سوانح 13

مواضيع مختلفة

  • في مجتمعنا العربي الذي تعاني فيه الديموقراطية وحقوق الإنسان البؤس والفجيعة يكون الكاتب مضطرا ومدفوعا لأن يفرض على نفسه رقابة ذاتية تهيب به وتمنعه من ولوج أبواب محرمة ،ومن النبش في مسائل وقضاياغير مسموح له بالخوض في الحديث عنها ، والجهة التي تقف وراء هذا الوضع الاستثنائي الذي يعيشه الكاتب هي الجهة التي ترعبها حرية التفكير والتعبير.
    الكاتب عندنا في العالم العربي غير محصن بما فيه الكفاية حتى يكتب ويقول كل ما يريده،ولذا فهو في صراع دائم ومستمر مع ضميره ،لأنه يريد كتابة تضمن له المصداقية لدى القارئ من جهة ،لكنه من جهة ثانية يخشى أن يدفع ثمن هذه المصداقية باهظا.
    وتتجلى الرقابة الذاتية لدى الكاتب العربي عموما في أمور منها أن يلجأ إلى أسلوب التقية ،فيضمر ما يجب أن يبوح به ،ويخفي ما ينبغي أن يظهره ،ولا يسمح لنفسه أن يذهب بعيدا في تحليل أو مناقشة قضية مهمة خاصة إذا كانت هذه القضية ذات حساسية خاصة ،سواء عند عامة الجمهور أو عند الدولة .
    كما تتجلى رقابته الذاتية في أن يعتمر قبعة الاستخفاء ،فلا يظهر في" المناقشات الحامية
    [إقرأ المزيد]
  • الأدب العظيم هو الأدب الذي ينبع من روح الأمة التي أنجبته ،إن كل من يقرأ لعظماء الأدب يجد روح أممهم ما ثلة في كتاباتهم.
    أما الأدب السخيف - وهو أدب ردئ بكل المقاييس - فهو الذي يضع روح أمته في جانب لينزوي هو في جانب آخر مقابل وربما معا كس،فهو لا يلتزم بالقضية الإنسانية ولا بالدفاع عن القيم النبيلة ولا بالتطلعات الطموحة لسواد الشعب،ولا يكلف نفسه عناء حماية المكتسبات التي تضع مصلحة الوطن والمواطنين فوق كل اعتبار،وتجعل منها مبدءا غير قابل للمساومة.ولذا كان التاريخ يأبى وهو محق في ذلك أن يحتفظ في سجله للأجيال القادمة بمثل هذا الأدب،وحتى لو فعل لكان ذلك من باب ضرب الأمثلة على سخافة وانحطاط أدب لشخص أو طبقة أو أمة في عصر من العصور.
    الأدب العظيم أدب أصيل تتجلى فيه روح الأمة بكل وضوح،فنحن مثلا حين نقرأ طاغور تطالعنا من خلال قصائده روح الأمة الهندية بإرثها الحضاري الضخم،وكذلك الأمر بالنسبة للوركا والأمة الإسبانية والمتنبي والمعري والأمة العربية،وملتون والأمة الانجليزية...إلخ...إلخ...
    إننا لا نكاد نجد أديبا عظيما إلا ونجد فيه الإنتماء التام
    [إقرأ المزيد]
  • في شاشة عيني
    ليس هنالك غير سمادير
    تجوب عراء الأرض،
    ما يبقى ليس الوردة
    أو عطر الأقدام على ناصية
    الفرح العابر
    ما يبقى هو الوخز اللابث في الأعماق
    إذا استيقظ يوما قمر
    لكن لم يلق سوى الريح تحاصره،
    هو الوقت
    يغازل حبل العمر
    بما في عضد السكين
    من الحدة
    يقضمه
    يدرسه
    يذريه
    حتى آخر رمق يسكن فيه،
    ما الفائدة إذاً
    لو كان الوجه الآخر للوقت
    بطعم الناي
    وكؤوس الخمر
    وقينات الخلفاء العباسيين
    وحتى بقرارات البيت الأبيض
    وعجائب أروقة الأمم المتحدة،
    ما يبقى ليس الوردة
    أو عطر الأقدام على ناصية
    الفرح العابر
    يبقى الشاعر
    يعتقل القبح
    ويسمل أعين بطش طواغيت العصر
    وحين تقول قصيدته للظلم:
    كفى. [إقرأ المزيد]