“بالصور: “الصبيغة”، لباس تقليدي في ظفار، فماذا تعرف عنه؟

    • خبر
    • “بالصور: “الصبيغة”، لباس تقليدي في ظفار، فماذا تعرف عنه؟

      Atheer News كتب:

      أثير – مكتب صلالة
      إعداد: سهيل العوائد

      يشتهر أبناء محافظة ظفار منذ القدم بلبس الصبيغة، التي تُعدّ من أهم الأزياء التقليدية التي يفضلها الرجال والنساء في ظفار، خصوصًا أبناء الريف وبعض أبناء المدن والبادية.

      والصبيغة أو “خرقَت” كما يطلق عليها محليًا هي عبارة عن ثوب ظفاري يتم لبسه عند الرجال، كإزار للنصف السفلي من الجسم عند ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، كما يتم لبسه لكل الجسم عند انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء، وتكون طريقة لبس “خرقت” على شكل إزار مشدود يُربط على الخصر، والجزء المتبقي منه يتم لفّه على الجزء العلوي من الجسم، ليغطي الصدر والظهر، أو يُلبس الجزء العلوي بشكل حُر على الكتف إذ يمكن للرجل تركه على الكتف أو لفّه أو تحريكه على جسمه بسهولة وحرية.

      وما يزال بعض أبناء ظفار يحافظون على لبس الصبيغة إلى هذا اليوم، ويرفضون التخلي عنها؛ لأنها تمثل تاريخهم وتراثهم وهويتهم، كما تعني لهم الكثير من ذكريات الماضي، بالإضافة إلى أنهم يجدون راحتهم في لبسها.

      أما اليوم ومع توفر الزي الرسمي العماني، ومع تنوع الأقمشة وتعدّد أشكال الملابس المختلفة، أصبح لبس الصبيغة يقتصر فقط على المناسبات الاجتماعية أو الوطنية أو موسم الخريف، إذ يرتديها الرجال اليوم للزينة في المناسبات الاجتماعية أو لتعريف أبنائهم بتراثهم، أو كنوع من التغيير أو الحنين إلى تراث الماضي الجميل، وتُعد الصبيغة قديمًا لدى الرجال من أهم وأغلى الهدايا؛ وذلك نظرًا لندرتها وقيمتها آنذاك، وقد كانت تستخدم في الفنون الشعبية وفي الأعراس وفي الدِية لحل بعض النزاعات، كما كانت تستخدم أيضًا لتوثيق الصداقات بين الناس، وكان الحصول على الصبيغة قديما يتم بالمقايضة مع السمن البلدي أو الذرة أو اللحوم أو حتى مع بعض أنواع السلاح.


      أما اليوم فالصبيغة متوفرة في المحلات التراثية بكميات كبيرة ويمكن شراؤها نقدًا وبسهولة تامة. ويفتخر رجال ظفار بلبس الصبيغة ولا ينظرون لها فقط على أنها مجرد قماش، بل يرون فيها شموخهم وهيبتهم وحريتهم.

      وأما النساء فيلبسن الصبيغة على شكل ثوب أبو ذيل “الثوب الظفاري”، وتسمى “الطاقة” أو “طِيقت” وتكون سميكة بحيث تناسب لبس المرأة، ويتم استخدام جزءٍ منها لتغطية الرأس، ويسمى “النُقبة” أو “كَمكَم” ويكون أقل سماكة من “الطاقة”، أو أحيانًا يكون من قماش يشبه “الطاقة” أو يشبه لونها النيلي.


      وتحتوي الصبيغة على صبغة زرقاء نيلية تستخدمها النساء كجزء أساسي من أدوات زينتها، إذ تقوم النساء بمسح اليدين والوجه والجسد بالنيل؛ وذلك لفائدة هذه الصبغة على نضارة البشرة والجسم. كما كانت تمثل “الطاقة” الثوب المميز الذي تحلم به كل عروس، حيث يتم غسل وسحق الصبيغة حتى يتغير لونها وتميل إلى اللون البني أو النيلي، ثم يتم عمل تطريز يدوي بالخيط المتوفر قديمًا الذي كانت تقتصر ألوانه على الأحمر والأخضر والأصفر والأزرق والأبيض، لتكون العروس في أبهى صور حلتها وأجمل أشكال أناقتها، خاصةً عندما يتميز ثوبها بنقشة مميزة وشكل خاص ومنفرد في التطريز، وبالرغم من أن قماش الصبيغة متوسط السماكة، إلا أن المرأة الظفارية تجده من الملابس الدافئة والمريحة للجسم، كما كانت تستخدم صبغتها النيلية مع مكونات نباتات الصُبر والكركم الطبيعي؛ للاهتمام بجمالها ونضارة بشرتها.

      وما تزال نساء ظفار يحافظن على لبس “الطاقة” في مناسباتهن الاجتماعية ومواسم الإجازة والخريف، وتم إضافة بعض التصميمات والتعديلات والنقشات والتطريزات الحديثة عليها لمواكبة موضة العصر، وتتوفر “الطاقة” بكميات وتصاميم مختلفة في المحلات التراثية بمختلف أنحاء محافظة ظفار.


      يُذكر أن الصبيغة كانت تستورد فقط من الهند عبر التجّار الذين كانوا يعبرون المحيط للتجارة، والنيلة هي صبغة قديمة جدًا، كانت تستعمل في مصر والهند ما قبل الميلاد، وكانت الهند البلد الذي يصدر هذه الصبغة لجميع أنحاء العالم، حيث يتم استخراج هذه الصبغة من نبات النيلة الذي ينتمي إلى فصيلة البازلاء وينمو أساسًا في الهند، أما اليوم فقد توصلت شركات أوروبية وآسيوية لإنتاج النيل الصناعي بدل النيل الطبيعي وأصبحت الصبغة متوفرة في الكثير من البلدان.

      Source: atheer.om/archives/529664/%d8%…%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%8c/