الحج أشهر معلومات

    • الحج أشهر معلومات

      طلبا لاستفادة الأخوة الكرام ونزولا عند رغبة بعض الأخوة سأقوم بإذن الله بانزال حلقات متتابعة تدور حول الحج وشروطه واركانه واعماله ومحظوراته وما اتصل به من أمور تهم المسلم عموما والحاج خصوصا وسأحاول الإختصار قدر الإمكان كي لا يمل القارئ الكريم .
      الحلقة الأولى : ( الحج ، تعريفه وحكمه وتشريعه )
      الحج : ـ بكسر الحاء وبفتحها ـ في اللغة : " القصد " ، يقال حج إلينا فلان : قدم ، وحججت البيت إذا قصدته .
      والشاعر يقول : قالت سليمى تغيرتم فقلت لها لا والذي بيته يا سلمى محجوج
      أما الحج شرعا فهو : " السفر إلى مكة المكرمة بنية العبادة للقيام بالمناسك التي لا تؤدى إلا بالبيت الحرام وما جاوره ".
      وقيل : " الحج عبادة بدنية ومالية أساسها قصد بيت الله الحرام للنسك بأفعال مخصوصة في وقت مخصوص بنية التقرب إلى الله عز وجل ".
      واختصره بعضهم إلى أنه : " قطع المناسك " كما اختاره الشيخ محمد بن يوسف اطفيش رحمه الله .


      حكمه :
      الحج ركن من أركان الإسلام الخمسة المعلومة من الدين بالضرورة وهو فرض واجب على كل مسلم ومسلمة يقدران عليه لقوله تعالى : { ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا }، ومما يدل على وجوبه أيضا قوله تعالى : { وأتموا الحج والعمرة لله } .

      * وهل يجب الحج على الفور أم التراخي ؟!
      اختلاف بين العلماء ، فمنهم من قال أنه على التراخي يؤديه الإنسان في أي وقت من عمره ولا يأثم بتأخيره لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخره فاستدل القائلون بهذا القول بحديث ابن عباس : (( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحج إلا بعد عشر سنين من هجرته ، ولا أنكر على من تخلف عن الحج من أمته )) واستدلال الحديث من وجهين أحدهما فعله عليه الصلاة والسلام في تأخير الحج إلى السنة العاشرة ، والثاني تقريره وهو عدم إنكاره على المؤخرين ، والقول بالتراخي هو مذهب جمهور الإباضية وبه قال الأوزاعي وأبو يوسف والشافعي .
      وقال قوم أنه على الفور أي يؤدثيه الإنسان فور استطاعته ولا يجوز له التأخير ما دام قادرا مستطيعا لا يمنعه عذر شرعي عن أدائه ، وبه قال بعض الإباضية وأبو حنيفة ومالك وأحمد وبعض أصحاب الشافعي ، وأجابوا عن الإستدلال المتقدم : بأنه قد أختلف في الوقت الذي فرض فيه الحج ، ومن جملة الأقوال أنه فرض في سنة عشر فلا تأخير ولو سلم أنه فرض قبل العاشرة فتراخيه عليه السلام انما كان لكراهة الإختلاط في الحج بأهل الشرك لأنهم كانوا يحجون ويطوفون بالبيت عراة فلما طهر الله البيت الحرام منهم حج صلى الله عليه وسلم، وقيل الأظهر أنه عليه الصلاة والسلام أخره عن سنة خمس أو ست لعدم فتح مكة ، وأما تأخيره عن سنة ثمان فلأجل النسيء ، وأما تأخيره عن سنة تسع فلكراهة الأختلاط بالمشركين الذين يطوفون بالبيت عراة والله أعلم ، فتراخيه عليه السلام لعذر ومحل النزاع التراخي مع عدم العذر .
      وحجة القائلين بالفور ما رواه أحمد من طريق ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( تعجلوا إلى الحج ـ يعني الفريضة ـ فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له )) وما رواه ابن ماجه أنه صلى الله عليه وسلم قال : (( من أراد الحج فليتعجل فانه قد يمرض المريض وتضل الراحلة وتعرض الحاجة )) وعن الحسن قال : قال عمر بن الخطاب : ( لقد هممت أن أبعث رجالا إلى هذه الأمصار فينظروا كل من كان له جدة ولم يحج فيضربوا عليهم الجزية ما هم بمسلمين ما هم بمسلمين ).

      · كما أنه مما ينبغي التنبه له : أن الحج لا يجب على المسلم القادر إلا مرة واحدة في العمر كله للحديث الذي يرويه الأمام الربيع من طريق أنس بن مالك قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر ذات يوم فجلس فقال : سلوني عما شئتم ، ولا يسألني أحد عن شيء إلا أخبرته به ، فقال الأقرع بن حابس : يا رسول الله الحج علينا واجب في كل عام ، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمرت وجنتاه فقال (( والذي نفسي بيده لوقلت نعم لوجبت ، ولو وجبت لم تفعلوا ولو لم تفعلوا لكفرتم ، ولكن اذا نهيتكم عن شيء فانتهوا واذا امرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم )) .
      · تاريخ تشريعه :
      اختلف العلماء وقت ابتداء فرض الحج فقيل قبل الهجرة وهو شاذ ، وقيل بعد الهجرة ، ثم اختلف في سنة فرضه فقيل سنة ست للهجرة وقيل سنة خمس وقيل سنة تسع وقيل سنة عشر .
      وقد حج بالناس سنة ثمان للهجرة وهي عام الفتح عتاب بن أسيد ، وحج بهم ابو بكر في سنة تسع للهجرة ، وكانت حجته صلى الله عليه وسلم سنة عشر .
      فالأحوط للإنسان أن يبادر بالحج على الفور مع توفر الشروط والإمكانيات
      فهل قمت بأداء هذه الفريضة أخي القارئ ؟؟
      اغتنم الفرصة الآن فلديك القوة والصحة والمال والآمان والزاد والراحلة ..
      وأخيرا انتظروا الحلقة الثانية ( منافع وفضائل الحج ) بإذن الله تعالى
      إلى اللقاء
    • الحلقة الثانية ( منافع وفضائل الحج )

      أهلا وسهلا بكم أعزائي القراء في الحلقة الثانية ( منافع وفضائل الحج )
      كما تعلمون فانه ما من شيء فرضه الله علينا وأمرنا به إلا وله منفعة ومصلحة ، وما من شيء نهانا الله عنه إلا وكان في فعله مضرة ومفسدة ، علمنا ذلك أو جهلناه ، ومن الفرائض التي أمرنا الله بأدائها ( الحج ) فتعالوا بنا اخواني الكرام ننظر إلى بعض المنافع والفوائد الدنيوية والأخروية التي أودعها الله في هذه العبادة المباركة .
      - يقول الله تعالى : { وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم .. الآية }
      _ ومن هذه المنافع والله أعلم :
      1) غفران الذنوب وتكفير السيئات .
      حيث جاء في الحديث الذي يرويه مسلم والبخاري عن ابي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من حجه كيوم ولدته أمه ) أي نقيا من الذنوب طاهرا من الخطايا .
      2) الحج المبرور يؤدي بصاحبه إلى الجنة .
      جاء في حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ من رواية الإمام الربيع والشيخين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له ثواب إلا الجنة ) والمبرور الذي لم يخالطه إثم ووفيت أحكامه وأداه صاحبه كما طلب منه .
      3) ينفي الفقر .
      فقد روى النسائي والترمذي وصححه عن عبدالله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة ) .
      4) الحجاج ضيوف الله فيكرمهم بإجابة الدعاء وغفران الذنوب وما شاء من الخيرات والكرامات .
      ففي الحديث الذي رواه النسائي وابن ماجه وابن خزيمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( الحجاج والعمار وفد الله إن دعوه أجابهم وإن استغفروه غفر لهم ).
      وفي حديث آخر : ( وفد الله ثلاثة الحاج والمعتمر والغازي ) .
      5) الحج كالجهاد ، بل إنه من أفضل الجهاد .
      فقد جاء في الحديث الذي يرويه الشيخان أن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : يا رسول الله نرى الجهاد أفضل الأعمال ، أفلا نجاهد ؟ قال : ( لكن أفضل الجهاد حج مبرور ) ؛ وروى النسائي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : ( جهاد الكبير والصغير والضعيف والمرأة : الحج والعمرة )
      6) الحج من أفضل الأعمال التي يقوم بها الإنسان .
      حيث روى الشيخان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل : أي الأعمال أفضل؟ قال : ( إيمان بالله ورسوله ) قيل : ثم ماذا ؟ ، قال : ( ثم جهاد في سبيل الله ) ، قيل : ثم ماذا ؟ ، قال : ( حج مبرور ) .
      7) النفقة في الحج تعدل النفقة في سبيل الله .
      فقد روى الإمام أحمد والطبراني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله ، الدرهم بسبعمائة ضعف ) .
      8) لقاء الحاج بإخوانه من المسلمين من شتى بقاع الأرض ومن مختلف البلدان والأقطار ، ويعرف أخبارهم وأحوالهم ويستفيد منهم ويفيدهم ، { وإذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ) .
      9) يرى المكان الذي عاش فيه الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه ويتذكر ما لاقوه من إيذاء ومشقة في سبيل الدعوة فيقتدي بهم ويثبت على منهج الله ويتمسك بتعاليم الإسلام .
      10) يذكره المكان والمناسك والمشاعر بإبراهيم عليه السلام وزوجته هاجر وابنهما اسماعيل عليهم السلام ، ويتذكر طاعتهم المطلقة وانقيادهم التام وإذعانهم الكامل لله سبحانه وتعالى وتسليمهم الأمر لله في قوة إيمانية عجيبة وتقوى لله ليس له حدود ، فيجعل ذلك نبراسا يسير عليه وطريقا يتبعه ومنهجا لا يحيد عنه .
      11) برؤيته لتلك المشاهد وتلك العرصات الطيبة وذلكم اللباس الواحد الشبيه بالكفن ، يتذكر الموت وبغتته فيحرص عل طاعة الله ويبتعد عن معصيته ، ويتذكر عرصات يوم القيامة وشدته فيستعد له ويحرص على أن يعطى كتابه بيمينه .
      12) يحقق فيه الإنسان معنى العبودية المطلقة والخضوع التام لله تعالى من خلال طوافه بالبيت وهو من الحجر وتقبيله الحجر الأسود ، وسعيه بين الصفا والمروة وهما جبلان من حجر ، ووقوفه على عرفه وهو من حجر ورميه الجمار بحصيات يرمي حجرا بحجر ، إلى غير ذلك من المناسك التي لا ندرك كنهها ولا الحكمة منها ، إلا أننا نفعلها طاعة وامتثالا لأمر الله ورسوله ، يقول عمر بن الخطاب عندما أراد أن يقبل الحجر الأسود ـ فيما معناه ـ : ( والله إني اعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك ) .
      13) موسم الحج من أعظم المواسم التي يجتمع فيها المسلمون من كل بقاع الأرض ، فهذا حث على اتحاد المسلمين ودليل على الوحدة الإسلامية ، وأن المسلمين ينبغي أن يكونوا يدا واحدة .
      14) يجوز للحاج أن يبيع ويشتري في الحج { ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم } ، فلا باس ان يتاجر فيما اباح الله عز وجل على أن لا تشغله تجارته عن أداء المناسك وعن ذكر الله ، وليبعد نفسه عن الجدال والخصومة { الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج } .

      أخي القارئ الكريم هذا غيض من فيض من منافع الحج العظيمة ، أبعد هذا تطيب لك الحياة قبل أن تؤدي هذه الفريضة المباركة ، لتنال هذه الخيرات والبركات الكثيرة ؟؟ ! أوَلست تطمع في مغفرة ذنوبك وتكفير سيئاتك ودخول الجنة ؟! إذا فبادر قبل فوات الأوان وتصدع الأركان ...
      وأترككم الآن في حفظ الله ورعايته على أن ألتقي بكم في الحلقة الثالثة : ( شروط الحج ) فإلى اللقاء ..
    • الحلقة الثالثة ( شروط الحج )

      مرة أخرى أرحب بكم اخواني القراء في حلقتنا الثالثة ( شروط الحج ) فتعالوا بنا نبحث في هذا الأمر :
      اتفق الفقهاء على انه يشترط لوجوب الحج وصحة أدائه شروط ، إذا لم تتوافر في الشخص لم يصح منه الحج ، أو لم يجب عليه أداؤه ، وهذه الشروط هي :
      1) الإسلام :
      فلا يصح الحج من غير المسلم ولا يقبل منه ولا يؤجر عليه والإيمان شرط في قبول الأعمال ، وإن حج الإنسان وهو كافر ، ثم أسلم لزمته حجة الإسلام لقوله عليه السلام ـ في الحديث الذي يرويه الإمام أحمد : ( أيما أعرابي حج ثم هاجر ( أسلم ) فعليه حجة أخرى ) .
      2) التكليف ، ويتحقق بأمرين :
      أ- البلوغ : لما رواه أبو داؤود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( رفع القلم عن ثلاثة : عن الصبي حتى يحتلم ، وعن النائم حتى ينتبه ، وعن المجنون حتى يفيق ) ، فإن حج الصبي كان حجه ذلك نفلا له أجره ، ولزمه بع بلوغه فرض الحج ، لما رواه أحمد والطبراني من طريق ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال : ( أيما صبي حج ولم يبلغ الحنث فعليه حجة أخرى ) ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما : أن امرأة رفعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيا ، فقالت : ألهذا حج ؟ قال : ( نعم ولك أجر ) حيث ذهب اكثر اهل العلم على أن الصبي يثاب على طاعته وتكتب له حسناته ويؤجر وليه على تعليمه لحديث الرسول عليه السلام السابق .
      وروى أحمد وابن ماجه عن جابر ابن عبدالله ـ رضي الله عنهما ـ قال : ( حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنا النساء والصبيان ، فلبينا عن الصبيان ورمينا عنهم ) .
      ب- العقل : حيث يسقط الحج عن المجنون إلا إذا افاق وشفي من جنونه للحديث السابق الذي رواه أبو داؤود ، وحيث أن العقل هو مناط التكليف فإذا فقد العقل سقط التكليف .
      3) الحرية : حيث لا يصح حج العبد إلا بإذن سيده أو بعتقه ، فالحج عبادة بدنية ومالية تطول مدتها ، فيحتمل معها تضييع حقوق السيد في الخدمة ، هذا فضلا عن أن العبد لا يملك المال ، وروى الحاكم والطبراني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أيما عبد حج ثم أعتق فعليه أن يحج حجة أخرى ) ، فالحج لا يحب على الصبي والعبد لكن إذا حجا صح منهما ، ولا يجزئهما عن حجة الإسلام ( الفريضة ).
      4) الاستطاعة : لقوله تعالى : { ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن الكافرين } ، وقد اختلف الفقهاء في معنى الإستطاعة وبما تتحقق !
      وعلى أية حال فإنها تتحقق بما يأتي :
      أ- أن يكون المكلف صحيح البدن ، فإن عجز عن الحج لشيخوخة أو مرض مزمن ، لزمه أن يؤجر غيره نيابة عنه إن كان لديه مال ، وسيأتي تفصيل ذلك ، وإن لم يكن ذا مال سقطت عنه .
      ب- أن تكون الطريق آمنة ، بحيث يأمن الحاج على نفسه وماله وأن لا يوجد ما يمنع الناس من الذهاب إلى الحج كالحبس والخوف من سلطان جائر يمنع الناس منه .
      ت- القدرة المالية : وهي أن يمتلك الزاد الكافي ، والراحلة التي تبلغه إلى بيت الله وترجعه إلى أهله ، لقوله عليه السلام : ( الاستطاعة زاد وراحلة ) ويكون المال زائدا عن حاجاته الأصلية ، وكافيا لنفقة عياله مدة غيابه ، حتى يرجع من حجه ، ويجب ان يكون المال الذي ينفقه في شؤون حجه حلالا ، حيث لا يقبل منه حج ولا يجزئه أن حج بمال حرام ، لقوله عليه السلام : ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ) ، وللحديث الذي يرويه الطبراني من طريق أبي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال : ( إذا خرج الحاج حاجا بنفقة طيبة ، ووضع رجله في الغرز فنادى لبيك اللهم لبيك ، ناداه مناد من السماء : لبيك وسعديك ، زادك حلال وراحلتك حلال وحجك مبرور غير مأزور ، وإذا خرج بالنفقة الخبيثة فوضع رجله في الغرز فنادى : لبيك اللهم لبيك ، ناده مناد من السماء : لا لبيك ولا سعديك ، زادك حرام ونفقتك حرام وحجك مأزور غير مأجور ) .
      5) وجود المحرم أو الزوج للمرأة ، لقوله عليه الصلاة والسلام : ( لا يخلون رجل بأمرأة إلا مع ذي محرم ، ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم ، فقام رجل فقال : يا رسول الله إن امرأتي خرجت حاجة واني اكتتبت في غزوة كذا وكذا ، فقال انطلق وحج مع امرأتك ) رواه مسلم ، وقد أجاز فريق من العلماء للمرأة أن تحج حجة الفريضة دون النافلة مع نسوة ثقات ، إذا لم تجد الزوج أو المحرم من الرجال الذي سيذهب معها
      وتستأذن المرأة زوجها في الخروج إلى الحج الفرض فإن أذن لها خرجت وإذا لم يأذن لها خرجت بغير إذنه بشرط أن تكون مع محرم ، ، لأنه ليس للرجل منع أمرأته من حج الفريضة ، لأنها عبادة وجبت عليها ، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .
      ** يجوز للمسلم أن ينيب من يحج عنه إذا كان عاجزا عن الحج بنفسه لشيخوخة أو مرض أو ضعف ، مع وجود المال ، كذلك يجوز للشخص أن يؤجر من يحج عن وليه الميت إن أوصى بذلك أو أراد أن يتطوع هو بالنفقة للحج عنه بعد موته ، لما رواه أبو دأؤود من طريق ابن عباس عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه سمع رجلا يقول : لبيك عن شبرمة قال : ( من شبرمة ؟ ) قال : أخ لي أو قريب لي ، قال : حججت عن نفسك ؟ قال : لا ، قال : ( حج عن نفسك ثم حج عن شبرمة )
      ويشترط فيمن يريد الحج عن غيره أن يكون قد حج عن نفسه أولا ، وأن يكون قادرا أمينا عارفا بأحكام ومناسك الحج ، رجلا كان أو امرأة .
      ولا شك أن الأجرة تجوز في ذلك على حسب ما يتفق عليه الطرفان .
      أخيرا أخي القارئ هل أنت ممن تنطبق عليه هذه الشروط ؟! أن كنت كذلك فعلما التهاون والتكاسل ، فهيا قم واستعد من الان لأداء تلك الفريضة ، وفي الحلقة الرابعة سأريك كيف تستعد للحج ( الاستعداد للحج ) فإلى ذلك الحين أترككم في حفظ الله ورعايته ، وإلى اللقاء ..
    • ألف شكر للأخ المياس والأخ مسقطاوي على تشجيعكما ، فلم أقم إلا بالواجب وفوق ذلك فأنا مقصر جدا
      وأرجو المعذرة على بضاعتي المزجاة ،
      والشكر كذلك موصول لكل من يريد أن يستفيد من اخواننا القراء بهذا الموضوع .
      تحياتي للجميع .
    • الأخت العاقلة جزاك الله خيرا
      ومعذرة فقد بدأتِ ردك بالمسك وختمتيه بالبعر كما يقال ...


      بدأتِ بالوردة ، وأنهيتي بالسيجارة :D

      فإن هذه $$e تؤدي إلى هذه $$d
      أليس كذلك يا عقووووولة $$f
    • الحلقة الرابعة (الاستعداد للحج )

      هاهو لقاؤنا ـ أحبائي القراء ـ يتجدد مرة أخرى في حلقتنا الرابعة ( الاستعداد للحج ) ، فكأني بك ـ عزيزي القارئ ـ وأنت في اشد الشوق للوصول إلى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج ، وتحاول الاستعداد من الآن فنعم النية الصالحة هذه ، فأليك ما ينبغي لك فعله ( من كتاب الحج المبرور / وزارة الأوقاف ، ببعض تصرف ) :
      1) إخلاص النية لله وحده : فلا يجوز أن يقصد بالحج غير وجه الله تعالى ، وعلى الحاج أن يحذر من أن يقصد بالحج الرياء والسمعة ، فإن ذلك محبط للعمل .
      2) التوبة من جميع الذنوب : فلا ينبغي الذهاب إلى الحج وصحائفك ملطخة بالذنوب ، فيجب أن تتوب توبة نصوحا ، وشروط التوبة :
      - الندم على فعل المعصية .
      - الإقلاع عن الذنوب .
      - العزم على عدم فعل المعصية طيلة الحياة .
      - المسارعة برد المظالم لأصحابها إلا أن يعفوا عن ذلك ، وإن لم يجد أحدا من أصحابها أو ورثتهم أعطاها الفقراء والمساكين .
      3) قضاء الدين : فقد روى الترمذي عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قال : ( نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه ) ، إلا إن يوثق الدين ويكن له وفاء في ما ترك من أموال .
      4) التخلص من التبعات التي عليك للناس ، ورد الودائع والأمانات إلى أهلها .
      5) الوفاء بالنذر وتكفير اليمين .
      6) صلة الرحم وبرهم والإحسان في معاملة الأقربين والجيران وطلب العفو والصفح منهم .
      7) ترك الجدال والخصام ، وصون اللسان عن الغيبة والنميمة والسب والشتم ، وصون جميع الجوارح .
      8) إعداد النفقة لمن تلزمك نفقته من يوم سفرك وحتى عودتك .
      9) أخذ ما يكفي من المال الحلال الطيب ، لنفقات الطريق وأداء المناسك وجميع المستلزمات ذهابا وإيابا من غير تقتير أو تبذير .
      10) الإقبال على الله بقلب سليم لا غل فيه ولا حقد ولا بغضاء .
      11) التفقه في أحكام الحج والعمرة ، وأحكام القصر والسفر قبل الخروج لأداء هذه العبادة ، وذلك حتى تؤدي جميع المناسك على علم وبصيرة ، ( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ) .
      12) استحباب كتابة الوصية وما لك وما عليك من حقوق وديون والإشهاد عليها .
      13) اختيار الرفقة الصالحة للسفر ، وليكن مع جماعة من المسلمين لأن ذلك أدعى للآمان والاطمئنان .
      14) يستحب له قبل خروجه أن يتخلص من فضلات البدن كشعر الإبط والعانة والأظافر والشارب ، والنظافة العامة على أية حال .
      15) يأخذ ما يكفيه من اللباس وما ينام عليه من فرش وما يتدثر به عن البرد أو الحر .
      16) عند خروجه يسلم على أهله ويودعهم ، ولا ينسى دعاء السفر عند ركوبه ما يوصله إلى بيت الله الحرام فيقول : ( الله أكبر الله أكبر الله أكبر سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون ، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى و العمل بما ترضى ، اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو لنا الأرض ، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في المال والأهل والولد ، اللهم اصحبنا في سفرنا واخلفنا في أهلنا )
      فاهتم أخي الحاج بهذه الأمور في رحلتك المباركة هذه ، حتى تؤديها على أكمل وجه ، وحتى يتقبلها الله منك ، والآن أنركك عزيزي القارئ في رعاية الله وحفظه إلى أن نلتقي مرة أخرى في الحلقة الخامسة ( أنواع وأركان الحج ) . ف

      إلى اللقاء ..
    • الرسالة الأصلية كتبت بواسطة:الطوفان
      الأخت العاقلة جزاك الله خيرا
      ومعذرة فقد بدأتِ ردك بالمسك وختمتيه بالبعر كما يقال ...


      بدأتِ بالوردة ، وأنهيتي بالسيجارة :D

      فإن هذه $$e تؤدي إلى هذه $$d
      أليس كذلك يا عقووووولة $$f

      :D :D :D :D والله صدقت وصدقت وصدقت....بس هذا توقيعي
      تحت كل رد لي متعوده أسويه:D
    • الرسالة الأصلية كتبت بواسطة:الطوفان
      الأخت العاقلة جزاك الله خيرا
      ومعذرة فقد بدأتِ ردك بالمسك وختمتيه بالبعر كما يقال ...


      بدأتِ بالوردة ، وأنهيتي بالسيجارة :D

      فإن هذه $$e تؤدي إلى هذه $$d
      أليس كذلك يا عقووووولة $$f

      :D :D :D :D والله صدقت وصدقت وصدقت....بس هذا توقيعي
      تحت كل رد لي متعوده أسويه:D

      مع تحياتي
      عقوووووولة
      أخت الجميع$$e
    • يا العاقلة العادة إذا كانت سيئة يجب تغييرها
      وما يصح الإصرار عليها ، وا موه تقولي ؟!
      ( ليس العيب أن تخطئ ، ولكن العيب أن تصر على الخطأ )
      وتغيير التوقيع ممكن ، بل وأفضل لأنه في الغالب يدل على شخصية صاحبه
      كذاك شيه ياالعاقلة ؟!:mad:
    • الحلقة الخامسة ( أنواع وأركان الحج )

      مرحبا بكم إخواني الكرام في حلقتنا الخامسة ( أنواع وأركان الحج ) ، حيث لا بد لمريد الحج أن يختار نوع الحجة التي يريد القيام بها والإحرام لها ، فإما أن يكون متمتعا ، وإما أن يكون مقرنا ، وإما أن يكون مفردا ، ولربما جهل كثير من الناس هذا الأمر ، حيث أن لكل نوع حكمه فينبغي التنبه لهذا الأمر ، وكل هذه الأنواع مجمع على جوازها ، فقد روى الشيخان والإمام أحمد والإمام مالك عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ( خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حجة الوداع ، فمنا من أهل بعمرة ومنا من أهل بحج وعمرة ومنا من أهل بالحج ، وأهل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحج ، فأما من أهل بعمرة فحل عند قدومه ، وأما من أهل بحج أو جمع بين الحج والعمرة فلم يحل حتى كان يوم النحر ) وإليكم بيان ذلك :
      1) التمتع : وهو أن يجمع بين الحج والعمرة في عام واحد بإحرامين منفصلين من غير أن يعود إلى أهله ، فيحرم أولا من الميقات بالعمرة في أشهر الحج ثم يحل من احرامه بعد الانتهاء من أعمال العمرة ، ويبقى متمتعا ويباح له كل ما كان ممنوعا عنه حال احرامه إلا الصيد ، ويبقى على ذلك إلى اليوم الثامن من ذي الحجة ( يوم التروية ) حيث يحرم في ذلك اليوم من أي مكان في الحرم بالحج ويقوم بأعمال الحج كاملة ، ويجب عليه هدي يقدمه يوم النحر ، ويعتبر التمتع أفضل أنواع الحج لما فيه من يسر وبعد عما يفسد الحج ولما روي أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه لما طافوا وسعوا أن يجعلوها عمرة إلا من ساق هديا ، وقال : ( لولا أني سقت الهدي لفعلت مثل الذي أمرتكم به )
      ويشترط للمتمتع شروط :
      - أن يجمع بين الحج والعمرة في سفر واحد .
      - أن يكون ذلك في نفس العام .
      - أن تكون العمرة في أشهر الحج .
      - أن تتقدم العمرة على الحج .
      - أن يحرم بالحج بعد التحلل من العمرة .
      - أن لا يكون من أهل الحرم .
      2) القران : وهو الإحرام بالعمرة والحج معا بإحرام واحد دون أن يحل ، حتى يحل منهما جميعا يوم النحر ، ويقول عند التلبية ( لبيك بحج وعمرة ) ، وهذا يقتضي أن يبقى المحرم على صفة الإحرام إلى أن يفرغ من أعمال العمرة والحج جميعا ، واختلف في وجوب الهدي على القارن ، والراجح وجوبه ، وإذا كان المتمتع أو القارن عادما لثمن الهدي فعليه أن يصوم عشرة أيام لقوله تعالى : { فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام } .
      3) الإفراد : وهو أن يحرم من الميقات بالحج وحده ، ويقول في التلبية : ( لبيك حجة ) ، ويبقى محرما حتى تنتهي أعمال الحج ، ولا يجب عليه الهدي إلا إن تطوع فخير .
      هذه أنواع الإحرام بالنسبة للحاج .
      أما أركان الحج فهي ما لا يتم الحج إلا به ولا يصح بدونه ، وإن لم يؤدي واحدا من أركان الحج فسد حجه ، وهي :
      1) الإحرام وهو نية أحد النسكين الحج أو العمرة أو هما معا وله صفة مخصوصة ومحظورات ينبغي اجتنابها وسيأتي بيان ذلك بإذن الله تعالى .

      2) الوقوف بعرفة في اليوم التاسع من ذي الحجة من وقت زوال الشمس وإلى الغروب ، وهو ركن الحج الأعظم ، لقوله عليه الصلاة والسلام : ( الحج عرفة ) ، فمن لم يقف فلا حج له ، وسيأتي بيان ذلك إن شاء الله تعالى .
      3) طواف الإفاضة لقوله تعالى : { وليطوفوا بالبيت العتيق } ويؤدى بعد التحلل الأصغر في اليوم العاشر ، ويجوز تأخيره إلى ما بعد ذلك ، كما سيأتي تفصيل ذلك في محله إن شاء الله تعالى .
      4) السعي بين الصفا والمروة بعد طواف الإفاضة ، وذلك عل اختلاف بين العلماء ، حيث ذهب بعضهم إلى أنه ركن من أركان الحج بحيث لو تركه الحاج بطل حجه ولا يجبر بدم ولا غيره ، وممن ذهب إلى ذلك ابن عمر وجابر بن عبدالله وعائشة رضي الله عنهم ؛ وذهب آخرون كابن عباس وأنس بن مالك إلى أنه سنة لا يجب بتركه شئ ، وذهب فريق ثالث إلى أنه واجب وليس بركن لا يبطل الحج أو العمرة بتركه ، ويجب على تاركه دم .
      هذا باختصار شديد ما يتعلق بأنواع الإحرام للحج وأركانه ، وسيكون لقاؤنا القادم في الحلقة السادسة تحت عنوان ( مواقيت الحج الزمانية والمكانية ) فإلى ذلك الحين أترككم في حفظ الله ورعايته ... وإلى اللقاء ..
    • اولاً مشكور على الحلقه الخامسه...وتأكد انا متابعين لحلقاتك الرائعه(كم نتابع حلقات التلفزيون:D )

      نزين ختارلي انت توقيع واذا ما عجبني أظل بتوقيعي الاول:eek:


      مع تحياتي
      عقوووووووولة
      أخت الجميع$$e
    • الأخت البلوشية آمين ، ولا شكر على واجب
      والأخت العاقلة لا شكر على واجب أيضا ، ويسعدني أن تتابعي الحلقات ، ويضاعف سعادتي أكثر إذا كنت ممن عقد العزم على أداء الحج هذا العام
      وأما بالنسبة للتوقيع فأرى أن هذا أنسب $$f
      خاصة لواحدة عاقلة مثلك :p
    • الحلقة السادسة ( مواقيت الحج الزمانية والمكانية )

      هانحن ذا نلتقي مرة أخرى على مائدة الحج في حلقتنا السادسة ( مواقيت الحج الزمانية والمكانية ) فأهلا وسهلا بكم أعزائي القراء .
      المواقيت : جمع ميقات ، وهي المكان أو الزمان المحدد للإحرام للحج .
      · المواقيت الزمانية هي الأوقات التي لا يصح شيء من أعمال الحج إلا فيها ، وقد بينها الله تعالى في قوله : { يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج } وقوله : { الحج أشهر معلومات } أي أن وقت أعمال الحج أشهر معلومات محددات .
      · وقد أجمع العلماء على أن أشهر الحج شوال وذو القعدة ، وأختلفوا في ذي الحجة ، هل هو بكامله من أشهر الحج أو العشر الأوائل منه ؟وقد ذهب الإمام مالك وابن حزم إلى أن ذي الحجة كله من أشهر الحج ، وذهب ابن عمر وابن عباس وابن مسعود والإباضية والأحناف والشافعي وأحمد إلى أن العشر الأول منه فقط هي من أشهر الحج .
      وقد ذهب ابن عباس وابن عمر والإباضية والشافعية إلى أنه لا يصح الإحرام بالحج إلا في أشهره ، وهو الراجح حيث أن الله تعالى ضرب لأعمال الحج أشهر معلومة والإحرام عمل من أعمال الحج فكما أنه لا يصح تأخيره عن موعده فكذلك لا يصح أن يقدم على الوقت الذي حدده له المولى سبحانه وتعالى فإن أحرم قبل ذلك لا ينعقد إحرامه بحج بل يصبح عمرة .
      ويرى الأحناف ومالك وأحمد : أن الإحرام بالحج قبل أشهره يصح مع الكراهة .
      · أما المواقيت المكانية : فهي الأماكن التي يحرم منها مريد الحج أو العمرة ولا يصح له تخطيها أو تجاوزها إلا وهو محرم .
      وقد بينها الرسول عليه الصلاة والسلام فجعل المواقيت المكانية كالتالي :
      - لأهل المدينة وما قبلها : ( ذا الحليفة ) ، أوما يسمى اليوم بأبيار علي ، ويبعد عن مكة 450 كم .
      - لأهل الشام وما جاورها ومن أتى من ناحيتها : ( الجحفة ) ولكنها استبدلت ( برابغ ) موضع في الشمال الغربي من مكة تبعد عنها 204 كم ، بعد إن اندثرت معالم الجحفة ، وهي أيضا ميقات لأهل مصر .
      - ولأهل نجد وما جاورها : ( قرن المنازل ) ويسمى بالسيل الكبير وهو جبل شرقي مكة بينهما 94 كم .
      - ولأهل اليمن وما قبلها من تلك الناحية : ( يلملم ) ، وهو جبل يقع جنوب مكة يبعد عنها 54 كم .
      - ولأهل العراق وما جاورها : ( ذات عرق ) ، موضع في الشمال الشرقي من مكة بينهما 94 كم .
      هذه هي المواقيت التي عينها الرسول عليه السلام ، وهي مواقيت لكل واحد من مر بها سواء كان من أهل تلك الجهات أو كان من جهة أخرى ، وقد جاء في كلامه عليه الصلاة والسلام : ( هن لهن ولمن أتى عليهن من غيرهن لمن أراد الحج والعمرة ) أي أن هذه المواقيت لأهل البلاد المذكورة ولمن مر بها .
      وإن لم يكن من أهل تلك الآفاق المعينة ، فإنه يحرم منها إذا أتى مكة قاصدا النسك ؛ ومن كان بين الميقات ومكة فميقاته منزله ، ، ومن كان بمكة وأراد الحج فميقاته منازل مكة ، وإن أراد العمرة وهو بمكة فميقاته الحل فيخرج إليه ويحرم منه وأدنى ذلك ( التنعيم ) أو ما يسمى بمسجد عائشة .
      · وقد أجمع أهل العلم على أن من أحرم قبل الميقات أن إحرامه تام ، وقد كرهه بعضهم ، وعلى أية حال فمن كان في الطائرة مثلا يلبس لباس الإحرام ويكون مستعدا وعندما يمر فوق الميقات يحرم في تلك اللحظة .
      · أما إذا تجاوز الميقات ولم يحرم فيلزمه الرجوع إلى الميقات والإحرام منه ولا شيء عليه ، أما إذا تجاوزه ولم يرجع وأحرم من حيث هو فقد وجب عليه دم أي ما يهدى إلى الحرم من الأنعام .
      · ومن مر على المواقيت وهو لا يريد الحج ولا العمرة ، وإنما دخل لغرض آخر كالتجارة أو الزيارة أو طلب العلم أو غير ذلك ، فإنه لا يجب عليه الإحرام .
      فإن وصل مريد الحج إلى الميقات المكاني ودخل الميقات الزماني للحج وجب عليه الإحرام ، وهو موضوع حلقتنا السابعة بإذن الله تعالى ( كيفية الإحرام ومحظوراته ) فإلى اللقاء ..
    • الأخت العاقلة ...
      إنني أحيي فيك روحك المتوثبة نحو الجديد الأفضل
      حيث يبرز ذلك أولا من خلال توقيعك الجديد
      فما أجمل تلك الإبتسامة الهادئة
      حيث أن توقيع المرء دليل على شخصيته كما يقال :)
      وثانيا لحثك لي على مواصة كتابة الموضوع ، فهذا في حد ذاته يعطيني دافعا قويا للإستمرار
      وأما بالنسبة للمحرم في الحج بالنسبة للمرأة فهو واجب ، إلا أن بعض العلماء رخصوا لها أن تحج الفريضة فقط مع مجموعة من النساء الثقات ، كما سبق الإشارة إليه في الحلقة الثالثة ( شروط الحج )
      فتحياتي للجميع $$f
    • الحلقة السابعة ( كيفية الإحرام ومحظوراته )

      لا يزال تواصلنا أعزائي القراء مستمرا بإذن الله تعالى ، تغذوه متابعاتكم وتثمره تعليقاتكم الهادفة فأهلا بكم في حلقتنا السابعة : ( كيفية الإحرام ومحظوراته ) ـ وبداية استميحكم عذرا في ترك الأدلة اختصارا للوقت والجهد ، والاعتماد على الأقوال الراجحة دون ذكر الدليل ـ .
      ... إذا حل الميقات الزماني للحج ووصل الحاج إلى الميقات المكاني وجب عليه ( الإحرام ) وهو الدخول في منسك الحج أو العمرة بنية العبادة بهيئة مخصوصة ، وينعقد الإحرام بنية مقترنة بالتلبية مع التجرد من المخيط .وصفته :
      ـ يسن للمحرم قبل احرامه النظافة الكاملة من قص الشارب ونتف الإبطين وحلق العانة وتقليم الأظافر ، حيث لا يجوز له بعد احرامه فعل شيء من هذه الأشياء ، فيستعد بذلك قبل احرامه .
      ـ ويستحب له الإغتسال والوضوء ( ولا يجب عليه ذلك ) حيث لا تشترط الطهارة في الإحرام ، لذلك يجوز للحائض والنفساء الشروع في الإحرام وفعل جميع أعمال الحج عدا الصلاة والطواف بالبيت .
      ـ يلبس الرجل ثوبين أبيضين غير مخيطين جديدين أو غسيلين لم يلبسا منذ غسلا عبارة عن رداء وإزار يكون فيهما احرامه ، أما احرام المرأة ففي وجهها فلا تغطيه بخمار إلا إن خافت الفتنة فتسدل الثوب على وجهها ، ثم ترفعه بعد ذلك .، ولها أن تلبس ما شاءت من الثياب المباحة ، التي تستر جسدها كله ، وتحذر الثوب القصير أو الشفاف أو الضيق ، ولا تلبس الحرير ولا القفازين ولا الحلي ولا تتطيب .
      ـ بعد ان يغتسل المحرم ويتوضأ يصلي ركعتي الإحرام ، إلا أن تحضره صلاة مكتوبه فيحرم بعدها .
      ـ بعد التسليم من ركعتي الإحرام أو الصلاة المكتوبة ، يعقد نية الإحرام ويلبي قائلا : ( لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ) ، وبعد هذا اللفظ :
      ـفإن كانا متمتعا نوى العمرة وقال : ( لبيك بعمرة تمامها وبلاغها عليك يا الله )
      ـ وإن كان قارنا فليقل : ( لبيك بحجة وعمرة تمامهما وبلاغهما عليك يا الله )
      ـ وإن كان مفردا فليقل : ( لبيك بحجة تمامها وبلاغها عليك يا الله )
      ـ يقول ذلك ثلاث مرات .
      ـ ثم يقوم وقد تم احرامه ويكثر من التلبية ويرفع بها صوته لآنها شعار الحج ، والمرأة لا ترفع صوتها بالتلبية وإنما تسمع نفسها فقط .
      ـ ولا يقطع التلبية إلا برؤيته للبيت إن كان معتمرا ، أو برميه الجمرة الكبرى في اليوم العاشر من ذي الحجة إن كان حاجا .
      · فإذا ما لبى الحاج بعد صلاته وتمت نيته واصبح محرما ينبغي له أن يحذر من أمور ، وعليه أن يجتنبها :
      1) لبس المخيط من الثياب للرجال أو ما مسه أي نوع من أنواع الطيب .
      2) التطيب والتعطر عند الإحرام للرجال والنساء ، أو حتى استخدام الصابون المعطر.
      3) إزالة الشعر وتقليم الأظافر .
      4) الجماع ومقدماته ودواعيه من اللمس والقبلة والنظر ، ويلحق به الإستمناء
      5) لبس الحلي والقفازين والحرير للنساء ، والنقاب إلا إن خافت الفتنة فتسدل ثوبا على وجهها حتى يمر الرجال .
      6) ارتكاب المعاصي : كالكذب والغيبة والنميمة ، وإبداء العورات والتبرج ، والنظر المحرم ، وسائر المحرمات القولية والفعلية فإن حرمتها في الحج أشد .
      7) عقد الزواج : فلا يتزوج ولا يزوج غيره بولاية ولا وكالة .
      8) تغطية الرأس والوجه للرجل بأي غطاء ، لأن احرامه في رأسه .
      9) الاحتراس من أن يجرح بدنه أو يدميه متعمدا أو متهاونا أو متسببا في ذلك
      10) كما يحرم على كل من دخل حدود الحرم : صيد الحرم البري أو تنفيره ، ولا يجوز للمحرم اعانة شخص عل صيد البروإن كان في غير الحرم بإشارة أو غيرها ، أو أكل لحمه ، وكذلك لا يجوز قطع شجر الحرم ونباته ، ولا يلتقط لقطة إلا لتعريفها .
      ـ هذه المحظورات يجب أن يحترس منها المحرم ....
      ـ ففي إزالة الشعر وتقليم الأظافر وتغطية الرأس ولبس المخيط وانتقاب المرأة واستعمال الطيب : فدية ، وهو مخير في الفدية بين أمور ثلاثة : اطعام ستة مساكين ، أو صيام ثلاثة أيام أو تقديم هدي ( ذبح شاة ) ـ على خلاف بين العلماء في حكم الناسي والجاهل ، دون المتعمد ـ .
      ـ أما إذا أزال شعرة واحدة فعليه اطعام مسكين وشعرتين مسكينين ، وأكثر من ذلك فدية .
      ـ وأما إذا جامع فالجماع يفسد الحج ولا يجزئ أن يفتدي ، وعليه اتمام حجته وتقديم بدنه ( هدي ) ، والحج من قابل .
      ـ كما يجوز للمحرم أمور :
      1) غسل رأسه وبدنه بالماء لأزالة الأوساخ منه ورفع الجنابة إن أصابته .
      2) الإستظلال بالخيمة والقبة والبيت والشجرة والسيارة والمظله الواقية ، على أن لا تلامس الرأس.
      3) لبس الحزام وشده في الوسط لحفظ النقود .
      4) أكل صيد البحر.
      5) قتل كل ضار ومؤذ كالحية والعقرب والفأرة والحيوان المفترس .
      ـ أما إذا منع المحرم من أداء الحج أو العمرة مانع ( كعدو أو مرض أو حادث أو خوف أو ضياع نفقة ) فهو محصر ، فعليه أن يتقرب إلى الله عز وجل بفدية ليحل من احرامه ، فيذبح ثم يحلق أو يقص ويتحلل .
      ـ وعلى أية حال فإن المحرم إذا لم يحصر ولم يمنعه مانع من مواصل نسكه فإنه يتجه إلى مكة لأداء بقية الأعمال .
      ـ وبما أن أغلب الناس اليوم يحجون متمتعين لذلك سنذكر ما يفعله المحرم المتمع ، إلى أن ينتهي من حجه ، وبما أن الحاج المتمتع يكون احرامه من الميقات بعمرة ، فإلى الحلقة الثامنة ( أعمال العمرة ) ، إلى اللقاء ..
    • الحلقة الثامنة ( أعمال العمرة )

      أيها القراء الأفاضل أهلا بكم ومرحبا في حلقتنا الثامنة ( أعمال العمرة ) ، حيث أن عمرة التمتع داخلة فيما يقوم به الحاج المتمتع ، فإذا ما أحرم المتمتع من الميقات بعمرة اتجه إلى مكة المكرمة رافعا صوته بالتلبية ، فإذا وصل مكة لا يقطع التلبية حتى يرى البيت على الرأي الراجح ، ويسن له الدخول من باب السلام ولا حرج عليه إن دخل من غيره ، ثم :
      1) أول ما يبدأ به الطواف بالبيت وهو ما يسمى بطواف القدوم ، فإذا أراد الطواف توضأ ونوى الطواف ويبدأ من مقابل الحجر الأسود جاعلا الكعبة عن شماله ، فإن استطاع تقبيل الحجر فعل وإلا لمسه أو أشار إليه بيده وقال ( بسم الله والله أكبر ) ومضى في طوافه ذلك حتى يكمل سبعة أشواط ، يبدأ بمحاذاة الحجر الأسود وينتهي إليه ويذكر الله خلال طوافه ويدعو بما تيسر ويذكر الباقيات الصالحات ( سبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا إله إلا الله ) ، وإذا حاذى الركن اليماني مسحه بيد إن استطاع وإلا مضى إلى أن يتم السبعة الأشواط ، ويقول عند بداية كل شوط : ( بسم الله والله أكبر ) مشيرا إلى الحجر الأسود .
      2) فإذا أتم طوافه يصلي ركعتي الطواف خلف مقام سيدنا إبراهيم بنية سنة الطواف ، فإن لم يتمكن من الصلاة خلف المقام صلى في أي مكان من المسجد .
      ـ تنبيهات حول الطواف :
      ـ لا تتكلم في الطواف بما لا فائدة منه لقوله عليه السلام : ( الطواف صلاة إلا أن الله تعالى أحل فيه الكلام فمن تكلم فلا يتكلم إلا بخير ) .
      ـ يجب أن يكون الطائف طاهرا ، ومحافظا على وضوءه وطهارته ، فالجنب والحائض والنفساء ومنتقض الوضوء لا يصح طوافهم حتى يطهروا .
      ـ لا يجوز الطواف في الأوقات التي تمنع فيها الصلاة كوقت طلوع قرن من الشمس أو غروب قرن منها أو عندما تكون الشمس في كبد السماء في وقت الحر الشديد .
      ـ ترك المزاحمة وإيذاء الآخرين ، فإن حرمة المسلم عظيمة .
      ـ يسن الرمل في الثلاثة الأشواط الأولى من طواف القدوم للرجال وهو أن يسرع قليلا في مشيه مع الإضطباع وهو جعل الرداء من الجهة اليمنى أسفل المنكب ، وهو في الثلاثة الأشواط الأولى من طواف القدوم على الراجح .
      ـ لا يجوز الطواف داخل حجر إسماعيل لأنه من الكعبة فلا بد أن يكون الطواف خارجه .
      ـ لا يقبل إلا الحجر الأسود فقط ، دون بقية الأركان .
      ـ التأكد من عدد الأشواط والبناء على اليقين فإن شك هل طاف أربعة أو خمسة بنى على الأربعة .
      ـ لا يجوز للمرأة مزاحمة الرجال عند الطواف أو تقبيل الحجر السود .
      3)فإذا صلى الطائف ركعتي الطواف يأتي ماء زمزم ويشرب منها حتى يرتوي ويصب على رأسه ويمسح وجهه وذراعيه ويدعو بما شاء أثناء ذلك .
      4) ثم يأتي الملتزم بين ركن الحجر الأسود وبين باب الكعبة ويطلب من الله الرحمة والمغفرة ويدعو بما شاء ولمن شاء بخير الدنيا والآخرة ، ولا يطل
      5) ثم يتجه بعد ذلك إلى السعي بين الصفا والمروة ، ويبدأ من الصفا ، حيث يسعى سبعة أشواط ، فمن الصفا إلى المروة شوط ، ومن المروة إلى الصفا شوط آخر . وهكذا حتى ينهي سبعة أشواط عند المروة ، وعندما يكون في بداية الصفا أو المروة يتجه ناحية البيت ويكبر ويذكر الله ثم ينحدر ، وعند مروره بين العلمين الأخضرين في مسيل الوادي يهرول وهو يقول ( رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم واهدنا الصراط الأقوم إنك أنت الأعز الكرم ، وأنت الرب وأنت الحكم ، اللهم نجنا من النار سراعا سالمين ، ولا تخزنا يوم الدين ) ، والهرولة للرجال دون النساء ، ويدعو في سعيه بما تيسر من الدعاء ، كما أنه لا تشترط الطهارة في السعي فيصح سعي الحائض والنفساء ومنتقض الوضوء ، ولا يقطعه إلا لضرورة كالصلاة أو استراحة الضعيف ، ثم يكمل .
      6) بعد ذلك يحل المحرم من عمرته بالحلق أو التقصير ، والأفضل أن يقص الشعر للمحرم محل غيره ، أما المرأة فلا تحلق شعرها وإنما تقصر مقدار أصبع أو إصبعين ، وتقصر المرأة للمرأة أو يقصر لها زوجها أو ذو محرم منها ويكون ذلك في مكان ساتر لا أمام الناس .
      ـ وبعد الحلق أو التقصير فإنه يحل للحاج كل شيء من الحلال إلا الصيد من الحرم ، هذا بالنسبة للمتمتع ، ويبقى في مكة بين صلاة وذكر وطواف يلبس ملابسه العادية ، يبيع ويشتري ، ويأتي أهله إن أراد ، إلى اليوم الثامن من ذي الحجة وهو يوم التروية ، الذي به تبدأ أعمال الحج ، وهذا ما سنتحدث عنه في حلقتنا القادمة التاسعة ( أفعال اليوم الثامن والتاسع من ذي الحجة ) ..
      فإلى اللقاء ..
    • عدنـــــــــــــاً بعد غياب

      أشكرك الطوفان...
      على الحلقات الملحقه الخاصه بالحج وخاصة الحلقه السابعه...فهي أفادتني كثيراً
      وأتمنى منك المواصله ولك جزيل الشكر..

      مع تحياتي
      عقووووووولة
      أخت الجميع$$f
    • الحلقة التاسعة ( أفعال اليوم الثامن والتاسع من ذي الحجة )

      مرحبا أهلا وسهلا بكم أيها القراء الأفاضل في حلقتنا التاسعة ( أفعال اليوم الثامن والتاسع من ذي الحجة ) حيث يتوجه الحاج في اليوم الثامن من ذي الحجة ( يوم التروية ) إلى منى ، فإن كان مفردا أو قارنا توجه إليها باحرامه ، وإن كان متمتعا أحرم بالحج من المسجد الحرام أو من المكان الذي نزل فيه أومن أي مكان من الحرم ، ويجهر بالتلبية في مسيره ، وفي منى إذ أنها شعار الحاج ، ويصلي في منى الصلوات الخمس الظهر والعصر والمغرب والعشاء وفجر اليوم التاسع كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ، كما أن المبيت بمنى ليلة التاسع ، سنة واجبة على الراجح فمن بات في غيرها لزمه دم إلا إن كان آت من بعيد أو كان له عذر من الأعذار لعدم مبيته .
      ـ يغادر الحاج منى يوم التاسع بعد طلوع الشمس متوجها إلى عرفات مكبرا ومهللا وملبيا ، ولا يخرج قبل طلوع الشمس ، ويستحب النزول بنمرة والاغتسال عندها أو أن يغتسل من منى بنية الوقوف بعرفة , ولا يلزم ذلك .
      ـ الوقوف بعرفة ركن الحج العظيم ، والمراد من الوقوف بعرفة الحضور والتواجد في أي جزء منه إلا بطن عرنة الذي يقع في الجهة الغربية من عرفات ، فينوي الوقوف من بعد زوال الشمس وحتى غروب الشمس ، فإذا زالت الشمس حضر خطبة الإمام وصلى الظهر والعصر في بداية الوقت جمعا .
      ـ ولا يشترط للوقوف بعرفة الطهارة ، إذ يجوز وقوف الحائض والنفساء والجنب ومنتقض الوضوء .
      ـ ومن السنة الإجتهاد في الدعاء والذكر بعد صلاتي الظهر والعصر ، وقد كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ) ، إذ أن الله يباهي ملائكته في ذلك اليوم بحجاج بيته الذين أتوه شعثا غبرا من كل مكان يطلبون منه الرحمة والمغفرة والقبول والرضوان .
      ـ ولا يغادر الحاج عرفات إلا بعد غروب الشمس وإلا فلا يجزئه إن خرج قبل الغروب ـ كما هو حال كثير من الحجاج ـ ، ومن لم يقف بعرفة فلا حج له ، ومن أتى من بعيد ووصل بعد الغروب فقد رخص له أن يقف ساعة من الليل بعرفة .
      ـ بعد غروب الشمس يفيض الحاج من عرفات إلى مزدلفة ، ويبيت فيها بعد أن يصلي بها المغرب والعشاء جمعا ، ويبات في أي مكان من مزدلفة ، ومن ترك المبيت بمزدلفة لزمه دم .
      ـ ولا يغادر مزدلفة إلا بعد أن يصلي الفجر بها ، إلا الضعفاء والنساء فقد رخص لهم الإفاضة منها بعد غروب القمر للتوجه إلى منى .
      ـ بعد أن يصلي الحاج الفجر يقف عند المشعر الحرام في المزدلفة ويدعو بما تيسر دون أن يبطئ ، حتى يقطع وادي محسر قبل طلوع الشمس فيعجل بالذهاب إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى في يوم النحر ، وهذا ما سنتحدث عنه في حلقتنا العاشرة ( أعمال اليوم العاشر ) .. فإلى اللقاء ..
    • الحلقة العاشرة ( أعمال اليوم العاشر )

      ها نحن نلتقي مرة أخرى في حلقتنا العاشرة وقبل الأخيرة ( أعمال اليوم العاشر ) ذلك اليوم العظيم يوم النحر ويوم الحج الأكبر ، حيث يتجه الحاج صبيحة ذلك اليوم من المزدلفة إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى والأخيرة فقط ، دون الصغرى والوسطى ، ولا يرميها إلا بعد طلوع الشمس .
      ـ ولا يقطع التلبية إلا مع أول حصاة يرمي بها جمرة العقبة لحديث الفضل بن عباس ( لم أزل أسمعه عليه السلام يلبي حتى رمى جمرة العقبة ) .
      ـ وترمى جمرة العقبة من بطن الوادي بجعل مكة على اليسار ومنى على اليمين : حصاة ، حصاة ، سبع حصيات ويكبر مع كل حصاة ( ولا بد أن يكون قد جمع تلك الحصيات من المزدلفة أو أي مكان من الحرم ) .
      ـ بعد رمي جمرة العقبة يذبح الحاج هديه اقتداء بالرسول الكريم ، إلا أن يكون مفردا فلا هدي عليه وإنما يذهب ويتحلل بالحلق أو التقصير ، ويسمى ما يذبحه الحاج هديا ودما ونسكا ويكون بدنة أو بقرة يشترك فيها سبعة أشخاص ، أو شاة وهي عن شخص واحد .
      ـ يذبح الهدي في أي مكان من الحرم ولا يلزم أن يكون في منى فقط ، ويستحب أن يذبحه الحاج بنفسه إن أمكنه ذلك ، ويجوز له الأكل منه ، ثم يتصدق على المساكين وفقراء الحرم .
      ـ ويشترط في الهدي أن يكون خاليا من العيوب وأن يكون بالغا السن المطلوب ، فمن الضأن والماعز ما له ستة أشهر ، ومن البقر ما له سنتان ، ومن الأبل ما له خمس سنوات فما فوق .
      ـ كما تجوز النيابة لغير القادر في الرمي والنحر كالمرأة والشيخ الكبير والمريض وصاحب العذر .
      ـ بعد أن يقدم الحاج هديه ، يتحلل التحلل الأصغر بالحلق أو التقصير، ويحل له بذلك كل حلال إلا النساء والصيد .
      ـ بعد ذلك يذهب الحاج إلى مكة لأداء طواف الإفاضة وهو ركن من أركان الحج ، ثم يسعى بين الصفا والمروة وبذلك يحل له كل ما كان محظورا عليه بالإحرام حتى النساء إلا الصيد من الحرم ويسمى ذلك بالتحلل الأكبر ، ويجوز تأخير طواف الإفاضة والسعي إلى ما بعد اليوم العاشر .
      ـ ويرخص للحائض تأخيرهما إلى أواخر ذي الحجة ، كذلك يجوز للحائض والضعيف أن يجمع بين طواف الإفاضة وطواف الوداع ، في طواف واحد .
      ـ بقيت هناك بعض الأعمال يؤديها الحاج في أيام التشريق ، وهذا ما سنتحدث عنه في حلقتنا القادمة والأخيرة ( أيام التشريق ) بإذن الله تعالى..
      فإلى اللقاء ...
    • أشكرك الأخت العاقلة على استمرار المتابعة للموضوع
      وأظن أنك الوحيدة المتابعة له فلك أجر ذلك
      وعلى أية حال فقد بقيت الحلقة الأخيرة .

      وتفضلي قولي سؤلك ....
      أنا في الإنتظار
      تحياتي
    • الحلقة الأخيرة ( أيام التشريق )

      أعزائي القراء أهلا بكم في حلقتنا الأخيرة ( أيام التشريق ) ، وهي الأيام الثلاثة التي تلي يوم النحر ، وهي أيام ( 11 و 12 و13 ) من ذي الحجة .
      ـ حيث يجب على الحاج المبيت بمنى أيام التشريق ،فمن بات في غير منى لغير ضرورة لزمه دم .
      ـ على أنه إن كان متعجلا لزمه أن يبقى ( 11و 12 ) فقط ، وإن كان غير متعجل بقي إلى ( 13 ) لقوله تعالى ( فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى ) .
      ـ كما عليه خلال أيام التشريق التي يبقى فيها في منى أن يرمى الجمار ، حيث يبدأ وقت الرمي من زوال الشمس إلى غروبها ، وهو المختار ، ورخص الرمي بعد الغروب .
      ـ ويرمي الحاج في كل يوم من أيام التشريق الجمرات الثلاث الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى ، كل جمرة بسبع حصيات ، ويكرر الحاج الرمي مراعيا هذا الترتيب في اليومين ( 12 و 13 ) لغير المتعجل وفي اليوم الثاني عشر لمن تعجل .
      ـ بعد إن يرمي الحاج الجمرات الثلاث في اليوم الثاني عشر إن كان متعجلا خرج من منى قبل غروب الشمس ، فإن غربت عليه الشمس وهو لا يزال في منى ، لزمه البقاء إلى اليوم الثالث عشر .
      ـ أما إن كان غير متعجل يبقى ليرمي الجمار إلى اليوم الثالث عشر ثم بعد ذلك يخرج متوجها إلى مكة المكرمة .
      ـ يبقى الحاج بمكة المكرمة ما شاء له ذلك ، فإن أراد الرجوع إلى أهله فعليه أن يطوف طواف الوداع ، وهو سنة واجبة يلزم تاركه لغير عذر دم .
      ـ أما الحائض والمريض والضعيف ، فيجزئهم طواف الإفاضة عن طواف الوداع ، يقول الإمام الربيع بن حبيب الفراهيدي رحمه الله : ( لا بأس على مريض لا يقدر على الوداع وحائض إن أرادا أن يخرجا بلا وداع ) .
      ـ بعد أن يطوف الحاج طواف الوداع لا يحل له بيع ولا شراء إلا لضرورة ، وعليه الإسراع بمغادرة مكة ، حيث يكون طواف الوداع آخر ما يقوم به من المناسك .
      ـ وبذلك يكون قد تم حجه فيعود إلى أهله كيوم ولدته أمه ، غفرت ذنوبه وكفرت سيئاته ، ونال الخيرات والكرامات من عند ربه ، فالبدار البدار لأدائه ، والحذر الحذر من التهاون في ذلك .
      وبهذا تنتهي حلقات الحج أخواني القراء ، فعسى الله أن يجمعنا في مواضيع أخرى هادفة ، ولكم مني جزيل الشكر والعرفان على المتابعة .
      فإلى اللقاء ..