الولاء لك يا ابن سعيد ( برنامج خاص عن جلالة السلطان قابوس بن سعيد- سلطان عمان- )



    • - جائزة السلطان قابوس للعمل التطوعــي -





      تنبع أهمية جائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي كونها الجائزة الأولى من نوعها على مستوى سلطنة عمان التي تدعم وتشجع الجهود التطوعية من كافة جوانبها دون تخصيص. والمتتبع لمجالاتها يدرك أن تلك الجائزة مخصصة لتطال كافة شرائح المجتمع ومؤسساته المختلفة كافة. فهي بمثابة فرصة فريدة ومميزة لتكريم كل من قدم ويقدم جهودا وأفكارا ومشاريع تطوعية دون انتظار المقابل منها ومن أهداف الجائزة :

      ترسيخ ونشر ثقافة العمل التطوعي وإبراز أهميته في خدمة الأسرة والمجتمع
      إبراز دور الجمعيات والمؤسسات الأهلية التطوعية ، باعتبارها شريكاً أساسياً في التنمية الاجتماعية الشاملة والمستدامة في البلاد
      إبراز روح التنافس البناء لخدمة المجتمع بين الجمعيات والمؤسسات والأفراد المنتسبين إلى مجالات العمل التطوعي
      تفعيل أوجه التعاون والمسؤولية الاجتماعية بين الجمعيات والمؤسسات الأهلية التطوعية والحكومية


      hmvaward.gov.om/Default.aspx







    • - جائزة السلطان قابوس للإجادة في الخدمات الحكومية الإلكترونية -






      جائزة السلطان قابوس للإجادة في الخدمات الحكومية الإلكترونية يأتي تخصيص هذه الجائزة ترجمة لما أكد عليه حضرة صاحب الجلالة المعظم - حفظه الله ورعاه - في خطابه السامي خلال دور الانعقاد السنوي لمجلس عمان 2008م حول الاستفادة من تقنية المعلومات والاتصالات التي أصبحت المحرك الأساسي لعجلة التنمية في الألفية الثالثة والاهتمام السامي الذي أولاه جلالته - حفظه الله ورعاه - لإيجاد إستراتيجية وطنية لتنمية قدرات المواطنين ومهاراتهم في التعامل مع تقنية المعلومات. ومن أهداف الجائزة :

      * تشجيع المؤسسات الحكومية على المسارعة في تعزيز أدائها وتيسير خدماتها بواسطة التقنية الرقمية. تحفيز المؤسسات الحكومية على تنفيذ المشاريع الرقمية الجديدة والتطوير المستمر لخدماتها الإلكترونية
      * تحسين نوعية الخدمات الحكومية الإلكترونية وتبسيط إجراءاتها بمستوى من الجودة والكفاءة بحيث يضمن قدر أكبر من الثقة والمساهمة العامة. تقدير ومكافأة التفوق والإبداع في مجال تقديم الخدمات الحكومية الإلكترونية
      * تعزيز وتفعيل سياسة الحكومة للانتقال إلى اقتصاد مبني على تقنية المعلومات لتحقيق المنفعتين الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع العماني في إطار سياسة التنويع الاقتصادي والتنمية المستدامة
      * وضع أطر ومعايير لقياس مدى التطور في تنفيذ مشروع الحكومة الإلكترونية تتسق مع أعلى المعايير الدولية. تشجيع الأفكار الرائدة والمبتكرة في المجال الرقمي

      ita.gov.om/hmaward/



    • وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      إن تحدثنا عن هذه الشخصية العظيمة بلا شك سوف لن ينتهي الكلام
      أسأل الله أن يحفظ قائدنا الحكيم وأن يمده بالصحة والعافيه
      مجهود تستحقي الشكر عليه
      أسعدكِ المولى دوماً عزيزتي
      :)
    • NCN2020 كتب:

      يسلمووووووو

      طاب يومكَ بكل خير
      أخي الكريم
      الله يسلمك من كل شر
      شاكرة تواجدكَ الطيب
      هنا
      وفقك المولى لكل خير
      :)
    • شموخ سمائلية كتب:


      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      إن تحدثنا عن هذه الشخصية العظيمة بلا شك سوف لن ينتهي الكلام
      أسأل الله أن يحفظ قائدنا الحكيم وأن يمده بالصحة والعافيه
      مجهود تستحقي الشكر عليه
      أسعدكِ المولى دوماً عزيزتي
      :)




      صباح الخير
      أختي العزيزة
      اللهم أمين ي رب العالمين
      أسعدني تواجدك الراقي
      بيننا
      كوني بالقرب منا
      وفقك الله لكل خير
      :)


    • - لقاء خاص للسلطان قابوس (لمجلة المجلة) سنة 1982 -









      أجرت مجلة المجلة مقابلة خاصة شاملة مع السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان، في عام 1982 شهر مايو العدد 116.
      وهذا نص المقابلة:

      * الحديث عن التسهيلات العسكرية المعطاة للولايات المتحدة في سلطنة عمان باتت مادة دسمة للصحف العربية والأجنبية تعلق عليه وتحلل ابعاد هذا الامر. ما هي حقيقة الموضوع؟
      + في الحقيقة لا بد من أن نوضح أن موضوع التسهيلات أعطى طابعا غير الطابع الحقيقي له، وذلك بتفسيرات متعددة، البعض ذهب فيها إلى القول أنها قواعد مستترة تحت التسهيلات.
      وهذا غير وارد أصلا بل لا نقبل التحدث فيه من بعيد او قريب، لكن بحكم الظروف التي خلقت في العالم وفي منطقتنا بالتحديد، كان من الضروري أن يحدث نوع من التفاهم بيننا وبين أصدقائنا بالذات من دون تحديد دولة معينة. ثم بحكم أن الولايات المتحدة هي الكفة للميزان الدولي، أصبح من الضروري في المنطقة أن يكون هناك توازن لأن الكفة الأخرى ثقلت، وتواجد المعسكر الشرقي في المنطقة أصبح ذا حجم كبير، سواء في البحر أو المحيط وبالأخص منطقة جنوب اليمن وأثيوبيا، ثم منطقة أفغانستان في الشمال التي لا تبعد عنا إلا 300 ميل جوي عنا، لذا كان لا بد لهذا التوازن من أن يكون. اما التواجد البحري الأميركي فليس لعمان أي دخل فيه، إنه في المحيط الهندي ليس تحت سيادة أي دولة معينة.
      لكن من المصلحة أن يكون هناك تفاهم معين مع الطرف الآخر في القوى الكبرى، لأنه في حال الضرورة القصوى، لا سمح الله ، تحتاج المنطقة إلى الولايات المتحدة، ثم لا بد من وجود أمور تسهل لأميركا المساعدة، وأميركا مستعدة لتنمية مطاراتنا وموانئنا، ومن غير المجدي إضاعة فرصة كهذه لتطوير المرافق. أما إستخدام هذه المرافق لأي شيء فسيكون بطلب منا، من هنا وعلى هذا الأساس، رحبت السلطنة بإعطاء التسهيلات لأميركا. وهذا كل ما هناك. لكن كثر التطبيل والتزمير. وهذه الضجة متوقعة لأن أي مساعدة، سواء كانت عسكرية أو اقتصادية، تقدمها الولايات المتحدة، لا بد وأن تمر على الكونغرس وتحدث ضجة تنتقل بعدها إلى المجالات الإعلامية، لكن اذا كانت هناك قوة ذاتية في المنطقة لمواجهة أي إحتمال وبأنفسنا، فضرورة الاستعانة بأميركا ستنتفي. وفي الخطاب السياسي الأخير لي في بريطانيا قلت حرفيا: " لن نطلب من أي أحد أن يحارب من أجلنا أو يريق دمه نيابة عنا لأن هذه مسؤوليتنا. ما نطلبه أن يكون أصدقاؤنا على إستعداد لمساعدتنا ومساندتنا (...). دول أوروبا الغربية مثل متفوقة ولها القدرة في جميع المجالات. لكن الحقيقة أن لا تزال تنقصها الكثير من الإمكانيات، بحيث أنه إذا حدث عليها أي هجوم من دولة كبرى من دول المعسكر الإشتراكي مثلا فلا بد لها من التضامن مع أصدقاء اخرين حتى تتمكن من صد الهجوم عن نفسها. أوروبا بكاملها، بما فيها بريطانيا لا تستطيع امام قوة كبرى إلا بمساعدة الولايات المتحدة.
      صحيح أن الخطر الذي قد يواجه الواحد هنا ربما ليس بهذا الحجم، لوجود حلف وارسو وحلف الأطلسي في اوروبا، إلا أنه خطر ولا بد أن نحسب له ألف حساب.


      * * مجلس الخليج والتسهيلات
      * إلا يتعارض موقف سلطنة عمان هذا في ما يتعلق بالتسهيلات العسكرية الأميركية مع خطوط السياسة المتفق عليها في مجلس التعاون الخليجي؟
      + هذا السؤال يمكن الإجابة عليه باختصار.
      قبل أن يتكون هذا المجلس كانت للدول الست ( الأعضاء فيه ) سياسات وعلاقات منفردة مع عدة دول في العالم. وعلاقات عمان مع أي دولة ولدت قبل تكوين المجلس. لكن ليست هناك قواعد أو التزامات في هذه العلاقات تضر بالسيادة العمانية أو سيادة المنطقة لأن ذلك غير وارد. وما أقدمنا عليه مع أميركا هو تفاهم تحسبا لظروف معينة، في ما اذا طرأت هذه الظروف. وأعتقد أن ذلك لا يتنافى وسياسة مجلس التعاون. وفي أي حال هناك اتجاهات في مجلس التعاون. لكن هذه الاتجاهات اجتهادات وليست مضادات. واعتقد أن سيأتي وقت بحكم التجربة والاجتهادات ستكون فيه هناك سياسة خارجية موحدة نابعة من جميع الاتجاهات ونتوصل إلى شيء وسط ومقبول للجميع، ويحقق رغبات شعوب المنطقة. أنا في عمان عندما ألمس أن شعبي يريد أمرا أو اتجاها معينا فسأسير فيه. واذا ما لاحظت أن شعبي لا يرغب في هذا الشيء أتجنبه.


      * * التوازن الأميركي - الروسي
      * يقال أن التسهيلات المعطاة لأميركا دعمت موقف الروس بطريقة غير مباشرة في عدن، وان المحصلة النهائية زج المنقطة في خضم الصراع بين اميركا وروسيا ...؟
      + لا بد أن ارفض هذا الكلام لأن الوجود الأميركي، أو الاصح الغربي، في المحيط الهندي والمنطقة المحيطة بنا هو لإيجاد نوع من التوازن مع الوجود السوفياتي. ولا بد من القول أن الوجود في المحيط الهندي ليس أميركيا فقط بل غربي بشكل عام. وحتى استراليا لها وجود. السؤال هو: لماذا؟ الواقع أن ذلك كله نشأ نتيجة الوجود الروسي في المنطقة، مما حتم الوجود الغربي لإيجاد نوع من التوازن. ونحن نؤمن بالتوازن لأن التوازن يزيل الخطر، وعدم وجود التوازن يزيد الخطر. فإذا رجحت كفة جهة على أخرى فان ذلك سيشجع الأولى على اتخاذ خطوات قد تكون مضرة. وانا أرفض القول أن هذا يجعل المنطقة أكثر اشتعالا. بل أعتقد أنه يحقق نوعا من التوازن فيها.


      * * عُمان وعدن
      * نسمع بين فترة وأخرى عن جهود تبذل للتوسط بين سلطنة عمان واليمن الجنوبي. فهل تعتقدون أنه يمكن تحقيق نوع من التقارب السياسي بين البلدين؟ وما هي اسس هذا التقارب اذا وجد؟
      + ببساطة، المشكلة الأساسية تتعلق بمبدأ التدخل بشؤون الغير. نحن نرفض هذا المبدأ. ونحن نردد دائما "أي علاقة بين عمان وأي دولة سواء كانت عربية أو أجنبية، لا بد أن تقوم على أساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية والإحترام المتبادل والمساواة. هنا نجد انه ليس بيننا وبين اخواننا – وأقول اخواننا لأن ابناء الشعب العدني اخوة لنا – ليس بيننا وبينهم أي شيء. كل ما هناك من اشكال وخلاف هو مع قادة الشعب الذين لا يزالون يعملون وفق مبدأ التدخل في شؤون الآخرين واستجلاب العناصر المخربة وتغذيتها بافكارهم وارائهم ومعتقداتهم. لكن عندما يتخلون عن ذلك لا اعتقد انه سيبقى خلاف بيننا. انا ناديت مرارا بحسن الجوار ومد اليد لمن يريد أن يصادق شرط وجود الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الاخرين. وعند توافر هذين العنصرين تأتي الثقة، ووقتها لا تكون هناك مشكلة . وقد قامت عدة اجتهادات أقربها لا يزال يقوم به الإخوة في الكويت والإمارات. لكن الحقيقة أن لا يوجد أي تقدم في العلاقات مع عدن. موقفنا صريح، وهم لا يريدون التخلي عن مبدأ يتنافى اساسا مع مبادئنا.


      * * الخبراء في عدن
      * تردد أن عدن حاولت، اثناء الوساطة التي قامت بها دولة الامارات العربية المتحدة والكويت، الخروج بالمسألة عن النطاق الثنائي إلى المواقف الدولية بحيث يخرج بحث النزاع عن الإطار الثنائي إلى بحث تكتل القوى ، والمعروف أن التواجد السوفياتي داخل عدن كان قبل التسهيلات المعطاة للولايات المتحدة من قبلكم. ما هو تعلقيكم؟
      + هو يقولون هذا، لكن ليستهذه الحقيقة. إن من يقومون بالوساطة يعلمون تماما بعدم وجود أي تواجد للقوى الدولية على الأراضي العمانية لأن هذا شيء غير منطقي. هناك خبراء في السلطنة، وهم ليسوا أميركيين بل أن اغلبهم بريطانيون، وهذا بحكم الصداقة القديمة مع بريطانيا. ثم ليست هناك دولة في العالم ليس لديها خبراء. في اليمن الجنوبي لديهم الروس والألمان الشرقيون والكوريون والبلغار. لو طرحنا هذه المسألة فان حجتهم ستسقط. هم قالوا أكثر من هذا. قالوا أن هناك خبراء مصريين في عمان، مع أن ذلك غير صحيح، ويا ليت هناك خبراء مصريين، لأن المصريين عرب، وليس عيبا أن يتواجد المصريون لأنهم سيؤدون عملهم أفضل من غيرهم. هم أكثروا من هذه الأحاديث. وهم يرددون ذلك لكي لا تنجح هذه الوساطة. ثم أن الوجود الروسي ملموس في عدن. الحقيقة أن أي اجنبي لا يعرف شيئا عن عمان يمكنه ان يصدق ذلك ويضلل. لكن اخواننا في الخليج يعلمون كل شيء هنا. هناك زيارات عديدة لمسؤولين مدنيين وبعثات عسكرية خليجية مشتركة اتوا وشاهدوا كل شيء ... موانئنا ، أراضينا ، مطاراتنا ، إن ، أين هم هؤلاء الناس الذي يتحدثون عنهم؟ هل هم تحت الأرض؟


      * ما هو ردكم على ما قاله الرئيس اليمني الجنوبي علي ناصر محمد في حديث صحفي أن سلطنة عمان تحاول جر دول مجلس التعاون الخليجي الى مواجهة مع اليمن الجنوبي؟
      + سلطنة عمان لم تسع ولن تسعى الى جر أحد إلى المواجهة مع أحد. مبادئنا سلمية في كل الظروف، كلن في الوقت نفسه يجب أن نكون على حذر ونستعد لمواجهة أي عدوان. بالطبع لن نعتدي على أحد. عمان لن تجر أي شقيق إلى أي اعتداء أو مواجهة. لكن حدث هجوم على عمان فلا شكل أننا ننتظر من اخواننا مساندتنا. ولو حصل أي اعتداء على أي دولة خليجية فسنساعد هذه الدولة. ونعني ما نقول. واعتقد ان كل محاولاتهم (في عدن) هي لغرض سياسي، حتى لا يتركوا المجال لنشوء أي تفاهم عسكري أو دفاعي أو أمني بين دول المجلس، مع أن هذا شيء أساسي ومهم لأنه لا يمكن المحافظة على الأمن والاستقرار والطمأنينة، ومع كل ما انعم الله علينا به، إلا بالقوة . والعالم اليوم لا يحترم إلا القوي. واحمد الله أن دول مجلس التعاون تعرف وتعي مصلحتها.


      * * العلاقات مع روسيا
      * هناك من يقول أن البعض يريد لعدن أن تكون "هانوي صنعاء"، ولصنعاء أن تكون "هانوي الجزيرة العربية". ما تعليقكم على ذلك؟
      + أعتقد أن الاخوان في اليمن الشمالي فيهم الخير والبركة، ولا أعتقد أنهم سيسمحون لأنفسهم بأن يكونوا في يوم من الأيام شوكة في جسم الجزيرة العربية. ولا أعتقد حتى أن التفكير في ذلك وارد لديهم.


      * صدرت دعوات من بعض المسؤولين الخليجيين لإقامة علاقات دبلوماسية مع الاتحاد السوفياتي ودول اوروبا الشرقية. ما هي وجهة نظركم حيال هذه الدعوات؟
      + نحن لم تصلنا أي دعوة رسمية بهذا الشأن. سمعنا كلاما على أن هناك اتجاها لإنفتاح أكثر على الكتلة الشرقية ولكن لم يطرح هذا رسميا ابدا، لا في قمة مجلس التعاون الخليجي ولا في أي اجتماع وزاري للمجلس ولا حتى كفكرة، أو شيء كهذا. ثم ان اتجاه السلطنة، كما قلنا دائما ، نابع من انه عندما تريد ان تصادقنا أي دولة من دون تدخل في الشؤون الداخلية للسلطنة، بجانب الاحترام المتبادل بين الصديقين ، ولا تسعى هذه الدولة أن تصدر إلينا مبادئ مستوردة أو عقائد نرفضها ... عندها لا توجد لدينا أي معارضة. لكن يجب ان نقتنع أولا. وكمثال على ذلك فهناك علاقات لنا مع الصين الشعبية (بعد أن غيرت قناعتها السابقة) ومع رومانيا يوغوسلافيا.


      * هل يفهم من ذلك أنكم تدعون الاتحاد السوفياتي الى اقامة علاقات صداقة بموجب شروطكم؟
      + قناعتنا شرط أساسي لأي علاقة. قبل أن نقيم أ] علاقة مع دولة فلا بد ان نقتنع أولا وبشكل تام ان هذه العلاقة ستعود علينا بالخير وليس بالشر. نحن لسنا منغلقين أبدا.


      * * أسلحة مصر للعراق
      * هل تملكون تصورات معينة للمساهمة في الجهود المبذولة لوقت الحرب العراقية الايرانية؟ وما هي حقيقة الأنباء التي تحدثت عن دور سلطنة عمان في شراء قطع غيار للمعدات الحربية العراقية من مصر؟
      + سلطنة عمان تحب دائما المساهمة. اذا أتيحت لها الفرص، في أي مسعى خير. لذا نحن نبارك أي مسعى لأي دولة عربية أو اسلامية أو من دول عدم الانحياز، أو أي دولة أخرى لحل مشكلة بين حارين مسلمين واعادة الحق إلى نصابه وحقن دماء المسلمين. ونحن مستعدين للقيام بأي مجهود في هذا النطاق. أما عن الوساطة لشراء أسلحة للعراق ، فعندما يطلب منا أي خدمة لأي دولة عربية شقيقة فلا نتوانى عن القيام بها.


      * * مصر والعرب
      * ما هي حقيقة دور سلطنة عما في تحقيق التقارب بين مصر والعرب وبشكل خاص بين مصر ودول الخليج، خصوصا بعد زيارة الرئيس حسني مبارك الأخيرة لمسقط؟
      + نسعى جادين إلى ايجاد تقارب في وجهات النظر بين دول الخليج ومصر. ونعتقد أن القطيعة بين بلد عربي وبلدان عربية أخرى ليست في صالح الأمة العربية قطعا. ومصر كان لها موقف نابع من قناعتها فيه، ويجب أن يتفهم الآخرون هذا الموقف. وعسى أن يكون هذا اليوم قريبا وتعود المياه إلى مجاريها. واتمنى أن نأخذ بالإيجابيات ونترك السلبيات.


      * لكن قرارات قمة بغداد صريحة بأن المقاطعة العربية هي للنظام المصري وليس للشعب؟
      + السلطنة كان موقفها واضحا وصريحا بأن الخطوة التي اتخذتها مصر ليس فيها خطأ لأن هناك إجماعا عربيا لطرق جميعا الأبواب السلمية. ومصر على وشك استرجاع جميع أراضيها إن شاء الله. ثم إن مصر لم تهضم الحق الفلسطيني بل أرادت وضع الفلسطينيين في أول الطريق. لم تتكلم مصر باسم الفلسطينيين بل قالت أنه لا بد أن يأتي يوم يتحدث الفلسطينيون فيه باسمهم. وآمل ان يأتي اليوم القريب لعودة المياه الى مجاريها وتنتهي القطيعة ونصبح اخوة متضامنين. التقارب عنصر ايجابي ومطلوب بين الأخوة في مختلف المراحل لتفادي الاخطاء بلغة الحوار ولغة الصراحة، وابداء الرأي الصريح لأنه ليس المهم الإختلاف بل المهم الاهداف النبيلة التي يسعى الكل إليها.


      *يقال أن السلطنة بمبادرة شخصية من جلالتكم تقوم بوساطة بين مصر والعرب؟
      + لا يمكن أن أقول هناك وساطة بل هناك تلمس وجهات نظر، والطريق الذي يؤدي الى الغاية. ليست هناك وساطة. الوساطة كلمة قوية وليست في محالها بحكم علاقاتنا الطيبة مع بالجانبين. وسأقوم شخصيا بزيارة مصر في القريب، واعتقد ان هناك بداية طيبة وشعورا متوفرا يشجع على تحقيق الخير للأمة العربية بأسرها.


      * * مجلس التعاون إلى أين؟
      * هناك تساؤلات حول الغاية النهائية لمجلس التعاون الخليجي. هل سيؤدي هذا المجلس إلى إقامة وحدة سياسية بين الدول الأعضاء أم سيؤدي إلى صيغة كونفدرالية؟ أم إلى ماذا؟
      + السؤال لم يطرح إلى الآن. والمجلس في بدايته ولا يزال يتلمس طريقه. وهو قطع اشواطا كبيرة جدا في بعض النواحي. أما مسألة التكامل فيجب ألا نستعجل في هذا الأمر. حتى اذا ما تم فيكون لذلك على اسس ثابته ومتينة ونابعا مما يريده الناس. نود أن يحدث ذلك تماما كما حدث وولد مجلس التعاون الخليجي وليد الحاجة وتجاوبا مع رغبات أبناء المنطقة.
      هذا سيكون بحكم التكور وستأتي الظروف التي ترى فيها دول المجلس ما هو الأفضل لنوعية التكامل او الوحدة المنشودة للأعضاء. وقد يكون الآن من السابق لأوانه بحث التفصيلات. ثم ان مجلس التعاون في الحقيقة لم يكمل السنة بعد. وفي أي حال ، نحن شعب واحد في المنطقة.




      * * امن الخليج

      * يقول البعض أن أمن الخليج معرض لتهديدات من الخارج ومن العمالة الأجنبية الوافدة وكذلك من بعض القوى السياسية كإيران مثلا. فما رأيكم؟
      + بالنسبة إلى العمالة الأجنبية لا بد من القول أنه إذا توفرت القوانين المطلوبة التي تتحكم في جميع امورها فلن يكون هناك أي مشكلة. لكن المشكلة في عدم توفر الضوابط والروابط. عندها قد يكون لهذه العمالة إزعاج. والحقيقة آمل أن يأتي يوم تكون فيه دول مجلس التعاون لها الإمكانيات لأن تكفي نفسها بنفسها. لأنه يلاحظ أن الكثافة البشرية بدأت تزداد إلى درجة يصبح معها الاعتماد على العمالة الاحنبية ليس بتلك الدرجة من الأهمية. ثم لا بد من عدم الاتاحة لهذه العمالة لإتخاذ أي موقف سياسي أو أي نشاط مخالف لقوانين الدولة المضيفة. لأنه لو حصل وأعطيت هذا عندها يمكن أن تستغل الأمر وتصبح مصدر إزعاج. لذا لا بد من تفويت الفرصة عليها بأحكام الرقابة والضبط لعدم القيام بأي نشاط تخريبي يسبب عدم الاستقرار. والأهم من هذا وذاك لا بد وأن نكون مستعدين لإيجاد وجلب البديل عنها في أي لحظة، أي بمعنى إلا نشعر هذه العمالية بأنه لا غنى عنها أو استغناء لأنه عندها ستولد لديها مزيد من الدافع للتحرك. أما في ما يتعلق بإمكان تحقيق الاستقرار بمعزل عن القوى المجاورة، فان هذا يمكن أن يتم لأن ما حدث من تعاون بين الدول الست في الخليج سببه أنها متشابهة في كل شيء ومرتكزة على أسس مشتركة وبإستطاعتها أن تكمل بعضها البعض، وهو الغاية. ويجب أن نوجه كل ما اتيح لنا التوجيه السليم ليصب في قالب واحد يخدمنا جميعا. وفي الوقت نفسه لنا حسن جوار وتعاون وثيق، خاصة مع الشقيقة العراق وجميع الدول العربية والإسلامية التي تؤمن بمبادئنا وديننا ولها مواقف طيبة.


      *يتحدث البعض عن خلافات حدودية بين عدد من دول الخليج. إلى أين وصلت جهود السلطنة في حل خلافاتها الحدودية مع دولة الامارات العربية المتحدة؟
      + لا يوجد خلاف بل نوع من عدم التفاهم على نقاط معينة. والآن، والحمد لله ، لا توجد مشكلة لأنه بعد التخطيط الخارطي ليست هناك مشكلة بين الإخوان ، بل سوء تفاهم على امور معينة وتحل.


      * * مجلس الشورى

      [INDENT]* أعلنتم قبل فترة عن تشكيل مجلس للشورى يتولى تقديم النصح للحكومة في مجال الخطط الإنمائية الداخلية وعلاقات السلطنة الخارجية. هل تنوون تطوير هذه التجربة السياسية للوصل إلى مستوى إعتماد نظام الانتخاب بدلا من التعيين المتعب حاليا لأعضاء المجلس؟
      [/INDENT]
      + هذه خطوة اولى في تجاه مشاركة الشعب في مساعدة الحكومة على تلمس طريقها في الحكم . وقد بدأنا بما يهم الناس (الشؤون الاقتصادية والإجتماعية) وما يلمسه المواطن في حياته اليومية. أما زرع الخطوات الأخرى فيتخذ كلما أتى الوقت المناسب. لكن أؤكد ان كل خطوة نخطوها لا بد أن تكون نابعة من تراثنا. لن نستورد أي رأي أو فكرة من الخارج، لكننا سنتلمس ما هو صالح ممن سبقونا في هذا المجال ونأخذ ما ينفع ونترك ما لا ينفع.


      * * مضيق هرمز
      * حركة مرور الناقلات النفطية عير مضيق هرمز الاستراتيجي يمكن أن تتعطل بسهولة خاصة وأن الحرب الدائرة في المنطقة قد ضاعفت هذه المخاطر. سلطنة عمان دولة تطل على المضيق بشريط ساحلي واسع، فهل لديكم خطة لتامين سلامة الشاحنات النفطية؟ وما هي حقيقة الأنباء التي ذكرت أنكم تسعون من الأهمية الاستراتيجية للمضيق؟
      + لا أعتقد أن المضيق يمكن أن يغلق بسهولة. ولكن في المقابل ليس من المستحيل على أي كان أن يجعل هذا المضيق عرضة للخطر. وأبسط شيء مثلا القيام بزرع ألغام في المضيق. او حتى مجرد إشاعة من هذا القبيل ستؤدي إلى تعطيل مرور السفن. لا اعتقد أن الامر سيكون بهذه السهولة. لكن لا بد من حساب كل الإحتمالات. وبحكم موقع المضيق ومرور السفن من وإلى المنطقة والعالم في مياهنا الاقليمية، كانت علينا مسؤولية كبرى تجاه سلامة هذا الممر. ونحن بقدر امكانياتنا، نراقب مراقبة دقيقة دخول السفن وخروجها في المضيق. وبحريتنا متواجدة هناك بشكل دائم. لكن والآن وفي اطار التعاون الخليجي، سيكون لنا تعاون كبير مع اخواننا في هذا المجال، وسنرى ما يمكن عمله لتطوير قدراتنا على الأقل لمراقبة ما يجري هناك. نحن لا نعمل على التقليل من الأهمية الاستراتيجية لمضيق هرمز. المضيق لا تخدم السلطنة إلا في منطقة بسيطة لأن كل موانئنا مفتوحة على البحر. وبالتالي المضيق ليس مهما للسلطنة من الناحية الإستراتيجية بل هو مهم إلى العالم بنسبة 90 في المئة من وقود اليابان و60 في المئة من وقود اوروبا و30 في المئة من وقود أميركا تمر عبر المضيق، وبالتالي تعتمد عليه كل موانئ الخليج ليس لتصدير النفط فقط بل للإستيراد كذلك. لأن الجسور الجوية والموانئ الجوية مرتفعة التكلفة كما هو معلوم، ولا يمكن الاستفادة منها أو اللجوء إليها إلا في حالات الضرورة. نحن نعمل على المحافظة عليه وليس التقليل من أهميته، بجانب أنه جزء من بلادنا. والمضيق هو الآن من مسؤولية دول الخليج ككل.


      * لكن السلطنة طرحت مشروعا لتصدير النفط الخليجي من موائي تقام على البحر تلافيا لمشاكل من هذا النوع أو إغلاق المضيق. فما مصير هذا المشروع؟
      + لا يزال المشروع مطروحا وقيد الدرس، وهم سيقررون حسب مصلحتهم، سلطنة عمان هي دائما وأبدا في خدمة اخواننا الخليجيين ومفتوحة لأي مصلحة من شأنها أن يكون مردودها جيدا عليهم وعلى عمان.


      * وما مصير الطلب العماني للحصول على كاسحات الألغام وطائرات المراقبة؟
      + في إطار التعاون بين دول الخليج لا تزال المسألة مطروحة وقد تمت دراستها من قبل رؤساء الأركان ووزراء الدفاع وسيتم اتخاذ القرارات فيها في جلسات مقبلة في ضوء احتياجات كل دولة من الأمور الدفاعية.


      * ما هي انعكاسات المعاهدة الثلاثية، التي تم توقيعها بين ليبيا وأثيوبيا واليمن الجنوبي، على المنطقة؟
      + أعتقد أن هذا وضع غريب في ذاته، ويجب أن نكون حذرين. ولو عدنا إلى التاريخ لوجدنا أن جنود اليمن الجنوبي أشتركوا في حرب أثيوبيا ضد الصومال. وليس مستبعدا أن يكون هذا الحلف الثلاثي له أهداف تضر بالمنطقة. لذا يجب أن نأخذ حذرنا منه.
      [B]
      [/B]


    • - حديث جلالتة لرئيس تحرير جريدة السياسة الكويتية بتاريخ 11 فبراير 2006 -









      لقائه مع جريدة السياسة الكويتية بتاريخ 11 فبراير 2006

      هناك تحتار ماذا ترى.. المكان مفتوح على أربع جهات العرب وأربع بوابات الأرض في الشرق بحر العرب، في الغرب جزيرة العرب، وفي الجنوب بداية البوابات نحو المفتوح الأكثر من الأرض واتجاهاتها. ومن يقرأ سلطنة عمان بهذا الموقع الجغرافي لا يستغرب العدوء الذي يغرق هذا البلد العربي بسكينته، ولا يستغرب الصرامة الساكنة في وجه حاكم هذا البلد جلالة السلطان قابوس بن سعيد. فالأمان النفسي يأتي من الجوار، والجوار كله عربي. والسكينة تأتي من النفس والنفس كلها عمانية. وحين دخلت مع جلالة السلطان في الحوار وجدتني أبتعد عن مألوف السؤال والجواب، وهو مألوف سياسي، وأدخل في جوار متصل بالوجود نفسه، وبفلسفة هذا الوجود وفي كينونة الحاكم داخل هذه المعادلة الدقيقة التي في أحيان كثيرة تقضي على المشتهى الخاص، قضاء مبرما... هنا وجدتني في حوار متبادل لا يخلو من السؤال ومن الجواب، ويدخل في تقديم التجربة من باب توحد الراعي بالرعية،
      ومن باب وحدة الحلم الذي اذا راود الحاكم يأتي في وقت مراودة المحكوم، وكأن النفوس هنا تراها منعقدة في موعد واحد، إما للمخاطبة، أو الإجتماع على الكلام الواحد. واللافت في الأمر هنا هو أنك لا تستطيع الدخول في عوالم جلالة السلطان، إلا اذا قاربته مع العوامل الإنسانية الصرفة، فهنا تأتيك الصورة من مكان واحد مكان المسؤول ومكان الآخرين المشمولين بالمسؤولية، ولا يبدو بعدها أن ما هو سائد في أماكن كثيرة، حيث الحدود مرسومة بدقة بين منقطة الحكم ومنطقة المحكومين، سائد هنا في عُمان. خيل إلي وأنا في "حصن الشموخ" حيث ألاقي جلالة السلطان وأتحاور معه، أنه حتى المسافة الفاصلة بيننا وبينه، وهي مسافة معنوية، قد تلاشت لصالح فهم المقصود من الكلام، وهو مقصود روحي حعل صورة الحاكم تبدو أمامنا متركزة على الهداية والعرفانية، وربما على وحدة الوجود. ودائما كان يصدمنا صاحب الجلالة بهذه الحقيقة العليائية، اذ بين كل محطة كلام وأخرى كان يذكر بأن عوائد عمله ليست له بل لعمان وأهلها، وأنه يراها نابعة من النفس ذاتها المختلطة دائما بالناس والحديث إليهم من موقع انه واحد منهم. وكون الوقت، وهو الحياة، مكرس كله لعمان وأهلها، لا يبقى الحكم في معناه الأعلى على رسالة، والحاكم هنا يصبح صاحب رسالة، كما هو في الوقت نفسه صاحب سلطة من أجل احكام الضبط والربط، ومتابعة الشأن العماني بشكل حثيث...
      هنا نص الحوار في "حصن الشموخ"مع جلالة سلطان يتحاور مع نفسه، متوحد ببلده، وقادر في نفس الوقت أن يقدم للتجربة الإنسانية حدودا في الحكم، ونوعية في الحكام، تصرف النظر إلى الذات بعمق وتبتعد عن السياسة متى استطاعت، لكنها قادرة على الأداء في كل أنواع الظروف وتحديد الأولويات، وقادرة على التكيف مع كل متغيرات الأحوال التي تضرب العالم وظروفه... سألته:


      + جلالة السلطان... دعني أبدأ معك من السؤال عن سر هذا الولاء التي تحظى به في عُمان، من يوم أن توليتم الحكم حتى الآن، فنحن كرجال اعلام لم نسمع في يوم خبرا يتصل بأمنك الشخصي وسلامتك الفردية.

      = في مقدمة الإجابة أطلق السلطان قابوس ابتسامة ناطقة مغلفة بالمعاني وقال: ماذا أقول لك في هذا الجانب وبماذا أجيبك؟ لعل الله هو الذي يحميني. اني هنا أعمل لعمان أرضا وشعبا، بل أن كل كل عملي لها ولشعبها. ولعل اختلاطي الدائم بهذا الشعب وفر له قناعة بأن عملي محبب إليه، ومحل رضاهم... وفي الواقع فأنا لا اعمل لشيء لي بل لهم. ان متعتي هي أن ارى بلدي، وأرى شعبي بالصورة التي تخيلتها من أول يوم تسلمت فيه السلطة... انني أشعر باني صاحب رسالة ولست صاحب سلطة، لذلك ترى وقتي مكرسا من أجل عمان وأهلها، ولعل سر الولاء يكمن هنا في هذه الناحية، وتحديدا ناحية تماثلك بأهلك، وتفرغك للعمل من اجلهم. اني دائم الاختلاط بالناس، كما تعلم، واتحدث معهم كواحد منهم. نعم ... أنا من اشد المؤمنين بالضبط والربط، لكني اؤمن بما يمكث في الأرض، أي بما ينفع الناس. اني اتابع الشأن العماني بشكل حثيث.

      + جلالة السلطان، حفظك الله ورعاك... لماذا لم تحدث منغصات أمنية تستهدف شخصك بالذات طوال الخمس والثلاثين سنة الماضية علما ان زعامات كثيرة واجهت مشكلات، ودولا كثيرة واجهت متغيرات؟
      = الأمن في عمان مستتب، وانت كاعلامي تعرف عمان. ليس عندنا، وعلى مستويات كثيرة، ما ينغص أمن البلاد الوطني. واحمد الله انه سبحانه يعلم ما في الصدور وما في النفوس. ومن يدري لعل ما في صدري يحظى برضا الله، الأمر الذي يجعل العناية تواكبنا في كل ما نعمل. وعلى كل حال فان عملنا كله شفاف، ومبذول كله لبلدي ولشعبي. وكا ترى فحتى انا لا احيط نفسي باي اجراءات أمنية فوق العادة، ربما كانت هذه الاجراءات بالنفس، لكن نحن نقول ادفع بالتي هي أحسن. لا يوجد عندنا ما يعكر صفو امن بلدنا وامننا الوطني، وحتى أمننا الشخضي.

      + جلالة السلطان... الا يوجد ما يقلقلك وانت ذاهب إلى مخدعك؟
      = ابدا، ابدا، ابدا ... وكل ما يحصل اني استمع الى بعض الاخبار قبل النوم، واقرأ بعض المواضيع، ثم اقرأ ما تيسر من كتاب الله العظيم، واخلد الى النوم. في العادة انام بعد قضاء يوم حافل بالاعمال الكثيرة، ما يقلقني منها أنهيه وابت فيه في ساعات النهار، والباقي اقضيه في التفكير بتجاوز الحاضر الى ما هو افضل منه، او في اتخاذ قرار حول هذا الامر مع جهات الاختصاص. وفي هذا المجال أعترف بأني اتمتع كثيرا بهذه الرحلات الداخلية التي أقوم فيها بطول البلاد وعرضها... في هذه الرحلات ألتقي بالناس مواجهة، وأسمع إلى مطالبهم، وهم يسمعون وجهات نظري... انني أشعر بالألفة هنا وهم كذلك. ان تفقد احوال الرعية شأن موجود في تاريخ الاسلام، ويعد من واجبات القائد. هناك مواطنون قد لا تسمح لهم ظروفهم بان يطرقوا ابوابا معينة فآتي انا إليهم بشكل مباشر. اني مرتاح وأجد متعة نفسية بهذه الرحلات الداخلية، اجتمع فيها بأهلي وأختلط بأنفس كثيرة، اسمع منها وتسمع مني، ونعطي جميعنا الثمار المطلوبة، اني اتمتع وأنا أرى أهلي يستمعون إلى توجيهات ولي الأمر ويعملون بها، من هنا تخلف ثقافة الضبط والربط والتي هي سر تفاعل الرعية براعيها، هذا التفاعل الذي يخلق بدوره الولاء المتبادل بين الطرفين.

      + جلالة السلطان... في هذا الجو المرتبط بالعلاقة المتبادلة اسألك هل يفترض في اي بلد، وفي أي زمان ومكان، ان يكون القائد محبوبا أو مخيفا أو محترما؟

      = يا أخ احمد.. عندما يجعل القائد من نفسه شخصية يخافها الناس وتهاب الحوار معها، فإن هذا القائد سيرى نفسه محاطا بالمنافقين وأصحاب المصالح، الذين يزينون له سوء عمله، أو يدفعون به إلى هواه ورغباته التي قد لا تكون سوية.. انه لن يكون محاطا بالمصلحين والناصحين.. ان هذا النوع من القيادات لا يتطلع الى محاكاته أي قائد سوي وحكيم. نعم يجب ان يكون هناك ضبط وربط لكن ليس الى الدرجة التي يصبح فيها الحاكم شخصية مخيفة، ومحيطه يتحول الى مرتع للمنافقين. الولاء والاحترام هما الصفة التي يجب أن يتحلى بها القائد السوي وصاحب السلطة. وفي البداية سبق لي وقلت لك أني لست سلطة إلا لزوم الضبط والربط، وفي عملي اشعر بأني صاحب رسالة أؤديها بكل صدق ونقاء لأرض عمان وشعبها الوفي.

      + جلالة السلطان.. نرى في هذه الأجواء الشأن العماني يأخذ معظم وقتك، ولا يتبقى لك منه ما يكفي للإهتمام بالشؤون الإقليمية والعربية والعالمية؟
      = الشأن العماني هو كل هاجسي بلا شك ومعايشتي اليومية وهو فكري وعملي وكل شيء حولي حوالي ما عدا ذلك هناك تطورات في المجال الإقليمي والعربي والدولي نتأثر بها ونؤثر عليها، وتأخذ منا بعض الوقت للتعرف على كيفيات التعامل معها ومع هواجسها، وهذا أمر طبيعي لكننا نؤمن بالقول المأثور (( رحم الله من عرف حده فوقف عنده ))، هناك من يتحدثون عن شؤون لا تخصهم، نحن لا نستخدم هذا الاسلوب في الشأن العماني، فلدينا الكثير الذي يستوعب وقتنا وعملنا، فعمان الأمس ليست كعمان اليوم، وأحلامنا لأجمل عمان كثيرة وكبيرة، وشعبنا حملنا مسؤولية نحملها بأمانة وجد، انني لا ارتاح لمن يتنطح بشأن ليس شأنه، لا هو متأثر منه أو مؤثر فيه. نسمعه يصرخ: لن نسمح. لن نوافق ولن ولن ولن، ولكن في واد لا يعنيه ولا يمتلكه، أي يصرخ في واد غير واديه.

      + جلالة السلطان... أراك مقلاً في الأحاديث الاعلامية، بل إن جلالتكم يتحاشاها ويبتعد عنها؟
      = ابتسم جلالة السلطان ثانية الابتسامة المثقلة بالمعاني وقال: اني أكره المبالغة، وحتى تعليماتي لأجهزة الاعلام لا تتضمن توجيهات بعدم اللجوء إلى المبالغة، وان يتم الحديث عن المنجزات وفق ما هو عليه حجمها، لا اكثر ولا أٌقل، اي ان يتم الحديث ببساطة، ثم أنا من الذي يحبون ان تتحدث الأشياء عن نفسها وان يراها الناس كما هني من دون بهارات. اما أن نردد "سنعمل" و "سنفعل" فهذا أمر ليس من شيمنا، وانا لا احب الادعاء، والحكومة هنا تعمل ضمن هذا المنظور.

      + جلالة السلطان... وأنت تتحدث عن البساطة كنتُ قد دخلت الكثير من المنشآت العمانية، وزرت مدينة مسقط والقرى المجاورة لها، فلم أر الا البساطة فعلا وجمالا لافتا.
      = سر الجمال يكمن دائما في البساطة. ان كل ما في هذا البلد بسيط حتى ألوان المدينة ومبانيها الخارجية محكومة بألوان مختارة ومحددة اعتقد أنها سبعة ألوان أنيقة فقط. نريد دائما ان يكون هناك دمج بين الموروث والعصرنة واعتقد أن السياسة العمانية قد نجحت في تحقيق هذا الدمج.. ان لنا خصوصية نعتز بها.

      + جلالة السلطان.. وانت تتحدث عن الموروث والعصرنة كانت لهجتك توحي بأنك قاتلت معركة كبيرة حتى تحقق الدمج بينهما ومن أجل بناء نهضة عمان الحديثة.. والسؤال هل حان الوقت لتحقيق انفتاح اجتماعي اكثر وأوسع في البلد؟
      = نعم .. ان هذه النقطة كنت اتداولها مع نفسي وأعايشها كثيرا ورأيت أني ارفض ان تطغى العصرنو على الموروث فموروثنا جميل ولا يحتاج الا الى بعض التطوير وإلحاقة بالعصرنة بشكل متوازن لا يطغى فيه هذا على ذاك. لقد وصلت عمان في نظري الى مراحل متقدمة في هذا المضمار، واعتقد انه اصبح علينا أن نريد من جرعة الانفتاح خصوصا ان البنية التحتية اكتملت والمدينة جميلة وعلينا أن نزيدها جمالا، فهي مهيأة وفيها الأمن والأمان اللذان يتطلبهما الانفتاح إضافة الى اننا جملنا التراث وقاربناه مع العصرنة.

      + جلالة السلطان.. ماذا تقصد بزيادة جرعة العصرنة وزيادة الانفتاح بشكل أعلى؟ هل تعني زيادة الانفتاح السياحي وزيادة استقطاب الاستثمارات الدولية؟
      = في ما يتعلق بالاستثمار فلدينا استثمارات مجزية من اليابان وأميركا وكوريا الجنوبية والمانيا ودول خليجية عدة. في السابق عندما كنا نتحدث عن مشاريع بـ 100 مليون دولار أميركي كنا ننبهر، من ضخامة الرقم، واليوم نتحدث عن مشاريع بالبلايين ولا ننبهر، وهذه المشاريع كثيرة وموجودة على مستويات عدة ومعلنة وأعتقد ان امامنا استثمارات كبيرة ومقبلة سواء كانت خليجية أم اجنبية. ما يتعلق بالسياحة نعم .. فقد بدأت اشعر انه يجب أن نبدأ بزيادة الجرعة الانفتاحية على ان تتم المحافظة على التراث العماني والثقافة العمانية. لقد مارسنا الانفتاح بالتدرج وماضون فيه على المستوى السياحي ولا ننسى ان ما يأتي سهلا يذهب سهلا ولا اريد ان يأتي الانفتاح سهلا حتى لا يذهب سهلا. لقد وضعت عمان على الخارطة السياحية وستعزز مكانتها وستنجح مثلما تقدمت حركة الاستثمارات.. جغرافية البلد جميلة، وشعبها طيب ومضياف.

      + صاحب الجلالة، بماذا كنت تحلم في بداية حكمك وأنت تتسلم هذا الارث.. جغرافية شاسعة وشعب كان يعيش على مسافات متفاوتة من المعاصرة؟
      = في ذلك الوقت كانت تشغلنا عملية الدمج بين الموروث والعصرنة، وكيف احبك خيوط الشمس في نسيج تلك المرحلة المظلمة، واذكر اننا بدأنا بتعليم المرأة وبناء المدارس ودخلنا برفق على المجتمع وقلنا من يريد ان يعلم ابنته فأهلا وسهلا به من يرد التمسك بالتقليد فهو حر. قضية تطوير مجتمعنا هو التي كانت تشغلنا وكذلك دفع هذا المجتمع الى رحاب النور، يومهها لم يكن الوضع الاقتصادي مريحا لتحقيق هذه الاهداف لكننا اعتمدنا على الله وعلى الامكانات الموجودة ولم تكن واضحة للعين، كان أمامنا ثروات قليلة وكنا نتحدث عن الزراعة والثروة السمكية. المهم اننا اجتزنا هذه المرحلة الان والمجتمع العماني اصبح غير الامس. لقد طور العمانيون موروثهم وتعاملوا مع العصرنة وفق الجرعات المقررة لهم من قبل القيادة واني أرى مجتمعا نفخر به ويحترمه كل من يزوره.

      + صاحب الجلالة.. لو سألتك ماذا تحلم للأعوام الخمسة عشر المقبلة وما تريد أن تصنع لعمان؟
      = لو سألتني هذا السؤال قبل خمسة عشر عاما لكنت أجبتك بأني اتحسس من الناحية الاقتصادية، وتوفير الاموال للصرف منها على الاحلام. الآن الوضع مختلف من جهة المداخيل.. البنية التحتية شبه كاملة، الدمج بين الموروث والعصرنة شبه مكتمل، وأنا مرتاح له. المهم انه علينا الآن ان نعمل لأن امامنا المثير حالياً عن نفسي وبمتابعة مني أركز على تدريب الناس واعدادهم لدخول سوق العمل، ولا اريد ان يتأفف أحد من أي مهنة، إلا تلك التي تخدش الحياء والاخلاق.. وحتى الخيم السلطانية فاننا ندرب الرجال والنساء على العمل فيها واعدادها وترتيبها، وكل سنة ندرب اعدادا مهمة على هذه الصنعة باشرافنا... الكثير من مواطن التدريب، ومنها هذه هي رديف لإعداد المواطن اعدادا مهنيا نعطية فيه السنارة لتعلم صيد السمك، بدل أن نعطيه سمكا يعيش منه ليوم واحد.. اننا هنا نعطيه مهنة يعيش منها ابدا وطول العمر. في السابق كنا اذا استعرضنا الارقام والعمالة والمهن ووجدنا ان القطاع الخاص قد استوعب منها عشرة آلاف شخص نقول انه رقم مهم وكبير ومفرح. اليوم القطاع الخاص يتسوعب ما يزيد عن مئة ألف شخص من المدربين على مهن متعددة. وعندما يستوعب القطاع الخاص هذا العدد فانه لا يستوعبه مجاملة للقرارات الحكومية، بل لأن الناس مدربون على مهنهم، وعليهم ان يعطوها حقها. لا اريد ان يتأفف أحد من المهن الموجودة في سوق العمل.. هذا النوع من التأفف لا أحبه ولا اريده نعم ان موضوع التأفف هذا نجده في مجتمعات خليجية كثيرة، لكن عندنا لا نريد للشركات ان توظف احدا لا تاخذ حقها منه. ولا يعطي مردودا لها.. أنا اتابع هذه التفاصيل لانها مربحة لنا ولإقتصادنا.

      + جلالة السلطان .. في متابعتي الاقتصادية لمسار الموازنة العمانية نلاحظ عجزاً.. هل هذا العجز مستمر ما هي اوضاع المداخيل المتوفرة من الثروات الوطنية؟
      = عند وضع الموازنة العامة يوضع سعر النفط اقل من السعر السوقي، ولذا تجد أن هناك عجزا في الموازنة. الى جانب آخر فان هذه الموزانة توضع في العادة لتغطية انجاز مشاريه في سنة قادمة، وعلى كل حال فان ما يستنفذ من الموازنة ليس دائما كلها، اذ يرحل مالم يستنفذ منها الى السنة القادمة. اما فيما يتعلق بمداخيل النفط وفق الاسعار السوقية فان فارق السعر بين ما وضعناه في الموازنة. وما هو عليه في السوق، هو أعلى بالطبع، فيذهب الى صندوق الاحتياطي ليستثمره بشكل جيد وتحفظي ومربح ليس فيه مخاطرة. لقد تحدث معنا كثيرون حول استثمار اموال صندوق الاحتياط بشكل اوسع، لكننا لم نرغب بأي مخاطرة لأموال الصندوق وفضلنا ان تكون الاستثمارات مدروسة وليس فيها مخاطر. وتسألني عن الموارد في المستقبل فأقول لك ان هناك نفوطا عمانية ثقلية، باحتياطات كبيرة كانت باسعارها القديمة السابقة غير مجدية اقتصاديا لجهة الانتاج، لكن الان وبالاسعار السائدة للنفط، التي لا أظن انها ستتراجع بحكم مرئيات النمو في العالم.. اسعار انتاج هذه النفوط الثقيلة اصبحت مجدية ومربحة، اضافة الى ان هذه النفوط الثقيلة اصبحت مطلوبة من الاسواق الدولية ثم لدينا الغاز نصدره باتفاقات مريحة وطويلة، كما لدينا ثروات اخرى كالجبس والكروم والاسمنت، والثروة الزراعية والسمكية، الى جانب الانفتاح الذي قررنا الدخول فيه بجرعات اعلى على جبهتي الاستثمار والسياحة. اعتقد اننا نسير بشكل مستقيم وموثوق.

      + جلالة السلطان.. ونحن نتحدث عن الثروة الغذائية، هل تصدر عمان منها شيئا للخارج، وهل عمان مكتفية ذاتيا ولا تستورد غذائها من الخارج؟
      = لا يوجد بلد في العالم نستطيع ان نقول عنه ان مكتف ذاتيا، اما لجهة الغذاء او الاحتياجات الاخرى. تبادل السلع والمعرفة موجودة منذ الازل في نطاق الحركة البشرية، والله تعالى يقول في محكم كتابة (( فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه )) وهذه هي العولمة التي وردت في كتابنا العزيز قبل أن ترد كتب العالم الموضوعة.. ولا توجد دولة لديها اكتفاء سواء على مستوى الغذار أو على مستوى توفر حاجات انتاج الغذاء كالطاقة. تبادل السلع شأن انساني، نحن نرسل للآخرين السمك والنفط وهم يرسلون لنا التفاح والموز، والمهم هنا ان تكون لدينا القدرة على التصدير بشكل عادل مع مصالحنا ومصالح الاخرين.

      + جلالة السلطان .. في كل هذه وتلك من القضايا وفي كل الصور المشرقة التي رسمتها لشعبك ولوطنك، هل تعتقد ان هذا الشعب قريب من طموحك ومتفاعل معك؟
      = اعتقد ذلك نعم.. الاكثرية لديها نفس الرؤية وحتى بعض اصحاب العواطف غير الواضحة لي، من اجيال كثيرة. فهؤلاء عندما اجلس معهم وأناقشهم اجد لديهم نفس المطامح ونفس الرغبات ونفس الصورة التي يرونها لبلدهم ولشعبهم، هذا التلاقي يدفعني الى العمل اكثر ان اجيء على نفسي اكثر. نعم.. اعيس في بوتقة واحدة، والخيم السلطانية تضعني في معاني تفقد الراعي لرعيته والاستعلام عن مطالبها، وفي هذه الطموحات تجد كل شيء يصب في مصلحة الرعية ولا هدف لي منها، بل كلها للناس الذين اعطوني ثقتهم لأمارس عليم دور من يعطي الرسالة قبل أن يمارس السطلة فيهم.

      + جلالة السلطان.. عجبي كبير وأنا ارى المجتمع العماني يماثل المجتمعات الخليجية الأخرى في تعدد النسبب القبلي، لكن جلالتكم خلقتم موزانة بين هذه القبائل، بينما الخليجيون الآخرون مازالوا يعانون الارهاق من التعامل مع الخصوصيات القبلية، وتراهم الان بصدد العمل لإكتشاف المعادلة الطبيعية لهذا التعامل. في عمان اجد ان مسألة القبائل محلولة.. ما سر معادلتكم هذه؟
      = ابتسم السلطان الابتسامة المفعمة بالمعاني والاشارات وقال: تاريخ الاسرة الحاكمة في عمان يسجل لها أن انتخبت سلطانا ذا ميول حيادية. ومن يومها اتسم الحكم بأنه للكل وحول الكل. هذه المعادلة التي أعمل بها. في رحلاتي الداخلية اسمع من الصغير والكبير، وليست لدينا أي تعقيدات في هذا الامر. نحافط على وجاهة الكل الاجتماعية، ونتعامل مع الجميع بتكريم وتقدير، ونستمع الى مطالبهم ويستمعون الى مرئياتنا، ولا توجد بيننا أي منغصات.. هذا هو سر المعادلة، حفظ كرامة كل شخص كما يجب، اعطاء كل ذي حق حقع لجهة التقدير. نحن نحافظ على كرامة الجميع، وعلى وجاهاتهم الاجتماعية. والتي هي جزء من خصوصيتنا.

      + جلالة السلطان.. في الثامن عشر من شهر نوفمبر سنة 1994 ألقيت خطابا يعيش العالم الآن ابعاده، ويعاني من ثقل معانيه، هل فيك شيء لله يا صاحب الجلالة؟
      = ابتسم جلالته هذه المرة ابتسامة حزينة وقال: تقصد ذاك الخطاب الذي حذرت فيه شعبنا من الارهاب، ومن استخدام نصوص الدين في غير معانيها، اذا كان الامر كذلك فدعني أضف لك ما استجد منذ سنة 1994، العالم يعاني الان، وبوضع مكشوف من الارهاب، ونحمد الله ان تلك النباتات الكريهة والسامة رفضتها التربة العمانية الطيبة، والتي لا تنبت إلا طيبا، ونحمد الله ان شعبنا تجاوب مع ما جاء في ذلك الخطاب، وربما كا صاحب رؤية مستقبلية، فوقاه ووقانا معه تلك النباتات السامة الكريهة. عمان كما قلت لك مقدما ليس فيها منغصات أمنية، شعبها يؤمن بالضبط والربط ويؤمن بدينه، دين اليسر ولا دين العس. وبعض دول المنطقة تعرضت لهذا المرض، وبمشيئة الله ستنتصر عليه بدين اليسر والمجادلة بالحسنى، الارهاب في انحسار طالما عرفنا كيف نحاربه وفهمنا طرق محاربته، ومتى نحاربه.

      + جلالة السلطان.. فقد مجلس التعاون الخليجي أربعة من قادته المهمين الذي عايشوا مرحلة تأسيسة، الملك فهد رحمه الله، الشيخ جابر رحمه الله، الشيخ عيسى رحمه الله، الشيخ زايد رحمه الله.. هل سيؤثر رحيل هؤلاء القادة على مسيرة المجلس؟
      = مجلس التعاون تجذر في المنطقة وفي نظري فإن لديه خير خلف لخير سلف، الى جانب أن المجلس له نمط وجود، ومرئيات، واتفاقات، وكل ما هنالك على كل بلد عضو ان يحافظ على خصوصياته تحت جناحه، وعلى سيادته، حتى يحقق ربطا مشتركا لمصالح المنطقة. هذا التجمع معول عليه الكثير كالتكامل الاقتصادي والصناعي، واعتقد أنه مستمر في أداء هذا الدور. ومع تجذر ثقافة التعاون سيزداد المجلس أهمية. ولا يمكن الا يكتمل هذا العقد، في الوقت الذي يتحدث فيه العالم في كل أصقاع الدنيا. هذه ست دول متجانسة ومتآلفة، ولديها ثروات مجزية، ولا اعتقد انها ستتباعد عن بعضها في وقت تجتاح فيه العولمة كل العالم.

      + جلالة السلطان.. كلما التقيتُ بأميرنا الشيخ صباح أجد أنه يكن لجلالتكم كل المودة والتقدير؟
      = أشعر والله أنني كلما اقتربت من هذا الرجل الودود يزداد تقديري الزائد له ولشخصيته المحببة.. وفقه الله في منصبه لخدمة شعبه ووطنه.. انه رجل مريح يفرض الاحترام.. انه محل تقدير واعزاز من قلبي شخصيا.. أدعو له بالتوفيق والصحة والعافية.
    • نجمة الساحة يازين من رباك

      تسلمين على كل عمل قمتي به هنا

      كل أعمالك متميزه تستحقي عليها الوسام

      بارك الله فيك وفي كل أعمالك

      وحفظ الله سلطاننا وقائدنا قابوس


      وحفظ الله وطنا وساد به الامان وتقدم
    • تسلمي اختي على مجهودك ..
      جميل جدا افراد الساحة العمانيه يصنعون مواضيع تبرز عمان ومجدها وتبرز قائدها وتاريخه العريق ..
      $$9$$9
      لا يـجـب أن تـقـول كـل مـا تـعـرف ..ولـكـن يـجـب أن تـعـرف كُـل مـا تـقـول[SIGPIC][/SIGPIC]
    • وهج السلام كتب:

      رووعه بشكل
      ما شاء الله عليك وعلى أفكارك
      اللهم تحفضه لنا وتطول بعمره يارب


      مساء النور
      أختي الكريمة
      الروعه هي
      تواجدَ شخصك المحترم
      هنا
      سعدت بتواجدكِ الجميل بيننا
      وفقك الله لكل خير
      :)

    • جبل مايهزه ريح كتب:

      نجمة الساحة يازين من رباك

      تسلمين على كل عمل قمتي به هنا

      كل أعمالك متميزه تستحقي عليها الوسام

      بارك الله فيك وفي كل أعمالك

      وحفظ الله سلطاننا وقائدنا قابوس


      وحفظ الله وطنا وساد به الامان وتقدم

      طاب يومك بكل خير
      أختي الفاضلة
      باركَ الله فيكَ
      على هذا الأطراء الرائع شهادة أعتز بها
      سعيدة جداََ
      بتواجدكِ الجميل بيننا
      وفقك الله لكل خير
      :)

    • صدى الأحساس كتب:

      تسلمي اختي على مجهودك ..
      جميل جدا افراد الساحة العمانيه يصنعون مواضيع تبرز عمان ومجدها وتبرز قائدها وتاريخه العريق ..
      $$9$$9

      صباح الخير
      أخي الكريم
      الله يسلمكَ من كل شر
      شاكرة تواجدكَ الدائم
      هنا
      حقا سعدتَ بتواجدكَ الرائع بيننا
      للتعرفَ على هذة الشخصية العظيمة
      كونكَ من المملكة العربية السعودية
      وفقك الله لكل خير
      :)



    • - حديث جلالتة لرئيس تحرير جريدة السياسة الكويتية بتاريخ 28 أبريل 2008-




      "



      عندما تكون في حضرة السلطان قابوس بن سعيد فإنك تستشعر حتماً عبق هدوء
      المكان وعظمة صاحبه... تسمع طنبة الإبرة على الأرض من زخم الهدوء.. يتحدث
      زوار المكان في همس ويتحاورون بلغة الشفاة قبل الأصوات.. كل شيء حولك يسكنه
      هدوء الأناقة المتناهية ويلفه جمال النفس والمنظر.


      ما إن تترجل من الطائرة وتطأ قدماك قاعة المطار الشرفية تختطف عينيك
      الأناقة التي تلازم مد بصرك في طريقك إلى الفندق.. ترى هندسة مدنية أبدعتها
      ـ قطعاً ـ ريشة فنان قدير.. إلى حيث مكان السلطان يسير كل شيء وفق ترتيب
      متناهي الدقة دون صخب أو ضجيج,... جميع ما حولك يريح الذهن ويبعث على
      الإبداع ولا أنكر أنني وجدت نفسي أعيش حالة تساؤلات عدة لم تكن في الذهن,
      وما إن وصلت المكان, آزرتني طبيعته وجماله وساعدت ذاكرتي على استنباط
      الكثير من الموضوعات,

      ووجدت أنني أرغب في الحديث بشأنها في حضرة السلطان الذي بدا بصحة جيدة ووجه
      مريح بشوش كعادته وبخلق الاحترام والتقدير الذي ينزع الرهبة والخوف من
      زائره.. تتطلع إلى وجه السلطان ترى أن حجم التفاؤل لا حدود له... تستشعر
      راحة نفسية أفقها بعيد.. وأنك تريد أن تسأل وتسأل, فتباغتك إجابة السلطان
      التي تصحبها ابتسامة غاية في الرقة, إنها ابتسامة سلطان تحيط به نظرات
      الصدق الذي يبعث على الأمن والأمان وراحة النفس.

      في حضرة السلطان تحيط بك وحولك دبلوماسية وبروتوكول عريق تفهم من خلاله ما لك وما عليك, وتسير الأمور ودية وفق مستقر لها.

      في هذا الحوار حاولت الولوج إلى عقل وقلب سلطان تتفاعل داخله أحلام قائد
      تسامى بعنفوانه ورباطة جأشه على المعضلات فأنشأ دولة عصرية يشار لها
      دولياً, وزعيم نصَّبته التجارب الناجعة رجل السلام, وهي جائزة لا تمنح إلا
      للرجال وللخيرين الذين آمنوا بأن الدنيا يجب أن يعيش أهلها في تحاب.


      مع جلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان وفي حضرته دار هذا الحوار:



      * جلالة السلطان: بداية.. شعبك وشعب المنطقة الذي تابع مسيرة النهضة في عمان, يريد الاطمئنان على صحتك...



      ** ها أنا أمامك واعتقد أنك تراني أتمتع بكامل الصحة والعافية على الرغم من
      أن النفوس إذا كبرت تعبت في مرادها الأجسام وعندما يزداد الوزن أو ينقص
      هناك من يبتعد كثيراً في تفكيره ويعتقد أن الصحة معتلة مع أن الحمية هي
      الدواء ورسولنا (صلى الله عليه وسلم) يقول:

      نحن شعب لا يأكل حتى يجوع, وإذا أكل لا يشبع. والتوازن في الوزن هو صحة
      وليس علة أنا بخير ومنغمس في شؤون بلدي وهي الصحة الدائمة لي, تأكد يا أخ
      أحمد أنا بخير والحمد لله وها أنا أمامك, برنامجي اليومي هو متابعة شؤون
      الدولة بدقة, وكما قلت لك في مقابلة سابقة إنني أخلد إلى النوم بذهن مرتاح
      وبصفاء, وأتابع الأخبار من حولي, وأخبار من نؤثر فيهم ونتأثر بهم, وبذكر
      الله دائماً تطمئن القلوب.

      أخلد إلى النوم وأصحو مرتاحاً وأتابع الشؤون الورقية أمامي, ومتابعتي لها
      جد دقيقة, ولا أحب الخطأ في القرار, وبعض ما أوافق عليه وأبعث به إلى جهات
      الاختصاص لتنفيذه يظل في ذهني, ومرات كثيرة أستعيد هذه القرارات لأتأكد
      أنها قرارات حصيفة, وأنني لم أخطئ فيما قررت. أرض عمان وأهلها في القلب
      والخاطر, منصبي هو تكليف وليس تشريفاً, ولقد سبق وقلت لك: إننا مكلفون,
      ورسالتنا هي خدمة هذه الأمة التي تجاوبت معنا في النهوض بالوطن العماني
      الرحب الأرجاء.



      * سيدي صاحب الجلالة: عندما تسلمتم مهامكم قبل ما يقارب الأربعين عاماً,
      كان شعبكم على مسافة طويلة من المعاصرة فهل بدأتم ببناء الحجر أم بناء
      البشر وأنتم تبنون هذه النهضة العمانية المباركة؟




      ** لو عدت إلى كل الخطابات والتوجيهات التي تقدمت بها إلى الأمة منذ كلفت
      برسالة العمل, ستجد أن بناء البشر كان من أولوياتي, وكان الناس شتاتاً خارج
      وطنهم فأعدناهم وقلنا لهم: تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم, وقد عادوا
      إلى وطنهم, والذين رفعوا السلاح بوجه الدولة تحت إرهاصات معينة, أتوا
      وبنينا معهم وطن اليوم, بعضهم كان في مقدمة الصفوف, وبعضهم في الصفوف
      الخلفية.. وكلهم عادوا إلى وطنهم, وكلهم لبوا الدعوة.. إننا جسد واحد,
      والشمس أشرقت على بلادنا, وسنعيدها سيرتها الأولى بلداً مشهوراً قوياً,
      يحسب له حساب قوامه الاحترام والتقدير.

      إننا آمنا بأن العنصر البشري هو الأساس في تحويل أحلامنا إلى واقع يعيشه
      البشر, ومن هنا كان بناء البشر هو هاجس الدولة العمانية, خصوصاً إننا كنا
      فعلاً على مسافة طويلة من المعاصرة, وقد أوضحت ذلك في خطبي الكثيرة وفي
      مناسبات عدة, وها نحن نجني ثمار بنائنا للبشر, فكان التعليم والتدريب
      والإعداد, وكانت العودة للمأثور والتراث الذي أخذنا منه ما يفيد زماننا,
      واعتبرنا منه أيضاً بما يخدم توجهاتنا, وأصدقك القول إنني سعيد جداً لتجاوب
      الناس مع هذا البناء البشري.

      مع ذلك لم نغفل النهضة العمرانية أي ـ كما تقول ـ بناء الحجر, فكلما ازداد
      شعبنا تدرباً ووعياً وثقافة, تعامل مع التطور المادي والعمراني على النحو
      المنشود, وأنت وغيرك يشهد كيف كانت بلادنا وكيف أصبحت, ولايزال أمامها
      الكثير والكثير.



      * سيدي جلالة السلطان: هذه النهضة التي قدتها, وأذكركم يا صاحب الجلالة,
      وأذكر جيلنا الجديد, بأنك قلت سنة 1970 في خطاب اعتلاء العرش: "إن عمان
      كانت دولة عظيمة وقوية ومشهورة, وأن الشمس ستشرق عليها", فهل أشرقت الشمس
      في الحدود التي أردتها؟


      ** نعم, الشمس مشرقة ولا نريدها أن تغيب عن عمان التي قلت يوما لأبنائنا
      هنا ولأهلنا: إننا سنعيد عمان إلى ما كانت عليه من قوة وأن الظلام سينجلي,
      يوم شحذت همم أبناء الوطن واهله ومفكريه كي نكون لحمة واحدة لبناء هذا
      الوطن الذي لم تنتهك سيادته طيلة تاريخه, ودافع أهله عن أرضه في مواجهة كل
      غاز وطامع, وعمان كانت سيدة في البحر والبر, وقلاعها تشهد عليها, ولقد شهدت
      على امتداد العقود الأربعة الماضية نهضة أعجب بها أهلها قبل الذين أطلوا
      عليها, ووثق بها أبناؤها قبل ثقة الآخرين بها, ولا يزال أمامنا الكثير
      ليعمل, وتجاوب شعب عمان يبعث على السرور في النفس.



      * سيدي صاحب الجلالة: هل تشعرون أن طموحكم الشخصي نحو نهضة عمان المباركة, يجد تجاوباً بنفس القياس من جهازكم التنفيذي؟

      ** قلت لك سابقا: إن النفوس إذا كانت كبيرة تعبت في مرادها الأجسام, وحتى
      الآن استطيع أن أقول لك إن الجهاز التنفيذي بما فيه الحكومة والمستشارون
      يبذلون الجهد, وهو جهد مريح, نعم أطمح إلى أن يكون الإنجاز أسرع وألا يخطئ
      أحد, ومن ملاحظاتي ومن متابعتي فإن خطأ المخطئ هو خطأ المجتهد الذي لم يصب
      ودوري هنا أن أنبه, وإذا ما تفاعل الخطأ تعطى الأدوار لمن هم أقل خطأ. أو
      بلا أخطاء.. وأكرر إن أكثر الأخطاء التي تحدث ليست متعمدة, وهذا يجعلني لا
      أعتب كثيراً, وإن عتبت فهو عتب المحب.



      * سيدي جلالة السلطان: مع كثرة الأعمال والمتاعب هل مازلت قادراً على مراقبة إنجازات وأعمال الحكومة بنفس الآلية والحيثية السابقة؟

      ** أخبرتك بأننا بنينا البشر, ومع بناء البشر أصبحت أمورنا تسير وفق ما قرر
      لها.. الناس تسير بكيفية مريحة, وبنهج عمل محدد تدربت عليه.. لدينا خططنا
      المعلنة مسبقاً وأخرى خمسية, وثالثة قريبة أو بعيدة المدى, وكل شيء يمضي
      إلى مستقره, وهذا يبعث على الراحة, حيث لا تحتاج النفس إلى بذل ذات الجهود
      المبذولة في البدايات.. نعم المراقبة موجودة, ولكنها ليست مراقبة متعبة كما
      في السابق.



      * سيدي صاحب الجلالة: يلاحظ الناس أنكم انشغلتم في ترتيب الداخل قبل الانفتاح على الخارج, فهل الانفتاح الآن أصبحت جرعته كافية؟

      ** انشغلنا في الداخل, وهيأنا الداخل, وكما تقول الإدارة الحصيفة, إذا أردت
      أن تكون قويا في الخارج فكن قويا في الداخل, والانفتاح هو جزء من تقوية
      الداخل, وهو انفتاح مدروس ولكنه أكيد. والجرعة العالية للانفتاح قد تفقدنا
      مصالح نريدها للشعب العماني.. نعم نحن الآن نسوّق إمكانات البلد داخلياً
      أولاً وخارجياً ثانياً عبر استثمارات نشعر أن فيها قيمة مضافة لبلدنا, وأول
      هذه القيمة استيعاب أي عمالة تكون متوفرة, أو عمالة بدون عمل, ونشدد على
      أن يكون تسويق هذه الإمكانات والفرص عبر استثمارات أجنبية تكون القيمة
      المضافة فيها واضحة, وأن يكون التمصلح مشتركاً يفيد ويستفيد, ولا يكون هذا
      التمصلح لحساب طرف دون آخر. نعم, هذا ما أردناه وما نظن أننا نجحنا فيه.



      * سيدي صاحب الجلالة: في جو هذا الانفتاح, وبالجرعة التي أردتها, هل وردت
      إليكم استثمارات كثيرة وهل تمت الاستفادة من فرص الاستثمار التي برزت في جو
      النهضة العمانية؟


      ** نعم, الاستثمارات كثيرة وعلى مستويات متعددة, والكثير يأتي الآن, ولكنني
      كما قلت لك: نريد استثمارات ذات قيمة مضافة, وأعطيك مثلا, عندما يأتي
      المستثمر ونفتح له الأبواب ثم يتبين فيما بعد أنه دلال استثمارات, هنا
      نتوقف, فلسنا بحاجة إلى دلالين وإنما نريد أن تكون هذه المبادلات مع
      المستثمرين الجادين أنفسهم ومباشرة الذين يأتون دون وسطاء.. لا مانع أن
      يكون هناك وسطاء ولكن للتعريف, إنما تداول المصالح يكون مع أصحاب الشأن
      أنفسهم, إن حجم الاستثمارات ـ كما قلت لك ـ جاء وفق ما توقعناه, وهي
      استثمارات متنوعة, بعضها يقوم به القطاع الخاص العماني ويشارك فيه أصحاب
      المعرفة الأجانب وبعضها يخدم صناعة السياحة, وهي صناعة كما تعرف, مهمة
      جداً, وبعضها يخدم الاستكشافات النفطية, وبعضها يعمل على تطوير القطاع
      العقاري وبعضها الآخر عبارة عن منشآت إنشائية عقارية متنوعة بتنوع الحاجة
      والطلب الوطني.



      * سيدي صاحب الجلالة: لا أرى في عمان تلك الأثنيات والأعراق والتوجهات المختلفة التي أراها في أوطان كثيرة, فما سر ذلك؟

      ** عندما توليت المسؤولية, وبعدها بسنتين أتذكر أنني خاطبت أبناء الأمة
      وقلت لهم: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم", كما قلت أيضا: "إننا جميعا نسيج
      واحد, وجسد واحد وأمة واحدة, والأتقى منا هو من يعمل لوطنه, ومن يساهم في
      نهضة بلده", ولذا تجد أن نسيجنا الاجتماعي واحد, وسيظل كذلك, فقد تجاوب أهل
      عمان مع فكر ولي الأمر, الأمر الذي صنع هذه الوحدة الوطنية, فنحن لا نشكو
      من تعدد المكونات, والشعب العماني مكون واحد, ولاؤه لوطنه ولولي أمره, كما
      تأمرنا بذلك عقيدتنا السمحاء, وأذكر وأنا أخاطب الناس, بهذا المعنى, أن
      التجاوب كان سريعاً, فهناك من تباطأ بعض الشيء, لكن ذلك كان طبيعياً حتى
      استوعب الفكرة ومحاسنها, فبلدنا يقوم على فكر واحد هو الولاء للوطن وأمنه
      واستقراره ونموه.



      * سيدي صاحب الجلالة: تربة عمان هل لا تزال طيبة لا تنبت إلا طيباً كما قلت في أحد خطبك؟

      ** نعم.. وأعتقد أنك كإعلامي تلمسها وتعرفها.. ليس لدينا بذور شقاق ولا
      فرقة, بل نتفيأ ظلال وحدة وطنية لا شقاق فيها ولا تنابز.. أخيرنا من أحسن
      عمله وأحب وطنه.. لا ولاء إلا لله والعقيدة والوطن, والحمد لله بلدنا لا
      يحدث فيه ما يجري في المجتمعات الأخرى, فالأمن مستتب, ومسؤولو الأمن ولاؤهم
      لولي الأمر وأوامره وليس لمذهب أو طائفة أو عائلة أو فرقة من الفرق,
      فالجميع سواسية أمام العمل على أمن الوطن وأهله وازدهاره واستقراره.



      * سيدي صاحب الجلالة: في هذه الأجواء كيف هي حالة التضخم في بلدكم, وهل أسعار النفط الحالية ستساعد على نمو أكثر؟

      ** حالة التضخم ليست بالمقلقة, وهي ليست كبيرة, وهي تختلف عن الدول الأخرى
      التي تصل فيها حالة التضخم إلى أرقام فلكية, فالتضخم عندنا ليس بتلك الحدة,
      وأحيانا فإنه عند أرقام معينة يمكن أن يوصف بأنه حالة صحية لتسارع النمو,
      أسعار النفط لا شك أنها رفعت الدخل, وإن كانت ـ كما يقول الخبراء ـ إنها
      أسعار ربما لا تستمر وهي وصلت إلى هذه الحدود نتيجة تراجع سعر صرف الدولار,
      وعلى كل لا أستطيع أن أفتي بهذا الشأن, لكن إذا ما حصل تراجع كما يقول
      الخبراء فلن يكون كبيراً, وأسعار النفط دعنا نتركها إلى حالة العرض والطلب,
      يقولون إن الخزانات النفطية في العالم مملوءة وإن السوق مشبعة بالنفط ولكن
      هذه هي الأسعار السائدة, وليس من شك في أن أسعار النفط الآن ستنعكس على
      حجم الأموال في المنطقة كما هو الحال في عمان.



      * سيدي صاحب الجلالة: المداخيل العمانية من ارتفاع سعر النفط, هل يصاحبها حجم أكبر في إنتاج النفط نفسه؟

      ** نعم, هناك استكشافات كثيرة ولا أعتقد أن الشركات التي تنفق المال بكثرة
      على هذه الاستكشافات ليست متأكدة من أن هناك نفطاً, فهناك نفط بكثرة وهناك
      غاز والاكتشافات التي تجريها العديد من الشركات أظهرت أن هناك مخزونا نفطيا
      في أماكن عدة, وكذلك الغاز, وبالطبع هذا سيزيد من الإنتاج, وسيكون له أثره
      على الدخل الوطني, وبالمناسبة أقول لك: إن الدخل الوطني يزداد عندنا,
      وهناك أيضا ناتج الاستثمارات السيادية المكونة من الاحتياطي العام وهناك
      أيضا القطاع الخاص له نشاطه في الداخل والخارج وهناك تدفقات مالية تأتي من
      قطاع السياحة وقطاعات أخرى ونحن أيضا نستثمر المال السيادي, أو ما يسمى
      الاحتياطي العام في مناطق مهمة من العالم, ولدينا الآن وفد ذهب إلى فيتنام
      لاكتشاف مجالات استثمارية, كما إننا موجودون في دول أخرى مهمة, فكل هذه
      تستثمر بشكل جيد وتعطي ثماراً جيدة للدخل الوطني العماني, ونحن نطور
      اقتصادنا بشكل امن وأكيد بعيداً عن أي مغامرات لا تخدم موازين عملنا
      الاقتصادية.



      * سيدي جلالة السلطان: عندما جاء الإعصار الأخير (جونو) يقال إنك رفضت أي
      مساعدات, فهل هذا يندرج تحت بند أنكم لا تريدون منة يلحقها أذى؟


      ** ليس الموضوع بهذا الوصف, فنحن لم نرفض بالشكل الحاد المطروح في سؤالك,
      لكن عندما حصل الإعصار وجدنا أنفسنا مع شعبنا قادرين على حصر نتائج
      الكارثة, وأردنا أيضا أن نجرب قوتنا أمام مثل هذه الكارثة, فشعبنا خضع
      للتجربة, وأقول لك: إننا نجحنا فيها, وهذه التجربة أيقظت الناس, والشعب
      العماني وجدناه لحمة واحدة واستطاع أن يقوم بالواجب الذي كنا ندعو إليه
      دائماً, فهناك مع الأسف من فسر هذه الكارثة على أنها عقاب إلهي, وهؤلاء
      يفسرون بعيدا عن مقاصد الشريعة, وهذه القضية دعنا نأخذها على أنها تحذير
      إلهي ليتهيأ للناس بأن الحياة ليست دائماً من دون مصاعب, وأن عليهم أن
      يستعدوا لكل ما يقدر لهم, فهذا طبيعي, وعلينا أن نقول دائماً: الحمد لله
      على ما قدر ولطف.. فهناك دول أخرى, نجد أن هذه الكوارث الطبيعية عندها
      دائمة وليست استثناء, أما ما حدث عندنا, وربما يحدث مرة أو مرتين, نعتبره
      استثناء إذا ما قسناه بغيرنا ممن تقع عندهم الكوارث بشكل سنوي أو متعدد,
      ولقد واجهنا هذه الكارثة بتعاون عال من المشاعر الوطنية, وكنت أشد الناس
      سروراً لتعاون الشعب العماني على تجاوز نتائج هذا الإعصار دون هلع أو فزع
      أو فوضى وبقلوب مطمئنة.



      * سيدي جلالة السلطان: هل ما زال الشأن العماني الداخلي هو هاجسك دون غيره؟

      ** نعم.. هو هاجسي. قلت لك سابقا إنك إذا أردت أن تكون قويا في الخارج عليك
      أن تكون قويا في الداخل.. نعم أردنا لبلدنا القوة والسمعة الحسنة.. ولا
      يعني هذا أننا لا نتابع الرياح التي تهب علينا من هنا أو هناك. رياح قد
      تؤثر فيها أو نتأثر بها, ولذلك أردنا إذا كانت هذه الرياح مؤثرة علينا
      تجدنا أقوياء نعرف كيف نتعامل معها. وكيف نصدها.. الشأن العماني هو شغلي
      الشاغل وأنتم في هذا الإقليم تدركون ذلك وتعرفون أننا لا نلهو بالزبد الذي
      يذهب جفاء, ولكننا نلهو بما ينفع الناس ويمكث في الأرض.

      لقد بدأت النهضة العمانية من الصفر وأنتم أيضا تعرفون ذلك والآن هي أرقام
      نفخر بها ويفخر بها شعبنا الذي تعاون معنا حتى أصبحت بلادنا ملء السمع
      والبصر وحضن وحصن المواطن العماني وكل من يعيش فيها أو يزورها.



      * سيدي صاحب الجلالة: أشرفتم بدقة على بناء المسجد الكبير وقد زرته وأديت فيه الصلاة, هو تحفة فنية وروحانية, فماذا يعني لك؟

      ** الدول بلا أسس روحانية هي خواء وليس هناك أهم من الجانب الروحاني في
      بناء الأمم, فهي التي توجد التماسك والتلاحم, وهي التي تخلق أجواء السماحة
      والأمان والسلوك الحسن, وهناك دول قامت بلا روحانيات وغابت, وأرجع إلى
      تاريخ الأمم سواء السحيق أو المعاصر, فمن الذي انتهى؟ إنهم الذين كانوا
      بدون عقيدة, ولنأخذ مثلا.. الأيديولوجية الشيوعية ألم تنته؟ لأنها استمدت
      عملها وهيكلها من ماديات أرهقت الإنسان وحولته إلى ماكينة بلا رحمة.



      * سيدي صاحب الجلالة: يصفكم البعض بأن غضبكم غضب صامت يفهمونه بالإشارة؟

      ** أنتم أيها الإعلاميون تفسرون ظواهر الأشياء أحيانا بغير بواطنها, وإذا
      كان هذا هو تفسيركم فإنني أدعه لكم, لكنني رجل متفائل دائما وجهازي
      التنفيذي, ومن يعرفني يفهم غاية مرادي عبر شروح هادئة ومطمئنة وعبر التفاهم
      الودي, والحر عند العرب تكفيه الإشارة.



      * سيدي صاحب الجلالة السلطان: لقد أرسيت دبلوماسية عريقة في هذا البلد
      وكذلك نظام حكم فريد له خصوصية وطقوس يحترمها الكل, فهل هذه الطقوس هي طقوس
      الدولة الأموية أم العباسية, وهل تعتقد أنها طقوس راسخة ومستمرة؟


      ** نعم.. لدينا خصوصية مجذرة وهي مستمرة وأصبحت دبلوماسية عريقة يحترمها
      الجميع والأمل إنها داعمة مصداقاً لقوله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم
      حتى يغيروا ما بأنفسهم).. إنها دبلوماسية قائمة على الاحترام المتبادل..
      احترام الصغير للكبير والثقة بالله وولي الأمر, والكل يوقن بأن الدبلوماسية
      العمانية هي دبلوماسية هادئة لا صخب فيها ولا نصب.



      * سيدي صاحب الجلالة السلطان قابوس: هل طموحاتك في بناء النهضة العمانية تحققت جميعها, أم أن هناك المزيد؟

      ** قلت لك في هذا الحديث أن النفوس إذا كبرت تعبت في مرادها الأجسام.. حتى
      الآن لا نشعر بالتعب.. أمامنا الكثير من العمل.. طموحاتنا كبيرة وكثيرة..
      لسنا أمام نقصان, بل أمام اكتمال.. لدينا الكثير الناهدون للعمل, فالشعب
      العماني الطيب إذا عمل عملا أحسنه, وهذا ما يريح قلبي ويفرحني, لعل الله
      أراد بناء الخير، حيث مسار النهضة مستمر, وأُكلُها يعطي ثماره دائما.



      * سيدي صاحب الجلالة: ما سر أن عمان ليس لها خلافات مع دول الإقليم ولا حتى
      مع العالم.. الخلاف الوحيد الذي أتذكره كإعلامي عندما رفضتم مقاطعة مصر في
      مؤتمر القمة العربية في بغداد, وأيضا عندما اختلف معك العرب لم ترد على
      انتقاداتهم؟


      ** ليس لدينا أي خلافات, وأيضا نحن لا نصب الزيت على النار في أي اختلاف في
      وجهات النظر مع أحد.. عندما اختلفنا حول مقاطعة مصر ذاك الوقت كان لنا
      وجهة نظر لم نفرضها على الآخرين, ولم ننتقد كذلك الآخرين على اجتهاداتهم,
      وتركنا للزمن الحكم على مرئياتنا ومرئيات غيرنا.. ليس لنا أي منغصات مع أحد
      لا في الإقليم أو خارجه.. نحن دولة سلام وحتى كما قلت أنت في أحد أسئلتك
      إذا ما غضبنا فإننا نغضب في صمت, والزمن كفيل بحل المشكلات, وكلام ربنا
      يقول: "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم".



      * سيدي صاحب الجلالة طالما وأن بلادكم ليس لها عداوات ولا منغصات مع أي
      دولة في الإقليم والعالم... ألستم مهيئين للنصح فيما تواجهه الدول من
      منغصات فيما بينها؟


      ** تقصد إذا كنا قد قمنا بوساطات؟.. نعم قمنا بوساطات كثيرة وأخمدنا خلافات
      كثيرة وتحركنا دبلوماسيا لأشياء كثيرة أيضا وكلها تمت من دون إعلان أو
      إشهار ولكننا يقينا نعرف أن الذين سعينا لهم ونجحنا في مساعينا لأجلهم
      يعرفون ذلك ويقدرونه وهذا جل ما نريده ونتوخاه.. ولندع التاريخ يحفظ لنا

      ذلك عندما يكتب.



      * سيدي صاحب الجلالة: في عام 1998 كنت رجل السلام ومنحت جائزة السلام من
      الأمم المتحدة ومرت هذه الجائزة بهدوء ومن دون إعلان أو إبهار أيضا...
      لماذا؟


      ** أخ أحمد أنت تعرف أنني إذا كنت أكره شيئا فهو الإبهار في الإعلام...
      أريد أن يأخذ كل شيء حجمه الطبيعي, ولكنني اعتز بهذه الجائزة كونها من كبرى
      المؤسسات الدولية العريقة, ومع ذلك أؤكد مجددا أننا في النهاية نعكس طبيعة
      بلدنا المحب للسلام.



      * سيدي جلالة السلطان: هل يريحكم الاطراء الذي يعكس حب الناس؟ وهل تسعدون به ـ فأنتم بشر في النهاية؟

      ** صدقني أنني لا أحب الاطراء, فمن أحبه الله حبب إليه خلقه وأنا بالنسبة
      لي, الاطراء الحقيقي هو ما أشاهده من عمل حسن عندما أرى أننا نعمل, وأن
      نتائج عملنا مفيدة, والناس تحس بذلك.. هذا هو الاطراء الذي تتقبله نفسي,
      فلا وقت عندي إلا لسماع كيف يمكن أن نعمل بشكل أفضل, وكيف نفيد الناس وكيف
      نفيد هذا الوطن, "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون" وإذا كان
      هناك, كما تقول, غضب صامت, فهناك ود صامت.



      * سيدي صاحب الجلالة: المؤسسات الدستورية العمانية التي راهنت عليها والتي
      هي في نظر البعض أفضل من الديمقراطيات المستوردة.. هل هي أفضل النظم
      السياسية أم ترى أن غيرها أفضل؟


      ** أفضل النظم السياسية هي المستمدة من خصوصيات الشعوب ومن تراثها
      وثقافاتها وإرثها الاجتماعي والسياسي.. الديمقراطيات السائدة كنظم في دول
      كثيرة ممارسة منذ ثمانمئة سنة, ونجد أن اللغو هو السائد بين أصحابها .. نجد
      أن الخلافات في مجتمعاتهم تصل أحيانا إلى حد الاقتتال.. خلافات ونقاش
      وجعجعة بلا طحين.. لا أتهم الكل بالطبع ولكنني أرى أن النظام السياسي
      النابع من تراث وإرث الشعوب وخصوصياته هو الأجدى.. القوانين تصدر لإسعاد
      الناس لا لإشقائهم. نعم القوانين ضرورة للدول المتحضرة, ولكن لتكن قوانين
      من بيئة المجتمعات ولتكن رحيمة.. قوانين يسر لا عسر.. تخدم الناس لا أن
      تشدهم وتشل حركتهم وتدخلهم في دوامة تفسيرات وتضعهم أمام مواقف عقيمة يجد
      المسئول أنه مشلول أمام ممارسة مرئياته الإنسانية, بعد أن يتقيد بمواد
      قانون قوية لا تصلح لجسد أمته. لقد استنبطنا نظاما لمؤسساتنا الدستورية
      ينفع الناس ويريحهم وينسجم مع خصوصياتهم وتراثهم وثقافاتهم .. وأعتقد أننا
      نجحنا عبر نظامنا أن نغلف القانون بأثواب ذات قياسات مريحة يجد فيها
      المسئول القدرة على تطبيق الجانب الوردي وليس الجانب الأسود من القانون.



      * سيدي صاحب الجلالة شعوب المنطقة وربما شعوب الشرق الأوسط وربما أيضا شعوب
      شرق آسيا تميل إلى طقوس الحكم الملكي أو السلطاني وقد شعرت هذه الشعوب
      بالإساءة مع كل الثورات التي مرت بالمنطقة.. هل تعتقد أن فكرة الثورات قد
      فشلت.. وأنها لم تعد ذات معنى ولن تتكرر.


      ** هذه الشعوب ألفت نوعا من الحكم حتى في عقيدتها ونحن شاهدنا أن أي شعب في
      أي مكان عندما يفقد الشرعية التي تحكمه يحتاج إلى سنين حتى يستعيد ثقة
      العالم به وذلك لأن شرعيته الجديدة تحتاج إلى وقت حتى تستعيد ثقة التعامل
      معها عالميا ولا أعتقد أن العالم سيشهد شبيه ما شهده في عقود ماضية عندما
      كانت الحرب الباردة في أوجها بين القوتين العظميين فالوضع مختلف الآن
      والوعي ساد شعوبا كثيرة والناس تتطلع إلى من يوفر لها الاستقرار والازدهار
      والأمان.



      * سيدي صاحب الجلالة هل تعتقد أن المنطقة مقبلة على الحروب أم أنها ستعيش في سلام.

      ** عمان كما قلت لك بلد محب للسلام نبني علاقاتنا عبر المصالح المشتركة مع
      الجميع من دون أن نغبن أو نغبن وهذا ما وضع دبلوماسية الدولة العمانية على
      الطريق الهادئ الصائب فليست لدينا أي خصومة مع أي دولة في المنطقة نعرف أن
      البعض لديه مصالح يريدنا أن نحترمها وندرك أيضا أن لنا مصالح يجب على
      الآخرين احترامها وعند هذا تتلاشى الخلافات .. كل ما أتمناه ألا يطل شبح
      الحرب على هذه المنطقة التي تعد عصب الاقتصاد العالمي وتستأثر باهتمام
      دوائر وصناع القرار باستحواذها على أكبر نسبة من النفط المخزون وشعوبها لا
      تنشد سوى السلام.. نريد منطقتنا بعيدة عن كوارث الحروب.. نريدها تسير في
      مسار النمو وتتمتع بفوائضها النقدية وأن تنعم بالازدهار والاستقرار والتقدم
      وكل ذلك يتأتى وفق معادلة سهلة مفادها أن نحترم مصالح الآخرين مثلما
      نطالبهم باحترام مصالحنا وعندها لن تسمع الشعوب سوى ترانيم السلام.



      * أخيرا.. سيدي صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد لنفسك عليك حق.. ماذا تعطي لنفسك؟

      ** راحتي ليست في البعد عن العمل الذي أحبه ويقال سعيد من هوايته مهنته.
      قلت لك سابقا إن المنصب تكليف لا تشريف ونحن أصحاب رسالة أحببناها.. أجد
      متعتي وراحتي في نهضة عمان.. إننى عندما أشعر بمتاعب الروتين اليومية هذا
      إن حدث فإن متعتي وراحتي في التحرك الميداني حيث أجوب الأقاليم وأختلط مع
      الناس.. أعيش حياتهم وأسمع شكواهم وأتطلع إلى مسار نهضة بلادنا وسرعة
      الإنجاز فيها... هذه أعتبرها إجازة وراحة كبرى للنفس كما إننى لا أشكو من
      حاجة ولله الحمد.. هذه البلاد وشعبها وفروا لولي الأمر كل ما يريحه لإكمال
      رسالته.



      وأخيرا أخ أحمد دعني أسالك عن الإخوة في الكويت كيف حالكم.



      قلت لجلالة السلطان إنك تطل علينا وتعرف أحوالنا.... ابتسم جلالة السلطان
      وقال تحياتي إلى أميركم الصديق العزيز وإلى شعب الكويت الذى يحبنا ونحبه.

      انتهت المقابلة التي دامت أكثر من ساعتين وأعترف كإعلامي أنني كنت أمام رجل
      يضع تجاربه أمامي.. يتحدث عن فلسفة حكم الشعوب وكيف يجب أن تكون ويضيف
      اليها نتائج هذه الرؤى وهي نتائج يلمسها كل من تطأ قدماه أرض السلطنة."



    • - المؤتمر الصحفي لجلالة السلطان قابوس لأجهزة الإعلام والصحافة العُمانية 1985-






      [B]وقائع المؤتمر الصحفي الذي تفضل بعقدة حضرة صاحب الجلالة

      السلطان قابوس بن سعيد المعظم لأجهزة الإعلام والصحافة العُمانية

      بتاريخ 22/10/1985م



      - الإذاعة : التليفزيون


      â—ڈ مولاي صاحب الجلالة .. بفضل توجيهات جلالتكم السديدة , والتخطيط الجيد ,
      شهدت عمان خلال تنفيذ الخطتين الأولى والثانية نموا وازدهارا في كافة
      القطاعات الخدمية والإنتاجية وحققت الخطتان أهدافهما المبتغاة , والآن
      والسلطنة على مشارف الخطة الخمسية الثالثة, هل لجلالتكم تسليط الضوء على
      أهم الملامح الرئيسية لهذه الخطة ؟




      - جلالة السلطان :

      شكرا ... مما لا شك فيه إن الخطط الخمسية هي حلقات من سلسة طويلة هذه
      الحلقات متصلة ببعض. فقد أنجزت الحلقتان الأولى والثانية, والآن نحن على
      مشارف الحلقة الثالثة , كل حلقة هي امتداد للحلقات التي سبقتها .

      ولا شك أن كل حلقة من هذه الحلقات بها بعض الجديد عما سبق , ففي الحلقة
      الثالثة سيكون هناك تركيز على وضع أسس تتمشى مع الأسس التي سبقتها وتجعل
      الأسس التي قبلها أكثر صلابة ومتانة, ولا بد للحكومة أن تستمر في التوسع في
      بعض المجالات ولا شك أه هذه المجالات مجال التعليم ، مجال الخدمة الصحية
      ومجالات الاتصالات .. ورغم وجود طرق كثيرة حاليا والحمد لله, إلا أن طرقا
      جديدة سيخطط لها , لان الطرق هي شريان الحياة للتنقل بين الجهات المختلفة
      في بلادنا , كما سيتم التوسع في الاتصالات الهاتفية والسلكية واللاسلكية ,
      وهي هامة جدا للاتصالات الداخلية والخارجية .

      ولكن هناك تركيز كبير سيكون على النواحي الاقتصادية .. هذه النواحي
      الاقتصادية تنقسم إلى أقسام : القسم العام وهذا يتطلب أن تكون يد الحكومة
      فيه مباشرة مثل قطاع النفط والثروات المعدنية .. الخ . وهناك القطاع الخاص ،
      وعلى الحكومة أن تدعم هذا القطاع ليقوم هو كذالك بمهامه نحو اقتصاد بلادة
      وذلك بالتركيز على الصناعات التي ترجع بالفائدة على المواطن , التركيز على
      زيادة الرقعة الزراعية ليزرع فيها ما هو كذلك مفيد ويرجع بالفائدة على
      الإنسان والحيوان بالسواء .

      لكن أريد أن أبين حقيقة وهي عن الصناعة , سياستنا هنا في السلطنة هي أن
      الصناعة لا تكون صناعة صورية بمعنى أن نعمل مصانع وصناعات ليقال إن هناك
      المصنع الفلاني والمصنع الفلاني والحاجة الفلانية تصنع في عمان وما لها سوق
      .. فهذا الشيء لن يحدث في عمان, لكن الصناعة ستكون مدروسة دراسة وافية
      كافية وقبل كل شيء يكون الهدف هو تغطية السوق الداخلي . نحن في الوقت
      الحاضر ليس عندنا طموحات بهدف التصدير إلى الخارج , يجب أن نغطي أولا سوقنا
      الداخلية لكن إذا وجدنا أن هذه المنتجات صالحة ومطلوبة في مناطق أخرى من
      منطقتنا , فلا شك أن عمان ستقوم على الإكثار منها وتصديرها .

      في قطاع الزراعة كما ذكرت - وهو قطاع مهم جدا – يجب أن يتحقق فيه الاكتفاء
      الذاتي ويجب أن تكون ما يزرع على هذه الأرض مصدرا يخفف العبء على البلد ولا
      يزيد من أعبائها , لأنه نجد في بعض المناطق أناسا يزرعون ليقال أن عندهم
      الزراعة الفلانية , في الوقت الذي ستكلفهم زراعة المحصول أكثر من لو انهم
      استجلبوه من أماكن أخرى . ولكن هذا لا يعني انه مثلا نعمل دراسات عن زراعة
      القمح ومحاصيل أخرى إذا رأينا أنها ستكون مجدية في المستقبل . . لا بد
      سيكون لها لفت نظر .

      فهذه ملامح في الحقيقة من الخطة الخمسية الثالثة ولا شك هي كما قلت حلقة تتصل بالحلقتين اللتين سبقتاها .



      - جريدة « الوطن » :

      سيدي . . لقد مرت أربع سنوات على إنشاء المجلس الاستشاري للدولة , وبفضل
      رعاية جلالتكم أصبح هذا المجلس يجسد مشاركة حية وصادقة للمواطن في عملية
      التنمية الشاملة , فهل جلالتكم راضون عن تجربة المجلس خلال الفترة المـاضية
      ؟ وما هو تخطيط جلالتكم للكيفية التي سيتطور فيها هذا المجلس ؟ شكرا




      - جلالة السلطان :

      نعم ؛ كلنا نعرف وكما ذكرت أنت الآن أن المجلس عمرة أربع سنوات ، وكلنا
      يتذكر انه في السنتين اللتين سبقتا الدورة الحالية ، أي في الدورة الأولى
      للمجلس ، كان عدد أفراده 45 فردا , أما في الدورة التي ستنتهي الآن فقد
      ازداد عدد الأفراد في هذا المجلس إلى 55 فردا , يعني بزيادة عشرة , وهذا
      يعني أنه – المجلس – حقيقة صار له دور يلعبه في المجتمع العماني . والتجربة
      اعتقد في السنتين المـاضيتين كانت ناجحة , فقد كانت توصيات المجلس ــ
      حقيقة كانت ــ مدروسة , وأهداف هذه التوصيات كانت واضحة وكلها ترجع بالخير
      على الوطن والمواطن , ولذلك لا أتذكر ان هناك توصيات لم تعتمد من قبلنا ،
      فبعضها ما نفذ , وبعضها ما هو في قيد التنفيذ .

      إننا عندما نرجع بالنظر إلى الوراء نرى أن كل التطور الذي حدث في السلطنة
      هو تطور يجيء حيثما كانت الحاجة لذلك التطور , في بداية هذا المجلس لما
      رأينا أن هناك حاجة لإنشاء هذا المجلس .. جاء هذا المجلس .. وتطور هذا
      المجلس , لا شك سيتطور مع تطور السلطنة ذاتها , مع تطور الإنسان , مع تطور
      البنية , مع كل التطورات التي تسير بطرق مدروسة وبخطى ثابتة وكل شيء يجب أن
      يكون سندا للشيء الآخر في تنمية هذا البلد , فلا شك أن هذا المجلس لن
      يتجمد , أنا أقول كلمة لن يتجمد ، وإنما سوف يتطور مع متطلبات التطور
      والتنمية ، أكان تطور الإنسان نفسه أو التطور الاقتصاد التنمية ف البلد.
      وشكرا .





      - مجلة العقيدة:

      من المشروعات الحيوية التي تعتز بها السلطنة مشروع إنشاء جامعة السلطان
      قابوس لتكون أول جامعة عمانية تكرس جهدها للعلم والفكر والمعرفة, كيف ترون
      جلالتكم دور الجامعة في مستقبل عمان ؟ شكرا




      - جلالة السلطان :

      بدون جدال، إن إنشاء أول جامعة في السلطنة هو حدث كبير, وهذا يعني أن
      المستوى التعليمي في هذا البلد بلغ المستوى الرفيع الراقي المطلوب , ولكن
      ربما أنه في إنشائنا هذه الجامعة اختلفنا عما درج علية الحال في إنشاء
      جامعات في أماكن أخرى , حيث أن التركيز في هذه الجامعة جاء على كليات معينه
      بالذات وليس فقط على نفس المناهج الذي سارت عليه الجامعات الأخرى . وإنشاء
      هذه الكليات بالذات يعني أن كل خريج من هذه الكليات هو شخص له موقعة في
      المجتمع وعليه خدمة أن يؤديها لوطنه .

      كلية الطب ؛ خريجو كلية الطب يكونون أطباء , والبلد محتاجة لأطباء . كلية
      الهندسة ، كلية العلوم ، كلية الزراعة , وكلية التربية والعلوم الإسلامية ,
      هذه كلها كليات من سيدرس فيها ومن يتخرج منها سيكون له عمل يؤديه في خدمة
      المجتمع , ولكن فوق هذا كله ستقوم الجامعة ببحوث اجتماعية , وهذه نقطة مهمة
      , فهي ليست جامعة تدرس والمدرسون فيها والأساتذة والتلاميذ ليسوا فقط
      مدرسا وتلميذا يتلقوا التعليم وإنما ستقوم ببحوث تهم المجتمع العماني ,
      وهذه البحوث لا شك سيكون لها صداها في تنمية هذا البلد ، وهذا معناه أن
      الجامعة سيكون دوران ؛ الدور التعليمي ودور البحوث وهذا الدور له أهمية
      قصوى في مجتمعاتنا المختصرة.

      وإن شاء الله ستحلق بهذه الجامعة أرض ليكون التعلم في مجال الزراعة نظريا
      وتطبيقيا , ولا شك بلغكم أن هناك تخطيطا لمستشفى كبير تابع للجامعة يضاهي
      نفس المستشفى الموجود بالغبرة به أكثر من 500 سرير , وهذا كذلك ليتعلم
      التلميذ نظريا ويطبق هذا علميا , لكن لا يعني أن المريض سيكون هناك تحت
      رحمة التلميذ , لا ؛ التلميذ نفسه سيكون تحت توجيه أطباء ومدرسين كبار ,
      فلا خوف من الأخطاء إن شاء الله , هذا شيء محسوب حسابه , لن يكون التعليم
      التطبيقي لخريجي كلية الطب على حساب أناس مرضى , لا , هذا لن يحدث , وأردت
      أن أبين هذا , حتى لا يكون هناك تخوف لأنه سيكون إشراف أطباء على مستوى عال
      جدا . وعلى المدى البعيد أن فائدة الجامعة هي , أبناؤنا الذين سيتخرجون
      منها وستكثر أعدادهم والذين سيكون لهم دورهم الكبير جدا في هذا البلد ,
      وأيضا الأمر الطيب أن أبناءنا سوف يتعلمون في جامعة في بلدهم وفي بيئتهم
      ووطنهم .

      ولكن هناك كلمة , وهي انه لا يعني هذا أن هذه الكليات هي فقط التي ستكون في
      جامعة السلطان قابوس , وإنما المراحل الآتية لا بد ستلحق بها كليات أخرى
      مكملة ـ والتي هي من وجهة نظرنا في الوقت الحاضر غير مهمة جدا ـ وما تحدثنا
      عنه هو أهم الكليات التي يجب أن تكون موجودة حاليا في الجامعة ... شكرا .



      - جريدة عُمان :

      جلالتكم كنتم السابقين للدعوة إلى وجود تعاون وتنسيق أمني بين دول
      الخليج, وقد أثبتت الأحداث صحة وبعد رؤية جلالتكم فيما يتعلق بالحاجة لهذا
      التعاون ، فهل لجلالتكم أن تلقوا الضوء على الخطوات التي اتخذتها دول
      الخليج في إطار مجلس التعاون لمواجهة التحديات والتهديدات التي باتت تتعرض
      لها المنطقة؟ شكرا.



      - جلالة السلطان :

      نعم ؛ لقد كنت ممن دعوا إلى تنسيق أمني في هذه المنطقة منذ فترة ماضية,
      ونحمد الله أن هذا الشيء تحقق بفضل تكوين مجلس التعاون الخليجي , وأستطيع
      القول أن هناك خطوات إيجابية قد اتخذت في هذا المجال ، ولكن هذا المجال رحب
      وكبير والتنسيق بصفة مرضية مائة في المائة , لا يتأتى إلا بعد فترة من
      الزمان لأنه ما في شك يجب أن نقيم أنفسننا ونقيم قدراتنا ويصير احتكاك بين
      القوات المختلفة في المنطقة , وصحيح أنه صارت احتكاكات وتمارين ومناورات
      مشتركة, ولكن هذا يأخذ وقتا , إلا أن ما تحقق إلى الآن ـ حقيقة ـ شيء يدعو
      إلى الرضى, ونأمل أن تتخذ خطوات أوسع في المستقبل.

      ولا شك كل دولة من الدول في هذا العالم مطالبة من قبل شعبها على أن تكون
      لنفسها قوة دفاعية على قدر قدراتها وإمكانياتها, بمعنى قدراتها وإمكانياتها
      البشرية والمـالية، وأكثر من هذا الكفاءات, بمعنى أنه من الممكن ـ على
      سبيل المثال هنا في عُمان ـ أن أحضر 200 ـ 300 شاب من المدارس الثانوية
      وأعطيهم بعض التدريب في مجال الطيران وأقول انهم أصبحوا طيارين، ولكن أبدا,
      أؤكد أن هذا سيكون خطأ وليس صحيحا وسيجلب متاعب للبلد أكثر من الفائدة,
      فأولا هذا الإنسان لن يعرف كيف يستعمل الآلة, لن يعرف كيف يكيف نفسه مع
      التطور الهائل الموجود في التكنولوجيا العسكرية الحديثة ... الخ.

      ولذلك؛ وبالنسبة لعمان ـ بالذات ـ نظرة عمان للدفاع أو لتكوين قوة دفاعية
      أن تقوم على الكيف وليس الكم. فالأفضل أن يكون عندك قوة ذات حجم معقول
      تستطيع أن تستوعب كل التطورات التكنولوجية في النواحي العسكرية وأن تستعمل
      المعدات المتاحة لها بدلا من أن يكون عندك مجموعة من الناس فقط من أجل
      تثبتها في قوائمك أو تقول أن عندي كذا وكذا , وفي الحقيقة ليس عندك شيء ..

      أنا آمل أن يكون التوجه في مجلس التعاون هو بهذه الصفة، صفة التركيز على
      الكيف والمؤهلات, وليست صفة التركيز على الكم، وشراء المعدات من الشرق ومن
      الغرب, أي تجميع آلات ومعدات ليس باستطاعتنا استعمالها .

      وثانيا يجب أن نمد أرجلنا على قدر فراشنا فلا نكبر رؤوسنا ونقول نحن نستطيع
      أن نعمل كل شيء، لا أبدا, هناك دول عظيمة وكبيرة جدا مثل حلف الأطلسي وحلف
      وارسو ـ على كل حال ليس عندنا أحلاف هنا, عندنا تعاون ـ ومع هذا لا يزالون
      يشكون في قدرات أنفسهم وطموحاتهم، فليس من حقنا نحن أن نقول إننا الآن
      خلاص وصلنا, لا , هذا شيء يجب أن يكون مركزا ومنسقا ومؤهلا ويأخذ وقتا.
      ولكن الإنسان عندما يجيء أحد يريد أن تحتل أرضة أو يريد أن يعتدي عليه فلا
      شك أنه بالهراوة يدافع عن نفسه, هذا شيء مفروغ منه, ولكن في النهاية أقول
      أنه نحن ماشون بخطوات طيبة وان شاء الله يستمر هذا النوع من الخطوات. شكرا .



      - مجلة النهضة :

      مسيرة مجلس التعاون قطعت شوطا لا بأس به ، فكيف تقيمون جلالتكم هذه المسيرة ؟؟ وما هي الآمال التي تعقدونها عليها مستقبلا ؟؟ شكرا.



      - جلالة السلطان :

      من المسلم به أن انبثاق مجلس التعاون ، أو وجود مجلس التعاون الخليجي ,
      جاء من شعورنا جميعا أننا في منطقة واحدة ومصيرنا واحد ونحن من الصحيح
      شعوب , وكل واحد له بلدة وله حدوده, ولكن نحن بالجذور وبالتاريخ وباللغة
      وبالدين كلنا ـ وحتى تكويننا السياسي ـ كلنا نكون مجموعة متناسقة , من هنا
      ترجم هذا الشعور إلى حقيقة..

      وعندما يكون هناك تعاون حقيقي, يجب ألا يكون هناك إحراج في أن الإخوان
      يتحدثون مع بعض بصراحة , وأن ينظروا إلى أمورهم , وأن يكون فيه أخذ وعطاء ,
      وفقد يكون هناك شيء في مصلحة فلان قد لا يكون من مصلحة الآخر, قد يكون في
      مصلحتي أنا ولا يكون في مصلحة أخي , لذلك يجب أن نرى طريقا الذي يجمع
      بيننا, وأعتقد هذا هو الخط الذي يمضي عليه مجلس التعاون, ومن هذا المنطلق
      أعتقد أن المسيرة تسير في الطريق الصحيح وإن شاء الله لا تعتري هذه المسيرة
      عقبات غير مرئية وما دامت النوايا الحسنة عند الكل متوافرة فأعتقد إن شاء
      الله مسيرتنا ستسير من حسن إلى أحسن .... شكرا.



      - مجلة الأضواء:

      حققت قوات جلالتكم المسلحة ــ خلال سنوات قليلة ــ انجازات تجاوزت عمرها
      الزمني, كيف ترون جلالتكم دور قواتكم المسلحة في المرحلة القادمة ؟




      - جلالة السلطان :

      رغم أن جزءا من الإجابة على هذا السؤال جاء في الإجابة على سؤال التعاون
      الأمني والعسكري بين دول مجلس التعاون , ولكن أريد أن أعيد التركيز على أن
      قواتنا المسلحة هي قوات كيف وليس كم ــ أعيد هذا وأكرره ــ وهي كذلك سوف
      تتطور بحسب التطور الذي يطرأ على عُمان ككل, فهي ستواكب هذا التطور دائما
      من ناحية الكفاءة, من ناحية المعدات , ومن ناحية مستوى التعليم لجميع أفراد
      القوات المسلحة ، وهنا نقطة مهمة .. المستوى التعليمي لأفراد القوات
      المسلحة ، وهذا لا يعني أن القوات المسلحة فقط من الناس المتعلمين في مستوى
      معين . ومن الصحيح أن القسم الأكبر من القوات المسلحة يضم أناسا وصلوا إلى
      مستوى معين من التعليم, إلا أن بعض أبناء القوات المسلحة ربما يكونون من
      الذين لم يحصلوا على فرصة التعليم ولهم الرغبة في أن ينخرطوا في سلك الخدمة
      العسكرية , وما من شك شرف لأي مواطن أن ينخرط في سلك الخدمة العسكرية لأنه
      هو يقوم بواجب مقدس نحو وطنه, لذلك فالقوات المسلحة بها مدارس تعلم هؤلاء
      الناس, أي تقوم بدور تدريبي وتعليمي في نفس الوقت مع دور الجهة الأخرى وهي
      صنع الإنسان المدافع عن بلده ,وقد برهنت قواتنا المسلحة في المـاضي بكل
      فروعها بأنها هي ركيزة من ركائز هذا البلد في السلم وفي أوقات الحرب .. نرى
      الآن والحمد لله في ظل الأمن والاستقرار الذي ينعم به هذا البلد , قوات
      الهندسة في قوات السلطان المسلحة تقوم بشق الطرق في المناطق النائية , قوات
      سلطان عمان الجوية تحل المسافرين كذلك من و إلى بعض المناطق النائية
      وتساعد على تقدم المساعدة للمواطنين من الناحية الطبية ... الخ . فلا بد أن
      يكون دور القوات المسلحة دورا متطورا دائما وأبدا, يواكب المسيرة ونحن لن
      نبخل على هذه القوات بكل تحتاج له من المعدات التي تصلح لها .. شكرا.



      - مجلة الأسرة :

      مولاي .. تطرقتم قبل قليل إلى موضوع الزراعة , وبفضل توجيهاتكم السامية
      بتنوع مصادر الدخل الوطني لعل الزراعة تبدو من أهم تلك المصادر ، فهل
      لجلالتكم أن تلقوا مزيدا من الضوء في مجال تنوع وزيادة الاستثمار من أجل
      تطور التنمية الزراعية والثروة الحيوانية ؟ شكرا



      - جلالة السلطان :

      نعم؛ وهذا يعطيني فرصة كذلك لأن أتحدث عن الثروة الحيوانية والثروة السمكية .

      في تصورنا أن عُمان في خططنا قد قسمت إلى مناطق, لأن كل منطقة من عُمان
      تصلح لشيء , فنجد مثلا أن المنطقة الشمالية منطقة الباطنة بالذات والتي بها
      أكثر الأراضي الزراعية، ستركز على زراعة كل المحاصيل التي تقوم الدراسات
      أنها مجدية وأن لها سوقا داخلية ومن المحتمل أن يكون لها سوق خارجية في
      المستقبل, بعد ذلك عمان الدخل، أيضا ما في شك فيها مناطق كبيرة وربما يكون
      التركيز أكثر على أنتاج التمور، لأننا الآن عندنا مصانع التمور أكثر، ثانيا
      الإقبال على التمور العمانية، وجدنا في الحقيقة أن البلدان التي تصدر
      إليها التمور العمانية فيه إقبال لا بأس به خاصة بعد التصنيع الذي طرأ على
      نوعية التمور المصنعة, بودنا أن المنطقة الداخلية تركز على ما تشتهر به من
      قديم الزمان وهي النخلة والفواكه الأخرى والمنتجات التي اشتهرت بها عمان
      منذ القدم منطقة الجبل الأخضر كذلك يجب أن تطور, والحقيقة هناك خطة بدأت
      لتطوير منطقة الجبل الأخضر, لأن هناك محاصيل خاصة بالجبل الأخضر بما فيه
      المكسرات وبعض الفواكه كالخوخ والمشمش.. الخ. والزمان المشهور جدا نأمل أن
      يكون له سق كبيرة ،هذا التطور سو يحدث في منطقة الجبل الأخضر.

      نعود لمنطقة الباطنة ونتحدث عن المحاصيل وأهمها الخضار, والباطنة فيها نخيل
      كثير ولكن بعض أنواع النخيل لا تصلح للتصدير كما هو بالنسبة للنخيل
      الموجودة في الحجر العماني , ولكن لهذا النخل صناعات أخرى مثل صناعة
      المطهرات التي تستعمل في المستشفيات, فهذه الصناعة ستقوم وسيكون لها أهمية
      وبالتالي لا أريد لأهل منطقة الباطنة أن يقللوا من أهمية النخلة لأن تصنيع
      منتجاتها مختلف عن تصنيع منتجات أنواع النخيل المشهور في الداخل, من جهة
      أخرى أصبح العلف للحيوانات من الأشياء المرغوبة والمطلوبة.. حظائر ومزارع
      كبيرة خاصة للأغنام العمانية , فهذا له مجال كبير ليكون عندنا اكتفاء ذاتي
      في اللحوم بدلا من استيراد اللحوم من الخارج ولكن لن نكثر من الثروة
      الحيوانية إلا إذا توفر لها الأكل المطلوب, فالمنطقة الجنوبية منطقة حقيقة
      فيها محاصيل متنوعة ولكن يجب أن نتذكر أن الأرض التي يمكن استغلالها
      للزراعة محدودة ولذلك علينا أن نركز على الثروة الحيوانية بما يعني التركيز
      على الأبقار ـ الثروة الحيوانية ـ وكذلك الأغنام, وأنا أقدم هنا نصيحة,
      وهي إذا أمكن التقليل في الإبل لأن الآن كثرت الإبل في المنطقة الجنوبية
      على حساب الأبقار والأغنام , فهي تشاركها الآن في معيشتها والمردود من
      الناقة حقيقة قليل جدا، يجب أن نركز على الحيوان الذي منه مردود ، أولا
      البلاد, ثانيا للشخص ذلته مالك هذه الحيوانات, ماذا يحصل من آلاف النوق
      الموجودة؟ أنا لا أقول إنني لا أريد أن أرى في سهول المنطقة الجنوبية أي
      نوق, بل العكس , وإنما يكون بأعداد معقولة , وهنا التركيز على الثروة
      الحيوانية .

      والثروة السمكية تشترك فيها كل مناطق عمان والحمد لله, فسواحلنا تربو على
      الألف والسبعمائة كيلو متر, والآن يمكن الصيد حوالي 50 ميلا بحريا, وهناك
      الاتفاقية البحرية التي وقعت عليها عمان من جملة الدول التي وقعت على
      الاتفاقية إلى حدود 200 ميل بحري, أي استغلال الثروات البحرية للبلد
      المجاور للمحيطات ولو أن البعض من الدول الكبيرة للأسف لم توقع على هذا,
      ولكن هذا شيء آخر , أغلب دول العالم موقعة على هذا ...

      فالثروة السمكية في عمان والحمد لله ثروة كبيرة وكذلك رقعة المياه التي
      يمكن أن تستغل كبيرة جدا, لكن يجب أن نقول كلمة هنا , بمعنى أن نتقيد
      بالنظم في استغلال هذه الثروة بحيث لا يأتي يوم ونجد أنفسنا في فترة صغيرة
      استغلينا كميات كبيرة وبعد ذلك نرجع نجلس حتى نسترجع قوانا من جديد بالنسبة
      لهذه الثروة, ولذلك وضعت هناك نظما وأسسا على أساسها سيكون صيد الأسماك
      وهو ما يتم الآن ولكن كلها توسعنا ستكون هذه النظم أكثر , ويجب أن نطبقها
      بفعالية أكثر ولذلك هناك اتجاه بإقامة قسم تابع لبحرية سلطان عمان مهمته
      الإشراف على صيد الأسماك فقط كما هو معمول به الآن في بعض مناطق في العالم
      مثل بحر الشمال وفي عدة مناطق أخرى , إن شاء الله سوف ينشأ في المستقبل
      لسلاح سلطان عمان البحري قسم خاص بمراقبة الصيادين المحليين والشركات
      المحلية مع شركائهم الآخرين وكذلك مراقبة التسلل من الخارج, الآن حقيقة
      تتصدى قوات سلطان عمان البحرية للمتسللين الذين يأتون من مياه أخـرى
      ليصطادوا في مياهنا البحرية, والبحرية التابعة للشرطة تتصدى لهؤلاء الناس
      ولكن مهام البحرية هي مهام كبيرة, لذا سينشأ قسم صغير مهمته الأشراف فقط
      على صيد الأسماك في البحار .. شكرا.



      مع التطور الذي تحقق على أرض السلطنة تحت قيادة
      جلالتكم كان هناك نصيب للإعلام والصحافة العمانية بدور يعكس حجم الانجاز
      الذي تحقق , فما هو تقييم جلالتكم لذا الدور؟



      - جلالة السلطان :

      بما أنكم أنتم رجال صحافة و إعلام فمن الصعب أن يمدح المرء أحدا في وجهه
      , ولكن حقيقة أني أعتقد أن الهدف الذي وضع للإعلام في هذا البلد بما فيه
      من الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب , وأعتقد أن هذا موجود والحمد لله,
      لأنه نرى في كثير من الإعلام تقال أشياء خيالية أحيانا, فنحن هنا لسنا
      خياليين أصلا, المرء يجب أن يقول الواقع ويقول الصدق, وهذا أريد أن أؤكده
      وأنصح به مع أني مقتنع أن هذا هو الشيء الموجود حقيقة في إعلامنا بجميع
      جوانبه, لذلك من هذا المنطلق أعتقد أن المسيرة الإعلامية هي مسيرة تسير على
      الطريق الصحيح, ولكم ما في شك أنه مع التطور يجب أن يتطور الإعلام كذلك
      فكرا ونوعا .

      والإعلام يجب أن تكون له مهمتان ؛ الأولى هي نقل الحقائق كما هي وأن يكون
      صـادقا في نقل هذه الحقائق, والمهمة الأخرى , يجب أن ينقل الحقائق أكانت
      ايجابية أو سلبية وبالصور التي تكون ذات مردود مفيد على المستمع والرائي
      والقارئ , أكان هذا الإنسان داخل السلطنة أو خارج السلطنة . أنا أتمنى ذلك ,
      إن شاء الله سوف يتطور الإعلام في هذا البلد بكل فروعة دائما وأبدا ليواكب
      التطور الموجود في البلاد . وهناك جانب آخر , هو جانب الفكر الإعلامي الذي
      يجب أن يكون موجها , وهذا الجانب من الإعلام مهم جدا , لأنم عندما توجه
      الإنسان فقد توجهه إلى الصح أو إلى الخطأ . يجب أن يكون الهدف دائما هو
      التوجه الهادف ولا شك الهدف دائما هو الإصلاح , وإذا كان هناك نقد اجتماعي
      أو ما شابه ذلك , فيجب أن يكون هذا النقد مدروسا دراسة حقيقة علمية وعلى
      أسس , وليس فقط انه لم يعرف ماذا يقول, يطلع بشيء أسمة نقد في كل فروح
      الإعلام يجب أولا أن يتوخى الإصلاح , ثانيا يجب أن يكون مبينا على أسس
      الصدق, كذلك دور الإعلام هو من الركائز المهمة في أي مجتمع وإن شاء الله
      نتمنى له التنمية الفكرية والنوعية .. شكرا.



      - جريدة تايمز أوف عمان :

      مولاي صاحب الجلالة ؛ أعتبر بعض المراقبين الخطوة التي اتخذتها حكومة
      جلالتكم بإقامة علاقات دبلوماسية مع الاتحاد السوفييتي تغييرا أو توجها
      جديدا في السياسة العمانية في وقت اعتبرها الآخرون تفاعلا مدروسا مع
      الأحداث استطاعت بموجبه السياسة العمانية أن تستثمره في الوقت الصحيـح ,
      فهل لجلالتكم توضيح أبعاد هذا الموقف ؟



      - جلالة السلطان :

      صحيح .. قد بلغني كثير من الاهتمامات في كثير من أنحاء العالم لهذه الخطوة التي اتخذتها عمان..

      وفي الحقيقة أنا مستغرب لمـاذا البعض استغربوا هذه الخطوة , لأن الواحد
      لمـا ينظر إلى مسيرة عمان يجدها مسيرة تطور وانفتاح وسياستنا الخارجية
      واضحة وضوح الشمس فنحن نريد أن نصادق كل شعوب العالم ويكون لنا علاقات
      معها, ولكن هناك أسس يجب أن تكون أولا واضحة لدى من يريد أن يمد يده لنا ,
      وهذه معروفة, وسياسة السلطنة الخارجية تقوم على الاحترام المتبادل وعدم
      التدخل في الشئــون الداخلية إلى آخر هذه الأسس المعروفة، والعمل من أجل
      الاستقرار والسلام في العالم , فإذا عملت من أجل الاستقرار في منطقة ساهمت
      مساهمة كبيرة لأن كل منطقة هي جزء من العالم كله .

      في وقت من الأوقات ربما كانت هذه الخطوة تعد نوما ما بعيدة عن التنفيذ أو
      الوقوع , كانت هناك مسببات, ولما اكتشفنا فيما بعد أن تلك المسببات كانت هي
      ربما عدم معرفة الكثير عن الطرف الآخر . ولمـا وجدنا أن ما كنا نعد عليهم
      من مساوئ في المـاضي نتيجة معلومات خاطئة وأنه لديهم الرغبة في انهم يصححوا
      ما وقعوا فيه من خطأ في المـاضي ويقولوا نحن لسنا كما تتوقعون وإنما ما
      كان كان لسوء تفاهم في عدم معرفة وأننا على استعداد أن نقبل أن تكون
      علاقتنا معكم على الأسس المعلنة لعمان, ما فيه شك أن عمان هي دائما وأبدا
      تريد أن يكون لها صداقة مع جميع شعوب العالم , وأنا قلت في وقت من الأوقات
      إنني أريد أن أنظر إلى خارطة العالم ولا أجد بلدا لا تربطه صداقة بعمان,
      ولهذا النوع من التفاهم بين شعوب العالم وبين الحكومات في العالم يساهم في
      دعم السلام والاستقرار العالمي.

      وبعد أن درسنا الموضوع من جميع جوانبه وكان هذا الحديث قد تم قبل سنتين،
      وبعد أن تأكد لنا أن فيه توجها جديدا ورغبة صادقة على الأسس المعروفة في
      العلاقات الخارجية لعمان , وجدنا أننا مطمئنون أن نقول أهلا وسهلا بهذه
      العلاقات التي إن شاء الله تسهم بطريقتنا المتواضعة للسلام في جميع مناطق
      العالم إن شاء الله، وأريد أن أؤكد في الحقيقة إن الاتصالات التي جرت نعم
      جرت عن طريق طرف ثالث ولكن ليس عن طريق دولة خليجية أبدا , وليكن هذا مؤكد
      كل التأكيد, إن الطرف الثالث من خارج هذه المنطقة خروجا كليا, لا حاجة
      لذكره الآن, ولكنه صديق للطرفين, ولكن أعود فأؤكد أنه لم تكن أية وساطة أو
      حدث أي شيء بواسطة دولة من دول المنطقة .

      بعد مضي سنتين قلنا واطمأنت أنفسنا لهذا التوجه الجديد وصار الاتفاق على أن
      وزير الدولة للشئون الخارجية العماني يجتمع بزميله وزير الدولة للشئون
      الخارجية للاتحاد السوفييتي في نيويورك وهي أرض محايدة , أرض الأمم المتحدة
      محايدة ومحل مناسب .

      وكان اللقاء مرتب مع وزير الخارجية السابق , ولكن بحكم انتقاله إلى منصب
      آخر , فكان مع وزير الخارجية الجديد , والقرار كان مسبقا على أن المقابلة
      بين الوزيرين ستتوج الاتصالات التي جرت ويكون الإعلان فيها، والحمد لله تم ,
      وأعتقد أن عمان دائما وأبدا سيكون صدرها مفتوحا لمن يريد أن يمد يد
      الصداقة لها على أسس الاحترام المتبادل .. شكرا .



      - جريدة أخبار عُمان :

      مولاي صاحب الجلالة ؛ ينتظر العالم بمزيد من الترقب اجتماع القمة الذي
      سيعقد في نوفمبر بين رئيسي الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي, ما هي
      رسالة جلالتكم لقادة الدولتين الأعظم خلال هذا اللقاء ؟




      - جلالة السلطان :

      شكرا لاتاحة الفرصة بسؤالك هذا لأن أوجه رسالة أو أقول كلمة , حقيقة
      مختصرة تحمل كل المعاني , أنا آمل وأتمنى أن يكون اجتماع الرئيسين أو
      القطبين في الشهر القادم سيسهم في تدعيم الأمن والاستقرار في العالم، إنهما
      سيعملان من أجل السلام في هذا العالم, إنهما سيعملان من أجل الإنسانية
      وإنهما سيضعان الخلافات السياسية والأيديولوجية جانبا ويعملان من أجل خير
      البشرية, هذه حقيقة الكلمة التي أريد أن أقولها مختصرة ولكن تفي بالمعاني



      - جريدة عُمان أوبزيرفر:

      وهو عن التراث العماني .. حظي التراث العماني بعناية خاصة من لدى جلالتكم
      وقد قطعت خطوات إحياء هذا التراث تقدما كبيرا ليكون منهلا من مناهل العمل
      في سبيل بناء الحضارة العمانية , ما هو الدور الذي ترونه جلالتكم لكي يأخذ
      هذا التراث مكانه في صياغة شكل الحياة على الأرض العمانية في اليوم والغد ؟
      شكرا .




      - جلالة السلطان :

      من المعروف , وهذه كلمة تقال دائما ولا بأس أن نقولها , بأن الذي ليس له
      ماض ليس له حاضر ولا مستقبل , وأن من انتسى تراثه وتاريخه لا بد أن ينساه
      الناس , يصبح كالإنسان الذي لا يعرف أبويه ويصبح مشردا لا أحد يعرف شيئا
      عنه ولا أحد يعرف أصله ويكون ـ كما نقول ـ طفيليا , ومن هذا المنطلق كان
      اهتمامي أنا الشخصي واهتمام حكومة السلطنة وأيضا اهتمام الشعب العماني ككل
      بتراثه وتقاليده فهو ينظر إلى ماضية ليستمد منـه مستقبله , حاضـره يعيشه ,
      لكن القصد همـا جناح الغابر وجناح المستقبل , وبهذا يكون الإنسان العماني
      قد عمل على أن المدنية فيها من خير وشر أحيانا لا تفقده هويته ,وهذا من أهم
      الأمور للاهتمام بالتراث , التراث هو الإنسان ذاته قبل كل شيء, لأن
      الإنسان يصنع القلاع وهو يصنع السفن وهو الذي يسخر كل هذه الأمور ,
      والإنسان ذاته هو التراث إذا كان فكره مبدعا وهذا الإبداع له جذور متأصلة
      ودائما يريد أن يبدع فلا بد له أن يرجع إلى الأسس التي أرتكز عليها إبداع
      أجداده وأسلافه , ليبني ويطور وينظر إلى الأمام بثقة , فدور التراث في
      عمان، هو دور حضاري ولا شك ليس مقتصرا فقط على ترميم القلاع والحصون وكتابة
      التاريخ والتنقيب عن الآثار, إنما هذا كله ينصب في الإنسان نفسه حتى يشعر
      أنه يجب أن يكون كذلك مبدعا كما أبدع الذين سبقوه, فمن هنا نكون تمسكنا بكل
      القيم التي يجب أن نتمسك بها وأن أبناءنا عندما يشبوا وينظروا من حولهم لا
      يجدون هناك فرعا كما حدث في كثير من الشعوب عندما شب شبابها وجدوا الفراغ
      ولذلك نجدهم الآن مشردين أو إرهابيين أو .. أو .. وهذا مما يسبب متاعب
      كثيرة في عالمنا هذا للأسف.. والحمد لله لا يوجد هذا في بلادنا , أنا أضرب
      مثال ولو انه فيه شيء من المدح للبلاد , الأجانب , المفكـرون , والسياسيون ,
      عندما يأتون هنا هم دائما ما يلفت نظرهم كيف استطعتم أن توفقوا بين الحاضر
      والمـاضي ؟ كيف استطعتم أن توفقوا بين النهضة التي أنتم فيها وكما يسميها
      البعض طفرة يعني النهوض والتطور , ولكن الشاب والإنسان العماني بقى غير
      طائش ولم يخرج عن تقاليده , فهذا هو دور التراث الحضاري في الإنسان ,وأنا
      دائما أقول إننا تمسكنا بهويتنا وبما يصلحنا ما نسينا أنفسنا في خضم هذا
      التطور , والكثيرون يحسدوننا على هذا ولذلك يجب أن نتمسك به أكثر فأكثر ,
      وأكرر القول أن التراث هو الإنسان ذاته وأنه عندما يطور فكره ويبدع هو
      بنفسه يصبح التراث نفسه .



      - وكالة الأنباء العمانية :

      مولاي حضرة صاحب الجلالة .. دخلت الحرب العراقية ـ الإيرانية عامها
      السادس دون وجود بوادر تشير إلى نهاية قريبة لها , فهل ترون جلالتكم أن
      هناك مؤشرات لإنهاء هذه الحرب ؟ شكرا .




      - جلالة السلطان :

      بلا شك أن الكل يأسف لاستمرارية هذه الحرب بين طرفين مسلمين أولا ,
      وجارين يربطهما تاريخ طويل عريض , وأن تكون هاتان الدولتان جارتين كذلك لنا
      نحن في المنطقة , وعندما يلتفت المرء حوله صراحــة يجد أنه لا جدوى ولا
      معنى لاستمرارية هذه الحرب أبدا , إراقة دماء وإهدار أموال .. الخ . لذلك
      أناشد الطرفين أن يضعا الخلافات جانبا ويريا طريقا فيه النور ليجلسا على
      مائدة ويحلا مشاكلهما بالطرق السليمة التي ترضي الله وعباده , ولا شك أنه
      عندما تتطور المشاكل والمصاعد بين البلدين إلى هذا الحد فيه إحراج للطرفين
      إنهما بكل سهولة يقولان خلاص أنهينا اليوم كل مشاكلنا ونجلس , ولكن لا بد
      هناك من مساع جادة من أطراف كثيرة في عالمنا هذا يهمها أن ترى نهاية لهذه
      الحرب , وأنا لا شك في أن كل هذه الأطراف تسعى ولكن الأمل كبير في اللجنة
      المنبثقة عن المؤتمر الإسلامي بأن يكون لها إيجابي في إنها هذا الحرب , هذه
      هي ربما الشيء الوحيد الذي أرى فيه بصيصا من النور والأمل الذي باستطاعته
      أن يعمل شيئا وأن تكون هذه اللجنة مدعمة من جميع الأخوان العرب والمسلمين
      وكل من لهم مصلحة في أن يروا الاستقرار في هذه المنطقة والعالم ككل , فعسى
      إن شاء الله , ندعو الله أن اللجنة المنبثقة عن المؤتمر الإسلامي أن يوفقها
      الله وأن تجد حلا لهذه المـأساة.







      - جريدة الوطن:

      الخلافات العربية كانت السبب حتى الآن في عدم وجود أي موقف أو عمل عربي
      مشترك تجاه القضايا الأساسية لأمتنا العربية .. هل لجلالتكم إلقاء الضوء
      على الأرضية التي يجب أن يلتقي عليها الزعماء العرب للخروج بنتائج عملية
      وواقعية تخدم المصلحة العليا للأمة العربية ؟ شكرا




      - جلالة السلطان :

      في الحقيقة هذه أمنية نحلم بها أن تتحقق وأن نرى العرب وقد كذّبوا هذه
      المقولة, ولكن للأسف للآن لم يكذبوها , وإنما يجعلون الناس الذين يقولوها
      يصدقونها أكثر , للأسف نظرة عدم الثقة هذه الموجودة عند الكثير من الأخوان
      العرب, نظرتهم لبعضهم البعض إن الواحد يعمل حاجة على حسابي وهذا يعمل للآخر
      على حساب آخر , ولو نبذنا كل هذه الأمور, وأعتقد لو كان هناك نوع من
      المؤتمر غير الرسمي أو مؤتمرات غير رسمية, يعني يقعدون فيها يتحدثون بصراحة
      ويشربون الشاي مع بعض وفناجين القهوة مع بعض ويخرجوا يتفسحوا مع بعض في
      حديقة مملوءة بالزهور والأشجار والخمائل في جو هادئ , يكون أفضل من هذه
      المؤتمرات , التي أولا لا يحضر لها التحضير السليم الكافي وتخرج عكسية في
      كثير من الأوقات وسلبية إلى حد نضحك العالم علينا , ربما تكون هذه الأشياء
      أفضل وهذه الأشياء تسبقها اجتماعات ودية بعيدة عن الأنظار يحددون وقتا
      يأخذون فيه عطلة في منطقة جميلة خالية من التوترات تسبقها تمهيدات , يجتمع
      رؤساء الوزارات في وقت ويمهد قبلهم وزراء آخرون ربما يكون هذا هو الحل
      الأفضل ولكن هذا لا يفيد ما لم نر هناك أرضية , وأرضية مدروسة يجب أن نجادل
      بعضنا البعض بأمور مدروسة وليس جدال عشوائي , لأنه لو استمر هذا الجدال
      العشوائي ــ حتى ولو كان في محل هادئ ــ ربما يزيد الطين بلة ولن يكون له
      المردود الطيب , فعندما أجادل واحدا بطريقة غير مدروسة فسيجادلني بطريقة
      غير علمية وغير مدروسة وليست واقعية وليست مبنية على حقائق .. فعندما تكون
      مبنية على دقائق سيكون هناك صدق .. ولا يمكن أن تكون صادقا ما لم تكن لديك
      حقائق .. وعندما تتهم أخاك بشيء وهو يقول شيء آخر وليست لديكم حقائق فلن
      يكون الأمر مجديا .. وإذا استطعنا إيجاد هذه الركيزة ربما يكون هناك خيـر .



      - وكالة الأنباء العمانية :

      ما زالت الأمم المتحدة هي المنبر الدولي الأكبر في العالم , ورغم ضعفها
      الواضح فإن الكل يتمسك بها كطوق نجاة أخير , وفي ذكرى أربعين عاما على
      إنشائها , كيف ترون جلالتكم دور الأمم المتحدة في هذه المرحلة , وما هو
      مستقبلها ؟



      - جلالة السلطان :

      لا شك أن وجود مؤسسة أو منظمة مثل الأمم المتحدة هو شيء لا بد منه
      ومستحب ويجب أن يبقى.. لآن الأمم المتحدة لها جوانب متعددة إنسانية
      ومساعدات كثيرة غير عن جانبها السياسي المعروف وهو المتعلق بالمشاكل
      العالمية .. لها جوانب أخرى, حقيقة كثيرا ما لا يتحدث عنها ولكن فائدتها
      كبيرة خاصة في الجوانب التي تخدم الإنسان وبالذات بالنسبة لبلدان العالم
      الثالث.

      وحتى هذا الجانب يجب أن يلقى دعم جميـع الأعضاء , فبدون هذا الدعم لن تفعل
      الأمم المتحدة شيئا. ومن هنا نأمل أن بعض الدول التي تهدد بالانسحاب من بعض
      المنظمات أو المؤسسات الخاصة بالأمم المتحدة أن تغير رأيها وتبقى لأن في
      هذه المؤسسات خدمة للإنسانية .. فإذا كان هناك الهيكل أو السياسية , لبعض
      هذه المؤسسات لا ترضي الكل فإنه يمكن حدوث التكيف لتكون مرضية للكل .

      أما عن المشاكل السياسية فالأمم المتحدة تعد متنفسا للدول في الجمعية
      العامة في التعبير عن الاحتجاج ,وأحيانا تكون هناك فائدة للطرفين في نزاع
      ما أن يتفقا على أن يطلبا من الأمم المتحدة أن ترسل قوات حفظ السلام ومن
      هذه الناحية تفعل الأمم المتحدة بقدر الإمكان ولا تستطيع أن تعمل أكثر من
      هذا .

      أما مستقبل الأمم المتحدة فلا نعتقد أن يكون مستقبلها غير حاضرها , فهي
      مؤسسة تتكون من عدة دول أو أكثر دول العالم, ودول العالم هي هي لن تتغير
      ولذالك أعتقد أن الدور الذي تلعبه الأمم المتحدة هو الدور الذي يمكن أن
      تلعبه ولعبته ولا أظن أن هناك دورا آخر بإمكانها أن تلعبه .

      [/B]
    • مســآآْء الخيـــر :





      كلنا نحب هذا الوطن و السلطان قابوس فدعونا نجتمع على كلمة واحدة هي حبنا لهم لطول العمر


      وجميعا سنفتخر ونقوول عشنا في زمن السلطـــآن قابوس
      حفظه الباري أينما كـآآن


      طرح جمييل من اختنا فاقده الغوالي \
      تسلمي




    • - المؤتمر الصحفي الكامل لجلالة السلطان 1\يونيو\1974م-








      يوم الاثنين الماضي ولاول مرة في تاريخ الصحافة المحلية التقي جلالة السلطان قابوس المفدى بمندوبين عن "الوطن" "العقيدة" "عمان" "النهضة" جند عمان" وتحدث جلالته عن مختلف القضايا المحليه والعربية والعالمية؟
      وحضر اللقاء الاستاذ حفيظ سالم الغساني المستشار الصحفي لجلالة السلطان والاستاذ احمد سالم آل جمعة وكيل وزارة الاعلام المساعد لشؤون المطبوعات والنشر والاستاذ عبدالله سخر العامري مدير الاذاعة العمانية.
      وفي بداية اللقاء القى الاستاذ حفيظ الغساني الكلمة التالية بين يدي جلالته :
      مولاي صاحب الجلالة:
      اننا ونحن نتشرف بهذا اللقاء الذي تفضلتم به مع الصحافة الوطنية تأكيداً لانتفاضة انت صانعها وتحقيقاً لنهضة انت باعثها ندرك اهمية هذا اللقاء في هذه الفترة الهامة من تاريخ وطننا وامتنا.
      ان هذا اللقاء مع الصحافة العمانية يعكس مدى تقدير جلالتكم للكلمة – وقد اردتموها طيبة – والرأي – وقد حرصتم على ان يكون حراً – والخبر وقد وفرتم له مصادر صدقة – وحرصكم على ان تكون صحافتنا رسول سلام كما هي سياستكم.
      مولاي صاحب الجلالة :
      هؤلاءهم رجال الصحافة العمانية التي بعثت على ايديكم مع اشراقة شمس الحرية على عمان فصهرت كل طاقات البناء والخلق والابداع للشعب العماني البطل بقيادتكم الرشيدة.
      اسمحوا لي مولاي المعظم ، ان انقل الى رجال الصحافة توجيهاتكم وتوصياتكم لاصحاب الرأي وحملة الاقلام من أجل ان تكون صحافتنا تعبيراً حقيقيا عن واقعنا المشرف ومرآة لمجتمعنا العماني المثالي والتزاماً لمبادئنا السامية وسياستنا الرشيدة انني انقل الى الزملاء كلمات جلالتكم بالنص في بداية انشاء الصحافة العمانية الوطنية يوم ان قلتم ( ان الصحافة جزء من الحياة اليومية الخاصة للافراد ودورها كبير وهام في الآراء والمعتقدات والاخلاق نحن لا نريد لصحافتنا ان نكون وسيلة خصام في الوقت الحاضر هي الغذاء اليومي للرأي العام. فكما انها تنشر الانباء من الممكن ان تقوم بدور السفير الذي ينقل رغبة امة الى أمة وثقافة شعب الى شعب) . يوم ان قلتم جلالتكم ( نريدها صحافة رأي وخبر . رأي حر بناء ملتزم ناضج قائم على الدراسة والفهم وخبر صادق يهم المواطن ولا يعتمد على الاثارة ( .
      يوم ان استشهدتم جلالتكم بدستورنا السملوي العظيم كما عوتمونا دائماً يوم تلوتم قوله تعالى " ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة " صدق الله العظيم .
      فحمداً لله اصبحت الصحافة حسب ما اردتم جلالتكم سياسة واسلوباً تعبر عن واقعنا ومجتمعنا وسياستنا حتى في اسمائها.
      فتحية لكم رائداً للكلمة الشريفة والرأي الحر صانعاً للنهضة الشاملة محققاً للرخاء والرفاهية على أرض عمان الحبيبة .
      مولاي المعظم : نحن جند في صفوفك بارواحنا واقلامنا ، ولنا في جلالتكم اسوة حسنة وتحية من هنا نبعثها لجنودك الابطال حماة الحق وحصن الوطن.
      واسمحوا لي يا صاحب الجلالة ان ابدأ هذا المؤتمر الصحفي الكبير بتوجيه الاسئلة اليكم حسب الاقدمية من جهة الصدور وعليه فليتقدم مندوب جريدة الوطن.

      جريدة الوطن مخطط شيوعي دولي..

      سؤال : صاحب الجلالة ، ذكرتم في تصريح سابق لكم بأن هناك مخططاً شيوعياً دولياً يهدد عمان ودول الخليج العربي ككل ، هل لصاحب الجلالة ان يلقي الضوء على الخطوط العريضة لهذا المخطط ؟

      جواب : نعم ، أريد ان أوضح او القي الضوء كما قلت في سؤالك على هذا المخطط ، فالكل يعرف ان دولة اليمن الجنوبية تحتضن مباديء الشيوعية وتساند الحركات التي تدعي بأنها قامت من أجل تحرير عمان والخليج العربي ، فوجود مثل هذه الحركة المدعومة من جنوب اليمن ومن دول اخرى في المنطقة ومن ورائها الدول الشيوعية ، فهذا دليل قاطع على ان مؤامرة وهناك مخطط ضد الجزيرة العربية والجسر الذي انشيء لكي تعبر عليه مخططاتهم ومؤامراتهم واضح وضوح الشمس وموجود في اليمن الجنوبية .

      وساطة الكويت

      سؤال : صاحب الجلالة ، أبدت الكويت استعدادها للقيام بعمل الوساطة بين عمان واليمن الجنوبية ، الا ان جلالتكم صرحتم بأن عمان لم تتلق رسمياً نتائج تلك الوساطة ، كما صرح وزير الدولة للشؤون الخارجية بأن المساعدات التي تقدمها الكويت الى عدن تعتبر مساعدات غير مباشرة للمتمردين واخيراً قدمت الكويت حوالي خمسة ملايين دينار كويتي عن طريق صندوقها للتنمية الى عدن اثناء زيارة علي ناصر لها ،
      بماذا تبررون جلالتكم هذا الموقف الغريب من حكومة الكويت ؟

      جواب : اولا الاخوة في الكويت لهم الحق بأن يصرفوا أموالهم كيفما يشاؤون ويعطونها لمن ارادوا ، ولكن نحن بودنا لو ان الاخوة في الكويت يفرقون بين الصديق والعدو، ويعرفون اين يضعون مساعدتهم ولكن كما قلت هذا شيء راجع لهم ، ولهم حق التصرف المطلق بأموالهم .
      بالنسبة لما يسمى بالوساطة الكويتية بين عمان وجنوب اليمن ففي وقت من الاوقات الاخوة في الكويت عبروا عن استعدادهم للقيام بمساع حميدة لانهاء النزاع وهو في الحقيقة ليس نزاعاً لانه من طرف واحد فاليمن التي تعتدي وتحرض وتساند التمرد .
      ونحن ابدينا استعدادنا لأن نسمع من الاخوة وكذلك اخبرناهم بانه لا مانع لدينا بان يستمروا في سعيهم اذا ما ارادوا ، ونحن نعتبر انفسنا غير ملزمين بشيء وفي نفس الوقت لا نلزمهم .




      التعاون العسكري بين عمان و ايران

      سؤال : النغمة السائدة لابواق الدعاية العدنية هو ان التعاون العسكري بين ايران وعمان هو غزو ايراني تنفذه ايران لتمثيل دور شرطي الخليج والسيطرة على مضيق هرمز .
      هل لصاحب الجلالة ان يضع النقاط على الحروف ؟

      جواب :من البديهي ان الدعاية العدنية هي دعاية شيوعية وهي مناهضة لعمان وتتكلم وتقلب الحقائق وتحرض على عدم الاستقرار في المنطقة .
      ولكن مع هذا كله كلنا نعرف ان الوجود الايراني في عمان او بالاحرى وجود بعض القوات في عمان ، جاء نتيجة للتعاون الموجود بين عمان وايران ،ونتيجة للوقوف صفا واحداً ضد الخطر الشيوعي ، خطر التخريب الذي يهدد المنطقة والكل يعرف ان القوات الايرانية الموجودة لدينا لم تأت لتغزو عمان وانما جاءت لتساعد عمان وهي ترحب بمساعدة كل صديق صدوق يريد ان يساعدها وهذه هي الحقيقة وليست كما تقول ابواق الدعاية العدنية وغيرها .

      موضوع متمرد

      سؤال : صاحب الجلالة مسببات الثورة في الماضي انتفت الان في عصر النهضة واصبح التمرد غير ذي موضوع !
      ما هو تصور جلالتكم لهذا المنطق ؟

      جواب : في الحقيقة بودي هذا السؤال لو ان الشعب العماني يجيب عليه لانه حسب تصوري كانت الماضي مبررات للقيام بعمل ما للقيام بالاصلاح للازم والتغيير اللازم والنهوض بالبلاد والوصول بها الى مستواها المطلوب وحسب تصوري منذ اواخر السبعين وبالاحرى منذ بداية الواحد والسبعين حتى يومنا هذا شهدت عمان الكثير من التغيير وقامت الحكومة قدر استطاعتها بأداء الواجب للشعب العماني ، وانا اتكلم كعماني وليس كرئيس دولة لانني اشعر بالغبطة واشعر الارتياح لما تحقق خلال هذه السنوات ولا أرى اي مبرر لاي حركة او تمرد دائما اعتبر كل من يقوم باعمال تخريبية هو خائن ولا يستحق ان يطلق عليه اسم عماني .

      مجلة العقيدة دور الفرق الوطنية

      سؤال : يوجد هناك تقدير لعدد حاملي السلاح المرتدين وهو حوالي 400 جندي شيوعي ، عدد الفرق الشيوعية (4( ويوجد لدينا تقدير بأن عدد رجال الفرق الوطنية يزيد على ال400 متطوع للقتال من رجال القبائل عدد الفرق (17) فهل تعتقدون جلالتكم بان الفرق الوطنية قد أدت الدور المطلوب منها ؟

      جواب : الفرق الوطنية أدت وتؤدي الدور المطلوب حسب شعوري بان افراد الفرق الوطنية او الجنود الموجودين بالفرق الوطنية بودهم لو نسمح لهم بالمزيد من النشاط ، ولكن وحسب ما طرحت في عدة مواقف نحن لا نهدف الإبادة، العمل العسكري في جبال ظفار ليس هدفة ابادة السكان، ليس هدفة الخلط بين البريء والمجرم ، وانما في الحقيقة الهدف هو خلق جو مناسب ، وخلق هوة عسكرية تمكن المواطن من ان يستعيد ثقتة بنفسة وحريتة وسيعرف ان هناك حكومة تحمية وان هناك قوة يمكن تسود وترد كيد العدوان ، وبالتالي يتفرغ المواطن الى اعمال البناء وان يشعر بالاستقرار والاطمئنان ، وفي الحقيقة ما بدأ يتحقق ، مثلا في عدة مناطق من الجبال اصبحت قواتنا متمركزة واصبح المواطن يشعر بالامن والاستقرار ويشعر انه هناك من يحمية .
      وبدأت الامور تعود الى طبيعتها وكثرت الابار التي يشرب منها المواطن وبنيت المستوصفات والمدارس المناسبة لوضع القرى وفتحت المتاجر في عدة مناطق بعد ان كان المواطن لا يتمكن من شراء اية حاجة في الجبال وبعد ان كان عليه ان يمشي على قدمية من الجبل الى المدينة ليشتري ما يريد من حاجيات ، الان صار يشتريها من قريته واصبح التجول بين الجبل والسهل امراً طبيعياً وهذا ما نهدف الى الاستمرار فيه ، وهو خلق الجو المناسب ، وفي نفس الوقت وضع قوات كافية لملاحقة المتمردين ولتحافظ على الامن في المنطقة الى ان يسود الامن والاستقرار مئة بالمئة وسيكون ذلك عما قريب .

      جبهة مماثلة

      سؤال: لدى الجبهة الشيوعية مكاتب عدة في جمهورية عدن واذاعة ومدارس لتدريس الشيوعية لابناء ظفار المخطوفين .
      طالبت الجاليات المهرية والكثيرية التي تسكن المحافظة السادسة وتعرف سابقا بأرض المهرة وجزيرة سقطرة وهي جزيرة كانت تابعة للارض العمانية .
      هذه الجاليات طالبت وما زالت تطالب بفتح مكاتب لها على الاقل في المقاطعة الجنوبية من السلطنة والمحاذية لاراضيهم بقصد حمل السلاح لتحرير بلادهم
      السؤال : لماذا لم يسمح لهم بفتح مكاتب لتمكينهم من ادارة شئونهم وتنظيم جبهة مماثلة اسوة بما تقوم به عدن الان وسابقاً فضلا عن تعبئتهم بالسلاح ؟

      جواب : المبدأ الذي بدانا به سياستنا هو عدم التدخل في شؤون الاخرين وعدم اثارة القلاقل للاخرين فنحن دعاة سلام ولسنا دعاة حرب والدليل هو اننا للان لم نسمح بفتح هذه المكاتب ولم نعطي التسهيلات اللازمة ليقوموا بنشاط ضد حكومة اليمن الجنوبية ، وهذا دليل على اننا لا زلنا ندعو للسلم وليس للحرب ، لكن انا قلت في عدة مرات بأنه بامكاننا كذلك ان نعامل الجماعة بالمثل ، واذا ما فتحنا هذا الباب فسيمكننا ان نعمل الكثير ، ولكننا لم نضطر الى ذلك نفضل ان نحافظ على مبدئنا .

      اغلاق الحدود الغربية

      سؤال : الجيش العماني والفرق الوطنية قادران على قفل الحدود الغربية من المقاطعة الجنوبية واسكات نيران الحرب بتاتاً ، وهذا في راي الكثيرين هو الرأي القاطع .
      فما هو رأي جلالتكم في ذلك وما هي ايضا الحكمة العسكرية ؟

      جواب : عندنا مثل يقول " نافذه يجيك منها الريح سدها واستريح " اما بالنسبة لقفل الحدود وغير ذلك فهذه اسرار عسكرية لا اريد ان اتطرق لها .


      لجنة الوساطة العربية

      سؤال : تقوم الان لجنة الوساطة العربية بمساعي وصفت بانها حميدة لحل المشاكل العالقة بين السلطنة وبين عدن. عمان قبلت اللجنة وقدمت لها كل المعلومات التي احتاجت اليها. ويقال ان عدن ما زالت ترفض حتى استقبالها .
      ما هو القرار الايجابي الذي ينتظر من وراء مساعي اللجنة ؟ واذا لم تحقق اللجنة المطلوب منها ، فهل هناك نظرة لدى الحكومة العمانية لحسم هذا الخلاف بطرف اخرى تكون اكثر فاعلية . . ؟

      جواب : نحن اعضاء في الجامعة العربية ونرحب بأي مسعى تقوم به الجامعة لحقن الدماء العربية المسلمة ، ومن هذا المنطلق رحبنا باللجنة وتعاوننا معها تعاون كامل ، اما فيما يتعلق بما ينتظر من مساعي اللجنة فهذا شيء يخص الجامعة ، فاذا ما ارادوا ان يقوموا بدور فأهلا وسهلا وان لم يستطيعوا القيام بدور فعّال فنحن قد عشنا هذه المشكلة لمدة طويلة من الزمن ولا اعتقد انه سيكون عندنا ردة فعل قوية ، ومهما كان فنحن صممنا منذ البداية على ايقاف هذا التمرد بطرقنا ، وان شاء الله سنستمر في العمل المتواصل لاننا نؤمن بأننا على الحق ، ونحن نؤمن بأن الحق سيعلو على الباطل . وفي نفس الوقت نحن مستعدين ونرحب بأي مسعى عربي صادق ونرحب بأية مساعدة عربية صادقة .

      موقف الصــــــــين

      سؤال : أعلنت روسيا والصين منذ قيام الجبهة الشيوعية في عدن بانهما تساعدان وتدعمان هذه الجبهة قبل حوالي عام قيل ان الصين تخلت عن شعارها فما تصور جلالتكم للموقف ؟

      جواب : تصوري للموقف هو ان الصين بدأت تعرف الحقيقة وبدأت تعترف بالواقع ، وهذا الواقع هو ان عمان كبلد ودولة اثبتت كيانها في كل المجالات الدوليه وانه ليس هناك مجال لطغمة تضم عدداً من المتمردين وليس هناك احتمــــال بان يصبحوا اصحاب سلطة في عمان ، وكما يقول مثل غربي بان الواحد منا يراهن على الحصان الرابح وليس على الخاســــر .

      جريدة عمان . . قوات عربية على الحـــــدود

      سؤال : اجبتم جلالتكم قبل قليل عن سؤال حول لجنة الوساطة العربية ، والسؤال هو هل هناك فكرة لدى اللجنة لوضع قوات عربية على الحدود بيننا وبين اليمن الجنوبي ؟

      جواب : الاخوة العرب اذا ارادوا ان يوقفوا التدخل العدواني ورأوا من الصواب ان يضعوا قوات على الحدود لردع هذا الاعتداء وهذا التدخل يكونوا مشكورين .

      أســـس التضامن العربي

      سؤال : دخلت المنطقة العربية مرحلة سياسية جديدة بعد حرب اكتوبر وخاصة وفيما يتعلق بأسس التضامن العربي ، هل سيكون لذلك تاثير على علاقات عمان باليمن الجنوبي خاصة وبالمعسكر الشرقي بشكل عام ؟

      جواب : نحن ندعوا التضامن العربي في كل وقت وكل حين وقمنا بواجبنا تجاه اخواننا العرب وبالنسبة لليمن صرحنا مراراً وتكراراً بانه اذا اراد اليمن الجنوبي ان يمد يد الصداقة والتعاون ويترك المهاترات والمهازل فلا مانع من ان نتعاون معة كأخوة عرب شريطة ان يدللوا على حسن نواياهم بما يتلاءم مع حسن الجوار اما بالنسبة لعلاقتنا مع المعسكر الشرقي فهذا لكل شخص اصدقاؤه .

      أهمية منطقة الخليج

      سؤال : المرحلة الجديدة صنعت من منطقة الخليج نقطة سياسية واقتصادية هامة، فما هو تصور جلالتكم للدور الذي يمكن ان تلعبة عمان بنقلها الحضاري والاقتصادي والسياسي في هذا المجــــال ؟

      جواب : عمان لا تريد ان تفرض نفسها على أحد ولكن عمان مستعدة دائما وابداً ان تقوم بواجبها وتقوم بدورها في المنطقة حسب امكانيتها واستطاعتها ومكانتها في العالم وان تؤدي دورها المطلوب منها من اجل تحقيق الهدف الاسمى وهو الرفاهة .. والامن والاستقرار وكل ما فيه مصلحة المنطقة، وعلى كل حال فان الذي علينا هو تنفيذ الواجب .

      الوحدة الخليجية

      سؤال : طرحت مؤخراً فكرة السوق الخليجية المشتركة وبدأ تنفيذ بعض المشاريع الاقتصادية المشتركة – شركة الملاحة – شركة الطيران فما هو رأي جلالتكم بالوحدة الخليجية المنشودة وما هو دور عمان فيها ، على ضوء تاريجها الحضاري وعراقتها السياسية وتأثير ذلك في الوحدة العربية الكبيرى ؟

      جواب : الوحدة الخليجية المنشودة راجع تحقيقها لرغبة شعب الخليج أولا وللظروف ثانياً وعمان عبرت دائما بأنها تحبذ الوحدة ، والدليل على ذلك أننا حثثنا على قيام إتحاد الإمارات العربية في وقت كان بإستطاعتنا ان نعرقل الامور ، وبإستطاعتنا أن نقف حجر عثرة في طريق الإتحاد ولكننا عملنا كل ما في وسعنا وقد برهنا على حسن نوايانا في هذا المجال

      ابعاد خطة تنمية البلاد

      سؤال : لقد حققت عمان خلال السنوات الاربع الماضية معدلا من النمو الاقتصادي المتسارع في عهد جلالتكم الزاهر، قل ان تشهد مثله الدول النامية فما هي الابعاد العامة لخطة تنمية البلاد، على ضوء ارتفاع الدخل القومي ؟

      جواب : الابعاد كثيرة ومتفرعة، ونحن ما زلنا في بداية الطريق، وانا شخصياً لا اعتبر النهضة بالعمارات والابنية والاسمنت وانما اعتبر النهضة الحقيقية هي نهضة الانسان ذاته، وبالنسبة للدخل الفردي ان شاء الله سيزداد بازدياد المشاريع الانمائية واعني بهذه المشاريع، المشاريع التى تغطي كافة المجالات ، ولكن لن يستطيع الانسان العماني ان يستفيد من هذا كله الا عندما يكون متعلماً ، وفي ذلك الوقت ستكون هناك ركيزة صلبة ومستمرة وتباشير هذه الركيزة بدات تظهر في الافق والحمد لله .

      مشكلة الغلاء

      سؤال : ما زالت مشكلة الغلاء في مناطق العالم المختلفة ، ومن الطبيعي تتأثر عمان بها ، فما هي الاجراءات التي ترونها مناسبة للحد من آثار هذه المشكلة داخلياً ، ورفع الدخل الحقيقي للمواطـــــــــن ؟

      جواب : هناك عدة اجراءات مثلا رفع المرتبات ، ولكن الذي يحدث انه عندما تعلن الدولة عن رفع الرتبات نجد ان التجار رفعوا الاسعار ، ومنذ بضعة ايام امرت بتشكيل لجنة لاجراء تحقيق كامل في مشكلة ارتفاع الاسعار ووضع مقترحات وبالتالي سنتخذ الاجراءات المناسبة .
      ولكن الشيء الوحيد الذي اريد ان اؤكد عليه هو ان يجب على المواطن ان يتعاون على الحد من رفع الاسعار . عليه ان يرفض السعر الذي يطلبه التجار ، وعندما يتعاون جميع المواطنين مع السلطة فلن يستطيع التاجر ان يرفع اسعاره انا اريد من خلال هذه الجلسة ان اوضح للمواطنين بأن عليهم دور كبير في الحد من ارتفاع الاسعار. ونحن سنتخذ الاجراءات اللازمة ضد التجار عندما يكون لدينا البراهين ولكن على المواطن ان يرفض الشراء .هناك اجراء آخر وهو الذي اتبع بشراء السلع وبيعها بسعر التكلفة وبهذا نغلق الباب على التجار بان لا يبيعوا كيف ما ارادوا . .

      تحديث الادارة والتشريع

      سؤال : ما هي تصورات جلالتكم لتحديث الادارة المحليه والتشريع وفصل السلطات على ضوء التجارب العربية والخليجيه منها ؟

      جواب : نحن لا بد ان نبدأ من منطلق والشجرة اصلها نواه، بدأنا في تكوين البلديات و المجالس البلدية في المدن المهمة و الحمد لله اصبح لدينا عدة بلديات، و سنخطط في المستقبل لأن تكون مجالس محلية تقوم بدورها الفعال في تطور مناطقها التي هي مسؤولة عنها .. بالنسبة للتشريعات قبل كل شيء دستورنا وشرعنا هو القرآن، ولكن هذا لا يمنهنا من أن نسن القوانين التي لا تتناقض مع الشريعة الإسلامية وتصاغ في قالب حديث يتمشى
      مع التطور الذي شهدته البلاد، وفي الحقيقة بدأنا بوضع عدد من القوانين وأصبح لها جوهر فعال وبدأ المواطنون باستعابها وفهمها.

      توزيع الأعباء و المسؤولات

      سؤال: من المعروف أن جلالتكم تقومون بعدة أعباء جسمية في الحكم حاليا، هل لدى جلالتكم فكرة لتوزيع هذه الأعباء موزعة حتى تتفرغون للأعباء الأكثر اهمية منها؟

      الجواب:توزيع الأعباء يتوقف على نوعية الأعباء، وفي الوقت الحاضر الأعباء موزعة بقدر ما يمكننا توزيعها ومثلا هناك حاليا أعباء الوزراء و المدراء و الاختصاصيين والولاة..
      أما اذا كنت تهدف الى موضوع رئاسة الوزراء فإنها غير واردة حاليا وقد سمعت اشاعة ترددت مؤخرا وهو أمر غير وارد.
      بالنسبة للمجلس الوطني ، نحن لا نؤمن بالشعارات ولا نؤمن بالمجالس الجوفاء أو من يعرف معنى المجالس الجوفاء او عاشرها و عاصرها فإنه يفهمنى ، وعندما يأتي الوقت و يكون عنــــدنا الشباب الواعي القادر على القيام بواجبه كاملا غير منقوص فلا اعتقد أن هناك من يريد ان يتحمل أعباء فوق طاقته....

      الوضع العربي

      سؤال : ما هو تقييم جلالتكم للوضع العربي حالياً ، وما هو موقف السلطنة من دعوة سوريا لمقد مؤتمر قمة عربي عــــــاجل ؟

      جواب : بالنسبة للوضع العربي انا متفائل ولي امل كبير وثقة كبيرة في الاخوة في مصر وسوريا الدول العربية الاخرى بأنهم يسيرون الى حل المشكلة التى طالما شغلت بال العرب واستغرقت اموالهم وارواحهم ، اما بالنسبة لدعوة سوريا لمؤتمر قمة فالحاضر يرى ما لا يراه الغائب ، ونحن واثقون من ان الاخوه في سوريا راوا ضرورة في طلبهم . .

      مجلة النهضة
      قوات عربية

      سؤال : لقد اشيع من بعض الصحف انه في حالة فشل لجنة الوساطة العربية من مهمتها فان سلطنة عمان قد تطلب عن طريق جامعة الدول العربية قوات عربية لمساعدتها على الوقوف في وجه الارهاب فهل هناك اساس لهذه الاشاعة ؟

      جواب : نحن وضعنا القضية أمام الجامعة العربية و الجامعة لا شك تنظر في مقترحات حول الموضوع ،و كما قلت منذ لحضات نحن لا نمانع أن نتعاونا معها فعلا، و اذا ما استطاعت الجامعة حقن الدماء فهذا سيكون شيء جميل جداً،بالنسبة للأستعانة بقوات عربية، فان أي دولة عربية صديقة ومحايدة نجد لديها الرغبة في مساعدتنا وارسال قوات، ووضع حد للتدخل الشيوعي العدني، اننا نرحب بذلك وسنكون مسرورين..

      الشيوعية و الصهنونية

      سؤال: تقوم اسرائيل حاليا بغارات إرهابية ضد اللاجئبن الفلسطينيين واللبنانيين ، ثم في الوقت نفسه تتشدق بالدعوة الى الإسلام والرغبة في العيش آمنة مع جيرانها العرب، فهل هناك تشابه في هذه الدعوة و بين حكام عدن؟

      الجواب :الصهيونية و الشيوعية وجهان لشيء واحد لا فرق بينهما ..

      التيارات الثلاثة

      السؤال :ثلاث تيارت سياسية متباينة ،تيــار تعزمة الولايات المتحدة ودول اوروبا الغربية ،و الثاني يحله المعسكر الشيوعي ، اما التيار الثالث فهو الذي يلتزم بسياسة عدم الإنحياز فأين تقف عمــان من هذه التيارات التي تجتاح العلم و تشكل ادوات الصدام الرهيب بشأن قواه المختلفة؟

      الجواب :عمان حضرت مؤتمرعدم الإنحياز و ساهمت فيه ، وعمان تحبذ الحياد وعدم الارتماء في احضان أباء المعسكرين ، ولكن أعيد كلمة قلتها قبل قليل بأن لــكل واحد أصدقـــــــاء..


      الخدمات الإجتماعية

      السؤال:ما هي خطط جلالتكم الحالية و المستقبلة في النهوض بمستوى الخدمات الأجتماعية التي تقدم للمواطنين في مجالات التعليم و الصحة و الإسكــــان و التنمية الأقتصادية؟

      الجواب: في هذه الفترة من الزمن قمنا بما استطعنا القيام بــــــه، وكل اجاز أو عمل انمائي أن كان في مجال التعليم او في مجال الصحة لاشك انه يتوقف على دخل البلاد، وكلما ازداد دخل البلاد تزداد معدلات التنمية والنهضة..

      دور الصحافة

      سؤال:تؤدي الصافة رسالة وطنية و انسانية في كل المجتمعات فهي اداة للتوعية و الدفاع عن المصلحة العامة عن طريق النقد البناء فالى اي مدى يمكن لصحافتنا العمانية الناشئة ان تقوم بهذا الدور في ظل الظروف العمانية والدولية الراهنة؟

      جواب:انا قلت منذ البداية، وهذا ما قاله ايضا المستشار الصحفي باننا نريد لصحافتنا أن تكون صادقة وتحافظ على الكلمة الصدق، لانه ياللأسف اكثر الصحافة أصبحت صحافة كاذبة، صحافة تباع وتشتري.
      النقد البناء مقبول لدى الكل ولكن النقد بطريقة معقدة يمكن ان يكون عرضه للتأويل حتى يمكن ان يستفيد منه الأعداء و يحوروه عن غير رافعه و حقيقته وفي نفس الوقت يحب ان يتاح المجال لاية وزارة او مؤسسة ان توضح خططها، توضح ما قد يظهر الكثير من انه موضع نقص ،و يجب ان يكون السؤال مباشرا و يوجه شفاهة للمؤسسات والدوائر عن نشاطاتها..

      جند عمان...مستقبل القوات المسلحة..

      السؤال : سيدي جلالة السلطان بصفتكم القائد الأعلى للقوات المسلحة ، ما هي تصوراتكم لمستقبل القوات المسلحة؟

      الجواب: انا لا اتصور بالنسبة للقوات المسحلة بل اخطط و اعمل على جعل قواتنا المسلحة وجيشنا العماني يصل إلى المستوى اخوته من الجيوش العربية المتطورة الحديثة و الضاربة، ليكون درع عمان وفي نفس الوقت يكون قوة متكافئة مع بقية الجيوش العربية للقيام بالواجب في اي بقعة ، و الحمد لله الخطة سائرة في طريقها و علينا ان نحقق ما نصبو اليه جميعا..

      مياهنا الاقليمية

      سؤال: من المعروف ان البعض ناقلات البترول و البواخر الكبيرة تأتي بمياه معها الحفظ توازنها ، ثم تفرغه في ميانها الاقليمية ،مما يسبب التلوث،فمل هي الاجراءات التي تتخذونها لحماية مياهناالاقليمية من التلوث؟؟

      الجواب:هذه المشكلةعالمية ومن الصعب ان يتخذ اجراء فعال ضد هذه البواخر وايقافهاعن تفريغ .هناك دراسة عالمية في أماكن مختلفة من العالم ، نأمل ان يكون بامكاننا ان نستفيد من نتيجةهذه الدراسات. و في نفس الوقت آمال ان يــكون هناك تعاون في منطقة الخليج و ان يكون تعاون في ضد هذه البوااخر و ايقافيها عن توزيع المياة الملوثة . هناك دراسة عالمية في اماكن مختلفة من العالم ، نأمل ان يكون بامكاننا ان نستفيد من نتيجة هذه الدراسات . وفي نفس الوقت آمل ان يكون هناك تعاون في منطقة الخليج وان يكون تعاون في كيفية حل هذه المشكلة لان الاخوان يعانون من نفس هذه المشكلة .


      سؤال : هل يفكر جلالتكم في اصدار الامر ببناء مساكن لعوائل الضباط وضباط الصف في مراكز قواتكم المسلحة كما هو الحال بالنسبة للشرطة ؟

      جواب : بدأنا بمثل هذا المشروع ولكن لا بد ان يتم هنا على مراحل لان هناك فرقاً بين القوات المسلحة والشرطة من حيث العدد ، فالقوات المسلحة عدد كبير ، وهي متواجدة في أماكن متفرقة لذلك لابد ان ينفذ هذا المشروع على مراحــــل .


      كلمة ختــــــامية . .

      وفي ختام المؤتمر القى الاستاذ حفيظ الغساني المستشار الصحفي لجلالة السلطان الكلمة التالية :
      مولاي المعظم في ختام هذا اللقاء التاريخي لا يسعني الا ان اعرب لكم عن خالــص الشكر اصالة عن نفسي ونيابة عن الزملاء .
      فلقد وضعتم بأجاباتكم الصريحة علامات مضيئة على الطريق الذي رسمتموه لهذا البلد الطيب .
      فليحفظكم الله قائداً ومعلما ورائداً ويهدكم التوفيق والنجاح والســـلام عليكم .




    • - حديث جلالته لجريدة السياسة اللبنانية 26 يناير 1974م-








      أدلى جلالة السلطان قابوس المعظم بحديث صحفي الى الاستاذ فاروق البربير رئيس تحرير جريدة "السياسة" اللبنانية الأسبوعية أكد فيه جلالته على ان الحكم يجب ان يكون متمتعا بثقة الجميع ليضمن استمراره كما اكد جلالته على انه لابد في النهاية من انتصار الحق العربي في فلسطين وقال جلالته اننا نؤمن بالعدالة الاجتماعية والمشاركة في الحكم وفيما يلي نص الحديث السامي .

      مع السلطان الشاب

      صباح الثلاثاء في 11 كانون الأول في تمام الساعة الثانية عشرو النصف كان موعدي مع السلطان الشاب في قصره الجديد في "السيب"
      قبل الموعد كان هناك اجتماع لمجلس الوزراء لم يدم طويلاً... سرعان ما حضر مرافق السلطان الخاص و ابلغني بان السلطان سيقابلني فورا دخلت الغرفة الواسعة لأجد أمامي شابا عربيا اسمر اللون يعتمر عمامة جميلة اللــون، يصافحني بحرارة قائلا: أهلا وسهلا ... ودخل معي غرفة المصور العماني الذي احضرته معي ... وبدأ المصور بالتقاط الصور الاولى ثم الثانية ثم الثالثة ثم الرابعة وبدأ الشاب الاسمر وكأنه تضايق من كثرة الصور.. فأومأ بيده للمصور بالخروج .. فهرول خارجا تاركا الغرفة في صمت دام ثوان سرعان ما قطعه السلطان سائلاً: هل هذه هي أول مره تزور عُمان ؟..
      -نعم انها المرة الأولى..
      واضاف معلقا وهو مبتسم:
      نرجو ان تتكرر في المستقبل ...
      - ((انه لشرف لي ان ازور اي بلد عربي .. لقد كان الاستعمار في الماضي يقيم الحواجز والسدود ... اما اليوم فنأمل ان تتحطم كل هذه السدود و الحواجز)) اجبته ببطء محاولا تكوين نظرة اولية عنه....
      بدأ لي من خلال الدقائق الاولى شابا خجولا.. و لكنه يعرف ما يريد .. وسرعان ما تبدل الجو بعد دقائق وأصبح طبيعيا .. فتعشب الحديث..
      ولم يدخل أحد الى الغرفة اثناء المقابلة التي دامت اكثر من ساعة ونصف الا المرافق الذي احضر لنا اكواب عصير البرتقال الطازج..


      احلام المستقبل..

      وصولكم الى الحكم، اقترن بتحد كبير.. فهناك الواقع العماني المتخلف، وهناك الواقع العربي المتطلع الى غد عربي افضل وهناك العالم باسره يركض لاهثا الى المستقبل المجهول.. يبدو انكم في سباق وصراع في الوقت نفسه مع الزمن.. هل انت راض عما حققته حتى الان؟

      •عندما نبدأ ببناء بلد كما بدأنا هنا في عمان ،لابد من وجود طموح ؛ ان العزلة التي كان يعيشها الشعب هنا كانت قاسية ومريرة.. انني اطمح لتحقيق الكثير .. ولذلك مهما فعلت ومهما حققت فلن أكون "راضياً" ولكنني " مرتاح" ليس المهم ما يقوله العالم عنا... ولكن المهم اننا سائرون على الطريق الصحيح، السليم.... انه بالطبع طريق طويل وشاق .. المواطن يجب ان يشعر وان يلمس التقدم .. واظـــن بان المواطن في عمان بدأ يشعر وبدأ يلمس المشاريع الـــــتي بدأنا بها هنا .. لهذا السبب اشعر بالارتياح ..
      أننا نعرف ان نجاحنا متوقف على مساهمة اكبر عدد ممكن من المواطنين في عملية التغيير.. لقد أعلنا منذ استلامنا الحكم ان أبواب عمان مفتوحة للجميع بدون استثناء و بالفعل رجع المئات من المواطنين الذين كانوا في الخارج وبدأوا معنا في عملية التغيير..
      انني بالفعل أومن بان هؤلاء ساهموا مساهمة بارزة في النهضة الحالية..
      اننا نركز بشكل خاص على التعليم وهذه ظاهرة أصبحت ملموسة هنا.. بدون ثقافة وبالتالي بدون وعي وطني لا نستطيع ان نحقق شيئاً
      البعض يقول بان الوعي خطر على نظام الحكم .. انني، بكـــل صراحة اعارض هؤلاء... انني لمؤمن بأن الوعي يولد المسؤولية والمسؤولية تعني في النهاية الالتزام بالوطن وبارضه و بنظامه ..
      ان الحكم العائلات بدون تأييد شعبي ولي زمنه . الحكم يجب ان يكون متمتعاً بثقة الجميع .. شخصياً لست متخوفاً من الحضارة والتقدم .. علينا ان نتطور وعلينا ان نتقدم هذه هي سنة الطبيعة .. جميع الدول تتقدم وتمارس مختلف الوسائل لتحقيق مستوى افضل لمواطنيها. ومن المفروض ان تزيد الحضارة ثقة المواطن بنفسه وبالتالي ان تزيده ايمانا بأرضه وببلده.
      سيكون بالفعل مؤسفا ان يرى احدا غير ذلك.. والواحد يشعر بحسره عندما يرى مستوى الدول الاخرى ويلمس رقيها وتقدمها.

      بابنا مفتوح للجميع

      -الثورة التي بدأت في الجبال منذ عام 1965م لا تزال مستمرة اسباب استمرارها ما هي وما هي برأيكم الوسيلة لوضع حد لهذا النزاع الدائم بين ابناء الوطن الواحد الذي يستنزف في الوقت نفسة قسماً كبيراً من مواردكم؟

      •نحن منذ البداية عندنا وجهة نظر واحدة لم تتغير . . ولا نزال نتمسك بها . . الا وهي ان نكون على حسن جوار مع الجميع بدون استثناء بابنا مفتوح للجميع . . لمن يريد ان يرجع وان يخدم بلاده. . بالطبع نحن لا نوافق على الكثير من افكار جماعة ظفار ولكننا نؤمن بأسلوب الاقناع .
      انا اقول باننا نمثل اكثرية الشعب واقولها بحق . . اما هم فلقد شهروا ولعلهم في الماضي كانت لهم اسبابهم، اما اليوم فلقد فتحنا صفحة جديدة في تاريخ هذا البلد ونحن بحاجة الى الجميع لنواصل البناء والتقدم.
      مساحة المنطقة التي يعملون بها حوالي 30,000 ميل مربع .. وهناك السهول الساحلية ثم الجبال ثم نجد ثم ما وراء نجد . . وهذه الجماعة لم يخرج نطاق نشاطها عن المناطق الجبلية الوعرة، وذات المسالك الصعبة .. وفي بعض المناطق تقترب الجبال بالسهول لذلك كان من الطبيعي ان يصل بعض افراد هذه الجماعة لبعض المناطق الساحلية ــ هذا لا يعني بنظري ان هناك تقدما عسكرياً.
      وانني استطيع ان اؤكد بان المناطق التي يعتمدون عليها من أجل تدريباتهم موجود معظمها خارج البلاد .
      ان حرب الجبال تستطيع ان تضايق اكبر الجيوش .
      بالطبع لولا الحرب لكانت ميزانيتنا الفعلية اكبر .
      ولكن هذا الواقع لا يمنعنا من التركيز على الجيش بصفة خاصة . . ان امن البلاد واستقراره مرتبط بتطور الجيش العماني وتأمين ما يحتاجه من معدات واجهزة. ونحن في هذا السبيل لا نتأخر .
      نحن لم نطلب التوسط من احد ؛ ولكن بعض الدول العربية الشقيقة عرضت فكرة التوسط فلم نرفضها . .
      لقد انضم الينا منذ فترة حوالي 700 مواطن كانوا اصلا يعملون مع الثوار وجاء أكثر من 500 منهم مع اسلحتهم وطلبوا محاربة الثوار وهم حاليا يقومون بالدوريات وبعمليات الاستطلاع. .
      ان جمهورية اليمن الجنوبية تتدخل باستمرار كما ان هناك دولا عربية شقيقة اخرى تتدخل باضافة الى بعض الدول الاجنبية التى تمد الثوار بالسلاح والمال . .

      -الثورة، اي ثورة في العالم تقدم منهاج عمل سياسي وفكري واقتصادي للشعب. . ما هي المبادئ التي ترتكزون عليها في حكمكم بالمقابل ؟

      • اننا بلد مختلف كما تعلم ولا بد ان تصبح عمان بلدا عصريا في مستوى البلدان العربية الراقية وهذا لا يأتي بسرعة . . لقد بدأنا السير في الطريق الصحيح على ما أطن محاولة اللحاق بركب الحضارة والامساك بالقرن العشرين ليس عملية سهلة. .
      ان التعليم والثقافة والوعي كما قلت، هو حجر الاساس في حركتنا . . مهمتنا الاولى ان نبني المدارس وتثقيف المواطنين ونفتح نوافذنا للحضــــــارة . .
      في الوقت نفسه، نحن نتمسك بالعدالة الاجتماعية كطريق لنا . . اذا اردت ان تقول اشتراكية عربية او اسلامية فليكن . . نحن لا نذكر الاشتراكية . . ونحن نسعى الى المشاركة الحقيقية لجميع العمانيين بدون استثناء . . لقد ولى عهد الإستئثار بكل شيء . . لا يمكن لأجنبي ان يستثمر هنا اي مشروع ، مالم يكن له شريك عماني اي مشروع اقتصادي لا بد ان يكون فيه اسهم عمانية .
      بالنسبة للزراعة فإننا نوليها اهتمامنا الخاص بالرغم من وجود البترول . . لقد وزعنا مساحات شاسعة من الاراضي .وفي الوقت نفسة فانني اسعى الى رفع مستوى التدريب والقوة القتالية للجيش العماني ، وادخال المزيد من العمانيين الى صفوفه .

      دولة البترول في التنمية

      -اكتشاف البترول غير الكثير من المفاهيم في المنطقة العربية . . ما هو الدور الذي لعبة في عمان؟

      • ليس من شك بان البترول لعب دوراً في مشاريع التنمية هنا. . فعمان كما تعلم بلد زراعي والبلاد الزراعية تبقى فقيرة ما لم يتم تصنيع الزراعة .
      البترول بالطبع موردنا الاساسي لمشاريع التنمية التي نحن بصدد تنفيذها هنــــاك مشاكل رئيسية تعترضنا .. لعل أهمها خلق جهاز بشري عماني قادر على استيعاب و ادارة هذه الثروة الجديدة، لعل هذا من الاسباب التي دفعتنا الى عدم الاشتراك في منظمة الاوبيك .. فنحن على استعداد لتنفيذ جميع المقررات التي نتخذها...
      نحن بصدد انشاء الشركة الوطنية للبترول التي ستلعب دورا بارزا في صناعتنا البترولية كما اننا تفكر في الوقت نفسه بإنشاء مصنع بتروكيميائي لان هذا المصنع يعتبر تتمة طبيعية للصناعة البترولية ..
      بالنسبة للمصفاة التي تساءلت عنها: فإنني اجيبك بان الوقت لا يزال مبكرا.. ان طاقتنا البترولية ليست كبيرة حتى الآن (300 الف برميل يوميا) كما ان هناك مضاف عديــدة اخرى في المنطقة ونحن بحاجة الى الجهاز البشري الغني لإدارتها.. ومن جهة اخرى فان استهلاك المحلي لا يزال حتى الآن متواضعا..
      ان المستقبل كفيل بتحقيق هذا المشروع متى اصبحنا بحاجة اقتصادية له..

      نظرية الامن و علاقات حسن الجوار ..

      يبدو ان نظرية الامن تثير اهتمام جميع دول العالم.. ما هو رأيكم بهذا الموضوع بالنسبة لمنطقة الخليج بصورة خاصة؟ وما هي علاقتكم ببريطانيا؟؟

      • نحسن نسعى باستمرار الى اقامة حسن جوار مع الجميع بدون استثناء، نحن ضد الاحلاف او التكتلات مهما كان نوع ها ولكننا لسنا ضد المساعدات .. ان معظم دول العالم تتلقى مساعدات مختلفة.
      علاقتنا بجميع الدول العربية حسنة ماعدا الدول التي تساعد الثوار .. بالطبع نحن نسعى لمزيد من القوة و لمزيد من التضامن العربي لقد دخلنا الجامعة العربية و اصبحنا عضوا في هيئة الامم. وليس من شك بان عمان بساحلها و داخلها، دولة واحدة.. سنسعى الى المزيد من التضامن و الاتحاد بيننا وبـــين اخواننا العرب على ساحل الخليج لأننا نعتبر انفسنا وحدة كاملة.. المستقبل كفيل بوضع اللمسات الاخيرة لأي نوع من الوحدة الاتحاد ...
      بالنسبة لبريطانيا، فنحــــــن دولة مستقلة تربطنا بها علاقات سياسية و اقتصادية منذ زمن طويل... وهناك اتفاقات بيننا و بينها....
      ان عمان ستعيد النظر في اي اتفاق متى دعت الحاجة الى ذلك وسنوثق علاقاتنا كما قلت ، في الوقت نفسه مع جميع الدول العربية التي نرتبط معها بوحدة المصير العربي المشترك


      الوحدة أمل العرب

      - الوحدة حديث أوروبا.. وحديث أفريقيا.. وحديث العرب.. كيف تنظرون الى الوحدة العربية؟

      الأخ لا يستطيع مساعدة أخاه اذا كان مريضا.. ونحن لانزال في بداية الطريق فبلدنا بلد متخلف ويحتاج الى الكثير من مشاريع التنمية التي نحن بأمس الحاجة اليها...
      الوحدة هي جميع العرب ولابد ان تحقق في المستقبل ولكن علينا ان نرسي الاساس السياسي و الاقتصادي و الثقافي أولا..
      علينا ان نكشف ذاتنا لنتحول الى قوة فعالة تستطيع في المستقبل القريب انشاء الله ان تمارس دورها البناء الايجابي في المحيط العربي ..

      خطوة في الصراع ..

      مؤتمر السلام يثي الكثير من الجدل... كيف تنظرون اليــــــه ؟؟

      • لقد حطم العرب اثناء حرب تشرين اسطورة التفوق الاسرائيلي .. فلقد برهن الجندي العربي بانه جندي محارب و شجاع يستطيع ان يغير الواقع اذا شاء.. وفي الوقت نفسه فلقد كشفت حرب تشرين عن طاقات العرب الدفينة واستطاع العرب ان يكسبوا احترام العالم ...
      بالنسبة لمؤتمر السلام ، نحن مع اي قرار أو خطوة يوافق عليهما اشقاؤنا العرب .. و مؤتمر جنيف قد يحل المشكلة وقد لا يحلها .. ولكن بالامكان اعتباره خطوة في الصراع الطويل الدامي بين الصهيونية العالمية وبين العرب .. ولابد في النهاية من انتصار الحق العربي في فلسطين المحتلة.


    • - جلالة السلطان في حديث لـ «فوكس نيوز»-








      قال السلطان قابوس بن سعيد ان ايران تسعى وبشكل جاد الى الخروج من العقوبات التي قد تفرضها الولايات المتحدة عليها
      بسبب برنامجها النووي،وانها تحث الولايات المتحدة على التحكم في قضايا اخرى غير البرنامج النووي،وقال السلطان قابوس
      مشيرا الى ايران " لا احد يستطيع ان يعيش في هذا العالم بمفرده اليوم "وأضاف" انهم لا يريدون ان يجلبوا لأنفسهم المزيد من المشاكل ،
      فهم يعلمون انهم غير موثوق بهم وهم يريدون ان يثبتوا للعالم نواياهم السلمية "
      واضاف السلطان قابوس بشكل خاص ان ايران تعلم ان هذاا يعني ان تعمل عن كثب مع المنظمة الدوليه للطاقة الذريه من اجل زيادة
      عمليات التفتيش عن البرامج النووية في العالم والعودة للمحادثات مع اعضاء مجلس الأمن الرئيسيين بريطانيا وفرنسا وروسيا والصين
      بالاضافه الى المانيا وقد قام فعلا الرئيس الايراني احمدي نجاد باقتراح هذه المحادثات يوم الخميس الماضي ..
      وقد ناقش السلطان قابوس الرئيس الامريكي باراك اوباما على الحديث مع ايران بخصوص اقتراحها
      " على ايران والولايات المتحدة ان يجلسا مع بعضها ويتحدثان "
      وخلال المقابله النادره والتي استمرت لأربع ساعات مع صحفي امريكي منذ 1997 والتي جرت في حصن الشموخ
      الذي يبعد عن مسقط 90 ميل ، اشار السلطان قابوس الى قناعته بأن مشكلة ايران النووية يجب ومن المممكن ان تحل
      بطرق سلمية وكانت هذه ضمن العديد من الملاحظات التفائلية التي ابداها جلاله السلطان
      وقد اعلن السلطان قابوس في ظل تلميح من الولايات المتحدة لطلب المساعدة بخصوص غلق مضيق هرمز ان
      السلطنه قد ارسلت رسائل تحذيرية لايران بشأن العواقب المتراكمة على غلق المضيق وقال السلطان " لدينا طرقنا واساليبنا الخاصة بنا "
      ولم يوضح بشكل اكبر ولكنه اكد ان الرساله لابد وان تكون قد وصلت الى ايران حيث قال " لم يغلق احد مضيق هرمز "
      وقد اضاف ان ايران قد تستعد الأن الى القيام ببعض الاصلاحات الغير محددة ..!
      وقد شاطر السلطان قابوس وجهة نظره قبل ان يعلن وزير الدفاع ليون بانيتا ان ايران يمكن
      ان تمتلك قنبلة نووية في غضون سنه ولكن السلطان قابوس عارض فكرة ان تكون هذه هي نية
      ايران معلنا انه مقتنع بما تقوله ايران " انه مالأن يريدون ان يقنعوا العالم بقدراتهم النووية مثل اليابان ولكنهم لا يريدون بذلك اي اسلحة نووية "
      ولدى سؤاله عن سبب ان على الغرب محادثه ايران مرة اخرى وذلك بعد نكثها بالعهد بخصوص تقليل نسبه اليورانيوم والذي من الممكن ان يكون وقودا للقنبله النووية في حالة زيادته قال السلطان ان تحديات ايران الأقتصادية قد زادت الأن بشكل اكبر نتيجة العقوبات الاقتصادية ،
      ولكن واشنطن لا تزال في شك ان محاولات ايران للمحادثات مع الاتحاد الاوربي ما هي الا تقنيه لكسب الوقت ..

      وعند سؤاله عن التقارير التي اوضحت انه اسرائيل تستعد ظاهريا لضرب ايران عسكريا من اجل تجريد ايران من نشاطها النووي قال السلطان قابوس انه يتفهم ان على اسرائيل ان تدرس جميع الخيارات وتبقيها مفتوحه وهو يأمل ان لا يتدهور الوضع الى النقطه التي تريد ايران بها ان تأخذ مقاييس صارمة وقال مؤكدا " ان شاء الله لن يحدث اي شئ ولكن اذا هاجمت اسرائيل ايران لا قدر الله فعلى كل الأطراف ان يعملوا ما بوسعم لتجنب اي تصعيد في ألأمر "
      واضاف السلطان " الحلول السلمية هي المفضلة دائما "
      وبالنسبه لأسرائيل فقد اشار السلطان انه لا يوجد اي بديل عن المحادثات الجادة مع الفلسطينيين " على هؤلاء الأثنين ان يجدا طريقة للعيش معآ "
      وقد تحدث السلطان قابوس عن تفائله بمستقبل اليمن خصوصا بعد رحيل الرئيس السابق علي عبدالله صالح والذي قد سافر الى مسقط قبل التوجه الى امريكا للعلاج وقال السلطان الذي كان يتحدث اللغة الانجليزية بطلاقة مع لكنه بريطانيه " لقد قال الرئيس السابق انه يريد ان يكون جزءا من الحلول وليس المشكلة "

      وقد ابدى السلطان الذي اكمل 40 سنه في حكمه للبلاد تفائله بشأن مستقبل سوريا و مصر وكذلك التعايش بين اسرائيل وفلسطين وعبر في نفس الوقت عن اسفه للنهاية التي آل اليها الرئيس السابق حسني مبارك وقال " كان يجب ان لا ينتهي بهذه الطريقة ربما كان هناك المزيد من البدائل مثل الاصلاحات على سبيل المثال ، على المحاكمة ان تكون بشكل افضل والحقيقة يجب ان تظهر " محذرا بطريقة غير مباشرة قوة الجيش والجماعات الأسلامية " يجب ان يعملا معا من اجل مصلحه الشعب المصري "
      واما بالنسبه الى سوريا فقد امتنع السلطان من انتقاد الرئيس بشار الأسد بالاسم ولكنه حث دمشق على القبول بقرار الجامعه العربية والتي امرا مكنت الأسد من الاستمرار في منصبه مع حل الأمور بالطرق الديموقراطية " وقال السلطان ان الأمر بحاجة الى الصبر والأصرار و الوقت وان على دمشق بأن ترضى بقرار الجامعه العربية "وهو الأمر الذي رفضته الحكومة السورية حيث اشار السلطان ان الرئيس اليمني استغرق بعض الوقت للأخذ بنصيحه عمان ولم يستطيع في النهاية العودة الى اليمن .
      وقد استخدم السلطان قابوس ما اسمها " بالروابط الجيدة " مع ايران وغيرها من الدول المجاورة من اجل تحرير رهائن من الدول الاجنبية مشيرا بذلك الى البحارة البريطانيين الذي تم تخلصيهم من ايران في عام 2007..
      وبحسب وكاله الأنباء العمانية فقد ساعدت السلطنه في تحرير ثلاثة عمال مساعدة في اليمن تم احتجازهم من قبل القاعدة وذلك بدفع مبلغ من المال .. كما ان هيلاري كلنتون قد قدمت الى عمان من اجل ان تشكر السلطان لتحرير جوالون امريكين تم احتجازهم في ايران وقد دفعت عمان مبلع 1.5 دولار من اجل تحريرهم وقد قال السلطان قابوس عن هيلاري كلنتون الذي قابلها مرتان " انها امرإه احترمهآ " ولم يحظى السلطان قابوس بمقابلة مع باراك اوباما ولكنه تحدث معه هاتفيا عدة مرات وقال عنه " ان رجل قادر على المهمة التي يمسك بها "

      مصدر المقال من الكتابة جوديث ميلير
      http://www.judithmiller.com/11095/su...-bin-said-oman

      ومصدر اخر من موقع فوكس نيوز
      foxnews.com/world/2012/01...etween-speaks/


    • -جلالة السلطان يتحدث لمجلة المجالس المصورة الكويتية 2 يونيو 1973م-








      جلالة السلطان يتحدث لمجلة المجالس المصورة الكويتية السبت2يونيو1973م

      ادلى جلالة السلطان قابوس المعظم بحديث صحفي لمجلة "المجالس المصورة" الكويتية الاسبوعية نشرته في عددها الصادر يوم السبت الماضي تحدث فيه جلالته عن احداث لبنان وعلاقات عمان مع الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة والتسهيلات الممنوحة لاستثمار الرساميل العربية والاجنبية في السلطنة وعدد من القضايا الاخرى.
      وفيما يلي نص الحديث كما نشررته الزميلة "المجالس المصورة" :

      سؤال : ما هو رأي جلالتكم بالاحداث في لبنان وما هو موقفكم منها ما دامت حديث الساعة ؟

      جواب: لا شك انها أحداث مؤسفة . وأمر يحز في النفوس أن يقتتل الاخوان فيما بينهم ، بينما العدو الصهيوني يقيم الاستعراضات العسكرية احتفاء بذكرى قيام الكيان الدخيل ونحن لا نستطيع تخطئة أي من الجانبين لأن الصورة ليست واضحة ومع ذلك فقد اصدرنا بياناً دعونا فيه الجانبين الى التزام الحكمة والتعقل في معالجة الموقف بما يحقق الاستمرار والازدهار للبنان الشقيق وبما يحقق الاهداف النبيلة للثورة الفلسطينية في تحرير فلسطين.

      سؤال : سمعنا يا جلالة السلطان خلال وودنا في مسقط ، بأن مساعدات عسكرية ايرانية وصلتكم مؤخراً وهي تشارك في محاربة ثورة ظفار فما هي صحة هذه المساعدات؟ وهل صحيح انكم اتفقتم مع ايران على مراقبة مضيق هرمز وتفتيش السفن التي تمر فيه الى الخليج العربي منعاً لتسلل السلاح السوفياتي الى المنطقة ، وهل أقامت ايران لنفسها وجوداً بحرياً في جزيرة مصيرة ؟ مع ملاحظتنا للوجود التجاري الايراني في بلادكم؟

      الجواب : ايران قدمت لنا مساعدات لمحاربة الشيوعية التي تشكل خطراً كبيراً علينا.. فكما ان الاتحاد السوفياتي والصين تقدمان المساعدة "لثورة ظفار" فنحن نقبل المساعدة من اصدقائنا لمحاربة المتمردين في ظفار وهم قلة..
      اننا بحاجة الى مساعدة جميع الاصدقاء ولا سيما وان نصف ميزانية السلطنة تصرف على محاربة هؤلاء المتمردين.
      اما القول بأننا اتفقنا مع ايران لتفتيش السفن التى تمر عبر مضيق " هرمز " ، أو أنه أصبح لايران وجود في المضيق، فهذا لا اساس له من الصحة اطلاقاً، ونحن نعتبر ان مضيق هرمز ممر مائي دولي ولا نقبل بأي وجود اجنبي فيه وكذلك ليس هناك أي وجود ايراني أو غير ايراني في جزيرة مصيرة.
      أما بالنسبة للتعامل التجاري ، فقد استقبلنا وفداً تجارياً ايرانياً ورحبنا به ونحن نتعامل مع جميع الدول تجارياً فكيف لا نتعامل مع ايران وهي البلد الصديق الذي يمدنا بالمساعدات.

      سؤال : جلالة السلطان مادمت تنفي الوجود العسكري الايراني ، هل نعتبر ان هذا الوجود هو وجود بريطاني؟ لقد قيل لنا بأن حوالي عشرة آلاف جندي بريطاني متواجدين في السلطنة ولهم قواعدهم في صلالة وجزيرة مصيرة؟

      جواب : أين هم هؤلاء الجنود البريطانيون؟ دلوني عليهم .. انني أؤكد مرة اخرى بانه لا يوجد جنود بريطانيون في بلادنا..باستثناء تسهيلات نقدمها لطائراتهم في مطارات صلالة ومصيرة، فهي تزود بالوقود والخدمات الاخرى.. واعتراف بانه لدينا خبراء بريطانيين في الجيش لتدريب واتنا على استعمال الاسلحة، ومثل هؤلاء الخبراء لهم وجود في كل الدول الشقيقة والصديقة.

      سؤال : ماهي طبيعة علاقاتكم مع الدول الشقيقة والصديقة ؛ ولماذا لم تتبادلوا التمثيل الدبلوماسي مع بعضها؟

      جواب : علاقتنا طيبة مع جميع الدول الشقيقة وقد تبادلنا معها التمثيل الدبلوماسي ... الا العراق .. لان العراق يدم المساعدات العسكرية للمتمردين في ظفار ونحن لا نتعاون مع اي نظــام عربي أو اجنبي يناصبنا العداء ويساعد أخصامنا .. فالعراق قدم ويقدم المساعدات الى المتمردين وذلك يعني أنه يعادلنا، وكذلك الاتحاد السوفياتي فانه يقدم المساعدات العسكرية للمتمردين ولسنا على استعداد لتبادل التمثيل الدبلوماسي مع روسيا أو الصين..

      سؤال : ألا تعتقد يا جلالة السلطان ان تبادل التثيل الدبلوماسي ووجود سفير عراقي بمسقط كذلك وجود سفير عماني في بداد قد يؤدي الى تفاهم بين البلدين؟

      جواب : نحن نرفض مثل هذه السياسية ، ويجب على الحكم العراقي أن ياخذ المبادرة في وقف مساعداته للمتمردين . فليس المهم ان يعترف العرآق بنا كدولة ويؤيدنا في الامم المتحدة وفي الجامعة العربية ، بل الاهم أن يبادر الى وقف مساعدته للمتمرين .. لقد جاء السفير العراقي واعتذرنا منه وعاد الى بلاده، لانه لا يقوم تبادل دبلوماسي بيننا وبين العراق.

      سؤال : ذكرت جلالتك بأن سلطنة عمان تحتاج الى مشاريع كثيرة فما هي التسهيلات التى تقدمونها للرساميل العربية لاستثمارها في هذه المشاريع.

      جواب : التسهيلات التى نقدمها للرساميل العربية كثيرة ، الا انها مشترطة بأن تكون نسبة مساهمة العماني بأي مشروع 35 بالمئة من رأسمال المشروع و 65 بالمئة للشربك العربي أو الاجنبي . فأنتم في الكويت تسمحون للشريك الاجنبي بنسبة 49 بالمئة فقط . .

      سؤال : ولكن تنفيذ هذه المشاريع يحتاج الى ايدي عاملة فنية ، فلماذا لا تفتح السلطنة المجال للايدي العاملة العربية لتشارك في عملية البناء بعمان؟

      جواب : للاسف الشديد ان بعض العرب غير مخلصين . . ولا يمكن ان نأمل لهذا البعض . . ولذلك فان عملية السماح لهذه الايدي بالدخول الى عمان تتاج الى دراسة دقيقة.

      سؤال : هل حاولتم الاستفادة من صندوق التنمية الكويتي ، او من صندوق النماء في ابوظبي ، وما هو مدى مساهمتكم في الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي الذي قــد يعمل لتمويل بعض مشروعاتكم؟

      الجواب : في الحقيقة لم ننضم حتى الان الى صندوق الانماء العربي كما اننا لم نطلب مساعدات من الصندوق الكويتي ، ونحن لا نطلب المساعدات، وجميعهم يعرفون مدى احتياجاتنا لهذه المساعدات وعليهم ان يقدموها لنا بدون طلب منا . .




    • -حديث جلالته لمجلة مفترق الطرق التركية-








      جلالة السلطان يتحدث عن القضايا المحلية والتعاون العربي الإسلامي
      السبت 12 ابريل 1977

      أكد جلالة السلطان قابوس المعظم أن الدول العربية تعمل في تعاون وثيق من أجل قضية السلام، ومن أجل التقدم وسعادة البشرية جمعاء.
      ووصف جلالته مؤتمر القمة العربي الذي عقد في القاهرة مؤخرا، بانه كان فعالا في التوصل إلى حل سلمي للموقف في لبنان. وقال أن الدول الإسلامية الغنية بالبترول، يمكنها أن تضطلع بدور هام عن طريق تقديم المساعدة كلما كان ذلك ممكنا .. لتنفيذ المشروعات القيمة التي تدعم قضية السلام والتقدم.
      وقال جلالته في حديث مع رئيس تحرير مجلة "مفترق الطرق" الإسلامية التركية أنه بعدما وضعت الحرب أوزارها في المنطقة الجنوبية فان الأولوية ستعطى لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية الكاملة لعمان، على أن تحتل مصالح الشباب الأسبقية القصوى في خطط التنمية.

      وفيما يلي نص الحديث:

      س: تتطور عمان بشكل سريع بفضل القيادة الشابة فهلا تفضلتم كقائد لمسيرة عمان بتوضيح الخطط القريبة والبعيدة والأولويات في هذه الخطط التي تعتزمون تنفيذها؟

      ج – الآن وبعد انتهاء التمرد في المنطقة الجنوبية فان الأولويات الوطنية هي: التنمية الاجتماعية والإقتصادية لتحقيق افضل الفوائد لشعبنا، نحن عازمون على إعطاء الأولوية في خططنا للإهتمام بالشباب لأنهم سيقومون بالدور الحيوي في السنوات القادمة في تطوير بلدنا .. ولهذا فان لهم الحق في تحصيل أعلى درجات العلم واعطائهم الحق في استعمال هذا العلم في خدمة بلدهم.
      تعاون عربي إسلامي

      س: ما هو تصوركم للتعاون بين الدول الإسلامية. وهل ستقوم الدول البترولية الغنية بتطوير دول العالم الإسلامي؟
      ج – كما تعلم فان الدول العربية الشقيقة تتعاون معا بشكل فعال لتحقيق السلام والتقدم والسعادة للإنسانية. وكما تذكر فقد حقق اجتماع جامعة الدول العربية في القاهرة في إيجاد حل سلمي للوضع في لبنان.
      وكذلك فان الدول الإسلامية البترولية تستطيع بالتأكيد أن تقوم بدورها للمساعدة حيثما كانت هذه المساعدة مجدية في تحقيق هذه الإهداف ودفعها للأمام.
      ثقافة إسلامية واحدة

      س: ما هو الدور الذي يمكن لرابطة الدول الإسلامية ان تقوم به لتحقيق تفاهم أفضل فيما بينها في المجالات الاجتماعية والإقتصادية؟
      ج - ترتبط دول العالم الإسلامي مع بعضها بروابط وثيقة لا تقتصر على المعتقدات فقط بل تجمعنا ثقافة إسلامية واحدة تحدد أسلوب حياتنا.
      وعلى ضوء هذه المبادئ فإننا نعتقد أن التبادل في المجالات الاجتماعية والثقافية ضمن الرابطة العربية يجب أن يستمر ويتزايد لدعم الصداقة الوثيقة والتفاهم القائم فعلا بين دولنا.

      س: ما رأيكم يا صاحب الجلالة في إقامة رابطة إقتصادية إسلامية؟
      ج - نحن نؤمن بضرورة إيجاد تعاون اقتصادي كامل بين الدول الإسلامية وان يمتد هذا التعاون إلى جميع أقطار العالم.

      س: هل تعتقدون أن الفتاة العمانية ستقوم بدور اكبر في المساعدة على بناء مجتمع متكامل في عمان؟
      ج – المرأة العمانية تتمتع بالحرية الكافية لتأخذ دورها كاملا وتحقق تطلعاتها سواء في مجال التعليم أو العمل المهني. والمرأة العمانية تقوم بدور هام في مجتمعنا وسوف تستمر في النهوض بهذا الدور

      س: ما هو رأي جلالتكم بالإسلام بإعتبارة خلفية ثقافية واجتماعية مشتركة وعاملا مؤثرا بين الدول الإسلامية؟
      ج – نحن نؤمن أن الإسلام بكل تأكيد يكون خلفية ثقافية واجتماعية مشتركة لشعبنا بالإضافة إلى أن للدين الإسلامي تأثيرا كبيرا على حياتنا. وديننا المقدس يمدنا بمعاني حياتنا التي تشكل عاملا أساسيا في تمتين الروابط في المجتمع العربي والتي يعتمد عليها هذا المجتمع كضمان لمستقبله
      .

    • سهم الغدر .. كتب:


      مســآآْء الخيـــر :





      كلنا نحب هذا الوطن و السلطان قابوس فدعونا نجتمع على كلمة واحدة هي حبنا لهم لطول العمر


      وجميعا سنفتخر ونقوول عشنا في زمن السلطـــآن قابوس
      حفظه الباري أينما كـآآن


      طرج جمييل من اختنا فاقده الغوالي \
      تسلمي




      مساء النور
      أختي الكريمة
      أسعدني تواجدكِ الراقي
      بيننا
      وفقك الله لكل خير

      :)
    • وحي العروبة كتب:

      ما شاء الله
      لي عودة فقوود!

      مساء نور
      أخي الكريم
      سعيدة بتسجيل تواجدكَ مبدئياََ
      بيننا
      في أنتظار تواجدكَ مرة أخرى
      وفقك الله لكل خير

      :)


    • -كرسي السلطان قابوس لدراسات اللغة العربية بجامعة بكين -





      [B]


      كرسي السلطان قابوس لدراسات اللغة العربية أنشى عام 2007م. في جامعة بكين. يهدف الكرسي إلى
      - تدريس اللغة العربية وآدابها للطلاب الصينيين
      - المساعدة في إنشاء مكتبة في قسم اللغة العربية بجامعة بكيين لرفع الوعي باللغة العربية وآدابها في الصين
      - تشجيع البحوث في اللغة العربية وآدابها وثقافتها خاصة تلك ذات الصلة بعمان
      - تشجيع التبادل الثقافي بين الجامعات في السلطنة والصين في مجالات دراسات اللغة العربية
      .

      [/B]