اليوم العالمي لبرايل

    • اليوم العالمي لبرايل

      لماذا أشعر أن كل شيء مظلم؟،
      بهذه الكلمات كان يحرج المخترع الفرنسي لويس برايل، أبويه وأخوته عندما كان طفلاً غير مدركاً بأنه فقد بصره، لكن وعلى الرغم من السواد الذي كان يحيط به من كل الجوانب،
      أكمل حياته بعزيمة وإصرار الأبطال، ليخلده التاريخ بفضل ابتكاره لغة «برايل» العين التي مكنت المكفوفين من الإبصار وإكمال تعليمهم وحياتهم بشكل طبيعي


      أسوة بغيرهم في كل أنحاء العالم، ونتذكر اليوم أحد أفضل مخترعي البشرية لويس برايل بفضل الاحتفال باليوم العالمي لهذه اللغة.
      يهدف اليوم العالمي للغة برايل الذي يواكب الاحتفال بيوم ميلاد لويس، إلى تشجيع ذوي الإعاقة البصرية أو من يعانون الضعف الحاد فيه، على القراءة والكتابة وتوطيد تواجدهم الفعلي في مجتمعاتهم، وإتاحة المجال للتعرف على المشاكل التي قد يواجهونها في العمل.


      ولد مخترع لغة «برايل» في مدينة كوبفراي شرق العاصمة الفرنسية باريس يوم 4 يناير/‏كانون الثاني 1809، وعندما كان طفلاً في الثالثة من عمره فقد البصر بإحدى عينيه، بسبب اصطدام أداة حادة فيها، بينما كان يتعلم في ورشة والده لصناعة الجلود. حاول الأطباء إنقاذ عينه إلا أنهم لم ينجحوا، وبعد سنتين من الحادثة، فقد البصر في عينة الثانية بسبب إصابتها ب «الرمد التعاطفي» وهو نوع من الالتهابات يحدث بعد إصابة إحدى العينين بكدمة قوية، وبالرغم من ذلك أكمل حياته وبدأ يتعلم السير على طرقات مدينته الصغيرة بفضل العصا التي صممها والده.download.jpg




      ذهب إلى مدرسة المدينة مستمعاً فقط حتى العاشرة من عمره، وبسب ذكائه الشديد، أرسل لإكمال دراسته في «المعهد الوطني للشباب المكفوفين» في باريس، وهناك أظهر تفوقاً وأحدث ثورة بابتكاره نظام كتابة برايل، مستفيداً من شيفرة تدعى «الكتابة الليلية» ابتكرها ضابط في الجيش الفرنسي يدعى شارل شارل، لقراءة الرسائل الحربية، يستطيع من خلالها الجنود التخاطب فيما بينهم في الأمور السرية بدون الحاجة للكلام أو استخدام الضوء لمشاهدة نصها، وكانت هذه الشيفرة تعمل بأن تبرز على ورق سميك أشكالاً من النقاط أقصاها اثنتا عشرة نقطة، لكل منها دلالة كلامية.
      في البداية واجه برايل صعوبة في فهم تلك الشيفرة فقام بتخفيض العدد الأقصى للنقاط من 12 إلى 6، وبدأ بالعمل على اختراع طريقة كتابة جديدة، وانتهى منها وهو لم يتجاوز ال 15 من عمره، وقدمها لأول مرة لأصدقائه في المعهد في عام 1924. -
      "كُلما زَارنا طيفُ حُبٍ لاينام.. هزنا.. زادنا ..أملاً لايخشى الأيَام"