قصيدة و قراءة



  • قصيدة و قراءة
    1ـ القصيدة:
    سكارى بالكرة
    شعر:مصطفى معروفي
    نظـلُّ بهـا علـى وهْــمٍ سـكـارى***و قد أغـْرتْ بنـا كسـلَ النفـوسِِ
    إلـــى أعـــداءَ قـسْــرا حـوَّلـتْـنـا***و أحيـتْ بيننـا حـربَ البسـوسِ
    دهـاقـنــةُ الـسـيـاسـةِ عـلـمـونـا***بتضخيـمٍٍ لهـا خفـضَ الـرؤوسِ
    و قـالـوا فـوزنــا فـيـهـا كـفــوزٍ***على إسْريلَ في حـرب ضـروسِ
    علينـا كـم وكـم ضحكـوا بمـكـر***و لكـن مـا استفدنـا مـن دروس
    ألا يـــا أمـتــي هــبِّــي وقــوفــا***لـقـد أكـثـرْتِ إدمــانَ الـجـلـوسِِ
    عجـبـت لأمــةٍ سـكـرى كـــراتٍ***و يسْكنُ بعضها بين الرموسِ /
    2 ـ القراءة:
    بقلم الأستاذ عبد الرحمن منصور
    أهلاً اخي مصطفى:
    قصيدة رغم قلة ابياتها إلا أن هناك الكثير مما نستطيع قوله عنها
    أشرت فيها لبعض الأحداث المؤسفة التي حدثت مؤخرا في الساحة الرياضية العربية
    كما اشرت الى بعض السلبيات التي أوجدتها كرة القدم على وجه الخصوص في المجتمع العربي
    والتي هي اساسا كانت من أهم أهداف الساسة العرب الذين أدخلوا من أجلها كرة القدم إلى الوطن العربي
    كإشغال الناس بأمور تافهة لا طائل من ورائها وصنع نجوم مزيفة وقدوات فاشلة لشباب الأمة
    القصيدة فيها بعض الاسقاطات التاريخية التي وظفت بشكل جيد ومناسب كحرب البسوس
    التي وقعت في الجاهليه بين العرب .. وهاهي اليوم تتكرر وتتجدد مع اختلاف الأسباب
    وقد تكون اسبابنا أتفه بكثير من السبب الذي حدثت من أجلها حرب البسوس
    استخدمت المفعول المطلق " وقوفا " بدل من استخدام فعل الأمر " قفوا "لتعطي للفعل تأكيداً وأهمية قصوى
    وكان الخطر اصبح وشيكاً جداً .. لدرجة أن فعل الأمر اصبح لا يجدي نفعاً فهو يحتاج لبعض الزمن وبعض الوقت كي تحدث الاستجابة
    أما المفعول المطلق فهو لا يقترن بزمن لذلك ستنتقل إلى الفعل مباشرة
    وهذا الاستخدام الذكي
    ذكرني ببيت من قصيدة للشاعر الجاهلي لقيط بن يعمر الإيادي
    حين ارسل بقصيدة طويلة يحذر فيها قبيلته وقومه من دولة الفرس المجوس التي تنوي الإغارة عليهم بغتة
    نستشهد منها بهذا البيت :
    قوموا قياماً على أمشاط أرجلكم *** ثم افزعوا قد ينال الأمن من فزعا
    فقد استخدم المفعول المطلق " قياماً " ليؤكد لقومه أهمية هذا الفعل و وجوب استعدادهم وتنبههم من خطر محدق يوشك أن يحل بهم
    وختمت القصيدة ببيت أراه درتها
    بدأته بتعجب من حالة أمة اسكرها لعب الكرة وهي كناية عن شدة الوله والتعلق والتمسك
    بينما يسكن بعضهم الرموس التي مفردها رمس وهو القبر وهي كناية عن شدة الفقر والعوز والحاجة
    فكيف لأمة لم يجد بعض ابنائها سكناً لهم غير المقابر الموحشة لشدة فقرهم أن تتعلق وتتمسك بأمر تافه لا يجدي نفعا
    العاطفة وإن لم تكن جياشة إلا انها مبثوثة في جميع الأبيات نستشفها من خلال استخدامك المتكرر للـنا الدالة على المتكلمين " حولتنا ، فوزنا ، علينا ...."
    وكذا استخدامك لحرف النداء وياء المتكلم " يا أمتي " بالإضافة لقافية القصيدة التي اخترت لها حرف السين وهو حرف مهموس يجري فيه النفس كما أنه حرف يوحي بالتأسف والحسرة
    هذه قراءة بسيطة متواضعة اخي الفاضل لما جاء في قصيدتك
    قد تصيب وقد تخطئ فهي لا تعدوا كونها وجهة نظر لا أكثر
    دعواتي لك بالتوفيق
    ولك خالص التحية والتقدير.

    639 ﻣﺮﺓ ﻗﺮﺃ