رواية..((حب تحت الرماد))..

    • رواية..((حب تحت الرماد))..

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


      نوع الروايه : رومانسية


      الكاتبه : اغلب الظن انها عمانيه


      المصدر: منقوله من احدى المنتديات ..


      هذي الروايه اجمل ما قرائته وهي روايه اقرب الى الرومانسيه .. احببت ان انقلها لكم..




      الصرخـــــــــة الأولــــــــــــــى ....


      في غرفتي على سريري وتحت أضواء الشموع فقط ، كنت أقرأ رواية (فوضى الحواس ) لأحلام مستغانمي ، أغلقت الرواية حيث جرفتني إليه بقوة ، واعتصر قلبي شوقا إليه والحديث معه ، انتابني والشوق إليه رغبة في الإفضاء إلى والدي بما يعصتر قلبي فقد تعبت من الكتمان تعبت من العذاب .....ولكن ...


      فتحت جهاز الكمبيوتر الذي في غرفتي علي أجد صديقتــــي زينب) على الماسنجر) ،فقد ألفتها في هذا الوقت تقوم بإنجاز بحوثها الأكاديمية ....
      وبالفعل كانت الوحيدة المتصلة ....
      ـــ هلا فيك زينب ، شو مجعدك لها الساعة ، لا تقولي بحث ؟؟؟
      ــ ههههههه ، هلا فيك أنا خلصت البحث قبل شوي ،
      شلونك إنت ؟؟؟
      ـــ والله شو أقولج ....مقهورة .
      ـــ (أحمد)؟؟
      ـــ إيه أحمد .....
      ـــ يا بنتي حاولي تنسيه ، حاولي تشيليه من بالك ، فتحي صفحة جديدة بدونه .
      ـــ زينب والله ما أقدر حاولت ..
      ـــ كلمك اليوم ؟؟
      ـــ ما أدري ، أنا اليوم مسكرة تلفونــــــي من أول ما جيت من الدوام ...
      ـــ ليش؟؟؟
      ـــ .........
      ـــ شو فيج وين رحتي ؟؟
      ــ زينب بكلمك بكرا ...
      ـــ ماشي بس لا تجعدين تبكين ، أنا عندي محاضرة ع الساعة ثمانية لازم أنام ... وإنت بعد نامي علشان دوامك ولا تفكرين بـــ(أحمد) .
      ـــ مع السلامــــــــة





      أغلقت الماسنجر لا أعرف لماذا على الرغم من إصراري على أن يبقى جهاز الهاتف الخاص بي مغلقا إلا أننــــــــي هممت إليه بعد أن استمعت إلى (زينب) ، وفتحته ،،،
      مثلما توقعت (أحمد) بعث لي العديد من الحروف ،
      ومكالمات وجدت هاتفـــــــــي مغلقا ،
      كانت كل حروفه مليئة بالحزن والخوف والاشتياق ...
      .....
      أغلقت الهاتف مجددا خوفـــــا أن تصله تقارير الاستلام فيقرر أن يتحدث إلي،
      تعلمت من علاقتي بأحمد أن أتفرد بنفسي بالبكـــــاء
      تعلمت أن أغير مبادئي ، تعلمت بمعنــــى أصح أن أجد مبررا لكل عمل أقوم به كنت أراه
      دائما خطيئة ....



      حاولت النوم ...ولكنـــــــــــي عجزت ...
      قررت أن أنزل إلى جدتــــــــي ، عل صمتها أمام دموعي سوف يخفف من البراكين المحيطة بي
      دثرت جسدي بشرشف من الحرير ، وهبطت على مهلي حافية القدمين وأنا ألتفتت كالمجرم الذي يريد أن يخفـــــــــــي جريمته ،
      كنت فقط أخشى أن يرانـــــــي والدي بملابس النوم التي كنت ألبسها ، فقد أصبحت أخجل أمامه من جسدي نزلت بحذر إلى غرفة (جدتي)الكائنة في الطابق الأرضي عندمـــــا وصلت إلى باب حجرتها الشبه مغلق ، يصرح بأنهــــا لازالت مستيقظة مثلما توقعت، وصوت الأغانـــــــــي الشعبية المنبعثة من المسجلة الخاصة بها ، اقتربت من فتحة بابها واختلست النظر إليها وأنا أحضن وسادتي الحريرية بكل قوتي ، فوجدتها كعادتها كل جمعة بل كل ليلة سبت ، تخلط العطور العربية لتخلق منها سحرا ، ترددت وانتابتني رغبة في التراجع فأردت العودة إلى غرفتي ، ولكنـــــــــي تذكرت )أحمد( ، فعدلت عن العودة وطرقت الباب.طرقا خفيفا كنت متأكدة بأن ذلك الطرق الخفيف لن يصل إليها ....و بدأت بالبكاء بصوت مخنوق وأنا أواصل الطرق على الباب وكأنـــي أتوسل القدر أن يفتح أبواب رحمته علي وكأنــــــــي أعترف له أنني ضعيفة أمام صفعاته ....






      يتبع



      دمتم بود
      /
      /
      /
      1447
      /
      /
      /
    • الصرخــــــــــة الثانية


      على الرغم من طرقاتــــــي الخفيفة ، وانخراطي في البكاء الصامت ،
      كان لألمي وقع كبير على الحاسة السادسة عند جدتي ، حتى وجدتها تفتح الباب وهي تتمتم
      أنها تشعر بأن أحد خلف الباب وبمجرد أن فتحت الباب على مصراعيه ،
      ما كان منها إلا أن أدخلتنــــــــي وأجلستني على سريرهـــــا )بخوف)،
      لا أدري سوى أننـــــــي كنت دائما أتدحرج إلى جدتي كلما اعتصرني
      أي ألم و تعودت هي على ذلك ، لذلك كانت تكتفي بالصمت دائما أمام دموعـــــي ،
      كانت دائمــــا تتابع عملها وهي تمطر علي سيلا من النصائح من دون أن تسألنـــــــي عن السبب
      وكنت دائما أضع رأسي على وسادتها وأغسلها بدموعي وأنا أستمع إلى كلماتها وأراهـــــا وهي تخلط العطور وكأنهـــــــا تخلطني بها ....


      أم اليوم لم تفعل كذلك ، تركت كل شيء على غير عادتهـــا وضمتني وهي تقرأ علي
      آية الكرسي أكثر من مرة وسألتنــــــي عن السبب ،
      بالفعل أن تجربة جدتي في الحياة وصروفها كان يكفي لأن تعرف بأن مصابي هذه المرة ليس ككل المرات ....
      كنت أقترب منها أكثر وأكثر واكتفي بالبكـــاء ، كنت أشعر ووقع الآيات على قلبي برغبة عارمة في الهروب إلى داخل جدتي ، أردت أن أغوص في أعماقها ،
      كنت بالفعل أتمنى لو أستطيع أن أبوح لهـــــــا ولو بشيء من كل شيء ...
      استمرت تقرأ ، كنت أتمنى أن تنصحني كنت أتمنى أن تقول لي ماذا أفعل كعادتها ...ولكن هذه المرة لن تستطيع لأن كل نصائحها لن تنفعني ....
      استمرت تمسح على شعري وكأنهـــــا كانت تمسح على قلبي الذي مافتئ ينتحب أضعافا مضاعفة
      من انتحابــــــي ،،،
      ورحت في نوم من إثر البكاء


      .........
      لم أشعر إلا بجدتـــــــي تحثني على الاستيقاظ والقيام لصلاة الفجر ،
      لبست ثوبا من أثوابها أستر بها جسدي أثنـــــاء الصلاة ، وقبلت رأسها وصعدت بحذر إلى غرفتي
      وبدأت أستعد للذهـــــاب إلى العمل ....
      بل فلأقل أستعد لمعركة جديدة من معاركي الغير متكافئة مع سلطان الحب وجيوشه...



      يتبـــــع




      دمتم بود
      /
      /
      /
      1447
      /
      /
      /

    • وعليكم السلام اسفه على التاخير ولكن السبب هو الجهاز ما اقدر اضبط الخط ولا اي شي وعلى فكره بس في هذا المتدى ما عرف ليشعذبني وطلعت من طوري طفشت حتى الالوان وكل شي بس اطبع وااسف للتاخير لحد يتعدل الجهاز
    • ااسف على التأخير الخارج عن إرادتي:


      وشكرا لكل من يتابع الروايه بشغف.. رغم ان الردود قليله مقارنه بالقراء الذين يقراون الروايه ولكن دائما هكذا




      الصرخــــــــة الثالثة


      قرأت آيات من القرآن وتذكرت (زينب) وأنــــي وعدتها أن أحدثها اليوم
      فتحت جهاز الكمبيوتر ، وكانت بالفعل هناك ...



      ـــ صباحك (عود) زينب ...
      ـــ هلا صباحك عسل ، وين إنت ماقدرت أنام طول الليل وأنا أفكر فيك .
      ـــ ......
      ـــ أنا متأكدة إنك ما نمتي البارحــــة صح ؟؟
      ـــ .......
      ـــ ريم ردي علي ولا تجعدي تبجين ...
      ـــ لا زينب بس أحب أدل عليك وأخوفك علي .....
      ـــ كذابـــــة
      ـــ حبيبتي أنا زينة لا تخافـــــي علي ، كيف استعدادك للدراسة اليوم ؟؟؟
      ـــ لا تغيري الموضوع أكيد البارحــــة جالسة عند حبوتك ..
      ــــ زينب شو أسوي ....
      ما أريد أشوف (أحمد) ...أتعب والله أتعب ...
      ـــ والله شو أقولك ريم حاولي حبيبتي تشيليه من راسك ...
      ـــ .......
      ـــ ريم
      ـــ زينب هاذا أبوي أكيد يفكرنـــــي نايمة ، بروح و بس أجي بكلمك قومي تجهزي ..
      ـــ انتبهي لنفسك ..
      ـــ مع السلامة ...




      زينب / صديقتي التي تعرفت عليها في الجامعة ، وهي فتاة فقدت والدهــــا وهي صغيرة وهي الأخت الكبيرة من بين 5 أخوة ، أشعر بالراحة عندما أتحدث إليها ، وهي الوحيدة التي أركن إليها كلما شعرت بأنني أريد أن أتعرى من حقيقة معينة ، وهي الوحيدة التي تملك كل أسراري ، وبسبب ظروفها تأخرت في الدراسة فتخرجنا قبلها وهذه السنة الأولى لنا في العمل ....



      ،،،،،
      بدأت في الاستعداد للخروج ،


      اليوم لا أشتهي سوى اللون الأسود ،
      فلا لون أقدر على استيعاب ألمي كالأسود
      وسوف لن أطيل وقوفـــــي أمام المرآة ، ما عدت أشتهي أن يرانـــــــــي أحد بعين الإعجاب
      ، ما عدت أريد أن أصطاد أحدا في الطريق ، ما عاد يهم أن أتلقى تعليقات الفتيات المعجبة والحاقدة
      بكل اختصار ما عدت أشتهي شيء ...
      كنت أريد أن أهرب أيضا من وجبة الإفطار ، لأننــــــــــي أيضا لا اشتهيها ، ولكن جدتي
      كانت تنتظر نزولي من غرفتي كي تطمأن بأنـــــــــي لن أهرب ، في الواقع كانت تريد أن تطمأن أننـــي
      بخير ...
      فاضطررت مجبرة على الهبوط بلا جدال ، وممارسة تمثيلية الأكل بشراهة ،
      ......
      (أحمد) كان يتواجد معي في كل مكان
      في المقعد بقربي ، في وجوه الناس ، في الحروف والكلمات والأسماء .........
      أوقفت سيارتـــــــي بالقرب من مبنى المجلة الذي أعمل بها وتسمرت مكانـــــي وكأنــــي أحاول أن اقنع نفسي بضرورة الدخول
      ...
      ولكنــــي خرجت اليوم مبكرة جدا ، ولا يمنع أن أبقى أطول مع نفسي علي ولعلي ....
      .....
      بل يجب أن أدخل لا أريد أن أرى) أحمد ( وهو يهبط من سيارة تقودهـــــا امرأة أتخيل أبدا بأنه طوقها قبل أن يأتــــي ...
      وهبطت مسرعة أضع نظارتي الشمسية تستر بقايا الدموع التي تعلقت بمحاجري ...






      [B]يتبـــــع [/B]



      راح انزل الروايه بعددة صرخات بس علشان العطل فالجهاز


      [B]دمتم بود [/B]
      [B]/[/B]
      [B]/[/B]
      [B]/[/B]
      [B]1447[/B]
      [B]/[/B]
      [B]/[/B]
      [B]/[/B]
    • الصرخة الرابعة
      .....
      دخلت إلى مكتبي ، وكانت صديقتـــــي (سلوى) قد سبقتني ، وذلك لأننــــــــي توجهت في البداية إلى المطبعة وتأخرت هناك ،
      سلوى / ومسحة الحزن التي أراهـــــــا دائما بمجرد أن ارتبطت بعبدالله ، ولكنها على الرغم من محاولاتها أن تبقى مثلمــــا كانت في أيام الدراسة إلا أنهـــــا لا تقوى على ذلك ، بالأخص عندي
      وذلك لأنها صفحة مفتوحة أمامي ....
      كانت كما أذكرهــــا فتاة في قمة الرومانسية ، وكنا في أيام الجامعة نجلس حولها ونسمع لقصصها مع فارس أحلامهــــا ، كنا نحسدهــــا على رومانسيتها التي توقفنا بصمت ....
      اذكرهــــا عندما كانت تصحى متأخرة ، وتقول كان معي طوال الليل ،
      أذكرهــــا عندما تقول سوف لن يخرج من البيت حتى يقبلنــــي قبلة الوداع ،
      ولن يدخل حتى يقبل آخرى للحنين ...
      ......
      ولكنــــــــها بمجرد أن إختارت (عبدالله) ، ....
      .....

      ....
      حبيبتــــــــي (سلوى) / في صباحية عرسها حدثتني وهي تبكي وتقول :
      ريم أخطأت الاختيار !!!
      قتل عبدالله (فارس أحلامهــــا) بمجرد أن انغلق الباب عليهما ،
      وعلى الرغم من ذلك ...مازالت تمارس كل الطقوس التي حلمت أن تمارسها معه ، وإن كانت خيبات الأمل كثيرة ...


      ـــــــ
      ــ يا بنتي إنت وينك الأستاذ (أحمد) يسأل عنك ،
      ـــ خير شو عنده ؟؟
      انتابني خوف شديد ، ولكنـــــــي احاول دائما أن أخفي اهتمامي ، وأن اظهر عدم المبالاة وفي أكثر الأحيان الإستياء ، علي أستطيع أن أزيل الشكوك من حولــــــــي ....
      ولكنـــــي كنت أتألم لأني لا أمارس حريتي في حبه ، كنت أتألم لأنــــــي أقول عنه مالا أريد ....


      ــــ والله ما أدري ، وعلى فكرة كل شوي طب علي ، يعني إنت شو مسوية يجي بنفسه شخصيا
      ــــ والله هذا ، ما أعرف إنــــي نسيت شيء ..
      ـــــ حبيبتي من كثر ما سأل حاولت أشوفك وين ، واتصلت فيج إنت وين حاطه موبايلك ؟؟؟
      ـــ وي ، تونـــي تذكرت أنا مسكرة تلفونــــي من البارحة ، وما يبته معي ...
      وابوي أكيد بيتصل بس يخلص دوامــــه ...


      منذ شهر اصعقت قلوبنا بخبر الحادث الذي تعرض له والدي ، والحمد لله أن الله حفظه وأصيب بكسر في يده اليمنــــي ، أخذ إجازة ولكنه الآن عندما أراد العودة إلى العمل أصر عمي على أن يأخذه بنفسه ويجلبه من العمل حتى يتعافى كليا ...
      واليوم عمي سوف يتأخر في عمله واتفقنا على أن أمر عليه بمجرد أن أنتهي من عملي ....

      ـــ زين يالغالية بروح أشوف شو يريد بعد هذا ...
      وبرد أكلمك عن زينبو ...



      الصرخـــــة الخامسة

      عدت إلى غرفتـــــــــي وأنا أبكي ، ولحسن الحظ لم يكن أحد من أهلي في طريقــــــي
      دخلت غرفتي وأبكي ...
      ليت أمــــــــي لم تلدنـــــي ////
      .....
      في الواقع لم أجد (أحمد) في مكتبه ، فأجلت الذهاب إليه إلى نهاية عملي ، ووالدي عندما كلمته
      قال لي بأن عمــــي سوف يجلبه ،،،
      لذلك عدت لوحدي ...
      ......

      .....
      .....
      توجهت إلى هاتفـــــي وفتحته ومباشرة إلى أقرب رقم إلى قلبي (زينب) ...
      ـــ السلام عليكم / شلونك ريم ...
      ـــ ......
      ـــ ريم ...؟؟؟
      ـــ تعبت زينب ...والله تعبت ...
      ـــ ليش تبكين ؟؟ خير ريم ؟؟؟
      ـــ رحتله ...
      ـــ وبعدين ..
      ـــ .....
      ـــ ريم هدي شوي شو صاير ...لا تبكي ..خليني أفهم ..
      ـــ قال لي أريد منك 5 دقايق ولا غيرهم ...
      ـــ وشو قلتـــــ] ــــي ؟؟؟
      ـــ قلت لك خمس دقايق ...إنت تتكلم
      ـــ وبعدين ...
      ــ قال لي وإنتِ؟؟
      قلتله لما أنا أطلب منك 5 دقايق بتكلم أنا
      قال لي يعني بيجي يوم تطلبي مني 5 دقايق ...
      قلت له ..
      .....
      ....
      ـــ شو قلتيله ؟؟
      ــ توقع في أي لحظة ....
      ــ قال لي .. ريم (أحبك)
      _ .......
      ـ ........
      ـــ إيه وشو قلتيله ....بسرعــــــــة ؟؟؟
      ـــ ماقلتله شي
      قالي ليش ماتردي علي ...
      قلتله أنا قلت إنته تتكلم .
      قال إيه صح أنا أتكلم بس عندي كلام أريد له رد .
      قلت له : كل شي لي له رد إلا هذا ماعندي له رد ...
      قال لي : ليش طيب ؟؟؟
      قلت له : لأنــــــي ماعندي له رد ...
      ــ .........
      ـ ..........
      ــ خوفتينــــــي فكرتك قلتيله ( وأنا بعد) ...أعرف حالتك
      ـــ شو تفكريني أقدر ...
      لو مو بحياته غيري ، لو مو بحياته غيري ....
      زينب كان ودي والله كان ودي أصرخ وأقول أنا ما أحبك أنا شوي وبعبدك
      أنا أعشقك ....
      كان ودي أقوله إذا بتلف كل الدنيــــا ماراح تلقــــى وحدة تحبك مثلي ، كان ودي
      أضمه ...كان ودي أموت ف داخله ...
      ـــ ريم حبيبتي أنا أخلص جامعة وأجيك حالتك هذي ما تسر
      ـــ لا حبيبتي عادي ...



      بكل صراحـــــة كنت بأمس الحاجة إليها ، كنت أريدهـــا اليوم أكثر من أي يوم آخر ، كنت أريد أن أبكي في أحضانها حتى أشعر بأنه ماعدت لدي دموع أكثر ، حتى أشعر بأنني لن أبكي مرة آخرى ...

      لمن سأقول بأنــــــــي أعشقه حتى الثمالـــــة ، لمن سأقول بأنــــــي عشقت رجلا مرتبط بإمرأة أخرى
      لمن سأقول بأن من أحب أب من سنتين ، لم سأقول بأن من أحب ويحبنــــــي يعرض علي الزواج
      مع الإستعداد لأي شرط ....
      لمن سأقول بأن (أحمد) بات كل شيء ...
      لا أحد سوى (زينب) ...
      يا الله رحمتك ،
      ........
      بمجرد أن أغلقت السماعـــــــة كانت حروف (أحمد) كالعادة على شاشة هاتفــــــي ...


      الرسالة الأولى (......................)
      الرسالة الثانية (.....................)
      الرسالة الثالثة (........................)

      والله يا (أحمد) أحبك ، ولا أقدر على غير ذلك ، لا تعتقد بأن صمتـــــــي يعني عدم مبالاتـــــــي ...
      أنا أموت في اليوم ألف مرة من أجلك ، أنـــا أختنق في اليوم ألف مرة من أجلك ،
      أنا أموت وأحيا فقط من أجلك ....

      ياربي رحمتك ....

      في هذه الأثنــــــــاء سمعت هاتفــــــــــي / النغمة الخاصة بـــ


      ،،
      ،،
      ،،
      (أحمـــــــــد)


      الصرخــــــــة السادسة

      عندمـــــا عاد والدي ، جاء ليتأكد من أننــــــــي قد تناولت شيئا عندمـــا عدت من عملي ، ولكنــــي لم استجب لندائه حتى أوهمـــــه أننـــــي نائمة ، .....
      أعرف بأنه سوف يرغمني على تناول وجبة الغداء وأعرف بأنه سوف يجلس بقربي إلى أن أنتهي وهو يقدم هذا وهذا حتى تصبح الصحون أمامـــــي شبه فارغــــة وهو دائما هكذا وازداد عندمــــا سمع عمي يقول في أخر مرة شاهدني فيها ...
      (ريم فقدت الكثير من وزنهـــــا) ....
      دائما هو كذلك ثؤثر فيه كلمات عمي.... وعلى ضوئها تنزل علينا قراراته مثل حد السيف ...
      وبعد آذان المغرب جاءت زينب إلى البيت وبعد أن تبادلت التحيات مع والدتـــــي تفردت بها
      في غرفتـــــي ....


      ـــ دخلي خلصينــــي بس تجلسي إنت وإمي ما تخلصو وبعدين بتقولين بروح تأخرت ...
      ــــ يا الله عليج وعلى غيرتك ...

      ادخلتها وأغلقت الباب وأخبرت أمــــي بأننا لا نريد شيئا ، أريد أن أشعر بأنني سأتفرد بأحمد والحديث عنه بلا مقاطعة وبلا تدخل ...

      ـــ شوفــــي ترا أنا قلت للوالدة لا تطرش الشغالة بشيء ، الثلاجة يمك وإذا تبي شيء
      أعرفك ما تستحـــــي ...
      ـــ يا الله ع الدفوشية ، والله تونــــي ماكلة عند أمك ما قصرت من كل نوع ومن كل شكل .
      ـــ أعرفها كل شوية وبطرش لك شي ، وبعدين بتسألني ضيفتي البنت ؟؟؟
      ـــ والله إمك ما في منها ...

      جلست (زينب ) على كرسي الحاسب الألى واحتضنت الدب الأبيض الخاص بي ، وبدت في وجهها علامات الإستعداد لإستماع ، وكأنها تسألنــــــــي عن أشياء وأرهــــا تغرق في شم غرفتي وكأنها تطلب تفسيرا ...

      ـــ ويش فيج (زينب) ....
      ـــ والله ياريم متعودة أشم ريحة العود بغرفتج وعطور حبوتك اللي تجنن ...

      شعرت بربكـــــة ، كلماتها تحمل تهمـــا بل تحمل عتابا ولومــــا بل تحمل أي شيء لا أريدهــــا
      أن تذكرنــــي به ...

      ـــ أنا أشم عطر رجالـــــي ، لا تقولي صرتـــــي تستخدمي عطور رجالية ....
      وإنتي زمان كنت تسبي البنات يلي يحطو عطور رجالـــــــية ...

      بالفعل عندمــــا كنا بالجامعة وكنا نسير جماعات ، وتمر علينا فتاة تضع عطرا رجاليا كنت أنزعج كثيرا لأن العطر الرجالــــي لا يتلائم وجسد المرأة ودرجة تقبلي له ، وكنت أتسائل لماذا تضع الفتاة عطرا خاص بالرجال : جهلا ,,, لا مبالاه .... ؟؟؟
      أما اليوم فأصبحت أحترم سبب أي إمرأة تضع عطر رجالــــي ...

      ــ زينبو حبيبتـــــي هذا عطر (أحمد) ...
      ـــ يا الدبة ومن وين جبتيه ؟؟؟
      ـــ ويش فيج ؟؟؟ تفكريني حضنته ؟؟؟
      ـــ شو السالفة ؟؟؟
      كان سؤالها مليء بالخبث وكان لابد أن أفسر ،

      ـــ والله السالفة إنــــــــي مرة استلمت مسج من (سلوى) تريد تروح السوق ، حابة تشتري هدية حق عبدالله وتبيني أروح وياهــــا ورحت معها ...
      مسكينــــة سلوى تحاول تشوف فيه (فارس أحلامهــــا) ، تتذكري لما كانت الأجواء برد وكنا نتغطى ببطانيات تتذكري شو كانت تقول ؟؟؟
      ــ أذكرهــــا كانت تقول أنا لما أتزوج ما بخلي حبيبي ينام على السرير لحد ما أدفيه بجسمــــي .
      زين شو دخل هذا بسؤالـــــ] ـــــي ؟؟

      ـــ راحت تشتريله عطر غالـــــــي ، وأنا كنت يمها أشم العطور وبس شميت عطر (أحمد) اشتريته .
      ـــ وتستخدميه ؟؟
      ـــ لا شو استخدمـــــه ، بس لما أحن له أحط ف غرفتــــــي .

      استمرت (زينب) ترمقنــــي وكأنها تجلس أمام طفلة مدللة ، تحصل على ما تريد بالبكـــــاء ، وترضي نفسها بأسلوبهـــــا ولكن بجرح كبير أمام كبرياها ، كنت أتحدث وأنا أصارع في داخلــــــي دمعة ، على الرغم من رغبتــــي في البكاء حاولت أن أمسك نفسي ...

      ـــ ريم ...قوليلي من وين جايبة كل هالرومانسية ؟؟؟
      اتذكر لما كنا بالجامعة كنتي أكثر وحدة تتأثر بكلام (سلوى) وتندمج معهـــا .
      ـــ من وين يعنــــــــي من بنت الجيران؟؟؟
      تعرفــــي الإسبوع الماضي ...يانــــي أبوي (حبيبي ) وقالي الحاجة مسودة ويه ، عرفته يبي يطلع
      ونحن مانعينه من السيارة لحد ما يطيب جلست أضحك وقلتله فديتك إنته تامر ،

      ـــ طيب وليش ماراح عند أمك أعرفهــــا تسوق .
      ـــ إيه جايتك بالحكــــي ، طلع الرجال حاب يشتريلهـــا هدية يقول من شهر ما هديتها شيء
      (والله وموسم الهدايا ) ...متى بعد أنا أهدي (أحمد) هدية على كيفي ؟؟؟
      المهم قالي يبي هدية غير شكل وقلت له إنته اشر وأنا تحت تصرفك ...
      أول شيء مر بأكثر من محل بيع الزهور ويطلبهم يبعثوه ع البيت بحيث كل باقة توصل بعد باقة بساعة ....
      تصدقــــي طرش مع 5 باقـــــات ، وبعدين دخلنــــي محل مجوهرات (ألماس) ،
      لا يسأل ولا ياخذ راي أحد ، لما دخلنا قاللي شوفي هذه القلادة مشتهي أشوفهـــــا على إمك ...
      ولا قالي حلوة وإلا لا .....
      بس شو قلادة ....
      وذوقـــــه وإنتــــي تعرفيه ،
      دايمــــا كنت أشوف الهدايا توريني إياهم إمـــــي بس هالمرة غيـــــــــر طول ماهو يختار شيء أسمعه يقول عسى تعجبهــــا ...والله يا زينب وأنا أشوفــــه كنت أقول أنــــا أريد أتزوج واحد مثل أبوي ...

      ـــ يلا إنتي دوري واحد مثل أبوج ...

      لا تعرف (زينب) أن (أحمــــد) هو نسخة من والدي وإلا ما جرفتنــــي رجولته حتى الإنهيار
      لا تعرف (زينب) أنـــــــــه طرق على كل أبوابي بلا رحمــــة ...لا تعرف بأن نوبة البكــــاء التي كانت تلبسنـــي قبل ساعات ، مسحهــــا (أحمد) ....

      ـــ وين سرحتــــــــــي؟؟؟ أكيد (أحمد) ،

      تقدمت من (زينب ) ، لم استطع أن اتحمل أكثر وضممتهــــا بقوة إلي وأنا أبكـــــــــي وكأنـــــي أخرج ما كنت احتفظ به لنفسي ولغرفتـــــي وكنت كلما حاولت أن أنزع نفسي من أحضانها ، أزداد في التمسك بها ...وكنت أردد كلمات متقطعـــــة ...

      والله أحبه ....أحبه

      يا ريته ماكان مثل ما أحلم

      يا ريته ما حبنـــي

      شو ذنبي أنا إنه متزوج

      شو ذنب بنته ... شو ذنب زوجته ...


      شو ذنبه هو إنه يحب وحده ويتزوج وحدة ثانية ...




      ثم تغيرت النبرة ...


      يا ريت تموت زوجته ...

      يا ريت تموت بنته ...


      يا ريت يموت ( أحمــــــــــــد)


      يا ريت


































      يا ريت أموت (انـــا)



      ..................................


      يتبع...



      دمتم بود
      /
      /
      /
      1447
      /
      /
      /
    • تسلمي ............ف انتظار البقيه ^_^
      .ExternalClass .ecxhmmessage P{padding:0px;}.ExternalClass body.ecxhmmessage{font-size:10pt;font-family:Verdana;}
      ڵنگن اراۆح راقيه ... نتڛامےُ عن ڛفاڛف اڵامۆر , ۆعن گڵ مايخدش نقائنا ، نحترم ذاتنا ۆ نحترم اڵغير ، عندما نتحدث نتحدث بعمق ، نطڵب بأدب ، ۆ نشگر بذۆق ، ۆنعتذر بصدق .. نترفع عن اڵتفاهات ۆ اڵقيڵ ۆاڵقاڵ ، نحب بصمت ۆ نغضب بصمت ۆاذا اردنا اڵرحيــڵ ، نرحـڵ بصمت ..!~
      ஐ๑

    • الصرخـــــــة السابعة

      بعد ساعتين كانت سيارة خال (زينب ) تنتظرهــــا على الباب ، وخرجت لأودعها ، وكنت أمسك بيدهـــابشدة وكأنـــي أتمنى أن لا تتركني ، وكأني أريد أن أهرب إلى داخلها ربما لأنها تحملفي داخلها عالمي الكبير الذي وسعه قلبها ولم يسعه هذا الكون ، وعندما شارفت زينبعلى الخروج من باب سور البيت احتضنتنـــي بشدةولمدة طويلة ، وشعرت بأنها فرصتيلأن أغوص في داخلها فأمسكتها بشدة وعانقتها كمن يعانق شخصا ينوي السفر وكانت تقول :
      ــ حبيبتــــي خلاص ماراح أقولك إنسيه الواضح إنه لابسك..... بس بقولك اللهيصبرك ..

      لم استطع أن انطق بأي كلمـــة ، ولكني أدركت أن (زينب) أصبحت تفهمصعوبة وضعي ، وأصبحت تدرك أنهليس من السهولة التي كانت تحسبها ...ثم تابعت :

      ــ ريم انتبهي لنفسك وأنا على طول بظل متواصلة ، خلاص حبيبتي عاد ..

      اشفقت عليها وانتزعت نفسي من أحضانها وكأني انتزع شوكة من أحشائي وعالجتابتسامـــة فهمت منها أنني راضية وأنــــي أودعهـــا ، وبمجرد أن اختفى طيف (زينب) واختفى صوت السيارة التي أقلتهـــا تمتمت :

      ــ الله يحفظ يا (زينب) ...


      وبمجرد أن عدت إلى الداخل ، كانت أمــــي تنتظرنـــي وابتسامة تعلومحياهـــا فهي دائما كذلك وخصوصا وأن (زينب) كانت عندنـــا فهما على علاقة وطيدةوأمي تحب زينب لأنها فتاة تكبر سنها بكثير ولا يوجد لديها حلول وسطية الخطأ خطأوالصواب صواب ولا مساومــــة ....
      ثم أن أمـــي تجد من قدوم (زينب) إلى بيتنا قديكون مريحا لي خصوصا أنها تلحظ انطوائي الشديد في الأونة الأخيرة وتعتقد أن ضغطالعمل هو السبب ودائمـــا تعرض علي أخذ إجازة ....
      كنت أعتقد بأن سر ابتسامتهاكذلك وإذا بها تقول :
      ــ عيونــــي أخوك (فيصل) حاكاني وبيسلم عليك ، ميشان اللهبده يحكي معك بتشوفيه ع الماسنجر بتلقيه ناطرك .

      ،،،،لا أعرف لماذا سعدتكثيرا عندمـــا جاء ذكر (فيصل) ، وشعرت براحـــة غريبة قبلت أمي بحرارة وذهبتمسرعـــة إلى غرفتي ومباشرة أغلقت الأضواء وأشعلت شموعــــي المعطرة ووضعت العطرالذي يحبه (فيصل) وعندمـــا فتحته كان بالفعل ينتظرنـــــي ,,

      ــ كيفك فيصلو ...
      ــ Im fine
      ــ حبيبي كيفك وشو عامل والله حموت على ما شوفك .
      ــ أنامنيح وكل شي تمام وإنتــــي ؟؟ــ والله ........
      ــ Reem???
      ــ واللهمشتــــاقةــ يعنــــي الواحد بس بده يحكي معك لازم ياخذ موعد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ــلا والله مين حكالك هيك ، أنا بعرف إنه الوقت عنكم بالنهاروإنته بس تحكي بعدالظهر بتحاكيك إمــــي ، وبس تحكي بالليل أبـــي ما بيترك لحدا يحكي غيره ...
      ــ I know that !
      ــ قلي كيف الدراسة عندك والجو ؟؟؟ــ والله كل شي تمام.... ومشتاق لجلساتك ومقالبك ..
      ــ تسلملي ، وأنا كمان مشتاقة لغلااااازتك .
      بقلكبس تحب تحاكينــــي ع الماسنجر بكون ناطرتك بعد صلاة الفجر يعنـــي بيكون معكم هيكبعد الظهر أحسن ماادخل بخناقة مع أبوك وإمك .
      ــ هههههههههههههههــ تسلمليإن شاء الله على طول مبسوط .
      ــ ريم بسمع إنك صايرة كتير ضعفانـــة ، وإمي تشكيمن صحتك .
      ــ .......مافي شي بتعرفها بتبالغ .
      ــ عن جد مافي شي؟؟ــ يمكنضغط الشغل بتعرف أول سنة ونحن مو معودين ع قوانين الشغل ، بطلنا نكون أحرارياالله وعلى حرية الدراســــة .
      ــ صح (خالـــــي ماجد ) ترك كندا ، ورجع ع سوريا، وراح يظله هونيك لمدة اسبوعين .
      ــ اجــــازة ؟؟ــ إيه إجازة ويقول مشتاقوبيسلم عليك كتير كتير ...
      ــ حبيبي خالو وكيفه هو والدارسة ؟؟ــ والله خالكما بينخــــاف عليه دائمـــا امتياز .الله يوفقه بيستاهل ، أصلا لو ماكان هو معيمابعرف شو كان صار معي .
      ــ الله يخليكم لبعض .
      ــ Reem :::بدي إسألك سؤال؟؟ــ تدلل ...
      ــ بتشوفــــي (نرجس) ؟؟ــ من يومين شفتها وبتسأل عنك ..
      ــ شو أخبــــارهـــا ؟؟ــ منيحــــة ليش إنته ما بتحكــــيهـا ؟؟ــلا والله بتعرفـــــي أهلها ما بيسمحولها تحكيني لحتى يصير كل شي رسمـــي .
      ــيلا كلهـــا نص سنة وبترجع وبعدين بتصير نرجس معك .
      ــ سلميلي عليها كتير كتير ،وقوليلها Faisal مشتاق موت .
      ــ تكرم عينك وشو كمان ..
      ــ ولا شي......... فيشغلات بس مابيصير خبرك ياها ..
      ــ غليييييييييز .
      ــ والله بتعرفي ريم وديأحكيك لبكرا بس مشغووووووووووول ولازم تنامي ميشان دوامك بكرا .
      ــ الله يحفظكحبيب قلبي ، دير بالك على حالك ولا تشغل بالك على شي وكل شي هون تمام التمام .
      ــ الله يوفقك ويخليلي ياكي ، وإنتــــي ديري بالك على حالك ، وما وصيك لاتهملي صحتك بدي أسمع أخبار حلوةوسلامــــي لستي ..
      ــ مع السلامــــةــتصبحــــي على ورد أحلامك .

      (فيصل) أخــــي الوحيد الذي يكبرني بسنتين درسالإدارة في كلية التجارة وسافر إلى كندا ليكمل دراسته وقد سافر معه خالـــي (ماجد) والذي هو الآخر خرج بعثة للدراسة في كندا وهو من عمر أخي فيصل تقريبا ، وأخـــي كانمتيما بإبنــــة الجيران (نرجس) فتاة من عمري تقريبا ولم يحالفها الحظ بأن تكملدراستها بعد الثانوية فركنت إلى الخياطة وابدعت فيها حتى أصبحت ابداعاتها على كللسان ، فتاة رقيقة جميلة وأخلاقهـــا رفيعة وسيرتها وأهلهـــا كالمسك ، فتقدمأخــــي لخطبتها في آخر إجازة جاءها إلى الوطـــن .
      انشغالي بالحديث مع (فيصل) أمات كل الحواس ، وبمجرد أن بدأت أطفىء الشموع وجدت رسالة على هاتفي من (زينب) تقولفيهـــا:
      فديت روحك ،الله يحفظك ويسهل لك ..ويريح بالك .

      كنت بأمسالحاجة لدعــــوة صادقة من شخص يحبنــــي ولا يريد لي إلا الخير ، وكنت أتمنـــى أنتكون هذه دعوة (أمـــي)....
      شعرت بالراحــــة بعد الحديث مع (زينب) ، والحديث مع (فيصل) ، ونمت يومهـــا قريرة العين وأنـــا أشعر بأن ثوب التعب ينتزع منـــي كماينتزع جلد الأفعــــي لينوب عنه جلد جديد .




      الصرخــــــــة الثامنةاليوملم أرى أبـــي ولا أمـــي فقد ذهبـــا إلى المستشفـــى ، وكانت جدتي معي منذ أناستيقظت وحتى شارفت على الخروج ودعواتها، وعلى الرغم من كون أبـــي اصغر من عمي إلاأنها فضلت المكوث عند أبي وذلك لكون عمــي كثير السفر والترحال ـ مقارنة بوالدي ــوهو متزوج من امرأتين ، وجدتـــي لا تشعر بالراحـــة معهن ثم أن والدي وأمـــييحبانها وطيبة قلبها ، ونحن أيضا تعودنــا عليها ووجودهـــا العذب ، وعلى الرغم منوجود الخادمـــة إلا أنها تصر على أن ترى شؤوني بنفسها ولا أذكر لها يوم عاتبتنيفيه وكلما انزعجت من شيء أقوم به كانت تصمت وتذهب لتعاتب أبي أو أمـــي وتتهمهمبإهمالـــي على الرغم من أنهما ليسا كذلك إلا أنهم بعد عتابها يزيدون من اهتمامهمحدا يدفعني إلى الصراخ بأن توقفوا ، وكثيرا ما أتهمت بأننـــي مدللة من قبل بناتعمي .
      .....

      ــ صباح الخير (سلوى) ..
      ــ هلا عمري صباح الخير .شلونج؟؟جلست على مقعدي على عجالــــة وكأنني متنبأة بحدوث هزة أرضية وعلي أن ألزممكانـــي ، وبدأت في الأعمال المستعجلة ولم أتحدث مع (سلوى) ولا كلمـــة من بعدالتحية وانشغلت بعالمـــي الخاص وبالعمل الذي بين يدي ، ومرت ساعة بلا حديث اسمعفيها بين لحظة وأخرى الهاتف يرن وأسمع أن سلوى كانت تجيب ولكنـــي لم أكن أعي ماتقول لأنني لم أكن معهـــا وبعدهـــا بادرتني هي بالحديت .

      ــ ريموه وش فيجما تسمعين ؟؟؟؟رفعت رأسي على صدى صوتهـــا ونظرت إليها وكأنني الآن أخرج منقبري وهول يوم البعث، وكأنني الآن فقط أدركت أنني في المكتب ، وأن (سلوى) تجلسبقربي وهي لها مدة تلهث بإسمـــى وأنا لا حياة لمن تنادي .

      ــ ريموه حالتجهاليومين مو عايبتني بالمرة . شو عندج ؟ــ آسفة .. ما عندي شي بس هالشغل أريدأخلصه .
      ــ زين دايما عندك شغل ، وما تسكتين ، والله صاير المكتب ماله طعم وإنتيساكتة .
      ــ تسلمي عمري ما خبرتيني وأخبار (عبود) عندج ؟؟تغيرت (سلوى) فيجلستها ، في نبرة صوتها في تقاسيم وجهها أدركت بأن الموضوع يؤلمهـــا وأنها تتمنىلو نتحدث عن أي موضوع إلا هذا الموضوع وأنا تمنيت لو لم أسألهـــا عنه وكرهت نفسيولكن ربما لأنني افكر في (أحمد) رأيت أن أقرب رجل قد نتحدث عنه هو (عبدالله) يقرب (أحمد) في كونهمــا من جنس واحد ، وهذا في حد ذاته بالنسبة لي رابطة .

      ــتعرفـــي الهدية إلي شتريناها أنا وإنت حقه ؟؟ــ أذكر ..

      كيف أنسى وهواليوم نفسه الذي اشتريت فيه هدية لنفسي ، اليوم الذي منه أوجدت (أحمد) في غرفتيكلما اشتهيت ذلك ، اليوم الذي وجدت فيك وأنت تبحثين عن هدية له وجدت نفسي فيك أبحثعن أي شيء يخص (أحمد) أو يشبهه .

      ــ تذكري كيف تعبت وأنا اقلب ف العطوروالساعات ، لما أعطيته شافها وقال حلوة بكل برود وبعدين حطها ع الطاولة وراح يتابعالفلم يلي كان جاعد ينتظره ، كأنه يقول وشو يعنـــي ؟؟خيبة أمل آخرى تنزفمن شفتي (سلوى) ككل المرات التي يأتــــي فيها ذكر عبدالله ، كلما تحدثت معها بهذاالخصوص ورأيت خيبة الأمل وأن فارس أحلامها بات لوحة تتلاشى كل يوم ألوانها شيئافشيئا ، اشعر بأنني أكره (عبدالله) وهل يحق لي أن أكرهه وأنا أراه يكسر (سلوى) كليوم ، وأنا أراه يحولها كل يوم إلى زهرة ذابلة وأنا أراه كل يوم يحرق من أحلامهاوفارسها الشيء الكثير .
      أذكرهـــا عندما كانت تقول ــ أيام الأحلام البريئة ــبأنها سوف تشتري له بين فترة وفترة هدية تجدد الحب الذي بينهما ، وأنه بعد كل هديةسوف يأسرهـــا بقبلاته ويقيدهـــا برجولته ، وكانت تقول بأن الرجل الذي لا يقف أماممرأة تقدم له هدية فهو نصف رجل . ياترى هل مازالت تنظر إلى الأمور من هذه الزاويةأم أن (عبدالله) حطم كل الزوايا؟؟ كنت أريد الصمت والهروب إلى عملي ولكننـــي شعرتبالذنب كونـــي نبشت جراحهـــا فقلت بأسلوب كله دعـــابة :

      ــ والله إنتيسلوى بعد ليش تعطيه وهو يشوف الفيلم ، يعني لو أنا مكانه كنت برميها فوجهك بعدهالرجال قطع الفيلم واستلمها من عندج ، والله إنتو الحريم ما تشبعو .
      ــ؟؟؟؟؟ــ يعنــــي شو يمنع لو رحتي غرفتج وطفيتي الأضواء وبخرتي الغرفة ولبستيساتر على مكشوف وحطيتي العطر يلي يحب وناديتيه ...
      أتوقع النتيجة بتكون غير لكنشو أقول ع الكسل ...

      كنت مدركـــة بأن (سلوى) أم الرومانسية وما أنا عندهاإلا طالبة في الفصول الابتدائية ، ولكن إذا ماكانت لم تفكر كذلك فهذا إما لأنهـــاتشبعت من خيبات الأمل ، أو أنها تعرف (عبدالله) وطرق الوصول إليه ، أو أنهـــا لاتعرف الرجال وهذا استبعده فهي على ماكنت أسمع منها كانت تبدو لي تفهم الرجل أكثرمما تفهم المرأة ، وكنت دائما أقول عندما أسمعها تتحدث (محظوظ من سيأخذ سلوى) ،وقررت يومــا أن أختبر معرفتها بالرجال ، فجلست مع أبي على استحياء وسالته أسئلةكنت قد طرحتها لسلوى عن الرجل ، وذهلت بتطابق الإجابات .

      ابتسمت( سلوى) ابتســامة مليئة بالسخرية ، واكتفت بذلك ، أدركت بأنها فعلت أكثر مما أقوله أناطالبة الإبتدائية وهو المتوقع منها فآثرت الصمت علي أساعدهـــا على دفن هذه السيرةمثلما ساعدتها على نبشها ورحت أكمل عملي بصمت .
      كنت بين فترة وفترة متعودة أنتصلنـــي حروف (أحمد) على هاتفي ولكن اليوم ها أنا أجلس لمدة ساعتين ولا شيء ، شعرتبالخوف والانزعاج والحنين أيضا ، كنت أريد أن أرفع السماعة وأوصل صوتي غليه ، كنتأريد أن ابعث له حروف الحنين ولكني تذكر بأنني قطعت عهدا على نفسي بأني لن أفعلوكنت انظر إلى الجدار الذي يفصل بيني وبينه وتمنيت لو تأتي تلك الهزة التي تنبأتبها كي تطيح به ، أو لو أملك قدرة خارقة على إختراق الجدار لأطمئن أنه يقبع هناكخلف الجدار وأنه بخير .
      ترددت كثيرا وبعد طول تفكير قررت أن أسمعه صوت هاتفه وهويحمل اللقب الخاص بي عنده وفعلت وماهي إلا ثوان وإذا به يفعل مثلما فعلتفإعتصرنـــي الحنين أكثر ووجدت نفسي اذهب إلى مكتبه وكان الباب مفتوحـــا كالعادةوعندما أصبحت في منتصف الباب رأيته يحدق بي وكأنه كان يتوقع قدومـــي وابتســــامةتعلوه ، تمنيت عندهــا لو أني ما فعلتها تمنيت لو كان بيدي أن أعيد الزمن للخلف ولاأقوم بهذه الخطوة وبدأت دقات قلبي بالخفقان وهو يقف ويقترب من الباب بصمتهوابتسامته إياهـــا...
      ...............





      الصرخــــة التاسعة ..
      .......
      ـ حتى صورةبنته (نور) شالهـــا من مكتبه .
      ــ ........
      ــ زينب ترا أنا ما أريد منه شيء، بس أريده يكون بخير .
      ــ ........
      ــ الله يحفظه ويبعد عنه أولاد الحرام .
      ــ ........
      ـــ زينب إنتي عندي ؟؟؟ــ عندك بس ماعارفة شو أرد عليج .

      أصبحت (زينب) في حيرة تقف معي وهي تعرف أن ذلك لا يتفق ورغباتي وفطرتيبالتفرد بالرجل الذي سأكون له ، أم تقف ضدي وهي تعرف أنه لا طاقة لي أمام طوفانالحب فأصبحت تركن إلى الصمت في أغلب الأحيانوأنا بكل صراحـــة أحيانا أشعربأنني أريد التنازل عنه والهروب بعيدا علي أنساه واعده شيء من الماضي واسمح لطولالبعد أن يدعــه ينسانـــي ويعيد ترتيب حياته مع عائلته على أنه سوف يكمن معها بقوةوبحب بعيدا عن رائحتــــي التي باتت ثابتة في أنفه كثبات الأكسجين . ولكن الشعورفقط بأن (أحمد) هو شيء من الماضي لوحد التفكير في ذلك يرعبني .
      وفي أحيان أخرىأشعر بأنني أريد (أحمد) بقوة ولا يهمنــــي أحد لا يهمني أن يغضب أبي وأن تستنكرجدتي وأن تعاتبني أمي وأن يضحك أخي وأن يصمت خالي وسلوى ، لا يهمني سوى أن أستفردبــ(أحمد) وبعدها لا يهمنـــي أنني سوف أبكـــي إمرأة أخرى ، وأحطم عائلة أمامالناس من أسعد العائلات ، ولا يهمنـــي أن تكبر (نور) ولديها عمة وهي في السنتين منعمرهـــا ، لا يهمنـــي إن كان أحمد مستعد لأن ينفصل وأن يبدأ من جديد وأن يرمـــيبأي شيء لا يتعلق بي وأن يرمي بزجاجات فارغة من الامبالاة على كل من يعترض علىارتباطه بي ومثلما سلمهم كل خيوط حياته عندما طاوعهم على أن يتزوج من إبنة عمه سيراعلى العرف .

      ــ زينب بكلمج فوقت ثانــــي اهتمي بدراستك ولا تهتمي بالنسبةللدكتور مجدي روحي شوفيه ليش منقصك ف درجاتك ، وطمنيني بعدين .
      ــ بشوفه وبردعليج .
      ــ هذا خالي ( يوسف) عندنا أسمع الشغالة تناديني بروح أشوفه ، معالسلامــةــ حياج وسلمي على الوالدة .

      خالي (يوسف) ، هو الخال الوحيدالذي يسكن هنا بينما بقية أخوالي يعيشون في (سوريا ) وهو يعمل مدرسا للغةالانجليزية وهو يكبرنـــي بخمس سنوات وعلاقتي به جد قوية ولديه أسراري ، عندمايتواجد خالي ( يوسف) تتواجد راحـــة البال ، لبست ثوبا طويلا مكمم وأسدلت شعري علىكتفي وخرجت لأستقبله ووجدته يجلس يتحدث مع والدتـــي وكالعادة يضحكون بصوت مرتفعواللهجة السورية المحببة إلى قلبي ، وجلست معهما فترة وكان يبدو على أمي أنها تريدالخروج وفهمت من كلامها أنها تنوي الخروج مع جدتي إلى زيارة أحد النساء وبينما كانتتجلس تنتظر جدتي أشار لي خالي بأنه يريدني في غرفتــــي فاستأذنا من أمي وصعدنا .
      ودخلت أنا قبله وهو بعدي ، وبمجرد أن دخل التفت إليه وهو يغلق الباب ويوصده ،فانتابني خوف شديد لا يفعلها إلا إذا كان هناك شيء خطير ، تغيرت ملامح وجهه وبدتعليه الجدية فازدادت مخاوفي اقترب منـــي وطلب مني الجلوس .
      ــ ريـــم شو بكي؟ــ ما بني شي ...
      ــ ليش خايفة حبيبي .
      ــ تذكر أخر مرة إجيت وعملت هيككنت بدك تخبرني إن أبي عمل حادث ، وإلي قبلها قلتلي إنه ستي الله يرحمها توفت وإليقبلها إن (فيصل) بده يتركنا ويسافر على كندا ، كل مرة خبر بيعصرني ياترا هالمرة شو؟؟ــ عيونــــــــى ، بس بكل مرة بعطيك الخبر مابتركك لحتى تكوني مرتاحة شوماكان الخبر موهيك ؟؟ــ صح بس المهم إنه في خبر مو حلو .
      ــ لا هالمرة الوضعاختلف ولازم تبطلي تربطي بهالتشاؤم .

      تنفست الصعداء وبما أن خالي قال لي بأنالوضع يختلف إذا هناك ما اختلف وتأهبت لأسمع منه وكلي لهفة لأسمعه ولاتزال دقاتقلبي تزداد غير خالي مكان جلوسه واقترب مني أكثر وهمس :
      ــ نويت أرتبط .

      كان أكثر الأخبار السعيدة انتظارا بالنسبة لي ، فخالي (يوسف) أضرب عنالزواج حتى يجد الفتاة التي يحب ، والمستعدة أن تحبه وطالما عرضنا عليه الفتياتوأبى إلا فتاة توقظ فيه (الحب) ، وقاعدته في الحياة للحب لذة لا يشعر بها كل الناس، ويريد أن يشعر بها ، وأن للحب قوة جارفة تجرف معها كل مالا ينجرف .
      وبمجرد أناستمعت إليه يقولهـــا وقفت كمن تريد أن تصدق وتخاف من التصديق فتصطدم بنكتة أومقلب وقلت له :
      ـ أستحلفك بالله ؟؟ابتسم، فعرفت أنه صادق فهجمت عليهأحضنه وأقبله أبارك له وقلت له :
      ــ ومين هاي المحظوظـــة ؟؟ــ أنا المحظوظوراح أصير أكتر محظوظ بس تروحي وتشوفيها وتحكي معها وتعطيني رايك .
      ــ ليش إنتهناطر شوري .
      ــ والله ريم ، ناطر شورك ومتأكد إنك راح تحبيها بعرف ذوقك من ذوقيوبتفهمي علي .
      ــ فيه حدا بيعرف ؟؟أكيد خالي (ماجد) بيعرف ...
      ــ إنتي أولشخص ولو ..
      ماجد لسا ماعرف ...بتشوفيها بالأول ...

      حضنته مجددا وأنا أقول :
      ــ والله خالو فرحتنــــي ، لك من زمان لازم تفرحنـــا .
      ــ يلا عقبال عندك .
      وأخذ خالي يحدثنـــي عن (ولاء) وأنا استمع له وكأنني أستمع إلى عاشق من عشاقألف ليلة وليلة ، أجد فيه الحب الذي لا يعرفه كل الناس ، وأجد فيه الرائحة نفسهاالتي أشعربها كلما جاء (أحمد) وذكراه .

      كان (أحمد) بيننا ، وعندمـــا نطقخالي بهذه العبارة(عقبال عندك) أصبح بيننا بإصرار ووجدت نفسي بحاجة لأن أفضفض إلىخالي الذي لطالما كان يقدس الحب ولا يرى فيه أي خطيئة وأعرفه سوف لن يقف يومـــاضدي ولكنـــي أعرفه أيضا إذا ما أخبرته سوف يجر الصمت معه وسوف يحمل همي ولكني كانلابد أن أخبره .

      ــ خالو ؟ــ ........
      ــ عندي رفيقة عندهـــا مشكلةوكتير شاغلة بالي وبدي استشيرك .
      ــ خير ؟؟ــ تعرفت على شب بيكبرهـــا بسبع، ثمان سنين .
      ــ تمام عمر معقول .
      ــ وبيناتهن شغل ...وتبادل كتب وآراء ...

      كان خالي يستمع لي بإهتمام كعادتـــه ويومئ برأسه وأنا أسرد له قصتـــيعلى هيئة قصة ألصقتها على صديقة لا وجود لها ، وأتمنى أن لا يكون لهـــا وجود ،تكفي ضحية واحدة ، بل يكفي الحب ضحاياه .

      ـــ وصار بينهم حكـــي كتير وصاربيكلمها ع الموبايل ، وع الماسنجر وعلى طول بيناتهم المسجات على كل روحاتهم وجياتهم، حبهــــا بجنون وحب فيها كل شي ، وحبت فيه كل شيء كمان لقت فيه كل شيء بتحلم فيهبفارس أحلامهـــا خصوصا كل واحد فيهم لقى بالتاني مكمل إله .

      ــ حلو ....وبعدين ؟؟ــ خالو أنا متأثرة كتير بقصتها فلا تزعل إذا انهرت قدامك (طيب) ؟؟
      (قلت هذه العبارة لأننــــي بدأت اشعر بأنني سوف أنهار)

      التزم خالـــيالصمت ، وأظهر المزيد من الاهتمام ، كنت أشعر بأننـــي كلما غصت في الحديث عن قصتيكلما أسرتني رغبة في البكـــاء ، وبدا لخالي تقبله لفكرة أن ابكي لقصة (حب) تنهار ،ولأنني كنت متأكدة بأنه سوف يستوعب ذلك بادرت بالحديث إليه واستمررت .

      ــالمشكلة يا خالو ....هية بتفكر إنها بترتاحله وبس وساكته ...ماكان بدها تصرح إنهاتحبه ميشان ما يتعلق فيها وبعدين يهد بيته ...

      ــ لا تقولي إنتهمتجوز؟؟ــ يا خالو متجوز وعنده بنت متل القمر ، يا خالو ......

      بدأتالدموع تنزل من مقلتــــي حاولت أن أمسك نفسي على الأقل هذه المرة وأنا أصيغ قصتيبغصة على شخصية لا تخصنــــي ولكن لا جدوى وأنا أعيد شريط الأحداث مع (أحمد) ، أدركفيها أننــــي لن أخدع دموعي التي تعلن الأستسلام كلما هزتها ذكراه .واستمر خالييحترم قدسية الحب ويحترم دموعي ، وهو يستمع لي بإهتمام .وتابعت ...

      ــ ياخالو كان بيحط صورة بنته بمكتبه وهي كانت تشوفهـــا وتسأله دائما عنها وعن أخبارها،خالو كانت تحكيني إنها بتحب بنته كتير وكانت تقول ما فكرت بيوم إنه ممكن إنــــيراح حب أبوهـــا بجنون متل ماني حبيتها بيكفي كانت بتقول بيكفي إنها بنته بيكفيإنها جزء منه !!!


      بدا على خالــــي الانزعاج وحاول كثيرا عن يوهمنــــيبأنه يستمع ولكنه كان واضحا بأنه لا يريد مني أن أتابع في رواية قصة حب تشنق أمامهولكنــــي كنت شغوفة لأن أسمع رده ، وكنت بأمس الحاجة لأنأفضفض له لذلك تجاهلتانزعاجه وتابعت :
      ــ وهو على فكرة كان بيحبها وساكت وهي كمان سكتت لأنها ما بدهاتدمر حياته أوتدخل في حياته وبس سألها عن تعدد الزواج انتبهت إنه يفكر يرتبط فيها ،فأول شي إجى في بالها بنته فإحتارت وقررت تتركه وتنساه وإجى في بالها الملفات تحكيعنها .
      ــ أنو ملفات .؟؟ــ طلبت مني كل الملفات تبع حملات جماعة حقوق المرأة ...والثورة ضد تعدد الزوجات يلي كنا بنعملها بالجامعة ....وبس قدمت له الملف وهيتبكي ... بعد عنها ، عرف إنهـــا ما عندهـــا استعداد إنها ترتبط برجال مرتبط فحبإنه يبعد ويعيد حساباته .وهوتركها يومين بدون مايحكي معها وهي بنفس الفترة شافتهبينزل من السيارة و مرته جايبته وبنته بالكرسي الخلفي وبس نزل فتحت مرتو النافذةالخلفية ميشان يسمع بنته تقله (مع السلامة بابا) .

      هنا اجهشت بالبكاء وأخذخالــــي يمسح شعري ويعانقني وشعرت به يعانق قلبي الذي كان هو الآخر يتقلب ألمـــاويبكي بحرقة وكان خالي صامت ربما جلال الحب وموته أمامه لا يملك أمامه سوى الصمتالطويل وتابعتوبعد صمت طويل سألني خالي :
      ــ وبعدين شو صار؟؟هنا بدأت أمسح عبراتــــي ، وأسترجع شيئا من قوتـــي ، وتخيلت كلمات (أحمد) التي أسمعنــــي إياهـــا اليوم وأنا في مكتبـــه وكيف مايزال إلى اليوميسافر بي مع حروفـــه وكلماته .وأجبت :

      ــ هية قررت إنه خلاص راح تبعد ،وراح تخليهم لحالهم خصوصا إنهـــا كانت بتحب بنته وهي ما بتحب تهدم بيته وكمان الحبما بيرضى بأنصاف الحلول بس تعبت كل يوم تبكيه خالو .....
      إنته فاهم علي ....
      وهو بيفكر إنهـــا مابدها واحد متجوز وبعد بس رجع بقوة وأول حاكاهـــابالموبايل وقاللها إنه حاول ينساهـــا بس ماقدر صاير ينادي بنته بإسمها !!!!

      ــ ورجعو ؟؟ــ صاير بيحكي بس هي مابترد بس بتبكـــي من وراه ،يعنــــي بتلقاه بالماسنجر ويصير يحبها بجرأة وهي تقرأ وتبكــــي ومابترد ، وصايريبعت مسجات وإيميلات وهي ما بترد وكتير بيتلفن وبترفع السماعــــة تسمعه وما بتردحكيها كله صمت ودموع .

      ـــ يا الله شو هالإنســـــــــانة كيف قادرة تحبهبسكات ؟؟ــ خالو ...........

      بدأت بالبكــــاء من جديد وتمنيت لو اقولله هذه أنـــا هذه لا أحد سوى إبنة أختك التي تتلوى أمامك من الألم وعدت أحتضن خاليوابكي بشكل متواصل وكلما هدأت ثورتــــي عادت وازدادت ثورانـــا .
      ــ شو بتعملخالو بتحبه ؟؟
      ......................................





      الصرخـــــة العاشرةبعد سيل من الأسئلةالتي أمطرهـــا خالي علي عرف فيها أن (أحمد) تزوج في سن صغيرة تحت قيد العاداتوالتقاليد من ابنة عمــــه وهو لا يحبها وعاش معها ثلاث سنوات دون أن يثمر ذلكالزواج بابنــــاء وبعد ذلك تشرف إبنته (نور) علهـــا تزرع بينهما رابطة قوية وأتيأنــا فجأة ليجد ضالته ، ويجد نفسه يتمنى لو يعود الزمن للخلف ويجد نفسه مثلهكالكثيرين من ضحايا العادات والتقاليد يعيشون مع إمرأة ويحبون امرأة أخرى وقالكلمــــة كنت على إثرهـــا سأعترف بكل شيء قال :

      ــ إذا كان متل حب هاليومين، بس يبعدو شوي راح ينسو بعض ، أما إذا كان حب حقيقي ......
      الله يعينهم .

      وصمت على مضض وقال لي :
      ـ ريمو أنا جاي أسألك باسم رفيقي ، بده ياك علىسنة الله ورسوله وأنا رسول .

      عصفت بي عبارته هذه وتمتمت لو أخبرك بأن رفيقتيهي أنا هل تجرأت أن تعرض علي زواجا من أحد ؟؟؟ــ شو بك ؟؟ أنا بسألك شبمنيح وما بينعاب وفيك تشوفيه وتحكي معه إذا عجبك بيصير خير .
      ــ خالي مابديياهوقفت وكأنني أريد من خالي أن يغلق هذا الموضوع بسرعـــة وحتى لا يقرأ شيء فيعيني هربت أبحث عن مهرب لعيني المكشوفة أمام خالي ولكنه تابعني بنظراته وتابع :

      ــ هلا أولاد عمك كلهم تقدمو وإنتي رافضة ورفقات أخوك كمان ورفاقتي كمانوشي عشرة من شباب الحارة وكل واحدة أحسن من التاني وإنتي رافضة خير خالو شوفيه بركيبيعجبك لو ماني شايفه منيح ويناسبك ماكنت فكرت بس مجرد تفكير مو كتار عرضو وأناماحاكيتك فيهم بس لأني بشوفهم ما بيناسبوك .

      ــ بيكفـــــي خالو مابدي أتجوزيخلونـــي بحالي ما بدي حدا .

      بدأت بالبكاء وأنا أتوسل خالي أن لا يعرض عليالعرسان وقف خالي وتوجه إلي وأمسك بذراعي ولواها من خلفي وهو يقف خلفي وجذبني إليهوهمس في أذنبي :
      ــ وليه بتحبــــي؟؟تمنيت أن أقول له نعم أحب حتىالثمالة نعم أحب رجل مرتبط ولا أتخيل نفسي أرتبط برجل آخر أخونه شعوريا ولكنــــيضحكت بصوت مرتفع فترك خالي ذراعي وقلت له :

      ــ شو تفكر الناس كلهـــا بتحبمثلك إنته ورفيقتي ، وبعدين أنا بس حب وعدتك إنك أول واحد بزفله هالخبر وراح عرفكعليه على طول بس أنا ما بفكر بالزواج بهالوقت .

      قلت هذه العبارة وسقطت أرضاأبكــــي بحرارة وجلس هو بقربي ومسح دموعي وقال :
      ــ لكان ليش نحفانة وصايرةيادوب تضحكي شو عندك؟؟ بتفكري ماني ملاحظ ؟؟ــ مافي شي بركي من الشغل وقصصالناس يلي بنشوفها بالمجلة خالو لا تشغل بالك أنا منيحةبس بعد عني هالعرسان .

      ــ إنتي وعدتيني وأنا ناطرك إمتى ما بتحسي إنــــك بدك تحكي شي لا تترددي .

      وجلس خالي لمدة معي في الغرفة من موضوع إلى آخر ، وكنت أشعر بالراحة كلمافتح معي موضوعا أشعر به يدخل إلى داخلي ويصب ماءا على نيرانــــي ، خصوصا أن خاليربما الوحيد الذي أجزم بأنه يتفهم ما أقول بلا شروح مطولة ، ولا أشعر بأن الأبراجعالية كي أصل إليه ، ولا أشعر بحاجة لأن أغير الألفاظ التي أحب أو المفاهيم التيأأومن بها وأنا في حضرته وكانت حروف (أحمد) أيضا تصلني بين فترة وأخرى وكالعادةأردها بالصمت كنت أشعر أحيانا بأنني أريد أن أفتح الهاتف لخالي على الملف الخاصبحروف (أحمد) كي تتحدث نيابة عني ، وفي أحيان أخرى كانت توسوس لي نفسي أن أغلقالهاتف فقد أرهقتني الخيانة التي أرتبها أمام خالي بيد أن علاقتنا لا تمنعه من أنيمد يده إلى هاتفي ويطلق العنان لأنامله لأن يتصفح كل شيء ، عندها سأتمنى لو أننياعترفت قبل أن أصبح متهمة بأكثر من تهمة .بل مدانــــة عند أقرب الناس إلي فأخسرثقته .
      بمجرد أن تناول خالي (يوسف) معنا وجبة العشاء ، عدت إلى غرفتــــي وأخذتحماما دافئا ، وارتديت ثوبا خفيفا من الحرير ووضعت عطر (أحمد) ، اليوم اشتهيه بقوةورفعت هاتفي وبلا تردد أدرت الأرقام التي كنت قد لا أستخدمها إلا في لحظات عشق ،حكمت عليها بالإعدام منذ فترة طويلة ولكنـــــي أحفظها عن ظهر قلب على الرغم من طولالمدة التي تفصل بين ذلك اليوم وهذا اليوم ...
      هي صرخات أو فلأقل صرخة مخنوقة منهاتفي وإذا به يرفع السماعة على عجالة ، وكأنه أيضا كان يتوقع أن يكون هذا الاتصالمني وفي هذا الوقت على الرغم من أنني قطع أي أمل في ذلك ، أسمعته صمتي ولا أكثر فيحين أسمعنـــــي أنينه على شكل كلمات كالعادة لا يتقنها رجل في روعتها وتأثيرها عليولا حتى تفردها عن غيره ، كنت أدهش كيف يستطيع هذا الرجل أن يتحدث أمام صمت امرأةيحبها ويتمنى أن يعرف إن كانت تحبه أو ربما هذا وحده يكفيه ويكفيه أن تكون قد طلبتهبنفسها في هذا الوقت على غير عادتها .


      في الكثير من الأحيان تنتابنــــيالرغبة في الرد عليه ، وأجد أن في داخلي بركان من الكلمات قد أنزفها في أي لحظةولكنــــي أكتفي بالدموع علها تنوب عن لساني ، كنت أبكي بصمت وعندما أشعر بأن صوتدموعـــي سوف يصل إليه أضع السماعة ، فيعرف أنني ما عدت أستمع إليه ، يعرف بأنني ماعدت قادرة على المواصلة فيغلق السماعة وأعود إلى هاتفي بعد مدة أجده يكتبها (تصبحينوأنت لي) .




      الصرخة الحادية عشرلم أنم ليلة البارحةإلا بعد صلاة الفجر لذلك فلم استيقظ مبكرة ، وبمجرد أن استيقظت وأخذت حماما دافئاولبست ثوبا أحمر بسيط ، في بساطته جماله ... كنت قد اشتريته منذ يومين... فتحتنافذة غرفتي وأخذت نفسا عميقا ربما أخذ بي ذلك النفس إلى أخي فيصل ولا أدري لماذا؟؟على الرغم من أنني تحدثت إليه بعد صلاة الفجر ، وربما حديثه معي قبل أن أنام هوالسبب في شوقي الجارف في هذا الصباح .
      كنت دائما أصحى قبله وأذهب إلى غرفتهوأزعجه وكثرا ما كنت أغسل وجهه بالماء ، ويستيقظ منزعجا مني ثم لا ألبث أن استمرطوال النهار أعتذر منه وأعتذر وهو في صدود حتى يأتي الليل فيرضى وأعود في اليومالتالي إلى شغبي وكثيرا ما كان يقول لي النوم سلطان ودلالك هذا لن ينفعك أمامه،،أحن إليه بجنون ، كم يسحبني الحنين اليوم إليه بقوة ، كم تخالفنا ، وكماتفقنا وكم خرجنا وكم ضحكنا وكم حكينا بالفعل أحن إليه وبينما أنا غارقة في بحرياسمع طرقات على الباب عرفت أنها (ماري) الخادمة تريد أن تنظف الغرفة ، وعلى الرغممن إعتراضي على وجود خادمة في المنزل إلا أن والدي كان وراء وجودها وعندما ناقشتهفي الموضوع كوني أرى وجود الخادمة يعني الإتكالية والكسل وربما فقدان الخصوصية فيكثير من الأحيان إلا أنه رد علي ردا أسكتني ، أذكره عندما برر بقوله : " عندما كنتمصغار لم أجلب خادمة حتى لا تؤثر في تربيتكم واليوم عندما أصبحتم قادرين على تحملالمسئولية أجد أنه آن الأوان لأن أريح أمك من أعمال المنزل "
      ربما يكون على حقفماري تقوم فقط بأعمال التنظيف والتقديم ، ولا تدخل في خصوصيات أهل المنزل ثم أنهامسلمة وطيبة القلب ، بمجرد أن انتهت من التنظيف جاءت بالبخور العربي وقدمته ليوطلبت منها أن تتركني وهو ، وضعت العود الرائحة التي أحب وأغلقت النافذة وتوجهت إلىخزانة ملابسي وفي الزاوية السفلى منه من جهة اليمين يركن صندوق صغير أضع فيهمجوهرات ركنتها لأنني لا أستخدمها وبقربه صندوق أخر أكبر منه أحتفظ بداخله بأشياءغالية جدا علي أخرجت الصندوق من الخزانة بلهفة طفل بلعبة جديدة وجلست على الأرض تحترائحة العود وفتحت الصندوق وبدأت أخرج ما فيه :
      قلادة فضية قديمة أهدتني إياهاجدتي أم والدتي (رحمها الله ) ، كنت متعودة كلما ذهبت إلى سوريا ، أكون أنا المدللةمن بين جميع بنات وأولاد أخوالي وخالاتي ، كانت تسمعني بإهتمام وكانت دائما تقول:"( ريم )في عيوني "كنت تحت ظل دلالها ، كنت أشتكي من كل شيء وأي شيء حتى وإن كنت لستمتألمة وأن كنت متأكدة بأن الشخص المنزعجة منه بل المدعية بأني منزعجة منه لا يقصدما اشتكي منه ، فقط كي أتأكد بأنني أختلف وبأني بالفعل المدللة وكانت تقتص منهم حتىوإن كان الجاني أمي أو أبي ، (رحمها الله) تقول بأن هذه القلادة هدية من أمها وهيغالية عليها وقالت بأنها لن تهديها لأحد واذا ما اهدتها لأحد فلن يكون إلا لدافعقوي ...وكان الجميع يتمنى أن يكون هذا الأحد ، فحسدني الجميع لكوني حزت على هذاالشرف ، تأملت القلادة وقبلتها مرات ومرات وأن أعانق ذكراها ورائحتها وبدأت العبراتتتساقط من محجري وتمتمت : (الفردوس الأعلى يارب) ،نظرت إلى الصندوق وأنا أبتسمبحنان إلى مكحلة ذهبية من جدي (رحمه الله) والد والدي ،جلبها ضمن الهدايا التيجلبها في أحد حجاته أعجبني شكلها دهرا وكنت أضعها على تسريحتي ، وبمجرد أن رحلناوضعتها هنا لأني ضعيفة أمام ذكراه العطر ، فتحت المكحلة وكأني فتحت ذكرياته وجالتفي خاطري جدتي التي لاتزال تبكيه إلى اليوم كان عابدا زاهدا وحنونا أغلقت المكحلةوتمتمت بألم : ( الفردوس الأعلى يارب ) ،أخذت أنظر إلى باقي محتويات الصندوقبحرقة هذه المرة وبدأت أخرج ما فيها وأنا أبكي :
      ديوان( لنزار قباني) أخضراللون ، المجموعة الشعرية الكاملة( لفاروق جويدة) ، رواية (فوضى الحواس )
      لأحلام مستغانمي ، و (أعلنت عليك الحب) لغادة السمان كلها هدايا من (أحمد) ،كان كلما قرأ واحدة منها يبعثها لي وكنت أقرأها وأقرأ تعليقاته وأتخيله مع كلكلمة وشهقة وتمتمة وبمجرد أن أنتهي منها أحملها إليه بإستحياء وأقول له : " أكتباسمك على أول صفحة" وكان يفعلها مبتسما وأعود أحمل الكتاب سعيدة لأنه يحتوي إسمهإلا في رواية (أحلام مستغانمي) والتي كانت الأخيرة بعثها وهو يكتب إسمي على أولصفحة فقرأتها بتمعن وأحببتها وعدت أحملها له كي يكتب إسمه فكتبه تحت إسمي ونظر إلينظرة أحبها ثم سطر..... أحبها .
      في حين كانت أول هدية منه (مصحف) بحجم الكف ،احتفظ به في حقيبة يدي لا يفارقني ولا أفارقه ....
      احتفظت بهداياه الغالية أبداعلى رف غرفتي ولكن الخوف من الألم جعلني أهرب بها إلى هنا وكأني أحكم عليه بالموتبمجرد أن تركت هداياه مع هدايا أحيائي الأموات بل أمواتي الأحياء بمجرد أن تذكرتالموت وأن هذه الصندوق ماكان إختياري إلا لأنني أشم فيه رائحة الموت ، وربما لأننيأردت لأحمد الموت من حياتي ، ولكن هذا الشعور جعلني أحضن هدايا وكأني أحضنه خوفا منأن يسرقه الموت قبل أن أسرقه أنا وأجهشت بالبكاء فوحده التفكير في أن الموت سيسرقهمثلما سرق غيره يرعبني ، وبينما أنا غارقة في دموعي سمعت أصوات في الخارج تناديني .



      [B]يتبع...[/B]



      [B]دمتم بود [/B]
      [B]/[/B]
      [B]/[/B]
      [B]/[/B]
      [B]1447[/B]
      [B]/[/B]
      [B]/[/B]
      [B]/[/B]

    • يسلموووووووووووو ...........ننتظر البقيه بشغف ^_^
      .ExternalClass .ecxhmmessage P{padding:0px;}.ExternalClass body.ecxhmmessage{font-size:10pt;font-family:Verdana;}
      ڵنگن اراۆح راقيه ... نتڛامےُ عن ڛفاڛف اڵامۆر , ۆعن گڵ مايخدش نقائنا ، نحترم ذاتنا ۆ نحترم اڵغير ، عندما نتحدث نتحدث بعمق ، نطڵب بأدب ، ۆ نشگر بذۆق ، ۆنعتذر بصدق .. نترفع عن اڵتفاهات ۆ اڵقيڵ ۆاڵقاڵ ، نحب بصمت ۆ نغضب بصمت ۆاذا اردنا اڵرحيــڵ ، نرحـڵ بصمت ..!~
      ஐ๑
    • كنت أظن أني سأعرف بقية الحكاية في هذا الجزء

      فإذا بي أتعلق به أكثر....

      وأنتظر الجزء القادم...ربما تكون النهاية

      وما هو مصير هذا الحب وهذه الدموع؟؟!!!



    • hams alward كتب:

      يسلموووووووووووو ...........ننتظر البقيه بشغف ^_^



      الله يسلمك






      عاشقة كتب:

      كنت أظن أني سأعرف بقية الحكاية في هذا الجزء


      فإذا بي أتعلق به أكثر....

      وأنتظر الجزء القادم...ربما تكون النهاية


      وما هو مصير هذا الحب وهذه الدموع؟؟!!!




      شكرا لك على مرورك الطيب


      عاشقه هذه روايه وهي طويله نوعا ما

      صدق بمشاركتكم تحفزونني على عدم الانسحاب


    • الصرخة الثانية عشر

      مسحت دموعي على عجالة على إثر صوت والدتي وتوجهت بسرعة إلى مرآتي وحاولت أن أصلح ما يمكن إصلاحه برجفة .
      ــ ريم ماما إطلعي كلي شي .
      ـــ مابدي شي إمي بنزل ع الغدا .
      ـــ لك ماما من إمبارح ما ذقتي شي إطلعي الله يرضى عليكي .
      التزمت الصمت كنت أريد أن افتح الباب كي أتفاهم معها بخصوص رغبتي ولكني كنت أخشى ان تفضحني عيناي ولكني آثرت الصمت وليتني لم أفعل فقد سمعتها تقول وبنبرة غاضبة :
      والله ما عرفت ربي !!
      كانت هذه الكلمـــة أقسى علي من حد السيف ، لم أسمعها ولم أسمع مثلها من قبل وبسرعة وضعت الكحل الأسود ورفعت شعري المسدل على كتفي وخرجت مسرعة على إثر والدتي ونزلت ووجدتها تجلس مع والدي في الصالة وعلى الطاولة بينهما أصناف من الطعام لم أعري لها إهتماما وكانت والدتي تجلس غاضبة ووالدي يستمع إليها بإهتمام وهي تشكينيه فنزلت بسرعة وقبلت رأسها وهي معرضة وقلت لها :
      ــ صباح الخير ماما
      كنت أعرف بأن أي كلمة انطق بها الآن لا فائدة منها ، فتوجهت إلى والدي وقبلت له رأسه وعندما أمسكت يده حتى أقبلها قال لي :
      ــ ريم ليش مزعلة إمك ؟؟
      تسمرت مكاني ابحث عن رد عن مهرب عن أي شيء ، المهم الآن أن لا أدع والدي يغضب لغضبها لذلك لابد أن ترضى عني فنظرت إلى والدتي وقلت لها :
      ـــ بوس روحك يا إمي لك والله ماني مشتهية شي .
      ـــ إلك مدة لا بتاكلي متل العالم ولا تحكي متل العالم ولا بتطلعي متل العالم شو مفكرتني بشوفك واسكت .
      ـــ مين قالك ما باكول ما أنا نمت متأخرة وفأت متأخرة وهلا شربت حليب من غرفتي ولسا الغدا راح ينحط وراح أكول يعني بس قلتلك ما بدي يعني ما صرتي عرفتي تربي ؟؟؟
      ـــ ليش المسألة مسألة اليوم ؟؟
      تقدمت من والدتي وقبلت رأسها ثلاث مرات متتالية وقلت :
      ــ حبيبتي إنتي ما أنا باكول بالمجلة ومابطلع لأني بكون تعبانة من الشغل ،
      التفت إلى والدي علي أجد منه مساندة أو أي كلمة يدافع بها عني أو يقطع هذا الحوار الجاف وإذا به منشغل عن حوارنا بقرأة الجريدة وكأن الأمر لا يعنيه مع أنها ليست إلا طريقة للهروب وإلا فهو معنا وسوف يبدي رأيه القاسي إذا ما انتصرت في الحوار فشعرت بصعوبة دوري فتوددت من والدتي :
      طيب لك مو تكرم عيني شو ما عاجبك وراح غيره من عيوني ، يمكن كون ماني واعية على حالي .
      نظرتني بنظرة شك وقالت :
      ــ شوفي ملابسك يلي كانو ديقين عليك هلا صاروا واسعين كتير وما بيلبقولك ، ووشك صاير أصفر متل الليمونة لك انا من وين لوين بتجلسي معي ، والتلاجة يلي بغرفتك ما بينقص منها شي بنوب ، أغلب الوجبات ما بتجي تاكلي معنا ، ولا بتخرجي مع بنات عمك ولا رفقاتك ولا تحكي مع أخوالك شو بك شو صاير ؟؟؟
      اذا كان الشغل تاعبك بلاه ، وإذا زاعجك هاد أبوكي بيدورلك على شغل تاني .
      كانت كلماتها ترعبني على نفسي أحسست بأني على شفى حفرة من الموت وهي خايفة تحاول أن تساعدني كي أساعد نفسي علي لا أسقط ، ما كان يزعجني كلام والدتي بالدرجة التي كان يزعجني وجود والدي حيث يتواجد كلام والدتي فرددت عليها :
      ــ والله كل هاد ؟؟؟ والله ما منتبة على حالي .
      كان ردا يحسب علي لا لي شعرت بأن ردي سوف يخسرني الحوار فتوترت كثيرا تمنيت أن تأتي جدتي ، أن يدخل خالي ، أن تأتي (ماري ) أن يرن الهاتف ، مابالهم جميعا الآن غائبون ولماذا يصمت الهاتف أيضا الآن بينما تعودنا على صراخه المتواصل ، وتابعت أمي تقول :
      ـــ ويعني مابدك تاكلي ما بتطلعي تسلمي على أهلك تشوفيهن لساتهم عايشين وإلا لا ؟؟؟
      ما بتعرفي تفتحي الباب وتقوليلي يا إمي مابدي ؟؟؟
      كانت بالفعل على حق ، ولكني يجب أن أرد عليها فهذه العبارة جعلت والدي يتنفس الصعداء خصوصا أن والدتي قالتها بعصبية لم نعهدها ونكست رأسي عاجزة عن أي ردة فعل حيال كلماتها والتي تابعت تقول بعصبية لم تشفق بشعوري بالذنب :
      ـــ شو راح ارجع ربي من جديد ؟؟؟
      هنا شعرت بأن الحوار وصل قمته وأنه إذا ما احتدم أكثر فإنه سوف يشنقني فوالدي ألقى بالجريدة جانبا متوافقا وعصبية الموقف شعرت بالضعف فقد خسرت الحوار وضعت يدي على وجهي وجلست على ركبتي أمام أمي وأنا أبكي وقلت لها :
      ـــ معك حق ، أنا آسفة آسفة كتير .
      لم أعرف أمي يوما هكذا ، ولم تعرفني هي الآخرى كذلك ، إذا أنني كنت متعودة أن أقضي على أي عصبية بنكتة أو دعابة تنسيها خطأي ويجعلها تتجاهل زلتي ، أما وقد اصبحت لا أشتهي مداعبة أحد ، سمحت لها أن تصفعني بكلماتها وربما واصلت تأنيبي لأنها ترى أمامها واحدة ليست إبنتها التي تعرف لو لم أجلس أمامها ابكي لكانت صفعة والدي ستبكيني ولكنهما ضعيفان أمام دموعي فقامت والدتي وجلست هي الآخرى مقابلة لي في الوقت الذي صعد فيه والدي إلى غرفته وحضنتني وقالت :
      " ريم حبيبة قلبي ، احكيلي شو بكي ؟؟؟
      في حدا زاعجك ، في شي حبيبتي وبدك تحكيه ؟؟؟
      لك والله ما بتهوني علي شوفك هيك ، بهون عليك تعذبيني بيكفي فيصل بعيد عن العين
      وانتي عايشة معنا وبحسك ابعد منه ؟؟؟
      كانت تقولها وهي تحضنني بقوة واشعر بأنها كانت كمن يعض على إصبعه وهي تأنبني كانت صائبة في كل كلمة قالتها ولكن لو لم تقلها أمام والدي ....فقلت لها وأنا أنتزعها من أحضاني وأمسح دموعي المختلطة بالكحل العربي الذي أضعه :
      ـــ خلاص يا إمي ، إنت لا تشغلي بالك فيصلو منيح وأنا كمان منيحة والله ما بني شي وميشان برهنلك إنه ما في شي راح كون موجودة بكل الوجبات وكل الطلعات والروحات والجيات وما راح زعلك المهم تكوني راضية أنا مالي غيرك .
      نظرت إلي نظرة رضا وابتسمت باطمئنان ونظرت إليها وتابعت بحرقة :
      ـــ لساتك شايفة إنك ما عرفتي تربي ؟؟؟




      الصرخة الثالثة عشر
      طرقت الباب على جدتي ودخلت مباشرة غرفتها قريبة من الصالة ، وذلك كون صحتها لا تسمح لها بصعود المدرجات وأجدها مشغولة اليوم بخلطاتها فهي تنشغل بها يومي الخميس والجمعة وتترنم إما بالأغاني الشعبية النابعة من مسجلتها أو أن تشدو بنفسها . الدخول إلى غرفتها يريحني اشعر بانني ادخل غرفة أميرة من العهد الأموي تستحم في عطور عربية ومليئة بالأثريات والألوان التقليدية وربما أحب في غرفتها أنها ألفت دموعي دوما .

      ـــ مساء الخييييييييييييييييييييير !!
      وتوجهت أقبل لها رأسها .
      ـــ هلا بالكسولة زين قمتي .
      ـــ ليش مستكثرين علي نومة هاليومين ؟؟؟
      ـــ المهم ما تزعلين إمك .
      ـــ هاو ، أشوف كلكم علي ، وبعد إنت زعلانة ؟؟؟
      ـــ أنا مازعلانة غير منها ومن ولدي ملتهين عنك .
      ـــ لا حرام ، والله إنتي ظالمتنهم ، ألحين أقولها ماعرفتي تربي ؟؟؟
      قالت لي ما أعتقد أحد عرف يربي مثلي .
      التزمت الصمت في إنشغالها بخلطاتها ، كانت تركز بشكل كبير فقلت لها :
      ـــ شو عندك جديد ، أشوفك ملتهية ؟؟
      ــ عندي خلطات (عرسان) .
      ـــ شو ؟؟
      ـــ هذي آخر خلطات ، وعطور ملكية .
      ـــ أشوف أشوف .
      كانت تصف أصناف مختلفة أمامها وتسكب العطور في قوارير صغيرة من زجاج محاط بشبك ذهبي ، والعادة أنها لا تضع أسماء على العطور تعرفها من مجرد النظر ، رفعت احد العطور وقالت :
      ـــ شوفي هذا عطر (ريم) .
      بمجرد أن سمعت إسمي انتابتني دهشة ومددت يدي متوقعة أنه صنع لي بما أنه يحمل إسمي ولكنها أبعدته عني وقالت :
      ـــ قلنا حق العرسان .
      ـــ كيف يعني ؟؟؟
      ـــ يعني ريم تهديه لعريس المستقبل لما يجي .
      اندهشت أكثر ، وبدت علي علامات الاستمتاع والدهشة والتوهان فسحبت أقرب كرسي إلي وجلست وقلت لها :
      ـــ ما فهمت .
      ـــ يعني العطور يلي بأسماء بنات (صبايا) على قولت خوالك رجالية ، وإلي علي أسماء الشباب نسائية ، والعريس يشتري عطر بإسمه يهديه لعروسه ، والعروس تهدي عريسها عطر بإسمها .
      التزمت الصمت والمتعة تغرقني وأنا أتخيل (أحمد) يضع عطر بإسمي ، وبمجرد أن جالت هذه الفكرة في خاطري ابتسمت وقلت :
      ـــ حلو ، عيل أعطيني عطر ريم .
      ـــ وين العريس ؟؟؟
      لما يجي العريس بيكون عندك ؟؟؟
      ـــ يعني شو أنا مالي عطر من خلطات هالإسبوع ؟؟؟
      ــــ قلتلك عطر ريم رجالي .
      ـــ صح والله دار راسي ، زين شو مسوية بعد من عطور ؟؟؟
      قامت وصفت العطور أمامي ووقفت أنا من على مقعدي مستمعة بخلطة هذا الأسبوع أيما استمتاع وبدأت تعدد لي الأسماء :
      ـــ هذا عطر فيصل
      ـــ يعني حق ست الحسن والجمال .
      ـــ إيه صح ، وهذا عطر (نرجس) يعني حق فيصل .
      ـــ واو ....حلو بصراحة استانست ...شو بعد ؟؟
      ـــ هذا عطر محمد ، وهذا عطر أحمد ، وهذا ......
      بمجرد أن سمعت إسم أحمد ماعاد يهمني باقي الأسماء ، المهم أن تبقى عيني حيث يتواجد عطر أحمد حتى لا يغيب عن عيني وسط عطورها المتناثرة الكثيرة وقاطعتها :
      ــ زين أعطيني عطر (أحمد) .
      ـــ وليش ؟؟؟
      توترت ، لاأعرف كيف أخرج من هذا المأزق ورددت عليها بسرعة :
      ــ طيب عطر محمد .
      ـــ وليش ؟؟؟
      ـــ ما عرفت لك يعني عطر ريم ما تريديني أخذ ، وقلتيلي عطر رجالي ، طيب أن ما أريد أخرج= بلا عطر أعطيني يلي تبيه ما بقول لا ، عاد خلطة عرسان وبهالحلاوة وتريدني أنا ريمو حبيبتك أطلع بلا عطر ؟؟؟
      كنت أحاول أن أكسب هذه المعركة فأنا لا أريد سوى عطر (أحمد) ، ولا أتخيل أن تضع إمرأة غيري عطر بإسم أحمد من صنع جدتي ولكن الوصول إليه بات صعبا ،
      ـــ يلا أنا ما عندي أسباب حق أي عطر، بس صدفة وإلا ما بتعطيني ؟؟؟
      ـــ حسبي الله ونعم الوكيل من قال ما بيعطيك طالعة زطية على من ؟؟؟
      ـــ يلا حبيبتي إنت أعطيني عطر فيصل أو جاسم أو محمد أو أحمد أي شيء .
      ـــ زين اختاري وخلصيني شو تبي ؟؟؟
      ـــ يلا أنا ما حفظت كل الأسماء بنشوف بالحروف الهجائية شو عندك بحرف الألف ؟؟؟
      ــــ أحمد ، أيمن ، أنور ، اسامة .
      ــــ زين باخذ عطر فيصل أحسن عطر باسم أخوي .
      ــــ عطر فيصل لا لأنه محسوب .
      ــــ زين وعطر أحمد .
      ـــ عطر أحمد زين ماشي شيليه ، ترى عطر أحمد خلطته غالية ، والغالي يليق بك .
      ـــ إيه حبوتي عاد عسى يجي أحمد .
      ــــ آمين بس لا يجي وتقولين ما أبيه مثل غيره .
      ــــ إنت بس أعطيني العطر وادعيلي .
      كنت في قمة السعادة لأني كسبت الرهان وأن عطر أحمد بات لي بلا شبهات وأن عطر أحمد من الخلطات المميزة عند جدتي ربما شعرت برغبة عارمة في الخروج خارج المنزل لأنني بدت أشعربه ماعاد يسع فرحتي
      وكأنني ملكت (أحمد) في قارورة عطر ، حاولت أن أتمالك نفسي وأنا استلم العطر من جدتي حتى لا تلحظ فرحتي ، وحاولت أن أمثل دور اللامبالي وقبلت يديها وقلت لها وأنا أمد يدي لها :
      ــــ يدتـــــــــــي ؟؟؟
      ـــ شو تبي بعد القارورة بإيدك .
      ـــ يدتـــــــــي ؟؟؟( قلتها بدلال)
      ــــ لا تقولي تبي الخلطة كلها ، أعرفك .
      ـــ تعرفيني ما أحب أحد يستخدم عطر مثلي يلا حبيبتي إنت نور عيوني .
      ــــ خليه لغيرك ويش كثر الأحمدين بالديرة .
      ــــ ما أريد يلا .
      ــــ طيب خليه عندي بس يخلص يلي عندك بعطيك من الباقي .
      ــــ لا عيوني أعرفك باكر بتجي فلانة وبتعطيها وبتقولي نسيت وبصير أشمه عند هذي وهذي .
      ــــ لا ما بنسى .
      فكرة أن تشاركني إمرأة في عطري ليست هي قضيتي ، فقضيتي الآن أن لا تشاركني إمرأة في عطر يحمل إسم أحمد مادام الأمر بيدي يكفي أنني اتقاسم أحمد مع امرأة أخرى ألا يكفي ذلك ، فلأتفرد بعطره إذا .
      كان لا بد من أن لا تكسر جدتي فرحتي وكان يجب أن أصر أمام إصرارها ورددت عليها .
      ـــ زين طيب ، ما أريد عطر أحمد ولا غيره ، وما راح أكلمك ساعتين ، وما بكل ولا بنام ولا بطلع ولا بتكلم
      وزعلانة منك .
      كنت أقولها بدلال مع شيء من الجدية ، فأنا وعدت أمي ومسألة الوعد هذه ستكون قاسية كوني سأعمل جاهدة على أن لا اخلفه ، وانا هنا استغل حب جدتي لي وهي المحاولة الأخيرة وأظنها ورقة رابحة فردت علي :
      ــــ زين خلاص بجيبه بس ديري بالك عليه تراه من الغالي .
      ذهبت إلى خزانة العطور وهي تتمتم :
      ـــ نحن ناقصين بعد تزعلي .

      أخذت أنظر إليها وهي تنتقي القارورة الكبيرة وابتسامة الظفر تعلوني ، وتقدمت مني وهي راضية عني كل الرضا وقالت جملة لن أنساها :
      ـــ كنت أبي أعطيك من البداية ، بس حبيتك تصرين عليها وما ترضي أحد يقاسمك ف حقك ، وتعلمي تاخذي حقك كامل .
      قبلتها بحرارة وخرجت أحمل القارورة مسرعة إلى غرفتي .



      الصرخة الرابعة عشر


      بمجرد أن دخلت غرفتي شعرت كم أنا سخيفة ، لماذا أسعد كل هذه السعادة لحصولي على قارورة عطر باسم أحمد وكأنني امتلكته ولماذا كل هذا الصراع من أجل لا شيء ، وماذا يعني هذا الظفر نظرت إلى هاتفي الذي كان صامتا ويضيء برقم (أحمد) وعادت عبارة جدتي تترددت في مسمعي اقتربت من الهاتف كي اشعر بقربه بقرب الموجات التي تأتي من عنده ، اكتفيت بالنظر إلى الهاتف وبمجرد أن أظلم الهاتف ، اخذت القارورة الكبيرة وفتحتها وسكبتها في تربة نبات الخيزران التي في غرفتي ، وأخذت القارورة الصغيرة ووضعتها في صندوقي المبعثر على أرضية غرفتي وأدخلت محتوياته فيه أغلقته وأعدته إلى مكانه .
      ربما حكمت على أحمد بالموت ، وربما حكمت على نفسي بذلك ، شعرت بضيق شديد ، شعرت بإختناق اشد توجهت إلى طاولتي وفتح الدرج على أحد الدفاتر القريبة من قلبي وأمسكت بقلمي الذي كنت قد تركته على آخر صفحة وسطرت : "اللحظة التي أشعر فيها أنني لا أزال على قيد الحياة ، هي اللحظة ذاتها التي تنتابني فيها رغبة في الموت " ، تم على بعد ثلاثة أسطر كتبت : "لماذا عطر أحمد بالذات ؟؟؟" كعنوان رئيسي في منتصف الصفحة وكعنوان جانبي على حافة الصحفحة اليمنى كتبت "إلى جدتي :" وهممت بالكتابة حين رايت هاتفي يضيء توجهت إليه وإذا بها (زينب) رفعت السماعة :
      ـــ السلام عليكم .
      ـــ هلا وعليكم السلام وينك هاي خامس مرة.....زين رديتي ؟؟
      ـــ هلا زينبو كنت طالعة من غرفتي .
      ـــ اشوة خرعتيني كيف مسوية اليوم ؟؟؟ وكيف نفسيتك .
      ـــ الحمد لله تمام ، وإنتي كيف الدراسة ؟؟
      ـــــ الحمد لله ، خلاص نتجهز حق الامتحانات ، وهواشتها .
      ــــ يا الله على أيام الامتحانات ، تصدقي زينب أحنلها ؟؟؟
      ــــ إيه تحني لأنك عارفة إنك ماراح تمتحني .
      ــــ حبيبتي كل مرحـــلـة ولها صعوبتها ، وحلاوتها ف صعوباتها وراح تحنيلها بس تخلصي
      وبتقولين ريم قالت .
      ــــ يلا نحن في النهاية وبخلص ع الفصل الأول والجو حلو أحسن عن هذاك الصيف .
      ــــ هههههههههههههههههههههههه
      ــــ فديتك ، من زمان ما سمعنا هالضحكة .
      ــــ سكتي مو قبل شوي بهدلتني إمي ، وقدام أبوي .
      ــــ هاو ، وليش ومن متى إمك تهاوشك ؟؟
      ــــ ترا جلست جدية ، فواصلت جديتها في بهدلتي .
      ــــ هههههههههههههههههه، والله وأتخيلك تتبهدلي قدام أبوك هههههههههههههه
      ــــ تضحكين ؟؟؟ زين يا الدبة زين
      ــــ زين ليش شو مسوية ؟؟؟
      ــــ تخيلي ، عرفت إني أحب (أحمد) و ...
      قاطعتني زينب بمجرد أن سمعت إسم (أحمد) وسألتني بخوف :
      ـــ كيف ؟؟؟
      ـــ هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
      هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
      ـــ ريموه وتضحكي .
      ـــ ههههههههههههههههههههههههههه
      ــــ ريموه ؟؟؟
      ــــ صدقتي إنتي بعد .
      بدأت أمسح عبراتي العالقة على محجر عيناي من إثر الضحك ، وأخذت نفسا عميقا ، وبدت الجدية على كلماتي :
      ـــ فديته أنا ( أحمد) ، لو أقدر أخبيه في عيوني وما يشوفه أحد كنت خبيته ، لو أقدر أخطفه ووديه القمر كنت وديته ، لو أقدر انتزعه من الماضي ، واسرقه لي قبل لا يرتبط بأحد ، كنت سرقته ، لو كان بإيدي بس الفانوس كنت قلتله رجعني لورا ، أسرق ( أحمد) من العادات والتقاليد ، أسرقه وأخبيه في قارورة عطر ليما أصير موظفة في المجلة ، لو يا زينب ، بس لو بعدها ببعد القمر !
      استمرت زينب صامتة وهي تسمع كلماتي ولا تنطق بأي كلمة ، ولا نفس حتى هيئ لي أني أتحدث مع نفسي أمام صمتها ، ولكني ولأنني موقنة أنها تسمعني بتمعن ، ولأني أريد أن أتحدث عنه بصوت مرتفع أريد أن أحبه بصوت مرتفع لم اسكت أنتظر ردة فعل وواصلت :
      ـــ تعرفين ، إنت اتصلتي خمس مرات وهو ضعفك ، ومارديت عليه وودي اكلمه ، خايفة عليه ، لأني حاسة إني جالسة اقتله جالسة أدفنه ، جالسة أحبسه في قارورة عطر ،..... لا جالسة اسكبه .
      ـــ ريم ، حبيبتي صايرة أحاتيك كثير ، شو رايك اليوم تطلعي بلمة البنات عادلك كذا إسبوع ما ألتميتي عندنا
      اليوم لمتنا عند (ابتهال) وتقول جايبة بنات من أيام المدرسة ، وشلة الجامعة حلو حماس حبيبتي أريد أشوفكم قبل الاختبارات .
      ـــ تعرفي ما لي نفس بس بطلع علشان إمي بهدلتي علشان الطلعة وعسى لمة البنات تعيدلي طيشي ، وعسى أغير جو شوي ترا مشتاقتلكم بعد موت ومشتاقة اللمة .
      ـــ زين ريموه ضحكي .
      ــــ يلا يلا خليني أصلي وأنزل أتغدى وبضحك غصب ألحين مع إمي .
      ـــ زين نلقتي هناك ؟؟......لا وبتغيري رايك .
      ـــ إيه ....إن شاء الله ما بغير رايي .
      ـــ يلا مع السلامة وسلمي على إمك ولا تزعليها .
      ـــ مع السلامة واصل .
      أكلت حتى هيئ لي بأنني سوف أنفجر ، وضحكت حتى هيئ لي بأني أبكي ، وتكلمت حتى هيئ لي بأنه لا يوجد كلمة في اللغة لم أنطق بها .
      ـــ كانت (سلوى) تقترح تمرني ومعها (عبدالله) ، بس أنا قلت أحسن أنا أمرها وبنروح على طول عند (ابتهال) وارجعها بس نخلص .
      رد والدي بقوله :
      ـــ كذا أحسن ، وبعدين مري على عمك سلمي عليه .
      ــــ إذا ما تأخرنا بمره .
      اقتحمت أمي الحوار وقالت :
      ـــ إيه هيك منيح ، اطلعي وغيري جو .
      أحسست بأني من وجبة الغداء واقتراح جمعة البنات أخذت عشرة علامات كاملة ، قبلت رأس جدتي الصامتة وذهبت إلى غرفتي....



      يتبـــــــــــع /
      /
      /


      دمتم بود
      /

      [B]/[/B]
      [B]/[/B]
      [B]1447[/B]
      [B]/[/B]
      [B]/[/B]
      [B]/[/B]




    • تسلمي الغلا ...........
      ننتظر البقيه ^_^
      .ExternalClass .ecxhmmessage P{padding:0px;}.ExternalClass body.ecxhmmessage{font-size:10pt;font-family:Verdana;}
      ڵنگن اراۆح راقيه ... نتڛامےُ عن ڛفاڛف اڵامۆر , ۆعن گڵ مايخدش نقائنا ، نحترم ذاتنا ۆ نحترم اڵغير ، عندما نتحدث نتحدث بعمق ، نطڵب بأدب ، ۆ نشگر بذۆق ، ۆنعتذر بصدق .. نترفع عن اڵتفاهات ۆ اڵقيڵ ۆاڵقاڵ ، نحب بصمت ۆ نغضب بصمت ۆاذا اردنا اڵرحيــڵ ، نرحـڵ بصمت ..!~
      ஐ๑
    • l.sarab كتب:

      يلا اختي ننتظر البقيه

      مشكووووووووووووووووووووره






      شكرا لك اخي ..اقدر لك جهدك في المتابعه





      hams alward كتب:

      تسلمي الغلا ...........
      ننتظر البقيه ^_^



      اشكرك اختي همس الورد على المرور ... مرورك يجعلني ادخل المنتدى فقط لارى ان كان هنالك من يتبع الروايه ام لا .. شكرا لك





    • الصرخة الخامسة عشر
      بعد صلاة العصر بدأت استعد للخروج ، فتحت خزانتي ، لم تكن لدي شهية لأحد من تلك الأثواب ولم آخذ جهدا في البحث ، خرجت إلى والدتي وطرقت الباب وفتحت لي وهي تلبس ثوب الصلاة ويبدو أنها انتهت توا من الصلاة أمسكت يدها وقبلتها ، وقلت لها : "حرما" فردت علي : "الله يرضى عليك "


      وأحسست أن قدومي يحمل تساؤل فبادرت وقلت لها :
      ــ بدي ثوب من أثوابك .
      استنكرت وأدخلتني الغرفة وقالت لي :
      ـــ خزانتك مليانة ، وعندك كذا ثوب جديد ما لابستهم لسا ، بعرفك ما بتحبي المظاهر .
      ـــ ما اشتهيتهم ، بدي ثوبك الكستنائي .
      تعودت أن أرتدي أثواب أمي كلما أردت كون والدتي لاتزال صغيرة وربما أكون وهي بنفس المقاس ، وكثيرا ما ارتديت أثوابها فتكون علي أحلى فتتنازل عنها وكثيرا ما كنا نخرج مع بعض فهيئ لمعارفي أنها أختي ، وهذا يسعدني إذا ما رأيت الدهشة في معارفي البنات ، ويزعجني إذا ما كانت الدهشة من معارفي الرجال .
      ـــ طيب شوفي الخزانة وإذا بدك شي من اثوابي الجديدة شيلي شو ما بدك .
      وعلى الرغم من روعة أثوابها الجديدة ، وروعة أثوابي الجديدة أيضا إلا أن الثوب الكستنائي هو الذي كنت اشتهيه ولا ثوب سواه فلم آخذ وقتا في البحث مددت يدي وسحبت الثوب وخرجت ،
      برجع شوفك قبل لا أطلع .
      بمجرد أن وضعت الثوب على جسدي خصوصا أني فقدت شيئا من وزني شعرت بالراحة لأنه كان مناسبا كان ثوبا بلا أكمام وقماشه حريري واسع من فتحة الصدر وضيق وواسع من تحت الخصر طويل إلى الحد الذي أحب ووضعت المكياج الذي يناسبه ووضعت العطر الذي أحب وكانت ماري قد جاءت بالبخور و العود ، رفعت شعري وخرجت وأنا أحمل حقيبة يدي ومفتاح السيارة والهاتف النقال والعباءة المغربية بعد أن أغلقت المسجلة على صوت الشاعر حامد زيد .
      وتوجهت إلى أمي وطرقت الباب وبمجرد أن شاهدتني وابتسامة تعلوها قالت :
      ــ بسم الله ما شاء الله عروس حبيبة قلبي ، لك هيك .
      وجذبتني إليها وقبلتني قبلة رضى وجعلتني أدور أمامها حتى تتأكد من كمالي من كافة الإتجاهات وأخذت تقرأ علي المعوذات ، لا أدري لماذا شعرت بأنني عروس بالفعل وسوف أخرج الآن ولن أعود وكنت أمامها منكسة رأسي وابتسامة الخجل وحمرة الخدود ، وتمنيت أن يراني الآن ( أحمد) الذي ما تعود إلا أن يراني بالأسود وكل هذا ما كنت أريد أن أضعه إلا له أما وقد أجبرت فهذا هو وهذه أمنيتي وقالت لي :
      ـــ والله لابقلك كتير ، ديري بالك على حالك ، وسوقي على مهل
      ونزلت بعد أن وضعت العباية المغربية وتحجبت ولبست النظارة الشمسية علي أخفي الكثير من ملامحي وأمي خلفي بالأدعية والوصايا والسلامات ، مررت على سلوى وتوجهنا مباشرة إلى منزل (ابتهال ) ، وبمجرد أن خلعت العباية وسط البنات ، علت الدهشة عليهن سمعت التعليقات التي لم أكن أسمعها من أحد وما كنت أتمنى أن ينظر لي أحد بإعجاب سوى ( أحمد) وتكفيني فرحة أمي بي قبل أن أخرج ولكني بالفعل أمام ذلك الموقف تأكدت أنني أحبهن بشدة وأني أحن إليهن بجنون وبدأنا في تبادل الأحاديث والأخبار كل واحدة منا أصبحت لها حكاية بل حكايات ، كنت أستمع إلى مغامراتهن الغرامية وخططهن المستقبلية والمستجدات وجلست (زينب ) بالقرب مني وكنا بين لحظة ولحظة نتهامس وكانت أكثر همساتنا حول ( أحمد) ونحن نأكل الحلويات والضحك والأحاديث والتعليقات وكل ما تحمله لمات البنات من أسرار .
      كانت منا المخطوبة ومنا المتزوجة ومنا الأم ومنا المنتظرة لقدوم طفل ومنا العزاب ونحن الأغلبية وكان لكل فريق تعصب ضد الفرق الأخرى ، وكلها دعابات واستمعنا لشكوى المتزوجات وشكوى الأمهات وشكوى العاملات وشكوى الجالسات في المنزل ، والخلاصة أن الإنسان في كل الأحوال شاك، واستمرت ( سلوى) في أغلب الأحاديث التي تختص بالمتزوجات صامتة ، حبيبتي كانت بعيدة حتى هيئ لي بأنها سوف تختفي من ناظري إذا ما ذهبت إليها أضمها حتى لا يتسرب الباقي من أمل في فارس الأحلام المجروح وبينما أنا أحيطها بدعواتي الصامتة أجدها تؤشر على صديقنا من أيام المدرسة ( أماني) وهي تنظر إلي وتقول :
      ـــ ريموه ترا ( أماني ) زوجة الأستاذ (أحمد) وهية ألحين بالشهر الثامن .
      أحسست بأن سلوى التي ذهبت روحي قبل قليل إليها بحنان تحضنها ، رمت بي من قمة إفرست بقوة وظلت تنظر لي وأنا أتكسر واصرخ ، ولزمت الصمت وأنا أنظر إلى أماني وأنظر إلى بطنها وأنا أشعر بأن إسم ( أحمد) قد اشعرني بقشعريرة واشعر بــ(زينب) مدت يديها إلى يدي وضمتها بقوة وكانها تستحثني على التحمل وعدم إبداء أي ردة فعل فنظرت إليها ، أتوسلها الهروب إلى داخلها ، أسألها صفعة توقضني من هذا الكابوس المزعج ، وعندما رأت بأن نظراتي سوف تصبح محل شك قالت وهي تكلم ( أماني) :
      ـــ يالله عسى تقومي بالسلامة .
      أماني اذكرها تلك الطالبة الكسولة التي تركن إلى المقاعد الخلفية في أيام الدراسة وتلتزم الصمت أغلب الوقت ، والتي كانت محط غضب المعلمات ، أماني فتاة جميلة كنت أذكرها تقول بأنها لا تعي الدراسة أي أهتمام فعريس المستقبل موجود ، والمستقبل مضمون ، لذلك لم تكن تهتم بالدراسة ، هل يعقل بأن ( أماني) هذه هي التي تقاسمني (أحمد) هل يعقل بأن هذه المرأة التي كنت أفضي لها يوما بأسراري ورأتني بكل حالتي النفسية وبكل انفعالتي وكل طيشي هي ذاتها المرأة التي تمنيت يوما أن تموت ، هي المرأة التي كنت أحسدها لأنها تملك القدرة على مسك يديه ، هي المرأة التي كنت أراه ينزل من سيارتها ، هي المرأة التي يخونها شعوريا معي ، هي المرأة التي يمارس الحب بحرية معي من ورائها هي المرأة التي اخذت انخر في بيتها كالنمل الأبيض ؟؟؟
      ــ وليش السيد ما عنده سيارة كل يوم جايبتيه ؟؟؟
      قالتها سلوى بشيء من الدعابة كون ( أحمد) معروف بأن يهبط يوميا من سيارة تقودها إمرأة ، وربما يشغل ذلك تفكير الكثيرين الذين لا يجرؤون على سؤاله فردت ( أماني) :
      ــ حبيبي ، مو سيارته شايلنها أخوه يروح ويرجع فيها الجامعة ، وأنا جالسة بالبيت أوديه وأجيبه .


      (حبيبي) ؟؟؟ يكفي أنه زوجك ، دعيه حبيبا لي ، بمجرد أن طرحت (سلوى) سيرة (أحمد) أردت الخروج ، ولكن هذه الكلمات زادت رغبتي أكثر فأكثر و(زينب) كانت طوال هذه السيرة وهي تضع يدها على يدي وتحاول أن تغير من الموضوع ولكن لا فائدة وأنا صامتة أكتفي بالصمت بعد أن كنت أتحدث بشهية وضغطت (زينب) على يدي فنظرت إليها وقلت بقسوة بصوت لا يسمعه أحد:
      ـــ تقولك بالثامن وأنا أعرفه من سنة .
      همست بهدوء أكبر :
      ـــ ريموه ، هذه زوجته على سنة الله ورسوله .
      ـــ يعني ما يحبني ، يكذب علي ؟؟؟







      الصرخة السادسة عشر
      عدت إلى المنزل متعللة بأن والدي يريدني أن أمر بعمي قبل الساعة الحادية عشر فخرجت من الساعة العاشرة ، وأخذت ( زينب) ، بينما جلست (سلوى) حتى تنتهي الجلسة على أن (عبدالله) سوف يأتي ليأخذها وكنت أبكي بمجرد أن اصبحنا أنا وهي بعيدتان عن بيت (ابتهال ) وهي تحاول أن تخفف عني ، وأنا لا أزيد ألا انتحابا كلما تخيلت أماني ، وأحمد وكلما حاولت كلماتها أن توقف سيل دموعي ، وطلبت مني أن أنزل عندهم ، فامتنعت كوني بكامل زينتي فتوقفت على جانب الشارع ونظرت إليها وقلت :
      ـــ ليش جيتي معي ؟؟؟ لو جلستي عندهم .
      ـــ أخليك وإنت بهالحالة ؟؟؟ ريم ترا( أماني) زوجته وهذا الشي مهما كان جديد عليك بس مو جديد إن( أحمد) متزوج بغض النظر إذا كانت زوجته تعرفيها وإلا لا ، وبعدين شو سالفتك وحملها ترا يعرفك من سنة بس حبك موت قبل ثمانية اشهر ؟؟؟ حبيبتي لا تظلمي الرجال وما أشوف إنه أساء لك ولا خدعك بشيء .
      لم أتمالك كلماتها ، وأقتربت منها بهدوء ووضعت رأسي على صدرها وسقطت دمعة من عيني وأنا أقول بهمس :
      ـــ ياريتني ما طلعت ، صفعة أبوي أهون علي من صفعة ها القدر .
      وضعت (زينب) يديها على كتفي وربتت عليه بهدوء وقالت :
      ـــ بالعكس ، قولي الحمدلله إنك جيتي لتعرفي إنك تحبي رجال زوج رفيقة من رفيقاتك ، يمكن بتراجعي أمورك ، ويمكن راح تصير المسألة سهلة إنك تتركيه ، وتقنعي نفسك بدافع قوي .
      سقطت دمعة بحرقة على إثر كلماتها ، ربما ممزوجة بخيبة أمل ، فــ(زينب) باتت تصعب علي الأمر ، فالمسألة أصبحت أصعب لا أسهل ومسألة أن أعيش يوما بلا (أحمد) يعني يوما من عداد أيامي في القبر فرفعت رأسي وعدت أدير المحرك وانطلقت أوصلها إلى منزلهــــا وهي التزمت الصمت بينما اكتفيت أنا بدموعي الصامتة وكنت أتمتم لنفسي : " خائن من يدعي حبي وحبها "
      وعندما هبطت (زينب) قالت لي :
      ـــ شوفي ، فتحي تلفونك ، وسوقي بحذر لا تخوفي أهلك عليك ، وبعدين طمنيني عليك لما توصلي .
      اكتفيت بإيماءة وانطلقت إلى المنزل مباشرة وفتحت الهاتف وكالعادة عدد المكالمات والرسائل كثيرة منها من أمي ومنها من (أحمد) ومنها من خالي يوسف ومنها من بعض المعارف لم أفتح أي رسالة ولكني طلبت رقم (أمي) لا أعرف لماذا أحسست في هذه اللحظة بأني في أمس الحاجة لأي كلمة منها ومن أول رنة أجدها ترفع السلامة :
      ـــ لك ريم وينك ؟؟؟
      ـــ حبيبتي أنا هلا بالطريق ، آسفة إمي والله نسيت التلفون مسكر .
      ـــ شغلتيلي بالي ، ليش هيك بديري بالك بالمرة الجاية ماشي إمي
      ـــوصلت وصل (زينب) وهلا جاية .
      ـــ وعمك حبيبتي ؟؟
      ـــ مافي روح لعنده من هون تعبانة ، ومن هون أنا طالعة بزينة ما بيصير بركي بلقى أولاد عمي هونيك ، بخليها مرة تانية .
      ـــ ماشي حبيبتي بس ديري بالك وإنت بتسوقي ، ماشي .
      ـــ إمي والله بحبك .
      ـــ لك يا إمي أنا بموت فيك وسعادتي من سعادتك ، وما بيهون علي حدا ياذيك ولا تأذي حالك ، حبيبتي اقتليني ولا تاذي حالك وكل هالدنيا ما تسوى عندي إبتسامة منك .
      ــ حبيبتي إنت ، بجي وبخبرك اديش انبسطت بالسهرة .
      أغلقت الهاتف ورميت به بالمقعد الذي بقربي ، من أخترع هذا الجهاز المزعج الذي يحمل لنا الكذب ونوصله للآخرين من أخترع هذا الجهاز الذي يبكينا أضعاف مضاعفة لما يضحكنا ، ولكن كلمات أمي كانت لها وقع الثلج على صدري وشعرت بأن حبها لي يكفيني ويكفي الكبرياء الذي أملك ، شعرت بأن الطريق كان طويلا أكثر من أي وقت قد مضى وكانت الأفكار تأخذني إلى خارج الكرة الأرضية وتصطدم بي بالقمر ثم تعود بي إلى نواة الأرض ، وعندما عدت مثلت السعادة وبدأت أروي لأمي أحداث السهرة وحكتها بالكيفية التي تسعدني وهي جالسة تسمعني وابتسامة الرضا والاستمتاع قبلت رأسها واستأذنتها للراحة وكنت عندما أصعد أردد : "لو تعرفين أن هذه السهرة كلفتني الكثير ، لو تعرفين بأن ابنتك التي ذهبت مكسورة القلب ، عادت مسلوبة الروح "
      أخذت حماما دافئا وتمنيت أن تغسل تلك المياه التي نزلت على جسدي هموم قلبي ، تمنيت لو أخرج من مسبحي هذا إلى عالم مثلما أحلم ، إلى عالم مثلما أريد ، أو لأخرج بلا ذاكرة وخرجت وقد بللت شعري ، ولم أكن على استعداد لأن أجففه فأشعلت المدفئة وأشعلت الشموع المعطرة وأطفأت المصابيح وتوجهت إلى هاتفي على مضض وكتبت رسالة إلى زينب :
      " سأبقى قوية ـ أعدك"
      كنت اريد أن أطمأنها أنني بخير ووصلت بخير وتوجهت إلى رسائل خالي كان يسأل عني وعن أخباري فبعثت له رسالة أيضا :
      " يؤلمني أن تصل كلماتك وأنا لاهية ، مساؤك زهر ليلك مدلل " ،
      كنت أريد أن يحدثني إن كان مستيقظا ، وأنا أعرفه في أيام العطلة لا ينام باكرا، باقي المعارف رأيت بأن الرد لن يكون من اللائق إلا غدا فالوقت بات متأخر جدا ، وترددت كثيرا في أن افتح رسائل ( أحمد) وكنت أمني نفسي بأنه يجب أن أمسحها قبل أن أقرأ محتواها ، ولكني لم أقوى على ذلك فأنا بت مدمنة أحمد ، وبت أعذر أي شخص يدمن على صعوبة الترك قد نحاسب على البداية ولكن لا نحاسب على عجزنا للوصول إلى النهاية فتحت رسائله وشبح ( أماني) يتراءى أمامي وبدأت دقات قلبي تتسارع وأنا في معطف ترددي يظهر لي رقم (أحمد) يتصل بك .





      يتبـــــــــــع /
      /
      /


      دمتم بود
      /
      /
      /
      1447
      /
      /
      /



    • انتظر البقيه أختي ...........^_^
      .ExternalClass .ecxhmmessage P{padding:0px;}.ExternalClass body.ecxhmmessage{font-size:10pt;font-family:Verdana;}
      ڵنگن اراۆح راقيه ... نتڛامےُ عن ڛفاڛف اڵامۆر , ۆعن گڵ مايخدش نقائنا ، نحترم ذاتنا ۆ نحترم اڵغير ، عندما نتحدث نتحدث بعمق ، نطڵب بأدب ، ۆ نشگر بذۆق ، ۆنعتذر بصدق .. نترفع عن اڵتفاهات ۆ اڵقيڵ ۆاڵقاڵ ، نحب بصمت ۆ نغضب بصمت ۆاذا اردنا اڵرحيــڵ ، نرحـڵ بصمت ..!~
      ஐ๑
    • 1447 كتب:





      شكرا لك على مرورك الطيب


      عاشقه هذه روايه وهي طويله نوعا ما

      صدق بمشاركتكم تحفزونني على عدم الانسحاب[/align]



      وليش الانسحاب~!@n

      احنا ننتظر بقية الرواية...

      لا تتأخري...|a

      وشكرا على تواجدك والحلو

    • الصرخة السابعة عشر

      من خالي يوسف :
      " افتحي الماسنجر لحاكيك إذا كنتي لساتك ما نمتي "
      توجهت إلى جهاز الحاسب الآلي مسرعة وفتحت الماسنجر وجدت (زينب) وخالي أيضا فتحدثت في البداية عند (زينب)
      وقلت لها :
      ـــ بجلس أكلم خالي وبعدين أكلمك وإذا تأخرت أكلمك بكرا أريدك
      ـــ تمام
      وكان خالي قد بعث أكثر من حوار .
      ـــ لك وينك ؟؟؟
      ـــ هلا خالو أنا هون ، كيفك وشو عامل ؟؟
      ـــ الحمد لله كل شي تمام ، بس إمك حاكتني إنك طالعة عند رفقاتك وما حاكيتيها وهي بتحكيك وكله تعذر !!!
      ـــ أها ، ميشان هيك متلفن وباعث مسجات ؟؟؟
      ـــ الله يسامحك ، مو هية كانت خايفة عليك ....خير ؟؟
      ـــ بتعرفني بنسى الموبايل مسكر هاي كل القصة وواصلة من شي ساعة .
      ـــ كيف كانت اللمة ؟؟؟
      ـــ ................................
      ـــ ...............................
      ـــ إنته شو عمب تعمل ؟؟؟
      ـــ جالس اعمل امتحانات للطلبة وكمل العلامات الصفية .
      ـــ وأخبارك والحب ؟؟؟
      ـــ لك لو الحب ينوصف لو بينشرب لو بيتاكل ، بتعرفي ؟؟؟
      ـــ لو شو ؟؟؟
      ـــ لو ينشرب كنت ذوقتك منه ميشان تعرفي أديش طعمه حلو ، وكلما تعذبت فيه كلما كان أحلى .
      تراجعت في مقعدي وأنا أقرأ هذه العبارة أكثر من مرة في اللحظة التي تصلني فيها رسالة من أحمد يقول فيها :
      (أحب استعمارك لي )
      أخذت الهاتف وقبلت شاشته وقلت : ( أقسم بالله أحبك اليوم أكثر )
      فكلماته خففت من ألمي ، حديثه معي في الهاتف خفف الكثير ....لو يعلمون ...
      وعدت أكتب إلى خالي :
      ـــ مابدي ذوق شي ، تعذبو لحالكم وتمتعو لحالكم ، الله يبعد عنا الحب وبلاويه !!!
      وبعثت إلى زينب :
      ـــ خالي يريد يذوقني الحب ، يريد يرويني كيف إنه حلو !!!!
      ـــ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
      ـــ بعدين أكلمك .

      وخالي كتب :
      ــ تصطفلي ، خبريني شو صار عند رفيقتك ؟؟؟
      ـــ أنو رفيقة خالو ؟؟؟
      ــــ يلي بتحب رجال متجوز ؟؟؟
      أين أذهب من سؤاله هذا وماذا أرد عليه ، وأي رد سوف يكون منصف لي ولأحمد وللحقيقة ؟؟؟
      ودخل أحمد أيضا الماسنجر وأصبحت الآن متوترة أكثر وعدت إلى (زينب) وبعثت لها :
      ـــ زينب خالي يكلمني ، و(أحمد) داخل !!!
      ـــ لا تردي على أحمد كالعادة .
      ـــ خايفة
      ـــ لا تخافي ، فديتك وعدتيني تظلي قوية .
      زادتني كلماتها قوة وتوجهت إلى خالي والذي كتب لي أكثر من مسج :
      ـــ ريموه وينك ؟؟؟
      ـــ خالو اكتشفت إنه متجوز رفيقتها !!!
      ــــ مسكينة هالبنت ليش الأمور عندها هيك مشبوكة وهي بتصعب .
      كان الفضول يأكلني لأقرأ أحاسيس (أحمد) ، ولكني لا أريد أن اترك خالي فتحت أقرأ لأحمد وكانت كلماته كالعادة تفوح منها رائحة الحب الطاهر ، بل وتفرح منها رائحة العذاب الذي يتحدث عته خالي وهنا أحسست بالفعل بتلك الحلاوة التي يحدثني عنها ، كان يحبني بجرأة وبحرية ،
      بدأت أبعث نسخة من كلامه إلى (زينب ) ، وأعود أتحدث إلى خالي وقلت له :
      ـــ خالو ، إدعيلها الله يفك لها همها ، ويحقق لها يلي فبالها
      ادعيلي إنه تنحل أمورها .
      ـــ لك والله بدعيلها أصلا من يوم حكيتيني عنها وهية شاغلة بالي .
      ـــ وهو ؟؟؟
      ـــ هية وضعها أصعب ، هو ع القليلة متجوز ومشي حياته ، بس أنا بقول إذا كان بيحبها عن جد فوضعه كمان مو سهل بنوب خصوصا إنه عنده أولاد ومن بنت عمه ، هاد و إذا كانت تحبه وما شايف منها شي مو منيح .
      كنت كلما شعرت بأن كلمات خالي تنغرس خنجر في داخلي أنتقل إلى زينب وجدتها تكتب :
      ـــ كل هذا وتقولي ما يحبك .
      وعدت إلى (أحمد) وأخذت نسخة من كلماته وحفظتها في الملف الذي خصصتها له وحده خصوصا أنه خرج بعد أن سطر تلك الكلمات ، وعدت إلى (زينب ) وكتبت :
      ـــ يحبني ؟؟؟إيه يحبني بكل هالجرأة ، وتريديني انساه وتفكريني أقدر ، (زينب) هذا ولا شي أنا ما أحب أقريك كل شي ، بس اليوم قريتك علشان تعرفي ليش أنا ما أقدر اترك شخص أنا صرت أحسه خرج مني وأنا خرجت منه .
      ـــ بس بجد جريء .
      فتحت عند خالي ووجدته يكلمني عن خالي (ماجد) فرددت عليه :
      ـــ إنته من متى ما حاكيت أخي (فيصل) ؟؟؟
      وعدت إلى زينب ورددت عليها .
      ـــ زمان كنت أقول خيانة ، وألحين صرت أقول حرية ليش المسميات عندنا تتغير ؟؟؟
      ـ .......................
      ـــ الحقائق يمكن تكون وحدة ، لكن نحن نغير المسميات على حسب وضعنا ورغباتنا .
      ـــ .......................
      ـــ (زينب) ، أحبه وشو ما صار .
      تصبحي على خير .
      وعدت إلى خالي واستمررت أتحدث معه نصف ساعة وبعدها حثني على النوم تركته وأطفأت الشموع ونمت .



      /
      /
      يتبـــــــــــــــــــع / /
      /




      دمتم بود
      /
      /
      /
      1447

      /
      /
      /