( بداية معانات النهاية )
عقيل وعلياء.............
عقيل وعلياء.............
إقتربت قصتهما من أن تكون نسج من الخيال أو قد تكون أسطورة من أساطير عصرنا الحديث فهل سأستطيع أن أخط بقلمي وأكتب بين جنبات السطور وأقول لكم إنها قصة من الواقع وقد حدثت في يوم من الأيام ؟ وهل الحبر اللذي يحتويه قلمي سيسعفني إلى آخر حرف من قصتهما ؟ سأدع لقلمي متسع من الوقت ليكون كفيلاً بالأجابة عن هذه الأسألة....
في وسط مدينةٍ تكتض بالسكان عاش الشاب عقيل أجمل أيامه كان يتسم بالشفافية والعفوية المطلقة مع كل من حوله وكانت الطيبة من صفاته الشائعه والبساطة تغمر حياته دائماً،، كان شاباً لايشتكيهموم الحب ولايعرف طريقاً للحب أبداً وربما الحب هوه الشيء الوحيد اللذي لم يكن يكترث له عقيل لأنه عاش ليبتسم لا ليحزن ""
ومع مرور الأيام والشهور والسنين شيء ماقد تغير في حياته شيء يعتبر دخيل عليه فبدون سابق إنذار فتاة من فتياة الحي اللذي يقطنه إقتحمة عالمه البسيط وخاض أول تجربة له في متاهات الحب وبدوره تحول إلى شاب آخر ليس عقيل اليوم ك عقيل الأمس أصبح شاب يهتم لمعرفة خبايا الحب وتفاصيله وبدورها هيه قدمت له أحلاماً على طبق من ذهب وكانت تغرد على مسامعهُ أرق وأجمل الكلمات تحت مسمى الحب كانت تنتشل جهله للحب وتجره إلى أعماق العشق والهيام ومضت الأيام به دون أن يدرك إن هناك ما يسمى بالحب الكاذب لبساطته الزائده إلى أن دقت أجراس الخطر ليكتشف خيانة قد حدثت من الفتاة اللتي أخذت حيزاً كبير من أوقاته نعم هذا هوه ماحدث وهذه هيه أول جرعة من جرعات الخيانة قد تذوق طعمها عقيل من أول فتاة في حياته وأدرك أنه قد أخطأ بأتباع كل مايحدثه به قلبه وعانا ألم ذالك مدة طويله ولكن الله انعم على الأنسان بنعمة النسيان وتناسى ماحدث وعاد كما هوه في السابق ولكن الأنسان لايعلم ماذا يخفي له القدر لو كان يدري لأجتنب كثيراً من مصائب الدنيا وهاهيه الحكاية في أول أسطرها....
مامكث عقيل بأن أكمل السنة الأولى على تخطي أول عقبات علاقته السابقة إلى أن إلتقى بمن ستعتني بتضميد جرحه كما وعدت...
علياء فتاة تنتصب أمام أعين عقيل وسط زحام من البشر كان يراها شيء ليست كما كل شيء كان يراها ملاك على هيئة بشر رغم محاولات صديقه بأن يبعده عن طريقها ولكن عقيل أصر على إنها من يبحث عنها قلبه ومن ستكون نصفه الآخر ،، وبعد تبادل نظرات الإعجاب أبتسمة علياء الفتاة البريئة أبتسامة تدل على رِضاها بأن تكون جزء من حياة عقيل...
في صباح باكر إستيقض عقيل على صوت رنين هاتفه اللذي ينذره بأن رسالة قد وصلته فأخذ الهاتف ببطء شديد وكانت المفاجأة رسالة من مجهول ( مرحباً ياصاحب الورقة الزرقاء ) إرتسمت علامات التعجب على وجه عقيل اللذي لم يفق من نومه بشكل كلي وتسائل ماذا تعني هذه الرسالة ومن هوه صاحبها ؟؟؟؟ وسرعان ماقام بالرد على الرسالة ( مرحباً أي ورقة زرقاء هذه ؟؟ ) وأتاه الرد خجولاً (أنسيت إنك من أعطاني تلك الورقة الزرقاء ليلة البارحة ؟؟ ) حينها أدرك عقيل إنها تلك الفتاة اللتي إلتقى بها البارحة وطار فرحاً وكانت هنا هيه ( بداية معانات النهاية )...
أستمرت الرسائل بينهما طيلة اليوم دون أن يسمع كل منهم صوت الثاني أكتفيا بالحديث المختصربينما كان عقيل يحترق شوقاً لسماع صوتها وطلب منها ذالك" وكان الرفض أول إجابة منها بداعي الخجل والخوف ولكن إصرار عقيل أجبرها على الموافقة وقالت بشرط أن ألقي عليك التحية فقط ومن ثم أغلق الهاتف وقال عقيل سأكتفي هذه المرة ومايهمني هوه سماع صوتك لاغير..
أتصل عقيل وألقى أول تحية بصوته لتبادله علياء التحية بصوت خجول تملئه الرقة وتتخلله ضحكات خافته وجميله تكاد تذوب لها صخور الجبال وبناء على شرط علياء أكتفى عقيل بسماع صوتها لدقائق قليلة... ومضت الأيام وأصبح كل واحد منهم يهم لأمر الثاني ولايبتعد عنه وشوق عقيل كان لايطاق لذالك طلب رؤيتها ولكن ظروف علياء لم تسمح لها بأن تحقق له ذالك وأستمرت الأيام في المضي إلى أن نشأ الحب بينهما وكان حباً مجنون للغاية كان حديثهما يبدأ من منتصف الليل إلى بزوغ الشمس وظل الحال هكذا والحب يكبر في قلبهما وذات يوم وبدون مقدمات طلبت علياء من عقيل رؤيته وكانت أكبر مفاجأة حصل عليها عقيل ولم يصدقها وقال في نفسه هل يعقل أن أراها بعد طول إنتظار؟
وكأنما الواقع يهمس في أُذني عقيل ويقول له نعم لقد حان الوقت لتراها...
خرج عقيل في عصر يوم من الأيام والفرحة تغمره ودقات قلبه كانت في يزايد كل ما أقترب من المكان اللذي سيراها فيه حتى وصل وتجول إلى حين وصولها وأحس إن قدماه لا تقوى على حمل جسده المحترق شوقا وأختار زاوية على وجلس على كرسي تحت ظل شجرة وعيناه تراقب الساعة لقد حان الوقت ولم تأتي ولكنها لحظات حتى أتصلت لتسأله عن مكانه وبينما هوه يصف لها فأذا بملاك يخطوا خطواته نحوه ببطء والأبتسامة تشرق على وجهها إلى أن وصلت بجانبه ومدت يدها لتصافحه ومد يده ليحظن كفه كف يدها الرقيق لأول مرة بعد مرور أشهر على معرفتهما ببعض وهاهم قد ألتقياء وبدأت نظرات العيون تتبادل في مابينهما بينما قاربت الشمس على أن تلقي آخر ماتبقى من أشعتها وغابت لتعلن الغروب" حل الظلام وبقية أنوار الحديقة تتوارى خلفهما وهم يتجولان ويحكيان لبعضهما مدى الشوق اللذي بداخل كل منهم إلى أن حان موعد رحيلها وحان الوقت لترك الأيادي عن بعضها وتوادعا وعاد كل واحد منهم وعقيل لايزال في ذهول لم يفق منه إلا عند وصوله المنزل..
مضى أول لقاء بينهما بسرعة البرق ولكن حبهما إزداد عن سابق عهده والثقة بدأت تصل حدود ألامعقول لذالك أنتهزت علياء فرصتها وقررت البوح بسر لم تخبر به عقيل من قبل وقالت عقيل سأفتح لك اليوم قلبي أكثر من ذي قبل وقال عقيل أنا لك آذان صاغية" إطمئن قلب علياء وقالت هناك من يحبني غيرك وأفترقنا أنا وهوه في نفس الليلة اللتي ألتقيتني فيها لأول مره "
صمت طويل إجتاح لسان عقيل لقد كان الخبر بمثابة الصاعقة على قلب عقيل وبعد طول صمتٍ قال من هوه وهل تبقى من حبه شيء في قلب وقالت لا لقد أصبح من الماضي بوجودك في حياتي فأخذت تحدثه عن قصتها مع هذا الشاب وتسرد معاناتها فقد كان يجهل معنى الحب الصادق فأذاقها مرارة الأيام ورغم ذالك كانت تحمل له حب عذري شق طريقه منذ إن كانت صغيرة وكبر معها هذا الحب لذالك تحملت حماقاته طيلة خمس سنوات ،، ماذا عسى أنيفعل عقيل بهذا الخبر المزعج ولكن علياء كان لها أسلوب تجيد له تهدئة قلب عقيل الخائف وكانت أول عبارة قالتها لاتخف سأكون لك وحدك للأبد وعلقت هذه العبارة في ذهن عقيل وكان يستمد منها الطمئنينة لقلبه كل ما أحس بالخوف من رجوع الجرح وظل الحال كما هوه عليه حب وشوق وحنان لاينقطع...
علياء مثل عادتها تأتي دائما بالأخبار السعيدة وهذه المرة خبر لم يخطر في بال عقيل اللذي لايزال يهذي بتكرار لقاء معشوقته وكان له ذالك ففي ذات يوم زفت علياء الخبر الجميل بأنها ستكون ولمدة شهر بالقرب من الحي اللذي يسكنه عقيل ويالها من سعادة تغمر قلب عقيل وبالفعل ذهبت إلى هناك وأقامة في منزل أحد أقاربها أحس عقيل بقرب علياء منه وقد ذهب لرؤيتها وكانا يتحدثان طوال اليوم في الهاتف يرسمون أحلامهم ويتحدثون عن مستقبلهما ويدعيان الله بأن يكونا من نصب بعض والأيام تمضي على حالهما إلى أن بدأ شيء يتغير لفت إنتباه عقيل وشغل تفكيره أصبحت علياء وبشكل مفاجأ لاتبدي أي إهتمام لإتصالات عقيل ولا لرسائله مثل السابق إلا في ساعات متأخرة من الليل قبل أن تخلد إلى النوم ليست علياء كعادتها وإزداد إنشغال خط هاتفها بشكل ملحوض مما جعل عقيل يسألها ذات مره لماذا أصبح هاتفك كثير الإنشغال في منتصف الليل وقالت لاتخف أحد أقاربي يستخدم هاتفي ولكن الشك سرعان ماكانيسري بداخل قلب عقيل ولكن أسلوب علياء المقنع يجبر لسان عقيل على الصمت وعدم مناقشة أي شي وإلا ستهجره لأيام وكان هذا مايجتنبه عقيل دائماً...
إنقطعت علياء وأغلقت هاتفها بشكل نهائي ماذا حدث كان هذا مايجهله عقيل الحائر ومضت الأيام والخوف يتغلغل في جوفه يوم بعد يوم والأفكار تأخذه إلى متاهات كثيره " طال الإنتظار ولم يكن عقيل يعتاد بأن يحسب الوقت إلا حينما غابت ومايزيد من معاناته غموض غيابها ،،
مضى شهر ولم يجد لها أثر إفتقد بريق سعادته وأصبح حزين يشتكي هموم حبه المتخبط بعد إن كان لايعرف هموم الحب أبداً ومع الأيام وصلته رسالة على هاتفه وكانت علياء تطلب منه أن يتصل بها وأسرع وأتصل بها أين أنتي ؟ ماذا حدث ؟ لم تتركيني هل إرتكبت خطأً في حقك دون أن أعلم ؟ وبهدوء تام قالت علياء لا ياعقيل لست أنت سبب غيابي إنما عاد ذاك الشاب اللذي أخبرتك عنه ولم أستطع منع نفسي من العودة إليه رغم أنه لم يتغير مازال كما عهدته سابقاً يُذيقني طعم العذاب ولكنني أجهل ماسبب صبري عليه ولكن لاتخف ياعقيل مازلت أنت الوحيد من في قلبي وسأعود إليك فقط أمهلني بعض الوقت لكي أصفي كل مابيني وبينه للأبد.. ياله من لساناً تملكه هذه الفتاة أي نوع من الفتياة هيه أي قلب هذا ؟؟
أنهت المكالمة بشكل سريع خوفاً من أن يكتشف ذالك الشاب معرفتها بشاب غيره وبقي عقيل لايعرف ماذا يفعل مع هذه الفتاة اللتي يحبها بكل جوارحه... مضت أيام وأيام وعلياء بعيدة عن عقيل اللذي أصبح منهك من عذاب التفكير وخوفاً من أن يفتقد علياء للأبد ولكن الصبر هوه الوحيد من كان يتجمل به عقيل طيلة فترة غيابها ونال رجوعها بعد طول إنتظار عادت تشكي له معاناتها وإحتياجهالوقوفه بجانبها وفعل ذالك فأخذ عقيل يفعل المستحيل ليبعد ذاك الشاب عن طريق علياء ومع الأيام نجح في ذالك وأستطاع أن يُكسب علياء الثقة في نفسها لتتصدى عقبات هذا الشاب ووضعت علياء يدها بيد عقيل لكي يتخطون مايقف حاجزاً أمام سعادتهما ووصل حبهما إلى أبعد حدود الحب وعش الإثنان أجمل أيام حيتهما بسعادة عامره...
ثلاث سنوات مضت على حبهما الجميل وكانت أحلامهما بالزواج تتعدى الحقيقة،، هكذا عاش عقيل وعلياء حب وعشق وحنان وكان عقيل لايقوى على فراقها وكان يتحمل أخطاء كثيرة ترتكبها علياء في حقه فأحصبحت تصاب بالغرور بسبب عدم قدرة عقيل على الزعل حتى وإن كان الحق معه وكثيراً ماكان يسكت ويضحي بكل شيء في سبيل حبه لها ويدوس على كبريائه لكسب رضائها وقربها الدائم وكان كل مازعلت منه يقول عبارته اللتي لم يتخلى عنها يوماً ( علياء حبنا أكبر من أن يفرقنا الزعل ) كان كثر الصبر والتريث لعلها تحن على صبره وطيبتة معملته وشفافية أسلوبه معها رغم أنه كان يسمع دائماً كلاماً يشكك في مصداقية حب علياء له ولكنه أبا أن ينصاع ويخضع لما يسمعه عنها إلى أن حانت ساعة الحقيقة المره ومن خلف كواليس علاقتهما المتينة أتى شاب ليلتقي عقيل شاب لايعرفه عقيل ابداً وقال له بعد جلس عقيل بجواره أتعرف فتاة أسمها علياء ؟ أندهش عقيل من سؤاله وقال ومن تكون أنت لكي تعرف هذه الفتاة وقال أخي أنا على علاقة بهذه الفتاة منذ سنة أظلمت الدنيا في نظر عقيل وشك في صدق مايقوله هذا الشاب عن علياء اللتي يعلم عقيل أنها تحبه ولايمكن أن تخونه ابداً ومالبث هذا الشاب قليلاً إلا و أخرج هاتفه ليفتح ملف يحتوي على مجموعة من صور علياء وهيه نفس الصور اللتي يحتفض بها عقيل أحس عقيل ببداية جرح لايبرأ ولم يكن في الحسبان وقام الشاب ليثبت صحت مايقول أتصل بعلياء وعقيل يستمع لصوتها وقال لها لقد عرف إنك على علاقة بشاب يدعى عقيل وهنا كانت الصدمة لها وياليتها اكتفت بالصمت ولأنها لاتعلم ان عقيل يسمع كل شي قالت ليس هناك شيء بني ويبن عقيل إلا أنه قام بمساعدتي في يوم من الأيام ولا يربطني شيء بهذا المخلوق ابداً وبعدها قال حسناً إلى اللقاء...
أنكرت علياء عقيل وسمع هوه ذالك"
الثقة المطلقه هيه أكبر أخطاء عقيل ولايفيد الندم ...
عاد عقيل إلى المنزل وقلبه ينزف الألم والحزن على ضياع عمره اللذي قضاه يضحي فيه بكل شي لأجلها وماهيه إلا بحظات ويرن هاتفه والمتصل علياء الحائرة ماذا ستقول له ماذا ستبرر ولم يكن امامها سوى الأعتراف وكانت تجهل أن عقيل قد سمع كلماتها..
إعترفت بخيانتها لحبه الكبير وقدمت صفحات من الأسف والندم وقالت أعلم كيف سمحت لي نفسي بأن أفعل بك هذا ولكنني أحسست بطيبته الزائده وأرتأيت منه إنسان عظيم في تعامله الخلوق وغيابك عني كان السبب في تعلقي بهذا الشاب لايدري عقيل عن أي غياب كانت تتحدث رغم إنها هيه من كانت تغيب دائماً وهوه في الإنتظار ؟؟
أكملت حديثها وقالت حاولت مراراً وتكراراً بأن أعترف له وأقول بأن هناك شخص في قلبي ولكنني لم أشأ أن اجرح مشاعره فقد كان قمة في الطيبة وعندها قال عقيل ولماذا أنكرتي حبك أمامه أن كان حبك هذا صادق ؟ وكان جوابها كنت خائفه من ان يخبرك بأنني على علاقة به وتتركني أقسم لك ياعقيل أنني لم أعد في تواصل معه بشكل كبير وأقسم لك بأنني سأنهي كل شي بيني وبينه وأصلح ماإنكسر بداخلك وسأكون لك لوحدك سامحني أعدك بذالك وتمر الايام وهيه تسطلطف قلب عقيل بأرق الكلمات وكعادتها تملك علياء كلمات كانت مفاتيح ترويض عقيل رغم أن ماحدث لايُغتفر ولكن الحب قد اعمى قلب عقيل...
مضت الأيام كما هيه وتخطى عقيل جرح الخيانة ولكن الشك قد هيمن على قلبه وهوه ما أصبح يزعج علياء ويوم بعد يوم أعاد عقيل جزء من الثقة لحبيبته عليها تتغير وماذا عساه أن يفعل وهوه يحمل بداخله حب لاينقص أبداً وتوارت الأيام والشهور إلى وصل حبهما إلى سنته الرابعه والحب بينهما في قمة عطائه وفي ليلة عيد كان موعد لقائهما كانت مثل الملاك يختال أمام عينيه لساعات عده وحينما وصلت لبوابة الحديقة اللتي كانت حظن لقائهما في أول ليلة من كل عيد وفي لحظة خروجها لتعود إلى المنزل إلتفتت إليه بأبتسامة أعادت إليه الثقة بأكملها بأنها لن تكون إلا لسواه "
عاد هوه إلى المنزل ومثل ما أعتاد دائماً ينتظر سماع صوتها لكي يحكي كل واحد منهم عن مدى سعادته بلقاء الآخر ولكن ذالك لم يحدث ولم يكترث عقيل لعدم إتصال علياء به وقال للمرة الألف ربما الظروف تمنعها وخلد إلى النوم ليكمل لقائه بها في أحلامه وإنقضت تلك الليلة دون سماع صوت حبيبته ولم يدرك إن هناك شيء قد حدث....
هل من المعقل أن يتحمل عقيل صدمة أخرى بعد كل مامضى ؟؟
أشرقت الشمس وأسدلت خيوط أشعتها على نافذة عقيل ليصحوا مسرعاً يتصل ليطمئن على حبيبته الغائبة منذ ليلة البارحه والغريب أن علياء لاترد على جميع أتصالاته ومضت الساعات دون أي أثر لها بدأت المخاوف من جديد والرعب يدب أرجاء قلبه المنفطر وتلى الغياب غياب آخر ومحاولات عقيل بالاتصال والرسائل لاتتوقف طيلة الأيام ولكن لاحياة لمن تنادي ،،، وفي ليلة من ليالي اليأس والألم بعث عقيل برسالة يصف فيها مدى عذابه من الفراق الدائم وقد كانت رسالته تشرح كل تفاصيل معاناته وتصورها كما لو كان منظورة أمام أعينها ربما تأثرت علياء بكلمات عقيل المشحونة بطابع الحزن مما جعلها ترد على رسالته أهلاً بك ياعقيل أسمع لا أود أن أجرحك أكثر ولكن يجب أن أقول لك أن هناك شخص قد تقدم لخطبتي دون علمي إلا بعد موافقة عائلتي وليس بيدي أي شيء أفعله....
لنتصور الآن ماهوه حال هذا المسكين اللذي يُصعق دائماً من فتاة ظن إنها ستعوضه كل مافات من تجربته السابقة وما كان من عقيل إلا أن ينهمر باكياً وكم من الصعب عندما تبكي الرجال ""
رفض عقيل أن يكتفي بالرسائل وعاود الأتصال وأستجابت علياء هذه المره لتسمع صوت عقيل الخافت وهوه يقول ولمن سأعيش أنا من بعدك يا علياء ؟ وقالت يجب أن ترضى بالقدر وإن الله سيعوضك خير مني ،، نعم هذا مايفرض المنطق هنا ولكن عقيل لم يتصور بأنه سيكون لغيرها ولم يتصور أن تكون لغيره ياله من خبر يهد كيانه ،،
ووسط بُكائه قالت كفاك ياعقيل قُل شيء يضحكني إشتقت لتلك الأيام اللتي نضحك فيها بلا توقف كم من السهل أن تنطق علياء بكلاماً مثل هذا في حين قلب عقيل يعتصر ألماً يال سخرية الطلب ...
ومع مرور الأيام أدرك عقيل إنها لن تكون له رغم إنها لم تنقطع عنه بل ظلت على تواصل به على الهاتف وكل يوم تحكي له عن مدى سعادتها بجانب خطيبها وكان عقيل يسمع ذالك وبقايا حبه لها تجبره على أن يفرح لها وظلت تحكي عن مجمل تفاصيل زفافها المزعم دون أن تحترم مشاعر عقيل الجريحة وأستمرت في ذالك إلى أن تركته مع كل الجروح وحيداً وذهب ولكن الأيام والشهور وحدها من سيتكفل بمساعدة عقيل على النسيان وهذا ماتمكن منه عقيل حتى إشعار آخر...
وعاد ليعيش بعيداً عن السهر والإنتظار تحت مظلات العذاب وأجتهد على أن يقترب من ذكرياته الجميلة والبائسة معاً ولكن هذا الشاب كل ما أقترب من السعادة طاردته الأحزان من جديد هاهيه علياء قد عادت وبشكل مغاير كانت تتودد إليه في كل رسالة تبعثها وتذكره بأجمل أيامهما معاً وتستشيط غضباً عندما لايرد على إتصالها مذا تنوي أن تفعل علياء هذا كان مايحاول عقيل فهمه ومع الأيام بدأت تتذمر وتشتكي من خطيبها بأنه ليس مثل ماكانت ترجوا وطلبت من عقيل الوقوف بجانبها بعد أن وأصبحت علاقتها بخطيبها مشحونة ببعض المشاكل ويالنقاوة قلب عقيل لم يتردد أبداً في مساعدتها رغم كل ما أصابه وبعد أيام قليلة قالت علياء عقيل سأفسخ خطوبتي منه إهتز كيان عقيل ورفض ذالك وحاول نصحها وإقناعها بالتريث والرجوع عن هذا القرار ولكن دون جدوى وأعلت فسخ خطوبتها نهائياً وقالت ياعقيل ألست سعيداً بذالك ؟ إني أعرف هذا من نبرات صوتك وأجابها عقيل سأكذب إن قلت لايسعدني ولكنني لم أكن أتمنى أن يحدث لكي ذالك وقالت كل شيء إنهى ولين ترجعني إليه لومة لائم وأقسمت إنها ستُعيد أيامها مع عقيل كما كانت وأجمل من ذي قبل بدأت آمال عقيل عقيل بحفر بأجداثها بعد أن ماتت ودُفنت وأشتعل بداخله شوق قد إنطفىء من مدة طويله وعادت إليه ولكن كانت لاتكف عن الحديث عن نكسات خطوبتها وأثر ذالك على مشاعرها ولكنها إستطاعة تخطي ذالك بأصرار كبير إذن عادت علياء لعقيل ولكن عقيل كان يشعر بأنها لاتحتفظ بشيء من حبها له وتحمل جفاف الكلمات منها وشيء بشيء تعود كلمات الشوق بينهما وهمسات الماضي تُراود مخيلتهما إلى مضت أيام وأيام على رجوعها اللذي أرجع أمل كبير في حياة عقيل للفوز بقلب علياء من جديد وأقترب من ذالك ففي يوم من الأيام أخبرت علياء عقيل بأنها ستسافر إلى أحد الدول المجاورة وتريد منه أن يكونأول المودعين لها فحزن عقيل ولكنها طمئنته إن سفرها لن يطول وقالت سأعود إليك وأكون بقرب...
إلى ذالك الحين أتى موعد سفرها وكانت علياء في قاعة المغادرة وكانت تبحث عنه بين الزحام وكان عقيل يبحث عنها إلى أن ألتقت عيناهما ببعض لم يستطع الأقتراب منها لأنها ليست لوحدها وأكتفى بمراقبتها عن كثب ومضى الوقت وحانة ساعة مغادرة القاعة وأتصلت به لتسمع صوته وتودعه قبل سفرها وغادرت وعيناه تتبع خطواتها إى آخر لحظة وسلمها قلبه وعاد لينتظر عودتها،، كانت تطمئنه على حالها بين الحين والآخر ويوم من الأيام بعثت علياء رسالة لعقيل وتقول أأنت حزين بغيابي ياحبيبي؟؟ هذه الرسالة أعطت عقيل الثقة الكاملة بأنه لايزال حبيبها إلى الأن وبعد مرور أسبوعين على سفرها وبينما كانت الساعة تشير إلى الرابهة فجراً أستيقض عقيل على صوت رنين هاتفه وأمسك بالهاتف ورد على الأتصال دون أن يرئ من المتصل فأذا بصوت علياء تبشره بعودتها وكانت أجمل مفاجأةً بالنسبة له لقد عادت من ينتظرها وقالت له عد إلى نومك سنتحدث فيما بعد وأنهت المكالمة وعاد ليكمل نومه ومذا بعد ذالك؟؟
إنتظر عقيل إلى الليل حتى أتصلت علياء وحدثته عن تفاصيل كل يوم في سفرها وأجمل اللحظات اللتي قضتها وكانت تستعجل في الحديث لعدم تفرغها في ذالك الوقت وقالت سأتصل لاحقاً قبل أن أخلد إلى النوم لاكمل لك باقي التفاصيل تفهم عقيل وضعها وقال حسناً سانتظرك بفارغ الصبر وقبل أن تنهي المكالمة قالت أتعلم ياعقيل عندما أتصلت بك فجر اليوم كنت أنت أول إنسان أسمع صوته بعد نزولي على أرض المطار وأنهت المكالمة""
فرح عقيل بذالك والأمل يكبر بداخله ياله من قلبٍ متسامح اللذي تملك ياعقيل وكانت هذه آخر مكالمة جمعت عقيل وعلياء لأنها لم تتصل أبداً وهوه في إنتظارها وكان يطمئن قلبه بمجمل الوعود اللتي قطعتها له بأنها باقيةٍ بقربه ولكن غيابها وعلى عادت عقيل إتصالات ورسائل شتى وبعد مرور عشرة أيام بعثت علياء برسالة وقالت أتركني وشأني ولم تشرح ماسبب ذالك الطلب وعلى غير عادته نفذ عقيل طلب علياء ربما لتكرار ذالك أستوحى عقيل القدرة على الأبتعاد....
ومع الأيام أشتدت الحاجة على عقيل بأن تقف علياء بجانبه في محنته وحزنه الشديد على فقدان أحد أقاربه وأستغرب عدم تجاوب علياء له حتى في هذا الوقت ولم تكلف نفسها أن تبعث رسالة تقدم بها التعزية له بعد إن كان هوه يسهر الليالي لماساتها عندما مرة هيه بهاذه المحنة "
هنا ذاق عقيل مرارة الأمر حينها وأدرك أنه لايعني شيء بالنسبة لها وماحصل خير دليل على ذالك ،،
وبعد مرور أسابيع على آخر رسالة بعثتها علياء أتصلت في منتصف الليل وأستغرب عقيل إتصالها وأخذ كل واحد يلقي التحية على الآخر ويسألون عن احوال بعضهما البعض وكانوا مثل الغرباء بعد ماكانوا عليه سابقاً..
أحس عقيل بأن علياء سعيده وبادرها بالسؤال وقال لم مازلتي مستيقضة إلى الأن ولم تتأخر علياء في الرد وقالت كنت أتحدث مع خطيبي في الهاتف تمالك عقيل نفسه وقال لها ومنذ متى وأنتي مخطوبه وأجابته بكل برود وقالت منذ أن تركتك قبل أسابيع " عقيل لم لا تبارك لي ؟ وقال عقيل مبروك ومن هوه سعيد الحظ فأجابة بصوت خافت وقالت عقيل أتذكر فلان الفلاني وإندهش عقيل ومادخل هذا الشاب في سؤالي وقال نعم أعرفه جيداً وقالت هوه خطيبي الأن تقدم إلي وكل شي قد تم وموعد الزفاف مازال الأوان عليه بعيد..
الشاب اللذي تقدم لخطبتها هوه نفس الشاب اللذي خانت معه عقيل من قبل وهوه نفس الشاب اللذي إلتقى بعقيل وقال له إنه على علاقة بحبيبته وهوه الشاب اللذي أطلع عقيل على مجموعة صور علياء اللتي قالت في ذالك اليوم إنها أكبر غلطة أرتكبتها في حقك ياعقيل ،، أعانك الله في ما أصابك يجب أن ترضى إنها هيه من أحببتها بصدق وتركت الدنيا من أجلها وهيه من دُست على كرامتك وجروحك وسامحتها على ذنب لايغتفر..
أكملت علياء حديثها ولم تكتفي بخبر خطوبتها من ذاك الشاب وأبت أن تنهي المكالمة إلا بكمٍ هائل من الجروح وقالت عقيل لقد أدركت الأن فقط إني ظلمت هذا الشاب أكثر مما ظلمتك أنت ولم أظلمه بقدر ظلمي لك وكسرت قلبه عندما تركته وعدت إليك فدعني أكمل حياتي معه وإلى اللقاء وأكتفى عقيل بالصمت وقال وداعاً...
أخواني هذه القصة واقعية ولكم الحكم الأن من خلال إطلاعكم على القصة من هوه اللذي ظلمته علياء ياترى ؟
بقلمي ومن مذكرتي: مودتي للجميع
في وسط مدينةٍ تكتض بالسكان عاش الشاب عقيل أجمل أيامه كان يتسم بالشفافية والعفوية المطلقة مع كل من حوله وكانت الطيبة من صفاته الشائعه والبساطة تغمر حياته دائماً،، كان شاباً لايشتكيهموم الحب ولايعرف طريقاً للحب أبداً وربما الحب هوه الشيء الوحيد اللذي لم يكن يكترث له عقيل لأنه عاش ليبتسم لا ليحزن ""
ومع مرور الأيام والشهور والسنين شيء ماقد تغير في حياته شيء يعتبر دخيل عليه فبدون سابق إنذار فتاة من فتياة الحي اللذي يقطنه إقتحمة عالمه البسيط وخاض أول تجربة له في متاهات الحب وبدوره تحول إلى شاب آخر ليس عقيل اليوم ك عقيل الأمس أصبح شاب يهتم لمعرفة خبايا الحب وتفاصيله وبدورها هيه قدمت له أحلاماً على طبق من ذهب وكانت تغرد على مسامعهُ أرق وأجمل الكلمات تحت مسمى الحب كانت تنتشل جهله للحب وتجره إلى أعماق العشق والهيام ومضت الأيام به دون أن يدرك إن هناك ما يسمى بالحب الكاذب لبساطته الزائده إلى أن دقت أجراس الخطر ليكتشف خيانة قد حدثت من الفتاة اللتي أخذت حيزاً كبير من أوقاته نعم هذا هوه ماحدث وهذه هيه أول جرعة من جرعات الخيانة قد تذوق طعمها عقيل من أول فتاة في حياته وأدرك أنه قد أخطأ بأتباع كل مايحدثه به قلبه وعانا ألم ذالك مدة طويله ولكن الله انعم على الأنسان بنعمة النسيان وتناسى ماحدث وعاد كما هوه في السابق ولكن الأنسان لايعلم ماذا يخفي له القدر لو كان يدري لأجتنب كثيراً من مصائب الدنيا وهاهيه الحكاية في أول أسطرها....
مامكث عقيل بأن أكمل السنة الأولى على تخطي أول عقبات علاقته السابقة إلى أن إلتقى بمن ستعتني بتضميد جرحه كما وعدت...
علياء فتاة تنتصب أمام أعين عقيل وسط زحام من البشر كان يراها شيء ليست كما كل شيء كان يراها ملاك على هيئة بشر رغم محاولات صديقه بأن يبعده عن طريقها ولكن عقيل أصر على إنها من يبحث عنها قلبه ومن ستكون نصفه الآخر ،، وبعد تبادل نظرات الإعجاب أبتسمة علياء الفتاة البريئة أبتسامة تدل على رِضاها بأن تكون جزء من حياة عقيل...
في صباح باكر إستيقض عقيل على صوت رنين هاتفه اللذي ينذره بأن رسالة قد وصلته فأخذ الهاتف ببطء شديد وكانت المفاجأة رسالة من مجهول ( مرحباً ياصاحب الورقة الزرقاء ) إرتسمت علامات التعجب على وجه عقيل اللذي لم يفق من نومه بشكل كلي وتسائل ماذا تعني هذه الرسالة ومن هوه صاحبها ؟؟؟؟ وسرعان ماقام بالرد على الرسالة ( مرحباً أي ورقة زرقاء هذه ؟؟ ) وأتاه الرد خجولاً (أنسيت إنك من أعطاني تلك الورقة الزرقاء ليلة البارحة ؟؟ ) حينها أدرك عقيل إنها تلك الفتاة اللتي إلتقى بها البارحة وطار فرحاً وكانت هنا هيه ( بداية معانات النهاية )...
أستمرت الرسائل بينهما طيلة اليوم دون أن يسمع كل منهم صوت الثاني أكتفيا بالحديث المختصربينما كان عقيل يحترق شوقاً لسماع صوتها وطلب منها ذالك" وكان الرفض أول إجابة منها بداعي الخجل والخوف ولكن إصرار عقيل أجبرها على الموافقة وقالت بشرط أن ألقي عليك التحية فقط ومن ثم أغلق الهاتف وقال عقيل سأكتفي هذه المرة ومايهمني هوه سماع صوتك لاغير..
أتصل عقيل وألقى أول تحية بصوته لتبادله علياء التحية بصوت خجول تملئه الرقة وتتخلله ضحكات خافته وجميله تكاد تذوب لها صخور الجبال وبناء على شرط علياء أكتفى عقيل بسماع صوتها لدقائق قليلة... ومضت الأيام وأصبح كل واحد منهم يهم لأمر الثاني ولايبتعد عنه وشوق عقيل كان لايطاق لذالك طلب رؤيتها ولكن ظروف علياء لم تسمح لها بأن تحقق له ذالك وأستمرت الأيام في المضي إلى أن نشأ الحب بينهما وكان حباً مجنون للغاية كان حديثهما يبدأ من منتصف الليل إلى بزوغ الشمس وظل الحال هكذا والحب يكبر في قلبهما وذات يوم وبدون مقدمات طلبت علياء من عقيل رؤيته وكانت أكبر مفاجأة حصل عليها عقيل ولم يصدقها وقال في نفسه هل يعقل أن أراها بعد طول إنتظار؟
وكأنما الواقع يهمس في أُذني عقيل ويقول له نعم لقد حان الوقت لتراها...
خرج عقيل في عصر يوم من الأيام والفرحة تغمره ودقات قلبه كانت في يزايد كل ما أقترب من المكان اللذي سيراها فيه حتى وصل وتجول إلى حين وصولها وأحس إن قدماه لا تقوى على حمل جسده المحترق شوقا وأختار زاوية على وجلس على كرسي تحت ظل شجرة وعيناه تراقب الساعة لقد حان الوقت ولم تأتي ولكنها لحظات حتى أتصلت لتسأله عن مكانه وبينما هوه يصف لها فأذا بملاك يخطوا خطواته نحوه ببطء والأبتسامة تشرق على وجهها إلى أن وصلت بجانبه ومدت يدها لتصافحه ومد يده ليحظن كفه كف يدها الرقيق لأول مرة بعد مرور أشهر على معرفتهما ببعض وهاهم قد ألتقياء وبدأت نظرات العيون تتبادل في مابينهما بينما قاربت الشمس على أن تلقي آخر ماتبقى من أشعتها وغابت لتعلن الغروب" حل الظلام وبقية أنوار الحديقة تتوارى خلفهما وهم يتجولان ويحكيان لبعضهما مدى الشوق اللذي بداخل كل منهم إلى أن حان موعد رحيلها وحان الوقت لترك الأيادي عن بعضها وتوادعا وعاد كل واحد منهم وعقيل لايزال في ذهول لم يفق منه إلا عند وصوله المنزل..
مضى أول لقاء بينهما بسرعة البرق ولكن حبهما إزداد عن سابق عهده والثقة بدأت تصل حدود ألامعقول لذالك أنتهزت علياء فرصتها وقررت البوح بسر لم تخبر به عقيل من قبل وقالت عقيل سأفتح لك اليوم قلبي أكثر من ذي قبل وقال عقيل أنا لك آذان صاغية" إطمئن قلب علياء وقالت هناك من يحبني غيرك وأفترقنا أنا وهوه في نفس الليلة اللتي ألتقيتني فيها لأول مره "
صمت طويل إجتاح لسان عقيل لقد كان الخبر بمثابة الصاعقة على قلب عقيل وبعد طول صمتٍ قال من هوه وهل تبقى من حبه شيء في قلب وقالت لا لقد أصبح من الماضي بوجودك في حياتي فأخذت تحدثه عن قصتها مع هذا الشاب وتسرد معاناتها فقد كان يجهل معنى الحب الصادق فأذاقها مرارة الأيام ورغم ذالك كانت تحمل له حب عذري شق طريقه منذ إن كانت صغيرة وكبر معها هذا الحب لذالك تحملت حماقاته طيلة خمس سنوات ،، ماذا عسى أنيفعل عقيل بهذا الخبر المزعج ولكن علياء كان لها أسلوب تجيد له تهدئة قلب عقيل الخائف وكانت أول عبارة قالتها لاتخف سأكون لك وحدك للأبد وعلقت هذه العبارة في ذهن عقيل وكان يستمد منها الطمئنينة لقلبه كل ما أحس بالخوف من رجوع الجرح وظل الحال كما هوه عليه حب وشوق وحنان لاينقطع...
علياء مثل عادتها تأتي دائما بالأخبار السعيدة وهذه المرة خبر لم يخطر في بال عقيل اللذي لايزال يهذي بتكرار لقاء معشوقته وكان له ذالك ففي ذات يوم زفت علياء الخبر الجميل بأنها ستكون ولمدة شهر بالقرب من الحي اللذي يسكنه عقيل ويالها من سعادة تغمر قلب عقيل وبالفعل ذهبت إلى هناك وأقامة في منزل أحد أقاربها أحس عقيل بقرب علياء منه وقد ذهب لرؤيتها وكانا يتحدثان طوال اليوم في الهاتف يرسمون أحلامهم ويتحدثون عن مستقبلهما ويدعيان الله بأن يكونا من نصب بعض والأيام تمضي على حالهما إلى أن بدأ شيء يتغير لفت إنتباه عقيل وشغل تفكيره أصبحت علياء وبشكل مفاجأ لاتبدي أي إهتمام لإتصالات عقيل ولا لرسائله مثل السابق إلا في ساعات متأخرة من الليل قبل أن تخلد إلى النوم ليست علياء كعادتها وإزداد إنشغال خط هاتفها بشكل ملحوض مما جعل عقيل يسألها ذات مره لماذا أصبح هاتفك كثير الإنشغال في منتصف الليل وقالت لاتخف أحد أقاربي يستخدم هاتفي ولكن الشك سرعان ماكانيسري بداخل قلب عقيل ولكن أسلوب علياء المقنع يجبر لسان عقيل على الصمت وعدم مناقشة أي شي وإلا ستهجره لأيام وكان هذا مايجتنبه عقيل دائماً...
إنقطعت علياء وأغلقت هاتفها بشكل نهائي ماذا حدث كان هذا مايجهله عقيل الحائر ومضت الأيام والخوف يتغلغل في جوفه يوم بعد يوم والأفكار تأخذه إلى متاهات كثيره " طال الإنتظار ولم يكن عقيل يعتاد بأن يحسب الوقت إلا حينما غابت ومايزيد من معاناته غموض غيابها ،،
مضى شهر ولم يجد لها أثر إفتقد بريق سعادته وأصبح حزين يشتكي هموم حبه المتخبط بعد إن كان لايعرف هموم الحب أبداً ومع الأيام وصلته رسالة على هاتفه وكانت علياء تطلب منه أن يتصل بها وأسرع وأتصل بها أين أنتي ؟ ماذا حدث ؟ لم تتركيني هل إرتكبت خطأً في حقك دون أن أعلم ؟ وبهدوء تام قالت علياء لا ياعقيل لست أنت سبب غيابي إنما عاد ذاك الشاب اللذي أخبرتك عنه ولم أستطع منع نفسي من العودة إليه رغم أنه لم يتغير مازال كما عهدته سابقاً يُذيقني طعم العذاب ولكنني أجهل ماسبب صبري عليه ولكن لاتخف ياعقيل مازلت أنت الوحيد من في قلبي وسأعود إليك فقط أمهلني بعض الوقت لكي أصفي كل مابيني وبينه للأبد.. ياله من لساناً تملكه هذه الفتاة أي نوع من الفتياة هيه أي قلب هذا ؟؟
أنهت المكالمة بشكل سريع خوفاً من أن يكتشف ذالك الشاب معرفتها بشاب غيره وبقي عقيل لايعرف ماذا يفعل مع هذه الفتاة اللتي يحبها بكل جوارحه... مضت أيام وأيام وعلياء بعيدة عن عقيل اللذي أصبح منهك من عذاب التفكير وخوفاً من أن يفتقد علياء للأبد ولكن الصبر هوه الوحيد من كان يتجمل به عقيل طيلة فترة غيابها ونال رجوعها بعد طول إنتظار عادت تشكي له معاناتها وإحتياجهالوقوفه بجانبها وفعل ذالك فأخذ عقيل يفعل المستحيل ليبعد ذاك الشاب عن طريق علياء ومع الأيام نجح في ذالك وأستطاع أن يُكسب علياء الثقة في نفسها لتتصدى عقبات هذا الشاب ووضعت علياء يدها بيد عقيل لكي يتخطون مايقف حاجزاً أمام سعادتهما ووصل حبهما إلى أبعد حدود الحب وعش الإثنان أجمل أيام حيتهما بسعادة عامره...
ثلاث سنوات مضت على حبهما الجميل وكانت أحلامهما بالزواج تتعدى الحقيقة،، هكذا عاش عقيل وعلياء حب وعشق وحنان وكان عقيل لايقوى على فراقها وكان يتحمل أخطاء كثيرة ترتكبها علياء في حقه فأحصبحت تصاب بالغرور بسبب عدم قدرة عقيل على الزعل حتى وإن كان الحق معه وكثيراً ماكان يسكت ويضحي بكل شيء في سبيل حبه لها ويدوس على كبريائه لكسب رضائها وقربها الدائم وكان كل مازعلت منه يقول عبارته اللتي لم يتخلى عنها يوماً ( علياء حبنا أكبر من أن يفرقنا الزعل ) كان كثر الصبر والتريث لعلها تحن على صبره وطيبتة معملته وشفافية أسلوبه معها رغم أنه كان يسمع دائماً كلاماً يشكك في مصداقية حب علياء له ولكنه أبا أن ينصاع ويخضع لما يسمعه عنها إلى أن حانت ساعة الحقيقة المره ومن خلف كواليس علاقتهما المتينة أتى شاب ليلتقي عقيل شاب لايعرفه عقيل ابداً وقال له بعد جلس عقيل بجواره أتعرف فتاة أسمها علياء ؟ أندهش عقيل من سؤاله وقال ومن تكون أنت لكي تعرف هذه الفتاة وقال أخي أنا على علاقة بهذه الفتاة منذ سنة أظلمت الدنيا في نظر عقيل وشك في صدق مايقوله هذا الشاب عن علياء اللتي يعلم عقيل أنها تحبه ولايمكن أن تخونه ابداً ومالبث هذا الشاب قليلاً إلا و أخرج هاتفه ليفتح ملف يحتوي على مجموعة من صور علياء وهيه نفس الصور اللتي يحتفض بها عقيل أحس عقيل ببداية جرح لايبرأ ولم يكن في الحسبان وقام الشاب ليثبت صحت مايقول أتصل بعلياء وعقيل يستمع لصوتها وقال لها لقد عرف إنك على علاقة بشاب يدعى عقيل وهنا كانت الصدمة لها وياليتها اكتفت بالصمت ولأنها لاتعلم ان عقيل يسمع كل شي قالت ليس هناك شيء بني ويبن عقيل إلا أنه قام بمساعدتي في يوم من الأيام ولا يربطني شيء بهذا المخلوق ابداً وبعدها قال حسناً إلى اللقاء...
أنكرت علياء عقيل وسمع هوه ذالك"
الثقة المطلقه هيه أكبر أخطاء عقيل ولايفيد الندم ...
عاد عقيل إلى المنزل وقلبه ينزف الألم والحزن على ضياع عمره اللذي قضاه يضحي فيه بكل شي لأجلها وماهيه إلا بحظات ويرن هاتفه والمتصل علياء الحائرة ماذا ستقول له ماذا ستبرر ولم يكن امامها سوى الأعتراف وكانت تجهل أن عقيل قد سمع كلماتها..
إعترفت بخيانتها لحبه الكبير وقدمت صفحات من الأسف والندم وقالت أعلم كيف سمحت لي نفسي بأن أفعل بك هذا ولكنني أحسست بطيبته الزائده وأرتأيت منه إنسان عظيم في تعامله الخلوق وغيابك عني كان السبب في تعلقي بهذا الشاب لايدري عقيل عن أي غياب كانت تتحدث رغم إنها هيه من كانت تغيب دائماً وهوه في الإنتظار ؟؟
أكملت حديثها وقالت حاولت مراراً وتكراراً بأن أعترف له وأقول بأن هناك شخص في قلبي ولكنني لم أشأ أن اجرح مشاعره فقد كان قمة في الطيبة وعندها قال عقيل ولماذا أنكرتي حبك أمامه أن كان حبك هذا صادق ؟ وكان جوابها كنت خائفه من ان يخبرك بأنني على علاقة به وتتركني أقسم لك ياعقيل أنني لم أعد في تواصل معه بشكل كبير وأقسم لك بأنني سأنهي كل شي بيني وبينه وأصلح ماإنكسر بداخلك وسأكون لك لوحدك سامحني أعدك بذالك وتمر الايام وهيه تسطلطف قلب عقيل بأرق الكلمات وكعادتها تملك علياء كلمات كانت مفاتيح ترويض عقيل رغم أن ماحدث لايُغتفر ولكن الحب قد اعمى قلب عقيل...
مضت الأيام كما هيه وتخطى عقيل جرح الخيانة ولكن الشك قد هيمن على قلبه وهوه ما أصبح يزعج علياء ويوم بعد يوم أعاد عقيل جزء من الثقة لحبيبته عليها تتغير وماذا عساه أن يفعل وهوه يحمل بداخله حب لاينقص أبداً وتوارت الأيام والشهور إلى وصل حبهما إلى سنته الرابعه والحب بينهما في قمة عطائه وفي ليلة عيد كان موعد لقائهما كانت مثل الملاك يختال أمام عينيه لساعات عده وحينما وصلت لبوابة الحديقة اللتي كانت حظن لقائهما في أول ليلة من كل عيد وفي لحظة خروجها لتعود إلى المنزل إلتفتت إليه بأبتسامة أعادت إليه الثقة بأكملها بأنها لن تكون إلا لسواه "
عاد هوه إلى المنزل ومثل ما أعتاد دائماً ينتظر سماع صوتها لكي يحكي كل واحد منهم عن مدى سعادته بلقاء الآخر ولكن ذالك لم يحدث ولم يكترث عقيل لعدم إتصال علياء به وقال للمرة الألف ربما الظروف تمنعها وخلد إلى النوم ليكمل لقائه بها في أحلامه وإنقضت تلك الليلة دون سماع صوت حبيبته ولم يدرك إن هناك شيء قد حدث....
هل من المعقل أن يتحمل عقيل صدمة أخرى بعد كل مامضى ؟؟
أشرقت الشمس وأسدلت خيوط أشعتها على نافذة عقيل ليصحوا مسرعاً يتصل ليطمئن على حبيبته الغائبة منذ ليلة البارحه والغريب أن علياء لاترد على جميع أتصالاته ومضت الساعات دون أي أثر لها بدأت المخاوف من جديد والرعب يدب أرجاء قلبه المنفطر وتلى الغياب غياب آخر ومحاولات عقيل بالاتصال والرسائل لاتتوقف طيلة الأيام ولكن لاحياة لمن تنادي ،،، وفي ليلة من ليالي اليأس والألم بعث عقيل برسالة يصف فيها مدى عذابه من الفراق الدائم وقد كانت رسالته تشرح كل تفاصيل معاناته وتصورها كما لو كان منظورة أمام أعينها ربما تأثرت علياء بكلمات عقيل المشحونة بطابع الحزن مما جعلها ترد على رسالته أهلاً بك ياعقيل أسمع لا أود أن أجرحك أكثر ولكن يجب أن أقول لك أن هناك شخص قد تقدم لخطبتي دون علمي إلا بعد موافقة عائلتي وليس بيدي أي شيء أفعله....
لنتصور الآن ماهوه حال هذا المسكين اللذي يُصعق دائماً من فتاة ظن إنها ستعوضه كل مافات من تجربته السابقة وما كان من عقيل إلا أن ينهمر باكياً وكم من الصعب عندما تبكي الرجال ""
رفض عقيل أن يكتفي بالرسائل وعاود الأتصال وأستجابت علياء هذه المره لتسمع صوت عقيل الخافت وهوه يقول ولمن سأعيش أنا من بعدك يا علياء ؟ وقالت يجب أن ترضى بالقدر وإن الله سيعوضك خير مني ،، نعم هذا مايفرض المنطق هنا ولكن عقيل لم يتصور بأنه سيكون لغيرها ولم يتصور أن تكون لغيره ياله من خبر يهد كيانه ،،
ووسط بُكائه قالت كفاك ياعقيل قُل شيء يضحكني إشتقت لتلك الأيام اللتي نضحك فيها بلا توقف كم من السهل أن تنطق علياء بكلاماً مثل هذا في حين قلب عقيل يعتصر ألماً يال سخرية الطلب ...
ومع مرور الأيام أدرك عقيل إنها لن تكون له رغم إنها لم تنقطع عنه بل ظلت على تواصل به على الهاتف وكل يوم تحكي له عن مدى سعادتها بجانب خطيبها وكان عقيل يسمع ذالك وبقايا حبه لها تجبره على أن يفرح لها وظلت تحكي عن مجمل تفاصيل زفافها المزعم دون أن تحترم مشاعر عقيل الجريحة وأستمرت في ذالك إلى أن تركته مع كل الجروح وحيداً وذهب ولكن الأيام والشهور وحدها من سيتكفل بمساعدة عقيل على النسيان وهذا ماتمكن منه عقيل حتى إشعار آخر...
وعاد ليعيش بعيداً عن السهر والإنتظار تحت مظلات العذاب وأجتهد على أن يقترب من ذكرياته الجميلة والبائسة معاً ولكن هذا الشاب كل ما أقترب من السعادة طاردته الأحزان من جديد هاهيه علياء قد عادت وبشكل مغاير كانت تتودد إليه في كل رسالة تبعثها وتذكره بأجمل أيامهما معاً وتستشيط غضباً عندما لايرد على إتصالها مذا تنوي أن تفعل علياء هذا كان مايحاول عقيل فهمه ومع الأيام بدأت تتذمر وتشتكي من خطيبها بأنه ليس مثل ماكانت ترجوا وطلبت من عقيل الوقوف بجانبها بعد أن وأصبحت علاقتها بخطيبها مشحونة ببعض المشاكل ويالنقاوة قلب عقيل لم يتردد أبداً في مساعدتها رغم كل ما أصابه وبعد أيام قليلة قالت علياء عقيل سأفسخ خطوبتي منه إهتز كيان عقيل ورفض ذالك وحاول نصحها وإقناعها بالتريث والرجوع عن هذا القرار ولكن دون جدوى وأعلت فسخ خطوبتها نهائياً وقالت ياعقيل ألست سعيداً بذالك ؟ إني أعرف هذا من نبرات صوتك وأجابها عقيل سأكذب إن قلت لايسعدني ولكنني لم أكن أتمنى أن يحدث لكي ذالك وقالت كل شيء إنهى ولين ترجعني إليه لومة لائم وأقسمت إنها ستُعيد أيامها مع عقيل كما كانت وأجمل من ذي قبل بدأت آمال عقيل عقيل بحفر بأجداثها بعد أن ماتت ودُفنت وأشتعل بداخله شوق قد إنطفىء من مدة طويله وعادت إليه ولكن كانت لاتكف عن الحديث عن نكسات خطوبتها وأثر ذالك على مشاعرها ولكنها إستطاعة تخطي ذالك بأصرار كبير إذن عادت علياء لعقيل ولكن عقيل كان يشعر بأنها لاتحتفظ بشيء من حبها له وتحمل جفاف الكلمات منها وشيء بشيء تعود كلمات الشوق بينهما وهمسات الماضي تُراود مخيلتهما إلى مضت أيام وأيام على رجوعها اللذي أرجع أمل كبير في حياة عقيل للفوز بقلب علياء من جديد وأقترب من ذالك ففي يوم من الأيام أخبرت علياء عقيل بأنها ستسافر إلى أحد الدول المجاورة وتريد منه أن يكونأول المودعين لها فحزن عقيل ولكنها طمئنته إن سفرها لن يطول وقالت سأعود إليك وأكون بقرب...
إلى ذالك الحين أتى موعد سفرها وكانت علياء في قاعة المغادرة وكانت تبحث عنه بين الزحام وكان عقيل يبحث عنها إلى أن ألتقت عيناهما ببعض لم يستطع الأقتراب منها لأنها ليست لوحدها وأكتفى بمراقبتها عن كثب ومضى الوقت وحانة ساعة مغادرة القاعة وأتصلت به لتسمع صوته وتودعه قبل سفرها وغادرت وعيناه تتبع خطواتها إى آخر لحظة وسلمها قلبه وعاد لينتظر عودتها،، كانت تطمئنه على حالها بين الحين والآخر ويوم من الأيام بعثت علياء رسالة لعقيل وتقول أأنت حزين بغيابي ياحبيبي؟؟ هذه الرسالة أعطت عقيل الثقة الكاملة بأنه لايزال حبيبها إلى الأن وبعد مرور أسبوعين على سفرها وبينما كانت الساعة تشير إلى الرابهة فجراً أستيقض عقيل على صوت رنين هاتفه وأمسك بالهاتف ورد على الأتصال دون أن يرئ من المتصل فأذا بصوت علياء تبشره بعودتها وكانت أجمل مفاجأةً بالنسبة له لقد عادت من ينتظرها وقالت له عد إلى نومك سنتحدث فيما بعد وأنهت المكالمة وعاد ليكمل نومه ومذا بعد ذالك؟؟
إنتظر عقيل إلى الليل حتى أتصلت علياء وحدثته عن تفاصيل كل يوم في سفرها وأجمل اللحظات اللتي قضتها وكانت تستعجل في الحديث لعدم تفرغها في ذالك الوقت وقالت سأتصل لاحقاً قبل أن أخلد إلى النوم لاكمل لك باقي التفاصيل تفهم عقيل وضعها وقال حسناً سانتظرك بفارغ الصبر وقبل أن تنهي المكالمة قالت أتعلم ياعقيل عندما أتصلت بك فجر اليوم كنت أنت أول إنسان أسمع صوته بعد نزولي على أرض المطار وأنهت المكالمة""
فرح عقيل بذالك والأمل يكبر بداخله ياله من قلبٍ متسامح اللذي تملك ياعقيل وكانت هذه آخر مكالمة جمعت عقيل وعلياء لأنها لم تتصل أبداً وهوه في إنتظارها وكان يطمئن قلبه بمجمل الوعود اللتي قطعتها له بأنها باقيةٍ بقربه ولكن غيابها وعلى عادت عقيل إتصالات ورسائل شتى وبعد مرور عشرة أيام بعثت علياء برسالة وقالت أتركني وشأني ولم تشرح ماسبب ذالك الطلب وعلى غير عادته نفذ عقيل طلب علياء ربما لتكرار ذالك أستوحى عقيل القدرة على الأبتعاد....
ومع الأيام أشتدت الحاجة على عقيل بأن تقف علياء بجانبه في محنته وحزنه الشديد على فقدان أحد أقاربه وأستغرب عدم تجاوب علياء له حتى في هذا الوقت ولم تكلف نفسها أن تبعث رسالة تقدم بها التعزية له بعد إن كان هوه يسهر الليالي لماساتها عندما مرة هيه بهاذه المحنة "
هنا ذاق عقيل مرارة الأمر حينها وأدرك أنه لايعني شيء بالنسبة لها وماحصل خير دليل على ذالك ،،
وبعد مرور أسابيع على آخر رسالة بعثتها علياء أتصلت في منتصف الليل وأستغرب عقيل إتصالها وأخذ كل واحد يلقي التحية على الآخر ويسألون عن احوال بعضهما البعض وكانوا مثل الغرباء بعد ماكانوا عليه سابقاً..
أحس عقيل بأن علياء سعيده وبادرها بالسؤال وقال لم مازلتي مستيقضة إلى الأن ولم تتأخر علياء في الرد وقالت كنت أتحدث مع خطيبي في الهاتف تمالك عقيل نفسه وقال لها ومنذ متى وأنتي مخطوبه وأجابته بكل برود وقالت منذ أن تركتك قبل أسابيع " عقيل لم لا تبارك لي ؟ وقال عقيل مبروك ومن هوه سعيد الحظ فأجابة بصوت خافت وقالت عقيل أتذكر فلان الفلاني وإندهش عقيل ومادخل هذا الشاب في سؤالي وقال نعم أعرفه جيداً وقالت هوه خطيبي الأن تقدم إلي وكل شي قد تم وموعد الزفاف مازال الأوان عليه بعيد..
الشاب اللذي تقدم لخطبتها هوه نفس الشاب اللذي خانت معه عقيل من قبل وهوه نفس الشاب اللذي إلتقى بعقيل وقال له إنه على علاقة بحبيبته وهوه الشاب اللذي أطلع عقيل على مجموعة صور علياء اللتي قالت في ذالك اليوم إنها أكبر غلطة أرتكبتها في حقك ياعقيل ،، أعانك الله في ما أصابك يجب أن ترضى إنها هيه من أحببتها بصدق وتركت الدنيا من أجلها وهيه من دُست على كرامتك وجروحك وسامحتها على ذنب لايغتفر..
أكملت علياء حديثها ولم تكتفي بخبر خطوبتها من ذاك الشاب وأبت أن تنهي المكالمة إلا بكمٍ هائل من الجروح وقالت عقيل لقد أدركت الأن فقط إني ظلمت هذا الشاب أكثر مما ظلمتك أنت ولم أظلمه بقدر ظلمي لك وكسرت قلبه عندما تركته وعدت إليك فدعني أكمل حياتي معه وإلى اللقاء وأكتفى عقيل بالصمت وقال وداعاً...
أخواني هذه القصة واقعية ولكم الحكم الأن من خلال إطلاعكم على القصة من هوه اللذي ظلمته علياء ياترى ؟
بقلمي ومن مذكرتي: مودتي للجميع
أنا تمثال للغربه وصورة للحزن واليأس
أنا وقت بداخله جمعت كل أحزاني