Alwatan كتب:

في المحليات 12 مايو,2018  نسخة للطباعة

أدم ـ من سالم بن خليفة البوسعيدي :
قام المشاركون في الندوة الدولية ( المهلب بن أبي صفرة الأزدي العماني ) أمس الأول بزيارة إلى ولاية أدم شملت مسجد الجامع الذي يعد من أقدم مساجد أدم وأوسعها وأعرقها تاريخيا وعلميا وعمرانيا قام ببنائه الشيخ الأجل محمد بن نوح الأزدي عام 717 هجرية وهو من أعلام أدم عاش في نهاية القرن السابع والنصف الأول من القرن الثامن الهجريين أما صانع المحراب فهو عيسى بن عبدالله بن مسعود البهلاني وكانت أزهى عصور الجامع العلمية في زمن الشيخ العلامة سالم بن عبدالله بن خلف البوسعيدي في النصف الثاني من القرن الحادي عشر الهجري، حيث أقام مدرسة علمية ومكتبة ضخمة توافد إليها الطلاب من جميع عمان وقد خصصت لها مساكن خاصة ، وأنجبت العديد من العلماء وعلى رأسهم الشيخ عمر بن مسعود بن ساعد المنذري صاحب كتاب كشف الأسرار المخفية في علم الأجرام السماوية ، وقد ظل الجامع بمثابة مدرسة تدرس فيه مختلف العلوم الدينية كعلوم القرآن الكريم وعلوم اللغة العربية وعلوم الحديث الشريف والفقه والأدب وشملت الزيارة جولة في انحاء حارة جامع البوسعيد مهد الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي حيث زاروا بيت الإمام وتعرفوا على مكوناته ومرافقه وما يميزه عن بقية بيوت الحارة التي تخضع الآن للمراحل الأخيرة من الترميم الذي تقوم به وزارة التراث والثقافة لتظهر بحلة جديدة تكون قبلة للزائرين للولاية وكان ختام الزيارة هو مسجد المهلبية الذي يقع غرب الحارة والتي بنته هند بنت المهلب بن أبي صفرة عام 104 هجري بعد رجوعها وإخوتها من البصرة الى عمان حيث كان أخوها زياد بن المهلب حاكما على عمان وقد أعيد بناؤه في العهد الزاهر لمونا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – وقد أبدى الزائرون اعجابهم بالعمارة العمانية بجميع مكوناتها مثمنين دور الحكومة الرشيدة في المحافظة على التراث العماني الخالد بكل مفرداته وأنواعه من الاندثار وعلى ملامحه المعماري العماني بصبغته العربية والإسلامية ضمن خطة طموحة في مجال ترميم القلاع والحصون والحارات المنتشرة في أرجاء السلطنة مطالبين وزارة التراث والثقافة بإعادة بناء مسجد المهلبية على ما كان عليه سابقا ليكون قبلة للباحثين والمهتمين بتراث عمان الخالد .