كل نصيحة ببعير
كل نصيحة ببعير
يحكى أن أحدهم ضاقت به سبل العيش ، فسئم الحياة وقرر أن يهيم على وجهه في بلاد الله الواسعة ، فترك بيته وأهله وغادر المنطقة متجهاً نحو الشرق ، وسار طويلاً حتى وصل بعد جهد كبير ومشقة إلى منطقة شرقي الأردن ، ولفى على أحد الأجواد الذي رحب به وأكرم وفادته وبعد إنقضاء أيام الضيافة سأله عن غايته ، فأخبره بها ، فقال له المضيف : ما رأيك أن تعمل عندي على أن أعطيك عن كل عام بعير ، ولما كان صاحبنا بحاجة إلى مكان يأوي إليه ، وإلى عمل يعمل فيه اتفق معه على ذلك .
ومضت السنوات الثلاث وتاقت نفس صاحبنا إلى بلاده وإلى رؤية أهله وأبنائه ، فأخبر صاحب البيت عن نيته في العودة إلى بلده فأعطاه البعران الثلاثة وودعه ، وبعد أن قطع مسافة طويلة في الصحراء القاحلة رأى شيخاً جالساً على قارعة الطريق ، وعندما وصله حيّاه وسأله ماذا يعمل لوحده في هذا المكان الخالي وتحت حر الشمس وهجير الصحراء ، فقال له : أنا أعمل في التجارة ، فعجب الرجل وقال له : وما هي تجارتك يا هذا ، وأين بضاعتك ؟ فقال له : أنا أبيع نصائح ، تبيع نصائح وبكم النصيحة فقال له : كل نصيحة ببعير .
فأطرق الرجل مفكراً في النصيحة وفي ثمنها الباهظ الذي عمل حولاً كاملاً من أجل الحصول عليه ، ولكنه في النهاية قرر أن يشتري نصيحة مهما كان الأمر فقال له : هات لي نصيحة ، وسأعطيك بعيراً ؟
فقال له الشيخ :" إذا طلع سهيل لا تأمن السيل " .
ففكر الرجل في هذه النصيحة وقال: ما لي ولسهيل في هذه الصحراء وماذا تنفعني هذه النصيحة في هذا الوقت بالذات . وعندما وجد أنها لا تنفعه فقال للشيخ : هات لي نصيحة أخرى وسأعطيك بعيراً آخر ، فقال له :
" أبو عيون بُرْق وأسنان فُرْق لا تأمن له " .
وتأمل صاحبنا هذه النصيحة وأدارها في فكره ولم يجد بها أي فائدة ، ولم يبق معه سوى بعير واحد ، فقال والله لأغامرن حتى النهاية حتى لو ضاع تعب السنوات الثلاث في دقائق معدودة، وقال للشيخ هات النصيحة الثالثة وسأعطيك آخر بعير معي فقال له :
" نام على الندم ولا تنام على الدم " .
ولم تكن النصيحة الثالثة بأفضل من سابقتيها ، فترك الرجل الشيخ وسار على قدميه لا يملك جملاً ولا غيره ، وسار عدة أيام نسي خلالها النصائح من كثرة التعب وشدة الحر ، وفي أحد الأيام أدركه المساء فوصل إلى عربان قد نصبوا خيامهم في قاع واد كبير ، فتعشى عند أحدهم وبات عنده ، وفي الليل وبينما كان ساهراً يتأمل النجوم طلع سهيل ، وعندما رآه الرجل تذكر النصيحة التي قالها له الشيخ ففر مذعوراً وأخبر مضيفه بقصة النصيحة وطلب منه أن يخبر قومه حتى يخرجوا من قاع الواد ، ولكن المضيف سخر منه ومن قلة عقله ولم يكترث له ولم يأبه لكلامه ، فقال والله لقد اشتريت النصيحة ببعير ولن أنام في قاع هذا الوادي ، فقرر أن يبيت على مكان مرتفع ، فأخذ جاعده ونام على مكان مرتفع بجانب الوادي .
وفي أواخر الليل
للقصة بقية فانتظروها .......
كل نصيحة ببعير
يحكى أن أحدهم ضاقت به سبل العيش ، فسئم الحياة وقرر أن يهيم على وجهه في بلاد الله الواسعة ، فترك بيته وأهله وغادر المنطقة متجهاً نحو الشرق ، وسار طويلاً حتى وصل بعد جهد كبير ومشقة إلى منطقة شرقي الأردن ، ولفى على أحد الأجواد الذي رحب به وأكرم وفادته وبعد إنقضاء أيام الضيافة سأله عن غايته ، فأخبره بها ، فقال له المضيف : ما رأيك أن تعمل عندي على أن أعطيك عن كل عام بعير ، ولما كان صاحبنا بحاجة إلى مكان يأوي إليه ، وإلى عمل يعمل فيه اتفق معه على ذلك .
ومضت السنوات الثلاث وتاقت نفس صاحبنا إلى بلاده وإلى رؤية أهله وأبنائه ، فأخبر صاحب البيت عن نيته في العودة إلى بلده فأعطاه البعران الثلاثة وودعه ، وبعد أن قطع مسافة طويلة في الصحراء القاحلة رأى شيخاً جالساً على قارعة الطريق ، وعندما وصله حيّاه وسأله ماذا يعمل لوحده في هذا المكان الخالي وتحت حر الشمس وهجير الصحراء ، فقال له : أنا أعمل في التجارة ، فعجب الرجل وقال له : وما هي تجارتك يا هذا ، وأين بضاعتك ؟ فقال له : أنا أبيع نصائح ، تبيع نصائح وبكم النصيحة فقال له : كل نصيحة ببعير .
فأطرق الرجل مفكراً في النصيحة وفي ثمنها الباهظ الذي عمل حولاً كاملاً من أجل الحصول عليه ، ولكنه في النهاية قرر أن يشتري نصيحة مهما كان الأمر فقال له : هات لي نصيحة ، وسأعطيك بعيراً ؟
فقال له الشيخ :" إذا طلع سهيل لا تأمن السيل " .
ففكر الرجل في هذه النصيحة وقال: ما لي ولسهيل في هذه الصحراء وماذا تنفعني هذه النصيحة في هذا الوقت بالذات . وعندما وجد أنها لا تنفعه فقال للشيخ : هات لي نصيحة أخرى وسأعطيك بعيراً آخر ، فقال له :
" أبو عيون بُرْق وأسنان فُرْق لا تأمن له " .
وتأمل صاحبنا هذه النصيحة وأدارها في فكره ولم يجد بها أي فائدة ، ولم يبق معه سوى بعير واحد ، فقال والله لأغامرن حتى النهاية حتى لو ضاع تعب السنوات الثلاث في دقائق معدودة، وقال للشيخ هات النصيحة الثالثة وسأعطيك آخر بعير معي فقال له :
" نام على الندم ولا تنام على الدم " .
ولم تكن النصيحة الثالثة بأفضل من سابقتيها ، فترك الرجل الشيخ وسار على قدميه لا يملك جملاً ولا غيره ، وسار عدة أيام نسي خلالها النصائح من كثرة التعب وشدة الحر ، وفي أحد الأيام أدركه المساء فوصل إلى عربان قد نصبوا خيامهم في قاع واد كبير ، فتعشى عند أحدهم وبات عنده ، وفي الليل وبينما كان ساهراً يتأمل النجوم طلع سهيل ، وعندما رآه الرجل تذكر النصيحة التي قالها له الشيخ ففر مذعوراً وأخبر مضيفه بقصة النصيحة وطلب منه أن يخبر قومه حتى يخرجوا من قاع الواد ، ولكن المضيف سخر منه ومن قلة عقله ولم يكترث له ولم يأبه لكلامه ، فقال والله لقد اشتريت النصيحة ببعير ولن أنام في قاع هذا الوادي ، فقرر أن يبيت على مكان مرتفع ، فأخذ جاعده ونام على مكان مرتفع بجانب الوادي .
وفي أواخر الليل
للقصة بقية فانتظروها .......