قناة السويس المصرية (فقط)

    • خبر
    • قناة السويس المصرية (فقط)

      Alwatan كتب:

      هيثم العايدي

      فقط.. هنا يؤكدها انتهاء أزمة جنوح سفينة الحاويات العملاقة إيفر جيفن من ناحيتين أولاهما التأكيد على مصرية القناة وكفاءة إدارتها والتعامل مع أزماتها الطارئة من ناحية، وأيضا تفرد القناة بأهميتها الاستراتيجية كأهم ممر مائي ولا بديل عنه للنقل البحري.
      وفيما يخص التعامل مع الأزمة التي انتهت بنجاح رجال هيئة قناة السويس في تعويم السفينة الجانحة بعد أن أعد خبراء الهيئة خطة تعويمها التي اعتمدت على التكريك والقطر، وذلك رغم أن ملَّاك السفينة استعانوا بشركة سميت سالفدج الهولندية، وهي إحدى أكبر الشركات العالمية المتخصصة في مجال الإنقاذ البحري.. إلا أن هذه الشركة أشادت بالخطة التي وضعتها هيئة قناة السويس وقدمت بعض الاستشارات الفنية للهيئة، وجرى التنفيذ من خلال الوحدات البحرية التابعة للهيئة. والدور المشهود للكراكة مشهور المصرية والتي تصفها المنظمة العالمية لجمعيات التجريف بأكبر كراكة قاطعة ثابتة في العالم والتي عملت على إزالة الرمال التي علقت بها السفينة الجانحة.
      وبعد أيام قليلة من التعويم انتهت الأزمة كليا باكتمال عبور كافة السفن المنتظرة بالمجرى الملاحي للقناة، حيث إن إجمالي أعداد السفن المنتظرة بمنطقة البحيرات الكبرى والمدخلين الشمالي والجنوبي للقناة منذ وقوع حادث جنوح السفينة البنمية بلغ ٤٢٢ سفينة بإجمالي حمولات صافية قدرها ٢٦ مليون طن.
      وسجل يوم السبت عبور المجموعة الأخيرة من السفن المنتظرة منذ الحادث وعددها ٦١ سفينة، كما استقبلت القناة ٢٤ سفينة جديدة من السفن الراغبة في العبور بعد انتظام حركة الملاحة ليصل إجمالي السفن العابرة لذلك اليوم ٨٥ سفينة.
      وتقودنا هذه الأرقام إلى تأكيد آخر يتمثل في عدم وجود أي بديل لقناة السويس حتى هذه اللحظة.. على الرغم من تكاثر التقارير الإعلامية خلال توقف الملاحة بالقناة عن البدائل تحت مسميات متعددة منها ما هو شمالي أو جنوبي أو كلاهما.
      فكافة هذه التقارير تجاهلت حقيقة أن قناة السويس بموقعها الاستراتيجي الرابط بين كافة طرق التجارة العالمية صالحة للملاحة طول أوقات السنة، كما أنها تمتاز أيضا بالخدمات اللوجستية التي تحتاجها السفن العابرة، علاوة على المشاريع التي تنفذها مصر لتعزيز ارتباط القناة والموانئ المصرية بشبكة طرق وخطوط سكك حديد ومناطق صناعية.
      وحقيقة أخرى يتغافل عنها من يتحدث عن بدائل قناة السويس، وخصوصا تلك البدائل التي تتحدث عن طرق برية أو سك حديدية لا تقول لنا عن السعة الاستيعابية لهذه الطرق والتي لا نستطيع بأي حال من الأحوال مقارنتها بالنقل البحري، فسفينة مثل ايفر جيفن كانت تحمل على متنها 18 ألف حاوية، وهي حمولة إذا أردنا نقلها بالسكك الحديدية فستحتاج إلى 18 ألف عربة قطار، وبالمثل على الطرق البرية.. فكل ما يتردد عن مشروعات بديلة لقناة السويس هي أحلام غير واقعية، أو خطط ليست ذات جدوى ولا تهدف إلا الشوشرة أو ملء فراغات الحديث.
      Source: alwatan.com/details/420470