Source: alwatan.com/details/420768Alwatan كتب:
ناصر بن سالم اليحمدي:
من المعروف والمؤكد أن نهضة أي دولة وتنميتها وتقدمها يقوم على الاقتصاد؛ لأنه المموِّل الأساسي لكافة خطط التنمية. وكلما كان الاقتصاد متينا والوضع المالي مستقرا تسارعت وتيرة التقدم ودارت عجلة الإنتاج.. من هذا المنطلق فإن سياسة الإصلاح الاقتصادي الحكيمة التي يتبناها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ تسعى لكي تحقق نموًّا اقتصاديا ملموسا يوفر الاستقرار والرخاء للبلاد والعباد، وتعمل على ترسيخ الوضع المالي للسلطنة من خلال تعزيز الاستثمار وتنويع مصادر الدخل، ورفع تصنيف السلطنة في المؤشرات الدولية عن طريق خطط مدروسة بعناية وقائمة على رؤية واضحة وفق جدول زمني محدد يتوافق مع رؤية “عُمان 2040″.. حيث إن ما يميز سياسة الإصلاح الاقتصادي أنها محددة بمدد زمنية، وتنفذ على عدة مراحل يمكن تقييم كل منها بوضوح، وذلك في كافة المجالات الاقتصادية والاستثمارية، إلى جانب أنها مرنة يمكنها التكيف مع أي ظروف مالية طارئة حتى تحقق أهدافها المنشودة.
وكما أن ملامح السياسة الحكيمة بدأت تتشكل وتنفذ على أرض الواقع، فإن نتائجها وثمارها أيضا بدأت تتجلَّى، بل يمكن القول إنها سبقت الخط الزمني المحدد لها بصورة ملحوظة.. فالنشرة الشهرية التي أصدرتها وزارة المالية للأداء المالي لشهر مارس 2021م والتي تضمنت خطة التمويل والدين العام للسلطنة أشارت إلى أن إجمالي الاحتياجات التمويلية لهذا العام تقدر بنحو 4,2 مليار ريـال عماني تم تمويل 2,37 مليار ريـال منها بنهاية مارس ولم يتبق سوى 1,83 مليار سيتم سدادها على مدار باقي العام.. وهذا بالطبع إنجاز عظيم يبرهن على صواب السياسة العمانية التي تمكنت رغم الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد والعالم أجمع بسبب جائحة كورونا أن تتجاوز الأزمة، بل وتوفر تمويلا يقارب الثلثين خلال الربع الأول من العام فقط.
ودليل آخر على صواب السياسة الاقتصادية العمانية ما أشارت إليه وكالة “ستاندرد آند بورز” منذ أيام والتي صنفت الوضع الائتماني للسلطنة عند “B+/B” مع نظرة مستقبلية مستقرة في تقرير لها وتوقعت أن تتراجع الضغوط المالية في السلطنة خلال العام الجاري، وهو ما يثبت أننا نسير على الطريق الصحيح.. فهذه الشهادة الدولية بكفاءة الاقتصاد العماني من شأنها أن تسهم في جذب الاستثمار، وبالتالي ستتدفق رؤوس أموال كبيرة تعمل على تقوية الاقتصاد وتوفير فرص عمل وتعزيز مكانة الدولة في المحافل الاقتصادية العالمية والتي تعود بدورها على كل من يقيم فوق الأرض الطيبة بالخير والنماء والرفاه.
إن وطننا الحبيب يسير بخطى واثقة وراسخة نحو التنمية والتقدم في كافة المجالات، ومثل هذه التقارير وغيرها التي صدرت من قبل تُعد دليلا ناصعا وقويا على السياسة الحكيمة التي تنتهجها حكومتنا الرشيدة لمواجهة الأزمات وتحقيق الرخاء والاستقرار والاطمئنان على مستقبلنا الاقتصادي حتى أصبحت السلطنة في مصاف الدول التي تستشرف آفاق المستقبل وتخطط له بفكر سليم وبصيرة نافذة ورؤية ثاقبة.. أدام الله على عماننا الاستقرار والأمان، وحفظ الله قائدها المفدى وشعبها الوفي من كل مكروه .. إنه نعم المولى ونعم النصير.
* * *
القرار الذي أصدره مجلس إدارة الاتحاد العماني لكرة القدم بإلغاء دوري عمانتل ودوري الدرجة الأولى ودوري كرة القدم النسائي للصالات للموسم الكروي 2021/2020 أثار استياء كثير من عشاق الساحرة المستديرة؛ لأن الأنشطة الرياضية كانت تهون عليهم العزلة التي يعانون منها وهم سجناء المنازل.
نعلم أن قرار الاتحاد العماني جاء بناء على قرار اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا بتعليق الأنشطة الرياضية الرسمية والأهلية ابتداء من بداية هذا الشهر، ولكن في رأيي أنه كان بإمكان المسؤولين في الاتحاد الالتزام بقرار اللجنة العليا وتعليق النشاط فقط واستئنافه في وقت لاحق عندما تتحسن الظروف، كما حدث العام الماضي، لا سيما أن ما تبقى من هذه المباريات قليل بالمقارنة بما تم لعبه، أما إلغاء المسابقات نهائيا فهذا يشكل خسارة كبيرة للكرة العمانية وقرار جانبه الصواب.
إن كثيرا من دول العالم لم تلغِ أنشطتها الرياضية، بل إن بعضها سمح بعودة حضور الجماهير في الملاعب لتشجيع الفرق، وبالتالي فإن قرار الاتحاد العماني يمكن إعادة النظر فيه.
المشكلة الآن لا تتعلق بالأندية فقط، بل بالمنتخبين الوطني والأولمبي.. فإلغاء النشاط الرياضي سينعكس سلبا على اللاعبين الذين يحصلون على مهاراتهم ويحافظون على لياقتهم من اللعب مع أنديتهم؛ ذلك كون اللعب مع الأندية في الدوري يجعل جاهزيتهم البدنية على أعلى مستوى طوال الوقت.. وينتظر المنتخب الأحمر الكثير من التحديات في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2022م في قطر ونهائيات الأمم الآسيوية 2023م في الصين، ويجب أن يكون على أهبة الاستعداد لهذه المسابقات المهمة ويحتاج لتدريبات مكثفة تتجاوز تدريب المنتخب من خلال معسكراته.
إن الهزة التي تعرضت لها منظومة الكرة أثبتت أن التخطيط لممارسة الأنشطة الرياضية يحتاج لمراجعة.. فالتحديات التي تواجهها هذه المنظومة تغلبت عليها العام الماضي، وكان من الأجدر أن تكرر نفس السيناريو هذا العام، أما الهروب من المشكلة فلن يحلها بل قد يزيدها تعقيدا؛ لأنه ليس في صالح الكرة العمانية.
أضواء كاشفة: تقارير مبشرة بالخير
- خبر
-
مشاركة