أسمعهم ورائي يرددون الكلمة المخيفة... صداها يتردد على مسامعي آه يا الهي الوحش سيعود من جديد همس الجارات تمتمت الأطفال
وهواجس الصديقات كل هذا يؤكد رجوعه جميعهم يرددون الكلمة القاتلة ذاتها ...
رحماك ربي إني كنت من الظالمين سددت أذني بقوة كي لا تدخل هذه الكلمة المخيفة إلى أعماقي وتفتح الجرح القديم أرجوكم توقفوا لا تذكروا الوحش الذي قتل ودمر حياتي...
أجر خطواتي إلى المدرسة إنها امتحانات المصير امتحانات الثانوية العامة ها أنا هنا وطيف "علي "معي ...
علي لتحقيق حلمك أسعى لأكون مهندسة معمارية كما كنت تحلم أن تكون سأحقق حلمك وسأبني البيت الذي حلمت أن تبنيه ...
دخلت قاعة الاختبارات أمسكت ورقة الاختبار أمسكت الورقة التي لم تمسكها يا "علي" ها هي الورقة التي كانت ستوصلني إلى حلمك ...
من بين أسئلة الاختبار أرسل عقلي سؤاله هل يا ترى سأكمل هذه الاختبارات ؟؟؟أم أن مصيري سيكون مثل مصيرك يا "علي" ؟؟؟ "علي"
الوحش قادم الوحش الذي أخذك مني قادم نفضت رأسي من الخواطر المخيفة... أكملت اختباري وعدت أجر خطواتي إلى البيت ...
"مها " "مها " ابتسمت لسماعي صوته الذي أراحني من التفكير المخيف :
"عز" كيف كانت مباراتك؟؟؟ آه أخطأت مرة أخرى مرّت ثلاث سنين وأنا اكرر نفس الخطأ قلت بسرعة :
"معتز" أنا أسفه كان اسمه على طرف لساني رد "معتز" : لا بأس اسمه يتردد في قلبي دائما "معتز" يا حبيبي أعرف أنك تفتقده كثيرا كما افتقده أنا بل أكثر...
وكعادة "معتز" غيّر الحديث كي لا ألاحظ ما اعترى عيناه من حزن قال معتز : هههههه لم تري ما فعلته في المباراة لقد سجلت أهدافا و .............
واستمر بالحديث إلى أن وصلنا إلى البيت دخلنا البيت هذه أمي جالسة على الأريكة تمسك بعض الصور لمحت صورة لأبي هذه الصورة من أقدم الصور
عندنا التقطت قبل ميلاد "علي" يحمل أبي في الصور شهادته الجامعية... اقتربت من أمي أنا ومعتز أمسكت أيدينا وقالت : إنه قادم لم يكفه ما أخذ...
آه يا أمي كل تلك الفترة كنت تخفين ألمك عنا كنت تظهرين قوة لأجلنا كي لا يفقدنا الماضي حاضرنا ... الماضي ؟؟؟ لمجرد ذكره عدت إلى الوراء إلى ثلاث سنين مضت ...
كنت أصنع بعض التصاميم لأزين بها غرفتي أتاني صوت أمي تناديني فلبيت ندائها بسرعة. أمي : مها حبيبتي اذهبي إلى الملعب لتحضري التوأم من هناك لا تعودي
إلا وهما معك الغداء جاهز قلت لأمي: أمي هذان التوأم مشاكسان جدا يصعب علي إحضارهما ضحكت أمي وقالت :هههه فقط قولي لهما أنها أكلتكما المفضلة وسيأتيان
من فورهما خرجت من البيت أخطو الخطوات وأنا أتأمل قريتنا الصغيرة يا لها من رائعة جبالها وأشجار النخيل الشامخة حقا أنت جنة يا قريتي الهادئة ها أنا عند الملعب
ذاك أخي المشاكس "عز" وذاك توأمه المشاكس "معتز" إنهما في المقدمة هيا "عز" هيا "معتز" ارفعوا رأس أختكم عاليا أحرزوا هدفا توقف التوأم عن اللعب
والتفتا نحوي معتز: أنت نحن الآن ندافع لا نهجم ضحكت وقلت :هههه وما أدراني ما تفعلان الآن هيا لنعد إلى المنزل الغداء جاهز إنها أكلتكما المفضلة
صرخ عز ومعتز معا:يا رفاق نحن ذاهبون سنأتي غدا هههه كانت أمي محقة ما إن ذكرت طبقهما المفضل حتى رأيت بريق
الفرح في عيونهم إنهم يحبان كرة القدم كثيرا ويحلمان أن يصبحا لاعبين مشهورين كرونالدو هاهاها أعرف رونالدو إنهما لا يتحدثان إلا عنه
ها قد وصلنا إلى البيت وجدت أخي "علي" قد اتخذ مكان له على المائدة يحلم "علي "أن يصبح مهندسا معماريا وعدنا بتصميم بيت للعائلة في المستقبل ...
بعد الغداء عدت لغرفتي لارتاح قليلا لكن أين الراحة بوجود توأم المشاكل متى استطاعا دخول غرفتي تصاميمي كلها خربت لحظة
ما هذا الرسم إنه بشع مكتوب فيه أنا مهاوي لن أرضى بهذا ذهبت لأخبر أبي ولكن وجدته وأمي وعلي يتناقشون بموضوع
اقتربت لأعرف ما يشغلهم سمعت أبي يقول : الخبر صحيح الإعصار قادم قالت أمي: لا حول ولا قوة إلا بالله هل سنعاني من الأعاصير
رد أبي: لا تخافي يقولون انه سيضرب السواحل ومنطقتنا جبليه حتى إنهم بدءوا بإخلاء جزيرة "مصيرة"
من السكان سأل أخي علي : اختباراتي على الأبواب وحديث الإعصار يقلقني قالت أمي: لا تقلق بني سيكون بردا وسلاما بإذن الله
شغلني موضوع الإعصار أنا لما اشهد إعصارا من قبل لم أشاهده إلا على التلفاز عدت إلى غرفتي
ولقد نسيت لما خرجت منها أصلا كل تفكيري كان عن الإعصار القادم.
في هذا اليوم أصبح الحديث عن الإعصار "جونو" شغل الناس الشاغل أحسست بالكآبة وأنا أرى أهلي
مهتمين بأخبار الإعصار خرجت لحديقة المنزل لعلي أجد ما يشغلني عن التفكير بالإعصار.ما بال أوراق الأشجار تتساقط بكثرة
هكذا وكأنه يوم خريفي؟؟؟ الرياح لا تهدأ أبدا خيّل إلي أن الإعصار وحش يخرج في هذا الوقت زفراته المخيفة ...
وأنا أراقب المنظر في ارتياب أتى التوأم وجلسا بقربي قلت لهما وعينيّا ترقب الأشجار الغاضبة : هل تعتقدان
أن هذا الإعصار سيضرنا رد معتز: أنا لا أخاف لن يحصل شي وقال عز: وأنا سأقف أمامه بثبات . غيّر التوأم حديثنا عن "جونو"
وبالتأكيد لم يجدا حديثا أفضل من مهارات"رونالدو" المبهرة بالنسبة لهما ...
في صباح اليوم التالي كانت السحب كثيفة والسيل ينزل بغزارة تابعنا الأخبار على التلفاز
والمذيع يرينا مسار الإعصار على الخريطة لقد غير اتجاهه إلى الأعلى إلى "مسقط" كان يحذر سكان المناطق البحرية
ويناشدهم الخروج منها وأثناء متابعتنا للأخبار انقطعت الكهرباء بسبب الأجواء الاستثنائية التي تشهدها البلاد ومع انه الصبح
إلا أن المكان كان مظلما فالسحب السوداء قد غطت السماء والأودية قد بدأت بالنزول من أعالي الجبال كان أهالي المنطقة متخوفين
من الأودية بيوتنا قريبة منها ماذا نفعل ؟ أين نذهب؟ ففي المناطق البحرية مخاوف الإعصار القريب منها وفي المناطق الجبلية اشد الخوف من الأوديةزادت الأمور سوءً حاصر الوادي منزلنا و دخل الماء حاول أبي الاتصال بوحدات الإنقاذ لكن لا فائدة لا وجود للإرسال في هكذا أجواء
المياه ترتفع ونحن مهددون بالغرق البيت غمرته المياه صرخ أبي :لتتجهوا جميعا إلى السطح
الماء يزداد ارتفاعا وصار الوصل إلى السطح صعب
فضل أبي أن نكون أمامه أنا وأمي وأخي علي وهو خلفنا يحمل بين ذراعيه عز ومعتز وصلت إلى السطح بمساعدة من أمي وأخي علي
وفجأة بدون سابق انذر اندفعت مياه الوادي بقوة هائلة .غمرت المياه منزلنا لم يبقى غير السطح لنا ملجأ
انتظرنا أبي والتوأم ليصلوا لكن ما وصلنا هو صوت صراخهم أمي كانت تبكي وتصرخ وأنا واقفة في مكاني
لا أستطيع تصديق ما حل بنا لم يحتمل علي الوقوف هكذا نزل مسرعا إلى الأسفل لم يستمع لصرخات أمي اليائسة
أمي:علي توقف أرجوك توقف أما أنا كنت اصرخ من أعماقي أرجوكم عودوا إلي سالمين.
ظلت الريح الحمراء تعصف بنا أنا وأمي الأمطار تزداد غزارة وعيوني تراقب باب السطح لعلي ألمحهم لعلي أراهم
..معتز إنه معتز أمي أترين انه معتز ... ركضت أمي بسرعة نحوه وأنا وراءها معتز كان فاقدا للوعي حاولت مع أمي إسعافه
... سمعت صوت محركات طائرة تحوم فوق رؤوسنا رفعت بصري لأرى طائرتي إنقاذ... لوحنا بأيدينا لهم نزل رجال الإنقاذ إلى السطح
حيث كنا أخبرناهم عن أبي وعلي وعز كلمت أمي أحد رجال الإنقاذ : أرجوك أنقذ عائلتي مازالوا في الأسفل ...
أقلّون بالطائرة الأولى والطائرة الثانية بقيت لإنقاذ أبي وعلي وعز ...وصلنا إلى مكان آمن ... تلقى معتز العلاج
لان كثيرا من الماء قد دخل إلى رئتيه لم يصلنا أي خبر عن والدي وإخوتي وأمي المسكينة تارة تطمئن على معتز وتارة أراها تتجه للشرطي تسأله عن أبي وإخوتي ...
تمر الساعات والفجر أتى بيوم جديد ولا خبر يصلنا ، الجو بدأ بالاستقرار سمعت من حولي يصرخون ذهب "جونو" ذهب الإعصار كل ما كنت أفكر به هو حال أبي وأخوتي أين هم الآن؟؟؟ لما لا نسمع عنهم أي خبر ذهبت مع أمي نسأل عنهم مرة أخرى وكان الخبر الفاجعة ماتوا جميعهم للأسف لم نستطع إنقاذهم حتى أن احد رجالنا توفي في عملية الإنقاذ
هذه هي الكلمات التي قالها لنا الضابط أبي سندنا رحل وتركنا بلا حتى وداع علي وامتحاناته أيرحل قبل أن يؤديها ؟؟؟ عز أيها المشاكس الصغير أنسيت ما قلته ؟؟؟ ألم تقل انك ستقف أمام الإعصار بثبات آه يا معتز بقيت بلا نصفك الثاني كيف ستمضي في الحياة بلا عز بلا نصفك الثاني ؟؟؟ أمي كيف سنعيش بلا أبي ؟؟؟ بلا علي ؟؟؟ علي الذي في آخر لحظة استطاع إنقاذ معتز وإيصاله إلى السطح هذا ما قاله معتز عندما أفاق ...
أمي لا تبكي أرجوك فقط قولي لي بان ما عيشته في هذه اللحظة هو كابوس وسينتهي لا جواب من أمي غير الدموع ؟؟؟ إذا هذه هي الحقيقة هذا واقع أليم... الإعصار عصف بقلبي وانتزعه من مكانه بلا رحمه .
قالت لنا أمي علينا ألّا نعترض على ما اختاره لنا المولى عز وجل شأنه علينا أن نصبر ونحتسب لان الله إذا أحب عبدا ابتلاه... كانت كلمات أمي هذه بلسما تهون جراحنا و ألآمنا أنا وأخي معتز الذي لم يعد يشاكس ويعلب كما كان يفعل مع عز ...
بعد أيام من رحيل "جونو" عادت الحياة إلى طبيعتها بدأ التعمير والمساعدات الإنسانية تقدم من الشعب إلى الشعب ما أقوى شعبنا في الشدائد يدا واحدة هم دوما في السراء والضراء
أصبح الجميع يتحدث عن أقل خسائر بشرية خلّفها "جونو" ولكن أنا وأمي وأخي معتز نعاني من ذكرياته المؤلمة لم نستطيع أبدا أن نمحو ذكرياته الحزينة "جونو" قتلنا قبل رحيله "جونو" سرق ابتساماتنا وأذاقنا مر الفراق .
أعادني إلى حاضري كلام معتز لامي :لن يكون "فيت" " كجونو " صدقني ...الاحترازات صارت أكثر ثم إن الأعمار بيد الله وحده ...صحيح ما تقول يا معتز أيها الطفل الشجاع يبدو أن المحن زادتك إيمانا بخالقك ...
وقفه ...
أذاق بعــــدكم القــلبا مـــرا
شـــوق اللقاء كم هز وجــدا
صوت سعد أتاني ثم اضمحلا
تــركوك يا قلـــبي وحــــيدا
هــي الدار إن فقــدت عزيزا
هــي الوحدة إن قــيدت قلـبا
هــي العــيون إن بــعد شقـــاها
أيها النــاءون عن أرضي سلاما
وهواجس الصديقات كل هذا يؤكد رجوعه جميعهم يرددون الكلمة القاتلة ذاتها ...
رحماك ربي إني كنت من الظالمين سددت أذني بقوة كي لا تدخل هذه الكلمة المخيفة إلى أعماقي وتفتح الجرح القديم أرجوكم توقفوا لا تذكروا الوحش الذي قتل ودمر حياتي...
أجر خطواتي إلى المدرسة إنها امتحانات المصير امتحانات الثانوية العامة ها أنا هنا وطيف "علي "معي ...
علي لتحقيق حلمك أسعى لأكون مهندسة معمارية كما كنت تحلم أن تكون سأحقق حلمك وسأبني البيت الذي حلمت أن تبنيه ...
دخلت قاعة الاختبارات أمسكت ورقة الاختبار أمسكت الورقة التي لم تمسكها يا "علي" ها هي الورقة التي كانت ستوصلني إلى حلمك ...
من بين أسئلة الاختبار أرسل عقلي سؤاله هل يا ترى سأكمل هذه الاختبارات ؟؟؟أم أن مصيري سيكون مثل مصيرك يا "علي" ؟؟؟ "علي"
الوحش قادم الوحش الذي أخذك مني قادم نفضت رأسي من الخواطر المخيفة... أكملت اختباري وعدت أجر خطواتي إلى البيت ...
"مها " "مها " ابتسمت لسماعي صوته الذي أراحني من التفكير المخيف :
"عز" كيف كانت مباراتك؟؟؟ آه أخطأت مرة أخرى مرّت ثلاث سنين وأنا اكرر نفس الخطأ قلت بسرعة :
"معتز" أنا أسفه كان اسمه على طرف لساني رد "معتز" : لا بأس اسمه يتردد في قلبي دائما "معتز" يا حبيبي أعرف أنك تفتقده كثيرا كما افتقده أنا بل أكثر...
وكعادة "معتز" غيّر الحديث كي لا ألاحظ ما اعترى عيناه من حزن قال معتز : هههههه لم تري ما فعلته في المباراة لقد سجلت أهدافا و .............
واستمر بالحديث إلى أن وصلنا إلى البيت دخلنا البيت هذه أمي جالسة على الأريكة تمسك بعض الصور لمحت صورة لأبي هذه الصورة من أقدم الصور
عندنا التقطت قبل ميلاد "علي" يحمل أبي في الصور شهادته الجامعية... اقتربت من أمي أنا ومعتز أمسكت أيدينا وقالت : إنه قادم لم يكفه ما أخذ...
آه يا أمي كل تلك الفترة كنت تخفين ألمك عنا كنت تظهرين قوة لأجلنا كي لا يفقدنا الماضي حاضرنا ... الماضي ؟؟؟ لمجرد ذكره عدت إلى الوراء إلى ثلاث سنين مضت ...
كنت أصنع بعض التصاميم لأزين بها غرفتي أتاني صوت أمي تناديني فلبيت ندائها بسرعة. أمي : مها حبيبتي اذهبي إلى الملعب لتحضري التوأم من هناك لا تعودي
إلا وهما معك الغداء جاهز قلت لأمي: أمي هذان التوأم مشاكسان جدا يصعب علي إحضارهما ضحكت أمي وقالت :هههه فقط قولي لهما أنها أكلتكما المفضلة وسيأتيان
من فورهما خرجت من البيت أخطو الخطوات وأنا أتأمل قريتنا الصغيرة يا لها من رائعة جبالها وأشجار النخيل الشامخة حقا أنت جنة يا قريتي الهادئة ها أنا عند الملعب
ذاك أخي المشاكس "عز" وذاك توأمه المشاكس "معتز" إنهما في المقدمة هيا "عز" هيا "معتز" ارفعوا رأس أختكم عاليا أحرزوا هدفا توقف التوأم عن اللعب
والتفتا نحوي معتز: أنت نحن الآن ندافع لا نهجم ضحكت وقلت :هههه وما أدراني ما تفعلان الآن هيا لنعد إلى المنزل الغداء جاهز إنها أكلتكما المفضلة
صرخ عز ومعتز معا:يا رفاق نحن ذاهبون سنأتي غدا هههه كانت أمي محقة ما إن ذكرت طبقهما المفضل حتى رأيت بريق
الفرح في عيونهم إنهم يحبان كرة القدم كثيرا ويحلمان أن يصبحا لاعبين مشهورين كرونالدو هاهاها أعرف رونالدو إنهما لا يتحدثان إلا عنه
ها قد وصلنا إلى البيت وجدت أخي "علي" قد اتخذ مكان له على المائدة يحلم "علي "أن يصبح مهندسا معماريا وعدنا بتصميم بيت للعائلة في المستقبل ...
بعد الغداء عدت لغرفتي لارتاح قليلا لكن أين الراحة بوجود توأم المشاكل متى استطاعا دخول غرفتي تصاميمي كلها خربت لحظة
ما هذا الرسم إنه بشع مكتوب فيه أنا مهاوي لن أرضى بهذا ذهبت لأخبر أبي ولكن وجدته وأمي وعلي يتناقشون بموضوع
اقتربت لأعرف ما يشغلهم سمعت أبي يقول : الخبر صحيح الإعصار قادم قالت أمي: لا حول ولا قوة إلا بالله هل سنعاني من الأعاصير
رد أبي: لا تخافي يقولون انه سيضرب السواحل ومنطقتنا جبليه حتى إنهم بدءوا بإخلاء جزيرة "مصيرة"
من السكان سأل أخي علي : اختباراتي على الأبواب وحديث الإعصار يقلقني قالت أمي: لا تقلق بني سيكون بردا وسلاما بإذن الله
شغلني موضوع الإعصار أنا لما اشهد إعصارا من قبل لم أشاهده إلا على التلفاز عدت إلى غرفتي
ولقد نسيت لما خرجت منها أصلا كل تفكيري كان عن الإعصار القادم.
في هذا اليوم أصبح الحديث عن الإعصار "جونو" شغل الناس الشاغل أحسست بالكآبة وأنا أرى أهلي
مهتمين بأخبار الإعصار خرجت لحديقة المنزل لعلي أجد ما يشغلني عن التفكير بالإعصار.ما بال أوراق الأشجار تتساقط بكثرة
هكذا وكأنه يوم خريفي؟؟؟ الرياح لا تهدأ أبدا خيّل إلي أن الإعصار وحش يخرج في هذا الوقت زفراته المخيفة ...
وأنا أراقب المنظر في ارتياب أتى التوأم وجلسا بقربي قلت لهما وعينيّا ترقب الأشجار الغاضبة : هل تعتقدان
أن هذا الإعصار سيضرنا رد معتز: أنا لا أخاف لن يحصل شي وقال عز: وأنا سأقف أمامه بثبات . غيّر التوأم حديثنا عن "جونو"
وبالتأكيد لم يجدا حديثا أفضل من مهارات"رونالدو" المبهرة بالنسبة لهما ...
في صباح اليوم التالي كانت السحب كثيفة والسيل ينزل بغزارة تابعنا الأخبار على التلفاز
والمذيع يرينا مسار الإعصار على الخريطة لقد غير اتجاهه إلى الأعلى إلى "مسقط" كان يحذر سكان المناطق البحرية
ويناشدهم الخروج منها وأثناء متابعتنا للأخبار انقطعت الكهرباء بسبب الأجواء الاستثنائية التي تشهدها البلاد ومع انه الصبح
إلا أن المكان كان مظلما فالسحب السوداء قد غطت السماء والأودية قد بدأت بالنزول من أعالي الجبال كان أهالي المنطقة متخوفين
من الأودية بيوتنا قريبة منها ماذا نفعل ؟ أين نذهب؟ ففي المناطق البحرية مخاوف الإعصار القريب منها وفي المناطق الجبلية اشد الخوف من الأوديةزادت الأمور سوءً حاصر الوادي منزلنا و دخل الماء حاول أبي الاتصال بوحدات الإنقاذ لكن لا فائدة لا وجود للإرسال في هكذا أجواء
المياه ترتفع ونحن مهددون بالغرق البيت غمرته المياه صرخ أبي :لتتجهوا جميعا إلى السطح
الماء يزداد ارتفاعا وصار الوصل إلى السطح صعب
فضل أبي أن نكون أمامه أنا وأمي وأخي علي وهو خلفنا يحمل بين ذراعيه عز ومعتز وصلت إلى السطح بمساعدة من أمي وأخي علي
وفجأة بدون سابق انذر اندفعت مياه الوادي بقوة هائلة .غمرت المياه منزلنا لم يبقى غير السطح لنا ملجأ
انتظرنا أبي والتوأم ليصلوا لكن ما وصلنا هو صوت صراخهم أمي كانت تبكي وتصرخ وأنا واقفة في مكاني
لا أستطيع تصديق ما حل بنا لم يحتمل علي الوقوف هكذا نزل مسرعا إلى الأسفل لم يستمع لصرخات أمي اليائسة
أمي:علي توقف أرجوك توقف أما أنا كنت اصرخ من أعماقي أرجوكم عودوا إلي سالمين.
ظلت الريح الحمراء تعصف بنا أنا وأمي الأمطار تزداد غزارة وعيوني تراقب باب السطح لعلي ألمحهم لعلي أراهم
..معتز إنه معتز أمي أترين انه معتز ... ركضت أمي بسرعة نحوه وأنا وراءها معتز كان فاقدا للوعي حاولت مع أمي إسعافه
... سمعت صوت محركات طائرة تحوم فوق رؤوسنا رفعت بصري لأرى طائرتي إنقاذ... لوحنا بأيدينا لهم نزل رجال الإنقاذ إلى السطح
حيث كنا أخبرناهم عن أبي وعلي وعز كلمت أمي أحد رجال الإنقاذ : أرجوك أنقذ عائلتي مازالوا في الأسفل ...
أقلّون بالطائرة الأولى والطائرة الثانية بقيت لإنقاذ أبي وعلي وعز ...وصلنا إلى مكان آمن ... تلقى معتز العلاج
لان كثيرا من الماء قد دخل إلى رئتيه لم يصلنا أي خبر عن والدي وإخوتي وأمي المسكينة تارة تطمئن على معتز وتارة أراها تتجه للشرطي تسأله عن أبي وإخوتي ...
تمر الساعات والفجر أتى بيوم جديد ولا خبر يصلنا ، الجو بدأ بالاستقرار سمعت من حولي يصرخون ذهب "جونو" ذهب الإعصار كل ما كنت أفكر به هو حال أبي وأخوتي أين هم الآن؟؟؟ لما لا نسمع عنهم أي خبر ذهبت مع أمي نسأل عنهم مرة أخرى وكان الخبر الفاجعة ماتوا جميعهم للأسف لم نستطع إنقاذهم حتى أن احد رجالنا توفي في عملية الإنقاذ
هذه هي الكلمات التي قالها لنا الضابط أبي سندنا رحل وتركنا بلا حتى وداع علي وامتحاناته أيرحل قبل أن يؤديها ؟؟؟ عز أيها المشاكس الصغير أنسيت ما قلته ؟؟؟ ألم تقل انك ستقف أمام الإعصار بثبات آه يا معتز بقيت بلا نصفك الثاني كيف ستمضي في الحياة بلا عز بلا نصفك الثاني ؟؟؟ أمي كيف سنعيش بلا أبي ؟؟؟ بلا علي ؟؟؟ علي الذي في آخر لحظة استطاع إنقاذ معتز وإيصاله إلى السطح هذا ما قاله معتز عندما أفاق ...
أمي لا تبكي أرجوك فقط قولي لي بان ما عيشته في هذه اللحظة هو كابوس وسينتهي لا جواب من أمي غير الدموع ؟؟؟ إذا هذه هي الحقيقة هذا واقع أليم... الإعصار عصف بقلبي وانتزعه من مكانه بلا رحمه .
قالت لنا أمي علينا ألّا نعترض على ما اختاره لنا المولى عز وجل شأنه علينا أن نصبر ونحتسب لان الله إذا أحب عبدا ابتلاه... كانت كلمات أمي هذه بلسما تهون جراحنا و ألآمنا أنا وأخي معتز الذي لم يعد يشاكس ويعلب كما كان يفعل مع عز ...
بعد أيام من رحيل "جونو" عادت الحياة إلى طبيعتها بدأ التعمير والمساعدات الإنسانية تقدم من الشعب إلى الشعب ما أقوى شعبنا في الشدائد يدا واحدة هم دوما في السراء والضراء
أصبح الجميع يتحدث عن أقل خسائر بشرية خلّفها "جونو" ولكن أنا وأمي وأخي معتز نعاني من ذكرياته المؤلمة لم نستطيع أبدا أن نمحو ذكرياته الحزينة "جونو" قتلنا قبل رحيله "جونو" سرق ابتساماتنا وأذاقنا مر الفراق .
أعادني إلى حاضري كلام معتز لامي :لن يكون "فيت" " كجونو " صدقني ...الاحترازات صارت أكثر ثم إن الأعمار بيد الله وحده ...صحيح ما تقول يا معتز أيها الطفل الشجاع يبدو أن المحن زادتك إيمانا بخالقك ...
وقفه ...
أذاق بعــــدكم القــلبا مـــرا
داء البعـــاد يغتال القلـــوب
شـــوق اللقاء كم هز وجــدا
يطوي في أحلامه الــــدروب
صوت سعد أتاني ثم اضمحلا
لم يكن يا قلبي سوى حلم كذوب
تــركوك يا قلـــبي وحــــيدا
في مـــتاهات الدنـــا تجــــوب
هــي الدار إن فقــدت عزيزا
لذكراه في حزن تظل كـــتوب
هــي الوحدة إن قــيدت قلـبا
أســقته مــن كأس الكـــروب
هــي العــيون إن بــعد شقـــاها
بالدمع شكت لعــلام الغــيوب
أيها النــاءون عن أرضي سلاما
عسى الله ربي يمحو الذنـــوب
....النهاية....
....النهاية....
تم تحرير الموضوع 1 مرة, آخر مرة بواسطة مدريستا ().

الله يخليك ترنومه دومك ذوووق