عجُوزٌ خَرِفَة
أختفى جمالك وأنطوى ذِكراك وماعدت تلك الآنسة !
أختفى جمالك وأنطوى ذِكراك وماعدت تلك الآنسة !
وما أراهـ في شيخوختك من كبرياء !
هو نفسه ما كان منك قبل زمن مضى من تكبر وأستعلاء!
لا ينطق من فمك إلا القبيح لينافق قلبك من أراد ويستريح!
مجنونة بكل تصاوير الجنون !
مدفونة أنتِ في أعماق العيون !
تستبيحين أنفاس الآخرين بخُبثٍ فأي لؤمٍ ونكدٍ تُخبئين !
تستبيحين أنفاس الآخرين بخُبثٍ فأي لؤمٍ ونكدٍ تُخبئين !
قد بان مَكُركِ وأزدان خُبثك مهما بطيبك تُدارين !
أراهن وبُكلِ ما أملك من رجاحة عقل وحُسن تفكير وحكمة!
بأنك وفي شبابك لم تكوني سوى إمرأة عابسة مُشمئزة !
خانها الكِبرُ وذلها الغرور فانقادت لشهواتها الزائفة !
فكُبت على وجهها وقُيدت بسلاسل المُعجبين !
لُطمتِ مرات عديدة وعُريتِ وكأنك ساقطة !
فأين كانت مشاعرُك وقوتك ؟ أما عُدتِ تُمارين !
أين جنونك الذي كُنتِ تحمدين !
وطولك الذي تُباهين وكلماتك التي بها تُغردين !
رأيت من مثيلاتُك الكثيرات وأخذتُ منِهُن العِظات !
فحياتُهن كانت ما بين أخذٍ وهات !
قد نطقت بهِن الشُرفات وأقتيدن نحو الشهوات !
فسقطن في الظُلمات بين أنياب الكواسر وفي الغابات !
عليكِ ألف لعنة ولعنة ! وشملتُك ألف رعدة ورعدة !
لتعيشي ولكن في سُبات الخائفين وبين أفواهـ الظانين !
بيني وبينك بُعد المشرقين !
فلا تحُاولي أن تبُثي سمومك فأنتِ لزعانفك تُقطعين !
أيتها العجوزُ الخَرِفة مثلي خُرافتك على غيري !
ولا تحاولي اللحاق بي !
فما عُدت أهوى مماراة الجاهلين ولا الحاقدين !
فأنا أمير نفسي فليعرف ذلك كلَ المارين !
لن يملك قلبي أحد ولن يُخضعني لجبروته أي كان !
وفي أي زمان سأكون كما أُحب أن أكون !
وفي أي مكان سأعيش كما حُبب لي أن أعيش !
بلا أستيطان ولا تمكين فسُحقاً وبُعداً لما تُخططين !
تجاسرت على ردودك وها أنا اليوم أحُطم قيودك !
والأغلال التي بها تقودين أسراك كما تهوين !
ما همني ما كتبت ولن أكترث لما أكتب !
يكفيني أنك لما أكتبُ تُحملقين ثم تشردين !
وبعد ذلك تنزُفين وتنزُفين وتنزُفين !
وما كنتُ لأهاجمك لولا قساوة ما تضُمرين !
وسأكيل لك بنفس المكيال هذا وعدٌ مني حتى حين !
ألم أقلها سابقاً أيتها الغوغائية الناكرة للجميل !
بأني لستِ من تظُنين ومن أردت أن تعشقين !
أنا لستُ مثلهم فعالمي وعالمك يختلفان !
والدليل بأنني لا زلت أنا كما هو أنا لم أتغير !
وهاآ أنت ترقُصين بأنغام عصرٍ ليس بعصرك وزمان أختلف عليك !
مهترئة الأعصاب كثيرة السباب يُلازمُك ِ العِتاب وفي كلِ باب !
ويا للأسف بلا أية أسباب !
أشُبهُكِ بمن أغواها الزمان ورماها ظُلمها لأنفسها بمكان !!
تلك الصاخبة الرافضة للنعمة المُتعدية على النِعمة !
تلك التي صادقت شيطانُها الرجيم ولم تستعذ بالرحمن الرحيم !
فكانت وهو كالشقين اللذين لم ينفصلا عن بعضهما البعض !
رغم ما حباها الله به من خيراتٍ ونِعم وعزة وتمكين !
ولكنها أبت إلا أن تشهد أسلوب أبليس اللعين !
فكان عاقبتها هُنا الأحتقار والهوان والذل والخُذلان !
وقد تبرئ منها اللعين بعد أن وعدها بالمستحيل ولا مستحيل !
أيتها العجوزُ الخَرِفة
لا عجب أن تتساقط أسنانك لتندثر بين أحرفُك وكلماتك !
وهاآ أنت اليوم تتعكزين بقلمك الذي سيبقى بعد أن تسُقطين !
ومن قال بأنك ما سقطتِ يوماً ولكنها سقطات أخرى لتعلمين !
مدى ما أعرفه عنك فلقد أحتويت نبضك لسنين !
ولكنك لا تفهمين ! وما عُدتِ كالسابق تكتُبين !
لستُ ضدك ولا أقول بأني نِداً لك ولأمثالك !
إلا أنني أعلم بنفسي من نفسي ومنكِ ومن الآخرين !
فورقتي البيضاء بيضاء مهما مُلئت بمداد ينسكب بالعطاء !
وقلمي نافذ مهما تعددت علي المآخذ فما عُدت أُبالي !
سوى بكوكبة الأصدقاء والأخوان التي حباني الله بها !
سأكون من أكون ولتكونوا من تكونوا !
فإنما النهاية بحُسنِ الخواتيم !
والحمدُ لله ربِ العالمين !
ورود !


