ربان الساحة كتب:

الشرقية

جدي الحبيب الذي أحبه كثيرا لم أراه

مسكين أنا لم أستطع التحدث إليه فقد أدركته المنية وأنا لم أولد بعد لكنه يزورني كل يوم

جدي يحضر ليشرب معي فنجان قهوة نطبخها بحطب على موقد قديم كقدم جدي الأزلي

نشرب ونأكل التمر المغطى والمعمول على طريقة جدي التي أحببتها

جدي لا يعلم بما فعله الزمن بحفيده جدي يعتقد بأن الناس لا تزال بساطتهم كما عهدها جدي يبكي ويضحك ويحكي لي الحكايات كي أنام في حجره

طلبت منه ذات يوم أن نتحدث عن النساء

عن نساء الحارة القديمة

عن بيوتنا المبنية من الطين والماء

جدي يرفض وبقوة لماذا جدي أنا أنا أنا حفيدك تعلثم لساني

ضحك وأدمعت عيناه وبللت لحيته البضاء

تعال يا شقي أقصد يا حفيدي

قلت جدي ,,,,,,,,,,

ما هذا

ترجلت حورية ذات جلباب تلامس النسيم ريحة شذاها

جدي,,,,,,,,,,,,

من تلك المتبخترة العميقة الإحساس

إخرس إنها بحرية شرقية أيها الأبله لا تتكلم

فهي من المنطقة الشرقية جدها ربان الغنجة ,,,,أبيها من أمخر السند وسافر الهند

أيا حفيدي شأنها عظيم أنا صامت لا أتحدث

جدي غاضب فقلت له جدي أسكتني قال تحدث

قلت

أنوثة,,,رقة,,,دلال,,,ملاك ,,, ماذا أقول وماذا لا أقول

جدي أرهقته السنون وخطت الخيوط تقاسيم وجهه الذي يبدو طفولي رغم ما فعله الزمن به

ضحك وأسنانه المتبقية تزهو مع لحيته البيضاء أنت حفيد شقي

جدي بريئا براءته مستمده من عبق الماضي

جدي أنا لا أتغزل بها بل أشتقت لأعرف أكثر من هي

قال :- صورية العينين,,, مصيرية بحرية تلامس الماء,,, إبراوية الخصر ,,,بعينيها بداوة بدية الصحراء ,,, صفاء وجهها يشبه الى حد كبير فلج القابل الجميل ,,, شعرها مزرعة من مزارع الطائيين,,, كاملة المحاسن ويبدو أنها من الكامل والوفي الحبيبة,,, شفافة اليدين ناعمة الملمس يا حفيدي فقد تكون جعلان أو إحدى الجعلانتين موطنها ,,,,,,,هامتها الطويلة توحي للناظر بأنها أقرب إلى وادي بني خالد ,,,, واحة تغرد بإحدى واحات المضيبي,,,, وديعة كحمامة شامية ذات رقبة عنقاء تعانق السحاب ولكن أيا فتي يبدو أنها فعلا من المنطقة الشرقية

أعتذر فالشيب أنهكني يا بني ولكن كل ما أعرف بأن مأساتي ليست مع الشيب فقط

أي بني تفاصيل وجهها أبهة الملوك هلال عينيها ماذا أقول صفاء مقلتيها أي بني شراب الهواء من مخلفات شفتيها دواء لا لا أعتقد بأني أستطيع الحديث أشقيتني أيها الشقي فأنا لا أقوى عليهن وأنا بريعان الشباب فكيف بي وقد تهشمت أضلاع كانت تحملني وتكاسلت عضلات قلبي العليلة

أي بني اذهب عني فقد ألتقيك في حلم جميل آخر

أحبائي محاسن منطقة الشرقية لا يمكن أن تسطر بأقلامي القاصرة فأنا لم أصف سوى نقطة صغيرة في يم كبير فأعينوني على تكملة أحلامي ومذكرات الجدي الحبيب الذي أكن له حبي للأبد

القادم سيكون ساحل الباطنة الجميل

[FONT=&quot]تحياتي ربان الساحة[/FONT]

عيون هند كتب:

عندما وطئت قدماي الشرقية.. لم أسكن فيها طويلاً.. وكان لكل شئ غربة وغرابة..

ولكنني أتذكر الصورية.. فأستعيد ملمس المخمل..

أو لابد تشابهت مع صفحات أوراق زهرة عند ملامستها .. ثم كأنها تشابهت معه..

فالتصقت بي رائحتها وعبق عطرها.. ذلك العطر الذي يشعرك بالدفء والنعاس

الصوريات.. يتمتعن حقاً بذوق رفيع في الملابس..

وبصوت هادئ متزن.. وعاطفة غير ظاهره.. مع ابتسامة متسعة..

ومازلت للآن.. عندما أعود بأفكاري إلى حيث طفولتي..

أستغرب ضحكاتهن وسرعة استجابتهن لكل أمر بهيج..

وتبقى العطور.. صفة مشتركة في أهل صور..

ذكريات من رمال الساحل

لابد وأنها نامت على شواطئ ذكريات أخرى...

يعطيك العافية أخوي..

كل التحية