[B]السلام عليكم ورحمة الله و بركاته[/B][B]
[/B][B]روي أن أحدَ الولاةِ كان يتجول ذات يوم في السوق القديم متنكراً في زي تاجر، [/B][B]
[/B][B]وأثناء تجواله وقع بصره على دكانٍ قديمٍ ليس فيه شيء مما يغري بالشراء، [/B][B]
[/B][B]كانت البقالة شبه خالية، وكان فيها رجل طاعن في السن، يجلس بارتخاء على مقعد قديم متهالك، [/B][B]
[/B][B]ولم يلفت نظر الوالي سوى بعض اللوحات التي تراكم عليها الغبار، [/B][B]
[/B][B]اقترب الوالي من الرجل المسن وحياه، ورد الرجل التحية بأحسن منها، [/B][B]
[/B][B]وكان يغشاه هدوء غريب ، وثقة بالنفس عجيبة.. وسأل الوالي الرجل[/B][B]:[/B][B]
[/B][B]دخلت السوق لاشتري فماذا عندك مما يباع!؟[/B][B]
[/B][B]أجاب الرجل بهدوء وثقة : أهلا وسهلا.. عندنا أحسن وأثمن بضائع السوق[/B][B] !!
[/B][B]قال ذلك دون أن تبدر منه أية إشارة للمزح أو السخرية[/B][B] ..
[/B][B]فما كان من الوالي إلا ابتسم ثم قال[/B][B] :
[/B][B]هل أنت جاد فيما تقول!؟[/B][B]
[/B][B]أجاب الرجل[/B][B] [/B][B]:
[/B][B]نعم كل الجد، فبضائعي لا تقدر بثمن، أما بضائع السوق فإن لها ثمن محدد لا تتعداه[/B][B] !!
[/B][B]دهش الوالي وهو يسمع ذلك ويرى هذه الثقة[/B][B] ..
[/B][B]وصمت برهة وأخذ يقلب بصره في الدكان، ثم قال[/B][B] :
[/B][B]ولكني لا أرى في دكانك شيئا للبيع[/B][B] !!
[/B][B]قال الرجل : أنا أبيع الحكمة .. وقد بعت منها الكثير، وانتفع بها الذين اشتروها[/B][B]! ....
[/B][B]ولم يبق معي سوى لوحتين[/B][B] ..!
[/B][B]قال الوالي: وهل تكسب من هذه التجارة[/B][B] !!
[/B][B]قال الرجل وقد ارتسمت على وجهه طيف ابتسامة[/B][B] :
[/B][FONT=Simplified Arabic][B]نعم يا سيدي.. فأنا أربح كثيراً، فلوحاتي غالية الثمن جداً[/FONT][/B][B] ..!
[/B][B]تقدم الوالي إلى إحدى اللوحتين ومسح عنها الغبار ، فإذا مكتوباً فيها[/B][B] :
[/B][B]([/B][B] [/B][B]فكر قبل أن تعمل )..[/B][B] [/B][B]تأمل الوالي العبارة طويلا.. ثم التفت إلى الرجل وقال[/B][B]:[/B][B]
[/B][B]بكم تبيع هذه اللوحة ..!؟[/B][B]
[/B][B]قال الرجل بهدوء: عشرة آلاف دينار فقط[/B][B] !!
[/B][B]ضحك الوالي طويلا حتى اغرورقت عيناه، وبقي الشيخ ساكنا كأنه لم يقل شيئاً، [/B][B]
[/B][B]وظل ينظر إلى اللوحة باعتزاز.. قال الوالي: عشرة آلاف دينار ..!! هل أنت جاد؟[/B][B]
[/B][B]قال الشيخ: ولا نقاش في الثمن[/B][B] !!
[/B][B]لم يجد الوالي في إصرار العجوز إلا ما يدعو للضحك والعجب[/B][B] ..
[/B][B]وخمن في نفسه أن هذا العجوز مختل في عقله، فظل يسايره وأخذ يساومه على الثمن، [/B][B]
[/B][B]فأوحى إليه أنه سيدفع في هذه اللوحة ألف دينار..[/B][B] [/B][B]والرجل يرفض، فزاد ألفا ثم ثالثة ورابعة [/B][B]
[/B][B]حتى وصل إلى التسعة آلاف دينار.. والعجوز ما زال مصرا على كلمته التي قالها، [/B][B]
[/B][B]ض حك الوالي وقرر الانصراف، وهو يتوقع أن العجوز سيناديه إذا انصرف، [/B][B]
[/B][B]ولكنه لاحظ أن العجوز لم يكترث لانصرافه، وعاد إلى كرسيه المتهالك فجلس عليه بهدوء[/B][B]..
[/B][B]وفيما كان الوالي يتجول في السوق فكر[/B][B] !!..
[/B][B]لقد كان ينوي أن يفعل شيئاً تأباه المروءة، فتذكر تلك الحكمة ( فكر قبل أن تعمل[/B][B] [/B][B])[/B][B] !!
[/B][B]فتراجع عما كان ينوي القيام به!! ووجد انشراحا لذلك[/B][B] ..!!
[/B][B]وأخذ يفكر وأدرك أنه انتفع بتلك الحكمة ، ثم فكر فعلم أن هناك أشياء كثيرة، [/B][B]
[/B][B]قد تفسد عليه حياته لو أنه قام بها دون أن يفكر[/B][B] ..!!
[/B][B]ومن هنا وجد نفسه يهرول باحثاً عن دكان العجوز في لهفة،[/B][B]
[/B][B]ولما وقف عليه قال : لقد قررت أن أشتري هذه اللوحة بالثمن الذي تحدده[/B][B] ..!!
[/B][B]لم يبتسم العجوز ونهض من على كرسيه بكل هدوء، وأمسك بخرقة ونفض بقية الغبار عن اللوحة،[/B][B]
[/B][B]ثم ناولها الوالي، واستلم المبلغ كاملاً، وقبل أن ينصرف الوالي قال له الشيخ[/B][B] :
[/B][B]بعتك هذه اللوحة بشرط[/B][B] ..!!
[/B][B]قال الوالي: وما هو الشرط؟[/B][B]
[/B][B]قال: أن تكتب هذه الحكمة على باب بيتك، وعلى أكثر الأماكن في البيت، [/B][B]
[/B][B]وحتى على أدواتك التي تحتاجها عند الضرورة[/B][B] ..!!!!!
[/B][B]فكر الوالي قليلا ثم قال: موافق[/B][B] !
[/B][B]وذهب الوالي إلى قصره، وأمر بكتابة هذه الحكمة في أماكن كثيرة في القصر، [/B][B]
[/B][B]حتى على بعض ملابسه وملابس نسائه وكثير من أداواته[/B][B] !!!
[/B][B]وتوالت الأيام وتبعتها شهور، وحدث ذات يوم أن قرر قائد الجند أن يقتل الوالي لينفرد بالولاية،[/B][B]
[/B][B]واتفق مع حلاق الوالي الخاص، أغراه بألوان من الإغراء حتى وافق أن يكون في صفه،[/B][B]
[/B][B]وفي دقائق سيتم ذبح الوالي[/B][B] !!!!!
[/B][B]ولما توجه الحلاق إلى قصر الوالي أدركه الارتباك، إذ كيف سيقتل الوالي،[/B][B]
[/B][B]إنها مهمة صعبة وخطيرة، وقد يفشل ويطير رأسه[/B][B] ..!!
[/B][B]ولما وصل إلى باب القصر رأى مكتوبا على البوابة: ( فكر قبل أن تعمل[/B][B])[/B][B] !!
[/B][B]وازداد ارتباكاً، وانتفض جسده[/B][B]،[/B][B] وداخله الخوف، ولكنه جمع نفسه ودخل، [/B][B]
[/B][B]وفي الممر الطويل، رأى العبارة ذاتها تتكرر عدة مرات هنا وهناك[/B][B] :
[/B][B]( فكر قبل أن تعمل[/B][B])[/B][B] !![/B][B] ( فكر قبل أن تعمل[/B][B])[/B][B] !![/B][B] ( فكر قبل أن تعمل[/B][B])[/B][B] !!
[/B][B]وحتى حين قرر أن يطأطئ رأسه، فلا ينظر إلا إلى الأرض، رأى على البساط نفس العبارة تخرق عينيه[/B][B]..!!
[/B][B]وزاد اضطرابا وقلقا وخوفا، فأسرع يمد خطواته ليدخل إلى الحجرة الكبيرة، [/B][B]
[/B][B]وهناك رأى نفس العبارة تقابله وجهاً لوجه!![/B][FONT=Simplified Arabic][B] [/FONT][/B][B]( فكر قبل أن تعمل[/B][B])[/B][B] !!
[/B][B]فانتفض جسد ه من جديد، وشعر أن العبارة ترن في أذنيه بقوة لها صدى شديد[/B][B] !
[/B][B]وعندما دخل الوالي هاله أن يرى أن الثوب الذي يلبسه الوالي مكتوبا عليه[/B][B] :
[/B][B]( فكر قبل أن تعمل[/B][B])[/B][B] !!..
[/B][B]شعر أنه هو المقصود بهذه العبارة، بل داخله شعور بأن الوالي ربما يعرف ما خطط له[/B][B] !!
[/B][B]وحين أتى الخادم بصندوق الحلاقة الخاص بالوالي، أفزعه أن يقرأ على الصندوق نفس العبارة[/B][B] :
[/B][B]( فكر قبل أن تعمل[/B][B]) [/B][B] !!..
[/B][B]واضطربت يده وهو يعالج فتح الصندوق، وأخذ جبينه يتصبب عرقا، [/B][B]
[/B][B]وبطرف عينه نظر إلى الوالي الجالس فرآه مبتسما هادئاً، مما زاد في اضطرابه وقلقه[/B][B] ..!
[/B][B]فلما هم بوضع رغوة الصابون لاحظ الوالي ارتعاشة يده، [/B][B]
[/B][B]فأخذ يراقبه بحذر شديد، وتوجس، وأراد الحلاق أن يتفادى نظرات الوالي إليه، [/B][B]
[/B][B]فصرف نظره إلى الحائط، فرأى اللوحة منتصبة أمامه ( فكر قبل أن تعمل[/B][B])[/B][B] !!
[/B][B]فوجد نفسه يسقط منهارا بين يدي الوالي وهو يبكي منتحبا، وشرح للوالي تفاصيل المؤامرة[/B][B] !!
[/B][B]وذكر له أثر هذه الحكمة التي كان يراها في كل مكان، مما جعله يعترف بما كان سيقوم به[/B][B]!![/B][B]
[/B][B]ونهض الوالي وأمر بالقبض على قائد الحرس وأعوانه، وعفا عن الحلاق[/B][B] ..
[/B][B]وقف الوالي أمام تلك اللوحة يمسح عنها ما سقط عليها من غبار، [/B][B]
[/B][B]وينظر إليها بزهو، وفرح وانشراح، فاشتاق لمكافأة ذلك العجوز، وشراء حكمة أخرى منه[/B][B] !!
[/B][B]لكنه حين ذهب إلى السوق وجد الدكان مغلقاً، وأخبره الناس أن العجوز قد مات[/B][B] !!
= =
[/B][B]انتهت القصة.. ولكنها عندي ما لم تنته.. بل بدأت بشكل جديد ، وفي صورة أخرى[/B][B] .!
[/B][B]سألت نفسي[/B][B]:[/B][B]
[/B][B]لو أن أحدنا كتب هذه العبارة مثلا[/B][B] :
[/B][B]([/B][B]الله يراك..الله ينظر إليك..الله قريب منك.. الله معك .. يسمعك ويحصي عليك[/B][B])[/B][B] [/B][B]..
[/B][B]كتبها في عدة أماكن من البيت، [/B][B]
[/B][B]على شاشة جهاز الكمبيوتر مثلاً، [/B][B]
[/B][B]وعلى طاولة المكتب،[/B][B]
[/B][B]وعلى الحائط الذي يواجهه اذا رفع رأسه من على شاشة الحاسوب، [/B][B]
[/B][B]وفوق التلفاز مباشرة يراها وهو يتابع ما في الشاشة[/B][B]!!
[/B][B]وعلى لوحة صغيرة يعلقها في واجهة سيارته، [/B][B]
[/B][B]وفي أماكن متعددة من البيت، وفي مقر عمله[/B][B] ...!!
[/B][B]([/B][B]الله يراك..الله ينظر إليك..الله قريب منك.. الله معك .. يسمعك ويحصي عليك[/B][B])[/B][B] ....
[/B][B]
[/B][B]([/B][B]الله يراك..الله ينظر إليك..الله قريب منك.. الله معك .. يسمعك ويحصي عليك[/B][B])[/B][B] ..
[/B][B]بل لو أن هذه العبارة لكثرة ما فكر فيها، وأعاد النظر فيها، [/B][B]
[/B][B]استقرت في عقله الباطن، وانتصبت في بؤبؤ عينيه، واحتلت الصدارة في بؤرة شعوره،[/B][B]
[/B][B]وتردد صداها في عقله وقلبه، حيثما حملته قدماه، رآها تواجهه..[/B][B] [/B][B]ونحو هذا[/B][B] ..
[/B][B]([/B][B]الله يراك..الله ينظر إليك..الله قريب منك.. الله معك .. يسمعك ويحصي عليك) ..[/B]
[/B][B]روي أن أحدَ الولاةِ كان يتجول ذات يوم في السوق القديم متنكراً في زي تاجر، [/B][B]
[/B][B]وأثناء تجواله وقع بصره على دكانٍ قديمٍ ليس فيه شيء مما يغري بالشراء، [/B][B]
[/B][B]كانت البقالة شبه خالية، وكان فيها رجل طاعن في السن، يجلس بارتخاء على مقعد قديم متهالك، [/B][B]
[/B][B]ولم يلفت نظر الوالي سوى بعض اللوحات التي تراكم عليها الغبار، [/B][B]
[/B][B]اقترب الوالي من الرجل المسن وحياه، ورد الرجل التحية بأحسن منها، [/B][B]
[/B][B]وكان يغشاه هدوء غريب ، وثقة بالنفس عجيبة.. وسأل الوالي الرجل[/B][B]:[/B][B]
[/B][B]دخلت السوق لاشتري فماذا عندك مما يباع!؟[/B][B]
[/B][B]أجاب الرجل بهدوء وثقة : أهلا وسهلا.. عندنا أحسن وأثمن بضائع السوق[/B][B] !!
[/B][B]قال ذلك دون أن تبدر منه أية إشارة للمزح أو السخرية[/B][B] ..
[/B][B]فما كان من الوالي إلا ابتسم ثم قال[/B][B] :
[/B][B]هل أنت جاد فيما تقول!؟[/B][B]
[/B][B]أجاب الرجل[/B][B] [/B][B]:
[/B][B]نعم كل الجد، فبضائعي لا تقدر بثمن، أما بضائع السوق فإن لها ثمن محدد لا تتعداه[/B][B] !!
[/B][B]دهش الوالي وهو يسمع ذلك ويرى هذه الثقة[/B][B] ..
[/B][B]وصمت برهة وأخذ يقلب بصره في الدكان، ثم قال[/B][B] :
[/B][B]ولكني لا أرى في دكانك شيئا للبيع[/B][B] !!
[/B][B]قال الرجل : أنا أبيع الحكمة .. وقد بعت منها الكثير، وانتفع بها الذين اشتروها[/B][B]! ....
[/B][B]ولم يبق معي سوى لوحتين[/B][B] ..!
[/B][B]قال الوالي: وهل تكسب من هذه التجارة[/B][B] !!
[/B][B]قال الرجل وقد ارتسمت على وجهه طيف ابتسامة[/B][B] :
[/B][FONT=Simplified Arabic][B]نعم يا سيدي.. فأنا أربح كثيراً، فلوحاتي غالية الثمن جداً[/FONT][/B][B] ..!
[/B][B]تقدم الوالي إلى إحدى اللوحتين ومسح عنها الغبار ، فإذا مكتوباً فيها[/B][B] :
[/B][B]([/B][B] [/B][B]فكر قبل أن تعمل )..[/B][B] [/B][B]تأمل الوالي العبارة طويلا.. ثم التفت إلى الرجل وقال[/B][B]:[/B][B]
[/B][B]بكم تبيع هذه اللوحة ..!؟[/B][B]
[/B][B]قال الرجل بهدوء: عشرة آلاف دينار فقط[/B][B] !!
[/B][B]ضحك الوالي طويلا حتى اغرورقت عيناه، وبقي الشيخ ساكنا كأنه لم يقل شيئاً، [/B][B]
[/B][B]وظل ينظر إلى اللوحة باعتزاز.. قال الوالي: عشرة آلاف دينار ..!! هل أنت جاد؟[/B][B]
[/B][B]قال الشيخ: ولا نقاش في الثمن[/B][B] !!
[/B][B]لم يجد الوالي في إصرار العجوز إلا ما يدعو للضحك والعجب[/B][B] ..
[/B][B]وخمن في نفسه أن هذا العجوز مختل في عقله، فظل يسايره وأخذ يساومه على الثمن، [/B][B]
[/B][B]فأوحى إليه أنه سيدفع في هذه اللوحة ألف دينار..[/B][B] [/B][B]والرجل يرفض، فزاد ألفا ثم ثالثة ورابعة [/B][B]
[/B][B]حتى وصل إلى التسعة آلاف دينار.. والعجوز ما زال مصرا على كلمته التي قالها، [/B][B]
[/B][B]ض حك الوالي وقرر الانصراف، وهو يتوقع أن العجوز سيناديه إذا انصرف، [/B][B]
[/B][B]ولكنه لاحظ أن العجوز لم يكترث لانصرافه، وعاد إلى كرسيه المتهالك فجلس عليه بهدوء[/B][B]..
[/B][B]وفيما كان الوالي يتجول في السوق فكر[/B][B] !!..
[/B][B]لقد كان ينوي أن يفعل شيئاً تأباه المروءة، فتذكر تلك الحكمة ( فكر قبل أن تعمل[/B][B] [/B][B])[/B][B] !!
[/B][B]فتراجع عما كان ينوي القيام به!! ووجد انشراحا لذلك[/B][B] ..!!
[/B][B]وأخذ يفكر وأدرك أنه انتفع بتلك الحكمة ، ثم فكر فعلم أن هناك أشياء كثيرة، [/B][B]
[/B][B]قد تفسد عليه حياته لو أنه قام بها دون أن يفكر[/B][B] ..!!
[/B][B]ومن هنا وجد نفسه يهرول باحثاً عن دكان العجوز في لهفة،[/B][B]
[/B][B]ولما وقف عليه قال : لقد قررت أن أشتري هذه اللوحة بالثمن الذي تحدده[/B][B] ..!!
[/B][B]لم يبتسم العجوز ونهض من على كرسيه بكل هدوء، وأمسك بخرقة ونفض بقية الغبار عن اللوحة،[/B][B]
[/B][B]ثم ناولها الوالي، واستلم المبلغ كاملاً، وقبل أن ينصرف الوالي قال له الشيخ[/B][B] :
[/B][B]بعتك هذه اللوحة بشرط[/B][B] ..!!
[/B][B]قال الوالي: وما هو الشرط؟[/B][B]
[/B][B]قال: أن تكتب هذه الحكمة على باب بيتك، وعلى أكثر الأماكن في البيت، [/B][B]
[/B][B]وحتى على أدواتك التي تحتاجها عند الضرورة[/B][B] ..!!!!!
[/B][B]فكر الوالي قليلا ثم قال: موافق[/B][B] !
[/B][B]وذهب الوالي إلى قصره، وأمر بكتابة هذه الحكمة في أماكن كثيرة في القصر، [/B][B]
[/B][B]حتى على بعض ملابسه وملابس نسائه وكثير من أداواته[/B][B] !!!
[/B][B]وتوالت الأيام وتبعتها شهور، وحدث ذات يوم أن قرر قائد الجند أن يقتل الوالي لينفرد بالولاية،[/B][B]
[/B][B]واتفق مع حلاق الوالي الخاص، أغراه بألوان من الإغراء حتى وافق أن يكون في صفه،[/B][B]
[/B][B]وفي دقائق سيتم ذبح الوالي[/B][B] !!!!!
[/B][B]ولما توجه الحلاق إلى قصر الوالي أدركه الارتباك، إذ كيف سيقتل الوالي،[/B][B]
[/B][B]إنها مهمة صعبة وخطيرة، وقد يفشل ويطير رأسه[/B][B] ..!!
[/B][B]ولما وصل إلى باب القصر رأى مكتوبا على البوابة: ( فكر قبل أن تعمل[/B][B])[/B][B] !!
[/B][B]وازداد ارتباكاً، وانتفض جسده[/B][B]،[/B][B] وداخله الخوف، ولكنه جمع نفسه ودخل، [/B][B]
[/B][B]وفي الممر الطويل، رأى العبارة ذاتها تتكرر عدة مرات هنا وهناك[/B][B] :
[/B][B]( فكر قبل أن تعمل[/B][B])[/B][B] !![/B][B] ( فكر قبل أن تعمل[/B][B])[/B][B] !![/B][B] ( فكر قبل أن تعمل[/B][B])[/B][B] !!
[/B][B]وحتى حين قرر أن يطأطئ رأسه، فلا ينظر إلا إلى الأرض، رأى على البساط نفس العبارة تخرق عينيه[/B][B]..!!
[/B][B]وزاد اضطرابا وقلقا وخوفا، فأسرع يمد خطواته ليدخل إلى الحجرة الكبيرة، [/B][B]
[/B][B]وهناك رأى نفس العبارة تقابله وجهاً لوجه!![/B][FONT=Simplified Arabic][B] [/FONT][/B][B]( فكر قبل أن تعمل[/B][B])[/B][B] !!
[/B][B]فانتفض جسد ه من جديد، وشعر أن العبارة ترن في أذنيه بقوة لها صدى شديد[/B][B] !
[/B][B]وعندما دخل الوالي هاله أن يرى أن الثوب الذي يلبسه الوالي مكتوبا عليه[/B][B] :
[/B][B]( فكر قبل أن تعمل[/B][B])[/B][B] !!..
[/B][B]شعر أنه هو المقصود بهذه العبارة، بل داخله شعور بأن الوالي ربما يعرف ما خطط له[/B][B] !!
[/B][B]وحين أتى الخادم بصندوق الحلاقة الخاص بالوالي، أفزعه أن يقرأ على الصندوق نفس العبارة[/B][B] :
[/B][B]( فكر قبل أن تعمل[/B][B]) [/B][B] !!..
[/B][B]واضطربت يده وهو يعالج فتح الصندوق، وأخذ جبينه يتصبب عرقا، [/B][B]
[/B][B]وبطرف عينه نظر إلى الوالي الجالس فرآه مبتسما هادئاً، مما زاد في اضطرابه وقلقه[/B][B] ..!
[/B][B]فلما هم بوضع رغوة الصابون لاحظ الوالي ارتعاشة يده، [/B][B]
[/B][B]فأخذ يراقبه بحذر شديد، وتوجس، وأراد الحلاق أن يتفادى نظرات الوالي إليه، [/B][B]
[/B][B]فصرف نظره إلى الحائط، فرأى اللوحة منتصبة أمامه ( فكر قبل أن تعمل[/B][B])[/B][B] !!
[/B][B]فوجد نفسه يسقط منهارا بين يدي الوالي وهو يبكي منتحبا، وشرح للوالي تفاصيل المؤامرة[/B][B] !!
[/B][B]وذكر له أثر هذه الحكمة التي كان يراها في كل مكان، مما جعله يعترف بما كان سيقوم به[/B][B]!![/B][B]
[/B][B]ونهض الوالي وأمر بالقبض على قائد الحرس وأعوانه، وعفا عن الحلاق[/B][B] ..
[/B][B]وقف الوالي أمام تلك اللوحة يمسح عنها ما سقط عليها من غبار، [/B][B]
[/B][B]وينظر إليها بزهو، وفرح وانشراح، فاشتاق لمكافأة ذلك العجوز، وشراء حكمة أخرى منه[/B][B] !!
[/B][B]لكنه حين ذهب إلى السوق وجد الدكان مغلقاً، وأخبره الناس أن العجوز قد مات[/B][B] !!
= =
[/B][B]انتهت القصة.. ولكنها عندي ما لم تنته.. بل بدأت بشكل جديد ، وفي صورة أخرى[/B][B] .!
[/B][B]سألت نفسي[/B][B]:[/B][B]
[/B][B]لو أن أحدنا كتب هذه العبارة مثلا[/B][B] :
[/B][B]([/B][B]الله يراك..الله ينظر إليك..الله قريب منك.. الله معك .. يسمعك ويحصي عليك[/B][B])[/B][B] [/B][B]..
[/B][B]كتبها في عدة أماكن من البيت، [/B][B]
[/B][B]على شاشة جهاز الكمبيوتر مثلاً، [/B][B]
[/B][B]وعلى طاولة المكتب،[/B][B]
[/B][B]وعلى الحائط الذي يواجهه اذا رفع رأسه من على شاشة الحاسوب، [/B][B]
[/B][B]وفوق التلفاز مباشرة يراها وهو يتابع ما في الشاشة[/B][B]!!
[/B][B]وعلى لوحة صغيرة يعلقها في واجهة سيارته، [/B][B]
[/B][B]وفي أماكن متعددة من البيت، وفي مقر عمله[/B][B] ...!!
[/B][B]([/B][B]الله يراك..الله ينظر إليك..الله قريب منك.. الله معك .. يسمعك ويحصي عليك[/B][B])[/B][B] ....
[/B][B]
[/B][B]([/B][B]الله يراك..الله ينظر إليك..الله قريب منك.. الله معك .. يسمعك ويحصي عليك[/B][B])[/B][B] ..
[/B][B]بل لو أن هذه العبارة لكثرة ما فكر فيها، وأعاد النظر فيها، [/B][B]
[/B][B]استقرت في عقله الباطن، وانتصبت في بؤبؤ عينيه، واحتلت الصدارة في بؤرة شعوره،[/B][B]
[/B][B]وتردد صداها في عقله وقلبه، حيثما حملته قدماه، رآها تواجهه..[/B][B] [/B][B]ونحو هذا[/B][B] ..
[/B][B]([/B][B]الله يراك..الله ينظر إليك..الله قريب منك.. الله معك .. يسمعك ويحصي عليك) ..[/B]
[B]أحسب أن شيئا مثل هذا لو نجح أحدنا فيه، سيجد له أثرا بالغا في حياته، [/B][B]
[/B][B]استقامة[/B][B] [/B][B]في سلوكه ، وانضباطاً في جوارحه، وسيغدو مباركا حيثما كان[/B][B] ..!!
[/B][B]ها أنا أقدم لكم هذه الحكمة ومجاناً لا أريد منكم جزاء ولا شكورا[/B][B] ..
[/B][B]إلا اللهم دعوة بظهر الغيب[/B][B] [/B][B]..
[/B][B]منقول[/B][B]
[/B][B]جزا الله كاتبها كل خير ونفعنا بما نقرأ[/B][B]
[/B][B]وبالله التوفيق[/B]
[/B][B]استقامة[/B][B] [/B][B]في سلوكه ، وانضباطاً في جوارحه، وسيغدو مباركا حيثما كان[/B][B] ..!!
[/B][B]ها أنا أقدم لكم هذه الحكمة ومجاناً لا أريد منكم جزاء ولا شكورا[/B][B] ..
[/B][B]إلا اللهم دعوة بظهر الغيب[/B][B] [/B][B]..
[/B][B]منقول[/B][B]
[/B][B]جزا الله كاتبها كل خير ونفعنا بما نقرأ[/B][B]
[/B][B]وبالله التوفيق[/B]
