الحياة بعد ولم يتسنى له معرفة ما يجب أن يفعله وهو في طفولته.
الشكل الثاني من أشكال الظلم التي تعرض لها هو الإهانة وأنتم تعرفون ما معنى الإهانة وما معنى أن يهان الشخص أمام الجميع ومن دون الحاجة إليها. فقد كان يهان أمام مشايخ البلدة أو الحارة التي يسكن بداخلها والشيء الأفظع هو أنه كان يهان أمام الأطفال الذي في سنه والبعض الآخر أكبر منه بسنة أو سنتين .
هل يعقل أن يكون لهذا الطفل تلك الإهانات ؟
هل من المفروض أن تكون تلك أشكال الظلم في هذا الطفل ؟ مع أنه طفل ولكنه تصرف وكأنه رجل طاعن في السن حيث أنه كان يواجه تلك الأخطار بإرادة صلبة وبالصبر الذي خلق منذ أول يوم في حياته والصبر شعاره حتى يومنا هــــذا .
لقد عذبوه بشتى الطرق كونهم لا يعرفون سوى القسوة والغلظة في معاملة هذا الطفل فمــــوت ضميرهم أنساهم كل شيء يتعلق بمعنى طــــفل وما معنى أن يكون لهذا الطفل كيانه وقــــــدره واحترامه كباقي الأطفال .
لقد وصلت درجة القـــــــــساوة عندهم إلى أبعد الحدود لدرجة أنهم قاموا بالاعتداء عليه لـــيس بالضرب فقط وإنما قاموا بأخذ المسحاة الـــــتي كانت متوفرة عنـــــدهم في ذلك الزمن الـــغريب والتي كانت معظم أجزاءها من الحديد فأشبعوه ضربا وتمنى حينها ليته لم يولد أو لــــــيته ولد على فراشه حتى لا يستطيع النهوض .
مع تقدم عمره وتناقص فترة طفولته التي حرم منها كبر و تمنى أن لا تأتيه مرة أخرى جاء الفرج من خالقه الذي هو بمـــــــقدوره أن يجعل هذا الطفل سعيدا ويعدل حياته ،حيث نـزل الله له رحمته فأرسل سيارة كانت تأخذ الــشبان لتلحقهم إلى جنود للجيش فما كان من جــــواب هذا الشاب إلا أن يركب مع الشبان الآخـــــرين لأنه أراد أن يبتعد من ظلمهم وحقدهم عليه .
يوم بعــــــــــد يوم وحياته تتحسن رويدا رويدا وحالته تزداد تحسن وأرادته تقوى حتى وصل به المــــــطاف إلى أن يعلن رغبته في الزواج فرزقه الله بامرأة تـــــــعينه على أعباء الحياة وتشكل له درع الحــــماية لحياته وحياة أبناءه ولكن الشيء العجيب والمدهش في هذا الشاب أنه على رغم من المـــــــــعاملة التي تلقاها في طفولته إلا أنه ما زال يبذل قصارى جهده ليوفر للذين ظلموه وقسوا عليه كل ما يحتاجون مــن أموال أو أي شيء يساهم في جعل حيـــــــاتهم أفضل فقد بنى لهم بيت وعيشهم في أفضل حال من الرخاء والأمان والطمأنينة .
من منا يستطيع تصديق ذلك ؟ أي قلب يمتلك ذلك الطفل ؟ أو أي نوع من الضمير بحوزة هذا الطفل ؟
لقد استمر على فعل كل شيء من أجل سعادتهم وإرضائهم وربما أكثر من ذلك ولكنهم فوق كل ما فعله من أجلهم ما زالوا يعاملونه بشيء من الغلظة وهذه المرة ليس بالضرب والجلد وإنما بأسلوب آخر ، حيث قاموا بسرقة أمواله كلما يرسلها لزوجته .
استمروا على هذه الحال مدة ليست بالقصيرة وهو لا يعرف عن زوجته وأمواله أي شيء ورغم كل ذلك زوجته رفضت أن تبوح له بما يحدث لها ولأمواله في غيابه.
مرت الأيام المريرة على هذه الرجل وعلى زوجته وهم صامدين متمسكين بإرادتهم وإيمانهم بالله حتى وَصل الأربعين من عمره فأقيل من عمله بسبب ضعف نظره ورجليه اللتان لم تعدا تقوى على المشي لمسافات طويلة.
البعض منكم قد يصاب بالذهول والدهشة لعمر هذا الرجل فسن الأربعين ليس بالكثير ولكن الظلم والقهر وأشكال العذاب الذي تعرض لها جعلته يستعد لمرحله الشيخوخة مبكرا .
هكذا كان نهاية طفولته وريعان شبابه الذي لم يمضي بداخلهما سوى بضعة أيام حتى توغل في مرحلة الشيخوخة مبكرا وفي المقابل حالة زوجته ليست بأحسن منه وهما الآن يعيشان على رحمة ربهم يتمنوا أن لا تمر هذه المأساة بأولادهم فتعصف بهم مثلما عصفت بهم .
لقد عاش طفولة مريرة وصـــعبة جدا، ولم يأتـي يوما أحس فيه بأنه طفل له احترامه وقدره بيـن جميع الأطفال.لقد كان يمـــــتلك طفولة مـــشوشـة يشوب بداخلها نوع من الظلم والقهر ولــم تـكن طــــــفولة مثل ما أرادها هو ومــثل ما رســــــــمها بنفسه . كانت طفولته المريرة والقاسية أنستــه من يكون وما معنى الــطفل حتى بات لا يـــفرق بين نفسه و بين الحيوان .
أشكال الظلم الذي مر بها في طفولته جعلته يتذكر كل ما يدور في مخيلته حتى يومنا هذا ، فمن بين أشكال الظــــلم التي تعرض لها الضــــــــــــرب القاسي وهو ليس الضرب الذي نعرفه نــــــحن والمتواجد في عصرنا الحالي وإنما كان ضــرب شديد جدا . فقد كان يضرب بالحديد الصلب علي ظهره وهو يتألم كثيرا ولكنه لا يستطــــــــيع أن يفعل أي شيء إزاء ذلك. لا لجرم اقترفه سوى أنه لم يكن يستطيع أن يفعل ما يُأمر به كونه طفل لم يتعود على أعباء الحياة بعد ولم يتسنى له معرفة ما يجب أن يفعله وهو في طفولته.
الشكل الثاني من أشكال الظلم التي تعرض لها هو الإهانة وأنتم تعرفون ما معنى الإهانة وما معنى أن يهان الشخص أمام الجميع ومن دون الحاجة إليها. فقد كان يهان أمام مشايخ البلدة أو الحارة التي يسكن بداخلها والشيء الأفظع هو أنه كان يهان أمام الأطفال الذي في سنه والبعض الآخر أكبر منه بسنة أو سنتين .
هل يعقل أن يكون لهذا الطفل تلك الإهانات ؟
هل من المفروض أن تكون تلك أشكال الظلم في هذا الطفل ؟ مع أنه طفل ولكنه تصرف وكأنه رجل طاعن في السن حيث أنه كان يواجه تلك الأخطار بإرادة صلبة وبالصبر الذي خلق منذ أول يوم في حياته والصبر شعاره حتى يومنا هــــذا .
لقد عذبوه بشتى الطرق كونهم لا يعرفون سوى القسوة والغلظة في معاملة هذا الطفل فمــــوت ضميرهم أنساهم كل شيء يتعلق بمعنى طــــفل وما معنى أن يكون لهذا الطفل كيانه وقــــــدره واحترامه كباقي الأطفال .
لقد وصلت درجة القـــــــــساوة عندهم إلى أبعد الحدود لدرجة أنهم قاموا بالاعتداء عليه لـــيس بالضرب فقط وإنما قاموا بأخذ المسحاة الـــــتي كانت متوفرة عنـــــدهم في ذلك الزمن الـــغريب والتي كانت معظم أجزاءها من الحديد فأشبعوه ضربا وتمنى حينها ليته لم يولد أو لــــــيته ولد على فراشه حتى لا يستطيع النهوض .
مع تقدم عمره وتناقص فترة طفولته التي حرم منها كبر و تمنى أن لا تأتيه مرة أخرى جاء الفرج من خالقه الذي هو بمـــــــقدوره أن يجعل هذا الطفل سعيدا ويعدل حياته ،حيث نـزل الله له رحمته فأرسل سيارة كانت تأخذ الــشبان لتلحقهم إلى جنود للجيش فما كان من جــــواب هذا الشاب إلا أن يركب مع الشبان الآخـــــرين لأنه أراد أن يبتعد من ظلمهم وحقدهم عليه .
يوم بعــــــــــد يوم وحياته تتحسن رويدا رويدا وحالته تزداد تحسن وأرادته تقوى حتى وصل به المــــــطاف إلى أن يعلن رغبته في الزواج فرزقه الله بامرأة تـــــــعينه على أعباء الحياة وتشكل له درع الحــــماية لحياته وحياة أبناءه ولكن الشيء العجيب والمدهش في هذا الشاب أنه على رغم من المـــــــــعاملة التي تلقاها في طفولته إلا أنه ما زال يبذل قصارى جهده ليوفر للذين ظلموه وقسوا عليه كل ما يحتاجون مــن أموال أو أي شيء يساهم في جعل حيـــــــاتهم أفضل فقد بنى لهم بيت وعيشهم في أفضل حال من الرخاء والأمان والطمأنينة .
من منا يستطيع تصديق ذلك ؟ أي قلب يمتلك ذلك الطفل ؟ أو أي نوع من الضمير بحوزة هذا الطفل ؟
لقد استمر على فعل كل شيء من أجل سعادتهم وإرضائهم وربما أكثر من ذلك ولكنهم فوق كل ما فعله من أجلهم ما زالوا يعاملونه بشيء من الغلظة وهذه المرة ليس بالضرب والجلد وإنما بأسلوب آخر ، حيث قاموا بسرقة أمواله كلما يرسلها لزوجته .
استمروا على هذه الحال مدة ليست بالقصيرة وهو لا يعرف عن زوجته وأمواله أي شيء ورغم كل ذلك زوجته رفضت أن تبوح له بما يحدث لها ولأمواله في غيابه.
مرت الأيام المريرة على هذه الرجل وعلى زوجته وهم صامدين متمسكين بإرادتهم وإيمانهم بالله حتى وَصل الأربعين من عمره فأقيل من عمله بسبب ضعف نظره ورجليه اللتان لم تعدا تقوى على المشي لمسافات طويلة.
البعض منكم قد يصاب بالذهول والدهشة لعمر هذا الرجل فسن الأربعين ليس بالكثير ولكن الظلم والقهر وأشكال العذاب الذي تعرض لها جعلته يستعد لمرحله الشيخوخة مبكرا .
هكذا كان نهاية طفولته وريعان شبابه الذي لم يمضي بداخلهما سوى بضعة أيام حتى توغل في مرحلة الشيخوخة مبكرا وفي المقابل حالة زوجته ليست بأحسن منه وهما الآن يعيشان على رحمة ربهم يتمنوا أن لا تمر هذه المأساة بأولادهم فتعصف بهم مثلما عصفت بهم .