خاملو اليوم مرضى المستقبل

    • خاملو اليوم مرضى المستقبل

      في استطلاع أخير لآراء الآباء والأطفال واليافعين في بريطانيا، عزى أكثر من نصف المشاركين في الاستطلاع سبب خمولهم إلى آبائهم وأمهاتهم
      وقال ثلث الأطفال إن انشغال آبائهم وعدم توفر الوقت هو السبب الرئيسي للخمول في العائلة
      وقد اعترف واحد وخمسون في المئة من الآباء المشاركين بأنهم يمضون معظم وقت فراغهم في مشاهدة التلفزيون
      ويعتقد الخبراء الصحيون بأن الأطفال الخاملين سيتحولون في المستقبل إلى رجال غير أصحاء يعانون من مشاكل صحية

      واستنادا إلى الاستطلاع الذي أجرته شركة موري المتخصصة في هذا المجال، نيابة عن شركة بوبا للتأمين الصحي، فإن ثلث الآباء لم يعلموا بالحد الأدنى للنشاط الجسماني اليومي المطلوب للصحة العامة، والذي يجب أن لا يقل عن نصف ساعة في اليوم
      ويشير الاستطلاع إلى أن البدانة آخذة في الازدياد بين الأطفال، إذ تجاوز عدد البدناء دون سن السادسة عشرة من العمر في بريطانيا وحدها المليون طفل
      الأداء المدرسي
      واستنادا إلى بوبا فإن ثلاثين في المئة من الأطفال الخاملين سوف يعانون على الأرجح من أمراض قاتلة في مراحل لاحقة من حياتهم مقارنة مع نظرائهم النشطاء
      كما حددت بوبا أن انعدام النشاط يمكن أن يؤثر على أداء التلاميذ في المدرسة وينتج عنه انخفاض في مستواهم الدراسي
      وتقول الدكتورة بولا فرانكلين من بوبا إنه، وخلافا للاعتقاد السائد، فإن معظم الأطفال لا يفضلون البقاء في المنازل والجلوس على الكراسي، بل يرغبون في ممارسة النشاطات الجسمانية مع آبائهم وأفراد عائلاتهم
      وتضيف الدكتورة فرانكلين أن معظم العادات السيئة تتشكل في الطفولة ويكون من الصعب التخلص منها في المستقبل
      أمثلة تحتذى
      وهنا يأتي دور الآباء الذين عليهم أن يحثوا أطفالهم على النشاط ويشاركوهم في بعض النشاطات التي يستمتعون بها
      وقال ثلاثة وخمسون في المئة الشباب المشاركين في الاستطلاع إن توفر النوادي الرياضية المحلية سوف يشجعهم على ممارسة الرياضة، بينما قال واحد وثلاثون في المئة إن الدروس الرياضية في المدارس سوف تترك تأثيرا على مستوى نشاطهم المستقبلي
      وتقول الدكتورة فرانكلين إن هناك أدلة تثبت أن الأطفال عادة ما يقلدون آباءهم، لذلك فإن مجرد تقديم النصائح للأطفال والشباب بممارسة النشاط الرياضي لن ينفعهم في شيء وإن الأهم من ذلك هو أن يتبع الآباء والأمهات نمطا نشيطا في الحياة وبذلك يقدمون مثلا يحتذي به أبناؤهم
      وفي هذا الصدد، أشار إحصاء أخير أن الآباء والأمهات الذين يمارسون نوعا من الرياضة التي يستمتعون بها سوف يستقطبون أطفالهم للاهتمام والاستمتاع بهذه الرياضة .