كم هو مؤلم هذا الجرح قالها محمد وهو يمسح ركبته التي أصيبت عندما سقط وهو يلعب مع أقرانه أمس .
بينما هو على تلك الحالة إذ رأى سرابا من بعيد قادما نحوه ، سرت في جسدة قشعريرة أحس معها بنسمات هواء باردة تدغدغ جسده ، من هذا؟؟؟؟؟؟؟ من أين أتى ؟؟؟؟؟؟؟؟ إلى أين هو ذاهب ؟؟؟؟؟؟ .
بينما هو يقلب تفكيره في إيجاد إجابة لتلك الأسئلة ، إذا بذلك السراب يقف أمامه ، رجل متقلد سيفا ودرعا في يد وفي الأخرى رمح .
قال محمد : من أنت ؟
قال الرجل : آلا تعرفني ؟
قال محمد : لا.............لا................لا أعرفك فأنت غريب عن هذه القرية .
قال الرجل : أنا من حرركم من الطغيان والظلم .....
قال محمد وعلامة استفهام أثقلت كاهله : الطغيان ...الظلم هذه الكلمات ليست غريبة ........ نعم كان جدي يقولها .
محمد : هيه …. أتقصد التتار ؟ لقد رحلوا منذ سنوات طويلة ، ألا تسمع الأخبار والسير .. ؟
قال الرجل : نعم .....نعم لقد رحلوا ، ولكنهم لابد عائدون في يوم من الأيام .
ثم غرق الرجل في تنهدات طويلة...... فمرت لحظة صمت قبل أن يقول محمد ، وهو يكتم ضحكة تتراقص في صدره : وهل ستخرجهم لوحدك إذا عادوا ؟
قال الرجل : وهو يحبس حسرة ودمعة أراد أن يخفيها عن ناظري الصغير لا .............لا أستطيع ولكني ..........ولكني سأستعين بإخواني وأصدقائي نعم سيساعدونني ...
قال محمد : لن يساعدك احد لأنه لا احد يحب الحرب فهي تقتل الأطفال وتترك النساء بلا معيل .
قام الرجل وهو يتمتم قائلا سنخرجهم .......سنخرجهم ومضى يسير نحو المجهول ...
وقف محمد وقد تناسى جرحه العميق وهو يودع ذلك السراب بعينيه وفي ذهنه ألف سؤال وسؤال...........
تمت.. البلوشي83
..........................................................
شاركونا