... ( مــذكـــرات من الــحــيـــاة ) ...

    • ... ( مــذكـــرات من الــحــيـــاة ) ...

      دون تـــمهيد ولا مقدمات , أبدأ هذه المذكرا ت :
      ( 1 )

      اقــــرئي .. اقـــرئي .. اقـــرئي

      [ATTACH=CONFIG]91080[/ATTACH]


      لــعلّــها أقـــدمُ رســـالة نصية هاتفية أحتفظ بها في هاتفي , من بين مئات الرسائل اخترتُ ألا أحــذفها, وتنتقلُ معي بأجزائها, كلــما انتقلتُ من هــاتف إلى آخــر, كانت نصيحــة ثمينة, من أحــد الأعـــزاء, وكانت تلك نظرته , أحببتُ أن أشارككم بها :


      " اقــــرئي يــا ( ........) القراءة حفر في دوائر مفتوحة تفضي بالعقل إلى خلق فضاءات جديدة, واستحداث حقول رحبة, والانفتاح على آفاق ذوات امتداد معرفي هائل, فالقراءة بمثابة حرث في بنية العقل لإعادة رسم وتشكيل تفاصيل الحياة من جديد, فهي تعمل على إزاحــة القديم أو إعادة هيكلته وتنظيمه , كما تعمل على استحداث وتوليد الجديد , وفي نفس الوقت تؤدي دور الكشاف الذي يضيء مناطق ذهنية معتمة, فيعمل على ضخ النور في فجوات معرفية ضيقة, فينتشي بذلك العقل, وينفرج على متنفس جديد.

      والقراءة إذا كانت واعية ناقدة , فإنها تفخخ العقل بطوق مرن من الأسئلة والألغاز المتحفزة, فيلتهب العقل بدخان فكري متدفق يكون كبداية أولية ضرورية لخلق اللانهائي, وميلاد الجديد, فكل زرع في الطين يجب أن يسبقه اجتثاث للجذور وخفق في السواقي, ولذلك كانت القراءة عملية تأسيسية تؤدي إلى احتشاد العقل بأشباح معرفية تتشابك في صراع , ومن صميم الصراع ينبجس فضاء جديد, يفسح للعقل امتدادا حيويا وأرضا عذراء, لم يطمثها عقل من قبل, وفي ذات السياق يحدث تناص جانبي , وتعالق حدسي بين العقل والروح, فنكون أمام اكتظاظ مكثف في الشعور, يستطيل بالتناسب مع عمق القراءة وكثافتها, مما يعقب ذلك خروج الفكرة طرية من رحم الباطن المكتنز.

      فـاقرئي ... واقرئي .. واقرئي "

      لا تــــاريخ محدد لــها

      *******************

      يا تُرى لــو مـررتَ يوما هــنـــا , وقـــرأت تلك الرسالة, هل ستتذكرُ أنك كتبتها لي في أحــد الأيـــام التي كنتُ فيها أشـــكو من غـــربة الــفكـــر وأشياء أُخـــر, هـــل ستتذكـــر, وقـــد مرت سنوات طويلة ؟!


      قد ينسى المعلم, لكن التلميذ لا ينسى, ومثلي لا ينسى الفضل لأهل الفضل أستاذي الفاضل .
      الصور
      • images.jpg

        6.92 kB, 256×197, تمت مشاهدة الصورة 648 مرة
      نُــقيمُ ونحسبُ أنَّـــا نُـــقيمُ ...***... وأيَّـــامُنا كُــلُّها في سَفر .:).
    • ( 2 )

      اقـــرؤوا... سيقرأُ أطفــــالكم

      [ATTACH=CONFIG]91082[/ATTACH]

      في معرض مسقط الدولي للكتاب, أحضر لنا أحــدُ الباعة في احدى دور النشر بعض الألعاب في صورة كتاب, أو كتاب في صورة لعبة قماشية بتعبير أدق, عندما رأى معنا طفلة صغيرة ذات عام ونصف , فقال لنا ما معناه :
      "
      عــــظيم أن يكون الكتاب اللعبة مع الطفل منذ الصغر, يراه في كل مكان, ويصحبه معه أينما ذهب, سينشئ على حب الكتاب "

      فقلتُ لـــه : "
      صدقت , لكن أتدري ما هو أعظم من ذلك؟ أن يكون للطفل الصغير أمٌّ تقرأ , و أبٌ يقرأ, يراهم يقرؤون دائما, سيقرأُ الطفلُ, ويحب الكتاب "

      ربما اقتنع بتلك الفكرة, فهزَّ رأسه موافقا, وابتسم عندما رأى الطفلة الصغيرة انجذبت إلى الكتب الورقية أكثر من انجذابها إلى اللعبة القماشية, تتلمس الكتب بيديها الصغيرتين, وتقلب صفحاتها, انجذبت إليها لأنها تراهم يقرأون كتبًا من ورق, هكذا تــــعودت منهم.

      الأربــــعاء : 14 ربيع الثاني 1433 هــ / 7 مارس 2012


      ****************


      ملاحظة : لا يُفهم من كلامي السابق أنني ضد فكرة أن نربط الطفل الصغير منذ صغره بالكتب التي في صورة ألعاب, من أجل نحقق ارتباطا عاطفيا بين الطفل والكتاب, هي مفيدة ومعينة على ذلك .

      لكني مقتنعة أكــثر أن اهتمام الأبوين بالقراءة والمطالعة أمام أطفالهما , وتشجيعهما له أن يحذو حذوهما, أكـــثر تأثيرا على الطفل من تلك الألعاب, ولا بأس أن نجمع بين الفكرتين.








      الصور
      • 2.PNG

        711.55 kB, 462×501, تمت مشاهدة الصورة 963 مرة
      نُــقيمُ ونحسبُ أنَّـــا نُـــقيمُ ...***... وأيَّـــامُنا كُــلُّها في سَفر .:).
    • ( 3 )

      إلى تلك الروح التي ارتحلت إلى الآخرة




      مرّت سنوات مذ رحلَت تلك الروح , والذكرى هي الذكرى, أما كان للزمن أن يمحو أثرها الحزين من القلب !


      أما كان لتوالي الشهور ومــرور الأيــام , أن يوقف انسياب الدمــوع , كلما أبـــرقت ذكراها في سمــاء الذاكـــرة.

      لا شيء من الأطلال باقٍ, ولا بقايا البقايــا, فلمَ لا زالت الذكـــرى تستعمرُ الـــروح ؟ وتنشد لــحنا حــزينا يستمطر الدموع والأحزان .


      مرت سنواتٌ , والســؤال هو الســؤال , حقيقة أم خــيــال ؟!

      لعمري, أكنت تشعرُ بدنو الأجــل , وأنت تـــودع الأصحاب والأحباب, وتسألهم الدعـــاء والغفران.

      وتــجيشُ روحك بمشاعر روحــانية صافية , تحلقُ في آفــاق من نــور رباني مهيب, فتسكبها في أبيات شعرية عــذبة, كانت بدايــة الرحيل !

      قمتَ إلى الــحياة يومَ ظننا أنك إلى الموت أقرب منك إلى الحــياة .

      وأسلمت الروح إلى بــاريها, يوم كانت آمالنا أنك إلى الحياة أقرب منك إلى الموت.

      ويـــوم كنتُ أنتظر الــجـــواب , ولا جــــواب , لا جــــواب!

      بـــل لا أعلمُ هل قـــرأت الســـؤال ؟


      لِمَ ترحل أرواحٌ وترحل ذكراها وراءها, وترحل أرواحٌ فتأبى أن تفارق الذكرى عند الغروب والشروق !

      فــإلى تلك الأرواح النقية الطاهرة التي تمرُّ في حياتنا, وتترك بصماتها واضحة في جنبات الروح ومنابع الوجدان !

      عليك سلامُ ورحمة من الله وغفران .


      نُــقيمُ ونحسبُ أنَّـــا نُـــقيمُ ...***... وأيَّـــامُنا كُــلُّها في سَفر .:).
    • بسم الله
      ربّ اغفر و ارحم ..... و يسّر و أعن


      كانت "اقرأ" أول ما نزلَ ليعلن ميلادَ عهدٍ جديد، و مشرق نور وليد، ما لبثَ أن بدّد حلكة الليل البهيم
      و أنار دواجي الأفكار و الأفهام، و أشرقَ في نفوس العارفين فيوضَ رحماتٍ قدسيّة، و ينابيع عرفانٍ سماوية

      أليس من علامات البِشر و البركة، و اليُمن و الغبطة
      أن نقرأ أول ما نقرأ هنا "اقرئي"؟!

      فكرٌ تدفق من ينبوعِ فكْر، و فيضٌ تسلسلَ عن بصيرةٍ و فِكَر
      لم أملك إلا أن أصيخ له سمعَ الجنان قبل الآذان، و أراه بنور البصيرة قبل الإبصار

      سأكون هناك مرتشفاً سلسبيل المعاني
      منتشقاً نسائم أزهار الأفكار، و لاثماً وردَ خدودِ لجينٍ و نضار
    • محب بائن كتب:

      بسم الله
      ربّ اغفر و ارحم ..... و يسّر و أعن


      كانت "اقرأ" أول ما نزلَ ليعلن ميلادَ عهدٍ جديد، و مشرق نور وليد، ما لبثَ أن بدّد حلكة الليل البهيم
      و أنار دواجي الأفكار و الأفهام، و أشرقَ في نفوس العارفين فيوضَ رحماتٍ قدسيّة، و ينابيع عرفانٍ سماوية

      أليس من علامات البِشر و البركة، و اليُمن و الغبطة
      أن نقرأ أول ما نقرأ هنا "اقرئي"؟!

      فكرٌ تدفق من ينبوعِ فكْر، و فيضٌ تسلسلَ عن بصيرةٍ و فِكَر
      لم أملك إلا أن أصيخ له سمعَ الجنان قبل الآذان، و أراه بنور البصيرة قبل الإبصار

      سأكون هناك مرتشفاً سلسبيل المعاني
      منتشقاً نسائم أزهار الأفكار، و لاثماً وردَ خدودِ لجينٍ و نضار



      حيـّـاك الله أخي الكريم : مُحب بائن .

      لعلي أردتُــها مُــذكرات وذكـــريات ورسائل, أبثُّ من خلالـها أفــكارًا سامية, ومشــاعر راقية , وقيماً نبيلة , انــطلاقا من مواقف الحــياة المختلفة , أرجــو أن يوفقني الله إلى ما أبتغيه, ويبهج نفسي أن أجـــدَ مَــن يُشاركني فيها من الإخـــوة والأخـــوات بسمو أفكارهم وطيب مشاعرهم, وملاحظاتهم البناءة .

      وآثـــرت أن أبدأهــا بعبادة ربانية تــزيدُ هذه الحــياة عمقا , إنــها الــقراءة .

      القراءة التي تعطينا أكـــثر من حيـــاة كما يقول عباس محمود العقاد في سياق كلامه عن القراءة :

      " كلا لست أهوى القراءة لأكتب ولا أهوى القراءة لأزداد عمرا في تقدير الحساب. وإنما أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة في هذه الدنيا, وحياة واحدة لاتكفيني , ولاتحرك كل مافي ضميري من بواعث الحركة , والقراءة دون غيرها هي التي تعطيني أكثر من حياة واحدة في مدى عمر الإنسان الواحد؛ لأنها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق وإن كانت لاتطيلها بمقادير الحساب .

      فكرتك أنت فكرة واحدة , شعورك أنت شعور واحد, خيالك أنت خيال فرد إذا قصرته عليك, ولكنك إذا لاقيت بفكرتك فكرة أخرى أو لاقيت بشعورك شعور آخر أو لاقيت بخيالك خيال غيرك, فليس قصارى الأمر أن الفكرة تصبح فكرتين أو أن الشعور يصبح شعورين أو أن الخيال يصبح خيالين. كلا , و
      إنما تصبح الفكرة بهذا التلاقى مئات من الفكر فى القوة والعمق والامتداد "

      نُــقيمُ ونحسبُ أنَّـــا نُـــقيمُ ...***... وأيَّـــامُنا كُــلُّها في سَفر .:).
    • معارج الآمال كتب:

      اقرأ أول كلمة نزلت من القرآن

      واقرأ أول كلمة بدأت بها هذه المذكرات

      بداية موفقة وسعي مشكور

      جزاك الله الخير


      حــيّاك الله أختي الكريمة : معارج الآمال , طبتِ وطــابت أيامك بالمسرات والخيرات .


      ( اقــــرأ ) أول كلمة نــزلت على النبي الأميِّ , اقـــرأ باسم ربك الذي خلق .[FONT=&amp]


      [/FONT]
      ( [FONT=&amp]اقرأ[/FONT][FONT=&amp] )ألم تسمع أمين الوحي إذ [/FONT] [FONT=&amp]..... نادى الرسول , فقال : لست بقاري ؟ [/FONT]

      [FONT=&amp]
      ( [/FONT]
      [FONT=&amp]اقرأ[/FONT][FONT=&amp]) فديتك يا محمد عندما [/FONT][FONT=&amp] ...... واجــهـــت هذا الأمــر باســتــفســـار[/FONT]

      [FONT=&amp]
      وفديت صوتك عندما رددتها [/FONT]
      ..... آيـــا مـــن الــقــرآن باسم الــبـــاري

      [FONT=&amp]
      [/FONT]
      [FONT=&amp]*********[/FONT][FONT=&amp]
      [/FONT]


      عدَّ الكاتب خالد محمد خالد ( القراءة ) من الأسباب الباعثة على الحياة , عندما أوصى بالقراءة , في كتابه ( الوصايا العشر لمن يريد أن يحيا ) , وذكـــر كلاما جميلا عن القراءة بقلم الأديب وروح المفكر, أقتطف جــزءا منه هنا :

      [ATTACH=CONFIG]91168[/ATTACH]



      فإذا قـــرأت في غير خـــضوع :
      [ATTACH=CONFIG]91169[/ATTACH]
      الصور
      • صورة1.png

        73.89 kB, 472×380, تمت مشاهدة الصورة 431 مرة
      • صورة2.png

        84.65 kB, 468×442, تمت مشاهدة الصورة 405 مرة
      نُــقيمُ ونحسبُ أنَّـــا نُـــقيمُ ...***... وأيَّـــامُنا كُــلُّها في سَفر .:).
    • ( 2 )

      اقـــرؤوا... سيقرأُ أطفــــالكم





      هل هذه صورة الطفلة المذكورة في القصة ؟؟



      نعم أختي معارج الآمال , هي صورتها في مــعرض مسقط للكتاب :)

      ****


      اقــرأ ليسمع كل مَن في سمعه .... وقرٌ من الأقصى إلى مدريد

      [FONT=&amp]
      [/FONT]
      اقــرأ لتفهمَ أمتي معنى الهدى .... معنى بلوغِ مقامها المحمود


      [FONT=&amp]
      [/FONT]
      اقــرأ ليخرجَ جيلُنا الحرُّ الذي ... يبني جوانب صرحنا المهدود



      ( عبدالرحمن العشماوي)


      نُــقيمُ ونحسبُ أنَّـــا نُـــقيمُ ...***... وأيَّـــامُنا كُــلُّها في سَفر .:).
    • جلس رجل في غرفة التدخين في أحد المطارات ليدخن قبل إقلاع الطائرة ،
      وفور خروجه من تلك الغرفة إذا برجل يسأله :
      " كم مره تدخن في اليوم "

      المدخن: " لماذا هذا السؤال"
      ... ... الرجل : " لو جمعت كل المال ألذي أنفقته على تلك السجائر لكانت الطائرة التي تقف في ذلك المدرج ملكك "

      المدخن : " وهل أنت تدخن ؟"
      الرجل : "لا"
      المدخن : "وهل تملك تلك الطائرة ؟
      الرجل : لا
      المدخن: " شكرا على النصيحة .. أنا أدخن وتلك الطائرة ملكي أنا !

      اسم المدخن ريتشارد برنسون .. مالك وكالة طيران

      الحكمه والفائده :

      في بعض آلآوقات كل تبن ..
      ولا تقعد تتفلسف

      ههههههههههههههههههههههہ =))♥
      *يتبّعُۈن إڛلۈؤب آلۈقآحه ۈيحتړڤۈن به .. يعآملۈننّي ڰمإآ لآأړيد ، يتڰلمۈن ۈَ ڰأنِّي لآشيء أمآمهم ، ثمّ يقۈلۈن:/ أنت تزعل بِــ̯͡سّړعه !!!! … آمړ مضحڰ جدٱً * ... ۈآلأمړ ألمضحڰ أيضٱً يړيدۈن آن أتحدث معهم ۈڰأن شيئٱً لم يحدث : عذړٱً أعزآئي : ڰړآمتي ڰـ آلدۈآء ، أضعهآ بعيدٱً عن متنآۈل ٱلأطڤٱل !!
    • (4)


      كانت أول بداية لي وأولُ خــطوة أخطــوها في كتابة القصة القصيرة, اشتركتُ بها في مسابقة أدبية عام 2007م, , هناك بعض العثرات بها , لكنها كانت تــجربة لا بأس بها بالنسبة لي , أردتُ أن أشارككم البدايـــات الأولى , ولعلي إن أدرجتُ قــصة أخرى كتبتها عـــام 2012م , ستلاحظون الفرق بين البدايات والنهايات.

      من المفيد أن يقارن الإنسان بين بداياته في الكتابة ونهاياته التي وصل إليها, ليُلاحظ التطـور في مستوى كتابته لـغة وفــكرا.

      ســأُدرج القصة كما كتبتها بداية عام 2007م ( ملاحظة : نشرت في موقع آخر عام 2007) :

      *******

      ( 4 )

      هــل من الموت مفرٌ ؟


      فجأة وجد نفسه بينهم , رآهم قد اصطفوا للصلاة جماعةً وشرعوا بالتكبير , فصلّى وراءهم .
      لم يكن- حينها - يعلمُ أيّ أرض يقف عليها, وأي سماء تظله الآن !

      فدلف في نفسه تساؤلٌ سمج في استغراب وفضول , أراد أن يبوح لهم بمكنون صدره ويفضي إليهم باستغرابه وحيرته , لكنهم كانوا في شُغُلٍ عنه , فهناك – على ما يبدو – ما أهمهم وأشغلهم ... ثم رحلوا إلى حيث لا يعلم هو , ولم يتركوا لهم أثرًا , عَلِم بعد ذلك أنهم من المجاهدين المقاومين للاحتلال , وعَلِمَ أنه في العراق !
      كيف جاء إلى العراق ؟ ولماذا ؟ ليس يدري !


      التفت وراءه فرأى أحد الغربيين , خُيّـل إليه أنه أحد الصحافيين المبثوثين في أرجاء العراق , سأله باضطراب : هل هذا المكان آمن ؟! ألن تطاله الصواريخ وقنابل الطائرات ؟

      أجابه بتسليم : لا , لا يوجد مكانٌ آمن في الحرب , نحن هنا لا نأمن على أنفسنا من القصف , نتوقع الموت بأية لحظة !

      علقت بذهنه العبارة الأخيرة " الموت بأي لحظة " , فولّدت في نفسه رغبةً عارمةً دفعته إلى الخروج من ذاك المكان, والبحث عن مكان آمن , لا تطالُ سماءَه الصواريخُ ولا تنهشُ أرضَه دباباتُ الأعداء .


      رأى الناسَ يسيرون نحو الشمال , فسار معهم , أخبروه أنها "بعقوبة " , وأن المقاومة في شمالها , فأبى الذهاب إلى هناك وأحجم عن مواصلة السير , أراد الخروج من بعقوبة , فوجوده في شمالها , يعني أنه معرض للقصف والموت .


      حدثته نفسه : "حتما سيقصف الأعداء مواقع المقاومة, ويزلزلون الأرض تحت أقدامهم و ويحرقون السماء فوق رؤوسهم , وستلقى مصرعك معهم , لا , لا أريد الموت .. لا شهيدا ولا قتيلا ".

      وقـفل وحده راجعًا نحو الجنوب , إلى حيث كان أول مرة , وفي طريقه رأى المزارع والحقول على جانبي الطريق , تساءل في نفسه : هل الاختباء في المزارع آمن ؟!

      "لا , ليس آمنا, قُـتـِلَ الكثير في مزارعهم ", قالها عندما رأى جثثا كثيرة منتشرة في المزارع .

      واصل سيره نحو الجنوب محاولا العودة حيث كان سابقا , وفي وسط الطريق بين الشمال والجنوب , سمع أزيز الطائرات وإطلاق النار وصوت انفجارات عنيفة .

      ارتعش جسده , وأصابه الرعب , توقع أن تخترق رصاصة طائشة صدره , أو تفجر رأسه أو تستقر في قلبه , أخذ يركض بسرعة وهو يرى الأطفال يتساقطون قتلى وجرحى , انهال الرصاص عليهم بقوة ... لا , لم يكن رصاصا , كان أشبه ما يكون ببلورات وردية شفافة وصغيرة تساقطت على الرؤوس وملأت الأرض , وفجرت أجساد الأطفال ... كان لا يدري أي نوع من السموم هي ؟ وأي اختراع شيطاني مميت جاءت به أفكار السفاحين ؟!

      لجأ إلى بيت مهجور , لعل سقفه يحميه من تلك الكرات الوردية ومن الرصاصات القاتلة, ويعمي قنابلهم عنه , وأنّى له ذلك , والقصف يشتد ويعلو صوته والانفجارات في تزايد , يسمعها قريبا , قريبا جدا منه .

      كان يتملكه الخوف ويملؤه الاضطراب , ودقات قلبه تتسارع , يُخيَّلُ له أنها تكاد تخرقُ قفصه الصدري من شدة نبضها واضطرابها, وكأنها تستحثه و تدفع بخطواته للإسراع والجري خلف مصير مجهول .

      استسلم لواقعه ولتلك اللحظات القاسية التي تشبه لحظة تنفيذ حكم الاعدام بالمتهم , بل هي أقسى وأمر , لحظة الاعدام لا تطول ويعرف المعدم متى تكون , أما هو فيعيش- هنا- معذبا قلقا ينتظر تلك اللحظة المخيفة التي لا يدري أتطول أم تقصر ..أتجيء أم تنساه وترحل ؟!

      كم تمنى حينها أن يغيب عن الوجود, و يذهل عمّن حوله .. لكي لا يشهد مصرعه . ولا يشعر بألم الرصاصات التي ستسطر نهايته وتدق اسمه في قوائم القتلى وتحمله على نعش الموتى .


      وضع يديه على أذنيه , وأغمض عينيه, لكي لا يسمع ولا يرى فلول الموت وهي قادمة نحوه , وأخذ ينتظر الموت بأية لحظة ! بأية لحظة !

      فجأة , استيقظ وجد نفسه على سرير , وجبينه يتصبب عرقا , ما زال قلبه مضطربا وما زال الخوف يتلبسه .. هذا سريره وهذه غرفته , إنه في بيته و في وطنه .

      إذن كان حلما مخيفا , تنفس الصعداء , هدأت نفسه قليلا .

      وأخذ يسترجع أحداث حلمه : المجاهدون , الصحافي الغربي , بعقوبة , المزارع والحقول المحترقة ,البلورات الوردية , جثث الأطفال , الجبن والخوف الذي عايشه , كل هذه الأحداث حاول أن يجد لها تفسيرا ومعنى .


      أخذ يُسائل نفسه ويتمتم :

      " أهذا حلم أم واقع تعايشه الأمة الاسلامية كل يوم ؟! واقع كثير من الحكام الجبناء و الشعوب الخانعة, أولئك الذين غفوا وغفلوا عن قضاياهم وقضايا الأمة باللهو ومتاع زائل .

      وتمسكوا بالحياة وفروا من الموت, وهل بعد موت الضمائر والقلوب من موت ؟!

      جبنوا عن الدفاع عن حقوقهم و فروا من مواجهة الأعداء خشية الموت !

      وهل من الموت مفر ؟! وهل من الموت مفر ؟!


      2007

      نُــقيمُ ونحسبُ أنَّـــا نُـــقيمُ ...***... وأيَّـــامُنا كُــلُّها في سَفر .:).
    • جزاك الله خيراً، فقد بدّدتِ يأساً كاد أن يستبدّ!!

      أتعلمين أختي "فكر"
      صرتُ أتردّد كثيراً حين أرى كلمة "قصة" أو "خاطرة"
      فجلّها يستنسخ بعضُها بعضا، و يدور في فلكٍ لا يغادره

      فالحديث حول "هو" و "هي"
      و لقاءٌ و افتراق
      و لوعاتٌ و اشتياق
      هذا فيما نحا منحى الأدب و العفة، و دعي ما سواها ممن لا يرى "الأدب" سوى في فري أديم "الأدب"

      جميلٌ أن نقرأ شيئاً "مختلفا" لا يجري مع التيّار السائد، و لا يحفلُ بمخالفة الجمّ "الفاسد"

      أليس من الواجب حينا "أن نغرّدَ خارجَ السرب؟"
    • محب بائن كتب:

      جزاك الله خيراً، فقد بدّدتِ يأساً كاد أن يستبدّ!!

      أتعلمين أختي "فكر"
      صرتُ أتردّد كثيراً حين أرى كلمة "قصة" أو "خاطرة"
      فجلّها يستنسخ بعضُها بعضا، و يدور في فلكٍ لا يغادره

      فالحديث حول "هو" و "هي"
      و لقاءٌ و افتراق
      و لوعاتٌ و اشتياق
      هذا فيما نحا منحى الأدب و العفة، و دعي ما سواها ممن لا يرى "الأدب" سوى في فري أديم "الأدب"

      جميلٌ أن نقرأ شيئاً "مختلفا" لا يجري مع التيّار السائد، و لا يحفلُ بمخالفة الجمّ "الفاسد"

      أليس من الواجب حينا "أن نغرّدَ خارجَ السرب؟"


      صدقت أخي الكريم .

      ما فائدة أن نكتب إن غاب عن أذهاننا الهدف والغاية ؟

      لا يمكن أن نكتب لمجرد لا شيء !

      لا داعٍ إلى أن نكتب, إن لم يكن لخطّ أقلامنا, ونتاج عقولنا ونبض قلوبنا هدفًا ساميا وغاية نبيلة نسعى إليها .

      رحم الله من يكتبْ ليستنهض الخير في النفوس, ويعلي الهمم نحو المعالي, ويطبع بصمات خير في الأرواح , ويحرك رواكد الأفــكار, ويسمو بالمشاعر والأحاسيس عن التفاهات. كم له من الأجــر والثواب ؟

      ورحم الله نوال السباعي عندما عبرت في خواطرها :

      " ما فائدة القلم إذا لم يفتح فكرا, أو يضمد جرحا, أو يرقأ دمعة, أو يطهر قلبا, أو يكشف زيفا, أو يبني صرحا, يسعد الإنسان في ظلاله" .

      شــكرا لك أخــي الكريم, أعطيتني الأمــل أن هناك مَن يقرأ شيئا مختلفا خـــارج السرب !
      نُــقيمُ ونحسبُ أنَّـــا نُـــقيمُ ...***... وأيَّـــامُنا كُــلُّها في سَفر .:).
    • قد يستوحش الإنسان، حين يرى نفسه وحيدا
      أو أن من حوله قليل

      قيظنّ أن الخير مع الكثير، و الفوز في السباحة مع التيار
      و ينسى قوله تعالى: (و لكنّ أكثر الناس لا يعلمون)

      كلماتٌ قلتُها و أردّدها كثيراً لأنني أرى صدقَها كلّ يوم:
      "الكتابة من الروح، كبصمة البنان من الإنسان
      كل عبارة، و كل كلمة تدل على ذواتنا
      تعرّينا أمام من يحسن القراءة
      "

      فليكتب من شاء ما يشاء، فهي دليلٌ عليه


    • ذِكريات قد تكون شريط نسترجعه برغبة منا في تُذكر ما نُحب
      وأحياناً قُد يُدار الشريط بدون رغبة منا كأن يقع أمامنا حدثٌ ما
      فنطفق نتذكر ما يؤلم القلب كفراق أخ وصديق أو موت قريب ..
      ذكرتِ عن القراءة هناك الكثير ..
      لذا لن أكرر فكُلنا نعلم دور القراءة في حياة أي أنسان ..
      تعلم فليس المرء يولد عالماً وليس أخو علم ٍ كمن هو جاهل..
      رُبما ستكون مُداخلتي من باب ..
      الأمة في زمننا هذا هي تقرأ وقرائاتها كثيرة ومتعددة لدرجة
      أن المثقف يثقف نفسه بأمهات الكُتب المختلفة ..
      سؤالي :
      قِلة قليلة تعمل بما تعلم .. وكما يقال من عمل بما يعلم علمه
      الله ما لا يعلم ..
      ويقول شيخنا الأمام نور الدين السالمي رحمة الله عليه ..
      وعالمٌ بعلمه لم يعملا أشدُ في التعذيب ممن جهُلا ..
      ................
      الأمة في زماننا تقرأ وتكتب ولكن كم نجد البعد عن الصلاة
      وعن الدين وعن الأخلاق والقيم ..
      بينما قد لا تكون في العهد الغابر إلا أن الأخلاق والعادات
      ومحبة الدين وأحترام وتبجيل الصالحين بدرجة كبيرة جداً
      فما سرُ ذلك وكيف السبيل إلى التغيير ؟
      اللهم إني أستغفرك لكل ذنب خطوت إليه برجلي ، أو مددت إليه يدي ، أو تأملته ببصري ، أو أصغيت إليه بأذني ، أو نطق به لساني ، أو أتلفت فيه ما رزقتني .. ثم استرزقتك على عصياني فرزقتني ثم استعنت برزقك على عصيانك فسترته علي وسألتك الزيادة فلم تحرمني ولا تزال عائدا عليّ بحلمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين .. (كم من مستدرج بالإحسان إليه ، وكم من مفتون بالثناء عليه ، وكم من مغرور بالستر عليه)
    • ورود المحبة كتب:



      الأمة في زماننا تقرأ وتكتب ولكن كم نجد البعد عن الصلاة
      وعن الدين وعن الأخلاق والقيم ..
      بينما قد لا تكون في العهد الغابر إلا أن الأخلاق والعادات
      ومحبة الدين وأحترام وتبجيل الصالحين بدرجة كبيرة جداً
      فما سرُ ذلك وكيف السبيل إلى التغيير ؟




      حــيّاك الله أخي الكريم : ورود المحبة .

      لعلك بذلك تشير إلى التناقض بين الأقـــوال والافعال , التناقض بين ما " يعلمه " المرءُ و مــا " يعمله ", وذلك شأن آخـــر يتعلق بأمراض القلوب وفسادها.

      ولا أرى أن من المناسب أن نــربط تلك التناقضات بــ " القراءة " ذاتها , إلا أن تكون قـــراءات المرء سببًا لانحرافــه, كالذي يقرأ للملاحدة أو أصحاب الكتابات الهابطة, فيتأثر بهم, وينعكس ذلك على فكره وقناعاته وسلوكه, فيهوّن على نفسه الإلتزام بالمثل والقيم والأخــلاق الفاضلة.

      لذلك يجب أن ننتقي ما نقرأ جيدا, ولنقرأ قــراءة واعية , قراءة عميقة , وسبق أن أشرت إلى هذه الفكرة , ولك أن تعود إلى المداخلة رقم (8) ففيها كلام موجز للكاتب خالد محمد خالد .

      أخي الكريم تقول أن الأمـــة تــقرأ , الأمـــة تكتب , ولـــكن يحق التساؤل هنا : "ماذا" و " كيف " تقرأ الأمــة ؟

      "ماذا " و " كيف" تكتبُ الأمـــة ؟

      -هــل تقرأ ما يسمو بمشاعرها, ويعمق فكرها, ويهذب أخلاقها, ويرقى بها إلى مدارج الإيمان, ويصعد بها إلى معارج اليقين, ويزيدها قــربا وخشية لله , والعلماء أشد خشية لله ! ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ) .

      - هل تكتب ما يجعلها خير أمــة أخرجت للناس , محققة تلك الخيرية التي أرادها الله لها, بكتابات فاضلة سامية راقية في الأدب والعلم والثقافة وشتى المجالات , فتكون ذات نفع وجدوى , " فَأَمَّا الزبد فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ " .


      فهل اتضحت لك الصورة الآن؟ وهل أدركت الـسّر وكيف السبيل إلى التغيير ؟
    • كنتُ قد أدرجت هذه المداخلة سابقا واختفت! وأعيد إدراجها مرة أخــرى.

      (5 )

      قـــد رحــــلــوا ... وهذا الأثـــر


      [ATTACH=CONFIG]91631[/ATTACH]

      [ATTACH=CONFIG]91632[/ATTACH]

      [ATTACH=CONFIG]91633[/ATTACH]

      [ATTACH=CONFIG]91634[/ATTACH]

      الصور
      • 1.jpg

        29.54 kB, 600×370, تمت مشاهدة الصورة 642 مرة
      • 3.jpg

        49.7 kB, 600×370, تمت مشاهدة الصورة 507 مرة
      • 7.jpg

        56.29 kB, 600×370, تمت مشاهدة الصورة 361 مرة
      • 4.jpg

        71.82 kB, 600×370, تمت مشاهدة الصورة 3،380 مرة
      نُــقيمُ ونحسبُ أنَّـــا نُـــقيمُ ...***... وأيَّـــامُنا كُــلُّها في سَفر .:).
    • ( 5 )

      قـــد رحــــلــوا ... وهذا الأثـــر

      [ATTACH=CONFIG]91635[/ATTACH]

      [ATTACH=CONFIG]91636[/ATTACH]

      [ATTACH=CONFIG]91637[/ATTACH]

      [ATTACH=CONFIG]91638[/ATTACH]

      أخذت الصور من موقع مفكرون

      *****
      الصور
      • 2.jpg

        53 kB, 474×556, تمت مشاهدة الصورة 4،845 مرة
      • 8.jpg

        78.75 kB, 556×720, تمت مشاهدة الصورة 368 مرة
      • 1 ‫‬.jpg

        138.6 kB, 556×720, تمت مشاهدة الصورة 366 مرة
      • 3.jpg

        80.88 kB, 720×509, تمت مشاهدة الصورة 484 مرة
      نُــقيمُ ونحسبُ أنَّـــا نُـــقيمُ ...***... وأيَّـــامُنا كُــلُّها في سَفر .:).
    • فكر كتب:

      حــيّاك الله أخي الكريم : ورود المحبة .

      لعلك بذلك تشير إلى التناقض بين الأقـــوال والافعال , التناقض بين ما " يعلمه " المرءُ و مــا " يعمله ", وذلك شأن آخـــر يتعلق بأمراض القلوب وفسادها.

      ولا أرى أن من المناسب أن نــربط تلك التناقضات بــ " القراءة " ذاتها , إلا أن تكون قـــراءات المرء سببًا لانحرافــه, كالذي يقرأ للملاحدة أو أصحاب الكتابات الهابطة, فيتأثر بهم, وينعكس ذلك على فكره وقناعاته وسلوكه, فيهوّن على نفسه الإلتزام بالمثل والقيم والأخــلاق الفاضلة.

      لذلك يجب أن ننتقي ما نقرأ جيدا, ولنقرأ قــراءة واعية , قراءة عميقة , وسبق أن أشرت إلى هذه الفكرة , ولك أن تعود إلى المداخلة رقم (8) ففيها كلام موجز للكاتب خالد محمد خالد .

      أخي الكريم تقول أن الأمـــة تــقرأ , الأمـــة تكتب , ولـــكن يحق التساؤل هنا : "ماذا" و " كيف " تقرأ الأمــة ؟

      "ماذا " و " كيف" تكتبُ الأمـــة ؟

      -هــل تقرأ ما يسمو بمشاعرها, ويعمق فكرها, ويهذب أخلاقها, ويرقى بها إلى مدارج الإيمان, ويصعد بها إلى معارج اليقين, ويزيدها قــربا وخشية لله , والعلماء أشد خشية لله ! ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ) .

      - هل تكتب ما يجعلها خير أمــة أخرجت للناس , محققة تلك الخيرية التي أرادها الله لها, بكتابات فاضلة سامية راقية في الأدب والعلم والثقافة وشتى المجالات , فتكون ذات نفع وجدوى , " فَأَمَّا الزبد فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ " .


      فهل اتضحت لك الصورة الآن؟ وهل أدركت الـسّر وكيف السبيل إلى التغيير ؟




      فِكر
      رُبما لم أكُن واضحاً في إستفساري ..ما ذهبتِ إليه لا غُبار عليه ..
      فالقراءة مطلوبة والعِلم لا أختلاف في ألتماسه ..
      سأورد بعض الأمثلة ..
      مُدرسين ممن يعُلمون النشأ ولكن نراهـم بعيدين كُل البعد عن الدين ..
      يُدخنون السيجار لهم علاقات مشبوهة رغم أنهم من طبقة مثقفة ..
      هل نطلق ما تعلمناهـ كتعبير إنشائي يُراد به نيل وكسب إعجاب الآخرين..
      هل هي شِعارات نُرددها لإظهار ما نملك من زخم أدبي ..
      أنا لا أعترض على القراءة وأنا أعلم فضلها ولكن ما أقوله ..
      في الرعيل الأول وفي كتاب الله كان الواحد منهم لا يغادر إية إلا
      وينظر هل عَمل بها هل جاءت في حياته .. يقول أحد الصالحين ..
      عندما أقرأ ..أنظر هل جاءت هذه المعاني في حياتي وطبقتها وفي
      نفس الوقت هل بلغتها للآخرين ..
      ورد في الحديث الشريف :
      عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
      من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله تعالى لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة
      يعني ريحها .
      وفي حديث أخر :
      عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثل الذي يتعلم العلم ثم لا يحدث به كمثل الذي يكنز الكنز ثم لا ينفق منه .
      الأمُة وفي زمننا هذا في ضياع كبير وتحتاج لتوحيد الفِكر ..كمحاولة العُلماء
      في التقريب بين المذاهب والألتقاء في النواحي الفقهية التي توحد الأمة ..
      وما أقصدهـ أيضاً أختي فِكر ..
      الكاتب عندما يكتب في أغلب الأحيان يكتب من واقع عِلمي وعملي ..بينما
      البعض يقرأ للتسلية لتمضية الوقت لأكتساب زيادة معلومات فما الذي سينفع
      به الآخرين إن لم يُكن المراد بالتعلم والقراءة أثراء فِكر الآخرين ..
      عن زيد بن أرقم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها .
      كلامك جميل ولا غُبار عليه يجب أن ننتقي ما نقرأ جيداً بعد أن يكون الهدف من
      هذه القراءة أنارة ما في الباطن والعمل به وإفادة الآخرين ليس القصد أن يكتب
      قبل أسمي د.فلان أو أ.فلان ..
      وإن كُتب من أستحقاق فلا بأس به هذا شئ مطلوب لأنه جدَ وأجتهد وتحصل على
      هذه الشهادة من خلال مجهود يُشكر عليه ولكن باقي الآن كيف يترجم ما تعلمه
      وما قرأهـ ..ليفيد به أكبر شريحة من المجتمع ..
      جاء في الحديث الشريف :
      وعن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
      لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه وعن علمه فيم فعل فيه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن جسمه فيم أبلاه .
      الفتن على هذه الأمة في هذا الزمن كثيرة ولا ننكر ذلك وكان أكثر ما يخاف عليه
      النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الأمة أن تفتح عليهم فيتنافسوها كما تنافسها من
      كان قبلهم فتهلكهم كما أهلكت من كان قبلهم ..هذا هو الخوف وهذا يدخل في أشياء
      كثيرة يجب أن نعمل لها ألف حساب ...
      بداية من نفسي أنا ما هو هدفي وما الذي أريد وكيف أكون قدوة للأخرين وكيف
      أكون سبيلاً في تغيير الأخرين ليكونوا نواة خير في هذا العالم الذي نعيش فيه ..
      عن جندب بن عبد الله الأزدي رضي الله عنه صاحب النبي صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثل الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه.
      وهذا ما وقع فيه البعض منا نسأل الله لنا الرحمة وأن يهدينا إلى سواء السبيل ..
      وحِلِمُكِ عليَ إنما هو نِقَاش ..
      اللهم إني أستغفرك لكل ذنب خطوت إليه برجلي ، أو مددت إليه يدي ، أو تأملته ببصري ، أو أصغيت إليه بأذني ، أو نطق به لساني ، أو أتلفت فيه ما رزقتني .. ثم استرزقتك على عصياني فرزقتني ثم استعنت برزقك على عصيانك فسترته علي وسألتك الزيادة فلم تحرمني ولا تزال عائدا عليّ بحلمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين .. (كم من مستدرج بالإحسان إليه ، وكم من مفتون بالثناء عليه ، وكم من مغرور بالستر عليه)
    • ورود المحبة كتب:




      فِكر
      رُبما لم أكُن واضحاً في إستفساري ..ما ذهبتِ إليه لا غُبار عليه ..
      فالقراءة مطلوبة والعِلم لا أختلاف في ألتماسه ..
      سأورد بعض الأمثلة ..
      مُدرسين ممن يعُلمون النشأ ولكن نراهـم بعيدين كُل البعد عن الدين ..
      يُدخنون السيجار لهم علاقات مشبوهة رغم أنهم من طبقة مثقفة ..
      هل نطلق ما تعلمناهـ كتعبير إنشائي يُراد به نيل وكسب إعجاب الآخرين..
      هل هي شِعارات نُرددها لإظهار ما نملك من زخم أدبي ..
      أنا لا أعترض على القراءة وأنا أعلم فضلها ولكن ما أقوله ..
      في الرعيل الأول وفي كتاب الله كان الواحد منهم لا يغادر إية إلا
      وينظر هل عَمل بها هل جاءت في حياته .. يقول أحد الصالحين ..
      عندما أقرأ ..أنظر هل جاءت هذه المعاني في حياتي وطبقتها وفي
      نفس الوقت هل بلغتها للآخرين ..
      ورد في الحديث الشريف :
      عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
      من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله تعالى لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة
      يعني ريحها .
      وفي حديث أخر :
      عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثل الذي يتعلم العلم ثم لا يحدث به كمثل الذي يكنز الكنز ثم لا ينفق منه .
      الأمُة وفي زمننا هذا في ضياع كبير وتحتاج لتوحيد الفِكر ..كمحاولة العُلماء
      في التقريب بين المذاهب والألتقاء في النواحي الفقهية التي توحد الأمة ..
      وما أقصدهـ أيضاً أختي فِكر ..
      الكاتب عندما يكتب في أغلب الأحيان يكتب من واقع عِلمي وعملي ..بينما
      البعض يقرأ للتسلية لتمضية الوقت لأكتساب زيادة معلومات فما الذي سينفع
      به الآخرين إن لم يُكن المراد بالتعلم والقراءة أثراء فِكر الآخرين ..
      عن زيد بن أرقم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها .
      كلامك جميل ولا غُبار عليه يجب أن ننتقي ما نقرأ جيداً بعد أن يكون الهدف من
      هذه القراءة أنارة ما في الباطن والعمل به وإفادة الآخرين ليس القصد أن يكتب
      قبل أسمي د.فلان أو أ.فلان ..
      وإن كُتب من أستحقاق فلا بأس به هذا شئ مطلوب لأنه جدَ وأجتهد وتحصل على
      هذه الشهادة من خلال مجهود يُشكر عليه ولكن باقي الآن كيف يترجم ما تعلمه
      وما قرأهـ ..ليفيد به أكبر شريحة من المجتمع ..
      جاء في الحديث الشريف :
      وعن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
      لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه وعن علمه فيم فعل فيه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن جسمه فيم أبلاه .
      الفتن على هذه الأمة في هذا الزمن كثيرة ولا ننكر ذلك وكان أكثر ما يخاف عليه
      النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الأمة أن تفتح عليهم فيتنافسوها كما تنافسها من
      كان قبلهم فتهلكهم كما أهلكت من كان قبلهم ..هذا هو الخوف وهذا يدخل في أشياء
      كثيرة يجب أن نعمل لها ألف حساب ...
      بداية من نفسي أنا ما هو هدفي وما الذي أريد وكيف أكون قدوة للأخرين وكيف
      أكون سبيلاً في تغيير الأخرين ليكونوا نواة خير في هذا العالم الذي نعيش فيه ..
      عن جندب بن عبد الله الأزدي رضي الله عنه صاحب النبي صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثل الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه.
      وهذا ما وقع فيه البعض منا نسأل الله لنا الرحمة وأن يهدينا إلى سواء السبيل ..
      وحِلِمُكِ عليَ إنما هو نِقَاش ..



      أرحبُ بك, وبمداخلاتك أخي الكريم: ورود المحبة , شــاكرة لك هذه الإثــراء, ولن تضيق الصدور أو تتكدر القلوب لمجرد نقاش وتداول للآراء وتقليب للأفكــار.

      أتفق معك في أغلب ما طرحته, وهناك أكثر من قضية أشرت إليها, تسـتأهل أن يفرد لكل منها موضوع مستقل لأهميتها.

      شكرا لك.
      نُــقيمُ ونحسبُ أنَّـــا نُـــقيمُ ...***... وأيَّـــامُنا كُــلُّها في سَفر .:).
    • ( 6 )

      قـــد رحــــلــوا ... وهذا الأثـــر

      [ATTACH=CONFIG]91773[/ATTACH]

      إن المسلم لم يخلق ليندفع مع التيار , ويواكب الركب البشري حيثما اتجه وسار , وإنما خلق ليوجه العالم والمدنية وليفرض عليها إرادته , ويملي عليها اتجاهه , لأته صاحب الرسالة وصاحب العلم اليقين , ولأنه هو المسؤول عن هذا العالم وسيره واتجاهه .

      فليس مقامه التقليد والاتباع, إن مقامه مقام الإمامة والقيادة, مقام الإرشاد والتوجيه, مقام الآمر الناهي , ولئن تنكر له الزمان وعصاه المجتمع وانحرف عن الجادة .

      لم يكن له أن يخضع أوزاره ويسالم الدهر بل عليه أن يثور عليه وينازله, ويظل في صراع معه وعراك حتى يقضي الله في أمره .

      إن الخضوع والاستكانة للأحوال القاسرة والأوضاع القاهرة والاعتذار بالقضاء والقدر من شأن الضعفاء والأقزام ، أما المؤمن القوي فهو نفسه قضاء الله الغالب وقدره الذي لا يرد .

      *****
      محمد إقبال.

      الصور
      • 261372_205986276114107_179211222124946_520417_1286640_n.jpg

        23.41 kB, 396×296, تمت مشاهدة الصورة 340 مرة
      نُــقيمُ ونحسبُ أنَّـــا نُـــقيمُ ...***... وأيَّـــامُنا كُــلُّها في سَفر .:).
    • ( 7 )

      قـــد رحــــلــوا ... وهذا الأثـــر

      [ATTACH=CONFIG]91841[/ATTACH]

      إن المهم ليس هو مدى قوة المرء كي يوجه ضربة ، لكن المهم هو قوة المرء من أجل تحمّل ومقاومة الضربة التي توجه إليه .
      ***
      لقد أثبت علم نفس الجماهير كما أكدت الخبرة أنه من الممكن التأثير على الناس من خلال التكرار المُلِّح لإقناعهم بخرافات لا علاقة لها بالواقع . وتنظر سيكولوجية وسائل الاعلام الجماهيرية إلى التلفزيون على الأخص باعتباره وسيلة ليس لإخضاع الجانب الواعي في الانسان فحسب بل الجوانب الغريزية والعاطفية بحيث تخلق فيه الشعور بأن الآراء المفروضة عليه هي آراؤه الخاصة .

      ****
      إن الأمة النائمة لا تستيقظ إلا تحت وقع الضربات.
      وكل من أراد الخير بمجتمعاتنا لن يحاول أن يجنّبها الكدّ والمخاطر والصعاب، وإنما عليه أن يبذل قصارى جهده لحملها على أن تبدأ -في أسرع وقت ممكن- في استخدام قواها الذاتية،
      واختبار جميع إمكاناتها واقتحام المخاطر. وفي كلمة واحدة:
      ألّا تنام وإنما تحيا وتنشط. فالمجتمعات النشطة المتيقظة وحدها هي التي تستطيع أن تكشف نفسها وأن تهتدي لطريقها.

      ****
      لا يستطيع الإنسان أن يكون مؤمنا بالإسلام ثم يتصرف ويتعامل مع الناس ويستمتع بوقته أو يحكم بطريقة غير إسلامية .فهذه الحال المتنافرة تورِّث النفاق (نحمد الله ونثني عليه في المسجد ونخادعه خارج المسجد ) !
      إنها حالة تنتج أناساً تمزَّقت نفوسهم بالصراعات المهلكة ، فهم لا يستطيعون التنكر للقرآن من ناحية ، ولا يجدون في أنفسهم القدرة على الجهاد لتغيير الظروف التي يعيشون فيها من ناحية أخرى.

      ****

      إن قلة قليلة من الناس هي التي تعمل وفقاً لقانون الفضيلة ، ولكن هذه القلة هي فخر الجنس البشري وفخر كل إنسان , وقليل هي تلك اللحظات التي نرتفع فيها فوق أنفسنا فلا نعبأ بالمصالح والمنافع العاجلة ، وهذه اللحظات هي الآثار الباقية التي لا تبلى في حياتنا .

      ****

      إن
      حلاً وسطاً واقعيا أفضل من أفكار مثالية تبقى حبراً على ورق . ~

      ***

      كان الأطباء قد عثروا في فراش الراحل علي عزت بيجوفيتش على ورقة خطَّها قبل وفاته، كما ذكر، وهي عبارة عن أبيات شعرية باللغة البوسنية يكشف عنها لأول مرة بعد 5 سنوات على رحيله، يقول فيها:

      «
      رسالة إلى نفسك, لو بلغت هامتك عنان السماء, سيكون الموت نهايتك. لو طفت الأرض شرقًا وغربًا سيكون السكون بدايتك. تستقبل في حياتك ضيوفًا كثر، لكن ضيفًا غير مرغوب فيه سيحل عليك. كل شيء سينتهي لتبدأ حياتك بعد الموت. هذا العالم سيموت. لذلك كن مستقيمًا "

      ****

      علي عزت بيجوفيتش

      ( نقلا عن موقعه في الفيسبوك)



      الصور
      • 422329_399516350062877_214903798524134_1807146_1061555319_n.jpg

        36.76 kB, 397×416, تمت مشاهدة الصورة 390 مرة
      نُــقيمُ ونحسبُ أنَّـــا نُـــقيمُ ...***... وأيَّـــامُنا كُــلُّها في سَفر .:).
    • محب بائن كتب:

      انتقاءُ المرء، دليلُ عقله

      و عقلُ فكر، لن يختار إلا خلاصةَ الفكر

      جعلها الله في ميزان حسناتك
      و ألهمنا وعيَ ما نقرأ، و العملَ بما علمنا


      أشــكر لك مرورك الكريم, وتشجيعك الجميل .

      أخي الكريم : سبق أن أدرجتَ مداخلة هنا ( اختفت ! مع ما اختفى من الردود) ذكرتَ فيها أن ( محمد الغزالي - سيد قطب -علي عزت بيجوفيتش ) بعضُ شخصيات شكلت شخصية " محب بائن " .

      وكنتُ قد طرحت عليك تساؤلا ( اختفى أيضا) , وأعيدُ طرحه مرة أخرى.

      هل لي أن أسأل :

      لو عدتَ إلى الوراء .. وتذكرت أيامك مع تلك الشخصيات , فما الذي أضـــافته أو غيرته تلك الشخصيات في شخصية " محب بائن " ؟
      نُــقيمُ ونحسبُ أنَّـــا نُـــقيمُ ...***... وأيَّـــامُنا كُــلُّها في سَفر .:).
    • الكريمة "فكر"

      "محب بائن" أحقرُ و أضعفُ من ان يُضاعَ الحرفُ حديثاً عنه

      تلك الشخصيات طبعت بصماتها على صفحات المجد بما لا ينكرُ فضله عاقل، و لا يسطيع جحده معاند

      فسيّد قطب: فيّأنا ظلال القرآن الممدودة، "فعشنا - في ظلال القرآن - ننظر من علو إلى الجاهلية التي تموج في الأرض ، وإلى اهتمامات أهلها الصغيرة الهزيلة .. ننظر إلى تعاجب أهل هذه الجاهلية بما لديهم من معرفة الأطفال ، وتصورات الأطفال ، واهتمامات الأطفال .. كما ينظر الكبير إلى عبث الأطفال ، ومحاولات الأطفال . ولثغة الأطفال .. ونعجب .. ما بال هذا الناس ؟! ما بالهم يرتكسون في الحمأة الوبيئة ، ولا يسمعون النداء العلوي الجليل . النداء الذي يرفع العمر ويباركه ويزكيه ؟"

      و محمّد الغزالي: علّمنا معنى "الكتابة الأدبية" و أساليبها و غاياتها
      معنى أن تكون ذا قلمٍ فتوجّهه للإصلاح و التوجيه، لا للإفسادِ و التشويه، للقيم و الآداب، لا للعبث و فري "الآداب"

      و علي عزّت بيجوفيتش: علّمنا معنى "الفلسفة" الحقةّ، لا فلسفة "المتفلسفين" الذين لا يرونها سوى طلاسمَ مشتتة، و كتاباتٍ مبعثرة، و اقتحامٍ للحدود و السدود

      ثمّ هم -جميعاً- علمونا معنى أن تعيش لهدفٍ سامٍ، تجاهدُ لبلوغه، و تلقى ربّك في سبيله
    • محب بائن كتب:

      الكريمة "فكر"

      "محب بائن" أحقرُ و أضعفُ من ان يُضاعَ الحرفُ حديثاً عنه

      تلك الشخصيات طبعت بصماتها على صفحات المجد بما لا ينكرُ فضله عاقل، و لا يسطيع جحده معاند

      فسيّد قطب: فيّأنا ظلال القرآن الممدودة، "فعشنا - في ظلال القرآن - ننظر من علو إلى الجاهلية التي تموج في الأرض ، وإلى اهتمامات أهلها الصغيرة الهزيلة .. ننظر إلى تعاجب أهل هذه الجاهلية بما لديهم من معرفة الأطفال ، وتصورات الأطفال ، واهتمامات الأطفال .. كما ينظر الكبير إلى عبث الأطفال ، ومحاولات الأطفال . ولثغة الأطفال .. ونعجب .. ما بال هذا الناس ؟! ما بالهم يرتكسون في الحمأة الوبيئة ، ولا يسمعون النداء العلوي الجليل . النداء الذي يرفع العمر ويباركه ويزكيه ؟"

      و محمّد الغزالي: علّمنا معنى "الكتابة الأدبية" و أساليبها و غاياتها
      معنى أن تكون ذا قلمٍ فتوجّهه للإصلاح و التوجيه، لا للإفسادِ و التشويه، للقيم و الآداب، لا للعبث و فري "الآداب"

      و علي عزّت بيجوفيتش: علّمنا معنى "الفلسفة" الحقةّ، لا فلسفة "المتفلسفين" الذين لا يرونها سوى طلاسمَ مشتتة، و كتاباتٍ مبعثرة، و اقتحامٍ للحدود و السدود

      ثمّ هم -جميعاً- علمونا معنى أن تعيش لهدفٍ سامٍ، تجاهدُ لبلوغه، و تلقى ربّك في سبيله


      الفاضل : محب بائن .

      شــكرا لك كثيرا, ولعل حديثك عنهم بتلك الصورة المشرقة , هو من باب ذكر الفضل لأهل الفضل, ولعلّ فيه تشجيعٌ للآخــرين أن يطلعوا ويقرأوا لأولئك المفكرين العمالقة, لمن أرادَ أن يستوعب الفكرة الناصعة, ويقتبس الحكمة الجميلة, ويتأمل الحقيقة الجلية, ويشعر بإحساسات تلك الأرواح المخلصة التي ترفرف من وراء تلك السطور.

      لا أخفي إعجابي أنك استطعت أن تبرز لكل شخصيةٍ أكــثر ما يميزهــا, ولـن يضيع حرفٌ وجّه إلى أمثالكم بإذن الله , وكم كنتُ أتمنى أن تتحدث عنهم أكــثر!
      *****


      لعلي سأسردُ شيئا من ذكــرياتي وانطباعاتي عنهم ! أعلمُ أني لستُ كفؤا لذلك, لكني أحاولُ , وأنا أتأمــلُ أن أجد مَن يشاركني, ويُصوِّب لي! ويضيفَ ما لديه عنهم .

      وسأبدأ بــالمفكر البوسنوي : " علي عزت بيجوفيتش "

      كنتُ في المرحلة الابتدائية عندما شاهدتهُ في نشرات الأخبار وهو يكافح من أجل شعبه, الذي أجمع العالم كله على إبادته وتذويبه في الكيان الصربي, لعلكم تذكرون حرب البوسنة والهرسك, لازلتُ أتذكرها ! فأدركتُ عندما تقدم بي العمرُ, كم كان الـرجل سياسيا محنكا بالحكمة, يوم افتقد كثير من الساسة الحكمة والــرحمة!

      وبعدها بسنواتٍ, عـــرفتُ أنه كان مفكرا وكاتبا, فقرأتُ عنه وله : " الإسلام بين الشرق والغرب " و " هروبي إلى الحرية " وقرأت شيئا من سيرته الذاتية وحياته , فازددتُ له تقديرا واحتراما.

      كان مبتلى ومطارد وممتحن في دولة لا تعترف بدين, ولا تقرُّ بوجود إله! ولم يمنعه ذلك أن يُجاهد جهادا عظيما في سبيل الثبات على مبادئ الدين القويم مذ كان طالبا في المرحلة الثانوية, غيّب في ظلمات السجون أكثر من مرة, فلا يمنعه ذلك أن يعود إلى ما كان عليه من مناهضة للشيوعية, ودعم للفكر الإسلامي بكتابات تنشر سرا وجهرا!

      كان يقول وهو في محنة السجن : " لم أستطع الكلام, لكني استطعتُ التفكير. وقررت استغلال هذه الإمكانية حتى النهاية"

      تشعرُ وأنت تقرأ له بأن له عقل منهجي, ينقد ويحلل بعمق, موسوعي في ثقافته , يمتلك فهما عميقا للحياة!

      الثبات على المبادئ رغم الإغواء والإغراء , الشجاعة , الإصرار , الحكمة , سعة الأفق , الصبر على البلاء, الثقافة الواسعة وتوظيفها في معالجة الواقع برؤية إسلامية راشدة , الطلاقة الفكرية , لعلها أبرز ما يُمكن أن يستفيده المرء من قراءتها لكتابات وسيرة " علي عزت بيجوفيتش " .
      نُــقيمُ ونحسبُ أنَّـــا نُـــقيمُ ...***... وأيَّـــامُنا كُــلُّها في سَفر .:).
    • الكريمة "فكر"
      استعراضٌ جميلُ و موفّق.

      أتعلمين أختي الكريمة ما أكثرُ ما يشدّ انتباهي حين أعودُ للتنقيب في كتابات هؤلاء العظماء و من نهجَ منهجهم؟
      أن كتاباتهم واضحةٌ مفهومة، و أساليبها صحيحةٌ رصينة
      و مع كثرة التصاوير البلاغية و المحسنات البديعية و الخيالات الرمزية في من نحى منحى الكتابة الأدبية إلا أنها كلّها واضحة الهدف، مفهومةَ الغاية

      لم أجد واحداً منهم قطّ قال "أني أكتبُ لنفسي" أو أن الكتابةَ "مجرّد فضفضة نفسيّة"!!
      لم أقرأ لأحدٍ منهم عباراتٍ مبهمة، تخبطُ ذات اليمين و ذات الشمال، ثمّ يختمها بقوله "عذراً فأنا أكتبُ لنفسي"

      أتعلمين مثلُ من يفعلُ ذلك؟
      مثلُه مثلُ من لا يجيد العزف و الغناء (و أعتذر لإستخدامي العزف و الغناء مثالا لكنه الأقربُ لحالة هؤلاء)
      فينزلُ إلى أماكن تجمّع الناس، فيبدأ عزفَه و غناءَه النشاز
      و حين يتأذّى منه الناس، و يرفعون عقيرتَهم بالنكير عليه

      لا يكون جوابُه سوى "أنا أعزفُ و أغنّي لنفسي" و من لم يردْ سماعي فليغلق أذنيه!!!

      مع أنّ الحقّ أن يبقى في بيته و يغلقَ هو بابَه عليه و يفعل ما يشاء إن كان يفعلُ ذلك لنفسه
    • عجبا, أن تبقى الكلمات والأفكـــار مؤثرة في النفوس, ملهمة للعقول, محركة للمشاعر والأحاسيس, وأصحابها أمــوات تحت الثرى؟!

      أي خـــلود ذاك؟ وأي عظمة تلك التي جعلت كلماتهم حية بين الأحياء, شموسًا تضيء , وأقمارا تنيرُ, ويستهدي بها الخلق لأعــوام وأجيال !

      بعضُ الكتاباتِ والأفكار تحرك فينا أجمل ما فينا , وترقى بنا إلى عنان السماء, وبعضها تُسممنا, تخنقنا , وتهبط بنا إلى القاع , تدسُّ عقولنا في التراب!

      خــرجتْ من قلوب صادقة مخلصة , فكتب الله لها البقاء والتأثير! ما أجمل أن يعيش المرء في قلب الحياة مؤثرا فيها في الحياة وبعد الممات.

      (إنّ كلماتنا ستبقى ميتة أعراساً من الشموع لا حراك فيها جامدة ، حتى إذا متنا من أجلها انتفضت حية وعاشت بين الأحياء ، كل كلمة عاشت قد اقتاتت قلب إنسان حي ) سيد قطب.

      وما خرج من القلب لا بد أن يؤثر على القلب .

      حديث الروح للأرواح يسري ... وتدركه القلوب بلا عناءِ

      هتفت به فطار بلا جناحٍ ... وشق أنينه صدر الفضاءِ

      ومعدنه ترابيٌ ولكن ... جرت في لفظة لغة السماء
      ( محمد إقبال)

      كــانوا يكتبون للآخـــرين, وينشدون التغيير ويسعون إلى الإصــلاح, فلا غرو أن تأتي كلماتهم واضحة جلية, يسيرةعلى الأذهــان, قريبة من القلوب, بعيدة عن الإبهام والضبابية !

      * اقـــرأ لتحيا في الحياة ... واكتبْ لِتُحْـي الحياة ! *

      نُــقيمُ ونحسبُ أنَّـــا نُـــقيمُ ...***... وأيَّـــامُنا كُــلُّها في سَفر .:).
    • م أجد واحداً منهم قطّ قال "أني أكتبُ لنفسي" أو أن الكتابةَ "مجرّد فضفضة نفسيّة"!!
      لم أقرأ لأحدٍ منهم عباراتٍ مبهمة، تخبطُ ذات اليمين و ذات الشمال، ثمّ يختمها بقوله "عذراً فأنا أكتبُ لنفسي"

      أتعلمين مثلُ من يفعلُ ذلك؟
      مثلُه مثلُ من لا يجيد العزف و الغناء (و أعتذر لإستخدامي العزف و الغناء مثالا لكنه الأقربُ لحالة هؤلاء)
      فينزلُ إلى أماكن تجمّع الناس، فيبدأ عزفَه و غناءَه النشاز
      و حين يتأذّى منه الناس، و يرفعون عقيرتَهم بالنكير عليه


      أجدت الوصف أخي الكريم!

      هم يحسبونه إبداعا رائعا, ويرون الأدب مجرد صفِّ حروف وكلمات, وإن غاب معناها حتى عن الكاتب نفسه !

      وفوق ذلك ,يجدون من الناس التصفيق والتهليل!

      فهل يلامون إن حسبوا أنهم بنوا أمجادا ! وإن كانت زائفة متهالكة!

      أليس ذلك من إفرازات " الحداثــة " التي اغتر بها الكثير, وحصاد مرّ خلفه الضعف والخواء الذي سيطر على العقول وسلب الأفهام واستعبد الأقلام !

      قد جأر بذلك قبلك كثير , الرافعي والعقاد والنحوي وكل غيور!

      صدقا .. ليس الوجــع جديدا, لكنه يتجددُ !
      نُــقيمُ ونحسبُ أنَّـــا نُـــقيمُ ...***... وأيَّـــامُنا كُــلُّها في سَفر .:).