اريد ان اوضح ان هذه القصه من نسج خيالي المتواضع.. والأسماء التي ذكرت فيها ليس لها اي صله بالواقع.. وانا اعتذر ان حصل تشابه غير مع اي قارئ..
................................
................................
لم يكن بيد بابو الا الرضوخ لواقعه الصعب فبعد مرض زوجته وتكلفه لكثير من الديون لعلاجها الامر الذي لم يساعدها على النجاه فرحلت سيرينا وتركته مكهلاً بالديون والهموم..
كان يفكر في الانتحار كثيراً حيث ان كل ما كان يحيط به كان مظلماً وبائس.. كان يعمل ويكد طوال النهار ويواصل ذلك الى ساعات متأخره من الليل ليسد ديونه ويحصل على قوت يومه الا انه كان بالكاد يطعم نفسه.. وفي ذلك الصباح لاح بارق الامل فقد وصله طلب موافقة العمل _الذي كان قد تقدم به منذ سنوات_ في احد الدول الخليجيه.. لم يصدق بابو نفسه واخذ يجهش بالبكاء عند قبر زوجته ويخبرها ان عنايته بها ومساعدته لها ولغيرها من المحتاجين لم تذهب سدى فهاهو الحظ يبتسم ويأخذه الى عالم جديد مليئ بالأمل..
وصل بابو الى المطار في تلك الدولة الخليجه وكان في انتظاره مندوب المكتب الذي حمله هو وغيره من العمال الى مكتب العمل لينهي اجرائات اقامتهم وخلال يومين اصبح بابو جاهزاً للأنطلاق في العمل.. وفي ذلك المساء نودي بابو الى وظيفته وكانت سائق لدى عائله مكونه من ارمله (ام علي) وابنها الكبير علي الذي يبلغ من العمر 21 سنه وابنتين صغيرتين واحده في السابعه والاخرى في التاسعه..
قبل ان يذهبوا به وجه له مدير المكتب النصح والارشاد باللغة الهنديه واخبره انه ان حاول ان يتلاعب او ان يخون الامانه التي ستلقى على عاتقه فمصيره سيكون الهلاك بلا شك فهذه ليست الهند وغيره من الوعيد والتهديد مغلقاً بأسم النصيحه.. اخذ بابو يهز رأسه مضعناً ومظهراً كل خضوع واستسلام كانا نابعين من واقع مرير .. حتى ان الدموع بدت تتشكل في محجر عينيه..
في الطريق كان بابو يدير رأسه يمينا وشمالا وهو يفكر .. هل سأنجح هل سأكون عند حسن ظن هذه العائله هل الامر سهل ام سيكون صعب؟؟ والكثير من الاسئله التي تشغل باله.. المهم اخذ علي السائق الى بيت خاله حيث ان هناك سائق قديم من نفس جنسية بابو سيقوم بتدريبه لمدة اسبوعين الى ان يحصل على الرخصه المحليه ويكون على علم بالمنطقه وكيفية التعامل مع الناس وغيرها من الامور المهمه.. شعر بابو بالأرتياح عندما اخبره السائق بأنه سيعتني به الى ان يستطيع تأدية عمله وشرح له ان عائلة ام علي عائله طيبه وهم ناس سيشعر معهم بالارتياح..
وفعلاً حصل بابو على الرخصه وألم بطرقات المكان وتعلم كلمات مبدئيه يستطيع بها ان يتواصل ولو بطريقه بسيطة جدا مع الناس من حوله واوصله صديقه الى بيت ام علي _التي كانت غايه في الطيبه والجمال_ رحبت به
و ارسلت معه الخادمه لتريه غرفة نومه الكائنه بجانب موقف السيارات.. والتي كانت اروع واجمل من بيت متكامل في موطنه الأم.. وعند المساء جائته الخادمه بجزء من راتبه واخبرته ان (ماما) تقول لك بأن هذا جزء من الراتب اذا اردت ان ترسله لأهلك في الهند.. أبتسم وهز رأسه وهو يقول في نفسه أرسلها الى من فلم يعد شئ لي هناك ..
و ارسلت معه الخادمه لتريه غرفة نومه الكائنه بجانب موقف السيارات.. والتي كانت اروع واجمل من بيت متكامل في موطنه الأم.. وعند المساء جائته الخادمه بجزء من راتبه واخبرته ان (ماما) تقول لك بأن هذا جزء من الراتب اذا اردت ان ترسله لأهلك في الهند.. أبتسم وهز رأسه وهو يقول في نفسه أرسلها الى من فلم يعد شئ لي هناك ..
ومرت الأيام والشهور وبابو اصبح ملماً بكل الاحتيجات المنزليه واصبح يساعد العائله وكأنه فرداً منها وكان يشعر بأحساس غريب كل ما رأى ام علي فهي حنونه للغايه وطيبه ودائم ما ترسم على وجهها أبتسامه منيره ترسل من يراها الى عوالم الأمل والسعاده.. كان هذا الشعور يكبر مع الأيام وتصاحبه حالات غريبه فكان اذا جن اليل يتمنى ان يشرق الصبح بسرعه حتى يأتيه الأمر بأن يوصل ام علي الى اي مكان في المنطقه كان لا يرفع طرفه بالنظر اليها .. ولكنه يسرق بعض النظرات ببرائه وعفويه. بابو لم يكن الرجل الشرير ذو النوايا الدنيئه ولكنه كان المجروح الذي لقي الرعايه والأهتمام والطيبه من سيده تتمتع بكل صفات الطيب والجمال والاخلاق.. كان بابو ينكر على نفسه ان يكون وقع في حبها .. فكيف يسمح لنفسه بذلك وماذا ستكون النتيجة.. كان يوهم نفسه ان كل تلك المشاعر مجرد اوهام بسبب الفراغ العاطفي الذي يعانيه..
ومر الوقت وبابو صار لايطيق اليوم الذي لا يرى فيه ام علي او يسمع صوتها حتى انها اذا اصيبت بوعكه صحيه كان لاينام ويسئل الخادمه عن حالتها الصحيه واذا ما تحتاج ان تذهب الى المستشفى كان يتمنى لو كان بيده ان يستأذن ليراها او يطمئن عليها .. كان بابو حنوناً جدا على بناتها ومطيعا لأبنها علي حتى انه كان يشتري من مصروفه الهدايا اذا ما كان عيد ميلاد احد البنات ويرافقهن في السوق وهو يشعر بمسؤولية كبيره ومستعدا الى ان يضحي بحياته في سبيل حمايتهن وسعادتهن..
مرت السنوات واصبح بابو يتقن اللغة العربيه بشكل جيد جداً وصار يعرف الجيمع واشتهر بحسن اخلاقه مع الجميع حتى ان كثير من العائلات كانت تعرض عليه ضعف الراتب على ان تحصل على خدماته ولكن هيهات فهم لايعلمون انه بابو يعيش في بيت ام علي كالسمكه التي تعيش في البحر وتموت ان أخرجت منه.. وحين حان موعد اجازته السنويه واستدعاه علي بحضور امه وقال له يمكنك ان تذهب الشهر القادم الى اجازه فأنت قد أكملت وقت طويل هنا ولم تأخذ اجازتك .. اخبره بابو انني لا اريد ان اذهب الى اجازه فلم يعد لي شئ هناك فزوجتي متوفيه قبل ان أتي واهلي كذلك ولا اريد ان اترككم فأنتم عائلتي .. اندهش علي من كلامه وقل له لن نجبرك على الذهاب ان اردت البقاء..
بابو وكل ليله قبل ان ينام يعترف لنفسه انه يحب ام علي ولم يعد يستطيع ان يعيش بدون وجودها في حياته حتى وان كان يعلم انها تراه مجرد سائق مسكين يستحق الشفقه والعطف.. كان يردد بعض قصائد الشاعر الهندي طاغور ومنها:
اولئك الذين يحبونني في هذا العالم،
يحاولون بجميع الوسائل أن يجعلونني بمأمن ،
وليس الأمر كذلكمع حبك
الذي هو أكبر من حبهم،
فانك تتركني حرا.
انهم لا يجرؤون ابدا على تركيوحيدا لئلا انساهم،
ولكن الايام تتعاقب ، وانت لا تبدو البتة،
وعلى انني لا أذكركفي صلواتي،
وعلى انني لا اجذبك للبقاء في قلبي
فان حبك لي ما يزال ينتظر حبي.
يحاولون بجميع الوسائل أن يجعلونني بمأمن ،
وليس الأمر كذلكمع حبك
الذي هو أكبر من حبهم،
فانك تتركني حرا.
انهم لا يجرؤون ابدا على تركيوحيدا لئلا انساهم،
ولكن الايام تتعاقب ، وانت لا تبدو البتة،
وعلى انني لا أذكركفي صلواتي،
وعلى انني لا اجذبك للبقاء في قلبي
فان حبك لي ما يزال ينتظر حبي.
وخلال كل ذلك كان يفكر جلياً في الأسلام وكيف انه وجد عند المسلمين من طيبة قلب وحسن تعامل ما لم يجده في بلده الأم. وبعد التفكير الجلي قرر ان يبدل ديانته الى مسلم وكان للخبر وقع جميل على العائله التي طارت فرحاً بالخبر وتم أخذه الى محكمه حيث اعلن اسلامه وتم تسجيله في معهد متخصص لتعليمه أسس الأسلام ومبادئها وخلال فتره وجيزه حفظ شيئ من القرآن واصبح يشعر براحه وسعاده.. وتغيرت في قلبه الكثير من الأشياء الا ان
حب ام علي لم يتغير فما ان انهى تدريبه في المعهد ورجع الى البيت ورأها تبتسم وتهنئه بالأسلام حتى سالت الدموع من عينه وهو يقول شكرا بكل لغات العالم يا ايتها السيده التي انارت لي حياتي وارشدتني الى الطريق الصحيح بأقل مجهود.. عندما رأت ام علي دموعه بكت تأثرا وفرحاً بأن هذا الرجل هُدي بسبب عائلتها.. ولم تكن تعلم ما يكنه له هذا الرجل من حب يكاد يرسله للجنون..
حب ام علي لم يتغير فما ان انهى تدريبه في المعهد ورجع الى البيت ورأها تبتسم وتهنئه بالأسلام حتى سالت الدموع من عينه وهو يقول شكرا بكل لغات العالم يا ايتها السيده التي انارت لي حياتي وارشدتني الى الطريق الصحيح بأقل مجهود.. عندما رأت ام علي دموعه بكت تأثرا وفرحاً بأن هذا الرجل هُدي بسبب عائلتها.. ولم تكن تعلم ما يكنه له هذا الرجل من حب يكاد يرسله للجنون..
تغير اسم بابو الى باسم أحمد وتم تغيير اسمه وديانته في السفاره الهنديه وبينما رجع باسم من السفاره الهنديه حاملاً جوازه الجديد وشخصيته الجديده وجد ان مجلس الضيوف مضاء وهناك عدد من الرجال المتهندمين وأحدهم هو عم علي ( اخ زوج ام علي المتوفي) الذي تقدم للزواج من ارملة اخيه.. كان باسم (بابو) يجهل عن سبب مجيئ الضيوف وذهب الى غرفته وفي الصباح سئل علي عن سبب تواجد عدد الناس في مجلس الضيوف فأجابه ان هذا عمي اتى ليتقدم الى الزواج من امي..!! كاد ان يغمى على باسم (بابو) من شدة وقع الخبر قال امك انت؟ وهل وافقت ؟ قال لا ادري ولكنها تفكر في الموضوع وسنرد على عمي خلال ايام.. لم يتمالك باسم (بابو) نفسه وراح مسرعاً الى غرفته وبكى بكاء شديد.. كان يدرك تمام انه من المستحيل ان تقبل به ام علي كزوج ولكنه كان يتمنى ان تكون كما هي فهو لن يتحمل ان يراها مع رجل آخر.. مرض باسم (بابو) فطوال الثلاثة ايام لم يذق طعم الأكل
ولم يكن يقدر على النوم وحين كانت تأتيه الخادمه بالطعام كان فقط يسئلها سؤالاً واحداً: هل وافقت ام علي؟ هل وافقت ام علي؟ كانت تجيبه بلا أعلم طيلة الأيام الثلاثه وفي اليوم الرابع سألها فأجابته نعم وحفل الخطبه سيكون غدا مساء.. ما ان التفتت الخادمه لترحل الا وسمعت صوت غريب صدر من باسم وحين ردت البصر اليه وجدته سقط من السرير مغشي عليه.. حُمل باسم (بابو) الى المستشفى ورقد فيه لمدة ثلاثة ايام وزاره في اليوم الثالث شيخٌ هندي كان قد شهد اسلامه وعلمه دينه.. فحين اتى الشيخ اخبره الدكتور ان مرض باسم (بابو) ليس عضويا فهو بسبب قلة التغذيه ومن المعانه النفسيه.. حينها سئل الشيخ باسم واستحلفه ان يخبره بالحقيقه.. فأخبره بكل شئ واشهد الله انه لا يحمل في قلبه الا الود الطاهر لهذه السيدة الطاهره.. تفهم الشيخ وضعه ونصحه نصحاً طيب واخبره ان عليه ان يكتم ما يحس به وان يسئل الله الخير فهو القادر على ان يرزقه وابلغه ان يتصل به كل ما اراد ان يفضفض عما يجول في نفسه.. وفعلا تمالك باسم (بابو) نفسه وعاد وكان الجميع يستعدون لحفل الزواج أتـت ام علي وخادمتها للأطمئنان على باسم. فلم يستطع ان يجيب بكلمه واحده سوى الدموع.. تعجبت ام علي من حالته وقالت له ماذا بك ولم الدموع اما زلت تشعر بتوعك اما زلت مريض وتحتاج للعلاج.. اومى لها برأسه فقط انني بخير..
ولم يكن يقدر على النوم وحين كانت تأتيه الخادمه بالطعام كان فقط يسئلها سؤالاً واحداً: هل وافقت ام علي؟ هل وافقت ام علي؟ كانت تجيبه بلا أعلم طيلة الأيام الثلاثه وفي اليوم الرابع سألها فأجابته نعم وحفل الخطبه سيكون غدا مساء.. ما ان التفتت الخادمه لترحل الا وسمعت صوت غريب صدر من باسم وحين ردت البصر اليه وجدته سقط من السرير مغشي عليه.. حُمل باسم (بابو) الى المستشفى ورقد فيه لمدة ثلاثة ايام وزاره في اليوم الثالث شيخٌ هندي كان قد شهد اسلامه وعلمه دينه.. فحين اتى الشيخ اخبره الدكتور ان مرض باسم (بابو) ليس عضويا فهو بسبب قلة التغذيه ومن المعانه النفسيه.. حينها سئل الشيخ باسم واستحلفه ان يخبره بالحقيقه.. فأخبره بكل شئ واشهد الله انه لا يحمل في قلبه الا الود الطاهر لهذه السيدة الطاهره.. تفهم الشيخ وضعه ونصحه نصحاً طيب واخبره ان عليه ان يكتم ما يحس به وان يسئل الله الخير فهو القادر على ان يرزقه وابلغه ان يتصل به كل ما اراد ان يفضفض عما يجول في نفسه.. وفعلا تمالك باسم (بابو) نفسه وعاد وكان الجميع يستعدون لحفل الزواج أتـت ام علي وخادمتها للأطمئنان على باسم. فلم يستطع ان يجيب بكلمه واحده سوى الدموع.. تعجبت ام علي من حالته وقالت له ماذا بك ولم الدموع اما زلت تشعر بتوعك اما زلت مريض وتحتاج للعلاج.. اومى لها برأسه فقط انني بخير..
ايام واقيم حفل الزواج كان باسم (بابو ) يتقطع أرباً من الداخل كان ساعة يبكي وساعة يصلي ويدعو كان الوهن متملكاً جسمه وروحه وعندما أشرقت الشمس اصبح يردد قصيدة شاعره المفضل طاغور:
عند الصباح
كنت أستفيق على حفيف أشرعة زورقك
سيدة رحلتي،
وكنت أبرح الأرض كي أتبع الأمواج
التي تشير إليّ،
سألتك:
هل نضح حصاد الحلم في الجزيرة
التي تقع وراء السماء اللازوردية؟
وقع صمت ابتسامتك على سؤالي
كما يقع صمت النور على الأمواج
مضى النهار مليئاً بالعواصف والهدآت،
كانت الرياح الحائرة تغير اتجاهها في كل لحظة
والبحر كان يتأوه،
سألتك:
هل توجد دورة حلمك في جهة ما!
إلى ما وراء البقايا المحتضرة للنهار
الذي ينطفئ كمحرقة مأتمية؟
لم يصدر أي جواب عنك.
وحدهما عيناك كانتا تضحكان
مثل هدب غيمة عند مغيب الشمس،
إنه الليل،
طيفك يهوي في الدياجير
شعرك،
حيث تلعب الريح،
يدغدغ وجنتيّ
وعطره يجعل حزني يرتعش.
تتلمس يداي طرف ثوبك
ثم أسألك:
هل توجد حديقة موتك خلف النجوم
سيدة رحلتي
حيث يتفتح صمتك في أنغام؟
تتألق ابتسامتك وسط
سكون الليل الهادئ
مثل النجمة في ضباب منتصف الليل
كنت أستفيق على حفيف أشرعة زورقك
سيدة رحلتي،
وكنت أبرح الأرض كي أتبع الأمواج
التي تشير إليّ،
سألتك:
هل نضح حصاد الحلم في الجزيرة
التي تقع وراء السماء اللازوردية؟
وقع صمت ابتسامتك على سؤالي
كما يقع صمت النور على الأمواج
مضى النهار مليئاً بالعواصف والهدآت،
كانت الرياح الحائرة تغير اتجاهها في كل لحظة
والبحر كان يتأوه،
سألتك:
هل توجد دورة حلمك في جهة ما!
إلى ما وراء البقايا المحتضرة للنهار
الذي ينطفئ كمحرقة مأتمية؟
لم يصدر أي جواب عنك.
وحدهما عيناك كانتا تضحكان
مثل هدب غيمة عند مغيب الشمس،
إنه الليل،
طيفك يهوي في الدياجير
شعرك،
حيث تلعب الريح،
يدغدغ وجنتيّ
وعطره يجعل حزني يرتعش.
تتلمس يداي طرف ثوبك
ثم أسألك:
هل توجد حديقة موتك خلف النجوم
سيدة رحلتي
حيث يتفتح صمتك في أنغام؟
تتألق ابتسامتك وسط
سكون الليل الهادئ
مثل النجمة في ضباب منتصف الليل
خرج الصباح الى حديقة المنزل ليجد سيارة زوج ام علي جاهزه للأنطلاق في رحله لأم علي مع زوجها الجديد تمالك نفسه واخذ ينظف سيارة المنزل وهو يراقب خروج العرسان عبر انعاكس الصوره في مرآة السياره.. غابت ام علي عن البيت لأسبوع كان باسم (بابو) فيها يحاول اخفاء وكتمان كل المشاعر الجياشه التي بقلبه ولم يتغير فيه حسن معاملته لبنات ام علي حيث ان سهى البنت الصغرى اصباتها حمى قبل ان ترجع ام علي بليله _وكان علي مسافراً في دورة عمل لمدة يومين في مدينه خارج مدينتهم_ .. فأتصلت الخادمه بباسم وبالفعل اخذها للمستشفى وسهر على رعايتها الى ان طلع الصبح واطمئن الى انها بخير وعافيه .. وكانت الخادمه تحاول الأتصال بأم علي الا ان هاتفها كان مغلق وفي الصباح اتصلت ام علي كالعاده للأطمئنان على البيت فأخبرتها الخادمه بأن سهى في المتستشفى فلم تتمالك نفسها و قبل المغرب كانت ام علي قد وصلت للمستشفى لتجد باسم (بابو) وعلامات الأنهاك على عينيه ملازماً لباب الغرفه التى ترقد فيها سهى.. اطمئنت ام علي على ابنتها وكان محمد زوجها وعم سهى موجود ايضاً فخرج الى باسم (بابو) واخرج من جيبه مبلغاً من المال ليشكره على اهتمامه بسهى فرفض وابدى امتعاضاً شديداً وقال له كيف تريد مني ان آخذ اجراً مقابل اهتمامي بأبنتي او بالتي ارها مثل ابنتي.. كان محمد قاسياً بعض الشيئ فألقى النقود في وجه باسم (بابو) وعاد الى غرفة سهى.. رحل بابو والنقود ملقاه على الارضيه امام الغرفه.. الى ان جآت الممرضة واعادة المال الى داخل الغرف متسائلة ان كان احد قد اضاعها منهم
خرجت ام علي لترى باسم وتشكره ولكنها لم تجده .. اتصلت عليه وقال لها انه مرهق وسيذهب الى البيت لانه لم ينم منذ وقت طويل.. ولكنها اذا احتاجت اليه فسيرجع بأقصى سرعه..
كانت الأيام ثقيله جدا على باسم (بابو) الذي كان يتمادى في نقصان الوزن وابتسامته تلاشت ولم يعد يسئل ويشارك كما كان في الماضي.. بدى مختلفا وكانت تسئله ام علي وتطلب منه ان يجري الفحوصات ليتأكد من انه بخير كان يبتسم ويقول لها لا تقلقي فأنا اتقدم بالسن ولا اعاني من اي مرض.. كان محمدشديد القسوه على باسم فكل ما رآه حول البيت كان يصرخ في وجهه بأن لا يتجول في البيت بدون أذن ويعامله بقسوة وجفاف.. لم يكن باسم يكترث لقسوة محمد ولكنه كان يسئل نفسه.. هل يعامل ام علي بهذه القسوه؟ وكان يقطع العهود على نفسه ان يلقي بنفسه للتهلكه ان لاحظ انه يؤذي ام علي او يزعجها..
وفي يوم من الايام دار نقاش حاد بين ام علي وزوجها وكان النقاش عادي واختلاف عادي بين اي زوجين ولكن صوتهما ارتفع قليلاً حيث كان عند باب البيت .. وسمع باسم (بابو) صوت ام علي يرتفع وليس بالعاده ذلك فأتي يجري بكل ما أوتي من قوه الى ان وصل الى الباب وهو يقول: (ام علي) (ام علي)(ايش مشكل ايش مشكله) وعيناه ترمي الشرر وهو ينظر الى زوجها.. فضرخت ام علي في وجهه حيث انها كانت منفعله ان اغرب عن وجهي انت .. لم انادك وليس هناك مشكله..
كسر قلب باسم (بابو) ورجع الظلام الى دنياه.. قال لنفسه انا المخطأ فكيف سمحت لهذه المشاعر ان تتملكني كيف احب القمر وانا مجرد هامش على الارض او شئ لا يذكر في هذه الحياه؟ لابد ان ارحل وأبتعد فلم يعد لي هنا اي مكان ولم يعد لي وطناً هنا..
حل الظلام وكتب باسم (بابو) باللغة العربيه على حائط غرفته التي كان يعتبرها ملاذه ووطنه ومخبئ همومه واحزانه ابيات لطاغور:
إيه أيتها الدنيا لقد قطفت وردتك.
وضممتها الى قلبي فوخزتني شوكتها. ولما جنحالنهار الى الزوال ،وامتدت العتمة، ألفيت الوردة ذاوية بيد أن ألم وخزتها ظلباقيا.
إيه أيتها الدنيا، سوف يوافيك الورد بشذاه وعنفوانه
ولكن أوان قطفالورد الذي كنت أتحينه قد فاتني،
وفي الليل الحالك،لم أعد أظفر بوردة فيما عداألم وخزتها الباقي
وضممتها الى قلبي فوخزتني شوكتها. ولما جنحالنهار الى الزوال ،وامتدت العتمة، ألفيت الوردة ذاوية بيد أن ألم وخزتها ظلباقيا.
إيه أيتها الدنيا، سوف يوافيك الورد بشذاه وعنفوانه
ولكن أوان قطفالورد الذي كنت أتحينه قد فاتني،
وفي الليل الحالك،لم أعد أظفر بوردة فيما عداألم وخزتها الباقي
ووضع على الطاوله في غرفته مفتاح السياره وكل ما جمعه من مال مرتباته الا القليل وهاتف الموبايل واخذ فقط بعض ملابسه وصوره قديمه تجمعه مع سهى واختها رنا وجواز سفره ورحل..
بعد ايام من اختفاء باسم(بابو) اتصل مركز الشرطه بعلي ليخبره ان باسم مات في حادث سير في ناقلة كانت تنقله الى مدينة اخرى ولكنه لسؤء حظه اصتدمت الناقله بمركبة اخرى مما ادى الى موت باسم والسائق وبعض الركاب الآخرين.. وسلمت الشرطه امتعته الى علي وكان من بينها صورته مع الصغيرات وقد تلطخت بدماء باسم (بابو)..
رحل هذا العاشق عن الحياه دون ان ينطق حرفاً واحداً لمن احبها رغم انه كان يراها في كل حين.. مات هذا العاشق وكأن هذا المقطع من قصيدة بدر شاكر السياب يردد نفسه عند موته فيقول:
هذا هواليوم الاخير ؟!
واحسرتاه! أتصدقين؟ ألن تخفّ إلى لقاء؟
هذا هو اليوم الأخير فليته دون انتهاء !
ليت الكواكب لا تسير
والساعة العجلى تنام على الزمان فلا تفيق!
خلفتني وحدي أسير إلى السراب بلا رفيق
هذا هو اليوم الأخير فليته دون انتهاء !
ليت الكواكب لا تسير
والساعة العجلى تنام على الزمان فلا تفيق!
خلفتني وحدي أسير إلى السراب بلا رفيق
يا للعذاب أما بوسعك أن تقولي يعجزون
عنا فماذا يصنعون
لو أنني حان اللقاء
فاقتادني نجم المساء
في غمرة لا أستفيق
ألا وأنت خصري تحت أضواء الطريق ؟!
ليل ونافذة تضاء تقول إنك تسهرين
أني أحسّك تهمسين
في ذلك الصمت المميت ألن تخف إلى لقاء
ليل ونافذة تضاء
تغشى رؤاي وأنت فيها ثم ينحل الشعاع
في ظلمة الليل العميق
ويلوح ظلك من بعيد وهو يومئ بالوداع
وأظل وحدي في الطريق
لو أنني حان اللقاء
فاقتادني نجم المساء
في غمرة لا أستفيق
ألا وأنت خصري تحت أضواء الطريق ؟!
ليل ونافذة تضاء تقول إنك تسهرين
أني أحسّك تهمسين
في ذلك الصمت المميت ألن تخف إلى لقاء
ليل ونافذة تضاء
تغشى رؤاي وأنت فيها ثم ينحل الشعاع
في ظلمة الليل العميق
ويلوح ظلك من بعيد وهو يومئ بالوداع
وأظل وحدي في الطريق
....
دمتم بود والمعذره اذا لم يرقى النص الى ذائقتكم..
دمتم بود والمعذره اذا لم يرقى النص الى ذائقتكم..

