تَبِديِن ثَابِتة
وكأنني لا أعرِفُك وكأنك بَدوتِ غريبة ..وكأن هناك عالم أخر يفصُلنا عن بعض لا أدري ما القضية ولا أتمنى معرفة الحقيقة سوى أني بِتُ مصدوم من قوة تَحمُلك وصبرك الذي يُعجِز أقوى الرجال من التحلي به فكيف تُريدِنني أن أصِف رباطة جأشك تلك وكأنني أنُظر إلى تلميذٍ من تلامذتي وهو يحاول الخروج عن الذي تعلمه مني وكأنه مجهود بُذل للاشى !وها أنتِ تحاولين قلب الوقائع لطمس الحقائق وتزييف الأوراق وإتقان لُعبة الُكبار هل أنتابُك إحساس بأنني ومنذُ الوهلة الأولى عرفت بأنك انتحلت شخصيته وكأنك تقولين بأن الرجل هو نِدٌ للرجل وبأنني لا أقدر عليه وسأعمل على إحراجه بطريقة قد لا تَخُطر على باله .. ! لا أدري رُبما كُنت قاسياً عليك بعض الشئ وها أنا أعتذر منك أعتذاراً يُبكيك دماً على قِلة حيلتك يوم أن حاولت تظليل الواقع بكتابات تُشبه كتاباتي وبأسلوب يكاد يَقَترِبُ من أسلوبي الذي أكُتب به وكأن الكتابة لم تُعد سوى مُنازلة رخيصة بين أقلام تتنافس على بلوغ أعلى المقامات متناسية الذات وبأن ما فات قد فات وعلينا أن نتفكر فيما هو آت .. !عندما أقول مِسكينة فأنا أقول بكل أسف فإنسانة مِثُلك لا ينبغي أن تتردى لتُنزل نفسها من مستوى الإدراك لمستوى أخر بسيط جداً لا يكاد يغطي مسافة بسيطة مما كانت تطمح إليه فأجد بأن أفكارها قد تداخلت وبأن مشاعرها قد أختلطت فوقعت في حبال الشيطان .. !عَرَفُتك من المقام الأول وقرأتك من الحرف الأول فُكنت أنتِ أنتِ هي من رأيت فارسة لا تُرخي لثامها ولا تُسقط عنان فَرسها ولا تترك سيفها لغيرها ولا تختبئ خلف ضعاف النفوس ولكنها تبقى ثابتة راسخة برسوخ أفكارها وهي تعرف عند الشدائد ما الذي عليها فعله ..!تَبِديِن ثَابِتة
ورغم تلك السنين التي بيننا وتلك الحروف أوثقت العُرى لمشاعرنا وتلك الأحلام التي عشناها سوية والأماني التي رسمناها بروية بُغية الوصول وتحدي اللامعقول أراك اليوم ولأول مرة تَبِدين في جمود لا يُحرك شفتيك ولا يُنزل ماء عينيك وكأنك تحاولين الانتصار على نفسك .. !ما الذي يُفزعك وقد يكون بعيداً عني فلا يُفزعُني وما الذي ألقى ببذرة الشك في قلبك لتكوني كالقائد الجسور الذي رسم لنفسه طريق لا يحيد عنه ولو كان ذلك سبباً لهلاكه وكأن الشجاعة منبتها الموت وأقول متى تلك الطُرق سالكة والأبواب كما أراها موصدة وشائكة وأنت خلفها .. !ما الذي غير قناعتك وجعلك تُبدين إنكسارك وتتراجعين لما وراء ما قد سبق وكأن الذي كان لم يكُن وكأننا عُدنا لنقطة الصفر هل يمنُعك كبريائك من التأسف أم أن الحقيقة التي لطالما أردتُك أن تعرفيها وتُقري بشأنها باتت اليوم لك واضحة وبأن الواقع بعيداً كل البعد عن الخيال ..!وأنا هُنا لا ألومك ولا ألوم غيُرك ..بل ألوم نفسي الأمارة بالسوء التي أغلقت فكري وفتحت علي أبواب قلبي لأجعلك سجينة وللأبد بمحض إرادتك وفي نفس الوقت طوع أمري .. لم أعد أكتُب لك ولا لغيرك بل أكتبُ نفسي أكتبتها كما أشاء وأعيش من بعدك مُتراجعاً مُـتقهقراً للوراء .. !نعم سألزم حدودي هذه المرة وفي قلبي لا أقول حسرة بل وردة نبتت فرويتها بدمي وحميتها بصدري وعشقتها لأبدي لأنها ستُذكرني بأيام قضيتها معك وأوراق كتبت ما كتبت فيها لك أيتها العاشقة المأثومة حسبُك ما أعطيت وما لك قد قضيت رُبما رحيلي لن يُعيدك ولكنه سيُحييني ..!لأنك ومهما فعلت لا أستطيع كُرهك لأن حُبك قضى على كل ذرة حقد في قلبي وأحيا كل شعور بالحب لك ولغيرك فأنت ِ من أحببت وهويت وأنت ِمن علمني كيف أكتبُ حرفي وكيف أصيغ عباراتي وكيف أنقش على دفتري وكيف أُزين كتاباتي لا أعتقد بأن الأمل سيُعيُدني إليك لا أعتقد ذلك .. !
أستاذي