عندما كنت صغيرة ....حين داعبتني نسمات الطفولة.. وغردت لي العصفورة اعذب انشودة ..ورقصت معي الطبيعة في ارورع موسيقى.. ولم اكن اعرف ان للحزن حقيقة ... احببت سرحان بخيالي ... و توهم بأشياء عجيبة... ومغازلة فكري لتصديقها .... تمنيت احلامي ان تصبح حقيقة .... فلمحات من ذكرياتي يملؤها البراءة والعفوية ... فأذكر عندما كنت ادفن عروستي في التربة واسقيها بالماء يوميا أملا من ان تنبت شجرة مليئة بالعرائس ...اذكر عندما كنت أتحدث مع كرسيً او طاولةً او حائطً ..حين كنت اسألهم سؤلا ثم اضع اذني على الحائط مثلا! وأسمع الجواب واخبر اخوتي اني تحدثت اليوم للحائط ...! فيهرعون الى هناك محاولة تقليدي من غير جدوى واني واثقة اشد ثقة ان الحائط يستطيع التحدث معي .....اذكر عندما اتخيل ثلاث اطفال في مثل سني يلعبون في ساحة منزلنا ثم يطلبون مني ان انظم اليهم .. فألعب واركض واضحك ثم اودعهم من على الباب ...اذكر عندما كنت العب بمسدسي المائي واصوب به للحشرات الطائرة على انها مروحيات حربية تهاجم منطقتنا.... اذكر عندما كنت اتخيل ان في القمر ارائك رائعة الجمال, خضراء اللون واشير لامي بأن تراها ولكنها تنفي بوجودها.... اذكر عندما كنت اقف قرب الوادي المجاور لبيتنا واتخيل امرأة وقد التف الحبل حولها على جذع شجرة بعيدة جدا ... وكنت احادثها بصوت عالي حتى تستطيع سماعي .. وكانت تردد لي بكلمات نفسها و بنبرات صوت نفسها ... فأنبهرت لها انبهارا عظيما وأعتبرتها مذ ذلك الحين صديقتي واسميتها ..المرأة المسكينة ...! ولكن مع تقدم مراحل عمري ونضوج عقلي اكتشفت انها لم تكن تحدثني على الاطلاق فتلك كانت جذع شجرة في الوادي والصوت المتردد كان صدى صوتي من إحدى الجبال البعيدة... !
اذكــر 'طفولتي
-
مشاركة