سفيرتنا في أسبانيا لـ “أثير” : صداقة وثيقة بين جلالة السلطان والملك السابق.. والعلاقات تاريخية لا تغيرها تقلبات الأحداث

    • سفيرتنا في أسبانيا لـ “أثير” : صداقة وثيقة بين جلالة السلطان والملك السابق.. والعلاقات تاريخية لا تغيرها تقلبات الأحداث



      أثير - جميلة العبرية

      قالت سعادة كفاية بنت خميس الرئيسية سفيرة السلطنة لدى مملكة أسبانيا بأن العلاقات بين السلطنة ومملكة أسبانيا تشهد نموا مطردا على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية وفي مجال الاستثمارات المتبادلة.

      وأضافت في حديث لـ “أثير”: دخلت العديد من الشركات الأسبانية الكبيرة والمتوسطة وحتى الصغيرة السوق العماني خلال السنوات الأخيرة مثل مجال تشييد البنية الأساسية ومناحي الحياة الاقتصادية الأخرى، كما مثلت زيارة ملك أسبانيا السابق خوان كارلوس الأول للسلطنة في عام 2014 نقلة نوعية على صعيد التعاون الثنائي، إذ تم خلالها التوقيع على اتفاقية حول تجنب الازدواج الضريبي بالإضافة إلى توقيع أربع مذكرات تفاهم تشمل مختلف جوانب التعاون بين البلدين الصديقين.




      وأكدت سعادتها بأن روابط الصداقة الوثيقة التي تجمع حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه- بملك أسبانيا السابق مثلت على الدوام دور المحرك الرئيسي في توطيد العلاقات بين البلدين الصديقين، مشيرة إلى استمرار هذه العلاقات المتميزة بين العائلتين المالكتين في عهد ابنه وخليفته على العرش الملك فليبي السادس.


      وذكرت السفيرة بأن دعائم السياسة الخارجية الثابتة للسلطنة القائمة على إقرار السلام والحوار وتسوية النزاعات بالطرق السلمية وعدم التدخل في شؤون الغير تسهل عموما توطيد العلاقات مع بلدان العالم قاطبة، موضحة بأن علاقات السلطنة مع مملكة أسبانيا تاريخية راسخة لا تتغير مع تقلبات الأحداث على الصعيد العالمي لأنها علاقات تقوم على أسس متينة مثل الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الآخر والتركيز على البحث عن المنفعة المشتركة سعيا إلى خدمة مصالح الشعبين، مع وجود حرص شديد من أعلى السلطات في البلدين على الحفاظ على هذه الروابط بل وتطويرها في كافة المجالات الممكنة.





      مشيرة إلى أن جوانب التعاون بين البلدين متنوعة وتشمل العديد من المجالات، حيث تعمل السلطات في البلدين بشكل مستمر للارتقاء بأواصر هذه العلاقات عبر البحث عن آفاق أرحب تحقق المزيد من المصالح والمنافع للشعبين العُماني والأسباني.


      ودعت سعادتها إلى بذل المزيد من الجهد في تسويق المنتج العماني خارجيا عبر تكثيف تبادل الزيارات بين الوفود الاقتصادية والتجارية ورجال الأعمال للتباحث والاطلاع على المستجدات على الساحة الاقتصادية والمالية لدى البلدين والمشاركة في المعارض الدولية المقامة في البلدين وتنشيط حركة التبادل التجاري.

      موضحة بأنه تم في السنوات الأخيرة توقيع مذكرة تفاهم للتعاون بين غرفة تجارة وصناعة عُمان والاتحاد الأسباني للغرف التجارية والصناعية وقام وفد كبير رفيع المستوى من غرفة تجارة و صناعة عُمان بزيارة إلى مملكة أسبانيا حيث عقد العديد من اللقاءات مع رجال الأعمال سمحت لهم بالتباحث حول السبل الكفيلة بالدفع بعملية التبادل التجاري وتحفيز الاستثمارات المتبادلة.

      وبسؤال لـ “أثير” عن سياسة السلطنة في ترسيخ العلاقات الدولية مع دول العالم أجابت سعادتها قائلة :” سياسة السلطنة الخارجية تحت قيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس – حفظه الله و رعاه- تتميز بثباتها وتقوم على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير والحوار وفض النزاعات سلميا والابتعاد عن المهاترات السياسية والصراعات والتكتلات التي قد تؤثر سلبًا على السلم و الأمن على الصعيدين الإقليمي والدولي. وهذه السياسة الرشيدة وفرت المناخ الملائم للبناء والتطوير على المستوى الداخلي كما أتاحت الاحتفاظ بعلاقات صداقة وتعاون مع كثير من دول العالم”.

      وحول الجوانب الثقافية أكدت سعادتها بأن الحوار والتقارب الثقافي يمثلان ركيزة أساسية في مفهوم الدبلوماسية الثقافية التي تشمل الفن والأدب والرياضة والموسيقى وغيرها، وكانت الدبلوماسية الثقافية أداة من أدوات السياسة الخارجية قبل أن تُعرف الدبلوماسية بمفهومها الحديث و ذلك لما تتيحه من تفاعل حي بين الثقافات ولإسهاماتها المهمة في توطيد المعرفة والفهم المتبادل بين الشعوب والأمم. موضحة بأن السفارة في مدريد منذ افتتاحها قبل عشر سنوات عملت على مد الجسور الثقافية بين السلطنة ومملكة أسبانيا، حيث تم خلال الأعوام الأخيرة تنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة العمانية في أسبانيا أبرزها “الأيام الثقافية العمانية” بمملكة أسبانيا التي نظمتها الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بالتعاون مع الجمعية العمانية للفنون التشكيلية وجمعية التصوير الضوئي عن الجانب العماني، ومؤسسة “البيت العربي” وجامعات مدريد “كومبلونتسي” وغرناطة وقرطبة عن الجانب الأسباني. ورافق جمعية الكتاب والأدباء إلى مدريد جمع من المثقفين والكتاب والمفكرين العمانيين يمثلون الوجه المشرق للحركة الثقافية في السلطنة. و في سياق متصل، وقعت هيئة الوثائق و المحفوظات الوطنية مذكرة تفاهم مع هيئة الأرشيف الأسباني للبحث عن الوثائق التاريخية الموجودة حول عُمان في الأرشيف الأسباني واستنساخها. كما تم خلال العام الماضي تدشين مقرر اللغة الأسبانية في جامعة السلطان قابوس كثمرة لاتفاقية في مجال تدريس اللغة الأسبانية بين الجامعة و سفارة مملكة أسبانيا في مسقط والوكالة الأسبانية للتعاون الدولي و التنمية.

      وعن الثقة السامية في تعيين عدد من النساء العمانيات كسفيرات للسلطنة قالت سعادتها: “نيل الثقة السامية من لدن مولاي جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه، هو مبعث للفخر والاعتزاز، ويأتي ذلك إيمانا من جلالته أبقاه الله بمكانة المرأة العمانية وكفاءتها في خدمة مجتمعها في شتى المجالات، فهي حظيت في مجال السياسة الخارجية برعاية خاصة من لدن جلالته، حيث تدرجت في شغل مختلف الوظائف في وزارة الخارجية وصولاً لدرجة سفيرة، كما توج هذا الحضور البارز للمرأة العمانية على المستوى السياسي والدبلوماسي بتعيين أول سفيرة عمانية عام ١٩٩٩م، ثم تبعه تعيين سفيرات في عدد من البعثات العمانية بالخارج.

      وفي ختام حديثها وجهت سعادتها تهنئة عبر “أثير” بمناسبة العيد الوطني الثامن والأربعين المجيد قالت فيها: ” بمناسبة العيد الوطني الثامن والأربعين المجيد نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى المقام السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة -حفظه الله ورعاه وأمده بموفور الصحة والعافية والعمر المديد- وللشعب العماني بمزيد من التقدم والنماء في ظل قيادة جلالته الحكيمة .. وكل عام والجميع بخير”.