فن الدبلوماسية وكاريزما المرأة العربية (3)

    • خبر
    • فن الدبلوماسية وكاريزما المرأة العربية (3)

      Alwatan كتب:

      أ. سعدون بن حسين الحمداني:
      يُعدُّ المجتمع العربي بكافة أديانه مجتمعًا محافظًا بصورة عامة على العادات والتقاليد العربية الأصلية، سواء للدين الإسلامي الحنيف أو الدين المسيحي أو بقية الأديان الأخرى؛ كونه يقع ضمن بوتقة العالم العربي الذي يتميز براسخة وأصالة العادات المتعمقة في جذور التاريخ رغم بعض الشروخ هنا وهناك.
      وتمثل المرأة العربية جوهرة هذا المجتمع في خصالها وتحمُّلها المسؤولية الكبيرة في مجتمعها مهما كانت وظيفتها في أسرتها أو مجتمعها وتعاملها مع الغير في كل المجالات.
      المرأة العربية يحكمها كثير من العادات والتقاليد العربية الأصلية تحت مظلة الدين الإسلامي الحنيف، لذلك عليها عدم الانصياع وراء صيحات الغرب من عادات وتقاليد بعيدة كل البعد عن واقعنا العربي والإسلامي وخصوصا في مجال الملابس والمكياج والإكسسوارات.. وغيرها من الأمور الصورية التي وصلت لنا من الغرب، حيث يقول الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم): (فإني لو أَمرتُ شيئًا أن يسجدَ لشيءٍ لأمَرتُ المرأةَ أن تسجُدَ لزوجِها، والذي نفسي بيدِه، لا تُؤدِّي المرأةُ حقَّ ربِّها حتى تُؤَدِّيَ حقَّ زوجِها).
      مقال اليوم يُبين لنا كاريزما المرأة العربية بفن إتيكيت الحياة الزوجية وكيفية المحافظة عليها، وتقوية هذه الرابطة المقدسة التي تصب في شخصيتها وازدهار واستقرار الحياة العائلية بصورة خاصة والمجتمع بصورة عامة، وأي فتور بالحياة الزوجية سوف يؤدي إلى زعزعة روابط الحب والاحترام المتبادل، وبالتالي إلى كسر أواصر الحياة المقدسة والتي قد تؤدي ـ لا سمح الله ـ إلى ضياع العائلة والأطفال. فقد ارتفعت نسبة الطلاق في عالمنا العربي بالسنوات الأخيرة بسبب الغرور والعناد والكبرياء، وعدم التعاون لكلا الطرفين، والذي يزعزع الأحاسيس الجميلة والمشاعر والاحترام بينهم، لذلك على المرأة العربية أن تحرص كثيرًا على أسرتها بهدوء الأعصاب، وتقبل المشاكل والصعاب ووجهات النظر المختلفة برحابة صدر وعقلية متفتحة.
      واهتمت المدارس الدبلوماسية الغربية بالحياة الزوجية ودعمها لما لها من مرود إيجابي على الإنتاجية والتطور بالإبداع والتميز؛ لأن المرأة عندما تكون بأفضل حالة نفسية وبعقلية صافية سوف تتميز ببشاشة الروح والالتزام العالي بالعمل عكس المرأة التي تعرضت لسلسلة من الهزات العائلية والاجتماعية.
      ومن خلال ذلك على المرأة العربية الاهتمام بما يلي: عليها أن تزيد وتديم من أواصر المحبة والاحترام مع زوجها وأفراد عائلتها، عليها أن تعمل على إدامة المشاعر والمودة بكل ما هو جميل ورقيق مع زوجها بصورة خاصة وأطفالها بصورة عامة، عليها أن تستوعب بأن الحياة الزوجية هي علاقة مقدسة وليس حب الذات والأنانية ونزفا لميزانية البيت المالية، عليها أن تبتعد كل الابتعاد عن كثرة المطالبات المالية، وعليها أن تجعل مبدأ الأهم ثم المهم في كل احتياجات المنزل والأسرة، عليها أن تبتعد كل الابتعاد عن تقليد الآخرين ولا تطلب من زوجها الكثير من المال بسبب الغرور والتقليد، لا تخفي أحاسيسك الإيجابية، ولا تخفي حبك عنه خجلًا أو انشغالا بأمور البيت والأطفال، حاولي السيطرة على نفسيتك وتصرفاتك السلبية في لحظات الغضب، وتجنبي عن استخدام أي كلمة جارحة، كوني امرأة حقيقة معتزة ومقتنعة بأنوثتك، فهذا سوف يعتز بها زوجك؛ لأن الأنوثة هي مصدر إلهام المشاعر والأحاسيس، أما المرأة التقليدية فنجدها في حالة من الصراع مع نفسها طول الوقت، مما تنعكس على واقع تعاملها مع زوجها والأسرة، حافظي قدر الإمكان على الطمأنينة والاستقرار والهدوء في البيت من خلال الابتسامة والمزح مع الصغير قبل الكبير، عليك احترام عائلة زوجك، واحتفظي دائمًا بعلاقة طيبة ومتوازنة مع الجميع دون استثناء مبنية على المودة والاحترام، لا تمنعي ولا تنزعجي من ذهاب زوجك إلى أهله، وإنما عليك بتشجعيه على التواصل معهم دائمًا؛ لأن ذلك يعزز حبك في داخله، عليك عدم الثرثرة والتكلم بالمفردات البسيطة بما يخص حياتك الزوجية لأقرب الناس لك، عليك الاحتفاظ بأسرار حياتك الزوجية وعدم التطرق لها بتاتًا، اهتمي بزوجك طول الوقت وامتدحي فيه كل المعاني الجميلة كالشهامة والمروءة والشجاعة والمسؤولية والوفاء، حافظي على سعادة زوجك بأقصى ما عندك من وقت وأفكار جميلة وجديدة تغير من ديكورات البيت، التجديد في حياتك اليومية يجعلك دائمًا تشعرين بالسعادة، ويجعل زوجك في حالة فرح وارتياح؛ لأنه يراك امرأة جديدة كل يوم فلا يمل ولا يخرج من البيت، والتجديد يبدأ من تسريحة الشعر ونوع العطر والملابس وحسن الكلمة ولباقة وقلة الحديث، احرصي على ثقافتك والمجاملة مع الجميع، كوني كاريزما الرجل في حياته بالمحافظة عليه ودعمه في آرائه وعمله وكل لحظات حياته؛ لأنه هو الداعم لك، فأنت عمود الخيمة والجميع يستظل بظلك بمن فيهم زوجك.

      Source: alwatan.com/details/420767