اقرأ معنا ... لتعرفهم عن قرب....

    • بصراحة ما فهمت التفرقه بين الواجب الوجود وبين الممكن الوجود ....!!!!!!$$t


      ولكن ... لنحاول أن نكمل باقي آراء الفارابي ... فهي متعددة المجالات ...
      سبحان الله وبحمد
    • فلسفته السياسية والأخلاقية:

      ما تميز به الفارابي بعد تميزه بالمنطق هو السياسة والأخلاق ومن أشهر كتبه:
      آراء المدينة الفاضلة.
      الموسيقى الكبير.

      آراء أهل المدينة الفاضلة: خير المدن الممكنة على الأرض بالنسبة للبشر، وقضية الكاتب هي قضية السعادة التي يطلبها جميع الناس ويقسم الكتاب إلى قسمين: قسم يبحث فيه الفارابي نظرية الوجود ونرى فيها التمييز بين الممكن والواجب، القسم الثاني خاص بالمدينة وآراء أهل الجماعة الفاضلة.
      القسم الأول يقابله القسم الثاني والمدن المضادة للمدينة الفاضلة.


      السعادة عند الفارابي مرتبطة بتصوره للتركيبة الإنسانية والنفس الإنسانية والسعادة تكون عندما تسيطر النفس العاقلة (وفضيلتها الحكمة) على النفس الغضبية (وفضيلتها الشجاعة) والنفس الشهوانية (وفضيلتها العفة) فيصل الإنسان للسعادة.

      المدينة الجاهلة: عكس المدينة الفاضلة، يطلب أهلها السعادة الآتية من النفس الغضبية والشهوانية.
      المدينة الفاسقة: هي التي عرف أهلها المبادئ الصحيحة وتخيلوا السعادة على حقيقتها ولكن أفعالهم مناقضة لذلك.
      المدينة المبدلة: أيضا مضادة للمدينة الفاضلة ويكون السلوك فيها فاضل ثم يتبدل.
      المدينة الضّآلة: ويعتقد أهلها في الله والعقل الفعال آراء فاسدة واستعمل رئيسها التمويه والمخادعة والغرور ويصّور الله والعقل الفعال تصوير خاطئ وكانت سياسته خداع وتمويه.


      وجعل الفارابي مجموعة سمات مميزة لأهل المدينة الفاضلة:

      أي معرفتهم كاملة بالوجود وبكل الموجودات وعلى رأس المدينة الفاضلة يضع الفارابي الرئيس مثلما للوجود رئيس هو الله وللإنسان رئيس هو القلب.

      والذي يقول على المدينة الفاضلة (الرئيس) له صفات:
      تام الأعضاء
      جودة الفهم والتصور
      جودة الحفظ
      جودة الذكاء والفطنة
      حسن العبارة في تأدية معانيه
      الاعتدال في المأكل والمشرب والمنكح
      محبة الصدق وكراهية الكذب
      كبر النفس ومحبة الكرامة (أي تقدير الذات)
      الاستخفاف بأعراض الدنيا
      محبة العدل بالطبع وكره الجور
      قوة العزيمة والجسارة والإقدام
      ويتوج هذه الصفات بالحكمة والتعقل التام
      جودة الإقناع
      جودة التخيل
      القدرة على الجهاد ببدنه

      سبحان الله وبحمد
    • أعجبتني فلسفته حول السياسة والأخلاق والمدينة الفاضلة ...

      و أشعر بأنني أريد أن أقرأ أكثر وأكثر عن الفارابي وفلسفته ..

      ماذا عنكم ...؟؟

      سأحاول البحث وآتيكم بالمزيد لاحقا بإذن الله تعالى ...
      سبحان الله وبحمد
    • بنت قابوس كتب:

      بصراحة ما فهمت التفرقه بين الواجب الوجود وبين الممكن الوجود ....!!!!!!$$t


      ولكن ... لنحاول أن نكمل باقي آراء الفارابي ... فهي متعددة المجالات ...


      الواجب الوجودِ لذاته هو الله تبارك و تعالى
      فالتفكير المنطقي يوصلُ إلى حقيقةٍ مفادُها أنّ هناك قوةً خالقةً موجِدةً لجميع المخلوقات
      و قد توصّلَ الكثيرُ من الفلاسفة و أرباب الفكر و المنطق إلى هذه الحقيقة، لكن بسبب عدم اطلاعهم على وحيٍ سماوي
      تشتتوا في حقيقة ذلك الصانع، فتفرقوا بددا و كانوا طرائق قددا!


      كوننا مسلمين، نعرف هذه الحقيقة عن طريق الوحي، و نؤمنُ بها بطريق الوحي و العقل
      لكننا أيضاً نعلم أن التفكّر في ذات الإله محظور، فذاتهُ خارج قدرة العقل البشري
      لذا فإن التوجيه الرباني كان في الأمر بالتفكّر في المخلوقات لا الخالق

      و هنا النقطة التي قد ضلّ فيها كثيرٌ من الناس الذين اقتحموا هذا الخضمّ الصعب دون اعتبارٍ لقيود الشرع و حدود العقل

      أما ما عدا الخالق العظيم من موجودات فكلها ممكنةُ الوجود لا واجبة الوجود
      فهي يمكن أن يشملها الفناء، و وجودُها يستدعي وجودَ واجبِ وجودٍ أوجدها هو الله جلّ في علاه
    • ودبوشر كتب:

      ~!@c~!@c~!@c إبداع ولاكن أي القرآء اليوم........جزيتي بإذن الله....متابع بصمت


      أخي ود بوشر...

      مرحبا بك ..

      تظهر فجأة وتختفي من جديد...

      بالعكس ....

      هناك صحوة ... الحمد لله ... الكثير منا أصبح يقرأ كثيرا ... ويبحث عن كل جديد ليقرأه ....

      فلماذا لا تنضم لنا وتقرأ معنا ونرى نقاشك ...

      بارك الله فيك ...

      بانتظار مداخلاتك ...
      سبحان الله وبحمد
    • محب بائن كتب:

      الواجب الوجودِ لذاته هو الله تبارك و تعالى
      فالتفكير المنطقي يوصلُ إلى حقيقةٍ مفادُها أنّ هناك قوةً خالقةً موجِدةً لجميع المخلوقات
      و قد توصّلَ الكثيرُ من الفلاسفة و أرباب الفكر و المنطق إلى هذه الحقيقة، لكن بسبب عدم اطلاعهم على وحيٍ سماوي
      تشتتوا في حقيقة ذلك الصانع، فتفرقوا بددا و كانوا طرائق قددا!


      كوننا مسلمين، نعرف هذه الحقيقة عن طريق الوحي، و نؤمنُ بها بطريق الوحي و العقل
      لكننا أيضاً نعلم أن التفكّر في ذات الإله محظور، فذاتهُ خارج قدرة العقل البشري
      لذا فإن التوجيه الرباني كان في الأمر بالتفكّر في المخلوقات لا الخالق

      و هنا النقطة التي قد ضلّ فيها كثيرٌ من الناس الذين اقتحموا هذا الخضمّ الصعب دون اعتبارٍ لقيود الشرع و حدود العقل

      أما ما عدا الخالق العظيم من موجودات فكلها ممكنةُ الوجود لا واجبة الوجود
      فهي يمكن أن يشملها الفناء، و وجودُها يستدعي وجودَ واجبِ وجودٍ أوجدها هو الله جلّ في علاه


      بارك الله فيك أخي محب ...

      تفسير منطقي ...

      و التفكر في مخلوقات الله يدلنا دائما أنه حتما و لابد من أن يكون رب هذا الكون عظيما ومبدعا بحيث أنه عز وجل خلق الكون بهذه الدقة في كل تفاصيل الحياة ...

      فالحمد لله رب العالمين على نعمة الإسلام ....
      سبحان الله وبحمد
    • هل تذكرون السؤال الذي طرحته سابقا عن فائدة دراسة الفلسفة ...؟؟؟

      وجدت مقالا ... وأتمنى نقرأه معا لنستفيد ....

      عبد الجليل لكور

      «أيُّ فائدةٍ تَجْنِيها من دراسة ﭐلفلسفة، إذا كان كُلُّ ما تقوم به بـﭑلنسبة إليكـ هو أن تَجعلكـ قادرًا على ﭐلتعبيـر بشكلٍ مقبولٍ نِسْبِيًّا عن بعض ﭐلْمسائل ﭐلْمنطقية ﭐلْمُسْتَغْلِقَة، إلَخِ.، وإذا كان هذا لا يُحَسِّن طريقتَكـ فِي ﭐلتفكيـر فِي ﭐلْمسائل ﭐلْهامة للحياة ﭐليومية، وإذا كان ذالكـ لا يَجعلكـ أشدَّ وعـيًا من أيِّ صِحَافِي فِي ﭐستعمالك لتعابيـر خطيـرة يستخدمها أُنَاسٌ من أمثاله لِأَغْرَاضهم ﭐلْخاصة ؟

      من ﭐلشائع أن "ﭐلفلسفة" لا تقبل ﭐلتعريف، حيث يُنْظَرُ إليها كنوع من ﭐلتجربة ﭐلفردية/ﭐلشخصية/ﭐلذاتية ﭐللَّتِي تستعصي، بطبيعتها، على كل تَحديدٍ موضوعي (=توضيعٌ). ولعل أهم ﭐلصعوبات ﭐلْمتعلقة بـ"ﭐلفلسفة" تَجد بدايتها مع هذا ﭐلِاعتقاد ﭐلسائد بَيْن مُحترفِي "ﭐلفلسفة" أنفسهم، ﭐلذين يَظُنُّ معظمُهم -فِي ﭐلغالب- أن "ﭐلفلسفة" تكتسب مزيدا من ﭐلِامتياز إذا نُظِر إليها وعُرِضَت بِهذا ﭐلصورة. لَكنَّ أيَّ تفكيـرٍ حول "ﭐلفلسفة" لا يُمكن أن يتم من دون إعطاء تعريفٍ لَها، يكون شاملًا وواضحا بِهذا ﭐلقدر أو ذاكـ.

      لِهذا نَجد أنفسنا، فِي بداية هذا ﭐلْمقال، نستعمل لفظ
      "ﭐلفلسفة" بـﭑلتعريف ﭐلتالِي : "ﭐلفلسفة" مَجالٌ لِمُمارسةِ نوعٍ من ﭐلتفكيـر ﭐلْمنهجي الذي يتجسد فِي مادةٍ خِطَابِيَّةٍ (هي ﭐللَّتِي تشكل موضوعَ ﭐلدراسة/ﭐلتدريس على مستوى ﭐلتعليم ﭐلثانوي وﭐلْجامعي بعددٍ من بلدان ﭐلعالَم ﭐلْمعاصر)، والذي يَنْصَبُّ على ﭐلْمُشكلات ﭐلأساسية فِي ﭐلوجود ﭐلْإنسانِي ويتميز بأنه تفكيـر عميق وعام ؛ وهو ﭐلتفكيـر الذي يرجع فِي جذوره -على ﭐلْأقل بـﭑلنسبة لبعض ﭐلْأمم- إلَى بضعة قرون قبل ميلاد ﭐلْمسيح.


      ويترتب على هذا ﭐلتعريف أن
      "ﭐلفلسفة" تفكيـر عميق يتجاوز ﭐلتفكيـر ﭐلسطحي للإنسان ﭐلعادي ويرمي إلَى ﭐلْإمساكـ بـ"ﭐلْعِلَلِ" ﭐللَّتِي تَـتَحَكَّمُ فِي سَيْرِ ﭐلْأشياء، وتفكيـرٌ عامٌّ يَعْلُو على ما هو جُزئي وفَردي فِي ﭐلوجود ﭐلْإنسانِي بـﭑلنظر فِيما ينطبق على ﭐلْمجموع بِحيث يكونُ كُلِّـيًّا وجَامِعًا (قد لا يكون، فِي ﭐلْواقع، تَحديدُ ﭐلفلسفةِ كفكرٍ عميقٍ وعام سوى ﭐدِّعَاءٍ سرعان ما ينقلب إلَى فكرٍ سطحِيٍّ يقفُ عند ﭐلصُّوَرِ ﭐلذِّهْنِيَّةِ ﭐلْقَبْلِيَّةِ ولا يتجاوز ﭐلتجربةَ ﭐلفرديَّةَ ﭐلْمُتَحَيِّزَةَ زمانيا ومكانيا، وهذه مسألة تستدعي -هي وحدها- وقوفًا طويلًا ليس هذا مقامه). ومن هنا يَأْتِي ﭐلتساؤلُ عن فائدة "ﭐلفلسفة" بِـﭑلنسبَةِ لِـلْإنسان فِي وُجُوده بِهذا ﭐلعالَم.

      لَكن هذا ﭐلتساؤلَ لا يأتِي فقط، كما قد يَـبْدُو
      لِأوَّلِ وَهْلَةٍ، من كَوْنِ "ﭐلفلسفة" تَدَّعِي تناولَ ﭐلْمشكلات ﭐلْأساسية فِي ﭐلوجود ﭐلْإنسانِي، مِمَّا يُوجِب بـﭑلتأكيد ﭐلْميلَ نَحو معرفة ما يُمْكِنها أن تقدمه من فائدة (أي من حلول) لِـلْإِنسان ﭐلعادِيِّ، الذي يُعانِي بشكلٍ يَوْمِيٍّ وعَيْنِيٍّ ﭐلوجودَ فِي ضرورته وتَعَقُّده، وإنَّما هو تساؤلٌ يزداد إِلْحَاحًا -فِي ﭐلواقع ﭐلْمعاصر- بفعلِ تَنَامِي ﭐلنظرة ﭐلنَّفْعِيَّة وﭐلْعَمَلِيَّةِ إلَى كُلِّ مَوَادِّ ﭐلتعليم/ﭐلتدريس، من جَرَّاءِ تَقَدُّمِ سَيْرُورَةِ ﭐلتعقيل وﭐلترشيد ﭐلقائمة على إِيـجَادِ ﭐلْآليات ﭐلْمعرفية وﭐلتقنية ﭐلكفيلة بِـﭑلِاستجابة، على ﭐلْمستوى ﭐلعملي، لِحاجات وتَحَدِّيَات ﭐلْحياة ﭐلْإنسانية فِي تَنَوُّعِها وتطورِها وتَعَقُّدِها ؛ وهو ﭐلْإلْحاحُ الذي تَتِمُّ تَرْجَمَـتُهُ ﭐلفعليَّةُ من خلال ﭐلعمل على ﭐلصياغة ﭐلتقنية وﭐلْإجرائية (أي ﭐلْخطاب ﭐلتنظيـري ﭐلْمُتَكَاثِرِ، مُنْذُ عِدَّةِ عُقُودٍ، حول ﭐلْأهداف وﭐلْكَفَاءاتِ) لِطُرُقِ ومضاميـن تعليم/تعلُّم ﭐلْموادِّ ﭐللَّتِي يُمكن أن تكون موضوعا للدراسة وﭐلتدريس فِي أي مستوًى من مستويات ﭐلتعليم/ﭐلتعلُّمِ. ولِهذا فإن "ﭐلفلسفة" أصبحت، هي أيضا، تَخضع (وتُخْضَعُ) لِسُؤَال ﭐلفائدة ﭐلباحث عن تَبَـيُّنِ مدى جَدْوَى هذه ﭐلْمَادَّةِ فِي ﭐلتعليم وقيمتها ﭐلنَّفْعِيَّةِ

      .إنَّ سُؤالَ ﭐلفائدةِ ﭐلْمُثَارَ حول "ﭐلفلسفة" يُفَضِّلُ كَثِيـرٌ منَ ﭐلْمَعْـنِـيِّـيـن ﭐلْمُبَاشِرينَ به ﭐلْإجابة عنه بِرَفْعِ شِعَارَاتٍ كُـبْرى وذات مردودية سريعة- لكن ليست أكيدةً دائمًا- كَـﭑلقولِ، مثلًا، بأن "ﭐلفلسفة" فكرٌ تَنْوِيرِيٌّ وتَحْرِيرِيٌّ : تَنْوِيرِيٌّ، لِأنَّهُ يُسَلِّطُ نُورَ (أو أنوار) "ﭐلعقل" على ظُلُمَات ﭐلْجهل وﭐلرُّوحِ ﭐلوُثُوقِيَّةِ وﭐلتَّزَمُّتِ ﭐلِاعتقادِيِّ ؛ وتَحْرِيرِيٌّ، لِأنه يقومُ بإزالةِ ﭐلْقُيُودِ (ﭐلْآتِيَةِ منْ وِصَايَةِ ﭐلْغَـيْرِ أو ﭐلتَّبَعِيَّة لتقاليد ﭐلْماضي أو ﭐلْخضوع لضرورات ﭐلْحياة ﭐليومية)، مِمَّا يُمَكِّنُ من ﭐستقلال إرادة ﭐلْإنسان ويُطْلِق قدرته ليفعلَ ويؤثر فِي ﭐلعالَم. وعلى هذا فإن "ﭐلفلسفة" تُفِيدُ فِي إزالة ﭐلظَّـلامَ الذي يُغَشِّي ﭐلْأبْصَارَ فَـيُـعْمِيهَا عن ﭐلواقع ويَحْجُب ﭐلنفوسَ فَـيَمْنَعُهَا من إدراكـ ﭐلْحقيقة، كما تُفِيدُ فِي إزالة ﭐلقيود ﭐللَّتِي تَحُدُّ فعلَ ﭐلْإنسانِ وتُكَبِّلُ حركتَه فَـتَـجْعلُه رَهْنًا لِـلْأقدارِ وموضوعًا لِفِعْلِ ﭐلظُّروفِ. وهذا ما يَجعلها ترفع لواء "ﭐلعقل" ضد كل أشكال "ﭐللاعقل"، فَـتَبْدُو فِي صورةِ فِكْرٍ هو –بِـﭑلتحديد- عَقْلانِي، أي فِكْرٌ نُورَانِيٌّ (قائم على نُورِ ﭐلعقل) وحُرِّيَّانِي (قائم على حُرِّيَّةِ ﭐلْإِنْسان). ويكفي، فِي ظَنِّ كَثِيـرٍ من دُعَاةِ "ﭐلفلسفة"، رفعُ شعاراتٍ مِثْل هاته لإِظهار إيـجابية "ﭐلفلسفة" وتأكيد أهَميتها فِي ﭐلْمساهَمة فِي مشروعٍ لِلْمجتمع يَحْرِصُ ﭐلْمُتَدَخِّلُون –مُوَاصِلِيـن نفس ﭐللجوء إلَى ﭐلشعارات ﭐلكُبْرى- على نَعْتِه بأنه "حَدَاثِيٌّ" و"ديمقراطي". غَيْرَ أن هذه ﭐلطريقةَ فِي عرض (وفرض) "ﭐلفلسفة" تَغْفُلُ (فِي ﭐلواقع يَغْفُلُ أصحابُها) عن كونِها لا تفعلُ شيئا سوى تَـبَنِّي نفس أسلوب ﭐلْخصم، من حيث إنَّها ترفع شعارات دِعَائية سرعان ما تنقلب إلَى دعواتٍ تَحريضية، وتبشر بوعود لا يُستبعد أن تكون ﭐدِّعاآت كاذبة وأمانِي مُخيِّبَة لِلْآمال. ذالكـ بأن ﭐلِاستناد إلَى أشياءٍ تُعَدُّ مطالبَ أساسية لكل ﭐلْأطراف (ﭐلنور، ﭐلْحرية، ﭐلعقل) يكشفُ عن أن ﭐلْأمر يتعلق بواقعٍ تَنَازُعِيٍّ قائمٍ على صراع فوائد (أي مصالِح مادية و/أو رمزية) من خلال ميزان قُوًى بَيْن ﭐلْمُتَنَازِعيـن فِي ﭐلْمجال ﭐلْمَعْنِي (مَجال إنتاج وتداول ﭐلْخَيْرَات ﭐلثقافية بِمجتمعٍ مُعَيَّنٍ). وهذا يقتضي، بِـﭑلْأساس، أن ﭐلْحديث عن فائدةِ دراسة/تدريس "ﭐلفلسفة" حديثٌ مُحَدَّدٌ تاريـخيا وﭐجتماعيا، وليس مُجَرَّدَ حديثٍ خالصٍ (خالص من كل قصد ومُنَّزه عن كل غرض).
      ويُمْكِنُ، كذالكـ، أن يُجَابَ عن سُؤَالِ فائدة "ﭐلفلسفة"، ببساطةٍ بَالِغَةٍ، من مَوْقِعِ ﭐلِاسْتِسْهَالِ ﭐلْمُسْتَفْحِلِ بَيْن ﭐلناس بـﭑلقول إن "

      ﭐلفلسفة"، بِما هي مُمارسة تشتهر بـﭑلقيام على ﭐلتأمل ﭐلْمجرد مُعتبَرًا كَـتَرَفٍ فكري وعملي، ليست سوى مَضْيَعَةٍ للوقت، وبـﭑلتالِي فإن فائدتَها تتمثل، بـﭑلنسبة للمُعلم وﭐلْمتعلم معًا، فِي كونِها حاجزا يُضاف إلَى مَجموع حواجز ﭐلدخول أو ﭐلعُبُور ﭐللَّتِي يُنْتِجُها -بـﭑلضرورة- كل نظام ﭐجتماعي، خصوصا على مستوى ﭐلنظام ﭐلتعليمي لِـﭑمْتِحانِ ﭐلناشئيـن وﭐلطامعيـن ﭐلْجُدُد. وهكذا فإن ﭐلْحديث، من هذا ﭐلْمنظور، عن فائدةٍ مُعَيَّنَةٍ لِـ"ﭐلفلسفة" ليس سوى دفاعٍ عن مصالِح ﭐلْمنتفعيـن من تعليم/تعلُّم "ﭐلفلسفة" (أي ﭐلْمتفلسفيـن، ﭐلْمؤلفيـن، ﭐلناشرين، ﭐلْمُدَرِّسيـن). وبـﭑلفعل فإن هؤلاء هُمْ أوَّلُ ﭐلْمَعْنِييـنَ بإبراز فوائد "ﭐلفلسفة". وكل تَغَاضٍ عن هذا ﭐلْأمر يَرْجِعُ إلَى تأكيد ﭐلْمصالِح ﭐلْمتضمَّنَة فِي أيِّ دعوةٍ أو مُحَاوَلةٍ للدفاع عن "ﭐلفلسفة"، وهي ﭐلْمصالِح ﭐللَّتِي لا يُراد، لِأسباب ﭐجتماعية ومعرفية، ﭐلِاعتراف بِها. ولِهذا فإنَّ أوَّلَ مَا يَجْدُر تأكيدُه هو أن فائدة "ﭐلفلسفة" ثابتةٌ بكلِّ وُضُوحٍ لِلْمُستفيدِين، بشكل مباشر أو غيْر مباشر، من تعلُّمِها/تدريسها. لكن، ماذا يُمكن أن تُفِيدَ "ﭐلفلسفةُ" جُمهورَ ﭐلْمُتَلَقِّيـنَ (أي ﭐلْمتعلميـن وﭐلقراء)، أي مَجموع الذين يتحددون بصفتهم مُسْتَهْلِكيـنَ للمنتجات ﭐلْمتعلقة بِمادة "ﭐلفلسفة" (مُنْتَجَات تتجسد فِي صورة دروس، مُحاضرات، مقالات، كراسات، مُحاضرات) ؟
      إن ﭐلنظر فِي وضع ﭐلْجمهور ﭐلْمتلقي لـ"ﭐلفلسفة" يَجعلنا نتساءل عن حاجاته ﭐلْأساسية. وهنا نَجد، أولًا، أن ﭐلْإنسانَ ﭐلعادِيَّ لا يَحتاجُ لشيءٍ أكثر من ﭐحتياجِهِ إلَى أن "يَعِيشَ"، أي أن يستجيب إلَى حاجاته ﭐلضرورية، ﭐلعملية وﭐلْمباشرة وﭐلِاستعجالية (مأكل، مشرب، ملبس، مسكن، منكح، ملَهى). ومن ﭐلْمفارقة أن حاجات ﭐلْجمهور ﭐلْخاص (مُنْتِجِي ومُسَوِّقِي "ﭐلفلسفة") هي أيضا تَؤُول، فِي ﭐلنهاية، إلَى مثل هذه ﭐلْحاجات ﭐلْحيوية ﭐلْأساسية، بل إن أي تَوْضِيعٍ لِمَسَارات ﭐلْمُنْتِجيـن فِي مَجال "ﭐلفلسفة" ينتهي إلَى تَبَيُّنِ أنَّ "ﭐلفيلسوف" أو "ﭐلْمتفلسف" هو، كذالكـ، له قَدْرٌ هَامٌّ من هذه ﭐلْحاجات، على ﭐلرغم من أن ﭐلفلاسفة حرصوا ولا يزالون على تأكيد أن إنتاجهم ﭐلفلسفي إنَّما هو نِتَاجُ تَعَالِـيهِم على ضرورات ﭐلْحياة ﭐليومية، هذا ﭐلتَّعَالِي الذي يَجعلهم يتفرغون للفكر ويُعْرِضُون عن كل ﭐلْأغراض ﭐلعملية ﭐلْمباشرة (بِما فيها تلكـ ﭐللَّتِي ترتبط بـﭑلبُروز ﭐلِاجتماعي وﭐلشهرة وﭐللَّتِي تدفعهم إلَى ﭐلتنافس). وهذا هو سِرُّ تأكيد أن "ﭐلفلسفة" فكرٌ نظرِيٌّ مُجَرَّدٌ (مُجرد، فِي زعم هؤلاء، عن كل تَحديد حِسِّي-مَادِّي مُتَدَنٍّ ومُبتذَل).
      ومَا إِنْ نَتَكَلَّمْ عن ﭐلْحاجات ﭐلْأساسية لِلْإِنسان ﭐلعادِيِّ حَتَّى تَبْرُزَ أمامنا ﭐلْمجالاتُ ﭐللَّتِي لا يتردد أصحابُها فِي إعلان ﭐهتمامها بتلبية هذه ﭐلْحاجات : ﭐلدين، ﭐلِاقتصاد، ﭐلسياسة، ﭐلعلم، ﭐلْأدب، ﭐلفن، ﭐلرياضة، وَسَائِلُ ﭐلِاتصال ﭐلْجماهيـري (ﭐلصحف، ﭐلْإذاعة، ﭐلتلفزة، ﭐلْأنترنت). فـ"ﭐلدين" يسهر على إنتاج وتربِية جُملة ﭐلِاعتقادات وﭐلشعائر ﭐللَّتِي تُعطي للوجود معناهُ وتُوَفِّرُ لِلْإِنسان سَبَبًا لِتَحَمُّلِ أعباء ﭐلْحياة، إنه مَجالٌ يقوم على ترسيخ "ﭐلْإيـمان" بأن ﭐلوجود فِي هذا ﭐلعالَم يستحق أن يُعَاشَ مهما تَكُنْ قساوتُه وهشاشتُه، لِأن هذا ﭐلبلاء هو ﭐلسبيل ﭐلوحيد إلَى تَطهيـرِ ﭐلنفس ﭐلْمُفْضِي إِلَى نَيْلِ ﭐلرِّضَى ﭐلْإلاهي. وَ"ﭐلِاقتصادُ" فِي ﭐهتمامه بِطُرُق إنتاج وتلبية ﭐلْحاجات ﭐلْأساسية يَعْتَبِرُ نفسه ﭐلْخادمَ ﭐلْأولَ لِلْإنسان، فهو يُوَفِّرُ وسائلَ ﭐستثمارِ ما يَمتلكه ﭐلْإِنسان من طاقاتٍ ومواردَ ماديَّةٍ ومعنويَّةٍ لِتَيْسِيـرِ سُبُل ﭐلعيش وﭐلتخفيف من عَنَاءِ ﭐلْحياة. وتأتِي "ﭐلسياسةُ" لِتَـتَكَفَّل بِتَدْبِيـر ﭐلشأن ﭐلعامِّ وإدارة ﭐلْمُعامَلات وﭐلتفاعُلاتِ فِي "ﭐلْمجتمع" على نَحْوٍ "مَدَنِيٍّ" يسمح بتداولٍ تشارُكِيٍّ وتكامُلِيٍّ لِأَقْدَارِ ﭐلسلطة بِمَا يَحْفَظُ ﭐلْأمن وﭐلْحرية وﭐلْمُسَاواة بَيْنَ ﭐلْمتنافسيـن (ﭐلْأعضاء فِي ﭐلْمدينة-ﭐلْمجتمع بِما هُمْ مُواطنون). وينهض "ﭐلعلمُ" بواجب بناء معرفةٍ حقيقيَّةٍ بـﭑلواقع ﭐلطبيعي وﭐلْإنسانِي بشكلٍ يُؤدِّي من ﭐلْإجابة عن ﭐلْأسئلة ﭐلْمُقْلِقة وتَحْضِيـر ﭐلوصفات ﭐلتقنية ﭐللَّتِي تُمَكِّنُ من تسخيـر ﭐلعالَم وبَسْطِ سيطرة ﭐلْإنسان عليه. ويتضافَرُ (أو بـﭑلْأحرى صار يتضافر) كُلٌّ من ﭐلْأدب وﭐلفن وﭐلرياضة على صياغة ﭐلصورة "ﭐلشعرية" (ﭐلسحرية) للعالَم من خلال ﭐستعراض ﭐلْقُوَى ﭐلبِنَائِيَّة وﭐلتشكيلية للقدرات ﭐلْخَيَالية لدى ﭐلْإنسان طَلَبًا لتنمية إمكانات ﭐلتناوُل ﭐلْمَرِح (بواسطة ﭐللَّعِب وﭐللهو) للضرورة ﭐلْمُلازِمة لِسَيْرِ ﭐلعالَم. وأخيـرًا وليس حقيـرًا، تأتِي وسائلُ ﭐلِاتصال ﭐلْجماهيـري لِتُبَلْوِرَ (أوْ تَلُفَّ) كُلَّ ثَمرات ﭐلعمل ﭐلْإنتاجي لِلْإنسان فِي صُورَةِ تَسْلِيَةٍ (وَتَلْهِيَةٍ) من خلالِ ما تَمتلكه من قدرة على ﭐلنشر ﭐلواسع وﭐلدائم، وذالكـ بشكل يزيد فِي ﭐستثمار وﭐستنفار إمكانات ﭐلْحياة ﭐلْمتاحة تاريـخيا وﭐجتماعيا للناس فِي هذا العالَم. ولَعَلَّ أهَمَّ ما يُمَيِّزُ هذه ﭐلْمجالات هو أنَّها تتكامل إلَى حدِّ ﭐلتداخل فيما بينها، كما يظهر بوضوحٍ شديدٍ فِي ﭐلتعالقات بَيْن "ﭐلدين" و"ﭐلسياسة" و"ﭐلِاقتصاد" و"ﭐلرياضة" أو بَيْن "ﭐلْأدب" و"ﭐلفن" و"ﭐلعلم"، وهو ﭐلتداخل الذي ﭐزداد قُوَّةً وﭐتِّساعًا بفضل ما صارت تُتِيحُه وسائلُ ﭐلِاتصال ﭐلْجماهيـري من إمكاناتٍ فِي ﭐلتسويق وﭐلِاستهلاكِـ و، من ثَم، إعادة ﭐلْإنتاج.
      تُرَى ماذا تتركـ هذه ﭐلْمجالات، ﭐلْمُحْتَرِفة فِي إنتاج ﭐلْمطالب ﭐلْأساسية للوجود ﭐلْإنسانِي، لِـ"ﭐلفلسفة" ؟ يُجيب ﭐلفيلسوف أو ﭐلْمتفلسف : يبقى للفلسفة شيء كثيـر، بل يَتَبَقَّى لَها ﭐلْأهم، وهو شيء يُفْلِت من ﭐلقدرات ﭐلْإدراكية لتلكـ ﭐلْمجالات. ذالكـ بأن ﭐلْأمر يتعلق، ﭐبتداء، بِمجموعةٍ من ﭐلْمجالات ﭐللَّتِي لا تَهتم إلا بـﭑلِاستجابة للمنفعة ﭐلعملية ﭐلْمباشرة فِي تَغَيُّرها وتناقُضِها، وهو ﭐلِاهتمام الذي يَجعلُها خاضعةً لِإكراهات ﭐلضرورة ﭐلْجُزْئِية وﭐلْمستعجِلَة ويَحْرِمُها، من ثَم، ﭐمتيازاتِ ﭐلنظر ﭐلْمُعْرِض عن كلِّ قصدٍ غَيْر قصد ﭐلفهم فِي ذاته، ﭐلقصد ﭐلْخالص الذي يطلبُ ﭐلْمعرفةَ مُجردةً عن كل ﭐلْأغراض ﭐلْشَّاغِلَة وﭐلْمُضَلِّلَة، وهذا هو ﭐلشرط الذي يضمن للفكر –فِي ظن ﭐلفلاسفة- أن يُمْسِكـ بِحقيقة ﭐلوجود وأن يَكُون مُحَرِّرًا. ويتعلق ﭐلْأمر، ثانيا، بِمجالاتٍ تقوم على ﭐلْمعرفة "ﭐلْموضوعية" (بل "ﭐلْموضوعانية") ﭐللَّتِي لا تتجاوز فِي إدراكها (أو تَجربتها) للْأشياء مستوى "ﭐلظاهر" وﭐللَّتِي لا قدرة لَها على ﭐلنفاذ (لِـﭑفتقادها ﭐلْحدس كمعرفةٍ مباشرة وحَيَّة) إلَى "ﭐلباطن" الذي يُمثل ﭐلْمَحَلَّ ﭐلطبيعي لـ"ﭐلْحقيقة"، أي أننا –فِي ﭐلواقع- أمام مَجالاتٍ "لا تُفَكِّر" (وَفْقَ تأكيد هَيْدِﮔِـر). ولِهذا كله، فإن ﭐلفلسفة تَتَحَدَّدُ كفكرٍ عامٍّ وعميقٍ، فِكْرٍ "بَعْدِيّ" ("مِيتَا-فيزيقا")، يأتِي "بَعْدَ" ﭐلتجربة ﭐلعادية/ﭐلْمألوفة للعالَم و"بعد" ﭐلْمعرفة ﭐلطبيعية بـﭑلواقع. لكن من ﭐلْمُفَارقة أن ﭐلفلاسفةَ ظلوا يستفرغون كُلَّ وُسْعِهم لِقَلْبِ "بَعْدَ" لكي تُفْهَم بِمعنَى "قَبْل"، فـﭑلتجربة ﭐللَّتِي تسبق فكرَ ﭐلفيلسوف لا تؤثر مطلقا فيه، لِأنَّها مُجرد قِشْرَة حاجبة ومضللة ("ظن")، لا تستحق سوى أن تُستبْعَد وتُنْبَذ، لكي تفسح ﭐلطريق أمام "ﭐلفلسفة" بِما هي فكرٌ قَبْلِيٌّ ومُتَعَالٍ، أي فكرٌ "فَوْقِيٌّ" (وَ"فَوْقَانِيٌّ) له كل ﭐلامتيازات ﭐللَّتِي تُعْطيه (وتضمن له) ﭐلتَّفَوُّق على ما عَدَاهُ، حيث يصيـر فِكْرًا لا فِكْرَ أفضل وأشرف منه (أي أعلم منه).



      تُرَى، إِذَا تَجاوزنا كل مظاهر ﭐلزِّينَة ﭐللَّتِي ما فتئت "ﭐلفلسفة" تعرض بِها نفسها، ماذا نَجِدُ من شيءٍ "حقيقي" ؟ ما هو هذا ﭐلشيء الذي تُنتِجه "ﭐلفلسفةُ" وتستطيع أن تَبِيعَه فِي سُوق ﭐلْخَيْرات ﭐلْمادية وﭐلرمزية بِدُنيا ﭐلناس ؟ إن "ﭐلفلسفة"، مهما تَجْهَدْ فِي ﭐلتَّمَيُّز، لا تستطيع أن تُثْبِتَ نفسَها إِلا بِمَا هي مَجالٌ للِاشتغال ﭐلْمنهجي يقومُ بإنتاج وجهة نظرٍ خاصةٍ عن ﭐلواقع، أي أنَّها مُمارسةٌ فكريةٌ-خِطَابِيَّةٌ تَعمل على قَوْلِ حقيقةِ ما تفكرُ فيه وتُعَبِّر عنه. ومن هنا فإنه لا يُمكنها إلا أن تكون واقعةً (وخاضعةً) لشروط ﭐلتنازع حول "ﭐلْحقيقة" فِي هذا ﭐلعالَم. إنَّها وِجهةُ نَظَرٍ من بَيْنِ وجهاتِ نظرٍ أخرى مُمكنة، أي أنَّها –بِما هي وجهة أو زاوية للنظر – وجهةٌ أو زاويةٌ مُحددَةٌ تاريـخيا وﭐجتماعيا و، من ثَم، متحيزة معرفيًّا. فـ"ﭐلفيلسوف" لا يَنْظُر (بـﭑلْمعنَى ﭐلْمُزدَوِج) إِلا من موقعٍ مُحدَّدٍ بِمجموع ﭐلشروط ﭐللَّتِي تَحَكَّمَتْ فِي مسارِ تَكَوُّنِهِ وجعلته يَنْبَنِي كفاعلٍ فِي مَجَالٍ (قائم على ﭐلصراع وﭐلتنافس) يَختص بِإنتاج نوعٍ من ﭐلْمنتجات ﭐللَّتِي لَها، بِهذا ﭐلقَدْر أو ذاكـ، قِيمَةٌ (نِسْبِيَّةٌ) فِي سوق ﭐلقيم ﭐلثقافية بِمجتمعه ﭐلْخاص. وهكذا فإننا، حينما نَمضي فِي توضيعنا للتفلسف إلَى أبعدِ حَدٍّ، ننفتح على ما هو "ﭐعتباطي"، أي ما لا يُمكن تعليلُه (إدراكه على نَحو عقلي) إلا بـﭑلنسبة إلَى شُرُوط إنتاجه وتداوله ﭐلْخاصة ضمن مَجموع ﭐلشروط (ﭐلِاقتصادية وﭐلِاجتماعية وﭐلتاريـخية) ﭐللَّتِي تُحدد –بـﭑلضرورة- نسقَ ﭐلْممارسات ﭐلْإنسانية فِي هذا ﭐلعالَم. ويترتب على هذا أن "ﭐلتفلسف" لا يتخذ جدارتَهُ (جَدْوَاه) ﭐلكاملة إلا بِتَعْيِينِهِ فِي سَيْرُورَةٍ تاريِخِيةٍ وﭐجتماعيةٍ لِتَيْسِيـرِ قيام فضاآتٍ لِمُمَارسةِ نَوْعٍ من "ﭐلتَّنْسِيبِ ﭐلْمتبادل" فِي كُلِّ مَجالات ﭐلفكر وﭐلْخطاب، على نَحو يسمح بتأسيسِ وُصُولٍ جَمَاعِيٍّ (أي مشتركـ وحقيقي) إِلَى ﭐمتيازات "ﭐلثقافة"، من خلال نشر أدوات (أو أسلحة) مقاومة "ﭐلعنف ﭐلرمزي" (ﭐلْمرتبط بأنْماط ﭐلسيطرة وﭐلسلطة ﭐلرمزية) فِي عالَمٍ لا يتميز بشيء بقدر ما يتميز بكونه يزداد بُطْلان (أو إِبْطَالُ) سِحْرِه. ولذا فإن "ﭐلفلسفة"، إن كانت تُريد أن تُثبت أهَميتَها فِي ﭐلْمجتمع ﭐلْمعاصر، مطالبَةٌ بـﭑلِانْخراط فِي مهمَّةٍ لبيان حُدُود ﭐلْخطاب وﭐلفكر، وذالكـ من أجل ﭐلتمكن من فضح ﭐلِاستعمال ﭐلسُّوفِسْطائي (أي ﭐللافَلْسَفِي) لِأشكال ﭐلتعبيـر وﭐلتفكيـر، وهو ﭐلِاستعمال الذي لا يَتَوَرَّعُ عن إتيانه، بشكل مُحْتَرِفٍ جِدًّا ومنذ ﭐلقدم، كثيـرٌ من ﭐلفلاسفة. وهذا معناهُ أن فائدة "ﭐلفلسفة" لا تتحدَّدُ (ولا تزدادُ) إِلا بقدر ما يَتِمُّ ﭐلتواضُعُ فِي إدراكـ مُهِمَّتِهَا أو، بعبارة أخرى، وَفْقَ ما يقوله هِيـﮕَـل :« لكي نقول أيضا كلمةً عن ﭐدِّعاءِ تَعْلِيمِ كيف يَجب أن يكون ﭐلعالَمُ، نُـلاحِظُ أن ﭐلفلسفةَ، على كل حالٍ، لا تأتِي دائما إلا متأخرة جِدًّا. إِذْ بِما هي فِكْرٌ حول ﭐلعالَم، فإنَّها تظهر فقط حينما يُكْمِلُ ﭐلواقع ويُنْهِي سَيْرورة تَكَوُّنِه. وما يُعَلِّمُنا إياه ﭐلْمفهوم، يُـبَـيِّنُه لنا ﭐلتاريخ بنفس ﭐلضرورة : ففي نُضْجِ ﭐلكائنات يظهر ﭐلْمثالِي فِي مواجهة ﭐلواقعي ؛ وبعد أن يكون قد أمسكـ بـﭑلعالَم نفسِه فِي جوهره، فإنه يُعيد بناءه فِي صورةِ مَملكةٍ من ﭐلْفِكَرِ. وحينما تضع ﭐلفلسفة لونَها ﭐلباهت على ﭐلصباغة ﭐلرمادية، يكون أحدُ تَجليات ﭐلْحياة قد كادَ يَشِيخُ. فلا يُستطاعُ أن يُعَادَ إليه شبابه بوضع لونٍ رماديٍّ على آخرَ رمادِيٍّ، ولكن يُمكن فقط أن يُعْرَف. إنَّ بُومَة مِنِرْﭬَـا لا تأخذ فِي ﭐلطيَران إلا عند بداية ﭐلغروب.» (أصول فلسفة ﭐلْحق). وتبقى لبورديو بَقِيَّةٌ (هي ﭐللَّتِي تَصْنَعُ ﭐلفَرْقَ كله) لكي يضيف : « تُوجِبُ، مع ذالكـ، ﭐلْملاحظةُ ﭐلنبيهةُ لِسَيْـرِ ﭐلعالَمِ ﭐلْمَيْلَ إلَى مَزِيدٍ من ﭐلتواضعِ، ما دام من ﭐلواضح أن ﭐلقدرات ﭐلفكرية لا تكون ُأبدًا ناجعةً إلا حينما تُمَارَسُ بِمُسَايِرَةِ ﭐلِاتِّجاهاتِ ﭐلْمُلازِمةِ للنظام ﭐلِاجتماعي، حيث تُضَاعِفُ على نَحْوٍ غيْر قابل للنقاش، بواسطة ﭐلْإغفال أو ﭐلتواطؤ، آثارَ قُوَى ﭐلعالَم، ﭐللَّتِي تُعَبِّر عن نفسها أيضا منْ خِلالِهَا.» (تَـأَمُّلات بَـسْكَالِيَّة).
      سبحان الله وبحمد
    • وهذا مقتطف من مقال آخر حول الفلسفة الإجتماعية للفارابي...


      ـ حقيقة الاجتماع البشري عند الفارابي
      يتحدث الفارابي في القسم الثاني من كتاب " أهل المدينة الفاضلة " ( القسم الاجتماعي ) عن بيان الحاجة إلى الاجتماع البشري، أي حاجة الإنسان إلى أخيه الإنسان في إشباع متطلباته الأساسية والاجتماعية والروحية ، علماً بأن إشباع هذه المتطلبات يعتمد على توافر القوام المادي والكمال المعنوي في المجتمع الإنساني الذي تحدث عنه الفارابي .

      ولا شك أنه رجع في هذا الصدد إلى القضية الأساسية لأرسطو وهي أن الإنسان مدني بالطبع ، وهو بفطرته محتاج من الناحيتين المادية والمعنوية إلى أشياء كثيرة ليس في وسعه أن يستقل بأدائها ولا يقوى على تحقيقها منفرداً حيث قال :" وكل واحد من الناس مفطور على أنه يحتاج في قوامه وفي أن يبلغ أفضل كمالاته إلى أشياء كثيرة لا يمكنه أن يقوم بها كلها وحده ، بل يحتاج إلى قوم يقوم له كل واحد منهم بشيء مما يحتاج إليه ، وكل واحد من كل واحد بهذه الحال .. ولهذا كثرت أشخاص الناس فحصلوا في المعمورة من الأرض ، فحدثت منها الاجتماعات الإنسانية .

      ومعنى ذلك أنه من الضروري للإنسان أن يتعاون مع بني جنسه حتى تتحقق الغاية من الاجتماع الإنساني ، وهي تحقق كمال الإنسان بما هو إنسان ، ولعل الكمال الذي يقصده الفارابي هو السعادة ، وهي فكرة منقولة أيضاً عن أرسطو فلا يتم للفرد تحقيق السعادة في نفسه عن طريق التعاون المادي فحسب ، بل له أيضاً عن طريق التعاون الروحي أو الفكري ، على اعتبار أن السعادة أنما تتصل بأفضل القوى الإنسانية وأكملها وهي قوته العاقلة .

      وتضمن هذا القسم من الكتاب أيضاً بيان المجتمعات الكاملة وغير الكاملة ونسبة بعضها إلى بعض ، وهنا نجد في أول الأمر إشارة إلى موضوع الإرادة والاختيار في نشأة الاجتماع وبلوغ الكمال والسعادة فيه ، ومن هنا كانت بعض المجتمعات كاملة ( فاضلة ) لأن أهلها أرادوا الخير وتعاونوا عليه ، وبعضها غير فاضلة لأن أهلها أرادوا الشر وتعاونوا عليه ، ومعنى ذلك أن شرط الفضيلة بالنسبة للأشكال الاجتماعية لدى الفارابي مرهون بوجود التعاون بين أفراده وبين الفئات المتخصصة ( تقسيم العمل ) حتى تتحقق السعادة للجميع .

      ورغبة الإنسان في تحقيق السعادة لا يمكن أن يتم إلا إذا استطاع تكوين هيئة أو سلطة سياسية منظمة تتولى القيام بوظائف عديدة للأفراد ، ومثل هذه الوظائف ينبغي أن تجلب السعادة للمجتمع وتحقق أماني الأفراد ، وإذا ما انتشرت السعادة في المجتمع وكان انتشارها يعتمد على مبادئ العدالة والمساواة فإن المدينة الفاضلة التي كتب عنها الفارابي ستظهر للعيان ، وقد تكلم الفارابي بإسهاب عن المدينة الفاضلة وهي المدينة التي يتعاون أفرادها واحدهم مع الآخر لغرض نيل السعادة ، كما يجب على كل واحد منهم القيام بعمل معين والتخصص به .

      إذن ينطلق الفارابي في تفسيره لأصل نشوء وتطور المجتمع الإنساني من تعليل حقيقة الاجتماع البشري ، إذ يعتقد أن الإنسان حيوان اجتماعي بالطبيعة نظراً لسيطرة الغريزة الاجتماعية عليه سيطرة كاملة ، وأن اجتماعية الإنسان هي التي تدفعه إلى تكوين علاقات اجتماعية مع الغير وبالتالي ظهور أنماط مختلفة من التضامن كالتضامن الاقتصادي والتضامن السياسي والتضامن الديني والتضامن الثقافي والروحي والقيمي .. إلخ ، ففي حالة التضامن السياسي الذي يستلزم دخول الأفراد في علاقات تعاونية تهدف إلى تمشية أمور المجتمع والسيطرة عليه والعمل من أجل تحقيق غاياته وأهدافه تظهر الدولة لتؤدي الوظائف التي يحتاجها الأفراد والجماعات .

      سبحان الله وبحمد
    • بنت قابوس كتب:

      أخي ود بوشر...

      مرحبا بك ..

      تظهر فجأة وتختفي من جديد...

      بالعكس ....

      هناك صحوة ... الحمد لله ... الكثير منا أصبح يقرأ كثيرا ... ويبحث عن كل جديد ليقرأه ....

      فلماذا لا تنضم لنا وتقرأ معنا ونرى نقاشك ...

      بارك الله فيك ...

      بانتظار مداخلاتك ...


      متابع بصمت #j أنتظر اللحظه
      :!: