الضغط النفسي الناجم عن الخوف والقلق من الأمراض الوبائية

    • خبر
    • الضغط النفسي الناجم عن الخوف والقلق من الأمراض الوبائية

      Alwatan كتب:

      أصبح العالم كله يتحدث عن الفيروس التاجي (كوفيد ـ 19)، سواء على مواقع الإنترنت أو شاشات التلفاز أو وسائل التواصل الاجتماعي..
      كل هذا تسبب في حالة من القلق النفسي بسبب فيروس كورونا (كوفيد ـ 19)، وفي هذا التقرير نتعرف على نصائح للتعامل مع حالة القلق النفسي، وهنا لا بد أن نتعرف أولًا على معنى القلق، القلق هو الشعور غير السار المصحوب بالخوف والجزع من أحداث متوقعة مثل الخوف من الأوبئة والأمراض ويشعر الشخص بالخوف والهلع عندما يفكر به.
      أما الأشخاص المعرضون للقلق فهم غالبًا ما يكون لديهم مخاوف مفرطة ومستمرة من المواقف اليومية، وفي كثيرٍ من الأحيان تتضمن اضطرابات القلق نوبات متكررة من المشاعر المفاجئة للقلق الشديد والخوف أو الرعب وتصل في دقائق إلى نوبات الهلع.
      هنا تجدر الإشارة إلى طريقة التعامل مع القلق من خلال تهدئة الجهاز العصبي باستخدام التنفس الحجابي (التنفس العميق)، وفعل ذلك لبضع دقائق يرسل رسالة إلى الدماغ أنك في الواقع لست في خطر، تغلب على الخوف والقلق من خلال التحدث بلطف إلى نفسك للخروج من هذه الحالة، وكما قال أخصائيو الأمراض المعدية، إنه عندما يتعلق الأمر بتخفيف الخوف والقلق حول فيروس كرونا
      (كوفيد ـ 19) ضع أمرين في الاعتبار: الأول: أن الأطباء يعرفون ما يجب فعله وتم تدريبهم على إدارة الأمراض بمختلف أنواعها، الثاني: يمكنك اتخاذ خطوات لحماية نفسك والآخرين بالالتزام والتقيد بالإرشادات والتوجيهات التي تصدرها الجهات المختصة.
      ويعد الضغط النفسي حالة طبيعية يتعرض لها الفرد نتيجة لعوامل داخلية وخارجية، فالعوامل الداخلية مرتبطة بإدراك الفرد حول حجم وتأثير هذا الضغط، وبطبيعة الحال تختلف من فرد لآخر ومن مجتمع لآخر حسب الأمور المتعلقة بالجاهزية والاستعداد وتقليل الأثر الناجم من الضغط النفسي، فكيف يكون الوضع إذا كان مصدر الضغط يهدد حياة الملايين من أفراد الكرة الأرضية.
      الهدف من هذا المقال هو الوعي بكيفية التعامل مع المشاعر والأخبار غير السارة التي تبثها وسائل الإعلام المختلفة بوفرة، وللأسف إن وسائل الإعلام سلاح ذو حدين، فهي إيجابية من جانب التوعية ورفع مستوى الإدراك لدى الأفراد عما هو مطلوب لتخطي هذه الأزمة، أما الجانب السلبي لها فيعمل على تشتيت العقل في الاستجابة للضغط، ويعتبر القلق والخوف سمتين متلازمتين للإنسان، فالقلق ينشأ من بعدين أساسيين: وهما وجود خطر وتهديد حقيقي يستهدف حياة الإنسان، وهذا القلق يزول بمجرد زوال الأسباب، ويعني بمجرد أخذ الاحتياطات اللازمة والإجراءات الوقائية تقل نسبة القلق والخوف باتباع سبل الوقاية والسلامة العامة، أضف إلى ذلك القلق من وجود خطر مفترض ولكنه غير حقيقي أو على الأقل مبالغ فيه، وهذا النوع تثيره وتعززه وسائل الاتصال الإلكتروني والتي تخلو من الرقابة الكافية وتفتقر للمنهجية العلمية والمعلومات الصحيحة من أهل الاختصاص.
      وربما الذي يثير الهلع ويدب الرعب في قلوب الناس حاليا يندرج تحت النوع الثاني، ولكن يبقى السؤال المهم كيف يؤثر الضغط النفسي ويتفاعل مع الجهاز النفسي، بسبب تزاحم وفرة المعلومات على أجهزتنا المحمولة وكثافة المعلومات المتناقلة بين الأفراد يؤثر على طبيعة الأفكار لدى الفرد، حيث إنه تتعطل منظومة اتخاذ القرارات وذلك بسبب نسبة القلق المرتفعة ويزداد الخطر كلما أفرط الإنسان في التعميم الزائد، يختل الإدراك بالتصور الكارثي الوبائي، وتوقع الأفراد حدوث الأسوأ، كذلك يتأثر سلوك الفرد اليومي بشدة التوتر والقلق فبارتفاع التوتر يسبب الضغط النفسي وتظهر سلوكيات جديدة لدى الفرد لم يكن يمارسها من قبل مثل: المبالغة في سلوكيات النظافة أو التوجه إلى العزلة الشديدة وبسبب عدم القدرة على الاسترخاء يواجه الفرق صعوبة في النوم ويظهر هذا أكثر لدى الشخصية القلقة بطبيعتها فيتأثر الأداء العام للفرد، كذلك يؤثر هذا الضغط النفسي على المشاعر فتسيطر مشاعر الحزن، والغضب، والإحباط وتزداد المشاعر سوءا مع ارتفاع نسبة الأعداد المصابين بالفيروس.
      ـ أثر الضغط النفسي على الجسم فبارتفاع معدل الأدرينالين تظهر أوجاع في الجسم كأوجاع البطن، والصداع والشعور بالخمول والكسل، وتسارع ضربات القلب، وخلل في الشهية..
      وبهذه الأعراض تزداد نسبة القلق والخوف فيبدأ الفرد بالتفكير باحتمالية إصابته بالفيروس، ويكون أكثر تحسسًا لأي عارض جسدي رغم أن هذه الأعراض طبيعية نتيجة تعرض الإنسان للضغط النفسي. وبعد أن تحدثنا عن آثار الضغط النفسي على الأفراد إليكم بعضًا من الإرشادات وهي بمثابة إسعافات أولية نفسية يمكن أن يقدمها أي شخص حتى لو لم يكن متخصصا في مجال الإرشاد والصحة النفسية وأهمها ما يلي:
      1ـ أخذ آخر أخبار فيروس كورونا (كوفيد ـ 19) من مصادر موثوقة وابتعد عن الشائعات…
      فمن المهم أن تكون على اطلاع دائم بأحدث الأخبار من مصادر موثوقة بخصوص (كوفيد ـ 19) وكن حذرًا بشأن ما يتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فكثيرًا ما يتداول غير صحيح ومبالغ فيه وهدفه بث الخوف والقلق لدى الأفراد.
      2ـ تحكم فيما تستطيع التحكم فيه، على الرغم من أنك تريد البقاء على اطلاع حول فيروس (كوفيد ـ 19) من المهم التركيز على ما يمكنك التحكم فيه، خذ استراحة من التغطية الإعلامية أو وسائل التواصل الاجتماعي إذا وجدت نفسك تشعر بالذعر من الأخبار أو مقال قرأته للتوعية عبر الإنترنت، إذا كان التحدث مع أحد المحيطين لك حول الفيروس التاجي المزعج لك: قم بتغيير موضوع المحادثة عندما تستطيع.
      3ـ كن واعيًا ومدركًا لذاتك، رغم أن أهمية الأخذ بالإجراءات الاحترازية واتباع الإرشادات الصادرة من الجهات المختصة، إلا أنه ليس كل شخص يسعل نتعامل معه على أنه مصاب بالفيروس حيث إن بعد الوعي الذاتي مهم لتخفيف القلق العام، فركز على ما يمكنك القيام به.
      4ـ ضع جدولًا زمنيًا لحياتك: قد يكون من الصعب عليك إلغاء الرحلات والأحداث المهمة، وإغلاق المدارس وفكرة التباعد الاجتماعي، ولكن من المهم محاولة الحفاظ على جدول زمني لحياتك، فالروتين يجعل معظم الناس وخصوصًا الأطفال يشعرون بالأمان، فحاول الحفاظ على أوقات نومك وواجباتك العادية والتركيز على الأنشطة التي تجعلك تشعر بالسعادة مثل قراءة كتاب أو مشاهدة برنامجك المفضل أو ممارسة لعبة مع عائلتك أو يمكنك المشي في مكان مفتوح بعيد عن التجمعات.

      إكرام بنت الوليد بن زاهر الهنائية
      أخصائية إرشاد وصحة نفسية

      Source: alwatan.com/details/392815