عندما نعيش معهم كأسرة واحدة يجمعها الحب وتغذيها الثقة وهدفها تبادل الخبرات وتشارك المعلومات ...
عندما ننهل من تجاربهم ونستمع لنصائحهم حينما نخالط الصالح منهم والصادق في وجهته وقصدهـ ...
حينها نبقى على علاقة طيبة معهم لأننا أحببناهم في الله ولله علاقة لا تشوبها شائبة ولا يكتنفها غبار الشك...
عندما يجد الواحد منا القلب الحنون قلب الأب والأم والأخ والأخت وقلب صديق فتح ذراعيه ليستقبل أحزاننا...
نعيش في تواصل وتلازم على أمل أن تبقى القلوب كما هي وأسرتنا في تزايد ونحن نستقبل المزيد من الأحباب...
تأتينا الرياح تارة لتثير سحاباً ماءه يروي القلوب العطشى والعقول الحيرى لتجد ضالتها في ما تنشده هنا ...
تربكنا حيناً كلمات وتقذف بنا تارة أخرى عبارات ونقف مشدوهين في تفكر وتدبر من قضايا تحاكي روايات ...
وتبقى صحوة النفس ويقظة الضمير وصدق المبادئ هي الطريق الذي ينير درب القاصد لمعرفة السبيل المستقيم...
وها هي الأسماء التي تأتي وتختفي ثم ما تلبث أن تختفي خلف سراب الحياة الملبد بمفاجآت أقدارنا التي نُسجت...
ما زلت أذكرها وما زالت تزور خيالي بين حين وآخر لأشدو خلفها بأبيات من الشعر أو أكتب خاطرة عنها ...
تأتيني لتقول لماذا التغير ولماذا التحول والتبدل في أسمائنا بل أين أختفت تلك التحف من جديد لتعود للخلف بعيد...
وماذا كان جوابي لها سوى أنها بقت ومضات تذكرنا بالماضي الذي أحببناهـ وتعاهدنا فيه على البقاء ....
كلمات ليست ككل الكلمات وأحرف ما تلبث وأن تبقى كنجوم تتلألأ في السموات لتعيد كل ما فات ...
ولكن هيهات هيهات فلقد غرقت النظرات وتاهت العبارات وتشابكت الخطوط وضلت عندها العبرات ...
تسمو بنا الهمم وتعلو بنا الأمم وما نلبث أن نحبط ويصيب قلوبنا السقم بعد أن كنا وإياهم في مختلف النِعم ...
أصحبت القلوب شتى وهي قوالب تتشكل لبناتها حيث تقبع كل مصلحة وتظهر كل منفعة فأين البقاء إذاً ؟؟؟
حتوف يلاقيها كل من تعصب ومستنقعات بغيضة يقع فيها كل من المعاصي تطبع ويعيش في أمان من عنها ترفع ...
تبقى القلوب تختلف بأختلاف طبائع البشر والعقول تتغذى على رحيق مُرهـ أحلى من حلوهـ وأرقى من حله...
نتجانب ما لا تهواهـ النفس ونصالح كل ما يجذب النفس لتبقى في رداءة ثوب لا يستر مساوينا وذنوبنا ...
ثم نسأل أنفسنا لماذا تُهنا في طريق أتضح لنا معالمه وتبين لنا فصوله وقرأنا نصوص قوانينه وشرعه ...
ثم يأتي اللبيب الفطن من ظن أنه في حكمة لقمان وفهم سليمان وقدرة وقوة طالوت ليتنطع بما شاء ...
وكأن العالم بين يديه وقلوب العباد ملك يديه بل حياتهم مرسومة في صحيفة يقرأها بملئ عينيه...
تبقى الأصالة في الأصيل والكرامة للكريم ونبقى على خُلق سيد الخلق سائرين لا يهمنا المخالفين والمعاندين...
سنزهو كما كنا وسنتغنى بحلو الكلام بل سننشد كلماتنا كما أعتدنا وتعودنا لنرجع نحن شعلة المغنى ...
هي الحياة بحلوها ومرها ..هي الطريق بسهولتها وصعوبتها في أفراح وأحزان سنبقى للعهد كما وعدنا ....
فلنصفق بحرارة ولتهطل دموعنا بغزارة ولننهل من العلم ما أستطعنا بكل جدارة لنبقى في الصدارة ...
سنرحب بكل القلوب الطاهرة ...
ونعانق أجساد الأخوة الزائرة ...
لتبقى أعيننا على الحق ساهرة...
لن أقول وداعاً ولكن في ترقب وأدكار ...
ورود المحبة ...