التُفاحة ,, ومدافع اليهود

    • التُفاحة ,, ومدافع اليهود

      يسرني أن أكون أسبق من يضع بين أيديكم أول قصة في الساحة الجديدة ساحة الروايات والقصص , أتمنى أن تكون قصتي هذه ( وهي الجديدة كلياً ) على مستوى الحدث وتجد الرضى والقبول .


      [TABLE='width:70%;background-color:black;background-image:url();border:7 outset silver;'][CELL='filter:;']
      التفاحة ومدافع اليهود

      كنتُ جالساً ذاتَ يوم أمام شاشة التلفاز أشاهد نشرة الأخبار , فشعرتُ بجوعٍ يعتصر معدتي , ولم يكن الوقتُ وقتَ إفطارٍ أو غداءٍ أو حتَّى عشاء , فحملتُ نفسي مُتثاقلاً أجرُّ خطاي إلى الثلاجةِ , وعيناي تحدقان شاشةَ التلفاز , وما إن وصلتُ إلى الثلاجة حتى فتحتُ بابها وأخرجتُ مِنها تفاحة , وكانت عادتي مع التفاح أن أقشرها قبل أن أضعها في فمي , وبينما أنا كذلك إذا بصوت مدافع اليهود تقصفُ المنازل في الأراضي المحتلة فتتهشم الجماجم , وتتقطع الجثثُ أشلاءً متفرقة , وتفقأ العيون , وتتطاير الأعضاء , وتجري سيول الدماء كالأنهار على الأرض , كان ذلك المنظر المريع هو ما بثتهُ القناةُ الإخبارية في خبرها العاجل حينها , فتفطر قلبي ألماً لما يحصلُ هناك , فهذهِ المرةُ الأولى التي أشاهد فيه منظرٌ كهذا على الهواء , فدمِعت عيني لهولِ ما رأت , وتجمد عقلي , وشُلَّ تفكيري , وتوقفت أطرافي , وضاقت نفسي , وانطفأ جوعي , وتكدّر صفوي , وتبلد حِسي , وأخذت أجهش بالبكاء شيئاً فشيئاً , حتى علا صوتُ نحيبي , وبدأتُ أتشنج من هول ما رأيتُ , فضجَّ البيتُُ بالصراخ حتى اِلتفّ حولي أبي وأمي وأخوتي والخوفُ قد اعتراهم , والهلعُ دبَّ في نُفوسهم , وأخذتْ أمي تبكي لحالي , وأشتد بُكاؤها وأشتد , بينما تسمَّرَ أخوتي في أماكنهم , في الوقتِ الذي أجرى أبي مكالمةً سريعةً , لم أدرك حينها ما الذي يجري , سوى أنَّ رِقةَ أمي وعاطفتها أخذت تُشاركني الحزن الدفين على أرضِ فلسطين , بل أن بكاء أمي قد فاق بكائي , وتعالت صيحاتها , فخشيتُ عليها من الإغماء , فتوقفتُ عن البكاء , لِمواساة أمي ومحاولة التخفيف عنها , وبينما أنا على تلك الحال , وأمي في بُكائها , ودموعها ملأ المكان كالبحر الجاري إذا بي أسمعُ صوتَ أبي يقول لي : قُم يا بني فقد وصلتْ سيارةُ الإسعاف .
      تعجبتُ من ذلك كثيراً .. لِما سيارةُ إسعاف ؟؟!!
      وهل يستحِقُ البُكاءُ إسعافاً ؟؟!!
      ولمْ أشعر إلاّ بِاثنين من الرجالِ يحملونني , ويلقون بي على سرير سيارةِ الإسعافِ التي سارعت بي إلى أقربِ مستشفى .
      وفي غُرْفةِ الطَّبيبِ .. جلستُ أمامهُ وأنا مذهُولٌ شارِدُ الذِّهْنِ , ولمْ أتفوَّهُ بِكلِمةٍ حتى قال لي : كيف أنت الآن ؟
      فأجبتهُ : الحمد للهِ أنا بخير , وعلى أحسنِ حال .
      فقال لي : باللهِ أجبني ,, ما الذي قَطَّعَ أصابِعك ؟
      فزعتُ من قولهِ , وابتسمْتُ ابتسامةً ساخِرةً مُخيفةً , ونظرتُ إلى يدي اليسرى فإذا بها مبتورة الأصابع , والدماءُ تتفجر منها كالينابيع , فما كنتُ أعلم أنني قطّعتُ أصابعي حين سمعتُ أصواتِ المدافِع , ولمْ أقشِّرُ التفاحةِ .
      [/CELL][/TABLE]



      تقبلوا تحياتي




      [COLOR='FF0000']ر[/COLOR][COLOR='B32A5A']س[/COLOR][COLOR='6754B4']ا[/COLOR][COLOR='3454E7']م[/COLOR][COLOR='1A2AF3'] [/COLOR][COLOR='0000FF']ا[/COLOR][COLOR='661C99']ل[/COLOR][COLOR='CC3733']غ[/COLOR][COLOR='FF3700']ر[/COLOR][COLOR='FF1C00']ا[/COLOR][COLOR='FF0000']م[/COLOR]
    • [TABLE='width:70%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/8.gif);border:1 solid green;'][CELL='filter:;']
      قصة رائعة

      رسام الغرام

      أعجبت بالقصة

      ولا أملك التعليق عليها

      كنت هنا

      وأردت ترك حرفي

      هنا دليلا.
      [/CELL][/TABLE]
    • كاتب الرسالة الأصلية هبة الحياة
      [TABLE='width:70%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/8.gif);border:1 solid green;'][CELL='filter:;']
      قصة رائعة

      رسام الغرام

      أعجبت بالقصة

      ولا أملك التعليق عليها

      كنت هنا

      وأردت ترك حرفي

      هنا دليلا.

      هبة الحياة

      وإنه لخير دليل

      تشريفك هنا في صفحتي

      لهو أبلغ تعليق

      متمنياً أن تكون القصة قد راقت لك

      دمت بخير

      رسام الغرام


      [/CELL][/TABLE]
    • اخي رسام قصة جميلة
      والاحساس العربي الذي
      يخرج من اسطرها اجمل من كل شئ
      تحياتي اخي
      كان ظل المـــوت
      مرميـــا امامي
      خفــــت
      :confused:
      ان اعثر
      او
      ان اسبــــــــــقه
      :(
    • [TABLE='width:70%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/13.gif);'][CELL='filter:;']
      رســــــام الغرام
      لقد سطـــــرت بقلمك أوجـــــــاع الإنســـــــان في زمن اللإنســـــــــانية
      ضميــــر الإنســــــان الحي الذي أعلــــــن وفاته منذ أزمــــــان مضت ....
      تسلــــم يمينك على ما كتبت ...... ومن حســـــن إلى أحسن
      ودمتم
      [/CELL][/TABLE]
      $ شـُــــــكـــراً $$9
    • كاتب الرسالة الأصلية عاشقة الجنان
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


      قصه رائعه داله على رقة قلب صاحبها



      عاشقة الجنان

      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

      أشكر لك هذا الإطراء الرقيق

      وهو دال كذلك على تذوق الحروف ومعانيها

      دمت بخير

      ومن رواد ساحة الروايات والقصص .

      تحياتي لك :


      رسام الغرام
    • [TABLE='width:70%;'][CELL='filter:;']



      اهتزت منائر الأقصى الأسير وهي تشاهد هذه المجزرة البشرية وبقيت برهة من زمان ترعد وترجف ولا تنبس ببنت شفة....حتى زالت الشمس ودخل وقت الظهر وارتفع الأذان صداحا تنقله وتردده وهي تنحب وتنشج ، واتنهى الأمر وساد الصمت...

      وأقبل المصلون من كل حدب وصوب يحركهم الشوق إلى بيت الله.... إلى الأقصى العظيم....قد خلصت قلوبهم لربها واستكانت جوارحهم لخالقها وخشعت أبصارهم... وأطرقت إلى الأرض حياء من أن تصادف عيني الأقصى الأسير.. وهو يلمحهم بنضرة عتاب واستغاثة....!!

      \أقبلوا واصطفوا إلى جانب بعضهم البعض يوحدهم الدين وتربطهم رابطة الأقصى العظيم......!!
      كانت الشمس مشمعلة مكفهرة ،والرياح ساكنة هادئة والسماء صافية متلئلئة ،والأرض تئن أنينا خافتا يعبر عن ما يجيش في داخل أقصاها العظيم....تحاول أن تلمس نسمة هواء أو أن تحس بها ولا تجد...وهكذا تكون الأجواء التي تسبق الأعاصير.....!

      وكبر الإمام وخلفه كانت الجموع الطاهرة تردد بصوت واحد الله أكبر....وبرهة من زمن ويركع الإمام.. ثم يسجد وخرت الجموع المؤمنة من خلفه سجدا ...
      وهنا دق نذير الخطر وبدأ العد التنازلي ثلاثة اثنان واحد ثم ..ثم...كانت القاضية...!!

      بعد ذلك لم أتذكر شيئا...بقيت صامتا لا أتكلم وأنا أنضر إلى المنارة الأولى وهي تراود أخواتها بالإنقضاض وهن يثبطنها خوفا من أن يمس كرامتها مجرم عربيد أو يدنس طهرها خائن عنيد.....وما زلن بها حتى سكنت...!!

      بعد ذلك فتحت التلفاز.....لأرى شيئا أشبه ما يكون بمؤتمرأو اجتماع ...لا.. .لا.. بل هو مؤتمر وإذ بثلة يتحاورون ويتشاورون..حول قمع الإرهاب و جلب السلام... ومحور اجتماعهم هو السلام والتسوية مع الأدعياء اليهود وتحقيق مبتغاهم من الجوار والألفة والمحبة لكي يفنى الإرهاب ويسود العالم سلام الزيف الدائم...!

      لألتفت بعد ذلك فأجد المنائر لا زالت تنجش وتنحب وقد نكست أهلتها...وكأنها تصيح بملء فيها مخاطبة كل ذرة في جسد الكون الغاشم قائلة له بصوت لا تقواه المدافع... ولا تستطيع رده الأصابع في المسامع... تقول له مزمجرة:ويل ثم ويل ثم ويل لبني الإنسان إن كان الجماد يشعر ويحس وهم لا يشعرون...........!!


      رســـــام الغرام
      أيها المبدع أينما كنت
      وحينما حللت
      ها هي المدافع تجترنا
      وتطلع العنان للدمار كل الأنحـــــــاء
      مجرد تساؤل
      هل ستقبل تلك الأصابع العودة للاتصال بجسم المهزوز ؟؟!!

      تحياتي لك ولقلمك المدرار


      صغيـــــرة
      [/CELL][/TABLE]
    • كاتب الرسالة الأصلية قصي93
      هلا أبو أسيل

      علشان كذا كنت تريد ساحة للقصص

      يلا كثف جهدك واتحفنا بالمزيد

      ولا ترانا بنخلي الدختر يلغيها


      تحياتي رسامووووووووو


      قصي 93

      تسلم أبو محمد

      لا يا عزيزي هذه القصة كتبتها بعد الإقتراح

      وجهزتها حتى تكون فاتحة الساحة الجديدة فكانت

      بس الهدف من ساحة القصص هو تطوير الأقلام

      والتشجيع على كتابة القصة لدى الأعضاء

      وأنا منهم

      يسعدني تواجدك

      وإن شاء الله سنبذل ما في وسعنا من أجل إثراء هذه الساحة

      تحياتي لك

      رسام
      الغرام
    • [TABLE='width:70%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/6.gif);border:1 solid green;'][CELL='filter: dropshadow(color=teal,offx=4,offy=4) shadow(color=teal,direction=135) glow(color=teal,strength=5);']

      قلم الرسام لا يخط الا الابداع ..سلمت اناملك .
      [/CELL][/TABLE]
    • رسام الغرام ..
      تلك كانت فدوى من اجل فلسطين ، تلك كانت إلا شعوري لارض القدس الشريف ، فسلمت تلك الاصابع التي بترت من اجل فلسطين ، وسلمت تلك الانامل التي ابدعت وقالت هنا فلسطين ...
    • كاتب الرسالة الأصلية سهاد
      قصه في منتهى الروعه
      سلمت يمينك على القصه الرائعه
      با نتظار جديدك
      لـــــــك تحياتي
      سهاد



      سهاد

      أشكر لك الحضور الدائم

      سلمك المولى من كل شر

      والرائع حقاً هو التواصل والتشجيع وهو الحافز للمزيد من العطاء

      سيكون لي جديد بإذن الله آمل أن يروق لكم

      تحياتي الخالصة :

      رسام الغرام
    • القصة مؤثرة وحزينه

      وهذا دليل على ابداع كاتبها

      قصة التفاحة .. وتقابلها مدافع اليهود ...

      شتان ما بينهما فكم من مدفع قصف ارضي وكم من ثمرة سقطت بمدافع اليهود ...

      الطغاة كم هم جبناء....
    • [TABLE='width:70%;background-color:sandybrown;background-image:url();border:2 solid blue;'][CELL='filter:;']
      أخي المبدع بالعطاء دائما(رسام الغرام)
      هذه القصة تشّكل باعثا ىخر من بواعث مشاعر أحزان وملمات كثيرة تعتري القلوب الإنسانية ذات السمة الشفافة الحساسة التي تحرض الذات في عدم أقتناع ما يجري الآن وكأن زمن المغول والتتار لا زال الأسرائليون وغيرهم يطلون به علينا بين فينة وأخرى..
      لا شيء أعظم من المرارة والمعاناة التي نراها تحيق بهذه الشعوب البائسة المغلوب على أمرها ، ولا نملك لها سوى الدعاء..!!

      لقد سال التدفق العاطفي الذي صهرته الفكرة لينسبك في بوتقة واحدة ، الأحساس بما يدور حولنا من مشاهد وأحداث،فقد أتقنت قدرتك التصور والخيال اللذان ساعدان على تحريك هذه الأحداث، ألم ومعاناة ورؤى أختلط بعضها ببعض وتعمقت في داخل الإحساس الذي شعرنا بصفاء طبعه وتدفقه اللعفوي الذي اتسم بحرارة العاطفة..


      مشرفنا العزيز:

      الإبداع والتألق دائما من شأنك..

      تحياتي العطرة الممزوجة بالمحبة والأحترام لك..
      [/CELL][/TABLE]
    • كاتب الرسالة الأصلية الكوبرا
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      قصة رائعة اخي / رسام الغرام ،، وننتظر منك المزيد المتميز
      من اجل فلسطين فلتتقطع القلوب لا الاصابع فقط
      $$e



      الكوبرا

      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

      صدقت أيها الأخ العزيز

      فالتتقع الأفئدة والقلوب

      ولتتمزق مشاعرنا

      وأرواحنا من أجل كل شبر مسلم

      تحياتي لك

      رسام الغرام
    • كاتب الرسالة الأصلية المصـــــ دامخ ـــــرقع
      اخي رسام قصة جميلة
      والاحساس العربي الذي
      يخرج من اسطرها اجمل من كل شئ
      تحياتي اخي




      المصـــــ دامخ ـــــرقع

      يا هلا فيك أيها العزيز بين أسطري

      وأحيي فيك نخوة العروبة والإسلام

      تقبل أجل التحايا

      رسام الغرام
    • [TABLE='width:70%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/13.gif);'][CELL='filter:;']
      رســــــام الغرام
      لقد سطـــــرت بقلمك أوجـــــــاع الإنســـــــان في زمن اللإنســـــــــانية
      ضميــــر الإنســــــان الحي الذي أعلــــــن وفاته منذ أزمــــــان مضت ....
      تسلــــم يمينك على ما كتبت ...... ومن حســـــن إلى أحسن
      ودمتم
      [/CELL][/TABLE]
      [/QUOTE]

      أنا والحزن

      أهلا بك على الدوام


      الحقيقة أن تلك الأوجاع منغرسة

      في نفوسنا وقلوبنا

      وللأسف فهي كل يوم تتأصل

      وتدمي الجراح


      ومن جرح إلى جرح

      أشكرك على المداخلة

      تحياتي

      رسام الغرام
    • رســــــام الغرام

      لقد سطـــــرت بقلمك أوجـــــــاع الإنســـــــان في زمن اللإنســـــــــانية

      ضميــــر الإنســــــان الحي الذي أعلــــــن وفاته منذ أزمــــــان مضت ....

      تسلــــم يمينك على ما كتبت ...... ومن حســـــن إلى أحسن

      ودمتم



      أنـــا والحـــــزن


      للأسف نحن نعيش زمن اللانسانية


      واقع مرير


      وذئاب بشرية تقطع أكباد المسلمين


      نسأل الله الصبر والنصر


      لك التحية


      رسام الغرام