المنــــــزفــــــة
المنزفـــة...حارة من حارات سفالة إبراء, وكان أهلهــا أغنياء, كل بيوتهم بالجص والحصا, من طابقين وثلاثة, حتى المستشفى من طابقين وإلى الآن لا تزال آثارهم.
وكان أكابر أهل الحارة على أربعة بيوت, كل يوم يطعم الحارة وضيوفها بيت من هذه البيوت الأربعة, ولا يسمح لأحد أن يطبخ في بيته, وقـــد اتفقوا على ذلك.
وســـارت بهم السمعة, فبطروا بالغنى, وجاهروا الله بالمعــــاصي.
وحدث أن هجم عليهم ذات يوم الشيـيخ/صالح بن علي الحارثي وهم في سبلتهم مجتمعــون, فدخل عليهم على غرة منهم,فلما رأوه استحوا وخرجوا من السبلة.
فقام الشيخ يتدبر فيمـــا تركوه, وكانوا قد احضروه للهوهم.
فوجد شيئــاً يحار منه العقل, من آلات الخمر والدخان, وأنواع الأواني المرصعة بالذهب؛ تباهياً بالغنى, وبطرا بالنعمة.
فلمــا رأى الشيخ ذلك بكى, وقال لمن حضر من أصحابه:(لئن عشتم سترون هذه الحارة خراباً, وبيوتها مهدمتاً, يسكنها الغرباء الذين ليس لهم مأوى)
وخرج وهو في حــــزن عظيم
وبالفعل الحارة الآن خربة كمــا قال الشيخ لا يسكنها إلا الأقلية في أطرافها الجنوبية وهي باقية بخرابها لمن أراد الأعتبار بها