Source: atheer.om/archives/514569/%d8%…%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%aa/Atheer News كتب:
أثير-د.سالم بن سلمان الشكيلي
تلاحظَ للجميع خلال الفترة الماضية ارتفاع أصوات بعض الأبواق التي ابتُليَت بالجعجعة البائسة ، أبواق لا تريد أن تهدأ ليلًا أو نهارًا ، تأبى إلا أن تتأبّط الشر وهي تروّج لشائعات مغرضة ، تهدف إلى ضرب الوحدة الوطنية العمانية ، تارةً عن حالة جلالة السلطان المعظم حفظه الله ، وتارةً في بثّ سموم المذهبية البغيضة ، وتارة أخرى في التشكيك من تماسك ووحدة الأمة العمانية ، يحاولون جهدهم بكل ما أوتيَ الجبان اليائس الحقير ، من خسّة ونذالة ، يظنون بذلك أنهم قادرون على كسْر أو اختراق هذه اللُّحمة التي أسهم في ترسيخها وتكريسها عاهل البلاد المفدى ، والتي آمن بها كل مواطن عماني فعضّد منها وعض عليها بالنواجذ ، رغم الشرور الآتية والأمواج المتلاطمة من الفتن والعداء الذي يصدر عن تلك الأبواق الشيطانية وهي معروفة المصدر والهوية والمحرك الذي يدفعها بقوة إغراء الدرهم والدينار .
ولأنّ عمان ليست دولة طارئة أو عارضة ، بل هي كيان راسخ البنيان ، ذات حضارة لا تهزّها العواصف ولا تنال منها هرطقات السفهاء ، أسود الشرى من شبابها وشِيبها كجبالها الشمّ الصّم في ساحات الوغى ، هم سدّها المنيع ، وحصنُها الحصين ، تاريخهم ينضح بالفخر والبياض ، فمَن هكذا هو يبقى ثابتًا وقناته لا تلين ، أما الطارئ والعارض فهو عرضة للتحرك ، بل هشاشة عظامه تجعل من زواله أمرًا واردًا وممكن الحدوث ، في ظل حماقات اللعب بالنار ، وتقمّص دور أكبر ، بل قُل وهو الأصح ، يحاولون ارتداء لباس لا يتناسب مع مقاسات أحلام من يسيّرون الأمور هناك ، وقد شطحت بهم تلك الأوهام إلى حماقات أوردَتهم مهالك ومنزلقات كانوا في غنًى عنها ، فأصبحوا مثل اليائس المجنون ، من هَول انكساراتهم وفشلهم وعدم نجاح خُططهم . إنّهم سائرون لا محالة إلى هاوية الذلّ ثم الانتحار ، ولا يستطيعون إيقاف ذلك .
لن أدنّس هذا المقال بذكر أسماء سفينة في المشهد السفيه ، فالسفهاء والحمقى الذين نشروا الشائعات وعمدوا على ضرب الوحدة الوطنية العمانية ، يعرفون أنفسهم ومن يحركهم من ساداتهم ، وبحسب المثل الشعبي القائل ” اللي على رأسه بطحة يحسّس عليها ” كأنهم رؤوس الشياطين في قبحهم ودمامتهم . ولا أود أيضا استخدام كلمات نابيّة حتى لا نصل إلى المنحدر أو المستنقع الذي وصلوا إليه فشربوا من قذارته شرب الهيم ، وسيكون ذلك نزلهم بإذن الله يوم الدين .وفي حقيقة الأمر هناك أسئلة محيّرة للغاية ، وهو لماذا يفعل هؤلاء العابثون هكذا ، ولماذا هذا الحقد والعداوة والغل الذي تلبّسوا به كما تلبّس إبليس بالغواية والشيطنة ؟ ألهذا الحد تفعل الإحساس بالدونية والشعور بالنقص فعلتها .. ؟ مع أنّ الأصل لا يمارس على فروعه مبدأ الفوقيّة ولا حتى يُشعرهم بذلك من خلال استذكار التاريخ والجغرافيا بكل فصولها ، ولا ينشر ما لديه من وثائق ومستندات تكشف الحقائق ، وذلك مراعاة لمشاعر وأحاسيس الفروع ، فالكبير بما يملكه من رجاحة في العقل وحكمة ثاقبة وعطف ورحمة بالصغير ، لا يأتي إلا بتصرفات تعلي من قدره وشأنه ، وتشهد على أصل معدنه وطيبة معشره وحسن سريرته . ماذا فعلت بكم عمان أيها الحمقى ؟ عمان التي اعترف العالم كله بسلمها وسلامها وباعتدالها ووسطيتها ، لا تعادي أحدا ولا تخون عهدًا ولا تغدر بقريب أو بعيد ، بل ولا تتدخل في الشؤون الداخلية للغير إيمانا منها بأنّ كلٌّ على نفوسهم بصيرة ، وهم بمصالح بلدهم أعلم وأحرص إن كانوا يفقهون .
وفي هذا المقال ، وقد التزمت فيه بأدبيات الطرح والنقاش ، على عكس ما فعلوا ويفعلون ، يجدر بنا توجيه الرسائل التالية لعلهم إلى عقلهم ورشدهم يعودون ، وهي :
الرسالة الأولى : لقد فعلتم ما فعلتم ومازلتم ، من ترويج للإشاعات وإثارة الفتنة واتهام عمان بالخيانة ، ومن ضرب الاقتصاد الداخلي وزرع الجواسيس ، فلم تصلوا إلى مبتغاكم – ولن تصلوا – لسببين رئيسيين :
١- أنّ الخفافيش لا تظهر إلا في الظلام ولا تتمدد بل تبقى منكمشة نائمة على ظهرها ومصيرها كمصير الفراشات التي تتهاوى في نار موقدة .
٢- هو ذلك الشعب العماني الجبار القادر على كسر كل خسيس يُريد بعمان وأهلها شرا ، ولقد جربتم فلم تنالوا إلا الخزي والعار والزحف إلى سيدكم على ركبكم في منظرٍ أشفقَ عليكم من شاهدكم على تلك الحال .الرسالة الثانية : لكل من يهمه الأمر؛ علاقة الشعب العماني بجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ، لم ولن تفهموها لأنكم لم تحظوا بها ، فهي ليست مجرد علاقة حاكم وشعب ، إنها تتعدى هذا المفهوم وما قد يترتب عليه من مفاهيم السياسة والحكم ، هي علاقة نسجت خيوطها المحبة والثقة المتبادلة والاحترام من الطرفين وطُرزت هذه الخيوط بالولاء والانتماء والوفاء للوطن وقائده ، هو الرمز وهو الأب الحنون وهو الحاكم العادل ، وهو في عبارة مختصرة ، أسطورة عمان والعمانيين ، تشابكت يداه الكريمتان مع أياديهم في البناء والتشييد منذ أول يوم لقيام نهضة الخير ، ولقد رأيتم بعيونكم وسمعتم بآذانكم الحب غير العادي من شعب غير عادي لحاكم وزعيم غير عادي ، فبئس ما فعل ذبابكم الإلكتروني وأبواقكم النشاز الخسيسة المأجورة .
الرسالة الثالثة : يبدو – والله أعلم – أنّكم صدقتم أنفسكم بعدما صدقتم مستشاريكم وبعض المحللين المأجورين السُّذّج الذين يذكرون بأنّ فلان بن فلان يريد السيطرة على مفاصل الحكم في عمان لكي تكون تحت طوعه !!!
هل تصدقون إنها نكتة سخيفة ومضحكة ،
فمنذ متى ينقاد الأصل للفرع ؟ ومتى تسمح الأسود لمعتدٍ من الاقتراب من عرينها ، وإذا تصوّر لكم خيالكم القاصر أن السلم والاحترام جبناً أو ضعفا أو خوفًا ، فإنما هو وهْم الخاسر الخاسيء البائس اليائس ، وقد خدعتكم نفوسكم وعقولكم ، فنصيحتي إليكم ، نصيحة المشفق على حالكم المزري ، أن اتقوا شرّ الحليم إذا غضب . إنّ انتقام الحليم مدمّر .الرسالة الرابعة : اهتموا بشعوبكم وبقضاياهم ، ودعوا الخلق للخالق ، واذا كنتم مصرّين على شروركم وأعمالكم الخبيثة ، ويبدو أنكم أدمنتم عليها وتشرّبتموها ، فابتعدوا عن سلطنة عمان ، فسِلْمها حصانة ، ونارها إذا دعا الداعي موقَدة حارقة ، لا تُبقي ولا تذر ، لمن ينوي بها شرا ، فجيشها وقواتها الأمنية ورجالها ونساؤها متراصّو الصفوف ، كالبنيان المرصوص للذود عنها ، ابحثوا عن ملعبٍ آخر ، سهلٍ ، تلعبون فيه .
الرسالة الخامسة : ما أثرتموه عن خلافات بين أفراد العائلة المالكة ، إنما تلك أمانيكم تحدثون بها أنفسكم ، فأفراد العائلة لديهم من الحكمة والبصيرة والعقل ما يحفظون به تراب الوطن ووحدة الأمة ، وهم أولاً وأخيراً ضمن النسيج الاجتماعي العماني .
وأكادُ أعجبُ أشدّ العجب ، الممزوج بالغضب ، من همسات تقول ، بأنّ هناك من يتربص بعُمان وينتظر موت سيدها ، أطال الله في عمره ومتّعه بالصحة والعافية ، لأنه العقبة الكؤود في وجه تحقيق مخططاتهم الخبيثة ، وكأنّ سادة عُمان سيصبحون لقمة سائغة ، وأنهم أهوَن من قابوسهم وأقلّ شراسة في الذود عن حياض الوطن !!؟
ويلكم ثم يا ويلكم ، كيف شطحت بكم الخيالات !! هل علمتم أو سمعتم من تاريخ عُمان أن هناك من سادتها وحُكامها مَن خان الوطن ، أو فرّط في حبّة من رمل ترابها ؟!
إنهم صناعة عمانية كلها الخبر والوفاء والرجولة ، بل وكل الشعب العُماني بكل أطيافه ، فما بالكم بسادته وحكامه !!!
ارحموا أنفسكم ، والزموا حدودكم ، وأقصِروا .
د.سالم بن سلمان الشكيلي يكتب: أبواق الفتنة العمياء
- خبر
-
مشاركة