Source: alwatan.com/details/421207Alwatan كتب:
ربما لا يعرف الكثيرون أن انطلاق موقع يوتيوب الذي أسهم في تغيير نمط واسع في حياة الناس في العالم، قد حصل بالصدفة أولا ولسدِّ حاجة في حياة المجتمع، ودخل بالتأكيد عامل الإبداع في تأسيسه وتطويره. ونتطرق لهذا الموضوع بغرض تحفيز المبدعين من الشباب، وتحديدا من المشتغلين في مجال البرمجة والذكاء الاصطناعي، لتأمل الكثير من الوقائع والتوقف طويلا عندها؛ إذ قد يكون حادث عرضي سببا في إلهام البعض للخروج بفكرة مشروع قد تسهم في تغيير أنماط الحياة، وتقدم فوائد جمة للبشرية وتشكل نقلة في حياتهم المالية والاجتماعية، كما حصل عند الثلاثي، الذي تنبه لوجود فراغ في المجتمع وقرروا الشروع في اختراع يوتيوب لسدِّ هذا الفراغ.![]()
وليد الزبيدي
في أواخر العام 2004 كان الثلاثي يتابعون نهائي مباراة كرة القدم الأميركية، وحصل أن قدَّمت المطربة الأميركية جانيت جاكسون وصلات غنائية في فترة الاستراحة بين الشوطين، وأثارت الحركات التي قدمتها أمام عدسات التلفاز انتقادات واسعة، وتجادل الكثيرون حول ما قدمته المطربة جانيت، وضمن النقاشات التي شهدها المجتمع الأميركي حاول الثلاثي من الشباب البحث عن الأغنية في الشبكة العنكبوتية التي كانت منتشرة على نطاق واسع، لكنهم فشلوا في ذلك، وبدلا من إهمال هذا “النقص” الكبير بدأوا النقاش والبحث والتقصي، وبعد ذلك جاء تسونامي الذي تسبب بمقتل ما يزيد عن ربع مليون شخص، ناهيك عن الدمار الهائل الذي تسبب به. وحاول الثلاثي البحث عن لقطات فيديوية لذلك الحدث العاصف والخطير وواجهوا ذات النتيجة، لم يجدوا مبتغاهم، وبالمناسبة فقد كان الكثير من الناس يلتقطون الصور والفيديوهات لتسونامي، وكان ذلك دافعا آخر للثلاثي الشباب للبحث عن حلول لسدِّ هذا النقص الهائل.
لقد كان الحدث المتمثل بحركات المطربة جانيت جاكسون، والجدل الذي أثارته، حافزا لوجود ثغرة تبين لاحقا أنها ثغرة هائلة، والمهم في الأمر أن الشباب لم يستسلموا لذلك، وبدلا من اعتبار الأمر في السياق الطبيعي نتيجة للسياقات السائرة والمتعارف عليها، فقد وجدوا في ذلك دافعا ومحفزا للشروع بالبحث في الحلول الممكنة والمناسبة، وبينما كانت الاختراعات في السابق وتحديدا منذ انطلاق الثورة الصناعية تحتاج إلى إمكانات وعدد وربما مكائن عملاقة، اختلف الأمر تماما في الوقت الحالي، إذ تضمن المعرفة البرمجية البدائل عن العدد والمكائن العملاقة، وهذا ما استخدمه الشباب الثلاثة في بناء مشروع يوتيوب العملاق.
كم من مشكلة أو نقص واجهت شبابنا في حياتهم اليومية ولم يتوقفوا عندها طويلا، ولم يتأملوا الموقف ولم يبحثوا في الحلول المتاحة في حال استخدموا عقولهم وأفكارهم في زمن تتوافر جميع الحلول للغالبية العظمى من المشاكل اليومية.
أصداف : صدفة وحاجة وإبداع
- خبر
-
مشاركة