تتزوج من الطفل الذي ربته يتيما
وتقول حاولت أن أزوجه ولكنني لم أنجح فتزوجت منه
الزواج حق لكلإنسان بصرف النظر عن جنسه أو عرقه أو دينه، وتبعاً لهذا الحق فإن أي رجل وامرأة إذا حصل بينهما توافق فكري وعاطفي،وقررا أن يتوجا هذا التوافقبالزواج فإنه لا يحق لأي كان أن يحتج على زواجهما أو يستغرب حدوثه، لكن هذا الرأي العام هل يصلح في حالة هذه المرأة التي تزوجت من ربيبها الذييصغرها بـ 26 سنة؟
لم أكن أطيق فراقهولم يكن بيدي حيلة سوى هذا الحل» بهذه العبارة استقبلت منى. ر. أول سؤال لنا عنسبب إقدامها على هذا الزواج، حيث تقول : صدقوني انني لم أخطط لهذا الزواج ولم أرتب له ولكنني اضطررت لهلأسباب كثيرة من أهمها أنني لم أتحمل أن افترق عن عبد اللهوأصبح غريبة عنه بعد أن كنت أرعاه وأعتني به وألاعبه عندما كان صغيراً، فمنذ أن كان في سن السابعة من عمره وهويعيش معي في بيتي وأنا التي أناوله طعامه وأغير ملابسهوأهتم بدراسته وكنت في تلك الفترة أعامله مثل أبنائي الذين خرجوا من بطني .
ولماذا أنت التيربيت عبد الله؟ أين هم أهله ؟
ـ هذه قصة قديمةتعود إلى حوالي ستة عشر عاما عندما تعرض أهل عبد الله إلى حادث مروري وهم في رحلة سياحية إلى مدينة أبها في جنوب المملكةوفي هذا الحادث توفيأهل عبد الله كلهم ولم ينج من الحادث سواه، وقد نشرت الصحف في تلك الفترة خبر هذا الحادث، فانتقل عبدالله ليعيش عند جدته من جهة أمه، ولكنها كانتسيدة كبيرة في السنومريضة تحتاج إلى من يرعاها، فقمت بزيارتها بعد الحادث لتقديم العزاء لها وفي تلك الزيارة طلبت منها أن توافق على أن اصطحب عبد الله معي ليعيش معأولادي، فلم تمانعجدته لعلمها بالعلاقة القوية التي كانت تربطني بوالدته رحمها الله، ولكنها اشترطت موافقة أعمام عبد الله على هذا الأمر، وبعد عدة اتصالات معأعمامه أبدوا موافقتهمخاصة أن زوجي قريب لهم فانتقل عبدالله إلى منزلي .
الزوجة: حاولت أن أزوجه من فتاة
ولكنني لم أنجحفتزوجت منه!
عبدالله الصغير.. كبر !
كنت في تلك الفترة متزوجة ولديك أبناء ؟
ـ نعم كنت متزوجةوزوجي من أقرباء أهل عبدالله وكان لدي ابنة وبعد سنة من انتقاله إلى منزلنا، رزقتبابن ثم رزقت بابن ثان، وبعد ثلاث سنوات من ولادة ابني الثاني توفي زوجي بسبب جلطةدماغية تعرض لها ولم تمهله سوى أيام قليلة،وبعد وفاة زوجي استمر عبدالله بالعيش معنا في نفس البيت، وكان يذهب إلى أعمامه فيفترات متقطعة ويبقى عندهم لأيام محدودة، وفي تلك الفترة كانت علاقتي به كعلاقة الأم بابنها ولكن معتقدمه في العمر وبلوغه مرحلة المراهقة تغيرت الأمور، فقد حضر أحد أعمامه إليناوطلب أن ينتقل معه إلى منزله، حيث أصبح شاباً وأنه لا يجوز له البقاء معي في نفس المنزل لأنه ليس من محارمي، وقدكان وقوع هذه الكلمات علي أشبه بالزلزال، فقد كنت دائما أرى عبد الله كأحد أبنائيولم أتصور أن يأتي يوم اضطرفيه إلى أن أغطي وجهي عنه أو أن أعامله كرجل غريب عني بعد أن كنت أحمله بين يديوألاعبه في صغره، وأمام رغبة عمه لم يكن لي أو لعبدالله حق الاعتراض، فانتقل إلى منزل عمه وانقطع عني وعنأبنائي لمدة سنتين وكان في هذه الفترة يتصل بي ويشكو لي من عمه ومن أبناء عمهالذين يضربونه، ومع تعدد اتصالاته بي قررت أن أتصل بعمه وأطلب منه أن يسمح بعودته ليعيش معنا، وخطر في ذهني أن أقدمله بعض الإغراءات المادية بشكل غير مباشر نظير موافقته وذلك لعلمي أن حالتهالمادية كانت ضعيفة وأنا بحمدالله أمتلك الكثير من المال والعقارات التي ورثتها عن زوجي، وفعلاً نجحت خطتي هذهووافق عمه على أن يعود عبدالله إلي بشرط أن تخصص له غرفه خارجية في المنزل .
< وهل كان زواجكمن عبدالله بعد عودته مباشرة ؟
ـ لا لم أتزوجه في تلك الفترة فقد كان عمره لا يتجاوز السادسة عشرة، لكن التغير الذيحصل أن ابنتي تزوجتبعد عودته إلينا بسنة وبعدها بثلاث سنوات سافر ابني الذي يلي ابنتي بالعمر إلى أمريكا وذلك للدراسة بالجامعة، وبعد سنتين لحق به شقيقه الأصغر،ولم يبق في المنزلإلا أنا وعبدالله، وكان عبدالله في تلك الفترة هو الذي يتولى الإشراف على أعمالي وهو الذي يتابع تحصيل الإيجارات من العمارات التي كنت أمتلكهامع أبنائي، بل كانساعدي الذي اعتمد عليه، وفي تلك الأيام صرح لي بأنه يود الزواج وطلب مني أن أبحث له عن فتاة، وأصدقكم القول أنني فرحت له كثيراً واجتهدت فيالبحث له، لكنني لم أوفقنهائياً فقد كان يرفض من العوائل التي يتقدم لها، وقد حاولت أن أغري هذه العوائل بالمال، حيث كنت أعدهم بمهر كبير في حال موافقتهم ولكنني لمأفلح، وفي أحد الأيامعندما كنت عائدة إلى المنزل برفقته أخذت أخفف عليه واعده بأنني سوف أجد له زوجة قال لي: «إذا لم أجد فتاة يا خالة سوف أتزوجك أنت» وقد قال ليهذه العبارة بأسلوبأقرب ما يكون إلى المزاح ولهذا لم أعر عبارته أي اهتمام، ومع مرور الأيام قال نفس العبارة لي في مناسبة أخرى فشعرت بأنه جاد في حديثه.
من الهزل إلى الجد !
< وماذا حدث بعد ذلك ؟
ـ لا أخفيكم أننيأخذت أفكر بهذا الأمر وأصبحت لا أنام الليل بسبب التفكير به، وبأن عبدالله سوف يكون زوجاً لي لدرجة أنني حلمتفي إحدى الليالي بأنني وهو أصبحنا زوجين وقد شعرت أن هذا الحلم يحملني للتفكيرأكثر بالموضوع، ولكن السبب الأهمالذي جعلني أفكر بالزواج منه هو خشيتي انه إذا تزوج من امرأة أخرى سوف يغادرالمنزل وهذا الأمر هو الذي كان يقلقني جداً، فأنا لم أكن أطيق فراقه، فقد كنت أحبه أكثر من أبنائي، وبعد طول تفكيراستقر رأيي على أن أعرض عليه فكرة الزواج، فاتصلت على هاتفه الجوال وطلبت منه أنيدخل إلى داخل المنزل، حيث انه كان في تلك الفترة ما زال يقضي أوقاته في غرفة خارجية بحكم الشرط الذي وضعه عمه لنافي السابق، وعندما دخل طلبت منه الجلوس وأثرت معه موضوع بحثه عن فتاة يتزوجها.فقال لي بطريقة مازحة : قدضجرت من رفض العوائل لي، وأنا أود الزواج بك، وعندما قال هذه العبارة استجمعت قوايوقلت له : إذا كنت جاداً فأنا موافقة. فأخذ يضحك ولكنني أوقفته وأعدت عليه العبارة مرة أخرى وقلت له: إننيجادة في حديثي معك وإنني أريدك زوجاً لي .
وبماذا أجابك؟
بداية توقف عنالضحك وأخذ ينظر إلي وهو مندهش ولكنني لمأمهله كثيراً فقلت له: إذا كنت تحبني فكل ما عليك هو أن تحضر مأذوناً لنتزوج، عند ذلك قال لي: أنا أحبك يا خالة لكنني أخشى أن يرفض عمي وأبناؤكهذا الأمر ثم إنك مثلوالدتي. فقلت له: إنني لست مثل والدتك ومع أنني ربيتك إلا أنني امرأة غريبة عنك ويحق لنا أن نتزوج، كما أنني أخشى أن تبتعد عني إذا تزوجت.
إضافة إلى ذلك ومن اجل أن أجعله يقتنع بالأمر فقدكذبت عليه وقلت له إن احد أصدقاء شقيقي قد تقدم لخطبتي من شقيقي ولكنه اشترط علي أن أخرجك من المنزل، وبعد أن سمععبد الله هذا الحديثوافق على الزواج بي ولكنه طلب مني أن أحل مشكلة عمه وأبنائي خشيته أن يرفضوا زواجنا.
الزوج: أنا سعيدمعها
وأتمنى أن نرزق بأطفال !!
عاصفة من الاعتراضات !
وهل اعترض عمعبدالله وأبناؤك على زواجكما ؟
لم يكن المعترضونفقط عمه وأبنائي، بل إن غالبية أقاربنا اعترضوا على هذا الزواج وتكفل بعضهم بإيصال الأمر إلى أبنائي قبل أن أخبرهمولكنني مع ذلك أصررت مع عبدالله على الزواج وقد كانت حججمن يرفض زواجنا تتلخص في أنني أكبر منه في العمر، انه مثل ابني وقد كان ردي عليهم هو أن الرسول صلى الله عليهوسلم تزوج من السيدة خديجة وهي اكبر منه سناً، أما منناحية كونه مثل ابني فقدقلت لهم انه ليس ابني وانهلو كان ابني فلماذا طلبوا منه أن يعيش في غرفة خارجية من المنزل؟ واستمررت علىقراري حتى نجحت بإقناع أبنائي ثم أقنعت شقيقي وبعد ذلك أقنعت عم عبد الله واستخدمت معه نفس الطريقة التي استخدمتهاسابقاً عندما أردت أن يعود عبد الله إلى منزلي وهي طريقة الإغراء غير المباشربالمال، وبحمد الله فان كل هذه الجهود لإقناع من هم حولنا لم تستغرق سوى أسابيع بسيطة وأقمنا بعد ذلك الزواج وكانبسيطاً جداً واقتصر الحضور على شقيقي وعم عبد الله والمأذون وشاهدين فقط .
وكم مضى علىزواجكما الآن؟ وكيف هي علاقتكما بعد أن أصبحتما زوجين؟
الآن أمضينا تسعةأشهر على الزواج وأناسعيدة بهذا الزواج فقد ضمنت بقاء عبد الله معي وأعتقد أنه هو أيضاً سعيد .
وهل تخططان لتتويجهذا الزواج بأبناء ؟
أتمنى ذلك وأرجو مناللهأن يرزقني بأبناءمن ابني وزوجي عبدالله وإن كنت أستبعد ذلك لكوني قد بلغت الخمسين من عمري وفي هذه السن يصعب علىالمرأة أن تحمل.
أحببته عندما كانصغيراً
وأحببته أكثر عندماصار زوجاًلي !!
عبدالله صامت
الزوج عبدالله كانحاضراً طول مدة الحديث مع زوجته منى ولكنه كان صامتاً ولم يتحدث أبداً واكتفى فقطببعض الابتسامات من فترة إلى أخرى والمرة الوحيدة التي تحدث بها كانت عندما قالبانه سعيد بزواجه من منىوانه يشعر بأن رفض العوائل التي تقدم لها للزواج من بناتهم كانت بمثابة المنبه لهبأن ما هو مكتوب له هو الزواج من منى .
وعندما سألناه عنإمكانية زواجه بزوجة ثانية على زوجته، خاصة أنها أكبر منه في العمر، ضحك وقال انهليس بغبي حتى يتزوج على منى التي يحبها ثم قال إن منى مع أنها بلغت الخمسين منعمرها إلا أنها مع ذلك مازالت جميلة وبكامل صحتها وبالتالي فانه ليس هناك أي مبرر في زواجه عليها من امرأةأخرى، كما قال انه يتمنى أن يرزق هو ومنى بعدة أطفال وليس طفلاً واحداً فقط .
رأي علم النفس
الاختصاصي النفسيفي وزارة التربية والتعليم تركي السعد يقول عن هذه الحالة بعد الاطلاع عليها: إنهذه الحالة غريبة جداً ويندر وقوعها في العالمكله وليس فقط في السعودية، لكننا عندما نبحث في الدوافع والمحفزات النفسية لتصرفهذين الزوجين نجد أنها من ناحية الزوجة تتلخص بأن لديها رغبة بالتملك بشكل قوي جداً ولهذا فإنها ترفض رفضاًقاطعاً خروج هذا الطفل الذي تحول في سنوات معدودة إلى شاب وترفض أيضاً أن ينتهي منحياتها وهذا بالمناسبة هو شعور كل الأمهات مع أبنائهن، خاصة الذكور، ولكن في هذه الحادثة فإنه وبحكم الضغوطالنفسية الشديدة التي تعرضت لها هذه السيدة سواء من قبل أقاربها الذين يطالبونهابإخراجه من منزلها أو حتىمن الألم النفسي الرهيب الذي تولد لديها، قد جعلتها تقدم على هذا التصرف دون خشيةمن أحد، وبالمناسبة فإن هذا التصرف الذي أقدمت عليه هذه السيدة هو ناتج عن ضغوط نفسية قريبة من الضغوطالنفسية التي يتعرض لها من يقدمون على الانتحار، وأنا لا أقصد من هذا أن تصرفها هومثل الانتحار، بل إن ما ارمي إليه هو فقط محاولة توضيح مدى اليأس الذي وصلت إليه وجعلها تقدم على الزواج من هذاالشاب .
أما من ناحية الشاب فإنه يظهر لي أنه ما زاليشعر بطفولته ويود أن يعيش في كنف المرأة التي تولته بالرعاية والحنان وأعتقد أن تلك العبارات التي كان يطلقهاويصرح بها برغبته بالزواج من منى لم تكن تخرج بشكل عبثي حتى وإن كان يخرجها بشكليعتقد من يسمعها بأنها مزاح، بلإن تفسيري لها هو انه عندما كان يرفض من قبل الفتيات التي يتقدم لهن كان يزدادالخوف لديه من النساء الأخريات ويحاول أن يستميل قلب منى عبر إطلاق هذه العبارات وذلك لكي يشعرها بأنها بمثابةالملجأ الآمن الوحيد له.
الرأي الشرعي
يقول الشيخ محمدالحسياني إمام وخطيبجامع طارق بن زياد بعد إطلاعه على حالة منى وزوجها عبدالله: إن الطريقة التي حصل بها زواج هذين الزوجين غريبةومرت عبر قنوات متشعبة، فهذه المرأة كانت قد تولت عبدالله بالرعاية والتربيةالاهتمام عندما كان طفلاً ومن ثم قامت بالزواج به ومع أن الدين الإسلامي بنصوصه القرآنية وأحاديثه النبوية لا يمنعهمامنعاً صريحاً من الزواج إلا أن ظروف الزواج هي التي تجعل من مسألة تقبل فكرةالزواج بينهما غير مقبولةأو على الأصح غير مستحبة، فهذا الفتى اعتاد طيلة عمره أن يعتبر هذه المرأة كأنهاأمه وتعامل معها وفق هذا المنظور فكيف سوف يتعامل معها على أنها زوجته؟
والجانب المخيف فيهذا الجانب هو أن يستسهل البعض هذه المسألة ويلجأ الرجل إلى تربية فتاة يتيمة وعندما تكبر يتزوجها أو تقوم امرأة أخرىبتربية فتى يتيم ومن ثم تتزوجه مثلما حدث مع هذه المرأةوتصبح الغاية من التبني ليس طلب الأجر والثواب، بل من اجل تربية زوجة أو زوج للمستقبل .
وأنا أنصح هذينالزوجين بضرورة إيجاد حل للمسألة التي وقعا بها وأن يستغفرا الله عما فعلاه كماأحذر المجتمع من الوقوع بمثل ماوقع به هذان الزوجان
وتقول حاولت أن أزوجه ولكنني لم أنجح فتزوجت منه
الزواج حق لكلإنسان بصرف النظر عن جنسه أو عرقه أو دينه، وتبعاً لهذا الحق فإن أي رجل وامرأة إذا حصل بينهما توافق فكري وعاطفي،وقررا أن يتوجا هذا التوافقبالزواج فإنه لا يحق لأي كان أن يحتج على زواجهما أو يستغرب حدوثه، لكن هذا الرأي العام هل يصلح في حالة هذه المرأة التي تزوجت من ربيبها الذييصغرها بـ 26 سنة؟
لم أكن أطيق فراقهولم يكن بيدي حيلة سوى هذا الحل» بهذه العبارة استقبلت منى. ر. أول سؤال لنا عنسبب إقدامها على هذا الزواج، حيث تقول : صدقوني انني لم أخطط لهذا الزواج ولم أرتب له ولكنني اضطررت لهلأسباب كثيرة من أهمها أنني لم أتحمل أن افترق عن عبد اللهوأصبح غريبة عنه بعد أن كنت أرعاه وأعتني به وألاعبه عندما كان صغيراً، فمنذ أن كان في سن السابعة من عمره وهويعيش معي في بيتي وأنا التي أناوله طعامه وأغير ملابسهوأهتم بدراسته وكنت في تلك الفترة أعامله مثل أبنائي الذين خرجوا من بطني .
ولماذا أنت التيربيت عبد الله؟ أين هم أهله ؟
ـ هذه قصة قديمةتعود إلى حوالي ستة عشر عاما عندما تعرض أهل عبد الله إلى حادث مروري وهم في رحلة سياحية إلى مدينة أبها في جنوب المملكةوفي هذا الحادث توفيأهل عبد الله كلهم ولم ينج من الحادث سواه، وقد نشرت الصحف في تلك الفترة خبر هذا الحادث، فانتقل عبدالله ليعيش عند جدته من جهة أمه، ولكنها كانتسيدة كبيرة في السنومريضة تحتاج إلى من يرعاها، فقمت بزيارتها بعد الحادث لتقديم العزاء لها وفي تلك الزيارة طلبت منها أن توافق على أن اصطحب عبد الله معي ليعيش معأولادي، فلم تمانعجدته لعلمها بالعلاقة القوية التي كانت تربطني بوالدته رحمها الله، ولكنها اشترطت موافقة أعمام عبد الله على هذا الأمر، وبعد عدة اتصالات معأعمامه أبدوا موافقتهمخاصة أن زوجي قريب لهم فانتقل عبدالله إلى منزلي .
الزوجة: حاولت أن أزوجه من فتاة
ولكنني لم أنجحفتزوجت منه!
عبدالله الصغير.. كبر !
كنت في تلك الفترة متزوجة ولديك أبناء ؟
ـ نعم كنت متزوجةوزوجي من أقرباء أهل عبدالله وكان لدي ابنة وبعد سنة من انتقاله إلى منزلنا، رزقتبابن ثم رزقت بابن ثان، وبعد ثلاث سنوات من ولادة ابني الثاني توفي زوجي بسبب جلطةدماغية تعرض لها ولم تمهله سوى أيام قليلة،وبعد وفاة زوجي استمر عبدالله بالعيش معنا في نفس البيت، وكان يذهب إلى أعمامه فيفترات متقطعة ويبقى عندهم لأيام محدودة، وفي تلك الفترة كانت علاقتي به كعلاقة الأم بابنها ولكن معتقدمه في العمر وبلوغه مرحلة المراهقة تغيرت الأمور، فقد حضر أحد أعمامه إليناوطلب أن ينتقل معه إلى منزله، حيث أصبح شاباً وأنه لا يجوز له البقاء معي في نفس المنزل لأنه ليس من محارمي، وقدكان وقوع هذه الكلمات علي أشبه بالزلزال، فقد كنت دائما أرى عبد الله كأحد أبنائيولم أتصور أن يأتي يوم اضطرفيه إلى أن أغطي وجهي عنه أو أن أعامله كرجل غريب عني بعد أن كنت أحمله بين يديوألاعبه في صغره، وأمام رغبة عمه لم يكن لي أو لعبدالله حق الاعتراض، فانتقل إلى منزل عمه وانقطع عني وعنأبنائي لمدة سنتين وكان في هذه الفترة يتصل بي ويشكو لي من عمه ومن أبناء عمهالذين يضربونه، ومع تعدد اتصالاته بي قررت أن أتصل بعمه وأطلب منه أن يسمح بعودته ليعيش معنا، وخطر في ذهني أن أقدمله بعض الإغراءات المادية بشكل غير مباشر نظير موافقته وذلك لعلمي أن حالتهالمادية كانت ضعيفة وأنا بحمدالله أمتلك الكثير من المال والعقارات التي ورثتها عن زوجي، وفعلاً نجحت خطتي هذهووافق عمه على أن يعود عبدالله إلي بشرط أن تخصص له غرفه خارجية في المنزل .
< وهل كان زواجكمن عبدالله بعد عودته مباشرة ؟
ـ لا لم أتزوجه في تلك الفترة فقد كان عمره لا يتجاوز السادسة عشرة، لكن التغير الذيحصل أن ابنتي تزوجتبعد عودته إلينا بسنة وبعدها بثلاث سنوات سافر ابني الذي يلي ابنتي بالعمر إلى أمريكا وذلك للدراسة بالجامعة، وبعد سنتين لحق به شقيقه الأصغر،ولم يبق في المنزلإلا أنا وعبدالله، وكان عبدالله في تلك الفترة هو الذي يتولى الإشراف على أعمالي وهو الذي يتابع تحصيل الإيجارات من العمارات التي كنت أمتلكهامع أبنائي، بل كانساعدي الذي اعتمد عليه، وفي تلك الأيام صرح لي بأنه يود الزواج وطلب مني أن أبحث له عن فتاة، وأصدقكم القول أنني فرحت له كثيراً واجتهدت فيالبحث له، لكنني لم أوفقنهائياً فقد كان يرفض من العوائل التي يتقدم لها، وقد حاولت أن أغري هذه العوائل بالمال، حيث كنت أعدهم بمهر كبير في حال موافقتهم ولكنني لمأفلح، وفي أحد الأيامعندما كنت عائدة إلى المنزل برفقته أخذت أخفف عليه واعده بأنني سوف أجد له زوجة قال لي: «إذا لم أجد فتاة يا خالة سوف أتزوجك أنت» وقد قال ليهذه العبارة بأسلوبأقرب ما يكون إلى المزاح ولهذا لم أعر عبارته أي اهتمام، ومع مرور الأيام قال نفس العبارة لي في مناسبة أخرى فشعرت بأنه جاد في حديثه.
من الهزل إلى الجد !
< وماذا حدث بعد ذلك ؟
ـ لا أخفيكم أننيأخذت أفكر بهذا الأمر وأصبحت لا أنام الليل بسبب التفكير به، وبأن عبدالله سوف يكون زوجاً لي لدرجة أنني حلمتفي إحدى الليالي بأنني وهو أصبحنا زوجين وقد شعرت أن هذا الحلم يحملني للتفكيرأكثر بالموضوع، ولكن السبب الأهمالذي جعلني أفكر بالزواج منه هو خشيتي انه إذا تزوج من امرأة أخرى سوف يغادرالمنزل وهذا الأمر هو الذي كان يقلقني جداً، فأنا لم أكن أطيق فراقه، فقد كنت أحبه أكثر من أبنائي، وبعد طول تفكيراستقر رأيي على أن أعرض عليه فكرة الزواج، فاتصلت على هاتفه الجوال وطلبت منه أنيدخل إلى داخل المنزل، حيث انه كان في تلك الفترة ما زال يقضي أوقاته في غرفة خارجية بحكم الشرط الذي وضعه عمه لنافي السابق، وعندما دخل طلبت منه الجلوس وأثرت معه موضوع بحثه عن فتاة يتزوجها.فقال لي بطريقة مازحة : قدضجرت من رفض العوائل لي، وأنا أود الزواج بك، وعندما قال هذه العبارة استجمعت قوايوقلت له : إذا كنت جاداً فأنا موافقة. فأخذ يضحك ولكنني أوقفته وأعدت عليه العبارة مرة أخرى وقلت له: إننيجادة في حديثي معك وإنني أريدك زوجاً لي .
وبماذا أجابك؟
بداية توقف عنالضحك وأخذ ينظر إلي وهو مندهش ولكنني لمأمهله كثيراً فقلت له: إذا كنت تحبني فكل ما عليك هو أن تحضر مأذوناً لنتزوج، عند ذلك قال لي: أنا أحبك يا خالة لكنني أخشى أن يرفض عمي وأبناؤكهذا الأمر ثم إنك مثلوالدتي. فقلت له: إنني لست مثل والدتك ومع أنني ربيتك إلا أنني امرأة غريبة عنك ويحق لنا أن نتزوج، كما أنني أخشى أن تبتعد عني إذا تزوجت.
إضافة إلى ذلك ومن اجل أن أجعله يقتنع بالأمر فقدكذبت عليه وقلت له إن احد أصدقاء شقيقي قد تقدم لخطبتي من شقيقي ولكنه اشترط علي أن أخرجك من المنزل، وبعد أن سمععبد الله هذا الحديثوافق على الزواج بي ولكنه طلب مني أن أحل مشكلة عمه وأبنائي خشيته أن يرفضوا زواجنا.
الزوج: أنا سعيدمعها
وأتمنى أن نرزق بأطفال !!
عاصفة من الاعتراضات !
وهل اعترض عمعبدالله وأبناؤك على زواجكما ؟
لم يكن المعترضونفقط عمه وأبنائي، بل إن غالبية أقاربنا اعترضوا على هذا الزواج وتكفل بعضهم بإيصال الأمر إلى أبنائي قبل أن أخبرهمولكنني مع ذلك أصررت مع عبدالله على الزواج وقد كانت حججمن يرفض زواجنا تتلخص في أنني أكبر منه في العمر، انه مثل ابني وقد كان ردي عليهم هو أن الرسول صلى الله عليهوسلم تزوج من السيدة خديجة وهي اكبر منه سناً، أما منناحية كونه مثل ابني فقدقلت لهم انه ليس ابني وانهلو كان ابني فلماذا طلبوا منه أن يعيش في غرفة خارجية من المنزل؟ واستمررت علىقراري حتى نجحت بإقناع أبنائي ثم أقنعت شقيقي وبعد ذلك أقنعت عم عبد الله واستخدمت معه نفس الطريقة التي استخدمتهاسابقاً عندما أردت أن يعود عبد الله إلى منزلي وهي طريقة الإغراء غير المباشربالمال، وبحمد الله فان كل هذه الجهود لإقناع من هم حولنا لم تستغرق سوى أسابيع بسيطة وأقمنا بعد ذلك الزواج وكانبسيطاً جداً واقتصر الحضور على شقيقي وعم عبد الله والمأذون وشاهدين فقط .
وكم مضى علىزواجكما الآن؟ وكيف هي علاقتكما بعد أن أصبحتما زوجين؟
الآن أمضينا تسعةأشهر على الزواج وأناسعيدة بهذا الزواج فقد ضمنت بقاء عبد الله معي وأعتقد أنه هو أيضاً سعيد .
وهل تخططان لتتويجهذا الزواج بأبناء ؟
أتمنى ذلك وأرجو مناللهأن يرزقني بأبناءمن ابني وزوجي عبدالله وإن كنت أستبعد ذلك لكوني قد بلغت الخمسين من عمري وفي هذه السن يصعب علىالمرأة أن تحمل.
أحببته عندما كانصغيراً
وأحببته أكثر عندماصار زوجاًلي !!
عبدالله صامت
الزوج عبدالله كانحاضراً طول مدة الحديث مع زوجته منى ولكنه كان صامتاً ولم يتحدث أبداً واكتفى فقطببعض الابتسامات من فترة إلى أخرى والمرة الوحيدة التي تحدث بها كانت عندما قالبانه سعيد بزواجه من منىوانه يشعر بأن رفض العوائل التي تقدم لها للزواج من بناتهم كانت بمثابة المنبه لهبأن ما هو مكتوب له هو الزواج من منى .
وعندما سألناه عنإمكانية زواجه بزوجة ثانية على زوجته، خاصة أنها أكبر منه في العمر، ضحك وقال انهليس بغبي حتى يتزوج على منى التي يحبها ثم قال إن منى مع أنها بلغت الخمسين منعمرها إلا أنها مع ذلك مازالت جميلة وبكامل صحتها وبالتالي فانه ليس هناك أي مبرر في زواجه عليها من امرأةأخرى، كما قال انه يتمنى أن يرزق هو ومنى بعدة أطفال وليس طفلاً واحداً فقط .
رأي علم النفس
الاختصاصي النفسيفي وزارة التربية والتعليم تركي السعد يقول عن هذه الحالة بعد الاطلاع عليها: إنهذه الحالة غريبة جداً ويندر وقوعها في العالمكله وليس فقط في السعودية، لكننا عندما نبحث في الدوافع والمحفزات النفسية لتصرفهذين الزوجين نجد أنها من ناحية الزوجة تتلخص بأن لديها رغبة بالتملك بشكل قوي جداً ولهذا فإنها ترفض رفضاًقاطعاً خروج هذا الطفل الذي تحول في سنوات معدودة إلى شاب وترفض أيضاً أن ينتهي منحياتها وهذا بالمناسبة هو شعور كل الأمهات مع أبنائهن، خاصة الذكور، ولكن في هذه الحادثة فإنه وبحكم الضغوطالنفسية الشديدة التي تعرضت لها هذه السيدة سواء من قبل أقاربها الذين يطالبونهابإخراجه من منزلها أو حتىمن الألم النفسي الرهيب الذي تولد لديها، قد جعلتها تقدم على هذا التصرف دون خشيةمن أحد، وبالمناسبة فإن هذا التصرف الذي أقدمت عليه هذه السيدة هو ناتج عن ضغوط نفسية قريبة من الضغوطالنفسية التي يتعرض لها من يقدمون على الانتحار، وأنا لا أقصد من هذا أن تصرفها هومثل الانتحار، بل إن ما ارمي إليه هو فقط محاولة توضيح مدى اليأس الذي وصلت إليه وجعلها تقدم على الزواج من هذاالشاب .
أما من ناحية الشاب فإنه يظهر لي أنه ما زاليشعر بطفولته ويود أن يعيش في كنف المرأة التي تولته بالرعاية والحنان وأعتقد أن تلك العبارات التي كان يطلقهاويصرح بها برغبته بالزواج من منى لم تكن تخرج بشكل عبثي حتى وإن كان يخرجها بشكليعتقد من يسمعها بأنها مزاح، بلإن تفسيري لها هو انه عندما كان يرفض من قبل الفتيات التي يتقدم لهن كان يزدادالخوف لديه من النساء الأخريات ويحاول أن يستميل قلب منى عبر إطلاق هذه العبارات وذلك لكي يشعرها بأنها بمثابةالملجأ الآمن الوحيد له.
الرأي الشرعي
يقول الشيخ محمدالحسياني إمام وخطيبجامع طارق بن زياد بعد إطلاعه على حالة منى وزوجها عبدالله: إن الطريقة التي حصل بها زواج هذين الزوجين غريبةومرت عبر قنوات متشعبة، فهذه المرأة كانت قد تولت عبدالله بالرعاية والتربيةالاهتمام عندما كان طفلاً ومن ثم قامت بالزواج به ومع أن الدين الإسلامي بنصوصه القرآنية وأحاديثه النبوية لا يمنعهمامنعاً صريحاً من الزواج إلا أن ظروف الزواج هي التي تجعل من مسألة تقبل فكرةالزواج بينهما غير مقبولةأو على الأصح غير مستحبة، فهذا الفتى اعتاد طيلة عمره أن يعتبر هذه المرأة كأنهاأمه وتعامل معها وفق هذا المنظور فكيف سوف يتعامل معها على أنها زوجته؟
والجانب المخيف فيهذا الجانب هو أن يستسهل البعض هذه المسألة ويلجأ الرجل إلى تربية فتاة يتيمة وعندما تكبر يتزوجها أو تقوم امرأة أخرىبتربية فتى يتيم ومن ثم تتزوجه مثلما حدث مع هذه المرأةوتصبح الغاية من التبني ليس طلب الأجر والثواب، بل من اجل تربية زوجة أو زوج للمستقبل .
وأنا أنصح هذينالزوجين بضرورة إيجاد حل للمسألة التي وقعا بها وأن يستغفرا الله عما فعلاه كماأحذر المجتمع من الوقوع بمثل ماوقع به هذان الزوجان