التسامح/ قصة قصيرة
كنت سمراء، طولي محدود، ولم أكن جميلة كغيري من الفتيات، ومستواي الدراسي كان جيِّداً جدّاً في بداية
العام الدراسي، لكن مع الوقت بدأ يتراجع.
ميزتي كانت في صوتي، الحمد لله كان جميلاً جدّاً، وأنشد فيه، حتى أشركتني معلمة العربي في مسرحية
مدرسية بعنوان: "كان وأخواتها"، فقط بالصوت طبعاً والتمثيل كان لجميلات الصف.
كانت في الصف معي فتاة جميلة جدّاً بيضاء ومتفوقة، ورغم نعم الله عليها، لم تتركني في حالي؛ فعندما
شاركتني في المسرحية، كانت لها البطولة، أخذت صوتي في الغناء، وراحت "ترميني بكلام جارح على أنها
أجمل مني؛ لذلك استحقت الظهور على المسرح.
كنت أصمت أمام عباراتها الجارحة، وعندما كبرت أدركت أنني كنت مستسلمة، ولست مسالمة كما ينبغي،
وأنني قليلة العزيمة، والوحيدة التي كانت تقف إلى جانبي هي معلمة الجغرافيا، فقد كانت دائماً تطلب مني
القراءة، عندما تشعر أنني متضايقة ومحاصرة من الفتيات، وكان الإعتراض يبدو واضحاً على وجوههنّ.
كانت المعلمة تحاول أن تضع لهنّ حدّاً، إمّا بالنظرات أو بالكلام، وهذا لحظتها كان يعطيني دافعاً للأمام، ولكن
بعد إنتهاء الحصة وخروج المعلمة يزيد الشجار بيني وبينهنّ.
مرّت السنون، وتخرجت في معهد التمريض، وصرت عاملة في أحد المستشفيات ومميزة ومجتهدة، والغريب
أن كل الذي يراني، ومن دون مبالغة، يمدحني بطريقة جميلة، والكل يحاول الإقتراب منِّي، وهذا زادني ثقة
بنفسي وبعملي.
وفي يوم من الأيام، تسلمت قسمي في المستشفى، وكانت المفاجأة أن تكون هي تلك التي كانت تعايرني، إحدى
مريضاتي.
عرفتها منذ البداية من الإسم، لكنها لم تتعرف عليَّ.
كان فرق المعاملة 180 درجة، كبرت في السن وعندها أولاد وكانت حاملاً، بدون وظيفة، ربة بيت
ومتواضعة، وتبحث عن الإهتمام.
لم أفكر بها كعدو لي في هذه المرحلة، وعاملتها أحسن معاملة.
من خلال أحاديثنا، لمحت لها بأنني أعرفها ودرسنا مع بعضنا في نفس الصف.
فسألتني، هل كنّا أصحاب؟ وهل كنت طيبة معك؟
لم أضعها في موقف محرج؛ لأنها كانت تتجاهل الماضي، وأخبرتها بالقليل؛ لأنني لا أعطي أهمية للظالمح لأنّ
الله يرى والصبر مفتاح الفرج والحق دائماً يصل لأصحابه مهما طال الزمن.
كنت سمراء، طولي محدود، ولم أكن جميلة كغيري من الفتيات، ومستواي الدراسي كان جيِّداً جدّاً في بداية
العام الدراسي، لكن مع الوقت بدأ يتراجع.
ميزتي كانت في صوتي، الحمد لله كان جميلاً جدّاً، وأنشد فيه، حتى أشركتني معلمة العربي في مسرحية
مدرسية بعنوان: "كان وأخواتها"، فقط بالصوت طبعاً والتمثيل كان لجميلات الصف.
كانت في الصف معي فتاة جميلة جدّاً بيضاء ومتفوقة، ورغم نعم الله عليها، لم تتركني في حالي؛ فعندما
شاركتني في المسرحية، كانت لها البطولة، أخذت صوتي في الغناء، وراحت "ترميني بكلام جارح على أنها
أجمل مني؛ لذلك استحقت الظهور على المسرح.
كنت أصمت أمام عباراتها الجارحة، وعندما كبرت أدركت أنني كنت مستسلمة، ولست مسالمة كما ينبغي،
وأنني قليلة العزيمة، والوحيدة التي كانت تقف إلى جانبي هي معلمة الجغرافيا، فقد كانت دائماً تطلب مني
القراءة، عندما تشعر أنني متضايقة ومحاصرة من الفتيات، وكان الإعتراض يبدو واضحاً على وجوههنّ.
كانت المعلمة تحاول أن تضع لهنّ حدّاً، إمّا بالنظرات أو بالكلام، وهذا لحظتها كان يعطيني دافعاً للأمام، ولكن
بعد إنتهاء الحصة وخروج المعلمة يزيد الشجار بيني وبينهنّ.
مرّت السنون، وتخرجت في معهد التمريض، وصرت عاملة في أحد المستشفيات ومميزة ومجتهدة، والغريب
أن كل الذي يراني، ومن دون مبالغة، يمدحني بطريقة جميلة، والكل يحاول الإقتراب منِّي، وهذا زادني ثقة
بنفسي وبعملي.
وفي يوم من الأيام، تسلمت قسمي في المستشفى، وكانت المفاجأة أن تكون هي تلك التي كانت تعايرني، إحدى
مريضاتي.
عرفتها منذ البداية من الإسم، لكنها لم تتعرف عليَّ.
كان فرق المعاملة 180 درجة، كبرت في السن وعندها أولاد وكانت حاملاً، بدون وظيفة، ربة بيت
ومتواضعة، وتبحث عن الإهتمام.
لم أفكر بها كعدو لي في هذه المرحلة، وعاملتها أحسن معاملة.
من خلال أحاديثنا، لمحت لها بأنني أعرفها ودرسنا مع بعضنا في نفس الصف.
فسألتني، هل كنّا أصحاب؟ وهل كنت طيبة معك؟
لم أضعها في موقف محرج؛ لأنها كانت تتجاهل الماضي، وأخبرتها بالقليل؛ لأنني لا أعطي أهمية للظالمح لأنّ
الله يرى والصبر مفتاح الفرج والحق دائماً يصل لأصحابه مهما طال الزمن.
: 
: 
: