بنت الحــــــــــــــــــارة ....
أحسبها جارة وبنات الحواري ما أكثرهن ..في أختلاف وتباين ثقافي ..بيئي ..فكري ..حضاري .. ما بين القديم والجديد والعادي والفريد .. تتربع على عرشها أنوثة في مقتبل العمر وتدنو من سابقاتها براعم تربت على حب النُظم ..وتلك تحبو لتأخذ حظ أختها الكبرى من الأهتمام ..يغلب عليها طابع الذكاء وفي تصرفاتها مكر ودهاء ..وبين ذلك وذلك ..تقبع تلك الطفلة التي لم تلامس أفكارها حد الفضاء ...
ريحانة سُقيت بمغريات الحياة التي نسميها حياة ..تفننت في إظهار مراسيم الحب ..وبات يغلب عليها جانب الرد ..في خطوط مستقيمة لا ترى فيها أعوجاج تظهر شذرات بلون رمادي لا يراهـ إلا قارئ كتاب .. وفي كل قراءة يجد تلاعب في تلك الكلمات التي تخادع براءة الكاتب الذي لا يجيد فن قراءة الحياة الجديدة ...
وعندما أقول حياة جديدة فأعني بذلك كل ما ساقته تلك الطيور الجارحة من أفكار تشتت عقل الكبار قبل الصغار وتبدد أمال النساء والرجال .. لتبقى ترجمان العقول في سد منيع لا يرى أصوله وتختفي فروعه في خضم مشاكل عديدة ..تظهر في كل يوم بشكل أخر وبقناع جديد لتعصر أفكار من شُلت مخيلته عن التفكير ...
فكيف بمثلهن جمال .. أنوثة .. أخلاق راقية .. صفات عالية ..مع مثيلاتهن ممن حار بهن العقل فجمد الفكر وحاد عنهن القلم فجف مدادهـ ووقف عنهن الكلام فاللسان في صون وأمان فلا يمكن أن تقذف بيتك بالحجر وهو من زجاج ...
وهي تمر من خلال كل حارة لا يكفيها السلام دون أن تترك بصمة تُشهد فيُعجب بها ولا يُزهد مع أنها غير مكلفة بالسلام إلا من بعيد دون إظهار لوجودها ولكن تأبى إلا أن تُرى لتبدو كمثلها من بنات الحارات الأخرى القريبة وشتان بين بنات كل حارة ..وحارة ..نعم أقولها بأعلى صوتي بت في شك من أمري فيهن ...
وهي تمر من خلال كل حارة لا يكفيها السلام دون أن تترك بصمة تُشهد فيُعجب بها ولا يُزهد مع أنها غير مكلفة بالسلام إلا من بعيد دون إظهار لوجودها ولكن تأبى إلا أن تُرى لتبدو كمثلها من بنات الحارات الأخرى القريبة وشتان بين بنات كل حارة ..وحارة ..نعم أقولها بأعلى صوتي بت في شك من أمري فيهن ...
فالولاء لحارتي يأسرني والمجد في غايتي يرهقني وبات الأمر يعنيني أكثر من غيري بل ويرهبني الكل يقرا ليقرأ والبعض يقرأ ليكتب والبعض ليشاهد وأحسد من يقف موقف المتفرج فهو في حارة الذهول التي يسقط فيها أكابر العلياء فلا تبقى عندهم عذرية ولا بتول يجسد بين أحشائها قلم يكتب بضغطة جماد ميت ...
وفي غضون تلك الأيام تولد الأحاسيس بين ورود المحبة وأزهار الربيع الهادئة وتتولد مشاعر الود لتأسر أخوية القلوب الطاهرة وتكسر نزعة كبرياء النفس الثائرة فيشتد صرير الريح ليغير أتجاهـ أمواج الأحاسيس ...
بنت الحارة كما اسميها تقرئني كما يقرئني غيرها الآن ويعرفها كمن عرفني ويبقى السؤال من هي فهي من ظلال التلال التي تظهر أناء الليل وأطراف النهار تشدو بقوافيها لتظهر مغابن تخفيها في حروف تتهاوى في صقيع المفردات المركبة من اللغات المستحدثة بين شبابية اليوم ومقتبسات من كلمات همس الأمس...
ويمضى الكل نحو شلالات من الشك التي تتساقط على كثبان الوهم لتحيط بها خيالات العالم المتوحد بين بناء مستقبل تقف أركانه على ارض بور جدباء لا تتفق معها أماني هذا الزمان فتلك البوابات الصدئة لا تقودنا إلى مواقع الأمل التي تعقد عليها بنات الحارة أمانيهن بل سراب يماثل متغيرات زيف الحياة ...
هن في شرود من الواقع المحيط بهن وإلى ضيق النفوس صرن يلبسن ثوب الملالة وإن كن في عمل لا يقعدهن لحن الحياة عن التأمل وبسط ذراع الجد ومع ذلك يبقى رديفهن حظ ما أوتين من شرف العلم فلولاهـ لبقين في جهل ...بين كيد الأعادي وظروف الحياة التي تتناغم أشكال البلايا بها يذرفن دموع الحياء بلا وجل ...
بين أروقة الحارة وساحاتها وبين فلول الكلمات وأقلامها يصرفن البوح دون مقتصد والاقتصاد في الطاعة عبادة ..في علو وانحدار حسبما يملي عليهن وعي المعروض من الموجود ما بين بؤرة التناظر وفكر الناظر يمتحن أنفسهن ليبدين ما خفي من فطنتهن التي تتجلى في أبداع القلم وبلورة الحديث الناطق بالشجن ..
وهنا أقول لمن شاء أن يستقيم ..فليقرأ كُتب القلوب دون أن يجرحها بسكين الشك دونما مبالاة وليزرع يقين الثقة مع الحذر المبطن بحسن الظن ..وليلقى بثمار المحبة بأيدي الأحبة ليكسب حسنة ويرمي بسيئة ..وليجعل قلبه مفتوحاً لغيرهـ فنحن..
في زمن ضيق القلوب ..بعد ضيق دنيا الكروب..
بقلم/ ورود المحبة ..
13.5.2009
..........................................................
شاركونا
