احتيال من نوع آخر: مواطن اُحتيل عليه يحكي قصته ويُحذّر

    • خبر
    • احتيال من نوع آخر: مواطن اُحتيل عليه يحكي قصته ويُحذّر

      Atheer News كتب:

      أثير – سيف المعولي

      التقى بي في أحد الإفطارات الرمضانية، قائلًا لي: لم أنم جيدًا منذ أيام، فأنا على مشارف خسارة أكثر من 50 ألف ريال، ولا أدري ما الحل، سألته ما السبب؟ فأشار إلى عمالة وافدة من إحدى الجنسيات الآسيوية وأرفقها بدعوة “لا بارك الله فيهم”، طالبًا نشر قصته في “أثير”؛ لعل رواد الأعمال الشباب ينتبهون ويتحذرون.

      بدأت القصة عندما تم الاتصال به من إحدى الشركات طالبين منه زيارتهم كونه يملك مكتبًا للتوريد، فذهب إليهم “طلبًا للرزق”، وانبهر بـ “مكتبهم الراقي” في أحد أحياء مسقط التجارية المعروفة، واطمأنت نفسه لهم بعدما رأى أن مديرة الشركة عُمانية ولديها منسقة وموظفون بينهم وافدون.

      طلبوا منه عروض أسعار لتوريد مجموعة من السلع، فقدّم لهم عدة عروض تتجاوز قيمتها الـ 50 ألف ريال، فوافقوا عليها جميعًا، وأعطوه الإذن بالتوريد، كما استلم أوامر الشراء موقعةً من صاحبة الشركة، فبدأ في تنفيذ الطلب بعدما اطمأن بأن كل الأمور تسير وفق الإجراءات التجارية المعتادة.

      اجتهد صاحبنا وجمّع المبلغ “من هنا وهناك” حتى استطاع توريد ما تم الاتفاق عليه، وسلّمه إليهم، وتسلّم منهم الإيصالات والشيكات وكل الأوراق المطلوبة، فقالوا له أعطنا شهرين وسيكون المبلغ في حسابك.

      في اليوم الموعود جاءته الرسائل الصادمة صباحًا عبر “الإيميل”؛ فالشيكات تدخل في الحساب البنكي وتخرج بـ “دون رصيد”، ومعها فزّ قلبه خوفًا، فما كان يحذر منه “وقع”، وليس سوى الذهاب إلى مكتب الشركة مَا سيُبدد خوفه وفزعه.

      ذهب مُسرعًا إلى “المكتب الراقي” وكل الأفكار تتلاطم في مُخيلته، فالـ 50 ألفًا التي دفعها وراءها مُطالبات وجمعيات و”تحويشات” من هنا وهناك، وليس من السهل عليه إعادة جمعها مرة أخرى، ولم يدرِ أن ما سيجده هناك سيُدخله في “حيص بيص” ويجعله “يضرب أخماسًا بأسداس”.

      المكتب مُغلَق، هاتف المديرة يتعذر، رقم المكتب يرن ولا أحد يرد، ولا وجود للموظفين، والزبائن يتوافدون؛ اختلفت مطالباتهم المالية ما بين الـ 7 آلاف والأكثر من 150 ألف ريال، واتفق سؤالهم: ما الذي حدث، وأين هم؟؟

      عاد صاحبنا “خالي الوفاض”، فلجأ إلى الموقع الإلكتروني لوزارة التجارة للبحث عن الشركة برقم سجلها التجاري، فكانت المفاجأة؛ الشركة موجودة منذ 10 سنوات، لكن نشاطها الجديد بدأ منذ 5 أشهر فقط، وكأن “النية مبيتة”، إلا أن هناك خيطًا وجده في السجل كشف له المزيد، إنه رقم هاتف آخر غير رقم المديرة صاحبة الشركة.

      اتصل به، وكشف له المستور؛ هناك 6 وافدين من جنسية آسيوية يعملون في الشركة بتأشيرة سياحية
      وقد جمعوا كل السلع التي تم توريدها في حاويات وأرسلوها إلى خارج السلطنة ثم غادروا هم أيضا عبر المطار لأن جوازاتهم بحوزتهم! وأين مديرة الشركة العمانية؟ لا أحد يعرف، وبعد أيام قيل بأنها خارج السلطنة.

      اليوم، وحتى كتابة هذه السطور لا يعرف صاحبنا، أهو فخٌ وقع فيه أصحاب الشركة بعد أن وثقوا بالوافدين الستة؟ أم هي مكيدة خططوا لها جميعهم سلفًا، حتى إذا وقع الفأس في الرأس “طارت الطيور بأرزاقها”؟ لكنه يُريد من نشر قصته توجيه رسالة ونصيحة لرواد الأعمال: خذوا حذركم فبعض البشر لا تغلبهم الحيلة.

      Source: atheer.om/archives/499171/%d8%…d9%87-%d9%8a%d8%ad%d9%83/